logo
18 زهرة على الأسفلت.. حين أجبرهن الفقر على العمل ودهستهن التريلا

18 زهرة على الأسفلت.. حين أجبرهن الفقر على العمل ودهستهن التريلا

24 القاهرةمنذ يوم واحد

لم يكن الفجر في كفر السنابسة كأي فجر آخر. فتيات في عمر الزهور، يحملن أحلامًا كبيرة بقلوب صغيرة، خرجن فجر الجمعة إلى حديقة العنب لا لالتقاط الصور، بل لقطف الرزق بيومية لا تتجاوز 130 جنيهًا، لا تكفي لثمن وجبة من أحد مطاعم الوجبات السريعة، لكنها كانت تكفي بالكاد لحلم بسيط... حلم بالكتب، أو طرحة العرس، أو مصروف عام دراسي.
هؤلاء لم يكنّ عاملات زراعة بالمعنى التقليدي. كنّ عاملات من نوع خاص، لم نعتد رؤيتهن في هذا المشهد:
"آية" طالبة الهندسة
"سلمى" من معهد التمريض
"يمنى" العروس التي كانت تستعد لفستان زفافها
وفتيات في المرحلة الإعدادية، ينتظرن ظهور النتيجة غدًا.. وقد ظهرت بالفعل وهنّ في قبورهن.
لم يكن المشهد فقرًا فقط، بل نتيجة مباشرة لسياسات إفقار يتم اتباعها دفعت هؤلاء الفتيات للعمل في الحقول وسط الشمس والغبار والعناقيد، بدلًا من قاعات المحاضرات أو أيام الراحة في الإجازة.
ركبن ميكروباص لا يليق بحياة آدمية، تم تحميله فوق طاقته القانونية، بعد أن حشرتهن السمسرة في كل زاوية، بلا مقاعد كافية، بلا حزام، بلا إحساس بالمسؤولية، فقط مزيد من الحمولة لمزيد من التحصيل.
وعلى الطريق الإقليمي – الموت المعتاد، دهست تريلا ضخمة الميكروباص فحولته إلى تابوت جماعي.
18 فتاة رحلن دفعة واحدة بينهن من كانت الأولى على مدرستها، ومن كانت تستعد لزفافها، ومن كانت تحلم بأن تعالج الناس يومًا.
هذا الحادث لا يمكن فصله عن:
طريق غير آمن يشهد حوادث متكررة، معروف بسوء تخطيطه وإدارته.
غياب الرقابة على تشغيل الفتيات القاصرات.
جشع السماسرة الذين يكدّسون البشر كأنهم صناديق.
صمت المسؤولين الذين لا يتحركون إلا بعد أن يعلو الصراخ على مواقع التواصل.
ولولا التدخل العاجل من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإصداره أوامر بإزالة جميع العوائق من على هذا الطريق فورًا، لربما استمر المشهد وكأن شيئًا لم يكن.
لكن يبقى السؤال المرير:
هل كان علينا أن ننتظر كل هذا العدد من الضحايا لنتحرك؟
وهل لا تُفتح الملفات إلا بعد تدخل الرئيس شخصيًا؟
ما حدث ليس مجرد حادث سير إنه جرس إنذار حاد، ودعوة لوقفة شاملة.
نحن أمام كارثة مركبة بكل المقاييس:
اقتصاد يطحن البسطاء، عدالة اجتماعية غائبة، إهمال مروري مزمن، واستسهال في تحميل الفقراء وحدهم كُلفة الأزمات.
لقد دهست التريلا 18 جسدًا بريئًا.. لكن ما هو أدهى أنها دهست ثقتنا في الحد الأدنى من الأمان.
فهل نجد لعودته سبيلًا؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

توجيهات في المنوفية بنقل جثامين ضحايا حادث الطريق الإقليمي إلى قريتهم في منوف
توجيهات في المنوفية بنقل جثامين ضحايا حادث الطريق الإقليمي إلى قريتهم في منوف

مصرس

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصرس

توجيهات في المنوفية بنقل جثامين ضحايا حادث الطريق الإقليمي إلى قريتهم في منوف

وجه اللواء إبراهيم أبوليمون، محافظ المنوفية، مسؤولي مرفق الإسعاف بسرعة نقل جثامين ضحايا حادث الطريق الإقليمي، الذي وقع صباح اليوم الجمعة بمحيط قرية مؤنسة التابعة لمركز أشمون، إلى قريتهم كفر السنابسة، التابعة لمركز منوف. وقدم المحافظ خالص العزاء لأهالي الضحايا، مؤكدًا متابعته لحظة بلحظة لكافة الإجراءات المتعلقة بتسليم الجثامين ودعم الأسر المنكوبة.وبحسب مصادر طبية، استقبلت مستشفيات المحافظة 19 حالة وفاة و3 مصابين نتيجة تصادم ميكروباص بسيارة نقل ثقيل، وهو الحادث الذي وُصف بأنه من أسوأ الحوادث التي شهدها الطريق هذا العام.وتوزعت الجثامين على عدة مستشفيات: 6 حالات بمستشفى قويسنا المركزي، و5 في مستشفى أشمون العام، و5 في الباجور التخصصي، وحالتان في مستشفى سرس الليان، بينما يرقد المصابون الأربعة في مستشفى أشمون، بينهم حالتان في العناية المركزة.وشهدت محيط الثلاجات حالة من الحزن الشديد بين ذوي الضحايا الذين توافدوا للتعرف على الجثامين وإنهاء إجراءات الاستلام، في وقت واصلت فيه الجهات المعنية تحقيقاتها للوقوف على أسباب الحادث

مأساة على الطريق.. القصة الكاملة لحادث الطريق الإقليمي ب المنوفية (تفاصيل)
مأساة على الطريق.. القصة الكاملة لحادث الطريق الإقليمي ب المنوفية (تفاصيل)

مصرس

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصرس

مأساة على الطريق.. القصة الكاملة لحادث الطريق الإقليمي ب المنوفية (تفاصيل)

استيقظت محافظة المنوفية، صباح اليوم الجمعة، على حادث أليم أمام قرية مؤنسة التابعة لمركز أشمون وتحديدًا أعلى الطريق الإقليمي، حيث اصطدمت سيارة نقل «تريلا» بسيارة أجرة ميكروباص كانت تقل 18 فتاة في طريقهن إلى العمل، وأثناء تحركهم في الساعة السابعة صباح اليوم، لقين حتفهن برفقة السائق. وانتقلت قوات الشرطة والمرور إلى مكان الحادث في الطريق الإقليمي فور وقوعه، وتم نقل الجثامين والمصابين إلى 4 مستشفيات في محافظة المنوفية، وهي «أشمون- قويسنا- والباجور- سرس الليان» بواسطة 10 سيارات إسعاف، وتم تسيير الحركة المرورية والتحفظ على السيارة التريلا واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.وتبين أن جميع الحالات من قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، والسائق فقط من قرية طملاي، وأعمار الفتيات أقل من 21 عامًا.توافد الأهالي بالمئات على المستشفيات الأربعة للتعرف على ذويهم، وسط حالة من الحزن الشديد، منهم أكثر من حالة وفاة من منزل واحد، وبدأت سيارات الإسعاف في نقل الوفيات تباعًا إلى قرية كفر السنابسة عقب الانتهاء من تصاريح الدفن.الضحايا تتراوح أعمارهن بين 14 و22 عامًا، أغلبهم فتيات خرجن للعمل في مصانع المنطقة الصناعية بالسادات. بعضهن المعيلات الوحيدات لأسرهن، وبعضهن لم يكملن تعليمهن من أجل مساعدة أسرهن.وجاءت أسماء الضحايا بمستشفيات المنوفية، على النحو التالي: مستشفى قويسنا: «ميادة محي فتحي، هنا علام، مروة اشرف، آية زغلول، شيماء خليل»، والسائق أدهم محمد، ومستشفى الباجور: «شروق خالد،»جنى يحيى«تقى محمد احمد»، «هدير عبدالباسط،»شيماء محمود محمد«، ومستشفى سرس الليان:»أسماء خالد، شيماء رمضان«، ومستشفى أشمون:»سمر خالد، ملك خليل، إسراء عبدالخالق، رويدا خالد، سارة محمد، ضحى همام.ولتخفيف المأساة على الأهالي وتسهيل التعرف على جثامين بناتهم، اتخذت هيئة الإسعاف بالمنوفية قرارًا إنسانيًا مؤثرًا، تمثل في كتابة اسم كل فتاة متوفاة على سيارة الإسعاف التي تحمل جثمانها ، وعكس القرار حجم الفاجعة وحالة الارتباك التي سيطرت على المستشفيات التي استقبلت الضحايا، فبدلًا من الفحص والبحث المرهق عن الأحبة، تمكنت الأسر من التعرف مباشرة على بناتهن وتحديد المقابر التي ستوارى فيها جثامينهن الطاهرة.بجانب القبض على السائق، فتحت جهات التحقيق تحقيقا موسّع في ملابسات الحادث، بما في ذلك مراجعة سجل الحوادث على الطريق الإقليمى، والفحص الهندسى للشاحنة، والتأكد من حالتها الفنية.ونعى اللواء إبراهيم أبوليمون محافظ المنوفية، ضحايا الطريق الإقليمي الذين لقوا مصرعهم، صباح اليوم الجمعة، إثر حادث أليم وقع أمام قرية مؤنسة بنطاق مركز أشمون.اقرأ أيضًابالأسماء.. مصرع 19 وإصابة 3 «من قرية واحدة» في حادث تصادم الطريق الإقليمي بالمنوفية19 جثمانًا ضحايا ميكروباص الطريق الإقليمي.. المنوفية تودع أبناءها في جنازة جماعية حزينة«المصري اليوم» ترصد توافد أهالي ضحايا حادث الطريق الإقليمي على مستشفيات المنوفية

«أنا مش متهور».. اعترافات سائق التريلا المتهم في حادث المنوفية
«أنا مش متهور».. اعترافات سائق التريلا المتهم في حادث المنوفية

مصرس

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصرس

«أنا مش متهور».. اعترافات سائق التريلا المتهم في حادث المنوفية

في أول اعترافاته أمام جهات التحقيق، قال سامي نصر، سائق التريلا المتهم في حادث الطريق الإقليمي، إنه لم يكن يقصد التسبب في الكارثة التي أودت بحياة 18 فتاة وسائق ميكروباص، مؤكدًا: «أنا مش متهور، وكنت سايق على ال50 بس». وأضاف المتهم، الذي قرر قاضي المعارضات تجديد حبسه 15 يومًا، أنه فوجئ بوجود حجر كبير في منتصف الطريق أثناء القيادة، وقال: «الطارة اختلت مني فجأة، مكنتش شايف الحجر، العربية طلعت عليه بسبب الإصلاحات، وغصب عني خبطت في الميكروباص».وأكد خلال التحقيقات: «أنا سايق بقالى سنين، وكنت صاحي كويس، ومحصلش إني خدت مخدرات، ومكنش قصدي أموت حد، قلبي وجعني على اللي حصل، أنا عندي بنات قدّهم».وكان الطريق الإقليمي في نطاق مركز أشمون بمحافظة المنوفية، قد شهد صباح الجمعة الماضية مأساة مروعة، بعدما اصطدمت سيارة نقل ثقيل «تريلا» بميكروباص يقل 22 فتاة من العاملات في مزارع العنب، ما أسفر عن وفاة 19 شخصًا، بينهم 18 فتاة وسائق الميكروباص، إلى جانب إصابة 3 أخريات.وأشارت التقارير الأولية إلى أن التريلا اخترقت الحاجز الأوسط للطريق نتيجة اختلال عجلة القيادة، وانحرفت لتصطدم وجهًا لوجه بالميكروباص، وكشفت التحقيقات وجود تآكل في إطارات التريلا، بالإضافة إلى وجود أعمال إصلاحات جارية بالطريق.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store