logo
منظمة دولية تكشف الحقيقة وتُفنّد مزاعم جهات تسعى لإثارة الفوضى.. لا أسلحة إسرائيلية على متن السفينة الراسية بطنجة

منظمة دولية تكشف الحقيقة وتُفنّد مزاعم جهات تسعى لإثارة الفوضى.. لا أسلحة إسرائيلية على متن السفينة الراسية بطنجة

برلمان٢١-٠٤-٢٠٢٥
الخط : A- A+
إستمع للمقال
نفت مؤسسة العدالة الخضراء، في خضم الجدل المتصاعد في كل من المغرب وإسبانيا حول طبيعة حمولة السفينة 'نيكسو ميرسك' التي رست مساء الأحد بميناء طنجة المتوسط، بشكل قاطع وجود أي شحنة ذات طابع عسكري على متنها.
المؤسسة، التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها والمتخصصة في مراقبة الشفافية في العلاقات الدولية، أعلنت أنها أنهت تحقيقا شاملا استند إلى مراجعة وثائق الشحن الرسمية، وتحليل بيانات الملاحة، والتنسيق مع سلطات الموانئ في كل من برشلونة وطنجة.
وأثارت بعد الأوساط المعروفة بعدائها لمؤسسات البلاد، جدلا بعدما تداولت مزاعم تفيد بأن السفينة تحمل قطع غيار لمقاتلات F-35 متجهة نحو إسرائيل، مجيشة عشرات الأشخاص للاحتجاج في شمال المغرب، بالإضافة إلى احتجاجات اخرى بمدن إسبانية مثل برشلونة وبلباو، دعت من خلالها منظمات مدنية إلى تفتيش السفينة ومنعها من الرسو، غير أن التحقيق المستقل الذي أجرته المؤسسة أظهر أن السفينة، التي ترفع علم هونغ كونغ وتعمل تحت الرقم الدولي 'IMO 9220885″، لا تحمل سوى شحنات تجارية مدنية.
واعتمد التقرير النهائي للمؤسسة على مصادر رسمية، من بينها بيان صادر عن شركة 'ميرسك' المالكة للسفينة بتاريخ 18 مارس 2025، يؤكد التزامها بعدم نقل أي شحنات عسكرية، كما خضعت السفينة لتفتيش رسمي بميناء برشلونة يوم 15 أبريل بناء على دعوى مدنية، ولم تُسجّل أي مؤشرات على وجود حمولة ذات طابع عسكري، وهو ما أكدته كذلك سلطات ميناء طنجة المتوسط.
وشددت مؤسسة العدالة الخضراء على خطورة تداول الأخبار المضللة في قضايا ذات حساسية عالية، محذرة من إمكانية تأجيج التوترات بدون أساس واقعي، كما دعت الدكتورة إميلي طومسون، كبيرة محققي المؤسسة، إلى تحري الدقة والاعتماد على المعلومات الموثوقة، مؤكدة أن الشحنة مدنية بالكامل ولا تخالف القوانين المغربية أو الدولية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

القمة الأمريكية الإفريقية..فرص وتحديات شراكة غير متوازنة
القمة الأمريكية الإفريقية..فرص وتحديات شراكة غير متوازنة

أخبارنا

timeمنذ يوم واحد

  • أخبارنا

القمة الأمريكية الإفريقية..فرص وتحديات شراكة غير متوازنة

بغض النظر عن الأجواء التي مر فيها اللقاء بين الرئيس الأمريكي ورؤساء خمس دول إفريقية أول من أمس الأربعاء، فإن المبادرة في حد ذاتها، تعتبر خطوة دبلوماسية مثيرة للجدل ومليئة بالدلالات، ذلك أن استضافة العاصمة الأمريكية واشنطن "قمة ترامب-إفريقيا" المصغرة ما بين 9 و11 تموز/يوليو 2025، بدعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وعلى خلاف مؤتمرات القمم التقليدية التي كانت تعقد في السابق تحت رعاية رؤساء أمريكيين، فإن هذه القمة تحمل طابعًا انتقائيًا، من حيث الشكل والمضمون. يقتصر الحضور على خمسة رؤساء دول أفريقية فقط، جرى اختيارهم بعناية فائقة، بناء على معيارين أساسيين: الاستقرار السياسي، والانفتاح الاقتصادي في إطار وجود علاقات "معتدلة" مع واشنطن. لا وجود للاتحاد الإفريقي، ولا لمبادرات شاملة أو مشاريع جماعية كبرى، بل تركيز واضح على شراكات ثنائية سريعة تحقق مصالح أمريكية آنية، تاتي في أعقاب الوساطة السريعة التي قامت يها واشنطن بين رواندا والكونغو الديمقراطية لإنهاء نزاع استمر زهاء ثلاثة عقود، كما يجري الإعداد مباشرة بعد ذلك لإبرام اتفاقية ضخمة بخصوص المعادن النادرة بين واشنطن وكينشاسا، وهي اتفاقية قد لا تقل أهمية عن الاتفاقية التي وقعتها واشنطن مع كييف في محاولة صريحة لمحاولة الحد من آثار الهيمنة الصينية على تلك المعادن. تمتلك الكونغو الديمقراطية حوالي 70% من احتياطي الكوبالت العالمي، الذي يدخل في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية والهواتف الذكية، مع توفرها على كميات مهمة من الليثيوم الذي يدخل في نفس الصناعات، يضاف إلى ذلك أن كينشاسا تملك أيضا حوالي 10% من احتياطي النحاس العالمي، بالإضافة إلى توفرها على أكبر احتياطي من الكولتان في العالم، وهو معدن أساسي في صناعة الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، كما تتوفر أيضا على احتياطات مهمة من الذهب. من بين أبرز الملاحظات التي يمكن تسجيلها بشأن هذه القمة، هي غياب دول محورية في المنطقة مثل مالي، النيجر، وبوركينا فاسو، أعضاء "تحالف دول الساحل" (AES). وهو غياب لا يمكن قراءته بمعزل عن التوجه السياسي للإدارة الأمريكية الحالية، التي تعتبر هذه الدول قد خرجت عن دائرة النفوذ الأطلسي خاصة بعد الانسحاب الفرنسي والأمريكي، وبسبب تقاربها المتزايد مع موسكو وبكين. لذلك فالرسالة الأمريكية واضحة: التعاون مرهون بالولاء الجيوسياسي. التساؤل الأبرز الذي يفرض نفسه هنا: لماذا لم يُستدعَ المغرب، وهو الحليف التقليدي للولايات المتحدة، والبلد الإفريقي الوحيد الذي يرتبط معها باتفاقية للتبادل الحر؟ غياب الرباط يبدو مفاجئًا لأول وهلة، خاصة في ظل دينامية الدبلوماسية المغربية في إفريقيا، وموقع المغرب الاستراتيجي كبوابة أطلسية تربط أوروبا بغرب إفريقيا. كما أن المغرب يلعب دورًا متزايدًا في ربط دول الساحل بالمحيط الأطلسي، عبر مشاريع ضخمة على رأسها ميناء الداخلة الأطلسي، الذي يُعد حجر الزاوية في رؤية مغربية لتكامل إقليمي واسع. تفسير هذا الغياب ليس إقصائيًا بالضرورة. فالمغرب لا يحتاج إلى دعوة استعراضية لإثبات حضوره في المعادلة الأمريكية الإفريقية، إذ إن علاقاته مع واشنطن تسير بوتيرة استراتيجية أعمق وأبعد من قمم المناسبات. يكفي التذكير بأن المغرب يقترب اليوم من الحصول على مقاتلات F-35 الشبحية، في سابقة إفريقية وعربية، وهو ما يعكس مستوى الثقة والتنسيق العسكري بين البلدين والذي بلغ نقل التكنلوجيا العسكرية. وعليه، يمكن قراءة غياب المغرب عن هذه القمة في إطار توزيع الأدوار بين الرباط وواشنطن، خاصة في ظل إنحسار الدور الفرنسي. فبينما تتجه واشنطن نحو بناء محور جديد في إفريقيا الغربية قائم على الشراكات الثنائية السريعة، يعمل المغرب من جهته على ترسيخ نفوذه الأطلسي ومشروعه المتكامل لربط الساحل بالصحراء. هذا التقاطع في المصالح يبدو مدروسًا، بل ومتكاملًا في بعض الجوانب، وليس تنافسيًا كما قد يبدو. خاصة في ظل الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء، وفي ظل الاستثمارات الكبرى التي تتعلق بالطاقات المتجددة في أقصى جنوب المملكة. الملفات المطروحة على طاولة اللقاء تشمل محاور استراتيجية أهمها : التعاون الاقتصادي، الدبلوماسية التجارية، والقضايا الأمنية. وتُطرح مشاريع ضخمة تتعلق بالاستثمار في البنى التحتية، والطاقة المتجددة، والذكاء الاصطناعي، والرقمنة. لكنّ ما يُثير التساؤل هو: ما الثمن السياسي لهذه الشراكات؟ وهل ستُمنح القارة فرصة تفاوض متكافئة أم أنها مجرد سوق مفتوح لعودة النفوذ الأمريكي في وجه المنافسين الدوليين خاصة الحضور الصيني والروسي؟

ترامب يوقع مشروع الضرائب والإنفاق الشامل ليصبح قانوناً نافذاً
ترامب يوقع مشروع الضرائب والإنفاق الشامل ليصبح قانوناً نافذاً

الأيام

time٠٥-٠٧-٢٠٢٥

  • الأيام

ترامب يوقع مشروع الضرائب والإنفاق الشامل ليصبح قانوناً نافذاً

Reuters وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشروع قانونه التاريخي ليصبح قانوناً نافذاً، وذلك بعد أن أقرّه الكونغرس بصعوبة قبل يوم واحد فقط. وجاءت مراسم التوقيع في البيت الأبيض عصر الجمعة، تزامناً مع احتفالات الرابع من يوليو/ تموز، لتُجسّد محاور رئيسية من أجندة ترامب، مثل تخفيض الضرائب، وزيادة الإنفاق الدفاعي، وتشديد القيود على الهجرة. وبدأ ترامب جولة انتصاره من تجمع جماهيري في ولاية أيوا مساء الخميس، حيث قال لمؤيديه إن القانون سيفجر النمو الاقتصادي، لكنه يواجه الآن تحدياً في إقناع الأمريكيين المتشككين، إذ تُظهر استطلاعات الرأي رفض الكثيرين له. وحتى داخل حزبه الجمهوري، عارض بعض الأعضاء القانون خشية تفاقم الدين الأمريكي، فيما حذّر الديمقراطيون من أن المشروع يصبّ في مصلحة الأثرياء على حساب الفقراء. ويتضمن القانون، المكون من 870 صفحة: تمديد تخفيضات الضرائب التي أُقرت في عام 2017 خلال الولاية الأولى لترامب تقليص كبير في تمويل برنامج "ميديك إيد"، وهو نظام الرعاية الصحية الذي توفره الدولة لأصحاب الدخل المنخفض وذوي الإعاقة إعفاءات ضريبية جديدة على الإكراميات، والعمل الإضافي، والضمان الاجتماعي. زيادة في ميزانية الدفاع بقيمة 150 مليار دولار تقليص الحوافز الضريبية للطاقة النظيفة التي أُطلقت في عهد بايدن تخصيص 100 مليار دولار إضافية لدعم عمليات وكالة الهجرة والجمارك (ICE) وقبل لحظات من توقيع مشروع القانون، حلقت قاذفات شبح أمريكية من طراز بي-2، وهو نفس نوع الطائرات التي شاركت في العملية ضد إيران، ترافقهما مقاتلات متقدّمة من طراز F-35 وF-22. وفي كلمة ألقاها من شرفة البيت الأبيض المطلة على الحديقة الجنوبية، وجّه ترامب الشكر لأعضاء الكونغرس الجمهوريين الذين ساهموا في تمرير مشروع القانون حتى وصل إلى مكتبه. وأشاد بالتخفيضات الضريبية التي يتضمنها مشروع القانون، متجاهلاً الانتقادات التي تشير إلى تأثيرها السلبي على برامج الرعاية الاجتماعية، مثل مساعدات الغذاء وخدمة "ميديك إيد" الصحية. وقال عن مشروع القانون: "هذا أكبر تخفيض في الإنفاق، ومع ذلك، لن تلاحظوه. الناس راضون". كما أشاد ترامب بالموارد الإضافية المخصصة لإنفاذ قوانين الحدود والهجرة، وإلغاء الضرائب المفروضة على الإكراميات، وساعات العمل الإضافية، والضمان الاجتماعي لكبار السن، وهي خطوات قال إن مشروع القانون سيحققها. وسبق مراسم توقيع مشروع القانون إطلاق ألعاب نارية بمناسبة يوم الاستقلال الأمريكي في الرابع من يوليو/ تموز، إضافة إلى فعالية عسكرية حضرها الطيارون الذين شنوا هجوما ضد إيران لضرب ثلاثة مواقع نووية. وتأتي هذه الأجواء الاحتفالية بعد أيام من مفاوضات شاقة مع أعضاء جمهوريين معارضين لمشروع القانون في الكونغرس، وساعات من الضغط السياسي في مبنى الكابيتول، شارك فيها الرئيس نفسه في بعض الأحيان. وكان زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، قد عطّل التصويت النهائي في المجلس يوم الخميس عبر إلقاء خطاب استمر قرابة تسع ساعات. ووصف مشروع القانون بأنه "هجومٌ غير عادي على الرعاية الصحية للشعب الأمريكي"، واستشهد بروايات من أفراد عبّروا عن قلقهم من تداعياته. لكن خطابه المطوّل لم يغيّر مسار الأمور؛ فبمجرد أن أنهى كلمته، بدأ المجلس إجراءات التصويت. Getty Images احتفل مشرعون جمهوريون بعد إقرار مشروع قانون الميزانية الشامل بفارق ضئيل قبل الموعد النهائي الذي حدده ترامب في الرابع من يوليو/ تموز وقال ترامب: "لا يمكن أن تحظى أمريكا بهدية عيد ميلاد أفضل من هذا الانتصار العظيم الذي حققناه قبل ساعات فقط" وأضاف: "بكل بساطة، سيمنحنا هذا القانون الكبير والجميل أقوى حدود على وجه الأرض، وأقوى اقتصاد، وأقوى جيش". ويقول البيت الأبيض إن التخفيضات الضريبية التي يتضمنها القانون ستدفع بعجلة النمو الاقتصادي، لكن خبراء كُثر يحذرون من أن ذلك قد لا يكون كافياً لمنع عجز الموازنة، أي الفارق السنوي بين الإنفاق والإيرادات الضريبية، ما قد يؤدي إلى ارتفاع الدين العام للولايات المتحدة. وتُظهر تحليلات مكتب الميزانية في الكونغرس (سي بي أو)، أن هذه التخفيضات قد تحقق فائضاً في العام الأول، لكنها بعد ذلك ستؤدي إلى ارتفاع حاد في العجز. وبحسب مركز السياسات الضريبية، ستصب التغييرات الضريبية في مشروع القانون في مصلحة الأمريكيين الأكثر ثراءً أكثر من أصحاب الدخل المنخفض، إذ تشير تحليلاته إلى أن نحو 60 في المئة من الفوائد ستذهب لمن يتقاضون أكثر من 217,000 دولار سنوياً، أي 158 ألف جنيه إسترليني. وتحدثت البي بي سي، إلى أمريكيين قد يشهدون خفضاً في الدعم الذي يساعدهم على شراء المواد الغذائية. ومن بينهم جوردان، أب لطفلين، وهو واحد من بين 42 مليون أمريكي يعتمدون على برنامج المساعدات الغذائية، الذي يستهدفه القانون الجديد. ويتلقى جوردان وزوجته ما يقارب 700 دولار شهرياً لإطعام أسرتهما المكوّنة من أربعة أفراد، ويقول الشاب البالغ من العمر 26 عاماً، إنه سيلجأ إلى عمل إضافي إذا انخفض المبلغ الذي يحصل عليه. ويضيف: "سأفعل كل ما بوسعي لإطعام عائلتي". وإلى جانب تقليص دعم برنامج المساعدات الغذائية، تشير التعديلات إلى برنامج "ميديك إيد"، الذي يوفّر الرعاية الصحية للأمريكيين أصحاب الدخل المحدود، وكبار السن، وذوي الإعاقة، إلى أن ما يقرب من 12 مليون شخص قد يفقدون تغطيتهم الصحية خلال العقد المقبل، بحسب تقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس. أما الجمهوريون، فيدافعون عن هذه التغييرات بقولهم إن تشديد شروط العمل في البرنامج ضروري لمكافحة سوء الاستخدام والاحتيال. لكن استطلاعات الرأي التي أُجريت قبل تمرير القانون في الكونغرس تشير إلى أن التأييد الشعبي له منخفض، ولا يقارن بعدد المعارضين. فقد أظهر استطلاع لجامعة "كوينيبياك" أن 29 في المئة فقط يؤيدون مشروع القانون، وترتفع النسبة إلى الثلثين بين الجمهوريين. مع ذلك، يبدو أن كثيرين لا يعرفون تفاصيله بعد؛ فقد أفادت وكالة رويترز بأن أنصار ترامب الذين التقتهم خلال تجمّع أيوا ليلة الخميس لم يكونوا على دراية تامة بمحتوى القانون.

تقرير إسباني: "تغيير جذري في دفاع إسبانيا إذا حصل المغرب على طائرات إف-35.. وعلى مدريد أن تأخد الحذر"
تقرير إسباني: "تغيير جذري في دفاع إسبانيا إذا حصل المغرب على طائرات إف-35.. وعلى مدريد أن تأخد الحذر"

بلبريس

time٢٧-٠٦-٢٠٢٥

  • بلبريس

تقرير إسباني: "تغيير جذري في دفاع إسبانيا إذا حصل المغرب على طائرات إف-35.. وعلى مدريد أن تأخد الحذر"

أثار تقرير صادر عن موقع "إسكودو ديخيتال" الإسباني المتخصص في قضايا الأمن والتكنولوجيا جدلاً في الأوساط العسكرية والإعلامية بإسبانيا، بعدما نبه إلى ما وصفه بـ"التهديد الاستراتيجي" المحتمل في حال حصول المغرب على مقاتلات "F-35" الأمريكية المتطورة. ورغم أن الأمر لا يزال في خانة الاحتمالات، إلا أن التقرير شدد على أن مدريد مطالَبة بأخذ هذا السيناريو على محمل الجد، بالنظر إلى ما قد يعنيه من اختلال كبير في ميزان القوى بشمال إفريقيا لصالح الرباط. التقرير لم يُخف قلقه من السيناريو الذي قد يجعل المغرب أول بلد إفريقي يمتلك هذه الطائرة القتالية الشبح، التي تُعد من أكثر الأنظمة الجوية تطوراً في العالم، سواء على مستوى قدرات التخفي أو تقنيات الحرب الإلكترونية أو إمكانيات تبادل المعلومات في الزمن الحقيقي. فوفق ما أورده المصدر نفسه، فإن F-35 ليست مجرد طائرة مقاتلة، بل منصة قتالية متعددة الوظائف قادرة على قلب موازين الردع الاستراتيجي، خاصة في محيط مضيق جبل طارق حيث تتقاطع مصالح قوى إقليمية وأطلسية. ويكتسب هذا السيناريو وزنه في ظل السياق الإقليمي، الذي يشهد توجهاً جزائرياً موازياً نحو اقتناء مقاتلات سوخوي 57 الروسية من الجيل الخامس، ما يعزز فرص اشتعال سباق تسلح غير مسبوق بين الجارين. لكن رغم هذه التوازنات الظاهرة، فإن الكفة التقنية والعسكرية تميل بوضوح لصالح المغرب، بالنظر إلى مستوى الانسجام بين الرباط وواشنطن، والدعم المتواصل الذي تحظى به القوات المسلحة الملكية من طرف شركاء استراتيجيين كإسرائيل والولايات المتحدة. ويشير التقرير إلى أن إدخال F-35 إلى الترسانة المغربية سيغير قواعد اللعبة بالكامل، وقد يجعل من وجود القوات الإسبانية في سبتة ومليلية وحتى في جزر الكناري مسألة رمزية أكثر منها عملية، في حال قررت الرباط تفعيل خيارات الردع الاستراتيجي دون حتى إطلاق رصاصة واحدة. فبفضل مدى الطائرة الذي يتجاوز 1000 كيلومتر وقدرتها على التزود بالوقود جواً، تستطيع التلويح بالقوة وإعادة رسم خرائط التوازن دون الحاجة إلى الاحتكاك المباشر. ورغم أن التقرير الإسباني حرص على إبراز السيناريو من زاوية القلق الدفاعي، إلا أن قراءة معمقة تظهر أن المغرب بات يُنظر إليه كقوة إقليمية صاعدة، فرضت نفسها بمنطق التطور لا بمنطق الاستفزاز، واستثمرت بذكاء في تحالفات استراتيجية مع القوى العظمى لتأمين مصالحه السيادية والرد على أي تهديد محتمل، دون الاضطرار للدخول في مغامرات عسكرية غير محسوبة. وفي المقابل، وجد التقرير نفسه مضطراً للاعتراف بتراجع موقع مدريد في علاقاتها الدفاعية مع واشنطن، بالمقارنة مع الدينامية التي تعرفها الشراكة المغربية الأمريكية. بل إن ما يخشاه التقرير صراحة هو أن تعيد الولايات المتحدة تموضعها الاستراتيجي في المنطقة عبر اعتبار الرباط شريكاً أول، وهو تطور منطقي بالنظر إلى التزامات المغرب الأمنية ودوره المحوري في مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، إضافة إلى استقراره السياسي والاقتصادي. ولا يُخفي التقرير أن الخيارات المتاحة أمام إسبانيا محدودة ومكلفة، سواء تعلق الأمر بالإسراع في الانضمام إلى برنامج الطائرة الأوروبية FCAS أو اقتناء نسخ بحرية من F-35 لتعزيز جاهزية حاملتها "خوان كارلوس الأول". لكن يبقى الأهم في هذا كله هو إدراك مدريد أن المنطقة لم تعد تخضع لمعادلات القوة التقليدية، وأن المغرب أصبح رقماً صعباً في معادلة الأمن الإقليمي، لا يمكن تجاوزه ولا التعامل معه بذات العقلية القديمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store