logo
الهبوط «الباراشوتي»

الهبوط «الباراشوتي»

الشرق الأوسطمنذ 7 ساعات
لم يَدُر بخلد مخترع «الباراشوت» الفرنسي «لو نورماند» عام 1783، أن يستخدمه الناس لاحقاً في مآرب أخرى!
إذا كان عدد من نجوا بالقفز المظلي يناهز ثلاثة ملايين فرد، في عام 2024، فإن عدد من هبطوا بـ«باراشوتات الواسطة» في إدارات لا يستحقونها لا يكاد يُحصى حول العالم.
المفارقة أن نادي «كاتربيلر» العريق الذي تأسس عام 1922، لا يمنح شارة العضوية إلا لمن نجا فعلياً بالهبوط الباراشوتي وليس في تدريبات ميدانية. وهي رمزية إلى أن الإقدام على الهبوط يتطلّب شرف المحاولة. ومن لا يملك شرف التجربة والخبرة كيف يمكنه أن ينسجم مع بيئة لا تتقبله.
طبيعة البشر ترفض «الغريب»، لكن ما إن تتحرك سواكن عبقريته ومهاراته حتى يقف له الجميع احتراماً وتقديراً. هؤلاء الذين يفرضون أنفسهم بذكاء ويجنون ثمار تفانيهم.
لا ضير أن يهبط علينا أحد من الخارج. فكثير من المسؤولين القادمين من بيئة عمل مختلفة يضيفون قيمة مضافة إلى الناس إذا ما أتوا من ثقافات مؤسسية تتحلى بالمهنية العالية. يتعلم الناس من طريقة عملهم، وسرعة إنجازهم، وشفافيتهم، ومرونتهم، وثقتهم بأنفسهم، وروح الفريق الواحد، فضلاً عن صدقهم في تمكين من يحتاجون إلى مد يد العون.
وسيبقى دوماً بعض الخبثاء الذين يحرّضون زميلهم على القفز بالباراشوت ليزيحوا عنهم عثرات الطريق، أو منافساً قوياً يُخشى صعوده.
الذي اكتشف طوق النجاة السماوي (الباراشوت) لم يتوقع أن يلهو به الناس بألعاب ترفيهية. فصرنا نرى من يتسلى بالهبوط في مواقع يجرب بها حظه، وليس معه سوى مؤهل المحسوبية (المظلة). غير أن بعض الواسطات تخذلنا كما يخذلنا الباراشوت الذي لا ينفتح عندما نكون في أمسّ الحاجة إليه. ولذلك يتعمّد البعض تصعيد المواجهة في العمل حتى لا يبقى أمامنا سوى خيار القفز بطوق النجاة، ثم نكتشف أن ذلك لم يكن سوى حيلة ذكية للتخلص منه عند باب الطائرة.
والحق يُقال إن بعض المناصب العليا لا تتطلّب خبرات ذات صلة، بل قدرات قيادية تحسّن إدارة دفة السفينة. وهذا يتطلب احترام التخصصات، وتمكين المميزين والمهمشين، واستقطاب الكفاءات للوصول إلى بر الأمان. وبعض المسؤولين يجيدون إطفاء الحرائق، والتعامل مع التغيير، وكسب الناس، وتشكيل فرق عمل تنطلق بسرعة الزوارق نحو أهدافها. كل ما يحتاجون إليه هو متسع من الوقت للإنجاز.
القفز بالباراشوت يتطلّب جرأة وشجاعة ومقدرة على التعامل مع الصدمات. وعندما نحرّض أحداً على مغامرة لا يقوى عليها فإننا نرتكب خطأ بحقه وآخر بحق المجتمع.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إليسا تتألق بفستان من توقيع نيكولا جبران
إليسا تتألق بفستان من توقيع نيكولا جبران

عكاظ

timeمنذ 2 ساعات

  • عكاظ

إليسا تتألق بفستان من توقيع نيكولا جبران

في أحدث إطلالة لها، تألقت الفنانة إليسا بفستان من تصميم اللبناني نيكولا جبران، حيث اختارت فستانًا يميل إلى النمط الكلاسيكيّ بلون التان اللامع خلال إحيائها حفلاً ضمن حفلاتها الصيفية. أضفى الفستان لمسة فاخرة من خلال تطريزات الترتر اللامعة، وقفازات طويله زادت من رونق اطلالتها. تركت إليسا شعرها منسدلاً، وأكملت إطلالتها بمكياج ناعم من تنفيذ خبير التجميل بسام فتوح. هذه الإطلالة تُعدّ جزءًا من سلسلة اختياراتها المميزة بتوقيع نيكولا جبران، الذي يُعرف بتصاميمه الراقية التي تعكس الأنوثة والجاذبية. إليسا، التي تعتبر من أبرز النجمات في العالم العربي، لا تفوت أي فرصة لاختيار تصاميم هذا المصمم اللبناني الشهير، ما يعكس ذوقها الرفيع والأنثوي. أخبار ذات صلة

الهبوط «الباراشوتي»
الهبوط «الباراشوتي»

الشرق الأوسط

timeمنذ 7 ساعات

  • الشرق الأوسط

الهبوط «الباراشوتي»

لم يَدُر بخلد مخترع «الباراشوت» الفرنسي «لو نورماند» عام 1783، أن يستخدمه الناس لاحقاً في مآرب أخرى! إذا كان عدد من نجوا بالقفز المظلي يناهز ثلاثة ملايين فرد، في عام 2024، فإن عدد من هبطوا بـ«باراشوتات الواسطة» في إدارات لا يستحقونها لا يكاد يُحصى حول العالم. المفارقة أن نادي «كاتربيلر» العريق الذي تأسس عام 1922، لا يمنح شارة العضوية إلا لمن نجا فعلياً بالهبوط الباراشوتي وليس في تدريبات ميدانية. وهي رمزية إلى أن الإقدام على الهبوط يتطلّب شرف المحاولة. ومن لا يملك شرف التجربة والخبرة كيف يمكنه أن ينسجم مع بيئة لا تتقبله. طبيعة البشر ترفض «الغريب»، لكن ما إن تتحرك سواكن عبقريته ومهاراته حتى يقف له الجميع احتراماً وتقديراً. هؤلاء الذين يفرضون أنفسهم بذكاء ويجنون ثمار تفانيهم. لا ضير أن يهبط علينا أحد من الخارج. فكثير من المسؤولين القادمين من بيئة عمل مختلفة يضيفون قيمة مضافة إلى الناس إذا ما أتوا من ثقافات مؤسسية تتحلى بالمهنية العالية. يتعلم الناس من طريقة عملهم، وسرعة إنجازهم، وشفافيتهم، ومرونتهم، وثقتهم بأنفسهم، وروح الفريق الواحد، فضلاً عن صدقهم في تمكين من يحتاجون إلى مد يد العون. وسيبقى دوماً بعض الخبثاء الذين يحرّضون زميلهم على القفز بالباراشوت ليزيحوا عنهم عثرات الطريق، أو منافساً قوياً يُخشى صعوده. الذي اكتشف طوق النجاة السماوي (الباراشوت) لم يتوقع أن يلهو به الناس بألعاب ترفيهية. فصرنا نرى من يتسلى بالهبوط في مواقع يجرب بها حظه، وليس معه سوى مؤهل المحسوبية (المظلة). غير أن بعض الواسطات تخذلنا كما يخذلنا الباراشوت الذي لا ينفتح عندما نكون في أمسّ الحاجة إليه. ولذلك يتعمّد البعض تصعيد المواجهة في العمل حتى لا يبقى أمامنا سوى خيار القفز بطوق النجاة، ثم نكتشف أن ذلك لم يكن سوى حيلة ذكية للتخلص منه عند باب الطائرة. والحق يُقال إن بعض المناصب العليا لا تتطلّب خبرات ذات صلة، بل قدرات قيادية تحسّن إدارة دفة السفينة. وهذا يتطلب احترام التخصصات، وتمكين المميزين والمهمشين، واستقطاب الكفاءات للوصول إلى بر الأمان. وبعض المسؤولين يجيدون إطفاء الحرائق، والتعامل مع التغيير، وكسب الناس، وتشكيل فرق عمل تنطلق بسرعة الزوارق نحو أهدافها. كل ما يحتاجون إليه هو متسع من الوقت للإنجاز. القفز بالباراشوت يتطلّب جرأة وشجاعة ومقدرة على التعامل مع الصدمات. وعندما نحرّض أحداً على مغامرة لا يقوى عليها فإننا نرتكب خطأ بحقه وآخر بحق المجتمع.

الكوميديا السهلة.. فن اللعب على «المضمون»
الكوميديا السهلة.. فن اللعب على «المضمون»

الرياض

timeمنذ 7 ساعات

  • الرياض

الكوميديا السهلة.. فن اللعب على «المضمون»

تشهد السينما السعودية في مرحلتها الجديدة توسعًا واضحًا في الإنتاج، وتسارعًا في الحضور الجماهيري، وتطورًا لافتًا على مستوى التقنيات والرؤية الإخراجية، غير أن هذا التوسع ترافق مع ظاهرة تستدعي التوقف والتأمل، وهي هيمنة الأفلام الكوميدية على المشهد، مقابل تراجع واضح في الأعمال الدرامية الجادة، وغياب شبه تام لأفلام الأكشن والتشويق. الكوميديا ليست مشكلة في ذاتها، بل هي نوع فني له قيمته ورواجه، لكن المشكلة تبدأ حين تصبح الخيار الوحيد أو الغالب، ويتحوّل التنويع إلى مغامرة غير مرحب بها، في حالات كهذه، لا تعكس الكوميديا بالضرورة ثقة المنتج في النوع، بل في كثير من الأحيان تكشف ميلًا للسهولة وتجنبًا لتحديات الفن الحقيقي. المتابع لحركة الإنتاج يلحظ كيف أصبحت الكوميديا خيارًا افتراضيًا لعدد كبير من صنّاع السينما، خاصة في المشاريع التجارية، فهي أسرع تنفيذًا، أقل كلفة، وأكثر سهولة في التسويق والترويج، وغالبًا ما ترتكز على أسماء مألوفة في الأداء الكوميدي، دون الحاجة إلى تطوير معقد في البناء القصصي أو الشخصيات. في المقابل، يتطلب الفيلم الدرامي بنية أقوى، وكتابة دقيقة، وتمثيلًا متزنًا، ورؤية إخراجية قادرة على نقل المشاعر والأفكار من دون أن تغرق في الميلودراما، أما أفلام الأكشن والتشويق، فهي تحتاج إلى مستوى عالٍ من التنسيق البصري، وإنتاج تقني يتطلب موارد وتجهيزات لم تدخل بعد نطاق الاعتياد في السوق المحلي. وهنا تجدر الإشارة إلى أن العامل التجاري حاضر بقوة في هذا المشهد، فالأفلام الكوميدية تضمن إيرادات أسرع، وتحقق دورة حياة تسويقية واسعة، سواء في صالات السينما أو على المنصات، وهذا الميل إلى «ما يبيع» جعل كثيرًا من المنتجين يحجمون عن المجازفة بأعمال من نوع مختلف، مهما كانت قيمتها الفنية أو طموحها الإبداعي. لكن الاقتصار على لون واحد يضعف الصناعة أكثر مما يخدمها، إذ لا يمكن بناء مشهد سينمائي حيّ على نغمة واحدة، ولا يمكن لصوت الكوميديا وحده أن يروي قصص مجتمع متعدد، متغير، يعيش تحولات كبيرة على كل المستويات. غياب الدراما الجادة لا يعني فقط ضياع فرص سرد حكايات ذات عمق، بل يُفقد الجمهور أيضًا القدرة على أن يرى نفسه في مرآة أكثر صدقاً ووضوحاً، أما غياب أفلام الحركة والمغامرة، فهو ترك لمساحة كبيرة من خيال الجيل الجديد لتُشغل من قبل سينمات أخرى لا تعبّر عن لغته أو بيئته. ما تحتاجه السينما السعودية اليوم ليس إعادة تعريف الكوميديا، بل إعادة توازن للمشهد كله، أن يُتاح لكل نوع فني فرصته العادلة، وأن تُكسر القوالب الجاهزة، ويُفتح الباب لقصص منسية، وشخصيات مركبة، وبيئات لم تُروَ بعد، فليس مطلوبًا أن تتوقف الكوميديا، بل أن تتسع الشاشة لتشمل ما هو أعمق وأثرى وأصدق.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store