logo
الحج نجاح تاريخي للمملكة

الحج نجاح تاريخي للمملكة

سعورسمنذ يوم واحد

وجاء هذا النجاح الباهر ثمرةً للتوجيهات السديدة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والمتابعة الحثيثة والدقيقة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، واللذين يؤكدان دائماً على تسخير كافة إمكانات الدولة لضمان راحة الحجيج وسلامتهم، وقد تجسدت هذه التوجيهات في منظومة عمل حكومي متكاملة، عملت فيها كافة القطاعات بتناغم وتنسيق لا مثيل له، لتتحول المشاعر المقدسة إلى خلية نحل لا تهدأ، هدفها الأسمى هو خدمة ضيف الرحمن.
برهنت المملكة مجدداً على ريادتها العالمية المطلقة في إدارة الحشود، وهي خبرة تراكمية لا تضاهيها فيها أي دولة في العالم. هذه الريادة لم تكن لتتحقق لولا الجهود الجبارة التي بذلها رجال الأمن بمختلف قطاعاتهم. لقد كانوا العيون الساهرة على أمن الحجيج والأيدي الحانية التي ترشد وتساعد، وقد تناقلت وسائل الإعلام قصصاً ملهمة لرجال أمن يحملون كبار السن، ويرشون رذاذ الماء البارد على الحجاج لتخفيف وطأة الحر، ويرشدون التائهين بابتسامة لا تفارق وجوههم، في مشاهد إنسانية جسدت أسمى معاني التفاني والإخلاص.
لم يقتصر دور رجال الأمن على حفظ النظام، بل تحوّل إلى قصة نجاح في كل مرفق من مكة وحتى عرفات ، فقد نفذوا أكثر من حملات توقيف لمخالفين، ففي حي الهجرة وحده جرى ضبط 42 وافدًا بمخالفات تزوير تصاريح، ومنع دخول مسافرين بالتأشيرات السياحية، بالتزامن مع تفتيش عشرات المنازل في مشاعر مثل العزيزية والشوقية.
لقد كان منع الحج غير النظامي أحد أبرز عناوين نجاح هذا الموسم، حيث خلت المشاعر المقدسة تماماً من أي حاج لا يحمل تصريحاً، ويعود هذا الإنجاز إلى الاستراتيجيات السعودية الفعالة التي جمعت بين التوعية المبكرة والتطبيق الحازم للأنظمة، مما ضمن توجيه كافة الموارد والخدمات للمستحقين الفعليين، ورفع جودة التجربة المقدمة بشكل ملحوظ.
لقد واجهت المملكة تحديًا كبيرًا عبر سياسة فاعلة للمراقبة والتشديد، تضمنت الإيقاف المبكر لإصدار تأشيرات العمرة والسياحة لبعض الدول، والتوسع في استخدام الطائرات المسيّرة لمتابعة تسلل المخالفين من الجو، كما زادت العقوبات: من غرامات مالية تصل إلى 100,000 ريال، والمنع من دخول المملكة 10 سنوات، وترحيل المخالفين، وأثمرت هذه الجهود عن موسم خال تقريبًا من الحج غير النظامي، عكس ما حدث في العام الماضي حين كان هناك أكثر من 400,000 مخالف، ما نتج عنه أضرار كبيرة.
لم يكن نجاح الحج خلال العام الجاري وليد الصدفة، بل هو نتاج منظومة خدمات متكاملة وفرتها المملكة، شملت بنية تحتية حديثة من قطارات ومطارات وطرق، ومنظومة صحية متقدمة ضمت مستشفيات ميدانية ومراكز صحية وعيادات متنقلة، إضافة إلى توظيف أحدث التقنيات والتطبيقات الرقمية مثل "نسك" لتسهيل رحلة الحاج منذ لحظة وصوله وحتى مغادرته.
لقد أثبتت المملكة عبر الإنجازات الميدانية والأرقام الرسمية، أنها على قدر المسؤولية العظيمة التي شرفها الله بها، وأن خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما هي نهج راسخ وغاية نبيلة، تتجدد فصول نجاحها عاماً بعد عام.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الجنوب بين لهيب الحر وانطفاء الوعي : دعوة لصحوة ضمير
الجنوب بين لهيب الحر وانطفاء الوعي : دعوة لصحوة ضمير

حضرموت نت

timeمنذ 41 دقائق

  • حضرموت نت

الجنوب بين لهيب الحر وانطفاء الوعي : دعوة لصحوة ضمير

تمرّ بلادنا، وتحديدًا المحافظات الجنوبية، بأسوأ مراحلها السياسية والمعيشية والثقافية. بين لهيب الحرّ وانقطاع المطر، وجفاف الضمير، وانهيار القيم، لم تعد الأزمة أزمة خدمات أو فساد فقط، بل أزمة في الوعي والنية والضمير الجمعي أكتب هنا أولًا لنفسي، قبل أن أوجه رسالتي للآخرين. أنصح نفسي وكل جنوبي أن يُخلِص نيته لله أولًا، ثم لوطنه وأهله. فما نراه من انقطاع للمطر عن مناطق طالما كانت مبللة صيفًا، ليس فقط شأنًا مناخيًا، بل قد يكون رسالة من السماء لتوقظ فينا الغافل وتبعث الخائف. لقد جفّت السماء حين جفت قلوبنا من النية الصافية والعمل المخلص. إن المجتمع الجنوبي، الذي عُرف بالشهامة والكرامة، يتعرّض اليوم لأبشع مؤامرات التمزيق والتدمير، لا فقط من الخارج بل من أبنائه أنفسهم. فانتشار المخدرات والمروجين لها لم يعد ظاهرة هامشية بل خطرًا متصاعدًا، ينهش الشباب، ويستنزف العقول، ويهدد مستقبل أجيال الجنوب ووسط هذا الخراب، تطفو خلافات علنية بين أطراف في رأس الهرم القيادي آخرها الخلاف بين العظيمي وطارق عفاش وهو خلاف لا يعكس إلا صراع نفوذ على حساب الشعب، وليس تنافسًا من أجل خدمته. لقد فشلوا في أن يكونوا نموذجًا لوحدة الصف، وصاروا دليلًا واضحًا على أن المصالح الشخصية غلبت المصلحة الوطنية. الجنوب اليوم لا يحتاج شعارات، بل صحوة ضمير. يحتاج أن نُعيد النظر في علاقتنا مع الله، في نيتنا، في سلوكنا اليومي، وفي مسؤولياتنا الجماعية. كل فرد مسؤول. لا تنتظر من قيادي أن يُصلح لك الطريق وأنت تساهم في خرابه بسكوتك أو تهاونك أو فسادك الصغير رسالتي لأبناء الجنوب: لا تضيّعوا ما تبقّى من وطنكم في دوامة الصراعات والمخدرات واليأس. عودوا إلى أنفسكم، اصنعوا من الألم دافعًا، وكونوا كما عهدنا الجنوب… أرضًا للكرامة لا ساحة للترويج والانحدار. ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

طارق صالح: اليمنيون متمسكون بالحق في مواجهة الطغيان
طارق صالح: اليمنيون متمسكون بالحق في مواجهة الطغيان

حضرموت نت

timeمنذ ساعة واحدة

  • حضرموت نت

طارق صالح: اليمنيون متمسكون بالحق في مواجهة الطغيان

عبر نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، عن أمله، بأن يكون العام الهجري الجديد عام خير وبركة لليمنيين، مشيراً إلى أن هجرة المسلمين تذكّر بأهمية التمسك بالحق في مواجهة الطغيان. وأكد طارق صالح أن اليمنيين يفعلون ذلك اليوم، في كل جبهاتهم للدفاع عن وطنهم وتعايشهم الاجتماعي والمذهبي، في مواجهة الحوثيين الذين وصفهم بأعداء الله ورسوله.

المملكة العربية السعودية.. منارة للسلام والوئام
المملكة العربية السعودية.. منارة للسلام والوئام

الوئام

timeمنذ ساعة واحدة

  • الوئام

المملكة العربية السعودية.. منارة للسلام والوئام

الدكتور عيسى محمد العميري – كاتب كويتي لم يفتأ دور المملكة العربية السعودية متواصلًا في العالم الدولي من الشرق إلى الغرب. فكان هذا الدور المهم جدًّا على الصعيد الدولي نشطًا وله تأثير كبير وغير عادي على التقريب بين وجهات النظر بين الخصوم في العالم. ولقد كان هذا الدور مطلوبًا وبشدة من قبل الدول المتخاصمة، وهي التي تناشد المملكة للتدخل بحكم العلاقات التي تتمتع بها شرقًا وغربًا، وتشكل حلقة وصل بالغة الأهمية في هذا السياق. وبالتالي فإن المملكة يمكننا أن نراها، ووفق رؤية سياسية، أنه ومن خلال دورها الذي سبق وأشرنا إليه، أنها يمكن أن تجمع الخصوم في مجالات مختلفة، وخاضوا حروبًا ضروسًا بينهم، بالإضافة إلى رغبة المملكة في التدخل من وازع في نفسها للتوفيق بين جميع الأطراف المتخاصمين. وبناءً على ذلك، فإن دور المملكة هنا يشكل نقطة فاصلة ومرغوبة لرؤية الوئام والسلام بين الدول، سعيًا منها لتوفير الأمن والسلام والاستقرار لمناطق النزاع في العالم، وأيضًا لإيمانها الأكيد بأن بذل الجهود لتقريب وجهات النظر يشكل أمرًا مهمًّا على صعيد تحقيق السلام والأمن الدوليين. وفي صدد الحديث من خلال مقالنا هذا، نلقي الضوء على زيارة زيلينسكي للمملكة العربية السعودية، تلك الزيارة التي – وفي تقديرنا – سعت المملكة للتحضير لها وبكل قوة، ويُعتقد بأنها سوف تكون لها نتائج مهمة على صعيد حل أزمة الحرب الأوكرانية الروسية. وفي حال نجاح تلك الجهود والزيارات التي تكثّفت في الآونة الأخيرة للمملكة العربية السعودية، فإنه – وبإذن الله – سوف يكون لها التأثير الإيجابي المهم في إنهاء معاناة الشعبين في تلك المنطقة من العالم، والتي تهدد تلك المنطقة والعالم بأسره، وفي ظل دخول هذه الحرب لمراحل خطيرة، ووفقًا لرأي المراقبين السياسيين للموقف العام في الحرب الأوكرانية الروسية، وقد تكون شرارة لحرب أكبر لا سمح الله. وفي الختام، نقول إن دور المملكة في تقريب وجهات النظر، وسعيها لإحلال السلام في تلك المنطقة ومناطق أخرى من العالم، وبإذن الله، فإن تلك الجهود المشكورة هي محل تقدير كبير من قبل الجميع، وخاصة المجتمع الدولي، ويثمن تلك الجهود للمملكة بكل التفاصيل. فبوركت تلك الجهود، وأخيرًا نجحت المملكة العربية السعودية مع أشقائها الخليجيين في وقف الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، التي هددت الشرق الأوسط والعالم. والله الموفق.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store