
نائب وزير التربية والتعليم يطلق تحذيرا لشباب اليوم قبل اختفاء وظائف المستقبل
أضاف نائب وزير التعليم، أن سهولة استخدام أجيال لغات البرمجة المتتالية أسهت في توفير كم هائل من المكتبات البرمجية الجاهزة والقابلة لإعادة الاستخدام في انتشار هذه الظاهرة، ويمكن تصور هيكل لوظائف البرمجة على شكل هرم، يتربع على قمته مهندس برمجيات خبير، يليه عدد من متوسطي المستوى (Mid-level Seniors) من مديري المشاريع ومديري الفرق، وأخيرًا قاعدة الهرم التي تضم المبرمجين الجدد (Juniors) المسؤولين عن كتابة الأكواد الأولية.
وقال 'ببساطة، تستهدف أدوات البرمجة المساعدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل 'Co-pilot'، وسط الهرم في الشركات المتوسطة والكبيرة، وقاعدة الهرم في المنشآت الصغيرة والمبرمجين الأفراد. هذا التوجه بدأ يلقي بظلاله بالفعل على سوق العمل العالمي، حيث لوحظت ظاهرتان بارزتان: انخفاض واضح في رواتب المستوى المتوسط واقترابها من رواتب المبتدئين، مقابل زيادة ضخمة وملحوظة في رواتب الخبراء. تزامن ذلك مع الاستغناء السريع عن عدد كبير من المبرمجين في وسط الهرم وجزء لا يستهان به من قاعدته'.
وحسب نائب وزير التعليم، فإنه بناءً على هذه المعطيات، يمكن استخلاص عدة أمور رئيسية ستعيد تشكيل مستقبل وظائف البرمجة:
1- اختفاء وظائف 'صنايعية البرمجة' وكاتبي الأكواد: من المتوقع أن تختفي هذه الوظائف بشكل واضح ومتسارع في الفترة القادمة. ستتولى أدوات الذكاء الاصطناعي مهام كتابة الأكواد الروتينية والمتكررة، مما يلغي الحاجة إلى عدد كبير من المبرمجين الذين يعتمدون بشكل أساسي على هذه المهارة.
2- متطلبات أعلى للمبتدئين: سيصبح الدخول إلى سوق العمل للمبتدئين أكثر صعوبة وتنافسية. سيتطلب منهم فهمًا علميًا ومنهجيًا واضحًا للأساسيات، وأفقًا أوسع بكثير من مجرد إتقان 'تراك' برمجي بعينه. سيبرز الاحتياج إلى كفاءات متعددة تشمل مجالات مثل الأمن السيبراني (Cybersecurity)، والشبكات، ونظم التشغيل، وتحليل البيانات، وغيرها. لن يكفي أن تكون مبرمجًا جيدًا؛ بل يجب أن تكون مهندسًا ذا رؤية شاملة.
3- طول المسار المهني: لن يصبح الانتقال من مستوى لآخر في سنتين أو ثلاث سنوات أمرًا شائعًا كما كان في السابق. من المتوقع أن يطول المسار المهني ليصبح خمس سنوات أو ربما عشر سنوات في مسار طبيعي يقترب من طبيعة المهن الأخرى التي تتطلب سنوات من الخبرة والتراكم المعرفي.
وفيما يخص تحديات الشباب ومستقبل المهن، قال الدكتور أيمن البصال، إن التحدي الرئيسي الذي سيواجهه الشباب الطموح في مجال البرمجة هو اجتياز المرحلة الأولى والوصول إلى المستوى الأعلى، حيث تتطلب هذه المرحلة فهمًا عميقًا وقدرة على حل المشكلات المعقدة التي لا تستطيع أدوات الذكاء الاصطناعي التعامل معها بسهولة.
وقال 'هذه الرؤية، بالطبع، محكومة بالعوامل التقنية والاقتصادية الحالية، وقد تتغير في المستقبل القريب أو المتوسط مع ظهور تقنيات جديدة أو تحولات في ديناميكيات السوق'، مشيرا إلى أن أثر الذكاء الاصطناعي على مستقبل المهن سيمتد تأثير الذكاء الاصطناعي ليشمل كافة مجالات العمل، ليس فقط التكنولوجيا. في المدى القريب والمتوسط، من المتوقع أن تختفي حتمًا وظائف لصالح الذكاء الاصطناعي في عدة قطاعات:
في مجال التكنولوجيا: بالإضافة إلى وظائف كتابة الأكواد الروتينية، ستتأثر وظائف اختبار البرمجيات التقليدية، والدعم الفني من المستوى الأول، وبعض أدوار إدارة الأنظمة التي يمكن أتمتتها بالكامل.
في باقي مجالات العمل:
خدمة العملاء: ستتولى الروبوتات والمساعدون الافتراضيون جزءًا كبيرًا من مهام الرد على الاستفسارات وتقديم الدعم الأساسي.
المحاسبة والتدقيق: سيتم أتمتة مهام إدخال البيانات، والتسوية، وإعداد التقارير المالية البسيطة.
القطاع القانوني: البحث عن السوابق القضائية، وتحليل المستندات القانونية، وإعداد العقود الأولية.
الصحافة والإعلام: كتابة التقارير الإخبارية الأولية، وتلخيص المقالات، وإنشاء المحتوى القائم على البيانات.
التصنيع: ستتزايد أتمتة خطوط الإنتاج، مما يقلل الحاجة إلى العمالة اليدوية في المهام المتكررة.
النقل: القيادة الذاتية ستقلل بشكل كبير من الحاجة إلى سائقي الشاحنات وسيارات الأجرة.
وتطرق البصال إلى التحديات التي تواجه الشباب في مستقبل العمل:
بشكل عام، يواجه الشباب في مستقبل العمل والمهن والتوظيف تحديات عدة تتطلب مرونة وتكيفًا مستمرًا:
التعلم المستمر وتنمية المهارات: لم يعد التعلم مقتصرًا على فترة الدراسة الجامعية، بل أصبح عملية مستمرة مدى الحياة. يجب على الشباب الاستثمار في تطوير مهاراتهم الرقمية، والمهارات الشخصية مثل التفكير النقدي، وحل المشكلات، والإبداع، والتواصل الفعال.
التخصص والتميز: مع تزايد المنافسة، سيصبح التخصص في مجالات محددة ذات قيمة مضافة عالية أمرًا ضروريًا للتميز.
القدرة على التكيف مع التغيرات: ستكون القدرة على التكيف مع التقنيات الجديدة والتحولات في سوق العمل هي المفتاح للبقاء في دائرة المنافسة.
بناء شبكات العلاقات المهنية: ستلعب العلاقات المهنية دورًا حيويًا في الحصول على الفرص والوصول إلى المعرفة والخبرات.
ريادة الأعمال والتفكير الابتكاري: سيصبح التفكير كرائد أعمال والقدرة على ابتكار حلول جديدة للمشكلات أمرًا مهمًا، حتى لو لم يعمل الشباب في شركاتهم الخاصة.
باختصار، مستقبل العمل يتجه نحو المزيد من الأتمتة والذكاء الاصطناعي، مما يتطلب من الشباب إعادة تقييم مهاراتهم والاستعداد لمسار مهني يتطلب تعلمًا مستمرًا وتكيفًا سريعًا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

أخبار السياحة
منذ 3 ساعات
- أخبار السياحة
مصر تتصدر شمال إفريقيا في عائدات السياحة لعام 2025
سلّط موقع 'أفريقيا لو 360' الإخباري، اليوم الأحد، الضوء على النمو الملحوظ في عدد السياح الوافدين إلى منطقة شمال أفريقيا، والذي انعكس بدوره في ارتفاع عائدات السفر، حيث بلغ إجمالي عائدات السياحة في مصر والمغرب وتونس، بنهاية يونيو 2025، نحو 15.06 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 19.52% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط. وفي حين أن المغرب ومصر تقاربتا في عدد السياح الوافدين، حيث استقبلتا على التوالي 8.9 و8.7 مليون زائر حتى نهاية يونيو 2025، إلا أن مصر تفوقت بشكل واضح من حيث الإيرادات، محققةً 8.05 مليار دولار من العائدات السياحية. عائدات السياحة في مصر وسجلت عائدات السياحة في مصر ارتفاعًا بنسبة 22% خلال النصف الأول من العام، وهو ما يتماشى مع زيادة أعداد الوافدين التي بلغت 25%. وتُعد مصر وجهة سياحية تجمع بين المقومات الثقافية والتاريخية من جهة، والمقومات الشاطئية من جهة أخرى، ما يجذب شرائح متنوعة من السياح، بما في ذلك السياح من ذوي الإنفاق المرتفع. ويُترجم هذا الإقبال في نسب الإشغال المرتفعة بالفنادق، حيث يتجاوز متوسط الإشغال في فنادق شرم الشيخ 75%، بل تصل هذه النسبة إلى أكثر من 90% في بعض المنتجعات الساحلية. السياحة ثالث أكبر مصدر للعملة الأجنبية في مصر وتُعد السياحة ثالث أكبر مصدر للعملة الأجنبية في مصر بعد عائدات الصادرات وتحويلات المصريين بالخارج. ومن المتوقع أن تُسجل مصر رقمًا قياسيًا جديدًا في عائدات السياحة خلال ما تبقى من عام 2025، حيث يُرجّح أن تبلغ هذه العائدات نحو 18.3 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 9.5% مقارنة بعام 2024.

أخبار السياحة
منذ 3 ساعات
- أخبار السياحة
ارتفاع فروع منشآت السلاسل التجارية المسجلة بـ'سلامة الغذاء' إلى 2162 فرعًا
قالت الهيئة القومية لجهاز سلامة الغذاء إنه فيما يخص أنشطة إدارة الرقابة على السلاسل التجارية، فقد تم تنفيذ 25 مأمورية رقابية استهدفت فروع منشآت السلاسل التجارية بعدد من المحافظات، بهدف التحقق من مدى التزامها باشتراطات سلامة الغذاء. وشملت الحملات محافظات القاهرة، الجيزة، الإسكندرية، الغربية، البحيرة، مرسى مطروح، البحر الأحمر، المنيا، الفيوم، بور سعيد، أسوان، الأقصر، أسيوط وسوهاج. وأسفرت هذه الجهود عن تسجيل 6 فروع جديدة ليصل إجمالي العدد إلى 2162 فرعًا لدى الهيئة القومية لسلامة الغذاء لعدد 56 سلسلة تجارية. وفي إطار تكثيف الرقابة خلال موسم الصيف، خاصة في المناطق ذات الكثافة الاستهلاكية العالية، واصلت الهيئة حملاتها التفتيشية على المنشآت والسلاسل الغذائية في منطقة الساحل الشمالي خلال موسم الصيف، حيث تم تنفيذ 6 مأموريات رقابية على فروع منشآت السلاسل التجارية بالمنطقة، وتم سحب عينات وذلك لضمان سلامة المنتجات المعروضة وحماية صحة المستهلكين وللتأكد من تطبيق الاشتراطات الصحية وطرق التداول السليم للأغذية، مع اتخاذ الإجراءات القانونية الفورية ضد أي مخالفات.

أخبار السياحة
منذ 12 ساعات
- أخبار السياحة
رئيس الضرائب: حريصون على تعزيز جسور الثقة مع مجتمع الأعمال
أكدت رئيس مصلحة الضرائب المصرية رشا عبد العال، الحرص على تعزيز جسور الثقة مع مجتمع الأعمال، والاستماع إلى صوته الحقيقي من خلال 'آليات حوار مؤسسية ومنتظمة'. وأشارت إلى أن وزارة المالية والمصلحة تبذلان جهدا كبيرا في تنفيذ الإصلاحات التشريعية والإجرائية التي من شأنها تبسيط المعاملات الضريبية، وتحقيق الشفافية، وتشجيع الاقتصاد غير الرسمي على الانضمام إلى المنظومة الرسمية. جاء ذلك خلال استقبالها وفد من جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، اليوم /الأحد/، لبحث سبل التعاون، والاستماع إلى مقترحات وملاحظات ممثلي الجمعية حول التحديات التي تواجه مجتمع الأعمال، بما يسهم في تطوير المنظومة الضريبية وتحقيق العدالة الضريبية، وذلك في إطار توجيهات وزير المالية باستمرار الحوار المجتمعي الذي تجريه مصلحة الضرائب المصرية مع مختلف شركاء المنظومة الضريبية.