
بين الثقافة والصحافةلماذا ندرس الأدب؟!
دراسة الأدب تعني وقبل كل ما سبق، دراسة صيرورة الحياة، وتحولات الثقافة وأنماط التفكير السابقة والحالية واللاحقة، وتعني معرفة مستوى الحضارة ودرجة التقدم وما يدور من تساؤلات في مناطق قصية من العقول ذات التفكير الدائم والتأمل غير المنقطع، وما يتسرب إلى وجدان المجتمعات من أحاسيس ومشاعر ومواقف عاطفية، وتعني الدخول إلى عمق العلاقات التي يقيس بها الإنسان مواقف المجتمعات من حوله حول قضاياه ومواضيعه الشائكة، ودراسة الأدب تعني أن نحصل على وقود من الكلمات والمعاني والأبنية السياقية والأخيلة التي تبني منطقنا الذاتي وتمنحنا فرص أن نقول أفكارنا ونعبر عن مشاعرنا ومشاريعنا الإنسانية والعلمية.
الأدب كان مفتاح دول عظمى قبل المعدات القتالية والحربية لتنتصر على دول تضاهيها وربما تتفوق عليها في بعض التقنيات، فالأدب مؤشر يدل على معنوية الشعوب، ومدى صمودها وتماسكها، ففي الحروب العالمية كانت الدول النابهة تدرس وتحلل ما يبث في إعلام الدول المعادية، وترصد نتاجها الأدبي القريب والبعيد لتحلل نفسياتها وتتعرف على مزاجها الجمعي، وتعزل الكلمات عن بعضها لتتعمق في فهم دلالات الكلمات ومدى تماسك قوة المعني أو ضعفه بين مرحلة ومرحلة، فالكلمات تحمل قوة وعند تراخي هذه القوة في سياق الطرح الأدبي يعني أن ضعف حمولة المعني في الكلمة صدر عن نفسية فردية أو اجتماعية بدأت تفتر وتضعف.
والأدب عندما صُنف وفق مذاهب أدبية جاء ليصرح بما لم يصرح به من قبل، فالمذاهب التي ارتبطت بالأدب الغربي لم تأت من أجل تصنيف الأدب في حقيقة الأمر، وإنما جاءت لتصنف طبيعة الحياة وانتكاسات البشرية واضمحلال القيم أو لتصنيف المشاعر الجمعية للمجتمعات المنهكة جراء ما مرت به من فقد للمعنى وغياب الرغبة في حياة ذات شكل باهت لا يلوح في أفقها إلا المزيد من الانتكاسات الإنسانية، فالكلاسيكية جاءت معبرة عن التجارب الإنسانية العامة، ولكنها ركزت على طبقات معينة في المجتمع، وتشددت في النزعة العقلية، فجاءت الرومنسية لتدعو إلى تغليب العواطف والوجدان والمشاعر على العقل، لتأتي النزعة الواقعية بمذهبها الأدبي المتكأ على الواقعية مقابل المثالية، وهكذا جاء كل مذهب بحمولته من قضايا المجتمع ومواضيعه الملحة الآنية والتراكمية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ يوم واحد
- عكاظ
العيسى: «الرابطة» حسنة من حسنات المملكة أهدتها إلى العالم الإسلامي
دشَّن الرئيس العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد عبدالكريم العيسى، في مقرّ الرابطة بمكة المكرمة، حزمةً من المشروعات القرآنية الرائدة، تضمنت افتتاح «الملتقى التنسيقي الأول للمقارئ القرآنية التقنيّة العالمية -بمضامينه»، وإطلاق «البوابة الرقمية للمقرأة التقنية العالمية»، وإنشاء رابطة للمقارئ التقنية، هي الأولى من نوعها، وذلك في احتفاء كبير شهد مشاركة نخبة من العلماء المختصين والباحثين والممارسين لإقراء القرآن الكريم وتعليمه، وممثلي 50 مَقرأة قرآنية تقنية عالمية، تمثّل جهودًا متقدمة في تعليم القرآن الكريم وإقرائه -عن بُعد-، باستخدام تقنيات الاتصال الحديثة. ورحّب العيسى بالضيوف، مبينًا أن التدشين يأتي في إطار رسالة الرابطة لتعزيز وحدة الأمة الإسلامية، مشيرًا إلى أنَّ ذلك يأتي تعزيزًا لمجالاتٍ عديدة في مقدمتها هذه الخدمةُ الجليلة لكتاب الله -جلّ وعلا-، وقال: «التعاون الإسلامي في المهام القرآنية في طليعة مستهدفات الوحدة الإسلامية التي تضطلع بها الرابطة وفق رؤيتها ورسالتها التأسيسية». وخاطب العيسى الحضور بقوله: «إن الرابطة منكم وإليكم، فهي حسنة من حسنات المملكة العربية السعودية أهدتها إلى العالم الإسلامي»، سائلًا الله عزَّ وجل أنْ يجزل مثوبة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين على ما قدّما ويقدّمان للإسلام والمسلمين. من جانبه ألقى كلمة نيابةً عن ممثلي المقارئ المشاركة في الملتقى الدكتور أحمد جميل من جمهورية إندونيسيا نوه فيها بجهود الرابطة العريقة والمتعددة في خدمة القرآن الكريم وأهله، في إطار رؤية علمية تقنية تسعى لربط العالم بكتاب الله، وتيسير تعليمه وإتقانه بالضوابط والأصول. وباسم المقارئ المشاركة، توجَّه الدكتور جميل بخالص العرفان، وعظيم التقدير، إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، و وليِّ عهده الأمين، على ما يُولِيانه من رعاية مباركة لكتاب الله عز وجل، ودعمٍ متواصل للمؤسسات والمبادرات القرآنية في داخل المملكة وخارجها. وعقِب الجلسة الافتتاحية عُقِدت أربع جلسات تضمنت نقاشاتٍ وأوراقًا علمية في جملة من المحاور، أبرزها: ضوابط الإقراء والإجازة القرآنية عبر المقارئ التقنية، وتطوير الوسائل والبرامج التعليمية لخدمة الإقراء القرآني -عن بُعد-، وتنسيق الجهود الدولية في تنظيم وضبط الإقراء باستخدام التقنية، وعرض المبادرات التقنية النوعية في تعليم القرآن الكريم وإقرائه. وأصدر الملتقى عددًا من التوصيات، منها إنشاء «رابطة المقارئ القرآنية التقنية العالمية»، لتكون كيانًا دوليًّا منبثقًا عن رابطة العالم الإسلامي، يُعنى بشؤون الإقراء التقني. وفي ختام الملتقى، عبّر المشاركون عن خالص شكرهم وتقديرهم للمملكة العربية السعودية، لما تُقدِّمه من دعم وعناية ورعاية متواصلة لكتاب الله تعالى، ولرابطة العالم الإسلامي، على تنظيم هذا الملتقى الذي ينتظم في جهودها المباركة في خدمة القرآن الكريم، والتنسيق العالمي في الإقراء وتعليمه. أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ يوم واحد
- صحيفة سبق
د.العيسى يدشِّن حزمةً من المشروعات القرآنية الرائدة لرابطة العالم الإسلامي
دشَّن معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، في مقرّ الرابطة بمكة المكرمة، حزمةً من المشروعات القرآنية الرائدة، تضمنت افتتاح "الملتقى التنسيقي الأول للمقارئ القرآنية التقنيّة العالمية -بمضامينه-"، وإطلاق "البوابة الرقمية للمقرأة التقنية العالمية"، وإنشاء رابطة للمقارئ التقنية، هي الأولى من نوعها، وذلك في احتفاء كبير شهد مشاركة نخبة من العلماء المختصين والباحثين والممارسين لإقراء القرآن الكريم وتعليمه، وممثلي خمسين مَقرأة قرآنية تقنية عالمية، تمثّل جهودًا متقدمة في تعليم القرآن الكريم وإقرائه عن بُعد، باستخدام تقنيات الاتصال الحديثة. ورحّب معالي الشيخ العيسى بضيوف هذا الحدث القرآني الكبير، الذي يأتي في إطار رسالة الرابطة لتعزيز وحدة الأمة الإسلامية، لافتًا الأنظار إلى أنَّ لهذا التعزيز مجالاتٍ في مقدمتها هذه الخدمةُ الجليلة لكتاب ربنا جلّ وعلا، وقال: "التعاون الإسلامي في المهام القرآنية في طليعة مستهدفات الوحدة الإسلامية التي تضطلع بها الرابطة وفق رؤيتها ورسالتها التأسيسية". وخاطب فضيلته الحضور بقوله: "إن الرابطة منكم وإليكم، فهي حسنة من حسنات المملكة العربية السعودية أهدتها إلى العالم الإسلامي"، سائلاً الله عزَّ وجل أنْ يجزل مثوبة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسموِّ ولي عهده الأمين، رئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان- حفظهما الله- على ما قدّما ويقدّمان للإسلام والمسلمين. من جانبه ألقى فضيلة الدكتور أحمد جميل من جمهورية إندونيسيا كلمة ممثِّلي المقارئ المشاركة في الملتقى، نوه فيها بجهود الرابطة العريقة والمتعددة في خدمة القرآن الكريم وأهله، في إطار رؤية علمية تقنية تسعى لربط العالم بكتاب الله، وتيسير تعليمه وإتقانه بالضوابط والأصول. وباسم المقارئ المشاركة، توجَّه الدكتور جميل بخالص العرفان، وعظيم التقدير، إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو وليِّ عهده الأمين، صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان، كفاءَ ما يُولِيان من رعاية مباركة لكتاب الله عز وجل، ودعمٍ متواصل للمؤسسات والمبادرات القرآنية في داخل المملكة وخارجها. وعقِب الجلسة الافتتاحية عُقِدت أربع جلسات تضمنت نقاشاتٍ وأوراقاً علمية في جملة من المحاور، أبرزها: ضوابط الإقراء والإجازة القرآنية عبر المقارئ التقنية، وتطوير الوسائل والبرامج التعليمية لخدمة الإقراء القرآني عن بُعد، وتنسيق الجهود الدولية في تنظيم وضبط الإقراء باستخدام التقنية، وعرض المبادرات التقنية النوعية في تعليم القرآن الكريم وإقرائه. وأصدر الملتقى عدداً من التوصيات، منها إنشاء "رابطة المقارئ القرآنية التقنية العالمية"، لتكون كيانًا دوليًّا منبثقًا عن رابطة العالم الإسلامي، يُعنى بشؤون الإقراء التقني. وفي ختام الملتقى، عبّر المشاركون عن خالص شكرهم وتقديرهم للمملكة العربية السعودية، لما تُقدِّمه من دعم وعناية ورعاية متواصلة لكتاب الله تعالى، في ظل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو وليّ عهده الأمين، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظهما الله -. كما توجَّه المشاركون بخالص الشكر والتقدير لرابطة العالم الإسلامي، على تنظيم هذا الملتقى الذي ينتظم في جهودها المباركة في خدمة القرآن الكريم، والتنسيق العالمي في الإقراء وتعليمه.


الرياض
منذ 2 أيام
- الرياض
"المصمك" رمز تاريخي يروي تأسيس وتوحيد المملكة
وسط قلب العاصمة يقف متحف قصر المصمك شامخًا في حي الديرة، حارسًا لذاكرة وطن ومسرحًا لبطولات صنعت مجد المملكة العربية السعودية، وراوياً شاهدته على انطلاقة توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-، من هذا الحصن الطيني "متحف قصر المصمك" الذي بُني في عام (1282هـ- -1865م)، في عهد الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي بن محمد سعود. ويواصل "المصمك" رسالته التثقيفية والوطنية تحت إشراف وزارة الثقافة ممثلةً بهيئة المتاحف، عقب الانتهاء من أعمال تحديث شاملة شملت تأهيل المبنى وترميمه وتطوير بنيته التحتية، بوصفه أحد أبرز المعالم التاريخية التي شهدت تحولات مفصلية في تاريخ المملكة، وإسهامًا في تعزيز المشهد الثقافي الوطني، وفق المعايير الحديثة لإثراء تجربة الزائر للمتاحف. أطلق المؤرخون أسماء عديدة على هذا المعلم التاريخي منها: الحصن، القلعة، والحصن الداخلي، المسمك، والمصمك، هذا الاسم الأخير هو الأكثر تداولًا. ويرى الكثير من الباحثين أن التسمية تعود إلى سماكة جدرانه وقوة تحصينه، ما جعله حصنًا دفاعيًا بارزًا في المنطقة. يحتل قصر المصمك مكانة بارزة في التاريخ المملكة بصفة عامة وفي العاصمة الرياض بصفة خاصة ويمثل الانطلاقة الأولى للملك عبدالعزيز -رحمه الله- لتوحيد هذا الكيان العظيم للملكة العربية السعودية حيث اقترن حصن المصمك باسترداد الرياض في فجر الخامس من شوال عام (1319هـ) الموافق الخامس عشر من يناير (1902م)، على يد الملك عبدالعزيز، ويمثل اقتحامه استعادة الرياض. ويمتد قصر المصمك على مساحة (3885 م2)، في حي الثميري وسط الرياض، وشُيّد من الطين المخلوط بالتبن، ووضعت أساساته من الحجر، واستخدم الطين لتلييس الجدران من الخارج، أما من الداخل فاستخدم لها الجص. وقُسم "المصمك" في بنائه إلى طابقين موزعين إلى قسمين، ويضم نحو (44) غرفة، يتألف الطابق الأرضي من (6) أفنية تحيط بها الغرف السفلية والعلوية، وله مدخلان، كما يضم مجلسين ومسجدًا وبئرًا للمياه، إلى جانب (3) أجنحة سكنية ومقرٍ للخدمات، استخدم أول الأجنحة لإقامة الحاكم، والثاني كان بيتًا للمال، وخُصص الأخير لنزول الضيوف. أما الدور الأول فيحتوي على روشن ومجلس، وغرف عدة مطلة على الفناء الرئيس. وزُخرفت جدران المصمك بفتحات ذات أشكال مثلثة ومستطيلة، وظهرت على جدران الغرف الداخلية زخارف جصية على هيئة مثلثات ودوائر، ورسومات بسيطة مستوحاة من عناصر البيئة المحيطة، كالنخيل والنجوم والأهلّة، وتتميز الجدران الخارجية بنتوءات تسمى "طرمات"، وهي فتحات ذات بروز خشبي تشبه الصندوق، استخدمت للمراقبة. ويضم الحصن معالم بارزة من بينها البوابة الغربية المصنوعة من جذوع النخل والأثل، ويبلغ ارتفاعها (3.60)م، وعرضها (2.65)م، وبها فتحة صغيرة تُعرف بـ "الخوخة"، كما يحتوي على مسجد داخلي يتوسطه عدد من الأعمدة، ومحراب مجوف، ومجلس تقليدي بديكورات نجدية، إضافةً إلى "بئر" تقع في الركن الشمالي الشرقي، وأربعة أبراج دفاعية في أركانه، وبرج خامس مربع الشكل يُعرف بـ "المربعة" يطل على كامل المبنى. وفي عام (1400هـ)، وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، أمير منطقة الرياض آنذاك، بالمحافظة على الحصن وترميمه؛ ليكون معلمًا وطنيًّا يعكس مرحلة مهمة في تاريخ المملكة، حيث نفذت أمانة منطقة الرياض مشروع الترميم الكامل في عام (1399هـ)، وسلمته للإدارة العامة للآثار والمتاحف آنذاك عام (1403هـ)، ثم وجه -رعاه الله- بتحويله إلى متحف متخصص يحكي مراحل تأسيس المملكة وتوحيدها، وافتُتح رسميًّا في 13 محرم 1416هـ الموافق 11 يونيو 1995م. ويحتوي المتحف على أقسام متنوعة، من بينها قاعة اقتحام المصمك التي تسرد المعركة التاريخية، وتعرض خرائط، وأسلحة قديمة، وصورًا نادرة، إضافةً إلى قاعة العرض المرئي التي تقدم فيلمًا وثائقيًا بلغتين، وقاعة الرواد التي تحتفي بالرجال الذين شاركوا في استرداد الرياض، وقاعة الرياض التاريخية التي توثق مراحل تطور المدينة عبر خرائط وصور تاريخية، علاوةً على "فناء البئر" الذي يعرض أدوات تراثية، ومدافع استخدمت في الجيش، وقاعة حصن المصمك التي تحتوي على مجسمات، ولوحات تعريفية، وقاعة استخدامات المصمك التي تقدم لمحة عن تحولات استخدام الحصن عبر العصور، إلى جانب خزائن تحتوي على أسلحة، وملابس تراثية، وأدوات بناء قديمة.