logo
الهوية وغزة

الهوية وغزة

صحيفة الشرقمنذ 3 أيام
بإيجاز لقد شهد سؤال الهوية مراحل مختلفة، أصابه فيها كثير من الصواب وكثير من الخطأ. حين تم رفع شعار القومية العربية كان في مواجهة الاستعمار وكان ذلك صوابا، لكن بعد التحرر من الاستعمار ظهرت في الدول رافعة الشعار نزعات لتحقيق الوحدة العربية بالقوة، فحدثت معارك لم تأتِ بنتيجة غير الخسارة، وتدخل دول خارجية في مسارها كما حدث في مصر من عدوان إسرائيلي عام 1967 وكثير من جنود جيشنا في اليمن، أو كما حدث في العراق بعد غزوها للكويت والتدخل الأمريكي الأوروبي الذي بعده لم تعد العراق كما كانت. كذلك منذ السبعينيات ارتفعت شعارات الصحوة الإسلامية، وكان من نتيجتها حروب طائفية بين الشعب الواحد نفسه، التي كلما ظننا انها في طريق الغياب تظهر من جديد، وآخر تجلياتها ما حدث للدروز في سوريا الذي بعده تقوم إسرائيل بالغارات على سوريا لحماية الدروز من المسلمين!! ما بين القومية العربية والصحوة الإسلامية تبدو غزة كأنها تنتمي الى مجرة بعيدة عن عالمنا العربي، وما يحدث فيها يحدث لشعب غير عربي الهوية ولا مسلم الديانة. لا الأمم المتحدة ولا الجامعة العربية تقوم بدورها، وأبرز ما يحدث هو تلاسن بين الكثيرين على صفحات السوشيال ميديا من مصر أو الدول العربية، وكل يحمل دولة الثاني المسؤولية عن عدم مناصرة غزة. يغيب السؤال عن العروبة ولا أريد أن أقول عن الإسلام لأن بين الشعوب العربية جماعات مسيحية وغيرها، لكن يقفز الإسلام والمسلمون لأننا الغالبية بين الشعوب العربية. مثلي يشعر بالأسى والحزن الشديد لأسباب كثيرة، فالعروبة لم تغب عن أفكاري طوال حياتي ولا الدين، لكن أن أعيش لأرى شعبا يُباد، ويصل الأمر إلى الموت جوعا، أمر كنت لا أتمنى أن أعيش لأراه. لا أعرف إلى من أتوجه بحديثي. هل للحكام أم الشعوب، لكن لا يغيب السؤال واتوجه به إليهما معا. أمم ودول كثيرة ضاعت عبر التاريخ بسبب نومها على ذنوب، فهل هناك ذنب أكثر من إبادة أهل غزة نعيش فوقه اليوم، وإذا كنا لا نرى تبعات سريعة له علينا، فستأتي التبعات مع مرور الزمن. بعيدا عن السياسة فأيْ عاقل يعرف أن حلم إسرائيل الكاذب هو دولة من النيل إلى الفرات، ومحاولة إبادة أهل غزة خطوة في الطريق. أعود لأتحدث عن الذنب العظيم الذي صرنا نعيش فوقه. من سيتحمل هذا الذنب. وهل سيفرق الله بين الشعوب والحكام حين يأتي عقابه. هل صار الأمل فقط هو صمود أهل غزة وتعاطف دول قليلة معها، ومظاهرات في دول مؤيدة لإسرائيل مثل فرنسا أو بريطانيا أو أمريكا. وهل لن يظهر بينها من يقول ماذا تفعلون وأكثر من مليار مسلم يتفرجون، أو يكتفون بالكتابة على صفحات السوشيال ميديا. هل سكوتنا عن أمر غزة إلى هذا الحد لن يجعل إسرائيل تتمسك أكثر بأسطورتها من النيل الي الفرات؟ نبتعد عن السياسة وندخل في معنى الإنسانية. أليست الإنسانية هي جوهر ديننا. كيف يكون ديننا الآن. أعرف أن الدين سيستمر رغم أي شيء، لكن كيف تستمر حياتنا فوق الذنوب. انتظار الفرج من الله أمر صحيح، لكن كيف يأتي الفرج ونحن نكتفي بالفرجة؟
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غزة والمعاناة.. الثلاثية
غزة والمعاناة.. الثلاثية

صحيفة الشرق

timeمنذ 16 ساعات

  • صحيفة الشرق

غزة والمعاناة.. الثلاثية

…… آه ياغزة تركوك للذئاب الصهيونية بهمجيتها ورعونتها تعيث على أجساد الأبرياء تقطعهم تدميهم وتجوعهم بأي ذنب قتلت !! انه الخزي العربي الذي طال حكوماتنا العربية الصامتة المستسلمة الضعيفة المتواطئة، من يوقف الجريمة الاسرائيلية ودولنا العربية تزخر مخازنها من الأسلحة المتراكمة تركت للصدا والقدم ما فائدتها! اذا لم توجه للعدو،!! من يحمي الأطفال والرضع والشيوخ من شبح الجوع وسوء التغذية، «هود وزينب ووعد».وغيرهم رضع يتساقطون يوميًا ضحايا الجوع،،. ومئات الآلاف من الريالات تنفق على اللهو. والمهرجات بأنواعها، ناهيك عن الاسراف الممتد لكل المناسبات والفعاليات، مئة ألف طفل معرضون للموت خلال أيام اذا لم يتم ادخال الحليب من المسئول !! « ألم نقرأ قوله تعالى {وقفوهم إنهم مسئولون، مالكم لا تناصرون } ألا ندرك الخطط الصليبية الممنهجة العقائدية في قتل الأطفال وتجويعهم خوفًا من الانتقام مستقبلًا، كيف ننعم بالأمن والاستقرار والخوف من المجهول القادم يشغل تفكيرنا مع مانراه اليوم من امتداد صهيوني أمريكي من غزة الى سوريا الى جنوب لبنان، وربما تطال المناطق الحدودية المجاورة الممتنعة عن فتح المنافذ والقنوات …. ويزيد امتدادها مع صمت القبور الذي لامس الضمائر والمشاعر العربية ونسوا قول عمر:»لو عثرت بغلة في طريق العراق لسألني الله عنها «اليوم يموت المئات يوميا من يسأل عنهم وينقذهم !! بينما تطالب الولايات المتحدة بالإفراج عن الاسرى وحمل ترامب حركة المقاومة بالمسئولية عن عدم وقف الحرب، وضرورة القضاء على حماس فالحرب مستمرة وستستمر مادام لم يقف العرب صفاً واحداً في وجه الصهيونية وحلفائها.. وتبقى غزة بين معاناة ثلاثية القصف والجوع والصمت العربي..

هل تحتاج غزة إلى الكلمة؟
هل تحتاج غزة إلى الكلمة؟

صحيفة الشرق

timeمنذ 16 ساعات

  • صحيفة الشرق

هل تحتاج غزة إلى الكلمة؟

159 كتبتُ في الأسبوع المنصرم مقالا عن المجاعة التي ضربت غزة نتيجة الحصار والعدوان الإسرائيلي على القطاع وتعسفه في منع دخول المساعدات، وشبّهتُ الوضع المأزوم في غزة والجوع الذي يفتك بأهلها، بالشدة المستنصرية التي حدثت في مصر إبان العصر الفاطمي. بعض الغيورين انتقدوا المقال باعتبار أنه مجرد كلام لا يسمن ولا يغني من جوع، وأن غزة لا تحتاج إلى الكلام، بل إلى العمل، فمن ثم تفجّرت لدي الرغبة لأن أتناول وجهة النظر هذه بشيء من التفصيل والإيضاح، ليس ردًا على النقد، ولكن لأنها موضوع جدير بالتناول والمناقشة، ومن الأهمية بمكان، خاصة بعد طول أمد الأزمة. مع ندرة أو انعدام الحلول العملية لدى الشعوب العربية والإسلامية، كان من الطبيعي أن تسود حالة من الإحباط العام الذي يخلفه الشعور بالعجز عن نصرة أهلنا في غزة، ما أدى إلى انزواء البعض بعيدًا عن الأحداث، وخفوت جذوة الحماس التي اشتعلت في النفوس منذ بدء العدوان الإسرائيلي. هذا بالضبط ما يريده العدو الإسرائيلي، أن نيأس من تداول وتناول القضية، ونهوّن من شأن الكلمة التي تقال في أحداث ومعاناة غزة. ولئن كانت الحلول العملية هي الأصل الذي ندور حوله ونبحث في آلياته ووسائله، لكن الكلمة لها دور هام لا ينبغي التقليل منه. الكلمة هي التي كوّنت الرأي العام العالمي الرافض للعدوان الإسرائيلي على غزة. الكلمة هي التي كشفت عن زيف مظلومية الاحتلال الذي كان يروج بمساعدة الإعلام الغربي لأنه يعيش بين بيئة عربية وحشية. الكلمة هي التي عرفت العالم أن معاداة الصهيونية والاحتلال الإسرائيلي الغاشم، لا يعني مناصبة اليهود العداء كما يروج الصهاينة. الكلمة هي أشعرت – ولا زالت- أهل غزة بأن هناك إخوانا لهم يفتك بهم الحزن والقهر والعجز عن نصرتهم وإنقاذهم. الكلمة هي التي أوجدت ذلك الزخم الذي دفع باتجاه إدخال بعض المساعدات وإن كانت يسيرة في ظل تواطؤ الاحتلال والأمريكان على تجويع أهل غزة. الكلمة هي التي جعلت الناس تفكر في حلول عملية، حتى أنه قد برز مؤخرا أسلوب مبتكر لتقديم المساعدات الإنسانية إلى أهل القطاع عن طريق المدن الساحلية، من خلال تعبئة الزجاجات البلاستيكية بالبقول والحبوب من عدس وأرز ونحوهما، وقذفها في البحر، أملًا في أن يدفعها التيار إلى سواحل غزة فيقتاتها الناس. وهي وإن كانت وسيلة غير مضمونة، لكنها تعبر عن تفاعل الجماهير وحرصهم على إيجاد الحلول العملية لدعم سكان غزة. الكلمة والاستمرار في الحديث عن غزة وأزمتها، توصل رسالة إلى أعوان ورعاة الاحتلال بمدى الاحتقان الذي وصلت إليه الجماهير العربية والإسلامية، وهذا يحمل نُذَر الانفجار الذي تخشاه القوى الإمبريالية الغربية. الكلمة تُبقي قضية غزة والقضية الفلسطينية مشتعلة، لتظل قضية مركزية لدى كل عربي ومسلم. الكلمة تجعلنا نحافظ على إنسانيتنا لئلا نعيش هذا الانفصال النكد بين حياتنا الخاصة وبين أزمات الأمة الطاحنة. الكلمة يُقاس من خلالها الرأي العام العربي والإسلامي تجاه أحداث غزة، لأنها معبرة عن توجهات الشعوب، وهو ما يحتل أهمية لا يستهان بها لدى صناع القرار في الداخل والخارج. وأخيرًا، الكلمة إعذار إلى الله، إذ لا يملك الكثيرون غيرها، فلئن قُيدت اليد، فلا أقل من كلمة مكتوبة أو منطوقة، تكون جُهد المقل. ولا يُفهم من هذه الكلمات أنها دعوة للانخراط في الكلام والتنظير واعتباره هو الشأن الأعظم، ولا يفهم منها أنها دعوة للرضا بالاقتصار على الكلمة، ولكن المراد عدم التقليل من شأن الحديث الدائم عن قضية غزة، وغلق الباب أمام القعود والانعزال عن التفاعل معها بحجة عدم وجود حلول عملية في نصرة ودعم سكان القطاع المنكوب. مساحة إعلانية

مصائد التاريخ
مصائد التاريخ

صحيفة الشرق

timeمنذ 16 ساعات

  • صحيفة الشرق

مصائد التاريخ

93 التاريخ ليس كتابًا مفتوحًا فحسب، بل هو واد كثير الشعاب، متشابكة طرقه، محفوفٌ بالمزالق والمصائد. من دخله بلا بصيرة، خرج منه مثقَلًا بالأوهام لا بالحكمة، وبالحنين لا بالبصيرة! ليس كلّ من قرأ التاريخ وعاه، ولا كلّ من وعاه فقهه، ولا كلّ من فقهه نجا من مصائده. ‏ومن مصائد التاريخ الكبرى: ‏1. الانبهار بالحوادث لا بالسنن ‏ينشغل الناس غالبًا بـ(ماذا حدث؟) ولا يسألون: (لماذا حدث؟) ولا (كيف يمكن أن يحدث مرة أخرى) ‏فينبهرون بانتصار القادسية، ولا يدرسون كيف صيغت النفوس قبلها! ‏يتغنون بفتح الأندلس، ولا يتأملون كيف فتحت، ولا كيف ضاعت! ‏يحيون ذكرى صلاح الدين، ولا يدرسون كيف انتصر بالأسباب قبل أن ينتصر في الميدان. ‏الحوادث دون سنن؛ تُصبح طقوسًا للتمجيد، لا دروسًا للنجاة. ‏2. تقديس الرموز دون تفكيك التجربة ‏من أخطر مصائد التاريخ أن نُجمّد العظماء في صور، ونحني لهم الرقاب، دون أن نحني العقول لتتعلّم من صنيعهم. ‏فنحوّل القادة إلى أصنام عاطفية، بدلاً من أن نصنع من تجربتهم منهاجًا للنهضة! ‏حينها يصبح التاريخ متحفا للتمجيد لا مختبرا للفهم، نمشي وراء الظلال، ونترك النور. ‏إن صلاح الدين لم يكن بطلًا لأن التاريخ قال ذلك؛بل لأنه صاغ أمةً قبل أن يفتح قلعة. ‏3. القياس السطحي بين العصور ‏من أكبر أخطاء العقل المعطوب، أن يتخيّل أنّ أمراض اليوم لا تعالج إلا بوصفات الماضي! دون فقهٍ للمتغيّرات. ‏أن يظنّ أنّ ما نفع في زمنٍ مضى، ينفع بالضرورة في زماننا، ولو تغيّرت البيئة، والعلّة، والجسد، وطبيعة التهديد! ‏نستدعي حلول القرون الفائتة لنعالج بها تعقيدات الدولة الحديثة دون فهم للمتغيرات، ونقيس حاضرنا على لحظة راشدة بغير أدواتها ولا رجالها ولا شروطها. ‏فنقع في عبث المقارنة، وسذاجة القياس، وضياع البوصلة. ‏فلا نحن استفدنا من حكمة الماضي، ولا اجتهدنا لبناء الحاضر. ‏بل بقينا أسرى زمنين: نردّد أمجاد الأول ترديد الغافلين، بلا وعي بشروطه ولا فهم لسياقه، ونخاصم الحاضر خصام العاجز، الذي لا يملك أدوات قراءته ولا جرأة إصلاحه! ‏نُسجّل إعجابنا بالماضي في مجالس التفاخر، ونُعلن عجزنا عن التعامل مع الحاضر في ساحات البناء! ‏فصرنا نُحني رؤوسنا لتاريخٍ لا نفهمه، ونرفع أصواتنا ضد واقع لا نملك له أدوات المواجهة! ‏4. الماضي كملجأ للهروب لا مرآة للمحاسبة ‏أحيانًا يتحوّل التاريخ إلى وسادة للنوم، لا منارة للصحوة. ‏نرجع إليه لا لنفهم، بل لنهرب. ‏نتفاخر بالأمجاد ونحن في الحضيض، ونتلو قصائد النصر ونحن نُهزم في كل ميدان. ‏فنصير كمن يُغني فوق الرماد، ويحسب الحكايات بعثًا جديدا! ‏هذا الهروب لا يُنتج وعيًا، بل يُكرّس العجز. ‏5. غياب القراءة الإيجابية للتاريخ ‏وهذه من أعمق المصائد التي لم يسلم منها حتى بعض العقلاء ‏أن تُختزل قراءة التاريخ في الصراع، وتُلوّن بالرأي، وتُحوّل إلى محاكمة لا مدارسة! ‏فلا ننتفع من خبرات الآخر، ولا ندرس تجارب الإصلاح، إلا إذا طابقتنا في فهم العقيدة، أو وافقتنا في الفكر! ‏فندفن مدرسة إصلاحية كاملة، لأن صاحبها خالفنا في مسألة فقهية، أو تأوّل آيةً بغير فهمنا! ‏نقصي عالمًا ربّانيًا لأنه خالفنا في موقف، أو لأنه اجتهد حيث توقّفنا! ‏وهذا خطرٌ مزدوج: ‏•فكرٌ يُعادي سنن الله حين يُقيّدها بالموافقة الحزبية ‏•وعقلٌ يُضيّع ثروة الأمة حين يُقصي أدوات الإصلاح إن جاءت من خارج 'الإطار المألوف'. ‏والأصل أن التاريخ يُقرأ لاختبار أدوات الفاعلية، واستخلاص سنن التغيير، لا لمطابقة الأهواء! ‏فنأخذ من كل تجربة أدواتها الناجعة، ونضيف إليها من معارف عصرنا، ونطرح منها ما بلي وتقادم. ‏وذلك هو الفقه الحقيقي، أن نُحيي السنن وإن جاءت من خصم، وأن نُميت البدع وإن جاءت من حبيب! ‏وختاما: ليست الكارثة في أن نُخطئ، بل في أن نُكرر ذات الخطأ باسم التاريخ! ‏أن نُعيد السقوط ونحن نظن أننا نُعيد المجد. ‏أن نسقط في ذات الهاوية، ونحن نظن أننا نمشي على طريق الفاتحين. ‏ما التاريخ إلا صوت السنن، ينادي من وراء القرون: ‏افهموني… قبل أن تكتبوا عني!!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store