
تأثير المواد الكيميائية الأبدية على نمو أدمغة الذكور
تنتشر المواد الكيميائية الأبدية، المعروفة بـPFAS، في العديد من المنتجات الصناعية والاستهلاكية حول العالم، بسبب قدرتها الفريدة على مقاومة الماء والزيوت والبقع.
ورغم فوائدها، تثير هذه المركبات قلقا متزايدا بسبب ثباتها البيئي وتأثيراتها الصحية المحتملة، خاصة على النمو العصبي لدى الأطفال. وفي ضوء ذلك، كشفت دراسة حديثة تأثيرا غير متوقع لمادة PFHxA، وهي من مركبات PFAS قصيرة السلسلة، على السلوك العصبي لدى ذكور الفئران، ما يفتح الباب لمزيد من البحث والمراجعة التنظيمية لهذه المواد.
وأظهرت الدراسة أن التعرض المبكر لمادة حمض "بيرفلورو هكسانويك" (PFHxA)، أحد مركبات مواد "بيرفلورو ألكيل" و"بولي فلورو ألكيل" (PFAS)، قد يؤثر سلبا على السلوكيات المرتبطة بالقلق وضعف الذاكرة لدى ذكور الفئران.
وأكدت الدراسة، التي أجريت في معهد ديل مونتي لعلوم الأعصاب بجامعة روتشستر، أهمية إعادة تقييم أمان هذه المواد الكيميائية التي تُستخدم في العديد من المنتجات الصناعية والاستهلاكية.
وقام الباحثون بتعريض فئران التجارب لمادة PFHxA (التي يُعتقد أنها أقل ضررا من مركبات PFAS) خلال مراحل الحمل والرضاعة.
وأظهرت الفئران الذكور التي تعرضت لكميات أكبر من PFHxA تغيرات طفيفة في النمو، تضمنت انخفاض النشاط وزيادة السلوكيات القلقة وضعف الذاكرة، بينما لم تلاحظ مثل هذه التأثيرات لدى الإناث.
وذكرت الدكتورة أنيا ماجوسكا، المعدة الرئيسية للدراسة، أن التأثيرات ظهرت فقط عند الذكور، وهو ما يعكس توجها شائعا في اضطرابات النمو العصبي التي تظهر تفاوتا بين الجنسين، حيث يكون الذكور أكثر عرضة للإصابة.
وتابع الباحثون الفئران حتى مرحلة البلوغ، ووجدوا أن الآثار السلوكية على الذكور استمرت بعد توقف التعرض، ما يدل على أن PFHxA قد يؤثر على نمو الدماغ بشكل دائم.
الجدير بالذكر أن مركبات PFAS تُستخدم في العديد من المنتجات اليومية، وتوجد في البيئة والطعام والماء، وترتبط بمجموعة من المشكلات الصحية مثل اضطرابات النمو عند الأطفال وبعض أنواع السرطان.
وتدعو الدراسة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لتقييم التأثيرات العصبية والسلوكية لمركبات PFAS قصيرة السلسلة، لفهم المخاطر بشكل أفضل ووضع ضوابط تنظيمية مناسبة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبرني
منذ يوم واحد
- خبرني
سر التفاوت بين الجنسين في التوحد وفرط النشاط
خبرني - كشف باحثون عن دور محتمل لمواد كيميائية سامة في الفجوة الكبيرة في معدلات الإصابة بالتوحد واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بين الجنسين ووفقا للدراسة المنشورة في دورية" المجلة الأوروبية لعلوم الأعصاب" ، والتي أجراها باحثون من جامعة "روتشستر" الأمريكية، فإن المواد الكيميائية السامة التي تُعرف باسم "المواد الأبدية"، والتي تدخل في صناعة عبوات الطعام الورقية والأقمشة المقاومة للبقع، قد تؤثر بشكل خاص على نمو أدمغة الذكور، مما يزيد من معدلات القلق، ضعف الذاكرة، وانخفاض النشاط الحركي المرتبط بالتوحد واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. وفي التجربة التي أجريت بالدراسة، تعرضت فئران صغيرة لمادة كيميائية معروفة علميا باسم " PFHxA"، من خلال تغذية أمهاتها بديدان تحتوي على جرعات صغيرة من المركب خلال فترات الحمل والرضاعة. وكانت النتيجة أن ذكور الفئران أظهروا تغيرات سلوكية طويلة الأمد تشمل ضعف الحركة، اضطرابات الذاكرة، وارتفاع مستويات القلق، ولم تظهر الإناث، في المقابل، نفس التغيرات، ما يعزز فرضية أن دماغ الذكور أكثر عرضة للتأثر بهذه السموم البيئية خلال مراحل النمو. وقالت البروفيسورة إليزابيث بلانك، المؤلفة الرئيسية للدراسة، إن النتائج "مقلقة"، وأضافت: "حتى إن كانت التغيرات السلوكية بسيطة، فإن كونها تظهر لدى الذكور فقط يُحاكي نمط كثير من الاضطرابات العصبية التي تميل لإصابة الذكور أكثر". ما هي المواد الأبدية؟ تُستخدم المواد الكيميائية السامة التي تُعرف باسم "المواد الأبدية"، والتي تندرج ضمنها مادة PFHxA) ) في مئات المنتجات اليومية مثل عبوات المياه، الأقمشة المقاومة للبقع، أدوات المطبخ، وغيرها. وتُعرف بأنها لا تتحلل بسهولة، إذ قد تستمر في البيئة لآلاف السنين، وقد ربطتها مئات الدراسات بمشاكل صحية خطيرة تشمل: السرطان، العقم، ضعف المناعة، تشوهات خلقية. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن طفلا واحدا من بين كل 100 طفل حول العالم يعاني من التوحد، فيما تشير هيئة الصحة البريطانية (NHS) إلى أن أكثر من 2.5 مليون شخص في إنجلترا مصابون باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. وعلى الرغم من أن الإحصاءات تشير إلى أن الذكور أكثر عرضة للتشخيص بهذه الاضطرابات بمعدل يصل إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بالإناث، إلا أن بعض الخبراء يشيرون إلى أن ذلك لا يعني بالضرورة أن الإناث أقل إصابة، بل قد يعكس فقط أن أعراض الذكور تكون أكثر وضوحا، ما يُسهل تشخيصهم. على سبيل المثال، توضح تقارير هيئة الصحة البريطانية أن الإناث المصابات بالتوحد قد يلجأن لتقليد سلوك الآخرين لإخفاء أعراضهن، مما يؤدي إلى تأخر التشخيص أو تفويته كليا. ومع ارتفاع أعداد المصابين، بدأت أصابع الاتهام تشير إلى العوامل البيئية والمواد الكيميائية السامة كأحد العوامل المساهمة في هذه الزيادة، وهو ما يجعل نتائج الدراسة الأخيرة محورية في فهم جذور التفاوت بين الجنسين في التشخيص.


جو 24
منذ يوم واحد
- جو 24
اكتشاف بكتيريا تمتص المواد السامة الخارقة التي لا يمكن مكافحتها
جو 24 : نجح العلماء في اكتشاف بكتيريا جديدة لديها القدرة على امتصاص مواد كيماوية سامة وضارة بجسم الإنسان، وهي المواد التي يُطلق عليها اسم "المواد الكيميائية الدائمة"، وذلك بسبب عدم القدرة على التخلص منها. و"المواد الكيميائية الدائمة" هي مواد "البيرفلورو ألكيل" ويُشار لها اختصاراً باسم (PFAS)، وهي تُشكل معضلة للعلماء حيث إنها مواد ضارة تدخل جسم الإنسان ولا يُمكن التخلص منها. وبحسب تقرير نشره موقع "ساينس أليرت" Science Alert المتخصص، واطلعت عليه "العربية.نت"، فقد أظهرت دراسة جديدة أجراها فريق دولي من الباحثين كيف يمكن لأنواع عديدة من بكتيريا الأمعاء البشرية امتصاص وتخزين (PFAS)، ومن المحتمل أن يؤدي تعزيز هذه الأنواع من البكتيريا في أجسامنا إلى منع هذه المواد الكيميائية من التأثير سلباً على صحتنا. الحقيقة هي أن (PFAS) موجودة بالفعل في البيئة وفي أجسامنا، وعلينا أن نحاول التخفيف من تأثيرها على صحتنا الآن ويقول كيران باتيل، عالم الأحياء الجزيئية من جامعة كامبريدج في بريطانيا: "وجدنا أن بعض أنواع بكتيريا الأمعاء البشرية تتمتع بقدرة عالية بشكل ملحوظ على امتصاص (PFAS) من بيئتها بتركيزات مختلفة، وتخزينها في كتل داخل خلاياها". ويضيف: "نظراً لتجمع (PFAS) في هذه الكتل، تبدو البكتيريا نفسها محمية من الآثار السامة". ومن خلال اختبارات معملية مفصلة، وجد الباحثون ما مجموعه 38 سلالة بكتيرية معوية مختلفة قادرة على امتصاص مواد (PFAS) بتركيزات متنوعة، وتُعد بكتيريا (Bacteroides uniformis) المحللة للألياف من أفضل السلالات في هذا المجال. وفي تجارب على بكتيريا الإشريكية القولونية، اكتشف الفريق أيضاً آليات معينة يمكن أن تزيد أو تقلل من فعالية البكتيريا في امتصاص PFAS، وهو أمر سيكون مفيداً إذا أمكن هندسة هذا الامتصاص بيولوجياً في المستقبل. ووجد الباحثون أن (PFAS) مُحبوسة بشكل فعال داخل البكتيريا القادرة على التعامل مع المواد الكيميائية، حيث تتجمع البكتيريا معاً بطريقة تقلل من مساحة سطحها، وربما تحمي الكائنات الدقيقة من التعرض للأذى. وأظهرت اختبارات أخرى على الفئران، مع زرع تسعة أنواع من هذه البكتيريا في أمعائها، أن الميكروبات كانت قادرة على امتصاص (PFAS) بسرعة، والتي تم إفرازها من الفئران مع برازها. ومع زيادة مستويات مواد (PFAS) الكيميائية، عملت الميكروبات بجهد أكبر على امتصاصها. وتقول عالمة الأحياء الجزيئية إندرا رو من "جامعة كامبريدج": "الحقيقة هي أن (PFAS) موجودة بالفعل في البيئة وفي أجسامنا، وعلينا أن نحاول التخفيف من تأثيرها على صحتنا الآن". وأضافت: "لم نعثر على طريقة لتدمير (PFAS)، لكن نتائجنا تفتح المجال أمام تطوير طرق لإخراجها من أجسامنا حيث تُسبب أكبر ضرر". وتوجد مواد (PFAS) في كل شيء، من مستحضرات التجميل إلى مياه الشرب وتغليف المواد الغذائية، وقد أصبحت جزءاً لا يتجزأ من العديد من عمليات التصنيع لدرجة أنه يكاد يكون من المستحيل تجنبها تماماً، لكن ما لا يزال غامضاً هو الضرر الذي قد تُلحقه بأجسامنا، على الرغم من ارتباطها بالفعل بعدد من المشاكل الصحية، بما في ذلك تلف الكلى. ولا تزال قدرة البكتيريا على إزالة (PFAS) من أجسام البشر غير واضحة. ويقول الباحثون إنه من الممكن تطوير مكملات غذائية لتعزيز المزيج المناسب من ميكروبات الأمعاء والمساعدة في التخلص من (PFAS) بأمان من أجسامنا. تابعو الأردن 24 على


أخبارنا
منذ 3 أيام
- أخبارنا
تأثير المواد الكيميائية الأبدية على نمو أدمغة الذكور
أخبارنا : تنتشر المواد الكيميائية الأبدية، المعروفة بـPFAS، في العديد من المنتجات الصناعية والاستهلاكية حول العالم، بسبب قدرتها الفريدة على مقاومة الماء والزيوت والبقع. ورغم فوائدها، تثير هذه المركبات قلقا متزايدا بسبب ثباتها البيئي وتأثيراتها الصحية المحتملة، خاصة على النمو العصبي لدى الأطفال. وفي ضوء ذلك، كشفت دراسة حديثة تأثيرا غير متوقع لمادة PFHxA، وهي من مركبات PFAS قصيرة السلسلة، على السلوك العصبي لدى ذكور الفئران، ما يفتح الباب لمزيد من البحث والمراجعة التنظيمية لهذه المواد. وأظهرت الدراسة أن التعرض المبكر لمادة حمض "بيرفلورو هكسانويك" (PFHxA)، أحد مركبات مواد "بيرفلورو ألكيل" و"بولي فلورو ألكيل" (PFAS)، قد يؤثر سلبا على السلوكيات المرتبطة بالقلق وضعف الذاكرة لدى ذكور الفئران. وأكدت الدراسة، التي أجريت في معهد ديل مونتي لعلوم الأعصاب بجامعة روتشستر، أهمية إعادة تقييم أمان هذه المواد الكيميائية التي تُستخدم في العديد من المنتجات الصناعية والاستهلاكية. وقام الباحثون بتعريض فئران التجارب لمادة PFHxA (التي يُعتقد أنها أقل ضررا من مركبات PFAS) خلال مراحل الحمل والرضاعة. وأظهرت الفئران الذكور التي تعرضت لكميات أكبر من PFHxA تغيرات طفيفة في النمو، تضمنت انخفاض النشاط وزيادة السلوكيات القلقة وضعف الذاكرة، بينما لم تلاحظ مثل هذه التأثيرات لدى الإناث. وذكرت الدكتورة أنيا ماجوسكا، المعدة الرئيسية للدراسة، أن التأثيرات ظهرت فقط عند الذكور، وهو ما يعكس توجها شائعا في اضطرابات النمو العصبي التي تظهر تفاوتا بين الجنسين، حيث يكون الذكور أكثر عرضة للإصابة. وتابع الباحثون الفئران حتى مرحلة البلوغ، ووجدوا أن الآثار السلوكية على الذكور استمرت بعد توقف التعرض، ما يدل على أن PFHxA قد يؤثر على نمو الدماغ بشكل دائم. الجدير بالذكر أن مركبات PFAS تُستخدم في العديد من المنتجات اليومية، وتوجد في البيئة والطعام والماء، وترتبط بمجموعة من المشكلات الصحية مثل اضطرابات النمو عند الأطفال وبعض أنواع السرطان. وتدعو الدراسة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لتقييم التأثيرات العصبية والسلوكية لمركبات PFAS قصيرة السلسلة، لفهم المخاطر بشكل أفضل ووضع ضوابط تنظيمية مناسبة.