logo
خبير بنمي للجزيرة نت: مخاوف ترامب من نفوذ الصين على قناة بنما مبررة

خبير بنمي للجزيرة نت: مخاوف ترامب من نفوذ الصين على قناة بنما مبررة

الجزيرةمنذ 13 ساعات
اعتبر الخبير القانوني البنمي ألونسو إيلوسيا أن مخاوف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من تغلغل النفوذ الصي ني في بلاده "مبررة" من منظور إستراتيجي، مشيرا إلى سيطرة شركات صينية على ميناءين حيويين على ضفتي قناة بنما ، فضلا عن مشاريع للبنية التحتية، وحذّر إيلوسيا من أن استمرار هذا التغلغل قد يهدد الشفافية والسيادة البنمية.
وأوضح الخبير القانوني، في حوار خاص مع الجزيرة نت، أن بلاده بدأت اتخاذ خطوات مضادة مثل الانسحاب من مبادرة "الحزام والطريق"، وتعليق مشاريع صينية حيوية.
ورأى إيلوسيا أن نهج إدارة ترامب تجاه بنما كان أكثر تشددا مقارنة بإدارة الرئيس السابق جو بايدن ، حيث اتسم بمطالب وتهديدات مباشرة تمس السيادة البنمية، منها طلب تمرير السفن الحربية الأميركية مجانا عبر القناة، واستقبال مهاجرين غير نظاميين مرحّلين من أميركا.
واعتبر أن الحكومة البنمية أخفقت في وضع حدود واضحة أمام الضغوط الأميركية، كما أشار إلى الأهمية الجيوسياسية المتزايدة لبنما في حال نشوب صراع عالمي، لافتا إلى أن بعض القيادات العسكرية الأميركية تتصرف وكأن القناة لا تزال تحت السيطرة الأميركية الفعلية.
ويعد ألونسو إيلوسيا من أبرز المتخصصين في القانون الدولي وحقوق الإنسان في بنما، وهو أستاذ جامعي ومستشار سياسي سابق، حاصل على شهادات عليا من جامعات تشيلي وكولومبيا الأميركية، ويكتب مقالات رأي أسبوعية في صحيفة (La Prensa) البنمية، فضلا عن عضويته في مجلس إدارة منظمة الشفافية الدولية – فرع بنما.
وإلى نص الحوار:
بداية، كمواطن بنمي، وكناشط سياسي ومحامي دولي، ماذا تمثل لك الولايات المتحدة؟
أميركا هي أهم حليف إستراتيجي لنا منذ الغزو العسكري الأميركي في عام 1989 للإطاحة بالنظام العسكري للرئيس مانويل أورتيجا، لكن الأمر تغيّر في الآونة الأخيرة بسبب خطاب ونهج الرئيس دونالد ترامب.
لكن لا يعني ذلك أننا لا نتشارك القيم نفسها، فالقيم لا تزال موجودة. نحن نتقاسم القيم الديمقراطية ذاتها والشفافية وحقوق الإنسان، ونؤمن بالأهمية الأساسية للنظام الليبرالي الدولي. لكن في هذا الصدد، هناك استعداد أميركي لإهمال أهمية تلك القيم حاليا، لذلك لا أرى أن الولايات المتحدة وبنما الآن في المكان نفسه، ويمكن أن يتغير ذلك بسرعة.
أعتقد أنني ما زلت أؤمن بمرونة النظام الديمقراطي الأميركي، وأعتقد أن التزامنا بالديمقراطية والشفافية وحقوق الإنسان قوي جدا، وأن الولايات المتحدة قوية جدا أيضا. وخلال الأشهر القليلة أو السنوات القليلة المقبلة، سنقوم بتعديل علاقتنا المالية بسبب الادعاءات السيئة بأن الصين تسيطر على بنما، وقناة بنما.
هل تعتقد أن هذه القضايا التي تواجهها الآن بنما مع الولايات المتحدة هي بسبب شخصية وطبيعة ترامب؟ وهل كان الوضع مختلفا في عهد الرئيس جو بايدن؟
لم يكن الأمر كذلك خلال حكم بايدن، لكن لا أريد أن أعزو ما يحدث فقط إلى الطبائع الشخصية، حيث هناك الكثير من الأهداف الإستراتيجية والطرق التي تدار بها العملية الدبلوماسية.
أرى أن ترامب أكثر حزما من الرئيس بايدن. لكنني أؤمن بقوة الشراكات، ففي فترة سابقة، لم تكن علاقات بنما وواشنطن مثالية، ولم يكن هناك تنسيق مثالي بين الدولتين.
لديك أقوى دولة في العالم، كان يمكن أن تدخل حربا مع بلد صغير في أميركا الوسطى لديه قناة إستراتيجية من أجل إخضاعه. وبدلا من إخضاع هذا البلد لإرادتهم، قررت الولايات المتحدة التفاوض مع بنما بصورة ندية وتسليم قناة بنما لنا في النهاية.
وتم ذلك لأنها كانت جزءا من جمهورية بنما. كان هذا هو مدى عظمة الولايات المتحدة في ذلك الوقت، وجعلت واشنطن من هذا الخصم أحد أهم حلفائها وأكثرهم موثوقية، وما زلت أعتقد أن بنما حليف للولايات المتحدة. لكن مع الخطاب المحيط بإنشاء قواعد عسكرية مشتركة والأشياء المحيطة بقناة بنما، لا يبدو أن الأمر سيستمر.
ماذا يعكس اختيار وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيغسيث بنما لتكون المحطة الأولى في زيارتهما خارج الولايات المتحدة؟
هذا يؤكد الأهمية الإستراتيجية لبنما بالنسبة للولايات المتحدة، مرة أخرى، إنه ليس سلوكا شخصيا، نحن لا نتعامل هنا مع الشخصية رغم أن هذا عامل مهم. لكن أيضا من الناحية الإستراتيجية، تعد قناة بنما واحدة من أهم الأصول الإستراتيجية للأمن القومي الأميركي، في حالة نشوب صراع تشارك فيه الولايات المتحدة بأوروبا، خاصة إذا كنت بحاجة إلى تعبئة موارد المحيط الهادي.
قناة بنما هي الأصول الأكثر إستراتيجية وأهمية التي تمتلكها الولايات المتحدة، وهذا يجعل بنما حليفا مهما للغاية ولاعبا مهما بالنسبة لواشنطن، وقد ظهر ذلك من خلال زيارة الوزيرين. وبلا شك، هناك قلق رئيسي واحد مهم وهو ادعاء ترامب بأن قناة بنما يسيطر عليها الجيش الصيني.
وهذا الادعاء لا أساس له من الصحة، وليس له أساس قانوني أو وقائعي. لكن في الواقع، لدينا مخاوف مثيرة للقلق حول وجود الصين ونفوذ الصين في دائرة الحكم ببنما، ليس بشكل مباشر أو بشكل يرتبط بالقناة، فللصين سيطرة على ميناءين، واحد في المحيط الهادي، والآخر في المحيط الأطلسي، وأيضا على العديد من أعمال البنية التحتية الحيوية الرئيسية.
الصينيون يبنون مركزا للمؤتمرات، ويبنون جسرا فوق قناة بنما، وأيضا كانوا يعملون في الطاقات المتجددة، ويقومون ببعض الأعمال في منشأة ميناء الحاويات، وكانوا يتحكمون في محطة الغاز لتوليد الكهرباء.. نعم للصين وجود إستراتيجي هنا.
ومنذ فوز ترامب قلّ الشعور بهذا التأثير الذي كانت تمارسه الصين تدريجيا هنا في هذه المدينة. كنا نعلم بالفعل أن لدينا وجودا إستراتيجيا للصين وحتى مؤشر الصين الذي يقيس حجم نفوذ الصين في جميع أنحاء العالم وضع بنما في الترتيب الـ12 في العالم من ناحية التأثير الصيني، لذلك كان منطقيا إثارة هذه المخاوف. ولكن كما ذكرت للتو يجب أن تعمل بنما والولايات المتحدة معا بشكل شامل من أجل مواجهة نفوذ الصين في بنما وحول منطقة القناة.
وهناك إجراءات جارية لنقل ملكية وإدارة الميناءين المملوكتين لشركة هونغ كونغ لشركة بلاك روك الأميركية، ونحن في انتظار إجراءات هيئة مكافحة الاحتكار في الصين للتصديق على هذا الإجراء.
لماذا قبلت بنما استقبال الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين من الولايات المتحدة رغم كونهم ليسوا من بنما في الأصل؟
نعم. إنه شيء سيئ ويذهلني، ويحيرني، وهو أيضا غير منطقي لأن معظم هؤلاء الأشخاص كانوا يتعرضون للاضطهاد في بلدانهم الأصلية لا يجب أن يعودوا إليها، ولا يجب أن تكون بنما محطة ثالثة لهم. إذا ألقيت نظرة على تقرير صحيفة نيويورك تايمز عن الأشخاص الذين تم ترحيلهم من بنما إلى بلدانهم الأصلية فستعرف ما أقصده، فجميعهم كانوا مضطهدين في بلدانهم.
طلبت واشنطن تسريع مرور السفن الحربية الأميركية من القناة، وإعفاءها من الرسوم المالية المقررة عليها، ما رد فعلكم؟
هذا جزء من الموقف الإشكالي الذي تتخذه بنما حاليا، لأن بنما حاولت استرضاء واشنطن في موقف تلو الآخر، تطلب واشنطن أن نتلقى مهاجرين، نرد بالإيجاب، وتطلب واشنطن المرور المجاني عبر القناة لسفنها العسكرية، نوافق على ذلك، على الرغم من أن مدير قناة بنما قال إنه لن يمنحهم حرية المرور المجانية، لكن الحكومة تقول إنهم يريدون القيام بذلك، فسوف يفعلون. ما تحصل عليه بنما من مرور السفن العسكرية الأميركية قليل جدا، هو أقل مما تنفقه هذه السفن على القهوة.
لكن ما الذي يزعج واشنطن في تأسيس علاقات بين بنما والصين؟
يقول أنصار ترامب إن الصينيين سيحاولون الاستيلاء على القناة، وإن بنما لا تستطيع منعهم. وتشير أحدث البيانات إلى نمو علاقات بنما مع الصين منذ عام 2017، حين أسست الصين وجودا إستراتيجيا في بنما، وقد رفضت أنا ومجموعة أخرى من البنميين ذلك، ونعمل على مواجهته.
ومع كل جهودنا، وفي حالتي، من وجهة نظر أكاديمية، كنت أكتب العديد من التقارير حول نفوذ الصين في بنما، وكيف يمكن أن يحد ذلك من عملياتنا الديمقراطية، وكيف يمكن أن يتغير النظر في قضية حقوق الإنسان لدينا، وأيضا كيف يمكن أن يُخفي شفافيتنا.
التغول الصيني في بنما مزعج بسبب اختلاف القِيم السياسية بين الدولتين، وهذا يتعارض مع سيادتنا وسلامتنا المجتمعية.
لكن بنما كانت عضوا في مبادرة "طريق الحرير"، والآن لم تعد كذلك، لذا، فهم يتخذون بعض الإجراءات القوية لمواجهة تأثير الصين المتزايد، وقد انسحبت بنما من مبادرة "طريق الحرير" بعد زيارة روبيو مباشرة، وتحديدا بعد الاجتماع الفردي بين روبيو والرئيس مولينو.
وقبل ذلك، اتخذت بنما بالفعل عدة خطوات، ففي عام 2020، قررت بنما إلغاء عقد مع شركة صينية من شنغهاي كانت تشرف على ميناء حاويات في مدينة كولون عند مخرج القناة على المحيط الأطلسي، وأوقفت أيضا مشروع مصنع تابع لشركة صينية مختصة في بناء محطة لتوليد الكهرباء بالغاز.
وقد حذرنا، كمنظمات مجتمع مدني، من هذا التأثير المتزايد الذي كانت تمارسه جمهورية الصين على بنما، وأكدنا أنه يجب علينا أن نفعل شيئا حياله، ولن نتوقف عن ذلك.
ماذا عن الوجود الصيني البشري داخل بنما؟ وهل يأتي سياح صينيون لزيارة بنما؟
نعم. لدينا أكبر جالية صينية بين دول أميركا الوسطى والجنوبية، وهناك مئات الآلاف من الصينيين يعيشون هنا منذ عقود طويلة، ويُقدّر عددهم بين 200 و300 ألف شخص.
وجاء الصينيون على موجات هجرة متقطعة إلى بنما، أولا في خمسينيات القرن التاسع عشر، عندما كانت بنما تبني، جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة، سكة حديد بنما، حين كنا نحاول ربط الساحل الغربي بالشرقي عن طريق القطارات، وكان معظم عمال السكك الحديدية صينيين.
ثم جاؤوا أثناء بناء القناة، وبعد ذلك جاؤوا من جنوب الصين، من كانتون، بعد انتصار الشيوعيين وسيطرتهم على الحكم في نهاية الحرب العالمية الثانية. ثم جاء من كانوا يهربون أثناء الثورة الثقافية لماو.
وتاريخيا، الجالية الصينية في بنما غير متحالفة مع الحزب الشيوعي الصيني، والكثير من قادة مظاهرات ميدان تيانانمن الديمقراطية هربوا إلى بنما.
وأغلب الصينيين في بنما مناهضون للنظام الشيوعي في الصين، لذلك، إذا ذهبنا إلى أبعد من ذلك، كان الوجود الدبلوماسي للصين في بنما، منذ عام 1911 وحتى عام 2017، ممثلا لتايوان، وليس الصين، حيث كانت علاقاتنا مع تايوان قوية جدا، لكنها انتهت لصالح العلاقة مع الصين.
أثناء حجزي تذكرة للقدوم من واشنطن إلى بنما، اكتشفت أن هناك حوالي 50 رحلة يوميا من 19 مدينة أميركية إلى بنما. وهذا رقم ضخم مقارنة بحجم بنما. ألا يعني ذلك أن هناك تواصلا كبيرا بين الدولتين وتفاعلات ضخمة تتخطى خطاب ترامب؟
نعم، أنا نتاج هذا التفاعل. أنا محامٍ من جامعة كولومبيا في نيويورك. هناك تفاعلات ضخمة بيننا وبين أميركا. الولايات المتحدة هي أهم دولة لنا، ليس فقط من الناحية الأمنية، ولكن أيضا من الناحية التجارية.
لدينا معاهدة لتعزيز التجارة، ولدينا أيضا روابط مهمة جدا في بلدنا، خاصة في صناعة الطيران، كما ذكرتُ للتو، لدينا اتصال مع معظم المدن المهمة في الولايات المتحدة، ويحدث الشيء نفسه مع بلدان أخرى، كبريطانيا. ومع كولومبيا، لدينا رحلات يومية يبلغ عددها حوالي 20 رحلة، وهي مستمرة بلا توقف.
لدينا علاقة إستراتيجية مع الولايات المتحدة، والشعب يرحب بذلك، إذا سألتَ أي بنمي، فسيقول لك إن الحفاظ على هذه العلاقة الإستراتيجية ضرورة قصوى.
تواجه القناة الكثير من التحديات بسبب الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، وهي أمور لا يعترف بها ترامب. وهناك الكثير من التقارير حول نقص المياه والجفاف، وقد يؤثر ذلك على مستقبل القناة.. كيف ترون هذه المعضلة؟
كيف يمكننا أن نضمن توفر الموارد الكافية لمنح القناة القدرة على الحفاظ على نفسها طوال الوقت؟ يمكن التعامل مع ذلك بفعالية عبر البحيرات المغذية للقناة، خاصة خزان بحيرة غاتون.
وفي السنوات المقبلة، سيكون هناك ازدياد سكاني، لذلك يتعين على الحكومة البنمية وهيئة قناة بنما إشراك المجتمع في البحث عن حلول، وإيجاد مخرج لهذه المعضلة، وهناك تفكير في بناء المزيد من البحيرات الصناعية.
لدينا ميناءان جديدان في المحيط الهادي، و3 موانئ في المحيط الأطلسي، ويبلغ طول الطريق بين الجانبين 76 كيلومترا فقط. وعلينا بناء قناتين جافتين، إضافة إلى بناء 4 موانئ ضخمة، وخطين آخرين للسكك الحديدية من أجل ترسيخ السيادة، وجلب كل تجارة جانبي المحيطين إلى بنما لجعلها أكثر تنافسية، في مواجهة منافسات مستقبلية عند النقطة التي تلتقي فيها السلفادور مع الإكوادور.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ماذا تعني زيارة نتنياهو للقاء ترامب للمرة الثالثة في أقل من 6 أشهر؟
ماذا تعني زيارة نتنياهو للقاء ترامب للمرة الثالثة في أقل من 6 أشهر؟

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

ماذا تعني زيارة نتنياهو للقاء ترامب للمرة الثالثة في أقل من 6 أشهر؟

واشنطن ـ ليس من المعتاد أن يزور رئيس وزراء دولة أخرى تبعد آلاف الكيلومترات أكثر من مرة خلال فترة زمنية قصيرة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كسر هذا النمط بزيارته الثالثة إلى واشنطن خلال 6 أشهر فقط، للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، في محطة جديدة من محاولاته لتعزيز نفوذه السياسي وسط بيئة إقليمية متقلبة وتحديات داخلية متزايدة. وتأتي زيارة نتنياهو في ظل تغيرات متسارعة تشهدها الخارطة الجيوسياسية في الشرق الأوسط ، من أبرزها الهجمات العسكرية الإسرائيلية، ثم الأميركية، على مواقع إيرانية، وما أعقبها من رد صاروخي إيراني غير مسبوق داخل إسرائيل. كما تتزامن الزيارة مع مؤشرات مشجعة من واشنطن بشأن إمكانية التوصل إلى هدنة في قطاع غزة ، إذ أعلن ترامب أن إسرائيل وافقت على مقترح أميركي بوقف إطلاق النار لمدة شهرين، ووصف رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على "الاقتراح النهائي" بالإيجابي. وقال ترامب على متن الطائرة الرئاسية فجر السبت: "قد يكون هناك اتفاق في غزة الأسبوع المقبل.. أنا متفائل جدا، لكن كما تعلمون، تتغير الأمور من يوم لآخر". وفي تصريحات للصحفيين قبيل صعوده الطائرة المتجهة إلى واشنطن، قال نتنياهو إن الضربات التي نفذت ضد إيران من قبل إسرائيل والولايات المتحدة"تخلق التزاما عظيما وفرصا كبيرة أيضا. الالتزام الأساسي هو الحفاظ على هذا الإنجاز، والاستعداد الكامل لمنع إيران من تجديد سعيها للحصول على أسلحة نووية تهدف إلى تدميرنا". وتابع قائلا: "لكن هناك أيضا فرصة كبرى، وهي توسيع دائرة السلام إلى مدى يتجاوز ما كنا نعتقده ممكنا. لقد غيرنا بالفعل وجه الشرق الأوسط بشكل لا يمكن إنكاره، ولدينا فرصة لتغيير أكبر وصناعة مستقبل مزدهر لدولة إسرائيل ولشعبها وللمنطقة بأسرها". وفي حديثه للجزيرة نت، قال السفير الأميركي السابق ديفيد ماك، مساعد وزير الخارجية الأسبق والباحث حاليا بالمجلس الأطلسي في واشنطن، إن لنتنياهو أهدافا واضحة من هذه الزيارة الثالثة للبيت الأبيض في العهد الثاني لترامب. وأوضح ماك أن نتنياهو "يحرص على إظهار نفوذه المستمر على ترامب وعلى كبار قادة الحزب الجمهوري في الكونغرس أمام شركائه في الائتلاف الحاكم وأغلبية الكنيست، وذلك من أجل صد أي ضغوط أميركية قد تمارس على إسرائيل". وأضاف ماك أن نتنياهو يعول على هذا اللقاء "لضمان بقائه السياسي، لأن فشل هذه الزيارة قد يفتح الباب أمام انتخابات جديدة، مما قد يعيده إلى أروقة المحاكم لمواجهة تهم الفساد التي ما زالت تلاحقه ولم تغلق بعد". أهداف نتنياهو أما رئيس برنامج الدراسات الدولية في جامعة سيراكيوز بولاية نيويورك البروفيسور أسامة خليل، فرأى أن أهداف نتنياهو لم تتغير، وقال للجزيرة نت: "نتنياهو يسعى قبل كل شيء لإنقاذ مستقبله السياسي من خلال تقويض التحقيقات الجارية ضده في ملفات فساد من المرجح أن تؤدي إلى الإدانة والسجن". وأضاف أن "نتنياهو يستغل دعم ترامب المتواصل له عبر منصات التواصل الاجتماعي، خاصة فيما يتعلق بهجماته على النيابة العامة الإسرائيلية، ليظهر أنه لا يزال يحظى بدعم واشنطن، رغم تراجع شعبيته في الداخل الإسرائيلي". وبحسب خليل، فإن نتنياهو يسعى أيضا "لتأمين التزام أميركي مستمر بدعم مشروع إسرائيل الكبرى، من خلال التمويل والتسليح، بل حتى عبر نشر القوات الأميركية لضمان تنفيذ الأهداف الإسرائيلية". من جهته، رأى الباحث في السياسة الخارجية الأميركية آدم شابيرو، في حديثه للجزيرة نت، أن زيارة نتنياهو "جزء من حملة علاقات عامة موجهة للداخل الإسرائيلي، كما تهدف إلى انتزاع تعهد من ترامب بعدم التوصل لأي اتفاق مع إيران قد يغضب نتنياهو أو يقوض خططه". اختبار نوايا وفي ملف غزة، قال نتنياهو: "نحن لا نزال في ساحة غزة، وقد حققنا إنجازات كبيرة هناك، لكن هناك أيضا مهام لم تنجز بعد. حتى الآن أطلقنا سراح 205 من أصل 255 رهينة، بينهم 148 على قيد الحياة، بينما بقي 20 رهينة أحياء و30 قتيلا. أنا مصمم، ونحن مصممون، على إعادتهم جميعا، أحياء وأموات". وتعهد نتنياهو بـ"القضاء على القدرات العسكرية والإدارية لحركة حماس"، مضيفا: "أنا ملتزم بثلاثة أهداف أساسية: إعادة جميع الرهائن، والقضاء على قوة حماس، وضمان ألا تشكل غزة تهديدا لإسرائيل مستقبلا". وبشأن قبول نتنياهو بمقترح ترامب لوقف إطلاق النار، يرى السفير ديفيد ماك أن "نتنياهو يراهن على قدرته على التحكم بمجريات المفاوضات بطريقة ترضي شركاءه المتشددين في الحكومة، خصوصا فيما يتعلق بتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية ، بل حتى إمكانية بناء مستوطنات في غزة". وأوضح ماك أن التوصل لاتفاق يشمل استعادة الرهائن الأحياء والأموات "سيخفف من الضغط الشعبي والإعلامي والعسكري عليه داخل إسرائيل، مما يمنحه مساحة للمناورة السياسية في المرحلة المقبلة". في المقابل، عبر شابيرو عن تشاؤمه من إمكانية إبرام اتفاق قريب بشأن غزة، وقال: "لا أعتقد أن هناك اتفاقا وشيكا. نتنياهو يقول أي شيء في أي وقت لكنه لا يلتزم بشيء، هدفه الحقيقي منذ البداية هو الاستيلاء الكامل على قطاع غزة وبناء مستوطنات فيه، وكل ما عدا ذلك مجرد تشويش وتضليل". إعلان أما البروفيسور خليل فذهب إلى أن نتنياهو "لا يعتزم توقيع أي اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، كما فعل في جولات سابقة. سيواصل إثارة مسائل هامشية ويدعي أنها عقبات رئيسية، حتى يظهر أن التوصل لاتفاق مستحيل أو مؤقت فقط". وحذر من أن "نتنياهو سيخرق أي هدنة حينما يرى أن الوقت مناسب لذلك، دون أن يواجه عواقب تذكر. هدفه النهائي هو تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية وضمّ المنطقتين بمباركة أميركية". وبينما أشار ترامب إلى إمكانية الإعلان عن اتفاق خلال الأسبوع المقبل، مشددا على الحاجة لإنهاء عدد من القضايا العالقة قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ، قال نتنياهو: "بناء على الشروط التي اتفقنا عليها، أرسلت فريق تفاوض بتعليمات واضحة. وأعتقد أن المحادثات مع الرئيس ترامب يمكن أن تساعد في تعزيز هذه النتيجة التي نأملها جميعا".

أسوشيتد برس: طلاب وأساتذة يقاضون إدارة ترامب بسبب ملاحقتها لمؤيدي فلسطين
أسوشيتد برس: طلاب وأساتذة يقاضون إدارة ترامب بسبب ملاحقتها لمؤيدي فلسطين

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

أسوشيتد برس: طلاب وأساتذة يقاضون إدارة ترامب بسبب ملاحقتها لمؤيدي فلسطين

تبدأ اليوم الاثنين محاكمة فدرالية أميركية النظر في دعوى قضائية تطعن في حملة إدارة الرئيس دونالد ترامب التي استهدفت اعتقال وترحيل أساتذة وطلاب شاركوا في مظاهرات وأنشطة سياسية مؤيدة ل فلسطين. وقد رفعت الدعوى عدة اتحادات جامعية ضد الرئيس ترامب وأعضاء من إدارته، وتُعد هذه القضية من أوائل القضايا التي تصل إلى مرحلة المحاكمة. ويطالب المدّعون القاضي الفدرالي ويليام يونغ بالحكم بأن هذه السياسة تنتهك التعديل الأول من الدستور الأميركي وقانون الإجراءات الإدارية، وهو القانون الذي ينظم كيفية إصدار الوكالات الفدرالية للأنظمة واللوائح. وجاء في مذكرة المدّعين قبل المحاكمة "لقد كانت آثار هذه السياسة فورية. فقد أُجبر الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية من غير المواطنين في جميع أنحاء الولايات المتحدة على الصمت خوفا". وأضافوا "لقد أصبح الطلاب والأساتذة يتجنبون المشاركة في الاحتجاجات السياسية، ويحذفون محتواهم من وسائل التواصل الاجتماعي، وينسحبون من الانخراط العام مع الجماعات المرتبطة بوجهات نظر مؤيدة لفلسطين. كما امتنعوا عن الكتابة والنشر الأكاديمي في هذا الشأن، وحتى عن التعبير في قاعات الدرس". ومن المتوقع أن يدلي عدد من الأكاديميين بشهاداتهم لتوضيح كيف دفعتهم هذه السياسة والاعتقالات اللاحقة إلى التخلي عن نشاطهم في مجال حقوق الفلسطينيين وانتقاد سياسات الحكومة الإسرائيلية. ملاحقة النشطاء ومنذ تولي ترامب الرئاسة، استخدمت الحكومة الأميركية سلطاتها في تطبيق قوانين الهجرة لاستهداف الطلاب والعلماء الدوليين في عدة جامعات أميركية. وقد اتهم ترامب ومسؤولون آخرون المتظاهرين وغيرهم بأنهم "مؤيدون ل حركة حماس"، في المقابل، صرح العديد من المتظاهرين بأن احتجاجاتهم كانت ضد جرائم الحرب والإبادة التي ترتكبها إسرائيل في حربها على غزة. وتذكر الدعوى عدداً من النشطاء بالاسم، بمن فيهم الناشط الفلسطيني وخريج جامعة كولومبيا محمود خليل ، الذي أُفرج عنه الشهر الماضي بعد أن أمضى 104 أيام في مركز احتجاز فدرالي للهجرة. وقد أصبح خليل رمزاً لحملة القمع التي يقودها ترامب ضد الاحتجاجات في الجامعات. كما تشير الدعوى إلى الطالبة في جامعة تافتس رميساء أوزتورك ، التي أُفرج عنها في مايو/أيار من مركز احتجاز في لويزيانا، بعد أن قضت 6 أسابيع فيه إثر اعتقالها أثناء سيرها في أحد شوارع ضاحية بمدينة بوسطن. وتقول أوزتورك إنها "احتُجزت بشكل غير قانوني بعد أن شاركت في كتابة مقال رأي العام الماضي انتقد استجابة الجامعة ل لحرب الإسرائيلية على غزة". ويتهم المدّعون أيضاً إدارة ترامب بأنها زودت الجامعات بأسماء أشخاص مستهدفين، وأطلقت برنامج مراقبة على وسائل التواصل الاجتماعي، واستشهدوا بتصريحات ترامب بعد اعتقال خليل، عندما قال إنه "الاعتقال الأول من بين كثير قادم". رد الحكومة من جهتها، ردّت الحكومة في وثائق المحكمة بأن المدّعين يطعنون في سياسة "من صنعهم هم أنفسهم"، قائلة إنهم "لم يحاولوا ربط هذه السياسة بأي قانون أو لائحة أو قاعدة أو توجيه رسمي. ولم يدّعوا حتى أنها مكتوبة في مكان ما، ولا حاولوا تحديد مضمونها بدقة". وأضافت الحكومة الأميركية أن "كل هذا غير مفاجئ، لأنه لا توجد مثل هذه السياسة أصلا". وتجادل الحكومة كذلك بأن الدعوى تستند إلى "سوء فهم للتعديل الأول" من الدستور الأميركي، الذي يطبق بشكل مختلف في سياق الهجرة مقارنة بالتطبيق المحلي. لكن المدّعين يردّون بأن الأدلة التي ستُعرض في المحاكمة ستُظهر أن إدارة ترامب نفذت هذه السياسة بعدة طرق، بما في ذلك إصدار توجيهات رسمية لإلغاء تأشيرات الإقامة وبطاقات الإقامة الدائمة (الغرين كارد)، وإنشاء آلية لتحديد المشاركين في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين. ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة على سكان قطاع غزة، أسفرت، حتى الآن، عن استشهاد أكثر من 57 ألف شخص وإصابة أكثر من 135 ألفا، وتشريد كل سكان القطاع تقريبا وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية ، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.

ترامب يصف تأسيس ماسك لحزب سياسي جديد بأنه "سخيف"
ترامب يصف تأسيس ماسك لحزب سياسي جديد بأنه "سخيف"

الجزيرة

timeمنذ 10 ساعات

  • الجزيرة

ترامب يصف تأسيس ماسك لحزب سياسي جديد بأنه "سخيف"

انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأحد إعلان حليفه السابق إيلون ماسك تأسيس حزب سياسي جديد ووصفه بأنه "سخيف". وقال ترامب للصحافيين في نيوجيرسي قبل صعوده طائرته عائدا إلى واشنطن"أعتقد أن تأسيس حزب ثالث أمر سخيف.. نحن نحقق نجاحا باهرا مع الحزب الجمهوري". وأضاف "لقد كان النظام دائما قائما على حزبين، وأعتقد أن تأسيس حزب ثالث يزيد فقط من الارتباك". وختم ترامب قائلا "يمكنه أن يتسلى بذلك قدر ما يشاء، لكنني أعتقد أن هذا أمر سخيف". وكان ماسك وترامب قريبين جدا، فقد ساهم أغنى رجل في العالم بأكثر من 270 مليون دولار في حملة الجمهوري الرئاسية، وقاد "لجنة الكفاءة الحكومية" لخفض الإنفاق الفدرالي، وكان ضيفا دائما على المكتب البيضاوي. صدام علني وغادر رجل الأعمال "لجنة الكفاءة الحكومية" في مايو/أيار للتركيز على إدارة شركاته، وخاصة تسلا المتخصصة في السيارات الكهربائية التي تضررت صورتها ومبيعاتها في أنحاء العالم نتيجة تعاونه مع ترامب. لكن بعد فترة وجيزة، وقع صدام علني بين الرجلين بشأن مشروع قانون الميزانية الذي اقترحه الرئيس على الكونغرس وأقره الأخير. وكان إيلون ماسك قد وعد بتأسيس حزب سياسي جديد إذا تم اعتماد النص. وقد نفذ وعده السبت، في اليوم التالي للتوقيع على "قانون دونالد ترامب الكبير والجميل"، بإعلانه عن تأسيس "حزب أميركا".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store