
أخبار مصر : في يوم عاشوراء.. هذا العمل يقيك الفقر وضيق الرزق فهل تعرفه؟
نافذة على العالم - يسعى المسلمون في يوم عاشوراءاليوم السبت لاغتنام أعظم ثواب لـ يوم عاشوراء والفوز بفضائله الدنيوية إضافةً إلى فضله المتعلق بالآخرة، حيث إن يوم عاشوراء هو يوم الرحمة والمغفرة ومن خلال دعاء يوم عاشوراء و صيام يوم عاشوراء يحصدون مغفرة الله عز وجل لدخول الجنة في الآخرة، حيث يغفر الله سبحانه وتعالى لمن يصوم في يوم عاشوراء كل ذنوبه التي وقعت في السنة الماضية.
في يوم عاشوراء
كما أنه في يوم عاشوراء يمكنهم اتقاء الفقر وضيق الرزق لسنة كاملة وذلك بالحرص على عمل واحد وهو التوسعة على الأهل في يوم عاشوراء ، فصحيح أن هناك اختلافًا بين الفقهاء في صحة رواية «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ وَأَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ»، إلا أنه من الأحاديث المجربة، أي أنه ثبت بالتجربة، وقد قال الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن الكتاب والسُنة أباحا الاحتفال بـيوم عاشوراء، والتوسعة على الأهل.
وأوضح «جمعة» في يوم عاشوراء ، أنه لما كان هذا يوم فرح بنجاة موسى، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ وَأَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ»، فأباح الاحتفال في يوم عاشوراء والتوسعة على الأهل، مشيرًا إلى أن الله عز وجل جعل جزاء ذلك أن يوسع على المسلم أرزاقه في سائر هذا العام.
و أضاف أن حديث أخرجه الطبراني، عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عيالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَّنَته» ، واختلف فيه العلماء فقال عبد الله بن المبارك -وكان في سند الحديث-: "فجربناه ستين سنة فوجدناه صحيحا"، يعني أنه وسع في سنين فوسع الله عليه وضيق في أخرى فضيق الله عليه، قائلًا: «الحمد لله رب العالمين ولقد جربناه أكثر من أربعين عامًا فوجدناه صحيحًا والحمد لله لم ننقطع عنه أبدًا ونوسع على العيال في أرزاقهم هذا اليوم فيوسع الله علينا أرزاقنا سائر السنة».
وأفاد أن بعض العلماء ضعفه، وبعضهم حسنه، وبعضهم جربه وعمل به، كما يقول سفيان بن عيينة -رضي الله عنه- جربناه 50 أو 60 عامًا، فوجدناه صحيحًا، منوهًا بأنهم وجدوا على مدار العمر الطويل أن من وسع على عياله في هذا اليوم وسع الله عليه سائر سنته.
وتابع: وبناء عليه فالتوسعة جائزة في يوم عاشوراء، فحديث التوسعة وإن كان البعض قد ضعفه، إلا أن بعضهم عمل به كما يقولون، فكان يعمل به الصحابي جابر -رضي الله عنه- وذكر ذلك الحافظ ابن رجب، وعمل به الإمام سفيان بن عيينة -رضي الله عنه- وجربوه، فوجدوه مطابقًا لما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ، بأن من وسع على أهله في ذلك اليوم وسع الله عليه سائر سنته.
وأشار إلى أن المذاهب الأربعة على استحباب التوسعة على الأهل في يوم عاشوراء ، فقال الصاوي المالكي في حاشيته على الشرح الصغير: ويندب في عاشوراء التوسعة على الأهل والأقارب، وقال سليمان الجمل في حاشيته على فتح الوهاب لزكريا الأنصاري: ويستحب فيه التوسعة على العيال والأقارب، والتصدق على الفقراء والمساكين من غير تكلف فإن لم يجد شيئًا فليوسع خلقه ويكف عن ظلمه.
واستكمل: «وقال البهوتي الحنبلي في شرح منتهى الإرادات: وينبغي التوسعة فيه على العيال. قال في المبدع: وقال ابن عابدين الحنفي في رد المحتار: نعم حديث التوسعة ثابت صحيح كما قال الحافظ السيوطي في الدرر، وعليه فلا بأس فيما ذكرت إن فعل بقصد التوسعة الواردة».
واستطرد: وعاشوراء هو اليوم العاشر من شهر مُحَرَّم في التقويم الهجري، ويسمى عند المسلمين بيوم عاشوراء، وذكرت كُتب المعاجم اللغوية أن سبب تسمية يوم عاشوراء بهذا الاسم أن عاشوراء يشار بها إلى اليوم العاشر من الشهر، وفي يوم عاشوراء أصبح المستخدم هو يوم عشوراء بإزالة الألف التي تلحق حرف العين، وذلك لسبب أنه يوم مميز في الحياة الدينية الخاصة بالمسلمين وهو مختلف تمامًا عن عاشوراء الخاص باليهود، وقال الإمام الحافظ بن حجر: إن عاشوراء بالمد على المشهور، وحكى فيه القصر وزعم ابن دريد أنه اسم إسلامي وأنه لا يعرف في الجاهلية.
عاشوراء
يعد عاشوراء ، هو اليوم العاشر من شهر مُحرَّم، وهذا ما ذهبت إليه جماهير أهل العلم استدلالاً بظاهر الأحاديث الواردة بشأنه، ومقتضى اللفظ الدّال عليه، وممّا يؤكّد ذلك ما ثبت عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَئِنْ بَقِيتُ إلى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ)، وفي ذلك دلالة واضحة أنّه -عليه الصلاة والسلام- كان يصوم العاشر من محرّم، وأظهر عزمه على صيام التاسع مع العاشر رغبة منه في مخالفة اليهود والنّصارى، حيث كانوا يُفردون العاشر بالتّعظيم.
ما هو عاشوراء
يعتبر اليوم العاشر من شهر محرّم هو يوم عاشوراء عند المسلمين، وهو من الأيّام المستحبّ صيامها عند أكثر أهل العلم، وقد ورد في ذلك الكثير من الأحاديث التي تذكر فضل يوم عاشوراء وأجر صيامه عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.
ورد عن أبي قَتادة رضي الله تعالى عنه، عن الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم - قال: «صوم عاشوراء يكفِّر السّنة الماضية، وصوم عرفة يكفِّر سنتين: الماضية والمستقبَلة» رواه النَّسائي في السّنن الكبرى، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: «ما رأيت النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - يتحرّى صيام يومٍ فضَّله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشّهر، يعني شهر رمضان» رواه البخاري، ومسلم، والنَّسائي، وأحمد.
ويعد يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرّم على الصّحيح، وهذا هو ما ذهب إليه جمهور العلماء، وهو ليس اليوم التّاسع كما يقول البعض منهم، وذلك أنّ كلمة عاشوراء جاءت بمعنى اليوم العاشر، وهذا هو مقتضى الاشتقاق والتّسمية، وأنَّ اليوم التاسع يسمى تاسوعاء، وأمّا جزاء صيام يوم عاشوراء فإنّه تكفير لذنوب العام الماضي، وذلك لما جاء في صحيح مسلم: (أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلم - سئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: يكفّر السّنة الماضية).
متى يوم عاشوراء
اختلف العلماء في تحديد يوم عاشوراء والراجح من أقوال العلماء أنه يوم العاشر من شهر محرم، وهذا قول جمهور علماء، وذكر الإمام النووي أن «عاشوراء وتاسوعاء اسمان ممدودان، هذا هو المشهور في كتب اللغة قال أصحابنا: عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم، وتاسوعاء هو التاسع منه هذا مذهبنا، وبه قال جمهور العلماء، وهو ظاهر الأحاديث ومقتضى إطلاق اللفظ، وهو المعروف عند أهل اللغة».
لماذا سمي عاشوراء بهذا الاسم
ورد أن سبب تسمية يوم عاشوراء بهذا الاسم لفظ عاشوراء مأخوذٌ من (عاشر)، ويدلّ على التعظيم والمبالغة، وهو في الأصل صِفةٌ لليلة العاشرة، ويُضاف إليها اليوم، فيُقال: يوم عاشوراء؛ أي يوم الليلة العاشرة، إلّا أنّ الصفة تُحوَّل عنها ليكون المقصود من عاشوراء يوم العاشر لا ليلته، وقد كان لأهل العلم أقوال في سبب تسمية عاشوراء بهذا الاسم؛ فقال بعضهم: لأنّه اليوم العاشر من مُحرّم، وقال آخرون: لأنّه يوم أكرم الله فيه عشرة أنبياء بعشر كراماتٍ، وقيل: لأنه عاشرُ كرامة أكرم الله سبحانه بها هذه الأمة.
قصة يوم عاشوراء
ورد أن يوم عاشوراء من أيام الله المشهودة، وله شأنٌ عظيم في قلوب المؤمنين، حيث يستحضرون فيه نصرة الله تعالى لأنبيائه، ويستذكرون أنّه اليوم الذي نجّى الله -سبحانه- فيه موسى -عليه السلام- من فرعون وجنده، بعد أنْ أغرقهم الله، وكفّ أذاهم عن موسى ومن آمن معه، في مشهد يُرسّخ الإيمان بالنّصر والتمكين في قلوب الصابرين على دينهم.
و كان موسى -عليه السلام- يصوم هذا اليوم شُكراً لله -سبحانه- على نعمته وفَضْله، كما كان أهل الكتاب يعظّمون هذا اليوم ويصومونه، وكانت قريش قبل الإسلام تصومه، بل جعلوه ميقاتاً لتجديد ستور الكعبة، وكأنّ الشرائع تتابعت على صيام هذا اليوم، وقد صامه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وأمر بصيامه قبل أنْ يُفرض صيام شهر رمضان؛ إذ أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ في الجَاهِلِيَّةِ، وكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ صَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تَرَكَ يَومَ عَاشُورَاءَ، فمَن شَاءَ صَامَهُ، ومَن شَاءَ تَرَكَهُ).
فكان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- والمسلمون يصومون يوم عاشوراء حين هاجروا إلى المدينة المُنوَّرة قبل فرض صيام رمضان، ثمّ خيّرهم النبيّ في صيام عاشوراء بعد أن فرض الله عليهم صيام رمضان، وقد أخرج الإمام مسلم عن أبي قتادة -رضي الله عنه- في بيان فَضْل صيام عاشوراء: (صِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ).
فضل يوم عاشوراء
ورد أن عاشوراءُ: هو اليومُ الذي أنجى اللهُ تعالى فيه موسى وقومَه، وأغرقَ فرعونَ وقومَه؛ فصامه موسى شُكرًا، ثم صامه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لِما رواه ابنُ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: (قَدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ، فوجد اليهودَ يصومون يومَ عاشوراءَ، فسُئِلوا عن ذلك، فقالوا: هذا اليومُ الذي أظهر اللهُ فيه موسى وبني إسرائيلَ على فِرعونَ؛ فنحن نصومُه تعظيمًا له، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((نحن أَولى بموسى منكم، فأمَرَ بصيامِه))، وفي روايةٍ لمسلمٍ: ((فصامه موسى شُكرًا، فنحن نصومُه...)).

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاقباط اليوم
منذ 35 دقائق
- الاقباط اليوم
القس جورجيوس القمص فيلبس: يا الله لقد تعبنا اليوم كله بالهموم فقل كلمة وزل الحزن والغيوم
رفع القس جورجيوس القمص فيلبس، كاهن كنيسة الشهيد مار جرجس بمدينة العاشر من رمضان، صلاة مؤثرة ، قال فيها : يا الله لقد تعبنا اليوم كله بالهموم فقل كلمة وزل الحزن والغيوم. مضيفا :"وبدل الحزن لفرح، وارفع الظلم عن كل مظلوم.


مصراوي
منذ 2 ساعات
- مصراوي
د. عصام الروبي يوضح كيف يفر العبد من الابتلاءات والضيق وهموم الحياة
تحدث الدكتور عصام الروبي، الداعية الإسلامي، وأحد علماء الأزهر الشريف، عن أجمل فرار، يتحول إلى أجمل أمان، متساءلا: فماذا يفر العبد وإلى من يفر؟ فالعبد يفر من الشهوات والنفس والوساوس والشياطين والهوى، ويفر إلى الله وحده، مستشهدا في ذلك بقول الله-تعالى-في سورة الذاريات،" فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ". وقال الداعية الإسلامي إن الله-سبحانه وتعالي-أمر العبد بالمسارعة إلى الخيرات، مستشهدًا في ذلك بقول الله-تعالى-في سورة آل عمران،" وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ"، منوها إلى أن المسارعة مع المسابقة تكون إلى مغفرة من الله، فمغفرة الله لا تنال إلا بطاعته سبحانه . وأضاف الروبي عبر فيديو نشره عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: قول الشاعر : إنـي ابتليت بـأربع مـا سُلِّطوا، إلا لشـدّة شقوتـي وعنـائي" إبليس والدنيا ونفسي والهوى"، كيف الخلاص وكلهم أعدائي. وأوضح العالم الأزهري أن الآية القرآنية التي تقول،" فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ" معناها أن العبد يفر من ذنوبه وخطاياه ومن دنياه ومن أهوائه ومن ملذاته إلى الله، لأن الله أرحم بعبده من والديه ومن نفسه، فالله هو الجواد الكريم. اقرأ أيضا: يراودني التفكير في امرأة أفتقدها ووساوس حول العقيدة عند الصلاة.. ماذا أفعل؟.. والبحوث الإسلامية يجيب هل توجد زكاة على ذهب الزينة؟.. تعرف على رد أمين الفتوى (فيديو)


الدستور
منذ 2 ساعات
- الدستور
رسالة البابا لاوُن الرابع عشر بمناسبة اليوم العالمي الخامس للأجداد والمسنين
نُشرت رسالة قداسة البابا لاوُن الرابع عشر، اليوم الخميس، بمناسبة اليوم العالمي الخامس للأجداد والمسنين الذي سيُحتفل به في 27 يوليو وموضوعه "طوبى لمن لم يَخِب رجاؤه". وتحدث الأب الأقدس في بداية الرسالة عن أن اليوبيل الذي نعيشه حاليًا يساعدنا على اكتشاف كون الرجاء ينبوع فرح دائمًا وفي أي سن، وحين تصقله نار حياة طويلة فإنه يصبح ينبوع سعادة كاملة. وأشار البابا إلى أن الكتاب المقدس يحدثنا عن حالات كثيرة لرجال ونساء تّقدَّم بهم العمر أشركهم الرب في مخططاته الخلاصية. وأعطى مثلا إبراهيم وسارة وتحدث عن اندهاشهما أمام كلمات الله الذي وعدهم نسلا، وأضاف الأب الأقدس أن استحالة أن ينجبا بدا وكأنها قد حجبت نظرة للمستقبل يطبعها الرجاء. ثم تحدث الأب الأقدس عن رد فعل شبيه لزكريا على البشارة بإنجاب يوحنا المعمدان حيث قال: "بِمَ أَعرِفُ هذا وأَنا شَيخٌ كَبير، وَامرَأَتي طاعِنَةٌ في السِّنّ". وتابع البابا لاوُن الرابع عشر أن الشيخوخة والعقم والتدهور تبدو كأنها تطفئ رجاء هؤلاء الرجال والنساء في حياة خصبة. وعاد قداسته هنا إلى السؤال الذي وجهه نيقوديمُس إلى المعلم الذي حدثه عن ميلاد جديد: "كَيفَ يُمكِنُ الإِنسانَ أَن يُولَدَ وهوَ شَيخٌ كَبير؟ أَيَستَطيعُ أَن يَعودَ إِلى بَطنِ أُمِّهِ ويُولَد؟" (يو ٣، ٤). إلا أن الرب دائما وأمام أسئلة تبدو بديهية يفاجئ محاوريه بفعل خلاصي. وتوقف قداسة البابا بعد ذلك عند كون المسنين علامات رجاء، وذكَّر بأن الله في الكتاب المقدس يُظهر عنايته من خلال أشخاص مسنين، وهو ما ينطبق وإلى جانب إبراهيم وسارة وزكريا وأليصابات على موسى أيضا والذي دُعي إلى أن يحرر شعبه وهو في الثمانين من العمر. وبهذه الاختيارات يُعَلمنا الله أن الشيخوخة في عينيه هي زمن بركة ونعمة وأن المسنين هم بالنسبة له شهود الرجاء الأوائل. وذكَّر البابا لاوُن الرابع عشر هنا بما كتب القديس أغسطينوس حول زمن الشيخوخة كزمن تضعف فيه قوى الأشخاص لتظل فيهم قوة الله. وأضاف الأب الأقدس أن تزايد أعداد المسنين اليوم يصبح بالنسبة لنا من وجهة النظر هذه علامة أزمنة تدعونا إلى التمييز كي نقرا جيدا التاريخ الذي نعيشه. ومن بين ما يسلط عليه قداسة البابا الضوء في الرسالة أن حياة الكنيسة والعالم تُفهم فقط في تتابع الأجيال، وأضاف أن معانقة شخص مسن تساعدنا على أن نفهم أن التاريخ لا ينتهي في الحاضر ولا يُستهلك ما بين لقاءات سريعة وعلاقات مجزأة بل يتوجه نحو المستقبل. وذكَّر قداسة البابا هنا بما جاء في سفر التكوين من حدث مؤثر حسبما ذكر، ألا وهو مباركة يعقوب الشيخ لحفيديه ابنَي يوسف حيث تحثهما كلماته على النظر إلى المستقبل برجاء كما في زمن وعود الله وتابع البابا لاوُن الرابع عشر أنه وإن كان صحيحا أن ضعف المسنين يتطلب قوة الشباب، فمن الصحيح أيضا أن عدم خبرة الشباب تحتاج إلى شهادة المسنين من أجل التخطيط للمستقبل بحكمة. وأشار البابا هنا إلى أن الأجداد غالبا ما يكونون لنا أمثلة على الإيمان والتعبد والفضائل المدنية والالتزام الاجتماعي، الذاكرة والمثابرة في الصعاب.