
رئيس الوزراء: نسعى لتمكين التسويات بالعملات المحلية وتعزيز التعاون بين البنوك المركزية ضمن إطار 'بريكس'
استهل رئيس الوزراء المصري كلمته بفي لجلسة الافتتاحية التي جاءت تحت عنوان 'السلام والأمن وإصلاح الحوكمة العالمية'، قائلا: بالنيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، الذي لم يتمكن للأسف من الانضمام إلينا اليوم لارتباطه بإلتزام يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط، أود أن أعرب عن خالص تقديري للرئيس لولا دا سيلفا وشعب البرازيل على كرم الضيافة والتنظيم الممتاز لقمة مجموعة بريكس السابعة عشر، التي تستضيفها مدينة ريو دي جانيرو المتنوعة ثقافيا، بوابة البرازيل التاريخية إلى العالم'.
وأضاف: 'أود أن أعرب عن تقديري لجهود الرئاسة البرازيلية، وأرحب بالرئيس برابوو سوبيانتو، رئيس جمهورية إندونيسيا، الذي ينضم إلينا لأول مرة'، قبل أن يشير إلى أن انعقاد هذه الدورة لمجموعة بريكس يأتي في توقيت دقيق نواجه فيها أزمات وتحديات متعددة ومتشابكة، تشمل التوترات الجيوسياسية، وتهديدات السلام والأمن، إلى جانب سلسلة من النكسات الاقتصادية غير المسبوقة، وتصاعد تطبيق الإجراءات الحمائية التجارية، وارتفاع مستويات الديون التراكمية، وتغير المناخ، وفوق كل ذلك الكارثة الإنسانية في غزة.
وأضاف رئيس الوزراء: 'لا شك أن أخطر أزمة في وقتنا الحالي هي الحرب الإسرائيلية المستمرة على الأبرياء من الشعب الفلسطيني بقطاع غزة منذ ما يقرب من عامين، وقد أسفرت هذه الحرب عن استشهاد أكثر من 55 ألف مدني فلسطيني، ثلثهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى ما يقرب من 125 ألف مصاب'.
وتابع: 'هذه المأساة هي نتاج لانتهاك إسرائيل المستمر للقانون الدولي والإنساني، وبالإضافة إلى ذلك تستمر إسرائيل في انتهاكاتها المستمرة والمتكررة ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، كما أن هناك استمرارا لأنشطة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة'.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، على أن مصر، إلى جانب قطر والولايات المتحدة، بذلت كل الجهود للتوصل إلى وقف إطلاق النار الذي تم التوافق عليه في 15 يناير الماضي، إلا أن العدوان الإسرائيلي على المدنيين كان بمثابة انتهاك لهذا الاتفاق، مضيفا أنه 'يتعين إعادة وقف إطلاق النار، كما ندعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية من جانب إسرائيل، التي يجب أن تلتزم بالقانون الإنساني الدولي وتضمن حماية المدنيين'.
وشدد رئيس الوزراء، على رفض أي خطط لتهجير أو نقل سكان غزة الفلسطينيين بعيدا عن وطنهم، لأن مثل هذه المقترحات تهدد حل الدولتين والسلام في المنطقة بأسرها.
وأردف: 'تؤكد الخطة العربية الإسلامية بشأن التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة إمكانية تطبيق عملية إعادة الإعمار مع إبقاء الفلسطينيين في وطنهم، لذا ندعو دولكم إلى دعم هذه الخطة، لإنهاء المعاناة الإنسانية لسكان قطاع غزة، والمشاركة في المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار الذي نعتزم تنظيمه بمجرد التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار'.
واستطرد رئيس الوزراء: 'تجدر الإشارة إلى أن كلا من لبنان وسوريا شهدا عدوانا إسرائيليا صارخا، كما امتدت الحرب الإسرائيلية لتطال إيران، ما يمثل تصعيدا إقليميا بالغ الخطورة، وانتهاكا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدا مباشرا للسلم والأمن الدوليين، ونحن نؤكد على أهمية حل الأزمات والصراعات بالطرق الدبلوماسية.
وأشار رئيس الوزراء، إلى أنه في ضوء الأزمات والتحديات المذكورة سلفا، يتزايد دور مجموعة 'بريكس' المحوري في النظام الدولي، مؤكدا: 'أود تسليط الضوء على عدد من الأولويات، والتي تتمثل في تسريع التعاون والتكامل المشتركين لمواجهة التحديات التي نواجهها، من خلال تنفيذ مشروعات مشتركة في مختلف القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك في مجالات الطاقة والتصنيع والبنية التحتية، بالإضافة إلى التقنيات الناشئة والابتكار، وخاصةً الذكاء الاصطناعي'.
وأشار إلى أنه 'ضمن أولويات التعاون بيننا، نولي أهمية بالغة لتعزيز تعاوننا الاقتصادي والمالي والنقدي، وخاصة بين البنوك المركزية، ويجب علينا إحراز تقدم في تمكين التسويات المالية بالعملات المحلية، بما يتماشى مع مبادرة بريكس للمدفوعات عبر الحدود، وزيادة التمويل المقدم من بنك التنمية الجديد بالعملات المحلية.
وأفاد الدكتور مصطفى مدبولي، بأن توفير التمويل الميسر ونقل التكنولوجيا إلى الدول النامية يعد شرطا أساسيا لتحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر، مضيفا: 'نؤمن بضرورة أن تعمل مجموعة بريكس بفعالية على تحسين آلية الدين الدولي لدعم استدامة الديون، بالإضافة إلى دعم إصلاح النظام المالي العالمي لتلبية احتياجات وأولويات الدول النامية، وينبغي أن يضمن هذا الإصلاح استجابة نماذج الأعمال والقدرات التمويلية للاحتياجات الخاصة للدول النامية، ومن المهم أيضا تعزيز الحوكمة الاقتصادية العالمية وزيادة المشاركة في عملية صنع القرار'.
وفي ختام كلمته، أكد رئيس الوزراء، على أن 'التأثير الحقيقي لمجموعة بريكس يكمن في قدرتنا على خلق المساحة والرؤية اللازمتين لتحقيق مصالحنا المشتركة في مجالات متعددة، وهو ما يلبي في نهاية المطاف آمال وتطلعات شعوبنا لمستقبل مزدهر'.
.
Leave a Comment

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المدى
منذ ساعة واحدة
- المدى
هل تبيع مصر 'سنترال رمسيس' المحترق؟
رد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، على تساؤلات بشأن إمكانية بيع مبنى سنترال رمسيس الذي طاله حريق مروع ظل مشتعلا لأكثر من 18 ساعة، قائلا إنها فكرة غير منطقية. وأبدى مدبولي، في تصريحات صحفية اليوم الأربعاء، تعجبه من الشائعات التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تقول إن الحكومة سمحت بحريق المبنى من أجل إفراغه وبيعه. وقال: 'لو نسعى لبيع المبنى لماذا نحرقه ونهدر قيمته؟! كان من الممكن نقل السنترال إلى مكان آخر والاستفادة من المبنى بكل سهولة'، وتابع: 'هذا منطق غريب! انتشاره وتناقله بدون التفكير فيه أمر غير منطقي، والأسهل هو نقل السنترال وإفراغ المبنى بدلا من إحراقه'. وأكد أن الحكومة 'لا يمكن أن تغامر بالإضرار بمنظومة الاتصالات في مصر من أجل بيع مبنى'.


الرأي
منذ 2 ساعات
- الرأي
البرازيل والهند تُطالبان بعضوية دائمة في مجلس الأمن
برازيليا - أ ف ب - طلبت البرازيل والهند، عضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي، وذلك في بيان مشترك صدر خلال زيارة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى البرازيل حيث التقى الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا. وأجرت القوتان الكبيرتان في آسيا وأميركا اللاتينية محادثات بعد أن شاركتا يومي الأحد والإثنين في ريو دي جانيرو في قمّة بريكس، تكتّل الدول الناشئة الذي يضمّ كذلك الصين وروسيا ويهدف لإعادة التوازن إلى النظام العالمي في مواجهة الغرب. وفي بيان مشترك صدر الثلاثاء، دعا مودي ولولا إلى «إصلاح شامل لمجلس الأمن». ويضمّ المجلس حالياً خمسة أعضاء دائمين يتمتعون بحق النقض (الفيتو)، هم فرنسا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة وروسيا. كما يضمّ المجلس عشر دول أخرى تتناوب على عضويته، لكنّ هذه الدول بصفتها أعضاء غير دائمين لا تتمتّع بحقّ النقض لعرقلة صدور أي قرار. وأكّد لولا ومودي أنّ بلديهما «يتمتّعان بإمكانيات استثنائية، ولهذا السبب نطالب» بمثل هكذا دور في الأمم المتحدة. واعتبرا أنّ من «غير المقبول» ألا تكون دول «بحجم الهند والبرازيل» أعضاء دائمي العضوية في مجلس الأمن. وكانت مجموعة بريكس التي باتت تضمّ 11 دولة، أكّدت في البيان الختامي التزامها إصلاح مجلس الأمن من أجل «تعزيز صوت دول الجنوب العالمي». وبحسب البيان، فإنّ الصين وروسيا تدعمان ترشيحي الهند والبرازيل.


الجريدة
منذ 4 ساعات
- الجريدة
«نزاهة» تختتم أعمال «خليجي 37»
اختتمت الهيئة العامة لمكافحة الفساد «نزاهة»، اليوم، أعمال الاجتماع السابع والثلاثين للجنة الخبراء المعنية بمكافحة الفساد بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي انعقد من 7 إلى 9 يوليو الجاري، في إطار رئاسة «نزاهة» لأعمال اللجنة الوزارية المعنية بمكافحة الفساد بدول المجلس هذا العام. وقالت «نزاهة» إن اللجنة ناقشت خلال اجتماعاتها عدداً من المشاريع والمبادرات المهمة، من أبرزها مشروع الدليل الاسترشادي لإجراءات وتدابير تحديد هوية المستفيد الحقيقي بدول مجلس التعاون، الذي أعدّته الهيئة بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، مسترشدة بمشروع «الدليل الإرشادي لمفهوم المستفيد الفعلي» المقدم للجنة الوطنية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، إلى جانب مشروع دليل مسؤولية الأشخاص الاعتباريين عن جرائم الفساد. ولفتت إلى أن أعمال الاجتماع استهلت بورشة عمل متخصصة نظمتها «نزاهة» حول شفافية المستفيد الفعلي، بمشاركة خبراء دوليين من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، حيث تناولت الورشة أبرز المعايير الدولية والاتجاهات الحديثة في هذا المجال، وسبل تعزيز التعاون بين الجهات الوطنية والدولية في استخدام معلومات المستفيد الفعلي لدعم التحقيقات واسترداد عائدات الفساد، استناداً إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد (UNCAC) وتوصيات مجموعة العمل المالي (FATF). وأكدت «نزاهة» أن استضافة الاجتماع ساهمت في تعزيز تبادل التجارب والخبرات بين أجهزة مكافحة الفساد في دول مجلس التعاون، ومواصلة التنسيق المشترك لتطوير الأدوات والتشريعات الهادفة إلى تعزيز النزاهة والشفافية والمساءلة. وفي ختام أعمال الاجتماع، أعربت الهيئة عن خالص شكرها وتقديرها للأمانة العامة لمجلس التعاون، وجميع أعضاء لجنة الخبراء على مشاركتهم الفاعلة وتعاونهم المثمر، مؤكدة التزام دولة الكويت بمواصلة دعم العمل الخليجي المشترك في تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد وتحقيق الأهداف المنشودة في هذا المجال المهم.