
هل هناك مفاوضات سرية؟
يتبدى السؤال بشكل كبير هذه الأيام حول مصير إيران، في ضوء عدة محددات، أولها نتائج طوفان الأقصى في غزة، والحرب بين الفلسطينيين والاحتلال الاسرائيلي، وثانيها تقييمات الجبهة اللبنانية، وما تعرض له حزب الله، عسكريا، ثم سياسيا على صعيد تركيبة الحكومة اللبنانية الجديدة، والواقع الميداني، وربط هذه التقييمات بنفوذ إيران، وقوتها وضعفها، وثالثها ما يرتبط بسقوط النظام السوري، ونشوء نظام جديد مفصول علنا عن المحور الإيراني، بل ويتخذ اتجاها معاديا برغم حديث دمشق إنها لا تريد معاداة أحد، ورابعها ما يرتبط بالعراق واليمن، من حيث كونهما محطتين للنفوذ الإيراني، وأخيرا الوضع الإيراني الداخلي وعلاقته بالإدارة الأميركية الجديدة، وخصوصا، مع وجود عقوبات ورسائل متناقضة من واشنطن.
نشتق من السؤال السابق، فكرة اساسية تتمحور حول سيناريو الحرب مع إيران، واذا ما كانت إيران ستميل الى تسوية سياسية في المنطقة، ام انها ستعيد التموضع، من أجل تجديد مشروعها في المنطقة، ومحاولة استعادة جبهات محسوبة عليها خصوصا في سورية ولبنان، واذا ما كانت محاولة الاستعادة ستتم من أجل هدف براغماتي أي ترقية شروط التسوية السياسية، ام دفاعا عن مشروعية المشروع الإيراني، وعدم التراجع عن كل التوجه السياسي والعسكري.
علينا أن نقر أولا أن هناك إشارات متواصلة من إيران تحاول اعادة تعريف وجودها الاقليمي، وليس أدل على ذلك من تنصل نائب الرئيس الإيراني للشؤون الإستراتيجية، محمد جواد ظريف من هجوم السابع من اكتوبر حيث قال إن بلاده لم تكن على علم بعملية السابع من أكتوبر التي نفذتها حركة حماس في إسرائيل، وأن إيران تفاجأت أيضاً وصُدمت، مضيفا في منتدى دافوس أن إيران تأمل في أن يختار الرئيس الأميركي دونالد ترامب العقلانية في تعامله مع طهران، مشيرا الى أن طهران لم تسعَ قط إلى امتلاك أسلحة نووية، ويمكن الحاق اشارات كثيرة وردت على لسان المرشد الاعلى والرئيس الإيراني، ووزير الخارجية الإيراني كلها تتحدث عن مسارين متوازيين، الأول شرعية المقاومة الفلسطينية، والثاني أن إيران لا تريد حربا، وتريد التفاوض، وهذا يصب في اطار ما يسميه المعسكر الإيراني اسناد الفلسطينيين بانماط مختلفة، لا شن حرب لأجلهم نهاية المطاف.
طهران لن تخوض الحرب من اجل اي قضية عربية، وهذا الكلام واضح، لكنها توظف بذكاء كل أوراق المنطقة لترقية وضعها الاقليمي، وليس أدل على ذلك من تحديها لواشنطن واستقبالها قبل أيام لوفد حركة حماس، كما أنها أيضا ما تزال تمتلك نفوذا اقليميا في دول مهمة مثل العراق واليمن، وعودتها لتقويض المشروع السوري الجديد تبقى واردة ومحتملة بطرق مختلفة، اضافة الى ان ملف لبنان يخضع للتجاذبات، وهذا يعني ضمنيا أن إيران التي تعيد تعريف مركزها الاقليمي، لن تتخلى حاليا عن كل أوراقها، وستواصل توظيفها بهدف تجنب حرب كبرى، والوصول إلى تسوية حول الطاقة النووية، والصواريخ البالستية، والنفوذ الإقليمي.
واشنطن ذاتها تحاول تجنب الحرب، لأنها تدرك أنها قد تكون شرارة لحرب إقليمية-دولية، لكنها أيضا لا تتراجع وتشدد العقوبات، والأخطر هنا أن زيارة رئيس حكومة الاحتلال إلى واشنطن ستعيد جدولة الأولويات الأميركية والإسرائيلية في المنطقة، وهذا ما سنكتشفه بعد عودته من حيث قياسات التصعيد أو التهدئة.
تستفيد إيران هنا من عدة محاور، أولها أن واشنطن تشتبك في صراعات علنية مع أغلب دول العالم، فيما تل أبيب قد لا تكون متأكدة تماما من كلفة ضرب إيران، وبين المحورين السابقين، تتشدد كل الأطراف في شعاراتها، فيما المؤكد أن الوسطاء السريين يقومون بمفاوضات غير علنية هذه الأيام، في محاولة لإطفاء جمر الملف الإيراني، بشروط ميسرة، لا تبدو تنفيذا لشروط إسرائيلية.
يبقى السؤال: هل تستطيع طهران وواشنطن وعواصم وسيطة كشف تفاصيل الاتصالات والمفاوضات السرية هذه الأيام التي تستهدف تبريد سطح المنطقة؟.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

السوسنة
منذ ساعة واحدة
- السوسنة
أبرز ما جاء في لقاء ترامب ونتنياهو
السوسنةالتقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، الاثنين، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأعرب ترامب خلال اللقاء عن ثقته في أنّ حركة حماس تريد التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.وردّا على سؤال عمّا إذا كانت المعارك الدائرة في القطاع بين إسرائيل والحركة الفلسطينية ستؤدّي إلى تعطيل المحادثات الجارية بين الطرفين للتوصّل إلى هدنة، قال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض "إنّهم (حماس) يريدون اللقاء ويريدون وقف إطلاق النار هذا".وبشأن الرسوم الجمركية قال ترامب: "مهلة أول أغسطس صارمة لكننا منفتحون على أفكار أخرى".كما قال إنه يأمل أن لا يضظر إلى شن ضربة أخرى على إيران، و"حددنا موعدا للمحادثات مع إيران". وأكد إنه يود رفع العقوبات الأميركية الصارمة عن إيران في الوقت المناسب. وقال ترامب، متحدثا للصحفيين في بداية عشاء مع نتنياهو ، إن الخطوة الأخيرة لرفع العقوبات الأميركية عن سوريا ستساعد دمشق على المضي قدمًا، معبرا عن أمله في أن تتخذ إيران خطوة مماثلة. وأضاف "أود أن أتمكن، في الوقت المناسب، من رفع تلك العقوبات، ومنحهم فرصة لإعادة البناء، لأنني أود أن أرى إيران تبني نفسها من جديد بطريقة سلمية، لا أن تتردد في ترديد شعارات مثل: الموت لأميركا، الموت للولايات المتحدة، الموت لإسرائيل، مثلما كانوا يفعلون". من جانبه، أعلن نتنياهو عن ترشيح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام. وقال نتنياهو خلال لقائه مع ترامب في البيت الأبيض، يوم الاثنين: "أود أن أسلم لكم الرسالة التي وجهتها إلى لجنة نوبل. وهي ترشحكم لجائزة السلام. وأنتم تستحقونها ويجب أن تحصلوا عليها".وأضاف نتنياهو أنه يقدر عاليا جهود ترامب "الرامية إلى تحقيق السلام والأمن في العالم، وخصوصا في الشرق الأوسط".


سواليف احمد الزعبي
منذ ساعة واحدة
- سواليف احمد الزعبي
محلل سياسي إسرائيلي: الجيش عالق في خرافة 'احتلال غزة' التي يتبناها بعض وزراء الكابينيت
#سواليف يشير المحلل السياسي الإسرائيلي #نداف_إيال في مقالة نشرها في صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إلى #التدهور المتواصل في العلاقة بين #الكابنيت و #المؤسسة_الأمنية لدى #الاحتلال، وخاصة الجيش، منذ نحو أسبوعين. ويؤكد أن هذا التدهور يتم بوتيرة بطيئة لكنها حادة. وبرأيه، يمكن تجاهل بعض الضجيج الإعلامي مثل شكاوى الوزير بتسلئيل #سموتريتش، واقتراحات إيتمار بن غفير المندفعة من نوع 'لنندفع إلى الأمام'، أو تسريبات مكتب #نتنياهو عن 'ضرب الطاولة'، لكن ما لا يمكن تجاهله هو المسألة الجوهرية: النقاش حول إقامة حكم عسكري كامل في غزة، بل وفكرة احتلالها بشكل كلي. ويتابع إيال موضحًا أن المؤسسة الأمنية لدى #الاحتلال– وفي مقدمتها الجيش – ترى في هذا التصور فخًا كارثيًا، خصوصًا في ظل تراجع الجاهزية العسكرية، واقتراب إقرار 'قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية'، وبعد عامين تقريبًا من #الحرب المستمرة، وفي مواجهة تحديات هائلة. ويضيف أن هناك من في الجيش ينظر إلى هذا التوجه باعتباره مجرد جسر باتجاه مشروع استيطاني يبدأ من بيت حانون. ولذلك، يرفض الجيش، وبشكل واضح، الانزلاق إلى ما يعتبره 'مصيدة الحكم العسكري'. وبحسب إيال، فإن وزراء اليمين المتطرف هم الأكثر حماسة لهذا السيناريو، وبعض باتوا يعتقدون أن لا مفر منه. هؤلاء يرون، كما ينقل، أن القضاء على #حماس بشكل نهائي هو شرط لبقاء 'إسرائيل' في المنطقة. لكن اللافت، كما يشير إيال، أن الخطة الحالية – التي تشمل نقل السكان الفلسطينيين إلى منطقة 'إنسانية' في جنوب القطاع عبر قنوات تصفية – قد بُنيت أصلًا داخل الجيش، وتحديدًا على يد منسق عمليات الحكومة في الأراضي المحتلة، اللواء غسان عليان. ويؤكد إيال أن الخطة مليئة بالثغرات: كيف سيتم التمييز بين المدنيين والمقاتلين؟ من سيشرف على الحكم في الجنوب؟ من سيدفع التكاليف؟ لا أحد يعرف. وفي الوقت الذي يُفترض فيه فرض حصار على بقية قطاع غزة، فإن الهدف المعلن من الخطة هو إخراج الأسرى الإسرائيليين أحياءً. ولكن بحسب الكاتب، هذه الخطة طويلة ومعقدة وتنطوي على مخاطر كبيرة، لأنها تتطلب تهجير ما يقارب مليون فلسطيني من مدينة غزة وضواحيها، دون الدخول الفعلي إلى المناطق المكتظة، وهو ما يحذّر منه الجيش صراحة باعتباره شبه مستحيل دون المساس بالأسرى. ويضيف إيال أن هذا هو ما يدفع وزراء الحكومة إلى مهاجمة رئيس الأركان إيال زامير، ليس بسبب خلل في أدائه، بل لأنه يعرض موقفًا مهنيًا واضحًا وصريحًا لا ينسجم مع رؤية اليمين المتطرف. ومع ذلك، يشير إلى أن محاولة تحويل رئيس الأركان إلى 'كيس ملاكمة' لن تكون سهلة. ويشرح إيال أن زامير تعلم من تجارب سابقيه في مواجهة حكومات متطرفة، تؤمن بـ'قداسة القاعدة الانتخابية'. ولذلك، أصبح مدركًا لدرس أساسي: حين لا تُقال الحقيقة داخل الكابنيت، تُفتح أبواب الكذب، ومن ثم تُبنى السياسات على أوهام خطيرة. وفي معرض حديثه عن السياق الدولي، يلفت إيال إلى أن نتنياهو يستعد للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن من استمع لتقارير الأخبار في الأيام الأخيرة سيظن أن نتنياهو ذاهب إلى البيت الأبيض ومعه 'بشرى حربية': الخطة لاحتلال غزة بالكامل. ويقول إن بعض مساعدي نتنياهو بدأوا بالترويج لفكرة أن رد حماس 'كارثي'، وبالتالي لا يمكن التراجع، في حين بعث الوزير شكيلي– المعبّر الصريح عن تطرف القاعدة اليمينية – برسالة تعارض عقد أي صفقة. غير أن إيال يلفت إلى صورة أخرى يقدمها نتنياهو للرأي العام: رئيس وزراء يتعاطف مع عائلات الأسرى، يزور مستوطنة نير عوز، يُمهّد لعقد صفقة، ويتحدث عن 'شرق أوسط جديد'. ويشدد إيال على أن الأهم من ذلك كله هو موقف البيت الأبيض، الذي يطالب بفهم كيف ستنتهي الحرب. وهنا، كما يرى، يظهر نتنياهو في صورته المعروفة: سياسي يترك لنفسه مساحة مناورة حتى اللحظة الأخيرة، لا يصطدم باليمين قبل الأوان، ولا يتنازل عن أوراق الضغط التفاوضية، ولا يُغضب واشنطن قبل زيارة رسمية، خاصة حين يكون ضيفًا في 'بلير هاوس'. ويستنتج إيال أن الخطة الأكثر عقلانية لنتنياهو هي الذهاب إلى واشنطن، الإيحاء بأن اتفاقًا قريبًا يوشك أن يُبرم في الدوحة، ثم العودة إلى تل أبيب والقول – إن فشل الاتفاق – إنّ 'فيلادلفيا' (محور رفح) هو خط أحمر لا يمكن لإسرائيل أن تتنازل عنه. وبهذا، يخلق لنفسه غطاءً للتهرب من الانتقادات، ويستمر في كسب الوقت. ومع ذلك، يرى إيال أن خلف كل هذا الضجيج والمناورات، توجد لحظة حقيقية للتغيير في الشرق الأوسط. فالرئيس ترامب، كما يصفه، يريد هذا التغيير بسرعة – وبحق. ونتنياهو يدرك أن الفرصة السياسية الكبيرة لا تكمن في إرضاء سموتريتش أو حزب 'عوتسما يهوديت'، بل في اغتنام لحظة نادرة لصياغة ترتيبات إقليمية جديدة، تقودها واشنطن. ويختم إيال مقاله باستحضار سخرية مسرحية 'هاملِت' لشكسبير: 'السيدة تحتج كثيرًا، على ما يبدو'، في إشارة إلى مبالغات نتنياهو وخطابه الحاد ضد حماس. لكنه يذكّر بأن الصفقة ما تزال قابلة للانهيار. وفي كل الأحوال، فإن الاستمرار في التورط في مستنقع غزة، وبناء مناطق إنسانية موازية على حساب 'إسرائيل'، وخسارة الأسرى، كلها ليست طريقًا للفوز في الانتخابات – ونتنياهو يعلم ذلك جيدًا. القرار الآن بيده، كما يؤكد إيال: إما أن يختار الطريق السياسي الحكيم، أو أن ينشغل بتحديد لون الخيام ومواقع الإيواء في 'المنطقة الإنسانية' برفح.


رؤيا نيوز
منذ 6 ساعات
- رؤيا نيوز
أبو عـبـيـد.ة يعلق على عملية بيت حانون
علّق الناطق باسم كتائب القسا.م- الجناح العسكري لحركة المقا.ومة الإسلامية 'حما.س' أبو عبيد.ة على العملية المركبة التي نفذتها المقاومة في الساعات الأخيرة من الليلة الماضية، وما زالت مستمرة حتى اللحظة، بالقول: 'سندُك هيبة جيشكم'. ونشر أبو عبيد.ة منشورا على موقع 'تلغرام' يقول فيه إن 'جنائز وجثث جيش العدو ستصبح حدثا مستمرا طالما استمر العدوان'. يشار إلى أن 5 جنود إسرائيليين قتلوا وأصيب 10 آخرون على الأقل في العملية ببيت حانون شمالي قطاع غزة، وما يزال جندي آخر مفقودا، حسب ما نقلته وسائل إعلام عبرية. ووقع الحادث عندما فجر مقاتلو المقاومة عبوة ناسفة في مدرعة كانت تقل جنودا ثم استهدفوا روبوتا محملا بالذخيرة بقذيفة مضادة للدروع، خلال تجهيزه. كما استهدفت المقاومة أيضا قوة الإنقاذ الإسرائيلية التي هرعت لمكان الحادث، فيما سمع سكان مدينة عسقلان دوي 'الانفجار الكبير'، وفق ما نقلته المواقع العبرية، التي قالت إن أحد المصابين ضابط كبير. ويتبع الجنود المستهدفون وحدة 'يهلوم' الهندسية التي تعمل على تفخيخ وتفجير منازل الفلسطينيين في القطاع.