logo
أوسع هجوم روسي منذ بدء الحرب.. رسالة حادة للغرب

أوسع هجوم روسي منذ بدء الحرب.. رسالة حادة للغرب

وتزامن الهجوم مع تصريحات روسية رفيعة أكدت أن الكرملين يرى فشل الغرب في تحقيق هدفه بـ"هزيمة روسيا استراتيجيًا"، وهو ما يرسّخ واقعًا ميدانيًا تتزايد فيه المؤشرات على إعادة تموضع عسكري روسي استعدادًا لمرحلة جديدة من المواجهة قد تكون أكثر شمولًا.
أوسع هجوم بالطائرات المسيّرة منذ 2022
أكد مسؤولون أوكرانيون أن الهجوم الجوي الروسي الذي وقع مؤخرًا يُعد الأكبر منذ بدء الحرب، حيث استُخدمت فيه مئات المسيّرات المسلحة إلى جانب صواريخ دقيقة التوجيه.
وقال الجيش الأوكراني إن طيّارًا قُتل إثر سقوط طائرته من طراز F-16 أثناء تصديه للهجوم، في خسارة اعتُبرت رمزية بالنظر إلى أهمية تلك الطائرات في حماية المجال الجوي الأوكراني.
وفي كييف ، سُمعت أصوات المضادات الجوية، بينما سُجّلت انفجارات في خاركيف و دنيبرو شرق البلاد. وأصدر سلاح الجو الأوكراني تحذيرات من هجمات محتملة بمسيّرات في مناطق واسعة، ما يعكس اتساع نطاق التهديدات الجوية الروسية.
تقدم ميداني في دونيتسك
في موازاة التصعيد الجوي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت على بلدة في مقاطعة دونيتسك شرقي أوكرانيا ، مؤكدة تكبيد القوات الأوكرانية خسائر فادحة، وتدمير عشرات الآليات والأسلحة الغربية، بما فيها محطة إلكترونية متقدمة للحرب الإلكترونية.
وقالت الوزارة إن هذه العمليات تأتي ضمن خطة موسعة لتعزيز مكاسب ميدانية، قد تعيد ترتيب أوراق التفاوض لاحقا، وفق الرؤية الروسية القائمة على أن الحل السياسي يجب أن يُبنى على توازن قوى لا على الإملاءات.
في موقف لافت يعكس قراءة موسكو لمسار الحرب، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الغرب "بدأ يُدرك أنه غير قادر على تحقيق هزيمة استراتيجية لروسيا"، مؤكدًا أن بلاده تواجه "مواجهة غير مسبوقة" مع الولايات المتحدة وحلفائها، حيث تُستخدم أوكرانيا كأداة في هذه المعركة.
لافروف أضاف أن روسيا لن تتراجع أمام العقوبات أو الضغوط، وأن العالم يمر بمرحلة خطيرة من التصعيد، لكن موسكو لا تزال تؤمن بأن الحل ممكن عبر مسارات دبلوماسية واقعية تراعي موازين القوى الجديدة.
من جهته، شدد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، على أن بلاده "لن تُجبر على التفاوض بالقوة"، معتبرًا أن حزمة العقوبات الأوروبية الثامنة عشرة "لن تُغيّر شيئًا" في سلوك موسكو.
وأضاف أن سياسات الضغط لم تنهِ الحرب، بل أسهمت في تعقيدها وتعطيل فرص التسوية.
موسكو لن تتراجع… وأوكرانيا أمام عجز دفاعي
الكاتب والباحث السياسي بسام البني، وفي مداخلة مع التاسعة على سكاي نيوز عربية، أوضح أن روسيا باتت تعتبر التصعيد ضرورة استراتيجية، بعد أن وصلت الدبلوماسية إلى طريق مسدود. وقال: "روسيا تدرك أن التراجع في هذه المرحلة قد يعني نهاية مشروعها الاستراتيجي وفقدان هيبتها كقوة كبرى. لذا، فإنها ترى أن استمرار العمليات العسكرية هو الخيار الواقعي لتحقيق أهدافها بعد فشل المساعي الدبلوماسية".
وأشار البني إلى أن موسكو تسعى إلى فرض معادلة جديدة من خلال الهجوم الجوي الأخير، معتبرًا أن "المسيّرات أصبحت سلاحا حاسما في المعركة"، وكشف أن روسيا بدأت إنتاج ما يصل إلى 1.8 مليون طائرة مسيرة سنويا، مع الاستعداد لمضاعفة هذا الرقم، ما يضعف القدرة الغربية على مجاراة وتيرة الاستنزاف.
وبحسب البني، فإن الهجوم الأخير تضمن مسيّرات وهمية بنسبة كبيرة، بهدف إشغال الدفاعات الأوكرانية، إلى جانب أهداف خداعية داخل روسيا لاستدراج الهجمات، مشيرا إلى أن موسكو أظهرت تفوقا في "فن إدارة الصراع"، واستطاعت إرباك أنظمة الدفاع الغربية المتطورة.
وفيما حذر من خطر انزلاق أوروبي مباشر إلى ساحة القتال، قال إن روسيا مستعدة لأي سيناريو، لكنها لا تزال ترى أن "بوتين يريد السلام، لكن على أسس واضحة تضمن لروسيا ما لم يُضمن بالدبلوماسية".
العقوبات... ارتداد عكسي أم تحفيز داخلي؟
على صعيد العقوبات، اعتبر البني أن الغرب استنفد كل أدواته الاقتصادية دون أن يحقق النتائج المرجوة، بل قال إن العقوبات شكلت حافزا للصناعة الروسية، التي بدأت بالاعتماد على الذات وتوسيع إنتاجها المحلي في مجالات التكنولوجيا، الطيران، والصناعات المدنية والعسكرية.
وتابع: "كانوا يراهنون على إضعاف روسيا من الداخل، لكن الواقع اليوم يُظهر أن الشعب الروسي واجه الحصار بالعمل والإنتاج، وأن قطاعات جديدة نشأت لسد الفجوة التي تركتها الشركات الغربية".
وحول احتمال عقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب، رأى البني أن اللقاء لن يتم لمجرد اللقاء، بل إن الطرفين ينتظران "نضوج شروط واضحة وثوابت مشتركة يمكن البناء عليها".
وقال إن القنوات الدبلوماسية تعمل على تجهيز الأرضية، لكن "لا أحد يعرف متى ستصل اللحظة المناسبة".
أما في ما يتعلق بالدور التركي، فرأى البني أن أنقرة "تحاول تقديم نفسها كمنصة للوساطة"، لكن دون أن تمتلك أدوات قادرة على إقناع الطرفين بالجلوس. وأوضح أن تركيا تسعى للاستفادة من موقعها السياسي لانتزاع مكاسب رمزية في السياسة الدولية، لكن تعقيدات المشهد تتجاوز قدرتها الفعلية.
بين تصعيد عسكري روسي واسع النطاق، وتراجع فعالية العقوبات الغربية، وانغلاق قنوات التفاوض، يبدو أن الصراع في أوكرانيا يتجه نحو مرحلة أكثر عنفًا وتعقيدًا.
روسيا تُظهر تصميمًا على الحسم وفق رؤيتها، وأوكرانيا تواجه استنزافًا في القدرات الدفاعية. أما الغرب، فيراهن على الزمن والعقوبات، في حين أن "الحل" لا يزال رهينة ميدان لم يُحسم، وديبلوماسية فقدت الوزن والتأثير.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد قرار تعليق تسليمها أسلحة.. كييف تستدعي القائم بالأعمال الأمريكي
بعد قرار تعليق تسليمها أسلحة.. كييف تستدعي القائم بالأعمال الأمريكي

صحيفة الخليج

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة الخليج

بعد قرار تعليق تسليمها أسلحة.. كييف تستدعي القائم بالأعمال الأمريكي

كييف - أ ف ب استدعت أوكرانيا، الأربعاء، القائم بأعمال السفارة الأمريكية، بعد إعلان واشنطن أنّها ستعلّق إرسال شحنات أسلحة معيّنة كانت وعدت كييف بها لمواجهة الحرب الروسية. ويرجَّح أن يسدّد وقف تسليم ذخيرة وغيرها من المساعدات العسكرية بما في ذلك أنظمة دفاع جوي، ضربة قاسية لأوكرانيا التي تواجه هجمات روسية بالصواريخ والمسيرات تعد من بين الأكبر على مدى فترة الحرب المتواصلة منذ ثلاث سنوات. وقالت نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي: إنّ قرار تعليق واشنطن تعليق تزويد أوكرانيا بأسلحة معيّنة اتُّخذ لوضع مصالح أمريكا في المقام الأول وذلك عقب مراجعة أجرتها وزارة الدفاع للمساعدات العسكرية التي تقدّمها بلادنا لدول أخرى حول العالم. وتعقيباً على ذلك، قال المستشار الرئاسي الأوكراني دميترو ليتفين لصحفيين، الأربعاء: «نعمل على استيضاح الأمر، أظن أن كل الأمور ستتوضح في الأيام المقبلة». جاء ذلك فيما أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أنها لم تتلقَّ أي بلاغ مسبق عن خفض في شحنات الأسلحة الأمريكية، مشيرة إلى أن وضع حد للحرب الروسية يتطلّب دعماً «ثابتاً». وقالت في بيان:«إن أوكرانيا لم تتلقَ أي بلاغات رسمية بشأن تعليق أو مراجعة الجداول الزمنية للمساعدات الدفاعية المتفق عليها، نشدد على أن المسار باتّجاه إنهاء الحرب هو عبر الضغط الثابت والمشترك على المعتدي وعبر الدعم المتواصل لأوكرانيا».

أوكرانيا: مواجهة روسيا ستكون صعبة بدون الأسلحة الأمريكية
أوكرانيا: مواجهة روسيا ستكون صعبة بدون الأسلحة الأمريكية

صحيفة الخليج

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة الخليج

أوكرانيا: مواجهة روسيا ستكون صعبة بدون الأسلحة الأمريكية

كييف-أ ف ب حذّرت وزارة الخارجية الأوكرانية، الأربعاء، من أن 'أي تأخير' في تسليمها الأسلحة من قبل واشنطن 'يشجّع' روسيا على مواصلة مهاجمتها، عقب استدعاء القائم بالأعمال الأمريكي إثر قرار واشنطن تعليق تزويد كييف بعض هذه المعدات، في حين قال مصدر عسكري أوكراني، ان مواجهة روسيا ستكون أصعب في غياب الأسلحة الأمريكية. وأعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، تعليق بعض شحنات الأسلحة لأوكرانيا والتي وعدتها بها الإدارة الأمريكية السابقة لمواجهة الحرب الروسية. وقالت الخارجية في بيان إنه 'تم استدعاء جون غينكل إلى وزارة الخارجية الأوكرانية.. شدد الجانب الأوكراني على أن أي تأخير أو إرجاء في دعم القدرات الدفاعية الأوكرانية لن يؤدي سوى إلى تشجيع المعتدي على متابعة الحرب والترهيب، بدلا من البحث عن السلام'. الى ذلك، أكد مصدر عسكري أوكراني، أن مواجهة روسيا ستكون أصعب في غياب الأسلحة الأمريكية. وأوضح: 'نعتمد حاليا بشكل كبير على الأسلحة الأمريكية، وإن كانت أوروبا تقوم بما في وسعها، لكن سيكون صعبا علينا (المواجهة) من دون الذخائر الأمريكية'.

الكرملين: الاتصال بين بوتين وماكرون كان بمبادرة فرنسية
الكرملين: الاتصال بين بوتين وماكرون كان بمبادرة فرنسية

صحيفة الخليج

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة الخليج

الكرملين: الاتصال بين بوتين وماكرون كان بمبادرة فرنسية

قال الكرملين، الأربعاء، إن فرنسا بادرت بطلب إجراء مكالمة هاتفية بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في أول تواصل من نوعه بينهما منذ نحو ثلاث سنوات، وإن الزعيمين أجريا مناقشة 'موضوعية للغاية'. وبحث الزعيمان الثلاثاء، الصراع الإيراني الإسرائيلي والصراع في أوكرانيا. وكان آخر اتصال هاتفي بين الرئيسين في سبتمبر/ أيلول 2022. وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن المكالمة استمرت لأكثر من ساعتين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store