أيمن سماوي: "تعالوا نُكمل الحكاية" .. في حديث مع المدير التنفيذي لمهرجان جرش للثقافة والفنون
حين اختارت الدولة الأردنية أن يُقام مهرجانها الثقافي الأبرز في قلب مدينة جرش الأثرية، كان اختيارًا يستند إلى تاريخ ضارب في العمق، وإلى مخزون حضاري وجغرافي يجعل من جرش قلبًا نابضًا في الأردن.
■ ما الذي يميز مهرجان جرش عن غيره من التظاهرات الثقافية في المنطقة؟
جرش صُمم ليكون مسرحًا للفنان الأردني أولًا، ومساحة تتيح له التفاعل مع محيطه العربي والدولي. في كل دورة، نوسّع المساحات الإبداعية، ونكرّس التشاركية، ونفتح الباب أمام تنويعات فنية تعبّر عن الإنسان والمكان في آنٍ واحد. نُجدّد رؤيتنا باستمرار، مستندين إلى إرث تراكم عبر العقود.
■ رغم الأزمات العالمية والإقليمية، لم يتوقف المهرجان. كيف تفسّرون هذه الاستمرارية؟
واجهنا مثل غيرنا تحديات كبيرة؛ من جائحة كورونا إلى التوترات الإقليمية، ومع ذلك بقي المهرجان حيًّا. نتيجة لإيماننا العميق برسالة المهرجان، وبالفنان الأردني. مهرجان جرش مساحة مضيئة تُعبّر عن روح المبدع الأردني، وتُتيح له أن يقول كلمته وتؤكد إصراره أن يضيء مسرحه مهما اشتدّت العتمة.
■ ماذا عن الدورة الحالية؟ ما الذي يميز 'جرش 39'؟
'جرش 39' ليس مجرد دورة رقمية. هو امتداد لما بُني عبر السنوات، لكنه أيضًا خطوة باتجاه المستقبل. نعمل على رسم خارطة جديدة للمهرجان، في صلب هذه الخارطة: تمكين الفنان الأردني، وفتح الأفق أمام الجيل الجديد من المبدعين ليكون لهم مكان فعلي ومؤثر في المشهد الثقافي الوطني.
مهرجان جرش لا يتوقّف عن التجدّد. نحن نعمل بخطى مدروسة تبني على التراكم، وتعزز الحضور في المشهدين العربي والدولي.
• مهرجان المونودراما المسرحي أصبح مكوّنًا أساسيًا، بثيمة مختلفة عن المهرجانات الرسمية، واستقطب مشاركات عربية نوعية، وها هو اليوم، يشهد إقبالًا نوعيًا استدعى تشكيل لجنة إضافية لفرز العروض، ما يؤكّد على مصداقية المهرجان وتطوره.
• الفن التشكيلي لم يعد زاوية جانبية، بل تحوّل إلى مساحة حوار بصري عالمي، من خلال مشاركة فنانين أردنيين وعرب وأجانب، وإنتاج لوحات ومنحوتات.
• الشعر والندوات الفكرية باتت مكوّنًا ثابتًا في البرنامج، مما يضفي بُعدًا معرفيًا على التظاهرة، ويمنح الكلمة نفس الأهمية التي تُمنح للموسيقى واللوحة والعرض المسرحي.
• الحضور الدولي يتسع، إذ تشارك هذا العام فرق ووفود من أكثر من ثلاثين دولة عربية وأجنبية، تلتقي وتتقاطع مع التجربة الأردنية في حوار ثقافي حي.
■ أخيرًا، كيف تصف رسالة مهرجان جرش اليوم؟
رسالة جرش هي أن الإبداع أحد وجوه السيادة الثقافية الأردنية، وجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية. ومنذ تسعة وثلاثين عامًا، ظل الفنان الأردني هو المحور، وهو الدافع، وهو العنوان الذي نتحرّك لأجله. نفتح له الأبواب، ونمنحه المساحة ليقدّم فنه أمام جمهوره، ويؤكد أن الفنان الأردني، رغم كل التحديات، قادر على صناعة الجمال، وتقديمه للعالم بثقة وشغف.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ 4 ساعات
- أخبارنا
"عبق اللون" مبادرة إبداعية تتألق في مهرجان جرش
أخبارنا : يستعد برنامج "عبق اللون"، بالتعاون مع مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الـ39، لتسليط الضوء على إبداعات ذوي الإعاقة البصرية في المهرجان هذا العام، وذلك للمرة الرابعة منذ تأسيسه في 2012 من قبل الفنان التشكيلي الأردني سهيل بقاعين. وبحسب بيان لإدارة المهرجان، اليوم السبت، تبدأ فعاليات البرنامج يوم الأحد 27 تموز المقبل، وتستمر 3 أيام، وتشمل فنون الرسم، والفن التشكيلي، والتصوير الفوتوغرافي للأطفال المكفوفين. وفي اليوم الثاني، تقام أنشطة تفاعلية للمشاركين بالبرنامج، فيما يختتم اليوم الثالث بأنشطة للمشاركين من الأطفال المكفوفين الموهوبين في الدورة الرابعة للبرنامج، بالإضافة إلى تسليم الشهادات للمشاركين. وقال المشرف على البرنامج، سهيل بقاعين، إن برنامج "عبق اللون" هو برنامج فني وثقافي متنوع، يؤكد رسالة مهمة مفادها أنه "لا توجد إعاقة، بل إرادة"، مبينا أن هذه المبادرة نجحت منذ 2012 في تحويل الإعاقة إلى مصدر للإلهام والطاقة الإيجابية. وبين أن البرنامج يهدف إلى تعزيز الدمج الثقافي، وإبراز المواهب الشابة من خلال المعرض الجماعي لطلاب مرسم أكاديمية المكفوفين "عبق اللون"، لفاقدي البصر وضعاف البصر، إضافة إلى عروض موسيقية وغنائية يقدمها طلبة جمعية المكفوفين، وورش رسم حي للحضور مع الأطفال، بهدف تفعيل الدمج وايجاد جو ثقافي متنوع، كما تتضمن الفعاليات فقرات غنائية يؤديها عبد الرحمن اليمان، ولمار أبو غوشة، ونايا المعايطة، ورعد العوايشة، وتقوى العقار. وأشار إلى أنه سيقام معرض تصوير فوتوغرافي بمشاركة الطالبة آلاء أبو خضر، التي تعاني من إعاقة بصرية، إلى جانب معرض مشترك للفنانتين أسيل رمان ووجد راتب، ومشاركة شعرية لبطل الأردن في تحدي القراءة، رعد سامي العوايشة، من فئة ذوي الإعاقة البصرية. وأعرب بقاعين عن شكره لإدارة المهرجان لدعمهم وتشجيعهم أصحاب الهمم، من خلال إفساح المجال لهذا البرنامج، تماشيا مع رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني وولي العهد، مشيرا إلى تركيز جلالته في قمة برلين للإعاقة على أهمية الأكاديمية الملكية للمكفوفين، التي تم تأسيسها وافتتاحها في عهد جلالته، وزيارته لمرسم "عبق اللون" عام 2018. وأشار إلى أن "عبق اللون" وصل إلى العالمية من خلال مشاركاته بدبي لعدة سنوات، ومن ثم في فرنسا، وجزيرة موريشيوس، وصربيا، وصولا إلى السعودية، مؤكدا أن رؤية المبادرة تتمثل في إرسال رسالة واضحة إلى العالم مفادها بأن هذه الفئة قادرة على التحدي وتحويل ما يسمى بالإعاقة إلى طاقة إيجابية فاعلة، تغير الفكرة النمطية السائدة. وقال بقاعين، إن "عبق اللون" يطمح مستقبلا إلى توسيع نطاقه ليشمل جميع أطياف الإعاقات، ليس المكفوفين فحسب، بل أيضا أصحاب الإعاقات السمعية، والتوحد، والذهنية البسيطة، والحركية، والمشاركة في جميع المهرجانات المحلية والدولية، ليؤكد للعالم أن "لا توجد إعاقة، بل تحد وإرادة". --(بترا)

سرايا الإخبارية
منذ 8 ساعات
- سرايا الإخبارية
أيمن سماوي: "تعالوا نُكمل الحكاية" .. في حديث مع المدير التنفيذي لمهرجان جرش للثقافة والفنون
سرايا - ■ لماذا اختيرت المدينة الأثرية جرش لتكون موطنًا لهذا المهرجان منذ انطلاقه؟ حين اختارت الدولة الأردنية أن يُقام مهرجانها الثقافي الأبرز في قلب مدينة جرش الأثرية، كان اختيارًا يستند إلى تاريخ ضارب في العمق، وإلى مخزون حضاري وجغرافي يجعل من جرش قلبًا نابضًا في الأردن. ■ ما الذي يميز مهرجان جرش عن غيره من التظاهرات الثقافية في المنطقة؟ جرش صُمم ليكون مسرحًا للفنان الأردني أولًا، ومساحة تتيح له التفاعل مع محيطه العربي والدولي. في كل دورة، نوسّع المساحات الإبداعية، ونكرّس التشاركية، ونفتح الباب أمام تنويعات فنية تعبّر عن الإنسان والمكان في آنٍ واحد. نُجدّد رؤيتنا باستمرار، مستندين إلى إرث تراكم عبر العقود. ■ رغم الأزمات العالمية والإقليمية، لم يتوقف المهرجان. كيف تفسّرون هذه الاستمرارية؟ واجهنا مثل غيرنا تحديات كبيرة؛ من جائحة كورونا إلى التوترات الإقليمية، ومع ذلك بقي المهرجان حيًّا. نتيجة لإيماننا العميق برسالة المهرجان، وبالفنان الأردني. مهرجان جرش مساحة مضيئة تُعبّر عن روح المبدع الأردني، وتُتيح له أن يقول كلمته وتؤكد إصراره أن يضيء مسرحه مهما اشتدّت العتمة. ■ ماذا عن الدورة الحالية؟ ما الذي يميز 'جرش 39'؟ 'جرش 39' ليس مجرد دورة رقمية. هو امتداد لما بُني عبر السنوات، لكنه أيضًا خطوة باتجاه المستقبل. نعمل على رسم خارطة جديدة للمهرجان، في صلب هذه الخارطة: تمكين الفنان الأردني، وفتح الأفق أمام الجيل الجديد من المبدعين ليكون لهم مكان فعلي ومؤثر في المشهد الثقافي الوطني. مهرجان جرش لا يتوقّف عن التجدّد. نحن نعمل بخطى مدروسة تبني على التراكم، وتعزز الحضور في المشهدين العربي والدولي. • مهرجان المونودراما المسرحي أصبح مكوّنًا أساسيًا، بثيمة مختلفة عن المهرجانات الرسمية، واستقطب مشاركات عربية نوعية، وها هو اليوم، يشهد إقبالًا نوعيًا استدعى تشكيل لجنة إضافية لفرز العروض، ما يؤكّد على مصداقية المهرجان وتطوره. • الفن التشكيلي لم يعد زاوية جانبية، بل تحوّل إلى مساحة حوار بصري عالمي، من خلال مشاركة فنانين أردنيين وعرب وأجانب، وإنتاج لوحات ومنحوتات. • الشعر والندوات الفكرية باتت مكوّنًا ثابتًا في البرنامج، مما يضفي بُعدًا معرفيًا على التظاهرة، ويمنح الكلمة نفس الأهمية التي تُمنح للموسيقى واللوحة والعرض المسرحي. • الحضور الدولي يتسع، إذ تشارك هذا العام فرق ووفود من أكثر من ثلاثين دولة عربية وأجنبية، تلتقي وتتقاطع مع التجربة الأردنية في حوار ثقافي حي. ■ أخيرًا، كيف تصف رسالة مهرجان جرش اليوم؟ رسالة جرش هي أن الإبداع أحد وجوه السيادة الثقافية الأردنية، وجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية. ومنذ تسعة وثلاثين عامًا، ظل الفنان الأردني هو المحور، وهو الدافع، وهو العنوان الذي نتحرّك لأجله. نفتح له الأبواب، ونمنحه المساحة ليقدّم فنه أمام جمهوره، ويؤكد أن الفنان الأردني، رغم كل التحديات، قادر على صناعة الجمال، وتقديمه للعالم بثقة وشغف.


أخبارنا
منذ 17 ساعات
- أخبارنا
"سيمبوزيوم التشكيليين" في مهرجان جرش يحتفي بالهوية العربية
أخبارنا : تنظم رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين، بالتعاون مع مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الـ39، "سيمبوزيوم الرسم والحروفية والخط العربي"، بمشاركة 40 فنانا تشكيليا أردنيا وعربيا، وذلك خلال الفترة من 24 تموز ولغاية 2 آب 2025. وبحسب بيان لإدارة المهرجان، اليوم السبت، قال رئيس الرابطة الدكتور إبراهيم الخطيب، إن هذا الحدث الفني البارز، الذي سينتج عنه معرض فني تشكيلي بالأعمال المنتجة، يأتي تزامنا مع افتتاح المهرجان، ويهدف إلى ترسيخ الهوية العربية الأصيلة وتعزيز مكانتها في المشهد الثقافي من خلال الفن التشكيلي والخط العربي. وأشار إلى أن المعرض التشكيلي سيقام في ختام المهرجان، ويعرض فيه نتاج السيمبوزيوم من أعمال فنية مميزة. وأوضح الخطيب أن "السيمبوزيوم" سيقام في مقر الرابطة، ويشارك به 30 فنانا تشكيليا أردنيا من أعضاء الرابطة، إلى جانب 10 فنانين عرب، في إطار حرص الرابطة ومهرجان جرش على تقديم فعاليات ثقافية وفنية نوعية تثري المشهد الثقافي الأردني والعربي. ونوه بأن هذه المشاركة العربية الواسعة تؤكد مكانة الأردن كحاضنة للإبداع العربي، وتجسد رؤية المملكة في مد جسور التواصل الثقافي مع الأشقاء العرب، كما ترسخ دور الرابطة كمؤسسة رائدة في دعم الفن والفنانين في الأردن والوطن العربي، وتعزز من مكانتها كمركز للإبداع والابتكار، وتسهم في تحقيق أهدافها الرامية إلى نشر الوعي الفني والثقافي في مجال التشكيل. واعتبر أن الشراكة بين رابطة التشكيليين ومهرجان جرش، من خلال هذا النشاط الفني، تمثل فرصة مهمة لتقديم قيمة فنية وثقافية تعزز من مكانة المهرجان كمحفل ثقافي عربي ودولي جامع، وتسهم في جذب جمهور أوسع من محبي الفنون التشكيلية والخط العربي. وحول أهمية "السيمبوزيوم" للفنان التشكيلي الأردني، بين الخطيب، أنه يعد فرصة ذهبية للفنانين الأردنيين لتبادل الخبرات والرؤى مع نظرائهم العرب، مما يثري تجاربهم الفنية، وينمي مهاراتهم الإبداعية، ويتيح لهم فرصة ثمينة للتشبيك وبناء علاقات مهنية مع فنانين تشكيليين من مختلف الدول العربية. وأضاف أن "السيمبوزيوم" يعد منصة لعرض إبداعات الفنانين العرب، والتعرف على المشهد الفني الأردني، والاندماج في بيئة ثقافية غنية تعزز من تفاعلهم الفني والثقافي، لافتا إلى أنه من المتوقع أن تثمر مشاركة الفنانين عن إبداعات بصرية غنية تجسد تنوعا ثقافيا فريدا. يشار إلى أن مخرجات "السيمبوزيوم" ستعرض في معرض خاص يقام في مقر الرابطة، يستمر لمدة أسبوعين بعد انتهاء فعاليات مهرجان جرش، ليتسنى للجمهور الأردني والعربي الاستمتاع بهذه الأعمال الفنية المميزة. --(بترا)