
عندما تُذكر "الإبادة" كنتيجة "منطقية" للحرب
المفارقة أنه لم يكن في أحاديث ترمب وضيفه أي أثر لأي سلام، بل بحث عن «تفاهمات حول غزة والإقليم... وما بعد الإقليم» بحسب تعبير نتنياهو. وعلى رغم المكافآت الأمريكية الضخمة لإسرائيل على ما أنجزته في الحرب على إيران، والاستثمارات الجديدة بمليارات الدولارات لتطوير البنية التحتية لجيشها، لم يستطع ترمب انتزاع موافقة «صديقه» على فكرة «إنهاء الحرب في غزة». كان الرئيس الأمريكي يفضل هدنة دائمة واستعادة لجميع الرهائن، لأن وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً وصفقة جزئية لتبادل الأسرى أصبحا تكتيكاً إسرائيلياً لمواصلة الحرب. وحتى «الضمان» الذي وفره ترمب لتمديد الهدنة والتفاوض على إنهاء الحرب سيبقى غير علني لأن الجانب الأمريكي يعلم مسبقاً أن الإسرائيليين لن يحترموه.
قبل ذلك، كان ترمب تدخل عملياً في القضاء الإسرائيلي طالباً إلغاء محاكمة نتنياهو في قضايا الفساد. صحيح أنه لم يخلصه كلياً من الملاحقة إلا أنه قوض القضية في لحظة حاسمة وأنقذ مستقبله السياسي، لكن نتنياهو ظل متمسكاً عقائدياً بائتلافه الحكومي، وبالأهداف التي حددها لمستقبل غزة: احتلال، تجويع، تهجير، إبادة جماعية... ولا يزال اتفاق الهدنة عالقاً في مفاوضات الدوحة بسبب تعنت إسرائيلي متوقع في بند الانسحابات، إذ إن جيش الاحتلال منتشر في كل القطاع وأخلى نسبة كبيرة من المناطق من سكانها ليجمعهم في «غيتو رفح» (كما بات كتاب إسرائيليون يصفونه، تذكيراً بـ«غيتوات» النازيين لليهود).
على رغم أجواء التوافق، كان نتنياهو مستاء لأن ترمب لم يجدد علناً تأييده لمشروع تهجير سكان القطاع، وأشارت مصادره إلى أنه كرر طرحه وقدمه بصيغة «منح الناس (الغزيين) حق الاختيار الحر في البقاء أو المغادرة»، مذكراً بأن واشنطن وعدت بالتدخل لدى دول كانت أبدت استعداداً لاستيعاب أعداد من الغزيين. وأورد موقع «والا» العبري أن الإسرائيليين يعتقدون أن تحولاً حصل في موقف ترمب بعد زيارته للسعودية وتوقيع الاتفاقات معها. ثم إنه يفكر أيضاً في «الاتفاقات الإبراهيمية» ويرى أن توسيعها يتطلب إنهاء حرب غزة، لكن نتنياهو يريد الحرب والتطبيع معاً ويردد أنه وترمب يؤمنان بـ«السلام من خلال القوة». ولم يسمع هذا المصطلح من ترمب خلال زيارة نتنياهو، كم أنه لم يكرر الحديث عن «النصر الكبير» (على إيران) كما فعل ضيفه.
واضح بالنسبة إلى المراقبين أن نتنياهو استطاع استدراج واشنطن إلى ما يريده من حربه على غزة، فما يسمى «اليوم التالي» عنده هو الخيام في رفح... قبل الترحيل. وليس لدى واشنطن وعواصم الغرب تصور آخر قابل للتحقيق، ولم تول ما يكفي من جدية وتصميم في دعم الخطة المصرية العربية للتعمير من دون تهجير في غزة، إذ ظل هاجس الجميع إنهاء وجود «حماس» وحكمها في القطاع، لكن الخيار الانتحاري لـ«حماس» سهل لإسرائيل خيار «الإبادة» الذي بات يُذكر كأنه مجرد نتيجة «منطقية» للحرب.
هل هناك خلاف فعلاً بين ترمب ونتنياهو؟ ربما بالنسبة إلى إيران، وليس في شأن غزة التي سبق للرئيس الأمريكي أن عدها «منتهية». فهو يميل إلى مسار دبلوماسي مع طهران، معتمداً على نتائج حرب الـ12 يوماً وإن لم تؤد إلى «استسلام» إيران كما أراد، وملوحاً من جهة أخرى بـ«العصا الإسرائيلية» عند الضرورة. لا بد أن تختلف المقاربتان الأمريكية والإسرائيلية لإيران ومنطقة الشرق الأوسط والخليج، فالحرب الأخيرة كانت ولا تزال مقلقة للخليج حيث تبلورت مصالح لأمريكا- ترمب، مقدار ما كانت مرفوضة من جانب تيارات مؤيدة لترمب في الداخل. في المقابل، باتت طهران تخير واشنطن بين مفاوضات يمكن أن تفضي إلى اتفاق «زائد استثمارات» وحرب تعطل كل تفاوض، لكن ترمب منح إسرائيل إمكان مهاجمة إيران من دون ضوء أخضر أمريكي. هذا يعني أنه يستبعد جائزة نوبل للسلام حتى قبل أن يكون له حظ في نيلها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ ساعة واحدة
- الشرق السعودية
ترحيب إيطالي بالتغير في الموقف الأميركي تجاه روسيا
قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة أصبحت أكثر تشدداً تجاه روسيا التي تصر على مواصلة الحرب في أوكرانيا، مما يدل على عدم التزامها ببناء السلام. وأضافت خلال مؤتمر صحافي في روما مع المستشار النمساوي كريستيان شتوكر:"نرى اليوم تغييراً في الموقف الأميركي، ونحن نرحب بذلك بالطبع"، مشيدة بالتغيير الذي طرأ على موقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتابعت:"ما زلنا لا نرى أي تقدم من روسيا، إذ لا تزال تواصل استهداف المدنيين في أوكرانيا بهجمات وحشية مما يدل على عدم التزام موسكو ببناء السلام الذي نسعى إليه جميعاً، على الرغم من استعداد إدارة ترمب للانخراط في الحوار، الذي قرر بوتين عدم قبوله"، حسبما ذكرت وكالة وأشارت ميلوني إلى أن العمل مستمر في محاولة للتوصل إلى اتفاق تجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يعود بالنفع على الجانبين، قبل الموعد النهائي المقرر في أول أغسطس. واعتبرت ميلوني أنه "ينبغي على الدول الأوروبية، بذل كل ما في وسعها لتجنب أي حرب تجارية مع الولايات المتحدة"، مشيرة إلى أنها "ناقشت الأمر مع شتوكر، وأنه من المهم أن يعمل القادة الأوروبيون معاً للتوصل إلى اتفاق مفيد للطرفين"، حسبما ذكرت "بلومبرغ". وتتمتع ميلوني، زعيمة حزب "إخوان إيطاليا" اليميني، بعلاقات ودية مع ترمب، وكانت الزعيمة الأوروبية الوحيدة التي تمت دعوتها لحضور حفل تنصيبه في يناير الماضي. وذكر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، أنه "لا يزال منفتحاً على إجراء المزيد من المفاوضات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، بعد إعلانه عن فرض ضريبة بنسبة 30% على واردات الاتحاد الأوروبي، التي ستدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس، إذا فشل الجانبان في الاتفاق على صفقة أفضل". من جهته قال مستشار النمسا كريستيان شتوكر في منشور على منصة "إكس": "النمسا وإيطاليا ليسا مجرد جارتين صديقتين، بل إننا نتحمل أيضاً مسؤولية مشتركة عن أوروبا القوية، من معالجة الهجرة غير الشرعية، وتعزيز الحدود الخارجية إلى تعميق التعاون الاقتصادي". وأضاف:" يتعين على أوروبا أن تتصرف بشكل موحد في ضوء التحديات العالمية". الاتحاد الأوروبي يستعد لـ"حرب تجارية" مع واشنطن إلى ذلك، أنهى الاتحاد الأوروبي تحضير قائمة ثانية من التدابير المضادة تستهدف سلعاً أميركية تصل قيمتها إلى 84 مليار دولار، ولوّح بالرد إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لتجنب الرسوم الجمركية التي هدد الرئيس دونالد ترمب بفرضها على التكتل، اعتباراً من الأول من أغسطس المقبل. ووفقاً لقائمة من 206 صفحات أعدتها المفوضية الأوروبية واطلعت عليها "بلومبرغ"، ستُفرض الرسوم الإضافية على طائرات "بوينج"، والسيارات الأميركية، والمشروبات الكحولية "البوربون"، ومنتجات الآلات، والمواد الكيميائية والبلاستيك، والأجهزة الطبية والمعدات الكهربائية، والنبيذ وغيرها من السلع الزراعية. وكانت القائمة، التي شملت في البداية سلعاً أميركية بقيمة إجمالية 95 مليار يورو، قد خُفِّضت بعد مشاورات مع الشركات والدول الأعضاء، ويتعين على الدول الموافقة عليها قبل اعتماد القائمة.


الشرق السعودية
منذ 2 ساعات
- الشرق السعودية
"مهلة ترمب" تفتح مواجهة سياسية جديدة بين موسكو وواشنطن بشأن أوكرانيا
صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الثلاثاء، بأن بلاده تريد أن تفهم الدوافع وراء تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي منح موسكو مهلة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا خلال 50 يوماً، أو مواجهة عقوبات اقتصادية جديدة. وقال لافروف الذي يشارك في الاجتماع الخامس والعشرين لوزراء خارجية منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين بشمال الصين: "موسكو تريد فهم دوافع تصريح ترمب بشأن مهلة 50 يوماً لتسوية الأزمة الأوكرانية"، واعتبر أن الرئيس الأميركي "يتعرض لضغوط هائلة من الاتحاد الأوروبي وقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) الحالية، الذين يطالبون بتزويد كييف بالسلاح". وأضاف وزير الخارجية الروسي أن بلاده "تتأقلم مع العقوبات وستتأقلم مع أي عقوبات جديدة"، محذراً من أن "من يؤججون حروب العقوبات ضد روسيا سيتضررون هم أنفسهم". وجاءت هذه التصريحات رداً على إعلان ترمب، الاثنين، إرسال أسلحة جديدة لأوكرانيا، وتهديده بفرض عقوبات على مشتري الصادرات الروسية، بعد مهلة مدتها 50 يوماً، ما لم توافق موسكو على اتفاق سلام. وأبلغ ترمب الصحافيين أن أسلحة أميركية تقدر بمليارات الدولارات، بما في ذلك صواريخ "باتريوت" للدفاع الجوي، سترسل إلى أوكرانيا عبر حلف شمال الأطلسي وأن الحلف سيتكفل بتكاليفها. عقوبات اقتصادية وهدد الرئيس الأميركي بفرض عقوبات اقتصادية على الدول التي تستورد منتجات من روسيا، وفي حالة تنفيذ هذا التهديد، فسيكون ذلك تحولاً كبيراً في سياسة العقوبات الغربية، ويأتي في وقت يدفع فيه مشرعون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة نحو إصدار قانون يجيز مثل هذه العقوبات، مستهدفين الدول التي تشتري النفط الروسي. ويعمل المشرعون في الكونجرس على حزمة عقوبات على روسيا نفسها. وقال ترمب: "سنتجه إلى فرض عقوبات ثانوية... وإذا لم نتوصل إلى اتفاق خلال 50 يوماً، فالأمر بسيط... ستكون الرسوم 100%". وأوضح مسؤول في البيت الأبيض أن ترمب كان يشير إلى فرض رسوم جمركية 100% على البضائع الروسية، بالإضافة إلى عقوبات ثانوية على الدول التي تواصل شراء منتجات من موسكو. ورد الكرملين معتبراً أن تصريحات الرئيس الأميركي "خطيرة" وتستوجب تحليلاً دقيقاً، فيما قال المسؤول الأمني الروسي البارز دميتري ميدفيديف إن بلاده لا تكترث للتهديدات "الاستعراضية". وذكر ميدفيديف في منشور على منصة إكس: "أصدر ترمب تهديداً استعراضياً للكرملين... ارتعد العالم منتظراً للعواقب.. أصيبت أوروبا العدوانية بخيبة أمل، أما روسيا فلم تكترث". إحباط من بوتين وعبر ترمب عن إحباطه من عدم انخراط بوتين في مفاوضات جدية لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال الأسبوع الماضي: "بوتين يُمطرنا بالكثير من الهراء". ولم يوافق الرئيس الروسي على مقترح ترمب لوقف إطلاق نار غير مشروط، وهو مقترح سرعان ما أيدته كييف. وفي الأيام القليلة الماضية، أطلقت روسيا مئات الطائرات المسيّرة صوب المدن الأوكرانية. وقال في هذا الصدد: "في الواقع، لقد توصلنا لاتفاق أربع مرات تقريباً، لكن الاتفاق كان يتعثر في كل مرة، لأن القنابل كانت تُلقى في الليلة نفسها، فتُلغى المحادثات ويُقال: لن نبرم أي اتفاق". وأعلن ترمب، الاثنين، عزمه إرسال أسلحة جديدة لأوكرانيا وهدد بفرض عقوبات على الدول التي تستورد منتجات من روسيا ما لم توافق على سلام في غضون 50 يوماً. وقال ترمب وهو يجلس إلى جانب الأمين العام لحلف الناتو مارك روته في المكتب البيضاوي إنه يشعر بخيبة أمل تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأضاف أن أسلحة بمليارات الدولارات سترسل إلى أوكرانيا. ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، سعى ترمب إلى التقارب مع موسكو وتحدث مرات عدة مع بوتين. وسحبت إدارته دعمها لبعض السياسات المؤيدة لأوكرانيا، منها تأييد انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي والمطالبة بانسحاب روسيا الكامل من الأراضي الأوكرانية.


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
مقتل 21 مدنيا في السويداء ودمشق تحمل تل أبيب مسؤولية التصعيد
حملت وزارة الخارجية السورية اليوم الثلاثاء إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الهجمات الأحدث على جنوب سوريا وتبعاتها. وأكدت الوزارة في بيان أنها "حريصة على حماية جميع أبنائها من دون استثناء، وفي مقدمتهم أهلنا من أبناء الطائفة الدرزية". وشنت إسرائيل غارات جوية على قوات الحكومة السورية في جنوب غربي سوريا لليوم الثاني على التوالي، متعهدة بالحفاظ على المنطقة منزوعة السلاح وحماية الأقلية الدرزية. وشهدت السويداء اليوم اشتباكات في أحياء عدة وقصفاً إسرائيلياً، فيما أعلنت وزارة الدفاع البدء بسحب الآليات الثقيلة منها وانتشار قوى الأمن الداخلي والشرطة العسكرية في المنطقة لضبط الأمن. 21 قتيلاً ميدانياً في الأثناء، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم بمقتل 21 مدنياً درزياً بعمليات "إعدام ميدانية" نفذتها قوات الأمن السورية في السويداء، بينهم 12 في مضافة لإحدى العائلات، فضلاً عن تنفيذ عمليات تخريب ممنهجة طاولت منازل وممتلكات للمدنيين. ودخلت القوات السورية المدينة الواقعة في جنوب البلاد صباح اليوم وأعلنت وقف إطلاق النار فيها، بعد مقتل أكثر من 100 شخص باشتباكات عنيفة بين مسلحين من الدروز وآخرين من البدو اندلعت في المحافظة أول من أمس الأحد. وقال المرصد، "أقدم عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية على تنفيذ إعدامات ميدانية طاولت 12 مدنياً دزرياً، عقب اقتحام مضافة آل رضوان في مدينة السويداء". وأظهر مقطع مصوّر انتشر على منصات التواصل الاجتماعي 10 أشخاص في الأقل يرتدون ملابس مدنية مضرجين بالدماء داخل المضافة، طرح بعضهم أرضاً وبعضهم الآخر على أرائك، وإلى جانبهم صور لمشايخ دروز ملقاة على الأرض وأثاث مخرّب ومبعثر. وأفاد المرصد كذلك بإعدام مجموعة مسلحة قال إنها تابعة للقوات الحكومية لـ"أربعة مدنيين دروز بينهم امرأة في مضافة آل مظلومة بقرية الثعلة" في ريف السويداء. وبحسب المرصد كذلك، أطلقت "مجموعة مسلحة تابعة لدوريات الأمن العام، النار بصورة مباشرة على ثلاثة أشقاء قرب دوّار الباشا شمال مدينة السويداء، أثناء وجودهم برفقة والدتهم التي شاهدت لحظة إعدامهم ميدانياً". ولم يصدر تعليق من السلطات بعد على هذه الاتهامات. الضربات الإسرائيلية مع دخول القوات السورية إلى السويداء اليوم، شنت إسرائيل غارات عليها وتعهدت بإبقاء المنطقة منزوعة السلاح وحماية الأقلية الدرزية مع استمرار الاشتباكات الدامية في المنطقة. كما استهدف القصف الإسرائيلي اليوم مرتين أطراف مدينة إزرع بريف درعا، بحسب الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا). وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس إنهما أمرا الجيش الإسرائيلي بضرب القوات السورية والأسلحة التي تنقل إلى السويداء لاستخدامها ضد الدروز. وأضافا خلال بيان أن نشر القوات السورية يعد انتهاكاً لسياسة نزع السلاح التي دُعيت دمشق بموجبها إلى الامتناع عن نقل قوات وأسلحة إلى جنوب سوريا لأن ذلك يشكل تهديداً لإسرائيل. وقالا، "إسرائيل ملتزمة منع تعرض الدروز في سوريا للأذى انطلاقاً من تحالف الأخوة العميق مع مواطنينا الدروز في إسرائيل". وأضافا، "نعمل على منع النظام السوري من إلحاق الأذى بهم، ولضمان نزع السلاح من المنطقة المجاورة لحدودنا مع سوريا". وبعد ظهر اليوم، ذكر الجيش الإسرائيلي أن عشرات الإسرائيليين عبروا إلى سوريا من قرية مجدل شمس الدرزية في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، موضحاً أنه يعمل على ضمان عودتهم بسلام. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) "هجوم بربري" ويشكل تصاعد العنف تحدياً لحكومة الرئيس أحمد الشرع التي وصلت إلى الحكم بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) 2024 وتسعى إلى إخضاع جميع الأراضي السورية لحكم مركزي بعد ما يقارب 14 عاماً من الحرب التي قسمت البلاد إلى جيوب منفصلة. وعلى رغم تلقي الشرع دعماً من التحسن السريع في العلاقات مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، سلط العنف الضوء على استمرار التوتر الطائفي وانعدام ثقة الأقليات بالحكومة الذي زاد بعد عمليات قتل جماعي لعلويين في مارس (آذار) الماضي. وشنت إسرائيل غارات على سوريا مرات عدة بدعوى حماية الدروز، وجاءت أحدث هجماتها بعدما أصدر الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز حكمت الهجري بياناً مسجلاً اليوم اتهم فيه القوات السورية بانتهاك وقف إطلاق النار، وحث المقاتلين على مواجهة ما وصفه بـ"الهجوم البربري". وأصدر وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة بياناً بعد ذلك أعلن خلاله وقفاً تاماً لإطلاق النار، وأكد أن القوات الحكومية لن تطلق النار إلا إذا أطلق عليها النار. ونقلت "سانا" عن أبو قصرة قوله، "وجهنا ببدء انتشار قوات الشرطة العسكرية داخل مدينة السويداء لضبط السلوك العسكري ومحاسبة المتجاوزين". وشاهد مراسل "رويترز" رجالاً يرتدون زياً عسكرياً يحرقون وينهبون منازل ومتاجر ويضرمون النار في متجر خمور. "تحالف الأخوة العميق" واندلعت الاشتباكات في محافظة السويداء أول من أمس بين جماعات مسلحة درزية ومقاتلين بدو، مما أسفر عن مقتل العشرات ونزوح الآلاف. وقالت القيادة الروحية الدرزية في بيان مكتوب صباح اليوم إنها ستسمح للقوات السورية بدخول مدينة السويداء لوقف أعمال العنف، داعيةً الجماعات المسلحة إلى تسليم أسلحتها والتعاون مع القوات. لكن بعد ساعات، قال الهجري، المعارض بشدة للقيادة الجديدة في دمشق، إن البيان "فُرض" عليهم من قبل دمشق، وإن القوات السورية خرقت الاتفاق بمواصلة إطلاق النار على السكان. وقال في بيان مصور، "نحن نتعرض لحرب إبادة شاملة"، وناشد جميع الدروز "التصدي لهذه الحملة البربرية بكل الوسائل المتاحة".