logo
تايسون فيوري من إسطنبول: سأعود للثأر من أوسيك وأروني المال لأواجه جوشوا

تايسون فيوري من إسطنبول: سأعود للثأر من أوسيك وأروني المال لأواجه جوشوا

الجزيرةمنذ 5 أيام
إسطنبول- في مشهد صاخب يشبه نزالات الملاكمة الكبرى أطل بطل العالم السابق للوزن الثقيل البريطاني تايسون فيوري على جمهور مؤتمر الاتحاد الدولي للملاكمة (آي بي إيه) في إسطنبول ليفجّر بأسلوبه الساخر مفاجآت بشأن مستقبله على الحلبة.
وفي حضور حاشد من الصحفيين ونجوم الملاكمة أطلق فيوري -الذي كان محط الأنظار في المؤتمر العالمي الذي اشتمل على فقرات عدة على مدار اليوم الأربعاء- تصريحات نارية ومباشرة وبروح مرحة كعادته.
ولم يخلُ حديث فيوري من روحه الساخرة، لكنه شدد على أن زوجته باريس كانت حاضرة في قرار الاعتزال، مؤكدا أنها ستكون حاضرة في قرار العودة.
وأشار "ملك الغجر" -كما يطلق عليه- إلى احتمال عودته الأسبوع المقبل، لكنه اشترط نزالا ثالثا مع أوسيك، وبينهما إشارات لمواجهة أنتوني جوشوا ومفاجأة مستقبلية كبرى لم يعلن عنها.
وبدا فيوري وكأنه لا يزال الرقم الأصعب في الملاكمة العالمية رغم اعتزاله.
وكشف الملاكم البريطاني أنه رغم اعتزاله فإن عروض العودة إلى الحلبة تنهال عليه، مما يؤكد مكانته الاستثنائية في عالم الملاكمة.
وقال "في الساعات الست الماضية تلقيت 4 عروض للعودة، وسأفكر جيدا، باريس زوجتي دعمتني في كل خطوة، ربما (مازحا) لأنها تريد أن أخرج من البيت، أو لأنها شريكتي حتى النهاية".
وتحدث فيوري عن شغفه الدائم بالملاكمة والفراغ الذي يشعر به خارج الحلبة قائلا "كل صباح أستيقظ وألاكم الهواء، من الصعب الابتعاد عن الشيء الذي ولدت من أجله".
وحدد فيوري غايته بمواجهة ثلاثية مع الأوكراني أولكسندر أوسيك في المملكة المتحدة، حيث يرى أنه لم يُنصف في النزال الماضي.
وقال فيوري "قد أكون في الـ66 حين أقرر العودة أو أعود الأسبوع المقبل، لو عدت فسيكون من أجل مواجهة أوسيك، لكن بشرط نزال عادل في إنجلترا".
وأعلن فيوري اعتزال الملاكمة في يناير/كانون الثاني الماضي بعد أقل من شهر من هزيمته أمام أوسيك في فيديو قصير نشره اليوم الاثنين على شبكات التواصل الاجتماعي.
وجاء الإعلان بعد يومين فقط من كشف المروج إيدي هيرن أن ملعب ويمبلي الشهير كان مخصصا لمواجهة بين فيوري وأنتوني جوشوا في الصيف.
لكن فيوري عندما سُئل اليوم في إسطنبول عن مواطنه أنتوني جوشوا أبدى انفتاحه لمواجهته أيضا، مشترطا أن تكون الصفقة مناسبة ماليا بقوله "أنتم تسألون عن جوشوا؟ أروني المال فقط".
وأوضح فيوري أن سبب اعتزاله رغم شغفه بالملاكمة نابع من حرصه على حالته الصحية الجسدية والنفسية "لقد فزت بكل الأحزمة، لكن هل حب الملاكمة أهم من صحتي؟ الصحة هي ثروتي".
واختتم فيوري تصريحاته بمشروع ضخم غامض لم يفصح عنه قائلا "هناك شيء أكبر قادم أكبر من نزال جوشوا وأوسيك ودوبوا وأكبر من أي محطة تلفزيونية".
اعتزال للمرة الثانية
وسبق أن علن فيوري اعتزاله الملاكمة نهائيا في أبريل/نيسان 2022 بعد فوزه على ديليان وايت، لكنه عاد بعد 6 أشهر لمواجهة ديريك تشيسورا في نزال ثلاثي على ملعب توتنهام.
ويبلغ سجل فيوري 34 انتصارا -منها 24 بالضربة القاضية- مقابل تعادل واحد وهزيمتين.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ذعر إسرائيل التام مما يحدث في الغرب
ذعر إسرائيل التام مما يحدث في الغرب

الجزيرة

timeمنذ 19 دقائق

  • الجزيرة

ذعر إسرائيل التام مما يحدث في الغرب

لا يكاد أحد من المراقبين يشك في أننا نعيش هذه الفترة موجة تحولات حقيقية حادةٍ وغير مسبوقة في الرأي العام الغربي تجاه إسرائيل، وخاصة بعد مرور أكثر من عشرين شهرًا على حرب الإبادة التي يشهدها قطاع غزة على مرأى ومسمع من العالم. هذه التحولات يشهدها بالدرجة الأولى الجيل الشاب في الدول الغربية. وهو وإن كان يبدي في الماضي تعاطفًا مبدئيًا مع القضية الفلسطينية بشكل يفوق مثيله لدى الأجيال الأكبر سنًا، إلا أن هذا التعاطف اليوم تحول إلى موجة عداءٍ صريحٍ ومُعلَنٍ لكل ما تمثله إسرائيل ومشروعها الإحلالي في المنطقة، حتى وصل الأمر إلى المشهد غير المسبوق الذي شهده حفل غلاستونبري في بريطانيا، حين هتف آلاف الشباب البريطانيين خلف مغني الراب بوب فايلان: "الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي". هذا النداء تجاوز فكرة التعاطف العام مع فلسطين في النداءات المعروفة في الغرب مثل: "فلسطين حرة" أو "من النهر إلى البحر.. فلسطين ستكون حرة"، والتي كانت غير صريحةٍ في إظهار عدائها للمشروع الإسرائيلي، بالرغم من المحاولات الإسرائيلية المتكررة لتجريم هذه النداءات، ليتحول النداء الجديد إلى إعلان عداءٍ صريحٍ مع جيش الاحتلال الإسرائيلي يصل إلى ذكر لفظ "الموت"، مع كل ما يشمله من معانٍ وأبعادٍ. اللافت في هذه التطورات في النداءات الأخيرة أنها حرصت على أن تلتزم بإعلان العداء تحديدًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي أصبح الآن يمثل سردية العنف المطلق وجرائم الحرب التي فاحت رائحتها في العالم كله، على الرغم من إصرار إسرائيل أن هذه النداءات الأخيرة تشمل الكل الإسرائيلي، وهنا تكمن المفارقة الإسرائيلية في هذا الموضوع. فإسرائيل تعيش حاليًا حالةً من الذعر الحقيقي تتجاوز ما عرفناه عنها في العقود الماضية من محاولات دائمةٍ ممجوجةٍ لاستعراض دور الضحية تحت مسمى "العداء للسامية"، حيث كانت سردية المظلومية الإسرائيلية في القرن الماضي تتوارى حتى في البروباغندا الإعلامية الصهيونية وراء عناوين النجاح والتفوق الإسرائيلي بصفتها "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" و"بقعة مضيئة في محيطٍ مظلم". وغير ذلك من الشعارات التي لم تكن في ذلك الوقت تعكس قلقًا إسرائيليًا حقيقيًا من مكانتها في العالم الغربي شعوبًا وحكومات. فقد كانت دولة الاحتلال تظن أنها نجحت عبر السنين في تغيير القناعات الشعبية الغربية حول إسرائيل من خلال قوتها وسطوتها الإعلامية الهائلة. لكن التطورات الأخيرة أصابت إسرائيل بالهلع فعلًا، لأنها ترى اليوم كامل المنظومة الإعلامية التي بنتها على مدى سبعة عقود تتداعى وتنهار في شهور قليلة، وبنفس الأدوات التي برعت إسرائيل وأذرعها في استعمالها وهي الإعلام. مع فارق واحدٍ هذه المرة، وهو أن الإعلام الذي نتحدث عنه اليوم لم يعد الإعلام المُوَجَّه الذي لا يمكن تحقيقه إلا بإنفاق ملايين الدولارات وعبر شركات ومؤسساتٍ محددة، وإنما الإعلام الاجتماعي المفتوح المجاني الذي أصبح أداةً تصيب إسرائيل في مقتلٍ. ولذلك نرى اليوم عددًا لا بأس به من مراكز البحث والإعلام التابعة والداعمة لإسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر تصاب بحالةٍ من الذعر مع نشر معطياتِ الصورة الجديدة لإسرائيل أمام الشعوب الغربية. في هذا الصدد، نرى مراكز دراسات مهمة مثل معهد هاريس المختص في دراسات السوق، ومركز الدراسات السياسية الأميركية بجامعة هارفارد في الولايات المتحدة، يعملان باستمرار على قياس الرأي العام الأميركي فيما يخص إسرائيل ونظرة الشعب الأميركي لها. وتنشر باستمرار هذه النتائج التي تنعكس فورًا في وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تتناولها بالتحليل العميق. من ذلك على سبيل المثال الدراسة التي أجراها المعهدان في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2023 عشية بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي أظهرت في ذلك الوقت أن التأييد العام لإسرائيل لدى الشعب الأميركي كان يصل إلى نسبة 84٪ في مقابل 16٪ فقط لحركة حماس. وعلى الرغم من أن هذه النتيجة تبدو مُرضِيةً عمومًا لصانع السياسة الإسرائيلي، فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تناولت هذا الاستطلاع تجاهلت هذه النسبة لتركز على نتيجة الشباب الأميركي التي كانت مختلفة كثيرًا عن المجموع العام لفئات الشعب الأميركي كافة، حيث كانت هذه النسبة تصل إلى 52٪ مؤيدة لإسرائيل في مقابل 48٪ مؤيدة لحماس، وهذه النسبة اعتبرتها صحيفة (جيروزاليم بوست) جرس إنذارٍ خطيرٍ في ذلك الوقت. ما أثار الرعب أكثر في إسرائيل خلال الأسابيع القليلة الماضية كان تقلص الفارق بشكل ملحوظ، حيث أظهر الاستطلاع الذي قام به كلا المعهدين في نهاية يونيو/ حزيران الماضي ازدياد نسبة التأييد الأميركي العام لحركة حماس لتصل إلى 25٪، مع بقاء نسبة التأييد لدى الشباب الأميركي على نفس حالها السابق تقريبًا قبل عشرين شهرًا، وهذا الأمر إن دل على شيء فإنما يشير إلى تغير المزاج الشعبي لدى بقية مكونات الشعب الأميركي لا الشباب فقط. الواقع أن إسرائيل تنظر بكافة مكوناتها بمنتهى الجدية لهذه التغييرات الجوهرية في نظرة الشعوب الغربية لها. وهذا ما يبدو أنه استدعى أن تتحول الدعاية الإسرائيلية من الدفاع إلى الهجوم على كل ما يمكن أن يشير ولو بشكلٍ عابرٍ إلى تأييد الفلسطينيين في هذا الصراع. ولذلك رأينا عصا "معاداة السامية" ترفع من جديد وبشكلٍ مستفز، حيث أصبح وسم أي شخصٍ ينتقد إسرائيل بأنه "معادٍ للسامية" أمرًا شائعًا في الأوساط الرسمية والإعلامية الإسرائيلية، حتى وإن كان هذا المنتقد من أشد المدافعين السابقين عن إسرائيل في أعقاب السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، كما هو الحال لدى الإعلامي البريطاني المعروف بيرس مورغان، أو حتى لو كان هذا المنتقِد منظمةً أممية أو شخصيةً مرموقة من قادتها، كما هو الحال في منظمة الأونروا، أو الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أو المقررة الأممية لحقوق الإنسان في فلسطين فرانشيسكا ألبانيزي، وغيرهم. تفسر إسرائيل هذا العداء المتزايد لدى المجتمعات الغربية على أنه امتدادٌ لحالة الكراهية القديمة التي عانى منها اليهود أثناء القرن العشرين في أوروبا، وخلال فترة الحرب العالمية الثانية بالذات. وهو ما يفسر ردة الفعل الإسرائيلية المبالغ بها ضد هذه الموجةِ، وهذا يثبت أنها ترى أن موجة العداء لإسرائيل اليوم ليست مجرد موجةٍ عابرةٍ، وإنما تعكس تحولًا إستراتيجيًا عميقًا لدى المجتمع الغربي، وهو ما يشير له تقرير المنظمة الصهيونية العالمية والوكالة اليهودية بداية هذا العام، والذي ذهب إلى أبعد من ذلك؛ فوصم نصف البالغين في الكرة الأرضية بالعداء للسامية، في دراسةٍ موسعةٍ تناولت دول العالم بالتفصيل قدمتها الهيئتان إلى الرئيس الإسرائيلي هرتسوغ. واللافت هنا أن هذه الدراسة وصلت إلى نتيجة أن العداء للصهيونية يخفي في داخله عداءً للسامية، وبذلك خلطت الدراسة مفاهيم اليهودية والصهيونية والسامية والإسرائيلية لتجعلها شيئًا واحدًا، وهو ما جعلها ترى أن الحل هو الضغط لتصنيف العداء للصهيونية على أنه عداء للسامية، تمامًا كما اعتبرت أن نداء: "الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي" لا يشير لجيش الاحتلال وإنما للمجتمع الإسرائيلي ككل. وفي ذلك تقع إسرائيل وحكومتها اليوم في خطأ إستراتيجي سيكلفها الكثير، حيث إنها بهذا المستوى من الذعر الذي تبديه من أي انتقادٍ أو نداءٍ حادٍّ ضدها أو ضد جيشها إنما تثبتُ أن إسرائيل ليست دولةً لديها جيش، وإنما هي جيشٌ يمتلك دولةً فقط، وبذلك تجرِّد شعبَها من صفة "المدنية" من حيث لا تدري، هذا أولًا. كما تقع إسرائيل بذلك أيضًا في فخ المماحكة، فكثرة ترديد اتهامات "العداء للسامية" الممجوجة جعلت الشعوب الغربية تبدأ بتجاوز خوفها المرَضِيِّ القديم من هذا الاتهام، بدافع الملل منه. فعبارةٌ مثل: "الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي"، وعلى غير المتوقع، وجدت أصواتًا قويةً في المجتمعات الغربية تدافع عنها وتقلل من شأنها على عكس الدعاية الإسرائيلية، كما فعل المذيع البريطاني جيمس أوبراين والصحفي البريطاني جيرمي فين، وغيرهما ممن قللوا بشكل مباشر وغير مباشر من أهمية هذا النداء في مقابل خطورة وضخامة جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة. هذا الأمر يمكن ملاحظته أيضًا في انتشار هذا النداء في فيديوهات كثيرة من عواصم أوروبية مختلفة يظهر فيها النداء مكتوبًا على الجدران سواء بشكل فعلي أو بالذكاء الاصطناعي، في إشارةٍ إلى ملل الشعوب الغربية من الأساليب القديمة التي طالما استعملتها إسرائيل في ترهيب وقمع مناوئيها في العالم الغربي. إن مجرد استعراضٍ سريعٍ للمواد المنشورة في وسائل إعلامٍ إسرائيلية أو عبر منصاتٍ إعلامية أو سياسية أو بحثية إسرائيلية، يبين لنا مدى الهلع الذي تعيشه إسرائيل اليوم بسبب ما يجري من سحبٍ للبساط من تحت قدميها لدى الشعوب الغربية، فإسرائيل تدرك أن التحول الإستراتيجي للمزاج الشعبي في الغرب هو المفتاح لتغيير السياسات تجاه مختلف القضايا، عبر إجراء تغييرات شاملةٍ من خلال الانتخابات، التي قد تنقلب في النهاية إلى نتائج لا ترغب إسرائيل في رؤيتها. ولعل فوز زهران ممداني – الذي تتهمه الدعاية الإسرائيلية بمعاداة السامية – بترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك هو أحد الأمثلة الصارخة على ما يمكن أن تسفر عنه الشهور والسنوات القادمة. ولهذا فإن التخبط الإسرائيلي في التعامل مع هذه القضية ينبغي أن يكون مفتاحًا للمدافعين عن القضية الفلسطينية، وخاصةً من الجاليات العربية والمسلمة في الدول الغربية، للوصول إلى شرائح جديدةٍ لم تكن تعلم مسبقًا بما يجري في الأراضي الفلسطينية ولا حتى أين تقع، وهو واجب الوقت.

أنجيليك كيدجو أول فنانة أفريقية تكرم في ممشى المشاهير بهوليود
أنجيليك كيدجو أول فنانة أفريقية تكرم في ممشى المشاهير بهوليود

الجزيرة

timeمنذ 4 ساعات

  • الجزيرة

أنجيليك كيدجو أول فنانة أفريقية تكرم في ممشى المشاهير بهوليود

خلّدت الفنانة الأفريقية أنجيليك كيدجو اسمها في ساحة الشهرة في لوس أنجلوس، حيث كانت أول مطربة من القارة السمراء تُكرَّم بنجمة في ممشى المشاهير بهوليود في يوليو/تموز 2025. وشكّل تكريم الفنانة الأفريقية في ممشى الجماهير بهوليود محطة جديدة إلى مسيرتها الحافلة بالإنجازات، أعادت خلالها تعريف مفهوم الموسيقى العالمية. أنجيليك كيدجو فنانة من بنين تعرف بصوتها الآسر وأسلوبها الموسيقي الذي يمزج بين الأنماط، وقد حصدت 5 جوائز غرامي، وكوّنت قاعدة جماهيرية واسعة حول العالم، وهذا جعلها إحدى أبرز الأسماء الفنية في القارة الأفريقية. وعلى مدار 4 عقود، أصدرت كيدجو 16 ألبوما دمجت فيها بين الآفروبيت والجاز والفانك والموسيقى اللاتينية، وغنت في العديد من المناسبات المهمة. وخلال مسيرتها الفنية الصاعدة، تعاونت مع كبار نجوم الموسيقى مثل بورنا بوي وأليشيا كيز وكارلوس سانتانا وفيليب غلاس، وغير هؤلاء من أعلام الفن العالمي. مسيرة صعبة لكن صعود كيدجو لم يكن مفروشا بالورود؛ فقد وُلدت في دولة بنين عام 1960، وفيها عاشت الطفولة وبدايات الشباب، وأطلقت مسارها في الغناء والطرب. وهربا من القمع السياسي الذي كان يمارسه النظام الشيوعي حينها في بنين، غادرت إلى العاصمة باريس عام 1983، وهنالك استجلت الفنانة روائع الأجواء، ووجدت حرية الإبداع ومساحة تطوير الأسلوب، فانطلقت من المحلية إلى النجومية والعالمية. وبفعل حضورها على خشبات الغناء والعزف، أصبحت كيدجو تمثل جسرا بين الثقافات والحدود، إذ تمزج الإيقاعات القوية برسائل إنسانية عميقة. وجاء تكريمها بنجمة في ممشى المشاهير بهوليود ليضيف لها نجاحا عالميا جديدا، ويشكل اعترافا تاريخيا بالفن الأفريقي على أحد أبرز مسارح التوشيح في العالم.

"حين قررت النجاة".. زلزال روائي يضرب الذاكرة والروح
"حين قررت النجاة".. زلزال روائي يضرب الذاكرة والروح

الجزيرة

timeمنذ 14 ساعات

  • الجزيرة

"حين قررت النجاة".. زلزال روائي يضرب الذاكرة والروح

هل يمكن للحياة أن تكون محاكاة كبرى، نعيش تفاصيلها كحلم جميل أو كابوس ممتد، كما في عوالم أفلام "المصفوفة"؟ وماذا لو استيقظنا فجأة، بعد أن لمحنا مستقبلنا القريب، بينما لا يزال الماضي يحفر ندوبه في أرواحنا وعقولنا؟ كيف يكون التصرف حينها؟ تطرح الكاتبة السورية يارا جلال هذه الأسئلة الوجودية العميقة في روايتها الثانية "حين قررت النجاة"، الصادرة في طبعتها الأولى عن دار "خواطر" للطباعة والنشر عام 2025. في هذا العمل، تستخدم يارا جرحا لم يندمل بعد، وهو زلزال فبراير/شباط 2022، ليس فقط كإطار زمني، بل كاستعارة قوية للزلازل الداخلية التي تهز النفس البشرية. الرواية، التي تتخذ من "أدب البوح" الصادق والعاري أسلوبا لها، تستكشف فكرة الهروب من صدمة جماعية إلى قلب صدمة شخصية أخرى، مقدمة صوتا أدبيا واعدا، وإن كان لا يزال في طور التطور. الزلزال الفعلي والنفسي تبدأ حكاية الرواية، الممتدة على 224 صفحة، من تحت ركام إحدى مدن الجنوب التركي. هناك، تنتظر بطلتها "سيلينا" وصول حبيبها القادم من إسطنبول لإنقاذها، في محاولة للفرار من ماض مؤلم ومستقبل مجهول. لكن هذا الهروب من الأنقاض المادية يقودها إلى سجن فسيح، وعلاقة معقدة تتستر بشعارات الخوف والقلق والظروف، حيث يتحول طوق النجاة الأول ببطء ليكشف عن كونه حبلا للمشنقة. تنجح يارا جلال ببراعة في ربط الكارثة الجماعية للزلزال، تلك اللحظة المحفورة في الوعي السوري والتركي، بالصدمة الزلزالية الشخصية التي تسببها العلاقات السامة. تطرح الرواية فرضية مؤلمة: أن هزات القلب الخائن قد تكون مدمرة بقدر هزات الأرض نفسها. ومنذ الصفحات الأولى، تواجه الكاتبة القارئ مباشرة، محذرة إياه بأن الحكاية واقعية، وشخوصها حقيقيون وموجودون حولنا، وكأنها تقول إن ذاكرته قد تنتعش وتؤلمه بدورها، وعليه أن يكمل القراءة بشجاعة ليواجه ذاته، تماما كما هو مطلوب من بطلتها سيلينا. المصير والإرادة الحرة في مواجهة الألم تتنقل الرواية بذكاء بين الأسئلة الفلسفية الأزلية حول القدر والإرادة الحرة. هل الإنسان مسيّر أم مخيّر؟ وهل سيلينا ضحية لمصير مرسوم سلفا، أم يمكنها القتال لتغيير مسارها؟ لا تقدم الرواية إجابات سهلة، بل تستخدم رحلة بطلتها لتحفيز ذكريات القارئ المدفونة، وتتحداه لمواجهة ماضيه بنفس الشجاعة المطلوبة من الشخصية التي تتابع مصيرها. هذا الربط العاطفي العميق، الذي يتخذ من الزلزال مرساة له، يجعل القارئ، السوري على وجه الخصوص، يغوص في صفحات الرواية، بغض النظر عن مدى إعجابه لاحقا بتفاصيل القصة نفسها. فكلمة "زلزال" لم تعد مجرد مصطلح جيولوجي، بل باتت كابوسا جماعيا، وهو ما تعيشه سيلينا بشكل مضاعف. بين صدق البوح وفنيات السرد تكمن قوة "حين قررت النجاة" في صدقها المؤثر. فأسلوب "أدب البوح" الذي تتبعه يارا يخلق رابطا حميميا بين القارئ وسيلينا. نحن لسنا مجرد مراقبين، بل نشاركها أسرارها في بحثها عن الأمان، وهروبها من الفقد، وصراعها داخل سجنها الجديد المقنع بوعود زائفة. هذه الصراحة الخام هي جوهر الرواية العاطفي، مما يجعلها قريبة من القلب ومؤثرة بعمق. ولكن، وفي حين أن هذا الصدق العاطفي يمثل قوة العمل، فإنه يقوده أحيانا إلى الانحراف عن المسار السردي. يميل الأسلوب أحيانا إلى بوح مطول لا يخدم بالضرورة تطور الحبكة، مما قد يخرج القارئ من حالة الواقعية التي بنتها الكاتبة بعناية. ربما كان التركيز الأكبر على الصراعات الداخلية الدقيقة -كتعبير عابر على وجه سيلينا وهي تقاوم إرادة زوجها، أو وصف أعمق للوحات الفنية التي تحيط بمعاناتها الصامتة- ليمنح العمل عمقا نفسيا أكبر، وينقل القارئ من دائرة السماع إلى دائرة الرؤية. علاوة على ذلك، تبدو ذروة الرواية، أي لحظة اكتشاف الحقيقة، مبسطة إلى حد ما، وتقدم حلا سهلا لا يتناسب مع تعقيدات حياة البطلة وماضيها المثقل بالظلم والمسؤوليات. مع ذلك، لا تقلل هذه الملاحظات النقدية من التأثير الكلي للرواية. إن "حين قررت النجاة" هي خطوة مهمة لكاتبة تجد موطئ قدمها في عالم الأدب بثبات. تصوغ يارا جلال صوتا يتحدث إلى جيل جرح بالفقد، ويتحدث نيابة عنه. ففي عالم تطغى فيه الأزمات غالبا على الفن، يعد إصرار كتاب مثل يارا جلال شهادة على قوة الأدب في المعالجة والشفاء، وفي نهاية المطاف، التأكيد على أنه حتى بعد أعتى الزلازل، يمكننا دائما أن نجد طريقة لإعادة بناء قصصنا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store