logo
جدل حول تمثال مجدي يعقوب

جدل حول تمثال مجدي يعقوب

العربي الجديدمنذ 12 ساعات

في الأيام القليلة الماضية، عاد النقاش إلى الواجهة مع الإعلان عن إنجاز منحوتة جديدة تخلّد مسيرة الطبيب وجراح القلب المصري مجدي يعقوب. جاء الإعلان في احتفالية رسمية أقامتها
وزارة الثقافة
، بحضور عدد من الشخصيات العامة، وأُعلن خلالها أن النحات المكلّف بتنفيذ التمثال هو الفنان والأكاديمي عصام درويش، أستاذ النحت في كلية التربية الفنية. ووفقاً لما صرّح به المسؤولون، سيُقام التمثال في ميدان الكيت كات، بالقرب من معهد القلب في العاصمة المصرية، في موقع يحمل دلالة رمزية واضحة.
ورغم ما حمله الإعلان من إشادات رسمية واحتفاء بالقيمة الرمزية للعمل، فإن فكرة التكليف المباشر للفنان أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الفنية والثقافية. فقد أعاد هذا القرار إلى الأذهان نقاشاً متجدّداً حول آليات تكليف الفنانين لتنفيذ
الأعمال العامة
، وجدوى هذا الأسلوب مقارنة بفكرة المسابقات المفتوحة التي تتيح فرصًا متكافئة لمختلف الفنانين.
كان من أبرز الأصوات المنتقدة لتلك الآلية الفنان
ناثان دوس
، الذي كان قد صمّم بالفعل، وعلى نفقته الخاصة، نموذجاً لتمثال يُعبّر عن شخصية الدكتور يعقوب، لكي يُوضع أمام المستشفى الذي يحمل اسمه في أسوان. وأعرب دوس وفنانون آخرون عن دهشتهم من تجاهل هذا العمل، وعدم النظر إليه بوصفه مشروعاً قائماً يمكن البناء عليه. كما رأى البعض أن تكريم شخصية وطنية مثل يعقوب كان يستحق إطلاق مسابقة وطنية أو دعوة عامة يشارك فيها النحاتون المصريون، حتى يتبارى الفنانون في تقديم أفضل تصوّر لهذا العمل.
جدل يعبّر عن الهوة بين الرؤية الفنية وتوقعات المسؤولين
يكشف هذا الجدل الدائر حول تمثال مجدي يعقوب عن تلك الهوة الواسعة بين الرؤية الفنية الحرة وتوقّعات المسؤولين التنفيذيين، وهي فجوة تجلّت بوضوح في التجربة التي رواها الفنان ناثان دوس. فقد أشار دوس إلى أن تمثاله الذي نفّذه للدكتور مجدي يعقوب جاء بناءً على تكليف شفهي من محافظ أسوان السابق ووزيرة الثقافة السابقة إيناس عبد الدايم، وكان من المزمع وضعه في بهو مستشفى يعقوب للقلب في أسوان.
يحمل تمثال دوس رؤية فنية تحتفي بالشخصية المُكرّمة دون أن تقع في فخ المباشرة أو النمطية. فقد صاغ العمل عبر مجسّم حجري مفرّغ يحتضن بداخله قلباً بشرياً، ينبثق من أعلاه رأس الطبيب مجدي يعقوب، في إشارة بصرية ثرية تربط بين منجزه الطبي والإنساني وبين رمز القلب ذاته، بما يحمله من دلالات الحب والحياة والتفاني.
إنها معالجة تنطوي على فكرة وتدعونا إلى التأمل، وتُعبّر عن شخصية يعقوب لا بوصفه طبيباً فحسب، بل رمزاً للعلم والإنسانية في آنٍ واحد. لكن، بحسب ما يروي دوس، لم تجد هذه الرؤية صدى لدى المسؤولين. فعندما اطّلع المحافظ السابق على التمثال في شكله النهائي، أعرب عن عدم إعجابه بالفكرة، بل عبّر صراحة عن تصوّره لتمثال مختلف تماماً، تمثال تقليدي لطبيب يقف مرتدياً البالطو الأبيض، تتدلّى من عنقه السماعة الطبية.
غياب بيئة مؤسسية تُطرح المشروعات في سياق تنافسي شفاف
يكشف هذا الحوار الذي دار بين الفنان والمسؤول جانباً دقيقاً من أزمة العلاقة بين الإبداع الحر والتوقعات الإدارية. فهو يُعبّر عن ميل بعض المسؤولين إلى تفضيل المعالجات المباشرة والسطحية، تلك التي تعتمد الصورة النمطية الواضحة وتبتعد عن أي محاولة لتقديم عمل فني يحمل بصمة شخصية أو فكرة متجاوزة.
هذا الموقف ليس مجرد واقعة عابرة، بل يعكس إشكالية أعمق في إدارة المشروعات الفنية العامة. فبدلاً من منح الفنان الحرية لتقديم رؤيته، نجد أن ذائقة المسؤول التنفيذي قد تصبح هي المعيار، فيغدو العمل الفني أسيراً لتصوّرات فردية قد تفتقر إلى العمق أو الحس الفني. وهكذا، تضيع على المجتمع فرصة الحصول على أعمال نحتية تنطوي على اجتهاد فكري وجمالي، وتستقر في الميادين أعمال لا تُعبّر إلا عن الرغبة في الإرضاء اللحظي أو الامتثال للشائع والمألوف.
كما تكشف تجربة دوس، بما حملته من تفاصيل، عن غياب بيئة مؤسسية تضمن أن تُطرح مثل هذه المشروعات في سياق تنافسي شفاف. فما حدث لم يكن مجرد تجاهل لفنان أو لعمل بعينه، بل هو تجسيد لمشكلة أوسع، تتمثل في غياب المسابقة المفتوحة آليةً لاختيار الأعمال الكبرى، واعتماد القرارات على الأذواق الفردية بدل المعايير الفنية والمراجعات الجماعية. والنتيجة أن أعمالاً تحمل رؤية مبتكرة قد تُقصى لمجرد أنها لم توافق هوى مسؤول هنا أو هناك، بينما تُفتح الأبواب أمام المعالجات التقليدية التي لا تُضيف إلى المشهد البصري، ولا تُخلّد الشخصيات التي تُكرّمها على النحو الذي تستحقه.
هذا الجدل يُعيد إلى الواجهة أزمة أعمق يعانيها المشهد المصري فيما يخص الأعمال الميدانية. فمنذ سنوات، توالت نماذج لتماثيل نُفّذت في الميادين العامة بشكل أثار استياءً واسعاً، إذ افتقرت تلك الأعمال إلى المستوى الفني اللائق أو افتقدت التناسق مع البيئة العمرانية والبصرية المحيطة بها. ولا تزال في الأذهان صور تماثيل أثارت السخرية في محافظات عدة، لم تسلم من النقد اللاذع على وسائل التواصل الاجتماعي. وربما تكمن جذور الأزمة في غياب منهجية واضحة لإدارة هذه المشروعات. فبدلاً من اعتماد آليات تضمن تحقيق الجودة، مثل إطلاق مسابقات فنية أو دعوة لجان تقييم متخصصة، تُسند المشروعات إما بتكليفات مباشرة أو بقرارات فردية لا تخضع للمراجعة الكافية. وتكون النتيجة أعمالاً لا تُعبّر عن روح المكان، ولا تليق بالشخصيات المُكرّمة أو بالقيم التي يُفترض أن تُجسدها.
المفارقة هنا أن مصر تزخر بكليات الفنون الجميلة، وبالمئات من الخريجين الموهوبين، بينهم من أثبت قدراته في تقديم أعمال نحتية عالية المستوى. ومع ذلك، لا تزال المؤسسات المعنية تتردّد في تبنّي مبدأ المسابقة أو التنافس الحر، الذي من شأنه أن يتيح لهؤلاء الفنانين فرصة تقديم مقترحاتهم، ويضمن اختيار الأفضل بما يليق بتاريخ الفن المصري. إن أزمة تمثال الدكتور مجدي يعقوب، بما أثارته من جدل، ليست استثناءً، بل هي مرآة تعكس أزمة أوسع في إدارة المشروعات الفنية العامة. وتزداد خطورة هذه الأزمة حين نعلم أن كل عمل يُقام في الفراغ العام لا يخاطب الذائقة الجمالية لجيل واحد، بل يصبح جزءاً من المشهد البصري المشترك لأجيال متعاقبة. ومن ثم، فإن أي عمل يفتقر إلى الجودة أو الرؤية المتكاملة يُخلّف أثراً سلبياً لا يزول بسهولة.
وقد سبق أن أُصدرت قرارات حكومية لتلافي هذه المشكلات، نصّت على عدم تنفيذ أي عمل نحت أو نُصب تذكاري في فراغ عام إلا بعد الرجوع إلى وزارتي الثقافة والآثار، والجهاز القومي للتنسيق الحضاري. لكن، كما تكشف الوقائع، لا يزال الالتزام بهذه القرارات ضعيفاً في كثير من الحالات، أو يُطبّق بشكل صُوري لا يحول دون تكرار الأخطاء.
إن التمثال الميداني ليس مجرد كتلة برونزية أو حجرية تُوضع في فراغ، بل هو تعبير بصري عن وجدان مجتمع، وشهادة على عصره. لذا، فإن إقامة تمثال لشخصية بقيمة الدكتور مجدي يعقوب كان ينبغي أن تتحول إلى مناسبة للاحتشاد حول فكرة الجمال والامتنان، لا إلى موضع للخلاف أو الشكوى. وكان الأجدر أن يكون المشروع مناسبة لدعوة الفنانين إلى تقديم رؤاهم، واختيار الأفضل منها عبر منافسة نزيهة، تليق باسم الشخصية المُكرّمة، وتُعيد الثقة إلى جدوى الأعمال الفنية في الميادين العامة.
وفي النهاية، تبقى الحاجة قائمة لرؤية شاملة تُعيد الاعتبار لدور الفن في صياغة الفضاء العام، رؤية تجعل من كل تمثال أو نُصب تذكاري علامة حضارية، ومصدر إلهام، لا مادة للسخرية أو الانقسام. ولعل ما أُثير حول تمثال مجدي يعقوب يكون فرصة لإعادة فتح النقاش حول هذه الرؤية، والخروج من دائرة العشوائية إلى آفاق أرحب من الجمال والاحتراف والصدق في التعبير.
* كاتب من مصر
فنون
التحديثات الحية
"يمين في أول شمال".. مسرحية ترصد الحب والخذلان

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غلاستونبري في قلب العاصفة: "الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي" على مسرح "بي بي سي"
غلاستونبري في قلب العاصفة: "الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي" على مسرح "بي بي سي"

العربي الجديد

timeمنذ 2 ساعات

  • العربي الجديد

غلاستونبري في قلب العاصفة: "الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي" على مسرح "بي بي سي"

شهد مهرجان غلاستونبري (Glastonbury Festival) الموسيقي في بريطانيا، موجة جدل واسعة بعد أن بثّت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بشكل مباشر أداءً لفرقة الراب البريطانية بوب فايلان (Bob Vylan)، تخلّلته هتافات سياسية صاخبة ضد الجيش الإسرائيلي، تردّدت أصداؤها بين عشرات الآلاف من الحاضرين الذين لوّح كثير منهم ب الأعلام الفلسطينية . وأثار المقطع، الذي شهد تكرار عبارة "الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي"، غضباً في الأوساط السياسية والإعلامية البريطانية، ما دفع وزيرة الثقافة، ليزا ناندي، إلى الاتصال بمدير عام "بي بي سي"، تيم ديفي، مطالبةً بتوضيحات حول المعايير التحريرية المعتمدة قبل بث العرض. وفيما أعلنت "بي بي سي" أنها لن تتيح إعادة عرض الأداء عبر منصاتها، شدّدت على أن "تحذيرات وُضعت على الشاشة خلال البث الحي، تنبّه إلى أن المضمون يتضمّن لغة شديدة اللهجة وتمييزية". The BBC censored Kneecap They didn't want to broadcasting anything Pro-Palestine Then Bob Vylan turned things upside down He led the 'Death to the IDF' chant' & 'Palestine must be, will be, inshallah, it will be free.' — Sulaiman Ahmed (@ShaykhSulaiman) June 28, 2025 منصة موسيقية أم ساحة احتجاج؟ فرقة بوب فايلان، التي عُرفت بمواقفها الراديكالية، أدّت عرضها قبل فرقة الراب الأيرلندية الشمالية كنيكاب (Kneecap)، المؤيدة ل لقضية الفلسطينية . خلال العرض، خاطب أحد أعضاء الفرقة الجمهور بهتاف "Free! Free!"، فردّ الجمهور بـ"Palestine!"، قبل أن تتصاعد الحماسة إلى ترديد جماعي لعبارة "الموت للـIDF"، في إشارة إلى الجيش الإسرائيلي. وفي لحظة مثيرة للجدل، هاجم المغنّي أحد أصحاب شركات التسجيل، مشيراً إلى خلفيّته اليهودية، ومضيفاً: "عملنا مع الجميع، من أصحاب الحانات إلى الصهاينة". هذه العبارات فُسّرت من قبل مراقبين على أنها تحمل أبعاداً تحريضية و معادية للسامية ، ما زاد من حدّة ردات الفعل، خصوصاً من منظمات داعمة لإسرائيل. تصاعد الجدل مع تصريحات فرقة كنيكاب (Kneecap) التي أعقبت الأداء، والتي هتفت ضد زعيم حزب العمّال كير ستارمر، وتحدّث ليام أوهانا أحد أعضائها عن نيّته "إشعال شغب" خارج المحكمة في أغسطس/آب المقبل، حيث يمثّل أمام القضاء في قضية تتعلق برفع علم حزب الله في إحدى حفلاته. وقد أضاف بعد ذلك عبارة "تنويه: لا شغب، فقط دعم وحب لفلسطين"، في محاولة لخفض سقف التصريحات. وأضاف أوهانا، المعروف باسمه الفني مو شارا، واضعاً كوفيته الشهيرة "هذا الوضع قد يكون مُرهقاً جداً، لكنه لا يُقارن بما يمرّ به الشعب الفلسطيني". ووجّه أوهانا تحية لمجموعة "بالستاين أكشن" (العمل من أجل فلسطين)، التي أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر حظرها بموجب قانون مكافحة الإرهاب. كما ارتدى زميله في الفرقة دي جي بروفاي قميصاً مُخصصاً للمجموعة، التي حُظرت بعدما اقتحم ناشطون فيها قاعدة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني ورشّوا الطلاء على طائرتين. وقال كريس جيفريز (32 سنة)، وهو محلل في أحد البنوك، عبر وكالة فرانس برس، إنّ أداء فرقة نيكاب في مهرجان غلاستونبري جعله فخوراً بكونه من محبي الفرقة. وأضاف واضعاً قناعاً بألوان العلم الأيرلندي "إنّها من الفرق القليلة هنا التي تتحدث عن فلسطين". 1 hour to go..... — KNEECAP (@KNEECAPCEOL) June 28, 2025 إعلام وحريات التحديثات الحية انحياز "بي بي سي" لإسرائيل في 35 ألف مادة "بي بي سي" بين الحياد والبث المباشر واجهت "بي بي سي" انتقادات لاذعة لعدم تدخّلها خلال البث الحي، ولقرارها السابق ببث عرض بوب فايلان كاملاً دون حذف أو تعديل. في المقابل، أوقفت لاحقاً نقل عرض فرقة كنيكاب (Kneecap) مباشرة، مبرّرةً ذلك برغبتها في الالتزام بالمعايير التحريرية، وتقديم نسخة منقّحة على منصاتها الرقمية. مصادر في "بي بي سي" أكدت أن "المؤسسة لا تمنع الفنانين من الظهور، لكنها تلتزم بضوابطها التحريرية". مع ذلك، اعتبر كثيرون، وبينهم المدير السابق لقناة بي بي سي التلفزيونية، أن الهيئة "أخفقت بشكل كبير، وأظهرت تجاهلاً لمخاوف الجالية اليهودية البريطانية". الانتقادات لم تتوقف عند وسائل الإعلام؛ فقد طالب ساسة وناشطون منظّمي مهرجان غلاستونبري (Glastonbury) بعدم استضافة فرقة كنيكاب (Kneecap). إلا أن المنظمة الرئيسية للمهرجان، إميلي إيفيس، دافعت عن القرار مؤكّدةً أن "المنصة منفتحة أمام الجميع"، وأنه رغم حساسية المواضيع السياسية، فإن تنوّع الآراء جزء أساسي من هوية المهرجان. GRMA Glastonbury 🔥 — KNEECAP (@KNEECAPCEOL) June 28, 2025 الفن، فلسطين، وحدود التعبير لم يكن عرض بوب فايلان (Bob Vylan) أو كنيكاب (Kneecap) الحدث الوحيد الداعم لفلسطين على مسارح غلاستونبري؛ المغنية البريطانية نيلوفر يانيا ظهرت وهي تؤدي أغنية خلف شاشة تحمل عبارة "Free Free Palestine"، فيما عُلّقت لافتة مؤيدة لفلسطين على أحد المسارح. في موازاة ذلك، عاد الإعلامي الشهير غاري لينيكر ، الذي غادر "بي بي سي" مؤخراً بعد جدل بشأن منشور على "إنستغرام" اعتُبر معادياً للسامية، إلى الساحة مجدداً من خلال مقابلة حيّة في المهرجان. أعرب لينيكر عن تعاطفه مع الأطفال في غزة، وقال إنه يريد "أن يكون صوتاً لمن لا صوت لهم"، مضيفاً أنه كان يرغب في مشاهدة كنيكاب (Kneecap) لولا تعارض توقيتهم مع مقابلته، مختتماً بموقف واضح: "تحيا فلسطين". Pleasure to chat with the Holy Trinity of Gary at Glastonbury ✨ — Zarah Sultana MP (@zarahsultana) June 28, 2025 مهرجان في مهب السياسة ما جرى في غلاستونبري (Glastonbury) هذا العام يعكس بوضوح تقاطع الثقافة الشعبية مع القضايا السياسية العالمية، وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية. في وقت تتزايد فيه الأصوات المطالبة بمقاطعة إسرائيل ثقافياً، وتتصاعد موجات التضامن الشعبي مع الفلسطينيين، يصبح السؤال أكثر تعقيداً: أين تنتهي حرية التعبير، وأين تبدأ حدود التحريض؟ ومتى تكون المنصة الفنية مجرد مسرح، ومتى تتحوّل إلى ساحة مواجهة؟

كريم محمود عبد العزيز: غيرت جلدي في "مملكة الحرير" وأفتقد والدي
كريم محمود عبد العزيز: غيرت جلدي في "مملكة الحرير" وأفتقد والدي

العربي الجديد

timeمنذ 2 ساعات

  • العربي الجديد

كريم محمود عبد العزيز: غيرت جلدي في "مملكة الحرير" وأفتقد والدي

يخوض الفنان المصري كريم محمود عبد العزيز تجربة تليفزيونية جديدة من خلال مسلسل "مملكة الحرير"، الذي احتُفل بالعرض الخاص له مساء السبت في أحد المولات التجارية بحي السادس من أكتوبر في القاهرة، استعداداً لانطلاق عرضه ابتداءً من اليوم الأحد عبر منصة "يانغو بلاي" الرقمية وقناة ON الفضائية. وعلى هامش العرض، عبّر كريم في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" عن سعادته الكبيرة بالمشاركة في هذا العمل، الذي يتألف من عشر حلقات، مشيراً إلى أنه يقدّم من خلاله تحولاً نوعياً في مسيرته الفنية، بعد أن اعتاد تقديم الأدوار الكوميدية . وأردف بأن هذا التحوّل جاء "بفضل من الله، ثم المؤلف والمخرج بيتر ميمي"، مؤكداً أنّ الشخصية التي يجسدها تبتعد كلياً عن الكوميديا، وهو ما لطالما كان يطمح إليه، على حد تعبيره. وتابع موضحاً: "من الطبيعي أن يخوض الممثل تجارب تمثيلية متنوعة، من الكوميديا إلى الأكشن، مروراً بالأعمال الاجتماعية والدرامية. فمن المهم بين الحين والآخر تقديم عمل جديد ومختلف. قد أستمر في تقديم أعمال كوميدية أو اجتماعية، لكن دائماً بطريقة جديدة وأسلوب غير مكرّر". وحول تعاونه المتكرر مع المؤلف والمخرج بيتر ميمي ، كشف كريم محمود عبد العزيز أن "مملكة الحرير" خامس عمل يجمع بينهما، بعد أربعة أفلام هي: "بيت الروبي"، و"موسى"، و"من أجل زيكو"، و"شلبي"، واصفاً بيتر بأنه "مؤلف متمكّن ومخرج موهوب"، مضيفاً: "هناك كيمياء فنية جمعتنا، وتفاهم كبير على المستويين المهني والشخصي. بيتر صديق قريب وعِشرة عمر". وفي ما يتعلّق بظهوره على الملصق الدعائي للمسلسل بعين واحدة فقط، أشار كريم إلى أنّ هذا التفصيل سيفهمه الجمهور عند متابعة الحلقات، مؤكداً أنّ العمل زاخر بالمفاجآت، خصوصاً في تطور الشخصية المحورية التي يؤديها. وفي سياق الحديث عن تجربة العمل عبر المنصات الرقمية، رأى كريم أن هذه المنصات "أصبحت لغة العصر"، لكنه شدّد على أن "المنصات لن تُقصي التلفزيون، لأن جمهور الشاشة التقليدية لا يزال واسعاً ومخلصاً"، مضيفاً أنه شخصياً "استمتع كثيراً بتجربة العرض الرقمي". وعندما سُئل عن والده، الفنان الراحل محمود عبد العزيز، لم يُخفِ كريم مشاعره، مُعرباً عن افتقاده العميق له. وأوضح أنه لا يفتقده فقط في محطات العمل والنجاح، بل يفتقد وجوده يومياً، باعتباره كان مرشده في كل خطواته. سينما ودراما التحديثات الحية مسلسل "المماليك"... شجرة الدر خارج رمضان 2026 أما بشأن مشاريعه المقبلة، فذكر كريم محمود عبد العزيز أنه يستعد حالياً لتصوير فيلم سينمائي جديد، من دون أن يكشف عن أي تفاصيل إضافية، موضحاً أن المشروع لا يزال في مرحلة التحضيرات الأولية. يشارك في بطولة مسلسل "مملكة الحرير"، إلى جانب كريم، كل من: أسماء أبو اليزيد، وعمرو عبد الجليل، وأحمد غزي، ووليد فواز، ويوسف عمر، وسارة التونسي، ومحمود البزاوي، وآخرون. وهو من تأليف وإخراج بيتر ميمي. تدور أحداث المسلسل في إطار فانتازي داخل مملكة خيالية، حيث يُغتال الملك نور الدين على يد شقيقه الطامع في الحكم، الدهبي، ما يفتح أبواب الصراع على العرش. وتتوالى الوقائع في سرد ملحمي يفيض بالأسرار، والخيانة، والثأر، في سبيل استعادة العرش المسلوب.

"غزة: أطباء تحت الهجوم": القناة الرابعة تعرض الفيلم الوثائقي بعد رفض "بي بي سي"
"غزة: أطباء تحت الهجوم": القناة الرابعة تعرض الفيلم الوثائقي بعد رفض "بي بي سي"

العربي الجديد

timeمنذ 2 ساعات

  • العربي الجديد

"غزة: أطباء تحت الهجوم": القناة الرابعة تعرض الفيلم الوثائقي بعد رفض "بي بي سي"

أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، الأسبوع الماضي، إيقاف بث فيلم "غزة: أطباء تحت الهجوم" بدعوى خوفها من أن تبدو منحازة. لكن القناة البريطانية الرابعة سوف تعرض الفيلم الوثائقي عن معاناة المسعفين في غزة بسبب العدوان الإسرائيلي وجرائمه. وقدّمت القناة مبرّرات لصالح العرض جعلت عدم عرضه على شاشة "بي بي سي" دليلاً آخر ضدها في اتهامات الانحياز لإسرائيل . وكانت "بي بي سي" قد أعلنت قبل أكثر من عام عن فيلم "غزة: أطباء تحت الهجوم" الذي أنتجته شركة بيسمنت فيلمز المستقلة، لكنها أجّلت بثه حتى انتهاء مراجعة جارية لبرنامج آخر يتناول المنطقة. ويتضمن الفيلم الوثائقي روايات شهود عيان من العاملين الصحيين الفلسطينيين في الخطوط الأمامية بغزة، ويوثّق الهجمات على المستشفيات والعيادات. "غزة: أطباء تحت الهجوم" على القناة الرابعة الآن، سوف يُعرض "غزة: أطباء تحت الهجوم" على القناة الرابعة يوم الأربعاء 2 يوليو/تموز القادم عند الساعة التاسعة مساءً بتوقيت غرينتش. وأفاد بيانٌ بأن القناة الرابعة راجعت محتوى الفيلم للتأكد من استيفائه المعايير التحريرية للقناة وقواعد البث الصادرة عن هيئة الاتصالات البريطانية. ونقل البيان عن المسؤولة في القناة لويزا كومبتون أن "هذا فيلمٌ مُوثّقٌ بدقةٍ ومهم، يتناول الأدلة التي تدعم مزاعم الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي من قِبل القوات الإسرائيلية ، وهو فيلمٌ يستحق المشاهدة على نطاقٍ واسع، ويُجسّد التزام القناة الرابعة بالصحافة الشجاعة والجريئة". إعلام وحريات التحديثات الحية رسالة جديدة من الصحافيين الفرنسيين تتضامن مع زملائهم في غزة الفرق بين "بي بي سي" والرابعة تباينت مواقف القناتين البريطانيتين حول "غزة: أطباء تحت الهجوم" بشكل جعل "بي بي سي" تتورط أكثر في تهمة الانحياز لإسرائيل. عندما عقد المدير العام لـ"بي بي سي" تيم ديفي اجتماعاً افتراضياً مع الموظفين هذا الشهر، تلقى أسئلة عدة حول فلسطين، من بينها تساؤلات حول رفض بث وثائقي المسعفين. وأوردت صحيفة ذا غارديان أن من بين الأسئلة التي واجه بها الموظفون ديفي: "كثيراً ما أُواجَه بأن بي بي سي آلة دعاية متحيزة بشأن غزة"، و"أحب عملي، لكن أحياناً لا أستطيع إخبار أي شخص بأنني أعمل هنا خوفاً من الجدل. ما العمل حيال هذا؟". ديفي أجاب عن الأسئلة قائلاً إنه لا ينبغي لأحد أن يتشاجر مع أصدقائه وأفراد عائلته دفاعاً عن تغطية بي بي سي العدوان، وقال إن القرارات التحريرية المتعلقة بتغطية غزة كانت "صعبة للغاية". في المقابل، وفي مقالٍ رأي، أوضحت كومبتون: "نعرض هذا العمل لأننا نعتقد أنه بعد تدقيقٍ دقيقٍ للحقائق، فإننا نُقدّم وجهة نظرٍ محايدةٍ تماماً لموضوعٍ يُثير انقساماً في الآراء، وكثيراً ما يُثير جدلاً حول ماهية الحقيقة"، "لدى القناة الرابعة تقليدٌ راسخٌ في عرض التقارير المُقلقة أمام جمهورنا. ونحن بذلك نُدرك أننا سنُثير حفيظة أحدهم في مكانٍ ما في وقتٍ ما. لكننا نفعل ذلك لأننا نؤمن بأن من واجبنا نشر قصصٍ صحافيةٍ مهمة، لا سيما تلك التي لا تُروى في مكانٍ آخر".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store