
كريم محمود عبد العزيز: غيرت جلدي في "مملكة الحرير" وأفتقد والدي
يخوض الفنان المصري كريم محمود عبد العزيز تجربة تليفزيونية جديدة من خلال مسلسل "مملكة الحرير"، الذي احتُفل بالعرض الخاص له مساء السبت في أحد المولات التجارية بحي السادس من أكتوبر في القاهرة، استعداداً لانطلاق عرضه ابتداءً من اليوم الأحد عبر منصة "يانغو بلاي" الرقمية وقناة ON الفضائية.
وعلى هامش العرض، عبّر كريم في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" عن سعادته الكبيرة بالمشاركة في هذا العمل، الذي يتألف من عشر حلقات، مشيراً إلى أنه يقدّم من خلاله تحولاً نوعياً في مسيرته الفنية، بعد أن اعتاد تقديم
الأدوار الكوميدية
. وأردف بأن هذا التحوّل جاء "بفضل من الله، ثم المؤلف والمخرج بيتر ميمي"، مؤكداً أنّ الشخصية التي يجسدها تبتعد كلياً عن الكوميديا، وهو ما لطالما كان يطمح إليه، على حد تعبيره.
وتابع موضحاً: "من الطبيعي أن يخوض الممثل تجارب تمثيلية متنوعة، من الكوميديا إلى الأكشن، مروراً بالأعمال الاجتماعية والدرامية. فمن المهم بين الحين والآخر تقديم عمل جديد ومختلف. قد أستمر في تقديم أعمال كوميدية أو اجتماعية، لكن دائماً بطريقة جديدة وأسلوب غير مكرّر".
وحول تعاونه المتكرر مع المؤلف والمخرج
بيتر ميمي
، كشف كريم محمود عبد العزيز أن "مملكة الحرير" خامس عمل يجمع بينهما، بعد أربعة أفلام هي: "بيت الروبي"، و"موسى"، و"من أجل زيكو"، و"شلبي"، واصفاً بيتر بأنه "مؤلف متمكّن ومخرج موهوب"، مضيفاً: "هناك كيمياء فنية جمعتنا، وتفاهم كبير على المستويين المهني والشخصي. بيتر صديق قريب وعِشرة عمر".
وفي ما يتعلّق بظهوره على الملصق الدعائي للمسلسل بعين واحدة فقط، أشار كريم إلى أنّ هذا التفصيل سيفهمه الجمهور عند متابعة الحلقات، مؤكداً أنّ العمل زاخر بالمفاجآت، خصوصاً في تطور الشخصية المحورية التي يؤديها.
وفي سياق الحديث عن تجربة العمل عبر المنصات الرقمية، رأى كريم أن هذه المنصات "أصبحت لغة العصر"، لكنه شدّد على أن "المنصات لن تُقصي التلفزيون، لأن جمهور الشاشة التقليدية لا يزال واسعاً ومخلصاً"، مضيفاً أنه شخصياً "استمتع كثيراً بتجربة العرض الرقمي".
وعندما سُئل عن والده، الفنان الراحل محمود عبد العزيز، لم يُخفِ كريم مشاعره، مُعرباً عن افتقاده العميق له. وأوضح أنه لا يفتقده فقط في محطات العمل والنجاح، بل يفتقد وجوده يومياً، باعتباره كان مرشده في كل خطواته.
سينما ودراما
التحديثات الحية
مسلسل "المماليك"... شجرة الدر خارج رمضان 2026
أما بشأن مشاريعه المقبلة، فذكر كريم محمود عبد العزيز أنه يستعد حالياً لتصوير
فيلم سينمائي
جديد، من دون أن يكشف عن أي تفاصيل إضافية، موضحاً أن المشروع لا يزال في مرحلة التحضيرات الأولية.
يشارك في بطولة مسلسل "مملكة الحرير"، إلى جانب كريم، كل من: أسماء أبو اليزيد، وعمرو عبد الجليل، وأحمد غزي، ووليد فواز، ويوسف عمر، وسارة التونسي، ومحمود البزاوي، وآخرون. وهو من تأليف وإخراج بيتر ميمي.
تدور أحداث المسلسل في إطار فانتازي داخل مملكة خيالية، حيث يُغتال الملك نور الدين على يد شقيقه الطامع في الحكم، الدهبي، ما يفتح أبواب الصراع على العرش. وتتوالى الوقائع في سرد ملحمي يفيض بالأسرار، والخيانة، والثأر، في سبيل استعادة العرش المسلوب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ يوم واحد
- العربي الجديد
كريم محمود عبد العزيز: غيرت جلدي في "مملكة الحرير" وأفتقد والدي
يخوض الفنان المصري كريم محمود عبد العزيز تجربة تليفزيونية جديدة من خلال مسلسل "مملكة الحرير"، الذي احتُفل بالعرض الخاص له مساء السبت في أحد المولات التجارية بحي السادس من أكتوبر في القاهرة، استعداداً لانطلاق عرضه ابتداءً من اليوم الأحد عبر منصة "يانغو بلاي" الرقمية وقناة ON الفضائية. وعلى هامش العرض، عبّر كريم في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" عن سعادته الكبيرة بالمشاركة في هذا العمل، الذي يتألف من عشر حلقات، مشيراً إلى أنه يقدّم من خلاله تحولاً نوعياً في مسيرته الفنية، بعد أن اعتاد تقديم الأدوار الكوميدية . وأردف بأن هذا التحوّل جاء "بفضل من الله، ثم المؤلف والمخرج بيتر ميمي"، مؤكداً أنّ الشخصية التي يجسدها تبتعد كلياً عن الكوميديا، وهو ما لطالما كان يطمح إليه، على حد تعبيره. وتابع موضحاً: "من الطبيعي أن يخوض الممثل تجارب تمثيلية متنوعة، من الكوميديا إلى الأكشن، مروراً بالأعمال الاجتماعية والدرامية. فمن المهم بين الحين والآخر تقديم عمل جديد ومختلف. قد أستمر في تقديم أعمال كوميدية أو اجتماعية، لكن دائماً بطريقة جديدة وأسلوب غير مكرّر". وحول تعاونه المتكرر مع المؤلف والمخرج بيتر ميمي ، كشف كريم محمود عبد العزيز أن "مملكة الحرير" خامس عمل يجمع بينهما، بعد أربعة أفلام هي: "بيت الروبي"، و"موسى"، و"من أجل زيكو"، و"شلبي"، واصفاً بيتر بأنه "مؤلف متمكّن ومخرج موهوب"، مضيفاً: "هناك كيمياء فنية جمعتنا، وتفاهم كبير على المستويين المهني والشخصي. بيتر صديق قريب وعِشرة عمر". وفي ما يتعلّق بظهوره على الملصق الدعائي للمسلسل بعين واحدة فقط، أشار كريم إلى أنّ هذا التفصيل سيفهمه الجمهور عند متابعة الحلقات، مؤكداً أنّ العمل زاخر بالمفاجآت، خصوصاً في تطور الشخصية المحورية التي يؤديها. وفي سياق الحديث عن تجربة العمل عبر المنصات الرقمية، رأى كريم أن هذه المنصات "أصبحت لغة العصر"، لكنه شدّد على أن "المنصات لن تُقصي التلفزيون، لأن جمهور الشاشة التقليدية لا يزال واسعاً ومخلصاً"، مضيفاً أنه شخصياً "استمتع كثيراً بتجربة العرض الرقمي". وعندما سُئل عن والده، الفنان الراحل محمود عبد العزيز، لم يُخفِ كريم مشاعره، مُعرباً عن افتقاده العميق له. وأوضح أنه لا يفتقده فقط في محطات العمل والنجاح، بل يفتقد وجوده يومياً، باعتباره كان مرشده في كل خطواته. سينما ودراما التحديثات الحية مسلسل "المماليك"... شجرة الدر خارج رمضان 2026 أما بشأن مشاريعه المقبلة، فذكر كريم محمود عبد العزيز أنه يستعد حالياً لتصوير فيلم سينمائي جديد، من دون أن يكشف عن أي تفاصيل إضافية، موضحاً أن المشروع لا يزال في مرحلة التحضيرات الأولية. يشارك في بطولة مسلسل "مملكة الحرير"، إلى جانب كريم، كل من: أسماء أبو اليزيد، وعمرو عبد الجليل، وأحمد غزي، ووليد فواز، ويوسف عمر، وسارة التونسي، ومحمود البزاوي، وآخرون. وهو من تأليف وإخراج بيتر ميمي. تدور أحداث المسلسل في إطار فانتازي داخل مملكة خيالية، حيث يُغتال الملك نور الدين على يد شقيقه الطامع في الحكم، الدهبي، ما يفتح أبواب الصراع على العرش. وتتوالى الوقائع في سرد ملحمي يفيض بالأسرار، والخيانة، والثأر، في سبيل استعادة العرش المسلوب.


العربي الجديد
منذ 2 أيام
- العربي الجديد
المشروع X... بيان سينمائي وارتياب الهوية
في بداية فيلم "المشروع X" يقف فنّان غامض أمام لوحة أتمّها لتوّه، يشير إلى يوسف ( كريم عبد العزيز ) أن يتأمّلها. تعرض اللوحة معركةً بين نسرين أصلعين، أحدهما واقف مختال فارداً جناحيه، يمثّل شعار الولايات المتحدة، والثاني يضم جناحيه منزوياً متألماً. يخبر الرجل الغامض يوسف أنه يؤمن بعودة هذا النسر المتألم، القادر على مداواة جروحه. هذا الفنان، وهو ضابط مقتنٍ للتحف والآثار، يقدمه المخرج بيتر ميمي بهالة من الغموض، باستخدام عدسات واسعة تُبرز ملامحه عن قرب، وسط ضوء خافت وألوان داكنة متدرجة مع الأصفر، في موقع تصوير شتوي بسيناء يوحي بالقوة والسيطرة. إلا أن الحوار الذي دار في هذا المشهد، تحديداً استعارة التيه عقاباً للخيانة، أضعف من التأثير البصري، وكرّس خطاباً سياسياً مألوفاً. المخرج بيتر ميمي، المعروف بإخراج ثلاثية "الاختيار" التي روّجت لرؤية الدولة حول السياسة والأمن، يقدم في "المشروع X" عملاً مختلفاً على مستوى الإنتاج، بعد خطوات ناجحة في " بيت الروبي " و"الحشاشين" و"شلبي"، وأيضاً بصفته منتجاً في "دواعي السفر". الفيلم الذي بدأ عرضه في مايو/ أيار 2025، يوصف بأنه أضخم إنتاج في تاريخ السينما المصرية، وقد جرت عمليات تصوير واسعة له في روما والفاتيكان والسلفادور، بمشاركة ممثلين وتقنيين أجانب. تدور أحداث الفيلم حول يوسف الجمال، الباحث الأثري المُعيد بجامعة القاهرة، الذي يسعى هو وزوجته لاكتشاف الغرفة السرية في الهرم الأكبر. بعد مقتل زوجته في حادث غامض يُتهم فيه، تظهر له شخصية غامضة هي آسر (إياد نصار)، رجل أعمال يعرض عليه التمويل والحماية وفيديو يثبت براءته، ويفتح له باباً لاستعادة علاقته بابنته أمنية. من هنا تبدأ الرحلة التي تمر عبر الفاتيكان إلى السلفادور وصولاً إلى مصر، بمساعدة حبيبته السابقة مريم (ياسمين صبري)، محترفة الغوص. يتزامن عرض الفيلم مع احتدام المنافسة المصرية - السعودية في الإنتاج الفني، إذ اختارت شركة سينرجي أن تدخل المنافسة بمشروع ضخم، وغيّرت علامتها التجارية إلى Synergy Plus. وقد صُوّر أكثر من نصف مشاهد الفيلم في روما والفاتيكان، بما في ذلك مشاهد مطاردات عالية المستوى، بمشاركة الحرس السويسري ومشاهد داخل الفاتيكان نفسه، في خطوة غير مسبوقة في الإنتاج المصري. رغم الصورة الغنية والإنتاج الفخم، فإن السيناريو، الذي كتبه ميمي بنفسه، يعاني من خلل في الإيقاع والحبكة، خصوصاً في الثلث الأخير. الحبكة تتعجل، والنهاية تبدو مفتعلة وغير مقنعة. هذا تكرار لمشكلة ظهرت في مشاريع سابقة لبيتر ميمي حين يتولى كتابة السيناريو، على عكس الأعمال التي يكتبها غيره. في الأداء التمثيلي، تميز عصام السقا بشخصية متزنة، فيما ظل كريم عبد العزيز يعتمد على كاريزمته المعتادة. يوسف، كشخصية، لم يُقدم عالم آثار بل مغامر ضل الطريق، أما زوجته، التي تُبنى عليها نظريات الفيلم، فلم تظهر إلا في مشاهد قليلة ولم تُمنح مساحة درامية كافية. يخاطب الفيلم جمهوراً بعينه: أولئك المتحمسون للهوية الفرعونية، الذين ينتشرون على وسائل التواصل ويمارسون تمجيداً قومياً استعلائياً للحضارة المصرية القديمة، في مقابل نفي الأصل العربي، مستندين إلى نظريات زائفة وأدبيات استشراقية. هؤلاء هم الثمرة التي ترعاها السلطة وتغذي سرديتها. ولا يمكن فصل الفيلم عن السياق السياسي، تحديداً في ظل الإبادة المستمرة في غزة ، وتخاذل الموقف المصري الرسمي. عبر "المشروع X"، تقدم السلطة سرديتها: مصر العظيمة المستهدفة، الحضارة التي تحسدها الأمم، ويجب الاصطفاف خلفها. يتعزز هذا الخطاب من خلال شخصية آسر هارون، رجل الأعمال الشرير ذي الأصل اليهودي، في استدعاء نمطي يُعيد إنتاج خطاب الكراهية الذي عرفته مصر في خمسينيات القرن الماضي. لطالما اعتبرت الدولة المصرية السينما صناعة قومية وأداة ترويجية لسياساتها، منذ الخمسينيات وحتى اليوم. وما تغيّر فقط هو المضمون؛ من الاشتراكية والقومية العربية، إلى هوية فرعونية قومية انغلاقية. الرئيس المصري نفسه عبّر عن قلقه من تراجع التأثير السينمائي، وجاء هذا الفيلم استجابة مباشرة لذلك القلق. سينما ودراما التحديثات الحية فيلمان قصيران عربيان في "كانّ 2025": استعادة ماضٍ وكشف خراب جماعة مشاهد التصوير في إيطاليا منحت المشاهد نوعاً من الانفتاح البصري، بعيداً عن النمطية المعهودة في الإنتاج المصري. مشاعر الاندهاش التي تولّدت تُشبه تلك التي اختبرها جيل عند عرض فيلم "حرب إيطاليا" عام 2005. في كلا العملين، تلعب الرحلة البصرية خارج مصر دوراً مهماً في جذب الجمهور وتقديم مغامرة بنكهة عالمية. لكن في المقابل، هناك غياب مؤلم لأصوات المخرجين المصريين المستقلين. داوود عبد السيد، إبراهيم البطوط، تامر السعيد، عمر الزهيري... بعضهم اعتزل، وآخرون مُنع عرض أفلامهم. وفي مهرجان كان 2025، عُرض فيلم "نسور الجمهورية" لطارق صالح، المخرج المصري المقيم في الخارج، الذي تحدث عن الملاحقة الممنهجة لصنّاع الأفلام غير المتماشين مع سردية الدولة. "المشروع X" هو أكثر من فيلم. إنه بيان سينمائي يعلن نوع الثقافة التي تريدها الدولة: حضارة فرعونية صلبة، وهوية مستهدفة، وسردية واحدة لا تقبل التعدد. كل ذلك مغلف بميزانية ضخمة وصورة سينمائية خلابة... لكن بفكر منغلق لا يزال يؤمن أن الفن أداة للسيطرة لا مساحة للحوار.

العربي الجديد
منذ 6 أيام
- العربي الجديد
المعهد العالي للموسيقى... إبداع كثير وإمكانات قليلة
من بغداد إلى دمشق، ساقت الأقدار الموسيقار العراقي الراحل صلحي الوادي، الذي غدا سوريّ الهوى والطباع، ليؤسس لبلده الثاني المعهد العالي للموسيقى، مساهماً في وضع خططه وبرامجه ومناهجه، ليفرز فيما بعد عديد المشاريع الموسيقية، ويلتذّ فيه موسيقيون وملحنون ومغنون أثبتوا حضورهم في الساحتين السورية والعربية. جال ملحق "سورية الجديدة" في المعهد، في محاولة للوقوف على واقعه، بعد 35 عاماً على تأسيسه، ونحو ستة أشهر على دخول سورية في عهد جديد، من شأنه أن يغير المفاهيم السياسية وربما حتى الاجتماعية والفنية فيها. ورغم أن المعهد تأسّس عام 1990 ويضم ثمانية أقسام للآلات الوترية والنفخية والإيقاعية والبيانو والموسيقى العربية والأداء الأوركسترالي والكورال وموسيقى الحجرة والغناء الكلاسيكي والعلوم النظرية، فإنه لا يزال يفتقر إلى التجهيزات الحديثة، لكن كفاءة مدرّسيه وتراكم الخبرة وعلوّ كعب المواهب السورية، كلها عوامل لا تزال تعطي للمعهد ثقله وحضوره في تخريج موسيقيين ومغنّين لهم وزنهم في الساحة الفنية. تحدّث دانيال حرفوش، وهو طالب في السنة الرابعة في المعهد، يختص بآلة البزق، عن أهمية الموسيقى في ظل الحرب وما بعدها، منبّهاً إلى أن الموسيقى من أسمى الفنون التي تعالج روح الإنسان، ولا سيما السوري الذي عاش 14 عاماً من الحرب المدمّرة في بلاده. وقال "الموسيقى والغناء لغة يفهمها الجميع، والجميع يلجأ إليهما لتخفيف الآلام والضغوط، ولا سيّما التي عشناها نحن السوريين خلال سنوات الحرب". ويشدّد دانيال على أن الموسيقي يجب أن يكون مؤهّلاً أكاديمياً، كي لا تتشوّه موسيقاه. ومن هنا أهمية الدراسة الأكاديمية في المعهد، للعزف والغناء، فالمعهد يمكّن الطالب من تطوير أدواته شرط وجود الموهبة لديه، وتطوير هذه الأدوات يكون بصقل الموهبة أكاديمياً، بحسبه. الصورة الطالب في المعهد العالي للموسيقى دانيال يتمرّن على آلة البزق (عامر السيد علي) لم يتوسّع دانيال في استشراف المستقبل، أو وضع تخمينات ربما لا تكون بمكانها، ولا سيّما في ظل الوضع الجديد في سورية بعد سقوط نظام الأسد المخلوع، لكنه يأمل أن تندفع السلطات الحالية نحو تبنّي الفنون السورية ودعمها في مجملها، وليس الموسيقى فحسب. وقال: "علينا أن نتجاوز الحروب، وتكون لدينا لغات أخرى نتفاهم بها، ومنها الموسيقى والفن بشكل عام". ودانيال واحدٌ من مئات الطلاب الذين يتقدمون سنوياً للمعهد، لكن الصرامة في اختبارات القبول والمعايير التي تفرضها لوائحه، تجعل الناجين من تلك الاختبارات والنفوذ إلى مقاعد الدراسة إنجازاً كبيراً نظراً إلى محدودية المقبولين، فالمعهد، وبأقسامه الثمانية، لا يقبل سوى نخبة الموهوبين الذين يجيدون أساساً العزف على آلةٍ ما أو أكثر، أو الغناء، ثم يصقل المعهد موهبتهم بالتعليم الأكاديمي بمستوى عالٍ من المناهج، وعلى يد موسيقيين خبراء ومحترفين. لا يقبل المعهد سوى نخبة الموهوبين الذين يجيدون أساساً العزف أو الغناء، ليصقل موهبتهم بالتعليم الأكاديمي خلال جولتنا في المعهد، كانت تسمع ألحان بروفة آلات شرقية من إحدى الصالات، وقف المايسترو وعميد المعهد عدنان فتح الله، أمام الطلبة الذين احتضن كل منهم آلته الموسيقية الاختصاصية، ليراقب كل بُعد وكل علامة موسيقية من تلك الآلات مع ملاحظاتٍ عديدة يعطيها ويوقف العزف لأجلها، رغم أنها غير ملاحظة على سمع المتلقي العادي. وقد أجاب عن سؤال بشأن التشديد على تلك الملاحظات: "لهذا نحن نخرج موسيقياً ومغنّياً فناناً بمستوى عال". الصورة عميد المعهد المايسترو فتح الله بين طلاب في تمرين على أداء الآلات الشرقية (عامر...) تخرّجت أسماء موسيقية وفنية كثيرة معروفة في المعهد العالي للموسيقى، منهم رضوان نصري وقائد الفرقة الوطنية السيمفونية ميساك باغبودريان، بالإضافة إلى المايسترو العالمي أندريه معلولي والراحل حسام بريمو. تحضر الموسيقى الكلاسيكية والغناء الأوبرالي في المعهد، من خلال طلبةٍ عديدين انحازوا إلى هذا الاختصاص، ويشرف على تدريسهم المغني الأوبرالي، فادي عطية، الذي قال إن "الحدود بين الفنون ليست واضحة أو شاسعة، فدائماً هناك تداخل بين مختلف أنماط الموسيقى في العالم، وهذا سببه الجغرافيا من خلال التلاصق بين منطقة وأخرى والفواصل بينها تحمل تشابهاً كثيراً، وقس على ذلك". مضيفاً: "سورية وعبر التاريخ، كانت منطلقاً للأفكار الإبداعية والثقافات للعالم، فدائما كانت مجمعاً للثقافات والفنون، ومنطلقاً لها في الوقت نفسه، ويعود ذلك إلى وقوعها في موقع جغرافي حيوي تعزّزه سواحل البحر الأبيض المتوسط الذي كانت تركب من خلاله الفنون والثقافة لتنطلق إلى العالم". ليس لدى المدرّس والمغني عطية مخاوف على الموسيقى في الوضع الجديد، لكنه يرى أيضاً أن هناك بعض المطبات في الطريق ريثما تتضح الصورة في البلد ويعتز المغني عطية بـ "الصف" الذي يدرّس به في المعهد، ويعتبره الرحم الذي تخرّجت فيه عدة أجيال في هذا الاختصاص (الغناء الأوبرالي). وعن التحدّيات التي واجهتهم خلال سنوات الحرب، أو التي تواجههم في المعهد للاستمرار في تخريج طلاب الموسيقى والغناء، قال عطية إن الحرب أنهكت جميع السوريين، وإن استمرار الطلاب والأساتذة في المعهد كان بدافع الشغف لديهم، من دون أن يكون لديهم حافز آخر سوى ذلك، "عندما أرى النتائج النهائية، أنسى كل شيء، احتفظ بذاكراتي بالنتيجة وهي الأهم". ويرى عطية أن مسؤولية وزارة الثقافة عن المعهد أمرٌ غير سليم، ففي الدول المتقدّمة لا وزارات للثقافة، إنما الناس هم من يصنعون الثقافة والفنون ومنها الموسيقى، ويضيف: "المطلوب أن تكون لدينا رؤية لكي نصنع ثقافة أو نورّط الناس بها، ونورّط الناس بالموسيقى. ونحن ليس لدينا رؤية، وهذا يقع على عاتق الجهات الحكومية، فهناك كثير من الأنشطة الفنية والثقافية من غير المعروف الهدف منها. الرؤية هي الأهم حالياً، وإذا أرادت وزارة الثقافة دعم الفنون ومنها الموسيقى فعليها فقط أن ترسم الرؤية، وماذا نريد من الفنون". الصورة فادي عطية وطالبتان في المعهد في الصف الذي خرج منه مغنون سوريون كثيرون (... عامر) ليس لدى المدرّس والمغني عطية مخاوف على الموسيقى في الوضع الجديد، لكنه يرى أيضاً أن هناك بعض المطبات في الطريق ريثما تتضح الصورة في البلد، "فأكثر ما يقلق الناس ومنهم الفنانون والموسيقيون عدم وضوح الرؤية والصورة للمستقبل، لكن ليس لدي مخاوف، لأن سورية مر عليها الكثير، وحافظت على هويتها الثقافية والفنية، وهي حكمت العالم بالثقافة، فمن الصعب تغير نمط حياتها الثقافية، لكننا حالياً نحن في حاجة إلى السلام ونسيان الحرب، وهذا يكون من خلال إعطاء المجال للفنون لتأخذ دورها". دانيا مقلد وآية الشاعر، طالبتان في المعهد اختصتا في الغناء الأوبرالي، قالتا إن الغناء هو الشيء الوحيد الذي كان يخرجهما من أجواء الحرب القاسية، والغناء والموسيقى، بحسبهما، قادران على تجاوز مفرزات الحرب بعد انتهائها والعبور بالإنسان السوري نحو الأفضل. وعن جلب اهتمام المتلقي السوري إلى الفن الأوبرالي، المختلف عن الثقافة الفنية في بلد عربي كسورية، قالت الطالبتان إن من شأن مشاركة الأنشطة الأوبرالية ودمجها مع فنون الرقص والمسرح فهم قصة أي عمل أوبرالي للمتلقي، وبالتالي، عندما يستوعب المتلقي قصة العمل، قد يحسن من التفاعل معه. الصورة طالبات في حصة للغناء الأوبرالي (عامر...) ورغم أن التعليم الموسيقى في سورية كان حاضراً منذ منتصف القرن الماضي من خلال عدّة مراكز، كان للمعهد أن يؤسّس لاستراتيجية واضحة في التعليم الأكاديمي الموسيقى، وعلى ذلك خرجت منه فرق عديدة، أبرزها الأوركسترا الوطنية السورية وكورال الحجرة وفرقة الموسيقا العربية.