
الإمارات ترسّخ مكانتها مركزاً عالمياً رائداً في الذكاء الاصطناعي
نجحت دولة الإمارات، في ترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً رائداً في مجال الذكاء الاصطناعي، خلال النصف الأول من عام 2025، مدفوعة برؤية استشرافية واستثمارات استراتيجية ضخمة، ومبادرات حكومية سبّاقة تعزز من قدراتها التكنولوجية وتسرّع التحول الرقمي عبر القطاعات كافة
.
مجموعة "جي 42" تعزز قدرة الدولة على تسريع اعتماد حلول الذكاء الاصطناعي
وتبرز مجموعة "جي 42"، كإحدى روافد هذا الزخم، حيث أسهمت بمشاريعها الطموحة وشراكاتها العالمية، في ترسيخ مكانة الإمارات مركزاً متقدماً للذكاء الاصطناعي على الصعيدين الإقليمي والدولي، معززة قدرة الدولة على استقطاب الاستثمارات ونقل وتوطين التكنولوجيا، وتسريع اعتماد حلول الذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات الحيوية
.
حوكمة محلية وحوسبة فائقة الأداء
وفي هذا الإطار، أكد بينغ شياو الرئيس التنفيذي لمجموعة "جي 42"، أن النصف الأول من عام 2025، شهد تحولات مفصلية للمجموعة، إذ قطعت شوطاً كبيراً نحو تحقيق رؤيتها لبناء "شبكة الذكاء"، وذلك مع إطلاق مشروع "ستارغيت الإمارات" ومجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي الأميركي بسعة 5 جيجاواط في أبوظبي بالشراكة مع شركات عالمية، لترسيخ موقع الإمارة مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي المسؤول، مدعوماً بحوكمة محلية وحوسبة فائقة الأداء
.
روية تجعل قدرات الذكاء الاصطناعي متاحة وموثوقة للجميع
وأوضح شياو، أن الرؤية الطموحة لـ"شبكة الذكاء"، تسعى لجعل قدرات الذكاء الاصطناعي متاحة وموثوقة للجميع، وذلك عبر ربط مراكز البيانات والبنى السحابية ونماذج الذكاء الاصطناعي في شبكة سيادية مرنة وآمنة، ما يتيح لدول ومؤسسات استغلال الذكاء الاصطناعي على نطاق وطني وبشروطها الخاصة، في ميادين متعددة تشمل الصحة والطاقة والخدمات العامة
.
افتتاح مكاتب في أوروبا والولايات المتحدة وتعزيز الشراكات
وأشار الرئيس التنفيذي لمجموعة "جي 42"، إلى توسع حضور المجموعة العالمي، خلال النصف الأول من العام الجاري، من خلال افتتاح مكاتب في أوروبا والولايات المتحدة، وتعزيز شراكات "جي 42" مع
Microsoft
و
OpenAI
و
AMD
و
iGenius
، إلى جانب مشاريع بنية تحتية في فرنسا وإيطاليا، بما يدعم مكانة الإمارات جسراً موثوقاً يربط بين التكنولوجيا المتقدمة والأسواق سريعة النمو
.
نشر إطار عمل خاص بسلامة الذكاء الاصطناعي المتقدم
ولفت شياو، إلى جهود "جي 42" في تطوير ذكاء اصطناعي مسؤول عالمياً، عبر نشر إطار عمل خاص بسلامة الذكاء الاصطناعي المتقدم، والذي يستخدم حالياً كمرجع تنظيمي من قبل الجهات الرقابية ونظراء المجموعة في القطاع
.
تشغيل مراكز بيانات عالية الأداء في الإمارات
من جانبه، أوضح حسن النقبي الرئيس التنفيذي لشركة "خزنة داتا سنتر"، أن الشركة تؤدي دور العمود الفقري لـ"شبكة الذكاء" عبر تشغيل مراكز بيانات عالية الأداء في الإمارات، مصممة لضمان الكفاءة والاستمرارية وتقليل استهلاك الطاقة، لافتاً إلى تدشين الشركة أول منشأة دولية في تركيا بقدرة 100 ميغاوات تعتمد الطاقة الشمسية والتبريد المستدام
.
"خزنة داتا سنتر" تخطط لإطلاق مواقع جديدة في السعودية ومصر وكينيا وفرنسا وإيطاليا
وأكد النقبي، أن "خزنة داتا سنتر"، تخطط لإطلاق مواقع جديدة في كل من السعودية ومصر وكينيا وفرنسا وإيطاليا، وذلك لدعم جهود المجموعة في لنشر "شبكة الذكاء" عالمياً، وضمان استدامة الحوسبة والسيادة على البيانات في مختلف الأسواق
.
شركة "كور 42" تحقق محطات مهمة لتمكين تقنيات الذكاء الاصطناعي
بدوره، أشار كيريل إيفنتوف الرئيس التنفيذي لشركة "كور 42"، إلى المحطات المهمة التي حققتها الشركة في مطلع عام 2025 لتمكين تقنيات الذكاء الاصطناعي في الدولة وخارجها، منها توقيع اتفاقية تعاون مع دائرة التمكين الحكومي بأبوظبي، ومايكروسوفت، لتأسيس أول سحابة عامة سيادية تدعم أكثر من 11 مليون تفاعل يومي، وتمهد الطريق نحو أول حكومة في العالم تعتمد كلياً على الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2027
.
دفع جهود الإمارات نحو الطب الدقيق باستخدام الذكاء الاصطناعي
وفي قطاع الرعاية الصحية، أوضح ديميتريس مولافاسليس الرئيس التنفيذي لشركة
"M42"
، أن الشركة تواصل دفع جهود الإمارات نحو الطب الدقيق من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي وعلم الجينوم وتحليل التباينات الجينية، وتسريع اكتشاف وتطوير الأدوية، ما يعزز مكانة الإمارات وأبوظبي مركزاً للابتكار في علوم الحياة
.
ولفت إلى أن الشركة تعمل حالياً على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن مسارات الرعاية السريرية، وتطوير نماذج وتطبيقات خاصة قائمة على الذكاء الاصطناعي كنموذج
"Med42"
اللغوي السريري
.
"استراتيجية حكومة أبوظبي الرقمية 2025-2027"
من جهة ثانية، دشنت حكومة أبوظبي، "استراتيجية حكومة أبوظبي الرقمية 2025-2027"، خلال مطلع العام الجاري، بميزانية بلغت 13 مليار درهم، حيث تهدف إلى تحقيق الريادة العالمية للإمارة في الحكومة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وذلك عبر أتمتة الخدمات بالكامل، وكجزء من برنامج "الذكاء الاصطناعي للجميع".
وضمن الاستراتيجية، تستثمر الحكومة في تدريب وتمكين مواطني الإمارة في استخدامات الذكاء الاصطناعي المختلفة، إلى جانب استخدام أكثر من 200 حل مبتكر للذكاء الاصطناعي في كافة الخدمات الحكومية
.
إطلاق منظومة تشريعية ذكية متكاملة لتطوير التشريعات والقوانين في حكومة الإمارات
وفي إبريل الماضي، أطلقت منظومة تشريعية ذكية متكاملة لتطوير التشريعات والقوانين في حكومة الإمارات، والأولى من نوعها عالمياً، وتتضمن تصميم النموذج الجديد للتشريع في العصر الذكي مع المحافظة على نسق تشريعي إماراتي يحمل فكر المؤسسين وقيم المجتمع وأولوياته، وستُمكّن من توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في رفع كفاءة العملية التشريعية وتسريع دورة إصدار التشريع بنسبة تصل إلى 70
%.
أول برنامج بكالوريوس للذكاء الاصطناعي في المنطقة
وفي الجانب التعليمي، أطلقت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، في شهر مارس 2025، أول برنامج بكالوريوس للذكاء الاصطناعي في المنطقة، ما يسهم في إعداد جيل إماراتي وعربي متمكن، علمياً وتقنياً، كما اعتمدت حكومة الإمارات، في مايو الماضي، المنهج النهائي لاستحداث مادة "الذكاء الاصطناعي" في كافة مراحل التعليم الحكومي في الدولة من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر
.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 9 ساعات
- الاتحاد
الإمارات و«بريكس».. آفاق جديدة لتطوير تطبيقات «الذكاء الاصطناعي»
أحمد عاطف وشعبان بلال (القاهرة) يشهد العالم سباقاً متنامياً لتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي، باعتباره أحد المحاور الحاسمة في تشكيل ملامح المستقبل، في ظل التغيرات المتسارعة التي تشهدها مختلف الدول على صعيد التكنولوجيا والاقتصاد والسياسة، مما يجعل مجموعة «بريكس» تضع تطوير الذكاء الاصطناعي في مقدمة أولويات التعاون بين الدول الأعضاء. وبحسب بيانات «منتدى الاقتصاد العالمي»، فإنه من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بما يصل إلى 15.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، وهو ما تدركه دولة الإمارات جيداً، مما يجعلها تسعى إلى تعزيز فرص التعاون في هذا المجال الحيوي مع مختلف الشركاء الإقليميين والعالميين، ومن بينهم دول «بريكس». واعتبر خبراء ومحللون، تحدثوا لـ«الاتحاد»، أن الإمارات تُعد لاعباً رئيسياً ومؤثراً في مجالات الذكاء الاصطناعي، حيث تمتلك رؤية واضحة واستثمارات ضخمة جعلت منها واحدة من الدول الرائدة عالمياً في هذا المجال الحيوي، مؤكدين أن الخبرات الإماراتية في الذكاء الاصطناعي تمثل أداة استراتيجية يمكن أن تعيد تشكيل مسارات التنمية داخل مجموعة «بريكس». خبرات الإمارات وأوضح الخبير في مجال الذكاء الاصطناعي، ماركو فيلوفيتش، أنه في الوقت الذي تتحول فيه التكنولوجيا إلى ساحة رئيسية لإعادة تشكيل موازين القوى الدولية، تبرز خبرات الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي بوصفه عاملاً محورياً يعزز مكانتها داخل مجموعة «بريكس»، والتي تشهد توسعاً نوعياً بانضمام أعضاء جدد يمتلكون رؤى واستراتيجيات متقدمة. وقال فيلوفيتش، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الإمارات تأتي إلى طاولة «بريكس» ليس فقط بثقلها المالي والاستثماري، بل أيضاً بما تتمتع به من خبرات تقنية ومعرفية متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، عززتها بشراكات مهمة مع شركات عالمية، مثل مايكروسوفت، وIBM، وOpenAI، وبمؤسسات بحثية رائدة، مثل جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، والتي تُعد أول جامعة متخصصة بالكامل في هذا المجال على مستوى العالم. وأضاف أن إدماج الخبرات الإماراتية داخل البنية التعاونية لـ«بريكس» يمثل نقلة نوعية للمجموعة، والتي تضم دولاً ذات ثقل كبير، سواء على المستوى السكاني أو الاقتصادي، لكنها لا تزال بحاجة إلى تسريع وتيرة الابتكار التكنولوجي في قطاعات مختلفة، مثل الزراعة والرعاية الصحية والطاقة والحوكمة الرقمية، وهي مجالات يبرز فيها الذكاء الاصطناعي باعتباره أداة استراتيجية. وأشار إلى أن الإمارات تتيح لأعضاء «بريكس» نموذجاً عملياً في توظيف الذكاء الاصطناعي في صناعة القرار والتنمية المستدامة، ومن خلال مشاريع، مثل G42 التي تنشط في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة وشراكاتها مع دول آسيوية وأفريقية، تقدم الدولة إطاراً عملياً يمكن الاستفادة منه لتوسيع استخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي في الدول الأعضاء. ونوه فيلوفيتش بأن مجموعة «بريكس» تمثل أفقاً جديدة أمام صادرات الإمارات التقنية وخدماتها الذكية، خاصة في الأسواق الناشئة، وفي المقابل تستفيد دول المجموعة من الخبرات الإماراتية في مجال تصميم السياسات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والتنظيم الرقمي، وحوكمة البيانات في سياقات تتسم بالتنوع الجغرافي والثقافي. مبادرات رائدة أوضحت خبيرة الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي، الدكتورة نورهان عباس، أن قمة «بريكس» الـ17 تتمتع بخصوصية استثنائية، لا سيما مع توسع المجموعة، وانضمام الإمارات بثقلها الاقتصادي والتنموي لها، وهو ما يعزز أوجه التعاون مع دول ذات باع طويل في القطاع التكنولوجي، وبصفة خاصة الصين التي تحتضن مجموعة من الشركات الرائدة في الذكاء الاصطناعي، مثل «ديب سيك» و«تينسنت» و«بايدو» و«علي بابا»، إضافة إلى الهند ذات الخبرات البشرية المتقدمة في مجال تقنية المعلومات. وأشارت عباس، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن انضمام الإمارات إلى «بريكس» يفتح الباب أمام تبادل الخبرات مع دول المجموعة، وتوطيد علاقاتها في القطاع التقني مع الشرق والغرب، وهو ما يخدم طموحات الإمارات التكنولوجية بوصفها رائدة الذكاء الاصطناعي في المنطقة العربية. وشددت على أهمية المبادرات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي المطروحة على طاولة قمة «بريكس»، مما يسهم في تطويره بشكل أخلاقي ومستدام، وتنظيم تأثيره على سوق العمل، مع تعزيز التعاون في تقنيات أخرى، مثل أشباه الموصلات ونماذج اللغات الكبيرة، وهو ما يتوافق مع أولويات الإمارات في القطاع ذاته.


البيان
منذ 17 ساعات
- البيان
رهان "ميتا" الجديد.. الذكاء الفائق خيال علمي أم استثمار مستقبلي؟
في خطوة جريئة تعكس طموحاتها المتجددة في سباق الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة ميتا عن خطط لتأسيس مختبر جديد مخصص لتطوير ما يسمى بـ"الذكاء الفائق" — وهو مفهوم يصف أنظمة ذكاء اصطناعي تفوق القدرات المعرفية البشرية. هذا الإعلان يأتي بعد سلسلة من الانتكاسات في مساعي ميتا السابقة للتميز في مجال الذكاء الاصطناعي، كان أبرزها الأداء المخيب لإصدار "لاما 4"، وما تلاه من انتقادات حول تلاعب في عرض قدرات النموذج. المشروع الجديد يقوده ألكسندر وانغ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Scale AI، والذي انضم إلى ميتا ضمن إعادة هيكلة كبرى لجهود الشركة في الذكاء الاصطناعي تحت إشراف الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج. وتفيد التقارير أن ميتا تفاوضت على تعويضات ضخمة – تصل إلى تسعة أرقام – لاستقطاب كبار الباحثين من شركات منافسة مثل OpenAI وجوجل. مصطلح "الذكاء الفائق" لا يزال محل جدل علمي واسع. فبينما يرى بعض الخبراء أنه تطور حتمي، يعتبره آخرون فكرة ضبابية تُستخدم أكثر لأغراض تسويقية واستثمارية من كونها هدفاً واقعياً. الدكتورة مارغريت ميتشل، باحثة بارزة في المجال، حذّرت من أن الذكاء ليس مقياسًا موحدًا، محذّرة من تسرّع بعض المستثمرين في إعلان تفوق الآلات على البشر، دون أسس علمية واضحة. التحول نحو "الذكاء الفائق" يعكس قلق ميتا من فقدان مكانتها بين عمالقة التكنولوجيا، لا سيما بعد أن تبنّت شركات مثل مايكروسوفت وأمازون وجوجل استراتيجيات هجومية في الذكاء الاصطناعي. وقد زاد هذا القلق مع إعلان الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، عن ثقته بإمكانية بناء ذكاء عام اصطناعي قريبًا، وتنبؤات إيلون ماسك بأن الذكاء الاصطناعي سيتفوق على البشر خلال عامين. ورغم هذه التصريحات الطموحة، يواجه المجال عوائق علمية كبيرة. يان ليكون، كبير علماء الذكاء الاصطناعي في ميتا والحائز على جائزة تورينج، يرى أن تحقيق ذكاء عام أو فائق يتطلب ابتكارات جوهرية جديدة، وليس فقط تحسينات تدريجية على النماذج الحالية، وفقا "arstechnica". ويُذكر أن وانغ، الذي بنى شبكة قوية من العلاقات في مجتمع الذكاء الاصطناعي، كان قد شارك في تطوير تقنيات لصالح OpenAI ومايكروسوفت عبر شركته Scale AI المتخصصة في تصنيف البيانات. وتفيد مصادر أن ميتا تجري محادثات لاستثمار مليارات الدولارات في شركته ضمن صفقة أكبر تشمل نقل موظفين موهوبين من Scale إلى ميتا. وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الوعود بتقنيات ثورية، يرى منتقدون أن الحديث عن "الذكاء الفائق" قد يتحول إلى مجرد وسيلة لجذب تمويلات ضخمة، خاصة في ظل غياب تعريف موحد لما يُعتبر "تفوقًا" على الذكاء البشري. حتى مؤيدي الذكاء الفائق، مثل إيليا سوتسكيفر – المؤسس المشارك لـ OpenAI – أطلقوا شركات تركز فقط على تطوير هذا النوع من الذكاء، مؤكدين على أهمية السلامة قبل كل شيء. في المحصلة، تتجه ميتا نحو مغامرة تقنية محفوفة بالتحديات والغموض، مدفوعةً برغبة في استعادة موقعها الريادي. لكن يبقى السؤال: هل ستتمكن من تحقيق تقدم حقيقي، أم أن "الذكاء الفائق" سيبقى شعارًا فضفاضًا يُستخدم أكثر في المؤتمرات والعناوين الصحفية منه في المختبرات؟


الإمارات اليوم
منذ يوم واحد
- الإمارات اليوم
الإمارات.. مركز عالمي للذكاء الاصطناعي
رسخت الإمارات مكانتها مركزاً عالمياً رائداً في مجال الذكاء الاصطناعي خلال النصف الأول من عام 2025، مدفوعة برؤية استشرافية واستثمارات استراتيجية ضخمة، ومبادرات حكومية سبّاقة تعزز من قدراتها التكنولوجية وتسرّع التحول الرقمي عبر القطاعات كافة. وتبرز مجموعة «جي 42» كأحد روافد هذا الزخم، حيث أسهمت بمشاريعها الطموحة وشراكاتها العالمية في ترسيخ مكانة الإمارات مركزاً متقدماً للذكاء الاصطناعي على الصعيدين الإقليمي والدولي، معززة قدرة الدولة على استقطاب الاستثمارات ونقل وتوطين التكنولوجيا، وتسريع اعتماد حلول الذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات الحيوية. وأكد الرئيس التنفيذي لمجموعة «جي 42»، بينغ شياو، في تصريح لـ«وام»، أن النصف الأول من عام 2025 شهد تحولات مفصلية للمجموعة إذ قطعت شوطاً كبيراً نحو تحقيق رؤيتها لبناء «شبكة الذكاء»، مع إطلاق مشروع «ستارغيت الإمارات» ومجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي الأميركي بسعة 5 غيغاواط في أبوظبي بالشراكة مع شركات عالمية مثل OpenAI وOracle وNVIDIA وCisco وSoftBank، لترسيخ موقع الإمارة مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي المسؤول، مدعوماً بحوكمة محلية وحوسبة فائقة الأداء. وأوضح شياو أن الرؤية الطموحة لـ«شبكة الذكاء» تسعى لجعل قدرات الذكاء الاصطناعي متاحة وموثوقة للجميع، عبر ربط مراكز البيانات والبنى السحابية ونماذج الذكاء الاصطناعي في شبكة سيادية مرنة وآمنة، ما يتيح لدول ومؤسسات استغلال الذكاء الاصطناعي على نطاق وطني وبشروطها الخاصة في ميادين متعددة تشمل الصحة والطاقة والخدمات العامة. وأشار إلى توسع حضور المجموعة العالمي خلال النصف الأول من العام الجاري من خلال افتتاح مكاتب في أوروبا والولايات المتحدة، وتعزيز شراكات «جي 42» مع Microsoft وOpenAI وAMD وiGenius، إلى جانب مشاريع بنية تحتية في فرنسا وإيطاليا، بما يدعم مكانة الإمارات جسراً موثوقاً يربط بين التكنولوجيا المتقدمة والأسواق سريعة النمو. ولفت إلى جهود «جي 42» في تطوير ذكاء اصطناعي مسؤول عالمياً عبر نشر إطار عمل خاص بسلامة الذكاء الاصطناعي المتقدم، الذي يستخدم حالياً كمرجع تنظيمي من الجهات الرقابية ونظراء المجموعة في القطاع. من جانبه، أفاد الرئيس التنفيذي لشركة «خزنة داتا سنتر» حسن النقبي، بأن الشركة تؤدي دور العمود الفقري لـ«شبكة الذكاء» عبر تشغيل مراكز بيانات عالية الأداء في الإمارات، مصممة لضمان الكفاءة والاستمرارية وتقليل استهلاك الطاقة، لافتاً إلى تدشين الشركة أول منشأة دولية في تركيا بقدرة 100 ميغاواط تعتمد الطاقة الشمسية والتبريد المستدام. وأكد أن «خزنة داتا سنتر» تخطط لإطلاق مواقع جديدة في كل من السعودية ومصر وكينيا وفرنسا وإيطاليا، لدعم جهود المجموعة لنشر «شبكة الذكاء» عالمياً وضمان استدامة الحوسبة والسيادة على البيانات في مختلف الأسواق. بدوره، أشار الرئيس التنفيذي لشركة «كور 42» كيريل إيفنتوف إلى المحطات المهمة التي حققتها الشركة في مطلع عام 2025 لتمكين تقنيات الذكاء الاصطناعي في الدولة وخارجها، منها توقيع اتفاقية تعاون مع دائرة التمكين الحكومي في أبوظبي ومايكروسوفت لتأسيس أول سحابة عامة سيادية تدعم أكثر من 11 مليون تفاعل يومي، وتمهد الطريق نحو أول حكومة في العالم تعتمد كلياً على الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2027. وفي قطاع الرعاية الصحية، قال الرئيس التنفيذي لشركة «M42» ديميتريس مولافاسليس، إن الشركة تواصل دفع جهود الإمارات نحو الطب الدقيق من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي وعلم الجينوم وتحليل التباينات الجينية، وتسريع اكتشاف وتطوير الأدوية، ما يعزز مكانة الإمارات وأبوظبي مركزاً للابتكار في علوم الحياة. ولفت إلى أن الشركة تعمل حالياً على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن مسارات الرعاية السريرية، وتطوير نماذج وتطبيقات خاصة قائمة على الذكاء الاصطناعي كنموذج «Med42» اللغوي السريري. ودشنت حكومة أبوظبي «استراتيجية حكومة أبوظبي الرقمية 2025-2027» مطلع العام الجاري، بميزانية بلغت 13 مليار درهم، حيث تهدف إلى تحقيق الريادة العالمية للإمارة في الحكومة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، عبر أتمتة الخدمات بالكامل، وكجزء من برنامج «الذكاء الاصطناعي للجميع». وضمن الاستراتيجية، تستثمر الحكومة في تدريب وتمكين مواطني الإمارة في استخدامات الذكاء الاصطناعي المختلفة، إلى جانب استخدام أكثر من 200 حل مبتكر للذكاء الاصطناعي في الخدمات الحكومية. وفي أبريل الماضي أطلقت منظومة تشريعية ذكية متكاملة لتطوير التشريعات والقوانين في حكومة الإمارات، والأولى من نوعها عالمياً، وتتضمن تصميم النموذج الجديد للتشريع في العصر الذكي مع المحافظة على نسق تشريعي إماراتي يحمل فكر المؤسسين وقيم المجتمع وأولوياته، وستُمكّن من توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في رفع كفاءة العملية التشريعية وتسريع دورة إصدار التشريع بنسبة تصل إلى 70%. وفي الجانب التعليمي، أطلقت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أول برنامج بكالوريوس للذكاء الاصطناعي في المنطقة، ما يسهم في إعداد جيل إماراتي وعربي متمكن علمياً وتقنيا، كما اعتمدت حكومة الإمارات في مايو الماضي المنهج النهائي لاستحداث مادة «الذكاء الاصطناعي» في كل مراحل التعليم الحكومي في الدولة من رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر. • حكومة أبوظبي دشنت «استراتيجية حكومة أبوظبي الرقمية 2027-2025» مطلع العام الجاري بميزانية بلغت 13 مليار درهم.