
مسؤول روسي: الذكرى السنوية الـ80 للأمم المتحدة سببًا وجيهًا لعقد اجتماع بين بوتين وترامب
وقال أوشاكوف لصحفي قناة "روسيا 1" بافيل زاروبين، اليوم الأحد، تعليقا على توقيت لقاء محتمل بين بوتين وترامب: "قد يحدث هذا في أي لحظة".
وأضاف: "أعلم أنني وزملائي الصينيين ندرس إمكانية الاحتفال بهذه الذكرى (الذكرى الثمانين للأمم المتحدة) بشكل خاص ورسمي خلال زيارتنا المقبلة للصين".
ووفقا للمساعد الرئاسي، من المتوقع أن تتم زيارة بوتين للصين في الفترة من 31 أغسطس إلى 3 سبتمبر.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت ذكرى تأسيس الأمم المتحدة يمكن أن تصبح سببا للقاء محتمل بين بوتين وترامب أجاب: "سبب وجيه، نعم. لماذا لا؟".
وأشار أوشاكوف إلى أن إمدادات الأسلحة لأوكرانيا من الولايات المتحدة مستمرة بشكل جزئي.
وأكد، على أن روسيا أجرت حوارا مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن عبر قنوات مختلفة، لكن لهجتها كانت مختلفة نذاك، على عكس الحوار مع فريق دونالد ترامب.
وتابع: "مع الإدارة السابقة، كما ترون، كان أسلوب الحوار مختلفًا. تحدثنا معهم أيضًا على مختلف الصعد، لكن الحوار اقتصر على قراءة كل طرف لموقفه الرسمي حرفيًا من خلال ورقة. أي أنه لم يكن هناك نقاش بحد ذاته، ولا تراجع عن مواقف ثابتة ومستقرة. أما الآن، فهناك حوار يتيح فرصة للتنحي جانبًا قليلًا، والتعمق في بعض الأمور، واستكشاف ما هو ممكن حقًا، حيث يمكن إحراز تقدم حقيقي".
واعتبر مساعد الرئيس الروسي أن نبرة الحوار الحالية بين البلدين "إلى حد ما، تعطي الأمل في أن تكون هناك تغييرات حقيقية".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة خبر
منذ 8 ساعات
- وكالة خبر
هل غزة عند ترامب صفقة تجارية؟!
سأحاول ربط مضمون كتاب «فن الصفقة» الذي كتبه، دونالد ترامب، بالتعاون مع الكاتب، توني شوارتز، سأربطه بما ينشره دونالد ترامب يومياً عن الإبادة التي تتعرض لها غزة في سلسلة رقمية يومية، ادَّعى، ترامب أنه مؤلف الكتاب، ولم يكن توني شوارتز سوى مُدقق للكتاب، كتاب، «فن الصفقة» صدر العام 1987م، اعتبره ترامب بأنه في منزلة الكتاب المقدس، لأنه كان أكثر الكتب مبيعاً في العالم، وفق تقرير صحيفة «نيويورك تايمز»! ما حلقات الربط بين استراتيجيات ترامب في كتابه، فن الصفقة، وبين حرب الإبادة في غزة؟ لقد طبق، ترامب في اليوم الأول أبرز استراتيجية في كتابه وهي، أن يضع هدفاً كبيراً لمشروعه الجديد في غزة، فقد أعلن في اليوم الأول أنه يسعى لامتلاك غزة بكاملها، باعتبارها مدينة سياحية جميلة، وكأن غزة هي فندق الكومودور الذي يملكه في نيويورك! لم يكتفِ بذلك بل طالب كل سكان غزة بالهجرة منها إلى الدول الأخرى، انتهاء بجمهورية الصومال، وهو بهذه الآراء المتطرفة أحدث دهشة كبيرة في كل دول العالم، وأحدث ألماً ومأساة وقهراً في أوساط أصحاب الأرض الأصليين! وهو أيضاً قد طبق نظرية الكتاب في (الصفقات المتعددة) فهو لا يرغب في امتلاك غزة فقط، بل يسعى لتهجير سكانها الأصليين، وهو في الوقت نفسه يبحث لهم عن مواطن جديدة تمكنهم من الحياة السعيدة، كما يدعي! وهو من منطلق عقيدته التجارية المتمثلة في بث حالة الإدهاش في نفوس زعماء العالم، أحدث صدمة في أوساط رؤساء دول العالم ممن زاروا البيت الأبيض، لأنه كان يحاول بث الرعب في نفوسهم، فهو أيضاً لا ينفك يُظهر براعته في ترهيب زعماء الدول، وهو يهددهم تارة، وهو أيضاً يكافئهم إذا لبوا رغباته. طبق ترامب نظريته التجارية في الكتاب، في مجال الإعلام أيضاً، لأنه أصبح مواظباً على إبراز كل خطوة من خطواته وهو ينشرها يومياً، وهو مدمنٌ على إنكار ما تبناه منذ ساعات، فهو سرعان ما يتراجع عن أكثرها، فهو قد جعل العالم كله يصاب بالدهشة وينتظر، فقد أصدر قبل أسابيع - كما قال في تغريدته - تصريحاً إعلامياً قال فيه: «بعد عدة ساعات سيتم وقف إطلاق النار في غزة» ومرت الساعات والأيام دون أن ينفذ وعده السابق باحتمال توقيع اتفاق، وكأنه نسي ما قاله سابقا عدة مرات! فهو إذاً يعتبر ما يحدث في غزة صفقة تحتاج إلى لونٍ من الخداع المغلف بتصريحات غير قابلة للتحقيق! وهو أيضاً استخدم أسلوب الخداع السابق نفسه في ملف إيران، عندما أمهل إيران أسبوعين للإعلان عن رغبتها في التخلي عن السلاح النووي، ولكنه بعد عدة ساعات أصدر أمره لطائراته من نوع، بي 2 بأن تقصف المفاعلات النووية الإيرانية! الحقيقة هي أن قطاع غزة عند ترامب مشروعٌ تجاريٌ مربح، وقد أثارت تصريحاته استغراب من لم يقرؤوا كتابه السابق، وهو قد ربط هذا المشروع الكبير بشرط أن يكون خالياً من مالكيه الغزيين واقترح تهجيرهم إلى دولٍ عديدة، وهذا هو بالضبط الحد الأعلى لمشروعه التجاري، الذي أورده في كتابه السابق! فهو، كما أورد في كتابه، لم يبدأ بداية صغيرة لأن البدايات الصغيرة لا تجني الربح لأنها ستكون صفقة خاسرة! هل تمكن ترامب من تحويل مأساة غزة من ملفٍ عنصريٍ تصفوي إلى ملفٍ إعلامي للتسلية والترفيه ينشره كل يوم في منصة إكس؟ كما قال في كتابه السابق، فهو مواظب في كل يوم على أن يصرح تصريحات متناقضة لا تُنفذ! مع العلم أن السياسة الأميركية ليست سياسة يُصممها الرئيس وحده، ولكنها من إنتاج الحكومة العميقة في أميركا، المكونة من كبار أصحاب المليارات، ومن رؤساء شركات تصدير السلاح، ومن رؤساء مراكز الأبحاث والصحافيين، ومن كبار رجال الدين من التيار الإيفنجيلي المسيحاني الصهيوني، وما رئيس أميركا سوى مؤدٍ يُغرد على مقطوعة هؤلاء الدهاقنة في منظومة الحكومة العميقة، وكذلك فإنني أؤمن بأن هذه الحكومة العميقة، هي التي أنجحت دونالد ترامب في الانتخابات الأخيرة وألبسته طاقية، استعادة عظمة أميركا، وهو الشعار المركزي في مواجهة الصين التجارية! لا شك في أن كتاب «فن الصفقة» هو كتابٌ يستحق القراءة، لا لأنه من إنتاج رئيس أكبر دول العالم، بل لأن ما فيه من المعلومات مفيد لرجال الأعمال يستحق القراءة، وهو بالمناسبة صالحٌ لأن يكون دليلاً لتجار السياسة، لأن السياسة في عالم اليوم هي خطة تجارية بالدرجة الأولى، وهي الباب الأوسع لجني الأرباح والفوز بالقيادة في عالم مليء بالصراعات، لذا سأحاول أن أضع أبرز نقاط هذا الكتاب، في محاولة لربطها بما يجري في غزة من إبادة! عرض كتابُ، فن الصفقة أبرز الخطوات لربح الصفقات التجارية، ولعل أبرز المبادئ الاستراتيجية في الكتاب هو بذل جهد كبير في مجال الإعلام، لأن ذلك سيكون بديلاً عن الحملات الإعلانية المكلفة والمغرِّرة التي اعتادت الشركات أن تنفذها في بدايات كل مشروع، مع نبذ اليأس والإحباط في تصميم أي مشروع، وهو يطلب من كل من يخطط للصفقة أن يضع لصفقته أهدافا كبيرة، وألا يضع لها هدفاً صغيراً، لأن كل من يضع هدفاً محدوداً صغيراً فإنه غالباً ما يفشل في ذلك. ومن أبرز ما ورد في الكتاب أن يضع قائد المشروع عدة صفقات في وقتٍ واحد، لأن ذلك يجلب الربح ويُحجِّم الخسائرَ التي يمكن أن تصاحب المشروع الواحد، وعلى مصمم المشروع أن يهتم بالتفاصيل الصغيرة، وأن يتعرف عليها من خلال العاملين فيها، وليس من خلال المستشارين، فهو لا يؤمن بالاستشارات المهنية من أصحاب الألقاب الأكاديمية! كذلك وضع ترامب مبدأ آخر يتمثل في وجوب جمع المعلومات عن المشروع المراد تنفيذه من الممارسين العاملين في المشروع، وليس من شركات بناء وتصميم المشروعات، وهذا يساعد مالك المشروع على أن يفهم نفسيات العاملين المشاركين في هذا المشروع، ويجعله ضليعاً في علم النفس البشري، مع أنه يؤمن بأن المشاريع تحتاج إلى نوعٍ من التغرير ما يجلب الربح السريع، وهو لا يؤمن بنظريات المشاريع الجوفاء! لم يكتفِ، دونالد ترامب بهذه الخطط والأهداف، بل تعرض أيضاً للمعاملات البشرية أي في مجال إدارة المشاريع، ويشمل ذلك طريقة تعامل مدير المشروع مع العاملين مباشرة وهو يؤمن بأن يكون قائد المشروع لطيفاً مع العاملين في المشروع، وفي الوقت نفسه قادراً على توبيخ كل الذين يسيئون التصرف، أو يهينون صاحب المشروع! وهو لم يُغفل استراتيجية مهمة في مجال إنجاز المشروع، وهي أن يُحوِّل قائدُ المشروع ومالكُه مشروعَه الجديد من همٍّ مزعج ومأساة من المآسي اليومية، ويجعله لُعبة مسلية وممتعة، يديرها عن بعد ويستمتع بها! كانت تلك أبرز استراتيجيات دونالد ترامب التجارية، وهي تمثل فلسفته في بناء المشاريع! سأظل أعتقد أن ملف غزة لا يمكن أن يكون ضمن خطة، ترامب الرئيسة، فهو ملف إسرائيلي بحت يتعلق بالعقيدة المسيحانية الصهيونية. أعتقد أن ملف غزة هو ملكية حصرية للمخطِّط الإسرائيلي، وما دونالد ترامب سوى أحد المعاول لتنفيذ هذا المشروع الإسرائيلي الكبير المتمثل في تفريغ غزة من أخطر الملفات السياسية، وهو ملف القضية الفلسطينية المقدسة، الذي ظل يُزعج إسرائيل عقودا طويلة!


وكالة خبر
منذ يوم واحد
- وكالة خبر
ترامب: سأكون حازما مع نتنياهو بشأن إنهاء حرب غزة
عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رغبته في استعادة الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة، مؤكدا أن ملفي غزة وإيران سيكونان محور النقاش عندما يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض الاثنين المقبل. وأضاف ترامب -في تصريح للصحفيين اليوم الثلاثاء أثناء مغادرة البيت الأبيض لزيارة مركز احتجاز للمهاجرين في فلوريدا إيفرجليدز- "نتنياهو قادم إلى هنا وسنتحدث عن أمور كثيرة وعن النجاح المبهر والمذهل الذي حققناه في إيران". ولاحقا، قال الرئيس الأميركي "سأكون حازما مع نتنياهو بشأن إنهاء حرب غزة، وأعتقد أننا سنتوصل لاتفاق بشأن إنهاء الحرب الأسبوع المقبل". وكان نتنياهو قال، في وقت سابق، إنه سيزور الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، للقاء الرئيس الأميركي وكبار المسؤولين الأميركيين، وعقد اجتماعات أمنية. واعتبر نتنياهو أن هذه الزيارة تأتي استكمالا لما وصفه بالانتصار الكبير ضد إيران، وشدد على ضرورة استثمار هذا النصر، على حد قوله. وفي 13 يونيو/حزيران الماضي شنت إسرائيل بدعم أميركي حربا على إيران استمرت 12 يوما، شملت مواقع نووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، في حين ردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة. وفي 22 يونيو/حزيران، هاجمت الولايات المتحدة منشآت إيران وادعت أنها "أنهت" برنامجها النووي، فردت طهران بقصف قاعدة العديد الجوية في قطر، ثم أعلنت واشنطن في 24 من الشهر نفسه وقفا لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران. عرض ترامب وبحسب هيئة الإذاعة الإسرائيلية فإن "الزيارة المرتقبة هي الرابعة لنتنياهو إلى الولايات المتحدة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والثالثة منذ تولي ترامب ولايته الثانية في يناير/كانون الثاني 2025″. وذكرت الهيئة أن الرئيس ترامب يسعى للتقدم نحو صفقة كبرى تشمل إنهاء الحرب في غزة، والإفراج عن المحتجزين، ودفع مسار التطبيع بين إسرائيل ودول عربية. وخلال الأيام الماضية، أعرب ترامب مرارا عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب بغزة، وأنه "بات وشيكا جدا"، وسط أحاديث عن إمكانية توسيع التطبيع بين إسرائيل ودول عربية. وفي مارس/آذار تنصل نتنياهو من استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني، يما يضمن إنهاء الحرب وتبادل الأسرى على مراحل. وأكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين. لكن نتنياهو، المطلوب للجنائية الدولية، يصر على صفقات جزئية ويتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح المقاومة الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة. وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، ما أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، خلّفت نحو 190 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال. المصدر: الجزيرة + وكالات


وكالة خبر
منذ يوم واحد
- وكالة خبر
دبلوماسية النار
منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في فترته الرئاسية الثانية، كان في مخيلة ترامب عالمٌ آخر غير ذلك الذي صاغته القوى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، والذي شهد تحوّل "عصبة الأمم" إلى "الأمم المتحدة" بمجلسها الأمني ولعبة "الفيتو" بين الدول الخمس. وفي ضوء هذا التصور، ترقّب العالم "حمامة السلام" التي أراد ترامب فرضها بالقوة، وبرؤيته "الترامبية"، وبالاعتماد على قوة أمريكا المسلحة. كانت رؤيته "أمريكا أولاً" تعني بوضوح إخضاع العالم، وفرض عملية جباية مسلّحة لصالح رفاهية المواطن الأمريكي كما وعد في حملته الانتخابية. وبالتأكيد، فإن هذه النرجسية الفائقة تأتي على حساب الشعوب النامية التي لا تملك سلاح ردعٍ يوازي الإرهاب السياسي والعسكري الذي يمارسه الرئيس الأمريكي على الدول الأخرى. احتلت تحركات دبلوماسية مكثفة صدارة المشهد الإعلامي، من خلال مبعوثي ترامب ووزير خارجيته ودفاعه ومستشاريه للأمن القومي، وسط "كوكتيل" من التصريحات المتناقضة، التي يصعب على أي مراقب تقييمها بموقفٍ ثابت، سواء من الرئيس نفسه أو من مبعوثيه. الرئيس الأمريكي، الذي أراد أن يصنع عالمًا جديدًا باستخدام القوة، أطلق ضربات استعراضية على مدنٍ ومفاعلات نووية في إيران، إلى جانب ضربات نفذها أسطوله البحري في البحر الأحمر ضد الحُديدة وصنعاء ومناطق أخرى في اليمن. إلا أن الاستعراض الأكبر للقوة تمثل في دعم عدوان الكيان الصهيوني على قطاع غزة وجنوب لبنان، واستخدام السلاح الأمريكي في أجواء سوريا والجولان، حيث طالت الغارات الإسرائيلية، المدعومة أمريكيًا، كل المقدرات المسلحة والاستراتيجية للشعب السوري. "سلام القوة" الأمريكي، الذي بات يردده نتنياهو كفزاعة في المنطقة، تحوّل إلى خطابٍ يومي، حيث يتفاخر بأنه وجيشه قادران على الوصول إلى أي بقعة في المنطقة، حتى أجواء إيران ذاتها. غير أن الاستعراض الإسرائيلي–الأمريكي بقوة ضرباته على إيران قابله رد فعلٍ إيراني مباشر، قوامه "التدمير مقابل التدمير"، ما أوصل المنطقة إلى النقطة الحرجة (Critical Point)، ومن ثمّ تم وقف إطلاق النار دون أي بروتوكول أو اتفاق، بل بفعل قوة الردع المضاد أمام سلام القوة الأمريكي. أما غزة، فرغم كل ما جرى فيها من حرب غير مباشرة، تجلت في إثارة الفوضى والتجويع ونشاط العملاء، ومعركة إعلامية تستهدف تسليم وعي الجيل الفلسطيني وثنيه عن التفكير في جذور الأزمة، فإن الشعب الفلسطيني لا يزال صامدًا. فالعناصر الأربعة: "الحقوق، التاريخ، القدس، واللاجئون"، التي اتفق ترامب ونتنياهو على شطبها من معادلة الصراع، لا تزال حيّة في وجدان المقاومة، وما تزال رمال غزة، بهياكلها العظمية، وحصارها المطبق، مقتلةً لجنود ومعدات الجيش الإسرائيلي–الأمريكي. العقيدة الدبلوماسية الأمريكية نشطت خلال العامين الأخيرين لتثبيت نظرية "الأمن الإسرائيلي" كقوة إقليمية وحيدة في المنطقة، وإعادة الزمن إلى الوراء عبر خطاب "الجيش الذي لا يُقهَر"، و"السوبرمان الأمني الإسرائيلي"، القادر على فرض إرادته في أي جزء من الوطن العربي والعالم. وعلى هذا الأساس، تتحرك الدبلوماسية الأمريكية، إلا أن اللعبة لم تنتهِ بعد، وعقدة الرواية لم تُصَغ حتى الآن. من غزة إلى طهران، مرورًا بخضوع حزب الله لإرادة الدولة اللبنانية، وخروج سوريا شبه الكامل من المعادلة، تتحدث الدبلوماسية الأمريكية اليوم عن تطبيع شامل في المنطقة. بل ويتحدث نتنياهو أمام مجلس وزرائه عن إمكانية تحقيق مكاسب إقليمية إذا نجح في إعادة الأسرى من غزة، ووقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، وتقسيم القطاع إلى خمس مربعات أمنية، وتفريغ شمال غزة بعمق 5 كيلومترات لتأمين "خط الهند الاقتصادي". كما لا يستبعد حربًا بأدوات أخرى إذا اقتضت الضرورات الأمنية، عبر اختراقات نوعية لتلك المربعات. هذه هي خطة نتنياهو، ويتكيّف معها المبعوث الأمريكي ويتبنّاها. وكما قلت، اللعبة لم تنتهِ، والرواية لم تكتمل. فالمقاومة، بما تملكه من إمكانيات، لا تزال ترعب الاحتلال وتستنزفه نفسيًا ومعنويًا، إضافةً إلى أزماته الداخلية التي تتفاقم. "سلام القوة" الأمريكي كان يتوقع أن تستسلم إيران، ثم غزة، فجاء الرد الإيراني العسكري على استعراض القوة الأمريكي، سواء في أجواء إيران أو في صنعاء والحديدة وجنوب لبنان وغزة، حاسمًا وقويًا: إيران قادرة على فك شفرة الغطرسة الأمريكية، ولن تنصاع. وبينما حذر نتنياهو من ضربة جديدة على إيران وهجوم شامل على غزة، تتضح خطوط العرض والطول للأزمة في الشرق الأوسط بأنها لم تتحدّد بعد. لكن المؤكد أن التطبيع بالقوة، كما يراه ترامب ونتنياهو، لن يستقيم. فحرب غزة كشفت الجميع، وشعوب المنطقة ترى وتسمع، ولن تنسى ما فعلته إسرائيل وأمريكا في غزة. إنها بشاعة اللا-أخلاق السياسية والعسكرية، وسيبقى أثرها حاضرًا في ذاكرة الشعوب طويلًا.