logo
الهدوء والعزلة ملاذ الأرواح المتعبة

الهدوء والعزلة ملاذ الأرواح المتعبة

في زمنٍ ضجّ بالصخب، وازدحم بالأحاديث الفارغة، يصبح الهدوء عملة نادرة، والعزلة نعمة لا يشعر بها إلا من ضاق صدره من ضجيج العالم ليست العزلة انسحابًا عن الحياة بل هي أحيانًا عودة صادقة إلى الذات وإلى خالقها.
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
'من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه'
[رواه الترمذي].
وفي هذا الحديث حكمة تُلهمنا أن نبتعد عن كل ما يستهلك أرواحنا بلا جدوى، فنجد في الصمت راحة وفي الانفراد سكينة.
العزلة ليست انطواء بل هي استراحة محارب لترتيب حياتك وافكارك بشكل افضل
يقول أبو العلاء المعري:
'إني وَإنْ كنتُ الأخيرَ زمانُهُ
لآتٍ بما لَم تستَطعْهُ الأوائلُ'
ففي العزلة تتولد الأفكار، وتنضج الأحلام، ويكتب التاريخ صفحاته على مهل.
ولقد أدرك الشعراء قيمة السكون، فقال المتنبي:
'وإذا خَفِيتَ على الغَبيِّ فعاذرٌ
أن لا تَراكَ عيونُ من لا يفهَمُ'
والهدوء احياناً لا يعني الصعف بل هو صوت العقل إذا ارتفع فوق ضوضاء الحماقات وهو كالماء لا شكل له لكنه يُشكّل كل شيء.
أما العزلة فهي كالسحاب لا أحد يعرف ما فيه إلا إذا هطل وقد تهطل حكمًا وأدبًا وتأملًا عميقًا في معنى الحياة..!
وفي الختام، ليس كل من آثر العزلة هاربًا من الناس، بل ربما كان أقربهم إلى فهمهم ففي العزلة حوار مع النفس وتنفسٌ للروح، وتأملٌ في الكون الواسع…
ومن وجد سكينته في الهدوء والعزلة، فقد ملك كنزًا لا يُقَدّر بثمن.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خال الزميل صبحي الحداد في ذمة الله
خال الزميل صبحي الحداد في ذمة الله

المدينة

timeمنذ 2 ساعات

  • المدينة

خال الزميل صبحي الحداد في ذمة الله

فجع الزميل الدكتور صبحي الحداد بوفاة خاله حربي محمد الحداد (أبو محمد) الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى مساء اليوم الجمعة.وتم الصلاة عليه بعد صلاة الفجر اليوم السبت 28 / 6 / 2025 في جامع فيصل المبارك بحي الرويس بجدة وتم الدفن في مقبرة الرويس.وسوف يكون اول ايام العزاء اليوم السبت بجانب منزله بجدة في حي الصفا ٢ في الساحة المجاورة لمسجد التعاون .و"المدينة "التي آلمها النبأ تتقدم للزميل صبحي ولأسرة الفقيد وذويه بخالص العزاء والمواساة وتدعو الله تعالى للفقيد بالرحمة والمغفرة(إنا لله وإنا إليه راجعون)موقع العزاء

"طريق العقلة – حيد ردفان... طريق مختصر وأجر ممتد"
"طريق العقلة – حيد ردفان... طريق مختصر وأجر ممتد"

الأمناء

timeمنذ 10 ساعات

  • الأمناء

"طريق العقلة – حيد ردفان... طريق مختصر وأجر ممتد"

(الامناء نت/خاص:) كتب : جميل محمد ثابت في قلب ريف محافظة لحج حيث تعيش القرى بين تضاريس الجبال وبعد المسافات يقطع الناس يوميًا مسافات طويلة عبر طرقٍ وعرة لا ترحم… الطريق ليس مجرد حجارة وتراب… بل هو عرق، ودمعة وتأخّر ومعاناة. طريق العقلة – حيد ردفان ليس ترفًا عمرانيًا بل ضرورة إنسانية تمس حياة الآلاف من السكان يُعاني فيه الأهالي من العزلة وصعوبة الوصول إلى المدارس والمستشفيات والأسواق وتقضي السيارات فيه ساعات على طرقٍ مرهقة قد تُفضي للهلاك إن تأخر الوصول. ولكن... هناك أملٌ قريب وفرصة عظيمة لكل من يسعى للخير بشق طريق مختصر يربط العقلة بحيد ردفان يخدم عشرات القرى ويختصر معاناة أجيال، ويعيد الحياة لناسٍ حُرموا من أبسط حقوقهم: أن يصلوا وأن يُوصَل إليهم. من يتبرّع لهذا الطريق… لا يعبد الأرض، بل يُمهّد طريقه إلى الجنة كل ريال يُنفق في هذا المشروع هو سهم في صدقة جارية… كل عجلة تمر فوق هذا الطريق كل مريض يُنقذ كل طفل يصل مدرسته كل هذه اللحظات تصعد إلى السماء… وتشهد لك. قال رسول الله ﷺ: "خير الناس أنفعهم للناس" وما نفعٌ أعظم من أن تُمهّد سبيلًا بين الخطر والأمان؟ نداءنا الصادق… نتوجّه بندائنا بكل تقدير واحترام إلى: معالي محافظ محافظة لحج مدير عام مديرية ردفان العميد القائد مختار النوبي قائد محور أبين – كرش وقائد اللواء الخامس دعم وإسناد العميد عثمان معوضه قائد اللواء الرابع عشر صاعقه العقيد على صالح النوبي قائد اللواء الثالث عشر صاعقه أن يجعلوا لهذا الطريق المختصر مكانًا في اهتمامهم فهو ليس مجرد طريق مختصر… بل هو اختصار للألم للعزلة للموت البطيء. أنتم أهل المسؤولية ومن تفتح القرارات على أيديهم أبواب الفرج فكونوا كما عهدناكم… سندًا لأبناء هذه القرى وعونًا لهم في طريق ينتظر من يفتحه. وأخيرًا… ندعو أهل الخير والتجار وذوي رؤوس الأموال أن يُسهموا بما يستطيعون صغيرًا كان أو كثيرًا فالعطاء لا يقاس بالمقدار… بل بصدق النية وحجم النفع. شكرًا لكل من بذل ولو بكلمة وشكرًا لكل من سيمهّد طريقًا… لا للناس فقط بل لنفسه إلى رضوان الله

الشيخ أحمد الحذيفي خطيباً للجمعة بالمسجد النبوي الشريف
الشيخ أحمد الحذيفي خطيباً للجمعة بالمسجد النبوي الشريف

غرب الإخبارية

timeمنذ 19 ساعات

  • غرب الإخبارية

الشيخ أحمد الحذيفي خطيباً للجمعة بالمسجد النبوي الشريف

المصدر - أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الحذيفي المسلمين في خطبته بتقوى الله ومراقبته، فهي منبع الفضائل، ومجمع الشمائل، وأمنع المعاقل، من تمسك بأسبابها نجا. وقال فضيلته: فإن تقوى الله جل وعز وخشيته في الغيب والشهادة أوثق أسباب رضوانه، وأوسع أبواب امتنانه، فهي التجارة التي لا تبور، والزاد الذي لا ينفد، والسرور الذي لا ينقطع، ونعيم الحياة العاجل قبل النعيم الآجل المقيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)، وإن في سرعة انصرام الأيام وانقضاء الأعوام لعبرةً لذوي الحِجا ومتَّعَظًا لأولي النُّهى، يقف المؤمن عند ذلك وقفة المتأمِّل، ويلتفت التفاتة المدّكر، فيقيس آتي زمانه على ماضيه؛ لأنه يعلم أن اليوم سيصير أمسًا، وأن ضجيج اليوم سيحول همسًا، فما أشبه عامَنا الغاضِرَ بعامنا الغابر، ويومَنا الحاضرَ بأمسنا الدابر، وكأن تشابه أحداث الزمان دَوَرانُ رَحا، ومدةَ بقائه كإقامة شمسِ ضحى، إنها سنة الله التي بها قضى في كَوْنه وخَلْقه، فلا يستقر حال ولا يدوم، ولكنها الحياة تتقلب بأهلها، وتمور بمَن عليها، حتى تنتهي رحلةُ الحياة ومسيرةُ العمر إلى لقاء الله جل وعز. وبين فضيلته، أننا حين نودع عامنا الهجري ونطوي أيامه فإننا نصافح العام الجديد المطلَّ علينا بأكفّ الأماني، ونستفتحه بتباشير التفاؤل والآمال، ونودّع ما مضى من أيام عامنا المنصرم بما استودعه من صالح النيات والأقوال والأعمال، ودعنا بوداع عامنا موسمًا عظيمًا من مواسم الخير، امتن الله فيه على المسلمين بأداء شعيرة من أعظم شعائر الإسلام وأجلّ مبانيه العظام، واستقبلنا موسم شهر الله المحرم، موسم يتلوه آخر، في سلسلة من مواسم الخير متصلة الحلقات، متوالية الأوقات، شهر الله المحرم قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)، فدل ظاهر هذا الحديث أن صوم شهر الله المحرم هو أفضل ما تطوع به العبد تطوعًا مطلقًا من الصيام بعد رمضان، كما أن أفضل التطوع المطلق بالصلاة قيام الليل. وخاطب فضيلته المؤمنين والمؤمنات قائلًا: إن الله اختصكم بالوفود على هذه البقاع المباركات والمواضع المحرمات في هذه الأوقات الفاضلات والأزمنة الشريفات، ووفق ولاة أمرها إلى القيام على رعاية هذه المقدسات، والعناية بها وبقاصديها وزائريها حق العناية، في أفياء وارفة من الأمن والإيمان والسكينة، وظلال وادعة من الرخاء والبشر والطمأنينة، فاستشعروا أيها المؤمنون والمؤمنات والقاصدون والقاصدات هذه النعم العظمى والمنن الجُلّى، بكثرة اللهج بشكر الله والثناء عليه، وتعظيم قدر هذه البقاع واستشعار حرمتها ومقدساتها ومقدَّراتها، والحرص على اتباع سنة نبينا -صلى الله عليه وسلم- فيها، والدعاء لولاة أمرها بالتوفيق والتسديد والمعونة والثواب الأوفى في الدنيا والأخرى. وختم إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الحذيفي خطبته بالدعاء للقائمين على خدمة الحرمين الشريفين ورعايتهما والعناية بقاصديهما وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، سائلًا الله عزوجل أن يجزاهم الثواب وأوفاه يا أكرم الأكرمين، وأن يحفظهم بحفظه ويحيطهم بعنايته، وأن يحفظ هذه البلاد الطيبة الطاهرة المملكة العربية السعودية مأرز الإيمان ومهبط الوحي ومهوى أفئدة المسلمين من كيد الكائدين ومكر الماكرين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store