logo
المفاوضات التجارية بين أوروبا وأميركا تدخل مرحلتها الحاسمة

المفاوضات التجارية بين أوروبا وأميركا تدخل مرحلتها الحاسمة

الشرق الأوسطمنذ يوم واحد
بينما دخلت المباحثات الأميركية الأوروبية بشأن اتفاق تجاري مرحلتها الحاسمة، التي على إثرها إما الوصول إلى اتفاق أو إعلان حرب تجارية قد تستمر سنوات، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الأحد، إن الاتحاد الأوروبي سيمدد تعليقه للإجراءات المضادة التي سيردّ بها على الرسوم الجمركية الأميركية حتى أوائل أغسطس (آب)، في وقت يفضل فيه التكتل حلّاً تفاوضياً بشأن التجارة مع الولايات المتحدة.
وصعّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الحرب التجارية العالمية، السبت، مهدداً بفرض رسوم جمركية بنسبة 30 في المائة على الواردات من الاتحاد الأوروبي، اعتباراً من الأول من أغسطس، بخلاف الرسوم على قطاعات محددة، على الرغم من إجراء محادثات مكثفة على مدى شهور.
وفاجأت خطوة ترمب دول الاتحاد، أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، الذي كان يأمل في تجنب تصعيد حرب تجارية بعد مفاوضات مكثفة وتصريحات ودية على نحو متزايد من البيت الأبيض.
وأكبر ما يشتكي منه الرئيس الأميركي هو العجز التجاري الأميركي مع الاتحاد الأوروبي، فيما يتعلق بالسلع، الذي بلغ 235 مليار دولار عام 2024، وفقاً لبيانات مكتب الإحصاء الأميركي. لكن الاتحاد أشار مراراً إلى فائض أميركي في الخدمات.
وقالت فون دير لاين، لدى إعلانها عن تمديد تعليق الإجراءات المضادة، للصحافيين، إن التكتل «سيواصل إعداد مزيد من الإجراءات المضادة حتى نكون على أهبة الاستعداد».
أوضح المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، كيفن هاسيت، الأحد، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اطلع على بعض المقترحات لاتفاقات تجارية، ويعتقد أنه يتعين أن تكون أفضل من ذلك.
وأضاف هاسيت أن ترمب سيمضي قدماً في تطبيق الرسوم الجمركية التي هدّد بفرضها على المكسيك والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، في حال عدم تقديم مقترحات أفضل.
ترمب خلال حديثه للصحافيين (رويترز)
وذكر هاسيت، في تصريحات لشبكة «إيه بي سي»: «حسناً، هذه الرسوم الجمركية ستطبق حقّاً إذا لم يتلقَّ الرئيس اتفاقات، يعتقد أنها جيدة بما فيه الكفاية». وتابع: «لكن كما تعلمون، المحادثات مستمرة، وسنرى كيف ستنتهي الأمور».
وقال هاسيت إن تهديد ترمب بفرض رسوم جمركية تبلغ 50 في المائة على البضائع القادمة من البرازيل، ما يعكس إحباط ترمب من تصرفات الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، وكذلك من مفاوضاتها التجارية مع الولايات المتحدة.
وعلّق الاتحاد الأوروبي أول حزمة من الإجراءات المضادة للرسوم الجمركية الأميركية على الصلب والألمنيوم في أبريل (نيسان)، التي كانت ستؤثر على واردات سلع أميركية تصل قيمتها إلى 21 مليار يورو (24.6 مليار دولار)، لمدة 90 يوماً لإتاحة الوقت للمفاوضات. ومن المقرر أن تنتهي فترة هذا التعليق يوم الاثنين.
ويعمل التكتل على حزمة ثانية منذ مايو (أيار)، تستهدف سلعاً أميركية بقيمة 72 مليار يورو، لكن هذه الإجراءات لم تعلن بعد، وتتطلب القائمة النهائية موافقة الدول الأعضاء.
وقالت فون دير لاين إن الوقت لم يحن بعد لطرح خيار اللجوء إلى أداة الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإكراه.
أورسولا فون دير لاين تتحدث للصحافيين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس إندونيسيا 13 يوليو 2025 (إ.ب.أ)
وتابعت قائلة: «أداة (مكافحة الإكراه) وجدت لحالات استثنائية، نحن لم نصل إلى هذا الحدّ بعد»، في إشارة إلى أداة تسمح للاتحاد الأوروبي بتجاوز الرسوم التقليدية على السلع وفرض قيود على التجارة في الخدمات أيضاً.
كما تسمح هذه الأداة للتكتل باتخاذ إجراءات مضادة بحقّ دول ثالثة إذا مارست ضغوطاً اقتصادية على دول أعضاء بالاتحاد الأوروبي لتغيير سياساتها.
ومن بين إجراءات الردّ المحتملة فرض قيود على دخول سلع وخدمات إلى أسواق الاتحاد الأوروبي، وتدابير اقتصادية أخرى، منها ما يرتبط بالاستثمار الأجنبي المباشر والأسواق المالية وضوابط التصدير.
من جانبها، أكّدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، الأحد، أن التكتل يمتلك «الأدوات» للدفاع عن نفسه في مواجهة الرسوم الجمركية الأميركية، خصوصاً من خلال استهداف «الخدمات» التي تصدّرها الولايات المتحدة إلى الأوروبيين.
وقالت، في مقابلة مع صحيفة «لا تريبيون ديمانش»: «لطالما سعى الاتحاد الأوروبي إلى حلّ تفاوضي. ولكن إذا لزم الأمر، فهو يمتلك أيضاً الأدوات للدفاع عن مصالحه».
وقالت كالاس: «في قطاع الخدمات، تتمتع أوروبا بموقف قوي».
وأثار تصعيد ترمب الأخير في خضم مفاوضات مع بروكسل، ردود فعل قوية في أوروبا، إذ قد يؤثر على قطاعات اقتصادية رئيسية، مثل السيارات والأدوية والطائرات.
وبالنظر إلى الخدمات فقط، يصبح الوضع معكوساً، إذ تعاني الدول السبع والعشرون المنضوية في الاتحاد من عجز تجاري قدره 150 مليار يورو، خصوصاً بسبب التكنولوجيا، من خلال دفع تكاليف خدمات تكنولوجيا المعلومات واستخدام برمجيات أميركية.
قال وزير المالية الألماني، لارس كلينجبايل، إنه ينبغي على الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات «حاسمة» ضد الولايات المتحدة إذا فشلت مفاوضات الرسوم الجمركية، وذلك وسط حرب تجارية متصاعدة.
وقال كلينجبايل لصحيفة «زود دويتشه تسايتونج» الألمانية: «إذا لم يتم التوصل إلى حلّ عادل عبر التفاوض، يجب علينا اتخاذ إجراءات مضادة حاسمة لحماية الوظائف والشركات في أوروبا».
وأضاف: «يدنا لا تزال ممدودة، لكننا لن نوافق على كل شيء».
سفينة شحن يتم تحميلها في محطة حاويات «توليرورت» في ميناء هامبورغ بألمانيا (رويترز)
ويرى السياسي الألماني البارز، يورجن هارت، أن مفاوضات ربما تعقد مجدداً بين الاتحاد الأوروبي وواشنطن، ويتأجل على إثرها فرض رسوم جمركية أعلى على الواردات.
وقال هارت، وهو نائب زعيم الكتلة المحافظة لحزبي الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، بزعامة المستشار فريدريش ميرتس في البرلمان الألماني (البوندستاج): «لعبة التفاوض بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تدخل مرحلتها الحاسمة». وفقاً لـ«رويترز».
وتابع قائلاً: «أراهن على التوصل إلى اتفاق جزئي على الأقل، وعلى تأجيل إضافي قبل الأول من أغسطس. ففي نهاية المطاف، سيكون على المواطنين والشركات الأميركية تحمل تكلفة دفع الرسوم الجمركية المرتفعة، وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار والتضخم في الولايات المتحدة».
وقال هارت إن على أوروبا أن تثني ترمب عن «اعتقاده الخاطئ» بأن العجز التجاري الأميركي ناجم عن إجراءات حماية تجارية يتخذها الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن الولايات المتحدة لديها فائض في الخدمات بسبب هيمنة قطاع تكنولوجيا المعلومات لديها، وهو ما ساعد في تعويض العجز التجاري إلى حدّ كبير.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

النفط يرتفع مع ترقب العقوبات الروسية ومخاوف تأثر الإمدادات
النفط يرتفع مع ترقب العقوبات الروسية ومخاوف تأثر الإمدادات

الرياض

timeمنذ 29 دقائق

  • الرياض

النفط يرتفع مع ترقب العقوبات الروسية ومخاوف تأثر الإمدادات

ارتفعت أسعار النفط، أمس الاثنين، مُضيفةً مكاسب تجاوزت 2% مُسجلةً يوم الجمعة، مع ترقب المستثمرين لمزيد من العقوبات الأمريكية على روسيا والتي قد تؤثر على الإمدادات العالمية، لكن زيادة الإنتاج السعودي واستمرار حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية حدّت من المكاسب. ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 21 سنتًا، أو 0.3%، لتصل إلى 70.57 دولارًا للبرميل، موسعة مكاسبها التي بلغت 2.51% يوم الجمعة. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 20 سنتًا، أو 0.3%، لتصل إلى 68.65 دولارًا، بعد أن أغلقت على ارتفاع بنسبة 2.82% في الجلسة السابقة. صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يوم الأحد بأنه سيرسل صواريخ باتريوت للدفاع الجوي إلى أوكرانيا. ومن المقرر أن يُدلي بتصريح هام بشأن روسيا يوم الاثنين. وأعرب ترمب عن إحباطه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب عدم إحراز تقدم في إنهاء الحرب في أوكرانيا وتكثيف روسيا قصفها للمدن الأوكرانية. وفي محاولة للضغط على موسكو للدخول في مفاوضات سلام بحسن نية مع أوكرانيا، اكتسب مشروع قانون أمريكي مشترك بين الحزبين، من شأنه فرض عقوبات على روسيا، زخمًا الأسبوع الماضي في الكونغرس، لكنه لا يزال ينتظر دعم ترمب. وأفادت مصادر أوروبية بعد اجتماع عُقد يوم الأحد أن مبعوثي الاتحاد الأوروبي على وشك الاتفاق على الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد روسيا، والتي ستشمل خفض سقف أسعار النفط الروسي. في الأسبوع الماضي، ارتفع خام برنت بنسبة 3%، بينما حقق خام غرب تكساس الوسيط مكاسب أسبوعية بلغت حوالي 2.2%، بعد أن قالت وكالة الطاقة الدولية إن سوق النفط العالمية قد تكون أكثر تشددًا مما تبدو عليه، بدعم من الطلب الذي تدعمه ذروة تشغيل المصافي الصيفية لتلبية احتياجات السفر وتوليد الطاقة. مع ذلك، قال محللون في بنك إيه ان زد، إن مكاسب الأسعار كانت محدودة بسبب بيانات تُظهر أن المملكة العربية السعودية رفعت إنتاج النفط فوق حصتها بموجب اتفاقية الإمداد بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها. وذكرت وكالة الطاقة الدولية أن المملكة العربية السعودية تجاوزت هدفها لإنتاج النفط لشهر يونيو بمقدار 430 ألف برميل يوميًا ليصل إلى 9.8 ملايين برميل يوميًا، مقارنةً بهدف المملكة الضمني في اتفاق أوبك+ البالغ 9.37 ملايين برميل يوميًا. وأعلنت وزارة الطاقة السعودية يوم الجمعة أن المملكة ملتزمة تمامًا بهدفها الطوعي لإنتاج أوبك+، مضيفةً أن إمدادات النفط الخام التي تسوقها السعودية في يونيو بلغت 9.352 ملايين برميل يوميًا، بما يتماشى مع الحصة المتفق عليها. وفي سياق آخر، ذكر بنك إيه ان زد، في مذكرة أن إصدار بيانات تجارة السلع الأولية في الصين في وقت لاحق من يوم الاثنين من شأنه أن يُسلط الضوء على أي علامات مستمرة على ضعف الطلب. وارتفعت واردات الصين من النفط في يونيو بنسبة 7.4 % لتصل إلى 49.89 مليون طن مقارنة بالعام السابق، أي ما يعادل 12.14 مليون برميل يوميًا، مسجلةً أعلى معدل يومي منذ أغسطس 2023، وفقًا لبيانات الجمارك الصادرة يوم الاثنين. ومن المرجح أن تواصل الصين تخزين النفط، ولكن مع وصول مخزونها إلى 95% من ذروة تراكم المخزون في عام 2020، من المرجح أن تظهر هذه المخزونات في مواقع "مرئية" في الأسواق الغربية، والتي تُعدّ حاسمة في تشكيل الأسعار، مما يُمارس ضغطًا هبوطيًا عليها، وفقًا لفريق أبحاث جي بي مورغان في مذكرة للعملاء. استعادت صادرات الصين زخمها في يونيو، حيث سارعت الشركات إلى تقديم طلباتها للاستفادة من هدنة التعريفات الهشة بين بكين وواشنطن قبل الموعد النهائي الوشيك الشهر المقبل، مع ارتفاع ملحوظ في الشحنات المتجهة إلى مراكز النقل في جنوب شرق آسيا. وتنتظر الشركات على جانبي المحيط الهادئ لمعرفة ما إذا كان أكبر اقتصادين في العالم سيتفقان على صفقة أكثر ديمومة، أو ما إذا كانت سلاسل التوريد العالمية ستتأثر مرة أخرى بإعادة فرض رسوم تتجاوز 100%. يقوم المنتجون الصينيون، الذين يواجهون ضعف الطلب في الداخل وظروفًا أكثر قسوة في الولايات المتحدة، حيث يبيعون سلعًا تزيد قيمتها عن 400 مليار دولار سنويًا، بتحوط رهاناتهم ويتسابقون للحصول على حصة سوقية في الاقتصادات الأقرب إلى الوطن. وأظهرت بيانات الجمارك يوم الاثنين أن الشحنات الصادرة من الصين ارتفعت بنسبة 5.8% على أساس سنوي في يونيو، متجاوزة توقعات المحللين بزيادة قدرها 5.0% ونمو مايو بنسبة 4.8%. وقال تشيم لي، كبير المحللين في وحدة الاستخبارات الاقتصادية: "هناك بعض الدلائل على أن الطلب على الشحنات المُسبقة بدأ يتضاءل تدريجيًا". وأضاف: "بينما من المرجح أن يستمر الطلب المُسبق قبل الموعد النهائي لتعليق الرسوم الجمركية في أغسطس، فقد بدأت أسعار شحن الشحنات المتجهة من الصين إلى الولايات المتحدة في الانخفاض". وأضاف: "يبدو أن تحويل مسار التجارة وإعادة توجيهها مستمر، مما سيجذب انتباه صانعي السياسات في الولايات المتحدة والأسواق الأخرى". انتعشت الواردات بنسبة 1.1%، بعد انخفاضها بنسبة 3.4% في مايو. وكان الاقتصاديون قد توقعوا ارتفاعًا بنسبة 1.3%. وساهمت البيانات الإيجابية في رفع معنويات السوق، حيث ارتفع المؤشر الصيني للأسهم القيادية بنسبة 0.2% عند استراحة منتصف النهار، بينما ارتفع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.4%، مقتربًا من أعلى مستوى له منذ أكتوبر. ويترقب المحللون والمصدرون لمعرفة مدى صمود الاتفاق الذي تم التوصل إليه في يونيو بين المفاوضين الأمريكيين والصينيين، بعد أن تأثر اتفاق سابق تم التوصل إليه في مايو بسلسلة من ضوابط التصدير التي عطلت سلاسل التوريد العالمية للصناعات الرئيسة. ونمت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 32.4% على أساس شهري، وكان يونيو أول شهر كامل تستفيد فيه البضائع الصينية من تخفيض الرسوم الجمركية الأمريكية، على الرغم من أن النمو السنوي ظل سلبيًا. في الوقت نفسه، قفزت الشحنات الصادرة إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) المكونة من 10 أعضاء بنسبة 16.8%. بلغ فائض الصين التجاري في يونيو 114.7 مليار دولار، مرتفعًا من 103.22 مليار دولار في مايو. وأظهرت بيانات الجمارك ارتفاع صادرات الصين من المعادن الأرضية النادرة بنسبة 32% في يونيو مقارنة بالشهر السابق، في إشارة إلى أن الاتفاقيات التي أُبرمت الشهر الماضي لتحرير تدفق المعادن قد تؤتي ثمارها. لكن المحللين يقولون إن المفاوضين الصينيين سيواجهون صعوبة في إقناع الولايات المتحدة بخفض الرسوم الجمركية إلى مستويات تُمكّن المنتجين من تحقيق أرباح، محذرين من أن الرسوم الإضافية التي تتجاوز 35% ستؤدي إلى تقليص هوامش الربح. وقالت زيتشون هوانغ، الخبيرة الاقتصادية الصينية في كابيتال إيكونوميكس: "من المرجح أن تظل الرسوم الجمركية مرتفعة، ويواجه المصنعون الصينيون قيودًا متزايدة على قدرتهم على توسيع حصتهم في السوق العالمية بسرعة من خلال خفض الأسعار". وأضافت: "لذلك نتوقع تباطؤ نمو الصادرات خلال الأرباع القادمة، مما سيؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي". تواجه بكين مهلة نهائية في 12 أغسطس للتوصل إلى اتفاق دائم مع البيت الأبيض. في غضون ذلك، يواصل ترمب توسيع نطاق هجومه التجاري العالمي بفرض تعريفات جمركية جديدة على شركاء آخرين. ويحذر المحللون من أن هذه الإجراءات قد تضر بكين بشكل غير مباشر من خلال الضغط على دول ثالثة تُستخدم بكثرة في إعادة شحن البضائع الصينية. وكشف ترمب مؤخرًا عن تعريفة جمركية بنسبة 40% على عمليات إعادة الشحن المتجهة إلى الولايات المتحدة عبر فيتنام، وهي خطوة قد تُقوّض جهود المصنعين الصينيين الذين يتطلعون إلى إعادة توجيه الشحنات وتجنب الرسوم الجمركية الأعلى. كما هدد الرئيس الأمريكي بفرض رسوم بنسبة 10% على الواردات من دول البريكس، التي تُعد الصين عضوًا مؤسسًا فيها، مما يزيد من المخاطر على بكين. ودعمًا لزميلتها العضو في البريكس، وصلت واردات الصين من فول الصويا في يونيو إلى أعلى مستوى لها في الشهر نفسه، مدعومةً بارتفاع المشتريات من البرازيل، أكبر مورد، إلى 9.73 ملايين طن، والتي فرض عليها ترمب تعريفات جمركية بنسبة 50%. واردات فول الصويا الأمريكي ويترقب المستثمرون أيضًا نتائج محادثات الرسوم الجمركية الأمريكية مع شركاء تجاريين رئيسيين، والتي قد تؤثر على النمو الاقتصادي العالمي والطلب على الوقود. في تطورات أسواق الطاقة، وقعت عدة شركات سعودية، من بينها شركة أكوا باور، عملاق المرافق، وشركة تابعة لشركة أرامكو النفطية العملاقة، اتفاقيات شراء طاقة يوم الأحد لمشاريع طاقة نظيفة بسعة 15 جيجاوات وباستثمارات تبلغ قيمتها حوالي 8.3 مليارات دولار. وقّعت أكوا باور، بصفتها المطور الرئيس، سبع اتفاقيات بالشراكة مع شركة بديل القابضة للمياه والكهرباء، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، وشركة أرامكو للطاقة، التابعة لأرامكو، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية. تشمل المشاريع خمس محطات للطاقة الشمسية الكهروضوئية في عسير والمدينة المنورة ومكة المكرمة والرياض، ومشروعين لطاقة الرياح في الرياض. وصرحت المملكة العربية السعودية العام الماضي بأنها تهدف إلى بناء ما يصل إلى 130 جيجاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. في كوريا الجنوبية، تسعى شركة كوريا الجنوبية للطاقة (كوسبو) لتوريد شحنة غاز طبيعي مسال تتراوح بين 3 تريليونات و3.7 تريليون وحدة حرارية بريطانية، أو شحنة واحدة، للتسليم في النصف الأول من سبتمبر، وفقًا لمناقصة طرحتها الشركة. وتسعى الشركة للحصول على الشحنة على أساس مرتبط باتفاقية التجارة الحرة بين اليابان وكوريا الجنوبية، على أن يتم تسليمها في الفترة من 1 إلى 15 سبتمبر. سيتم تسليمها إلى إحدى محطات كوغاز في إنتشون، أو بيونغتايك، أو تونغيونغ، أو سامتشوك. يُعدّ مؤشر اليابان-كوريا، معيارًا لتقييم سعر الغاز الطبيعي المسال للشحنات المادية الفورية في آسيا. يُغلق باب تقديم العطاءات في 15 يوليو.

إيران: لا نثق بوقف إطلاق النار ووضعنا سيناريوهات مختلفة
إيران: لا نثق بوقف إطلاق النار ووضعنا سيناريوهات مختلفة

العربية

timeمنذ 33 دقائق

  • العربية

إيران: لا نثق بوقف إطلاق النار ووضعنا سيناريوهات مختلفة

أكد وزير الدفاع الإيراني العميد عزيز نصير زاده على أن إيران لا تثق بوقف إطلاق النار الي أبرم الشهر الماضي، مع إسرائيل وأميركا. إيران بزشكيان أصيب خلال الحرب مع إسرائيل.. إعلام إيراني يوضح سيناريوهات متعددة وأضاف في محادثات منفصلة مع نظيريه التركي والماليزي الاثنين، أن إيران وجّهت في الحرب الأخيرة رداً حاسماً إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، وفق تعبيره. كما تابع أن إيران لا تسعى إطلاقاً إلى توسيع رقعة الحرب أو زعزعة الأمن في المنطقة، لكنها جاهزة للرد الحازم والمؤلم على أي اعتداء، وفقا لوكالة أنباء فارس. وشدد على أن إيران لا تثق بوقف إطلاق النار، ولهذا السبب وضعت سيناريوهات متعددة تحسّباً لأي مغامرة جديدة. أتى ذلك بينما قال معاون الشؤون التنسيقية في فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، اللواء إيرج مسجدي، إن إيران في حالة إعادة بناء دائمة حتى أثناء الحرب التي استمرت 12 يوماً. وأضاف أن تلك الحرب كانت بالنسبة لها بمثابة مناورة للاستعداد، سواء على صعيد الدفاع الجوي، أو الصواريخ، أو الهجوم. كما رأى أن تلك الحرب كانت بمثابة مناورة ممتازة لها لتتمكن من رفع مستوى قدراتها، على حد تعبيره. حرب الـ12 يوماً يذكر أنه في 13 يونيو الفائت، شنت إسرائيل حملة قصف على إيران، حيث ضربت مواقع عسكرية ونووية إيرانية، فضلاً عن اغتيال قادة عسكريين كبار وعلماء نوويين. في حين ردت إيران بإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل. فيما أدت الحرب إلى تدخل أميركي في الصراع، إذ قصفت الولايات المتحدة في 22 يونيو، موقع تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في فوردو جنوب طهران، ومنشأتين نوويتين في أصفهان ونطنز (وسط). لترد طهران مستهدفة قواعد عسكرية في قطر والعراق، من دون تسجيل أية إصابات، قبل أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 24 يونيو وقف النار بين إسرائيل وإيران. وكانت الحرب أدت لوقف المفاوضات بين طهران وواشنطن التي بدأت في أبريل بهدف التوصل لاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، ورفع العقوبات الاقتصادية عن إيران. كما أن المفاوضات بين أميركا وإيران متعثرة عند مسألة تخصيب اليورانيوم، ففي حين تصر طهران على أن من حقها التخصيب، تعتبر إدارة ترامب هذا الأمر "خطاً أحمر". وحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، فإن إيران هي القوة غير النووية الوحيدة التي تقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، علماً أن سقف مستوى التخصيب كان محدداً عند 3.67% في اتفاق عام 2015. في حين يتطلب صنع رأس نووية تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%.

تحلّل الدولة القومية
تحلّل الدولة القومية

عكاظ

timeمنذ 33 دقائق

  • عكاظ

تحلّل الدولة القومية

منذ النصف الثاني من القرن السابع عشر، ظهرت ما يطلق عليها الدولة القومية الحديثة، عقب مؤتمر وستفاليا (١٦٤٨)، الذي أنهى الحروب الدينية في أوروبا، التي كان يُعتقد أنها وراء مظاهر عدم الاستقرار على مستوى المجتمعات المحلية والنظام العالمي. بشّرت مقررات ذلك المؤتمر بظهور كيان عالمي جديد، يتكوّن أساساً من (دول)، ذات سيادة تتمتّع محلياً بسيادة مطلقة على مجتمعاتها المحلية، وبحصانة أممية، في مجال حركتها خارج حدودها الإقليمية. ظُن حينها أن هذه الكيانات السياسية الجديدة، المستقلة، ذات السيادة المطلقة على ما على إقليمها من موارد وبشر، مع أنانية مطلقة في خدمة مصالحها، في محيطيها الإقليمي والدولي، محصّنة بقوانين «دولية» تعلي من شأن ادعاءاتها «الوطنية» على حساب مصير السلام على كوكب الأرض. تناقض واضح بين احترام مبدأ سيادة الدول وتغليب مبدأ التزاماتها الدولية، بحجة الدفاع عن النفس (الأمن القومي).. وعدم السماح لأي طرف خارجي، وإن كان مكوّناً من الدول نفسها، ويستمد شرعيته الأممية من إرادة الدول نفسها والتزامها باستقراره ورعاية السلام في ربوعه. الإعلاء من مبدأ سيادة الدول على إقليمها، بما يفوق التزاماتها الأممية، تجاه السلام، لا بد أن يأتي يوم وتصطدم إرادة الدول في الدفاع عن سيادتها الوطنية بمبدأ تمسكّها بالتزاماتها الدولية. ذلك أن أي نظام دولي يقوم أساساً على كيانات «وطنية» هي في الأساس غيورة على سيادتها يعتريها «شكٌ فطريٌ» من أي تدخل خارجي، حتى لو كان يهدف إلى مساعدتها للدفاع عن نفسها وتنميتها، ينتج عن ذلك نظام دولي غير مستقر، يهدد سلام العالم وأمنه. هناك، دوماً، في ذهنية أي كيان دولي (دولة) شكٌ وتربصٌ فطري من أن أي تطورٍ خارجي، على المستوى الإقليمي والدولي، يقترب من حدود إقليمها، حتى لو كانت هذه السلوكيات، الدولة نفسها، مشاركة فيها. ربما أحياناً تُفرض أوضاعٌ جيوسياسية عمل ترتيبات أمنية، لمواجهة عوامل ومتغيّرات عدم استقرار قرب مجال الدولة الإقليمي. صحيح، الدول أحياناً، تنجذب تجاه ترتيبات أمنية إقليمية تدعم أهدافاً إقليمية، تتغلب في تقدير قيمتها الأمنية على أي اعتبارات مصلحية أخرى، إلا أن الدول، في كثيرٍ من الأحيان، تميل لو استطاعت إلى الاعتماد على مواردها الذاتية، مقابل أي اقتراب تداخلي مع جيرانها أو حلفائها الخارجيين. لو الأمر راجع للدول فإنها تفضل غلق حدودها على فتح منافذها البرية والبحرية والجوية والبحرية للبيئة الإقليمية والدولية، أخذاً بالمثل القائل: «الباب الذي يأتيك منه الريح سده واستريح». لكن ليس دوماً تواجه الدول أي شكوك تنتابها من محيطها الداخلي والخارجي باللجوء إلى إستراتيجية العزلة، لأنها ليست إستراتيجية عملية لخدمة مصالحها الخارجية، بالذات أمنها، حتى بالنسبة للدول العظمى. بدايةً، الدولة أي دولة، مهما بلغت قوتها وطغى غناها وتفوق تقدمها لن تبلغ مستوىً من الاكتفاء الذاتي بمواردها وإنتاجها وسوقها الداخلية، مما يجعلها تستغني عن البيئة السياسية (الخارجية) المحيطة بها. الدولُ عادة تلجأ للانخراط في محيط السياسة الدولية عالي الأمواج وصاخب الإيقاع، من أجل إشباع حاجات خاصة بها، بأقل تكلفة ممكنة، وأعلى عائد متوقع. الدول في محيطها الإقليمي والدولي، تتصرف مثل التاجر الحاذق، الذي يسعى إلى الربح الجزيل، بتكلفة أقل ومخاطرة محسوبة. أحياناً، على سبيل المثال: الدول الكبرى تلجأ إلى سياسة حمائية تجارية، متى وجدت أن ذلك يصب في مصلحتها الاقتصادية، على الأقل من أجل خفض ميزانها التجاري. وأحياناً تلجأ إلى اتباع سياسة انفتاحية تداخلية مع محيطها الإقليمي وبيئتها الخارجية البعيدة، من أجل الاستفادة القصوى من عوائد التجارة الخارجية، في زيادة نصيبها من موارد البيئة الخارجية، مثل الاستفادة القصوى من ميزاتها التنافسية (الإنتاجية أو الريعية)، في السوق العالمية. كل تصرفات الدول على مستوى محيطها الإقليمي وبيئتها الخارجية تدفعها غريزة أنانية متطرّفة، لدرجة «العمى السياسي»، أحياناً. حتى فكرة الدولة عن السلام والاستقرار والتكامل الإقليمي والتعاون الدولي تندفع لها الدولة بواعز خدمة مصالحها الأنانية، لا تبصّراً لقيمة السلام.. ولا سيادة الاستقرار، ولا تدبّراً لحكمة سيادة حالة التوازن للنظام الدولي. نظام الدولة القومية الحديثة، الذي يُبقي على الخلفية الأنانية لأعضائه من الدول، على الالتزام بقيم السلام والاستقرار والتكامل والتعاون (الإقليمي والدولي)، إنما يعكس طفرة جينية سلبية إلى الوراء في تاريخ الإنسانية، لا بالضرورة نظرة تقدّمية لتبصّر قيم وعوائد التكامل الإقليمي والتعاون الدولي، بدل حركة الصراع والمنافسة، تطلعاً لوضعية الهيمنة الإقليمية والدولية، على حساب استقرار النظام الدولي وتعزيز قيمة التكامل والتعاون لمصلحة أعضائه البينية. الدول هي، في حقيقة الأمر، يمكن النظر إليها نظرة تشاؤمية (رجعية) كونها معاول هدم ممنهج ومنظم، لمستقبلها، ولدورها في استقرار مجتمعات الأرض. لا غرابة أن الدول نفسها تطوّر من داخلها عوامل تقويضها، بظهور قوىً هدامة، تساهم في المساومة على سيادتها، لتعيد حركة الصراع العنيف على السلطة في المجتمعات الإنسانية، إلى المربع الأول، قبل ظهور نموذج الدولة القومية الحديثة، تأكيداً بأن حركة الصراع العنيف، لا قيمة التكامل والتعاون هي انعكاس فطري لطبيعة الإنسان الشريرة (الأنانية الجشعة). أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store