
"عملية الزفاف الأحمر".. تفاصيل الضربة الإسرائيلية على طهران
بعد ساعات، أكّدت الاستخبارات الإسرائيلية مقتل كبار قادة الجيش الإيراني في هجوم مركّز استهدفهم خلال اجتماع أمني في العاصمة الإيرانية. لكن هذا لم يكن سوى الجزء الأول من العملية، وفقا لتقرير مطول نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".
في التوقيت نفسه تقريبا، قُتل تسعة من أبرز العلماء النوويين الإيرانيين داخل منازلهم في طهران، ضمن عملية موازية حملت اسم "نارنيا"، وُصفت من داخل الجيش الإسرائيلي بأنها "غير واقعية" لشدة تعقيدها وتوقيتها المتزامن.
من التخطيط إلى التنفيذ.. عقدان من التحضير
بحسب مصادر أمنية إسرائيلية، فإن جذور العملية تعود إلى منتصف تسعينيات القرن الماضي، عندما بدأت تل أبيب تتلقى مؤشرات استخباراتية عن محاولات إيرانية ناشئة لتطوير برنامج نووي عسكري.
ومنذ ذلك الحين، شرعت إسرائيل في بناء شبكة تجسسية معقدة داخل إيران ، شملت عمليات تخريب واغتيال وتهريب معدات، لكنها لم تكن كافية لوقف التقدم الإيراني.
وقال اللواء عوديد باسيوق، مدير شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي، وأحد العقول المدبرة للهجوم: "أدركنا أننا بحاجة إلى أكثر من الاغتيالات والتخريب"، وأضاف: "كنّا نخطط منذ سنوات لتنفيذ ضربة منسقة تُسقط البنية التحتية النووية الإيرانية والعقل الذي يديرها".
خطة إسرائيل اعتمدت على عنصر المفاجأة، ووفقا لوول ستريت جورنال، كادت الخطة أن تفشل بالكامل، بسبب بعض العوامل.
من أبرز التحديات التي واجهت التخطيط كانت المسافة، فالمواقع النووية الإيرانية تبعد أكثر من 1000 كيلومتر عن إسرائيل ، مما تطلب من الطيارين الإسرائيليين تدريبات معقّدة على التزود بالوقود جوا والطيران بتشكيلات دقيقة.
في عام 2008، أطلقت إسرائيل مناورات باسم "الإسبرطي المجيد"، شاركت فيها أكثر من 100 مقاتلة من طراز F-15 وF-16، وحلقت مسافة مشابهة إلى اليونان، بهدف محاكاة الهجوم.
لاحقا، خضعت الخطة لتحديثات متكررة، خصوصا مع تصاعد نفوذ إيران في سوريا ولبنان واليمن، وتزايد تعقيد شبكة الدفاع الجوي الإيراني، المدعومة بأنظمة روسية متطورة من طراز S-300.
الطريق إلى "نارنيا"
بحلول عام 2023، كانت إسرائيل قد وجهت ضربات متكررة للحوثيين في اليمن، ولحزب الله في لبنان ، كما ساعدت بشكل غير مباشر في إضعاف النظام السوري، مما سهّل مرور الطائرات الإسرائيلية عبر أجواء كانت معادية لها يوما ما.
في الوقت نفسه، استمرت إسرائيل بتوسيع شبكتها الاستخباراتية داخل إيران، وتمكنت من تهريب مئات الطائرات المسيّرة الصغيرة المفخخة على مدى أشهر، تم تجميعها بالقرب من مواقع حساسة، مثل بطاريات الدفاع الجوي ومراكز القيادة الإيرانية.
في نوفمبر 2024، اجتمع 120 مسؤولا في الجيش والاستخبارات لوضع اللمسات الأخيرة على قائمة الأهداف، وهي أكثر من 250 هدفا، تشمل علماء، ومنشآت نووية، ومنصات صواريخ، وشخصيات عسكرية.
لضمان عنصر المفاجأة، استخدمت إسرائيل خدعة ذكية. قبل أيام من الضربة، أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه سيأخذ عطلة عائلية استعدادا لحفل زفاف ابنه أفنير.
حتى العائلة لم تكن على علم بالتأجيل المتعمد للحفل.
بالتزامن، سرّب مسؤولون إسرائيليون معلومات مغلوطة للصحافة، تفيد بوجود خلاف بين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب حول الخيار العسكري، وبأن إسرائيل لن تتحرك من دون ضوء أخضر أميركي.
وفي حين كانت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية تقلع، كتب ترامب على منصة "تروث سوشال": "ما زلنا نؤمن بالحل الدبلوماسي للملف النووي الإيراني"، وهي رسلة هدفها طمأنة الجانب الإيراني.
مع اقتراب المقاتلات من طهران، ظهرت لحظة توتر مفصلية: قادة سلاح الجو الإيراني بدؤوا فجأة بالتحرك من مواقعهم، مما جعل المسؤولين الإسرائيليين في غرفة العمليات يظنون أن الخطة انكشفت.
لكن ما حدث لاحقا فاجأ الجميع، فعوضا عن التفرّق، اجتمع القادة الإيرانيين في مكان واحد، لتتحوّل اللحظة إلى "مصيدة مميتة".
خلال دقائق، انهالت الصواريخ، وقُضي على القيادة العسكرية العليا.
في نفس اللحظة، كانت منازل العلماء النوويين تهتز تحت وقع انفجارات متزامنة نفذتها طائرات مسيّرة أو فرق خاصة، لتقضي على نخبة العقول التي كانت تقود البرنامج النووي الإيراني.
ماذا بعد؟
استمرت الحملة الجوية 12 يوما، استهدفت خلالها إسرائيل منشآت نووية، ومنصات إطلاق صواريخ ، ومواقع تصنيع عسكري. ودعمت الولايات المتحدة لاحقًا الضربة بغارات جوية واسعة باستخدام قنابل خارقة للتحصينات.
أعلنت إسرائيل وقف إطلاق النار الثلاثاء، معتبرة أنها "حققت أهدافها". لكن محللين يشيرون إلى أن إيران رغم الضربة، قد تعيد بناء برنامجها النووي، وربما بوتيرة أسرع هذه المرة.
ومع كل ذلك، يرى مسؤولون إسرائيليون أن الهجوم غيّر قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، وفتح الباب أمام تغييرات إقليمية محتملة، تشمل تحوّل دول من المحور الإيراني نحو علاقات أمنية أو دبلوماسية مع إسرائيل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ 2 ساعات
- سكاي نيوز عربية
مجلس الشيوخ يرفض تقييد صلاحيات ترامب في الحرب مع إيران
وجاء التصويت بأغلبية 53 صوتا مقابل 47 ضد قرار صلاحيات الحرب الذي يتطلب موافقة الكونغرس على المزيد من الأعمال العسكرية ضد إيران. ويهدف القرار، الذي قدمه السيناتور تيم كين من ولاية فرجينيا، إلى تأكيد أن ترامب يجب أن يطلب تفويضا من الكونغرس قبل شن المزيد من الأعمال العسكرية ضد إيران. وجاء التصويت بشكل شبه كامل على أساس حزبي باستثناء أن السيناتور الديمقراطي جون فيترمان من ولاية بنسلفانيا صوّت ضد القرار إلى جانب الجمهوريين، بينما صوّت الجمهوري راند بول من ولاية كنتاكي لصالح القرار مع الديمقراطيين. ورفض معارضو القرار فكرة أنه كانت هناك ضرورة لتقييد سلطات الرئيس، معتبرين أن الضربة على إيران كانت عملية واحدة محدودة ضمن صلاحيات ترامب كقائد أعلى وليست بداية أعمال عسكرية مستمرة. وهدد الرئيس ترامب ، بضرب إيران مجددا إذا حاولت تخصيب اليورانيوم بمستويات عالية. وفي وقت سابق من الجمعة، قال ترامب إنه سيقصف "بالتأكيد" إيران مجددا إذا أشارت المعلومات الاستخباراتية إلى أنها لا تزال قادرة على تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تتيح صنع الأسلحة النووية. وأفاد ترامب عندما سئل في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض عما إذا كان سيفكر في شن ضربات جديدة إذا لم تنجح غارات الأسبوع الماضي في إنهاء الطموحات النووية الإيرانية، أجاب "بلا شك. بالتأكيد". وأضاف معلقا على وقف إطلاق النار الذي أعلن الأربعاء بين إسرائيل وإيران: "كانت اللحظة المناسبة لإنهاء" الحرب. من جانب آخر، أكد ترامب أن طهران ترغب في عقد لقاء، لكنه لم يدل بمزيد من التفاصيل، مشددا على أنه يرغب في أن تتمتع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، أو أي جهة أخرى موثوق بها، بكامل الحقوق في إجراء عمليات تفتيش في إيران. وخلال كلمة له أثناء لقائه وزيري خارجية راوندا والكونغو الديمقراطية، الجمعة، قال ترامب، إن الولايات المتحدة، نجحت في ضرب الأهداف بإيران بدقة. وأشار ترامب إلى أنه "كان لدينا أسبوعا مليئا بالنجاح. ضربنا الأهداف في إيران بكل دقة". وتابع قائلا: "نجحنا في منع إيران من امتلاك سلاح نووي، ودمرنا 3 منشآت نووية". وأكد ترامب أن "إيران ترغب في عقد اجتماع معنا"، مضيفا أن "إيران وإسرائيل عانتا كثيرا من الحرب التي خاضتاها".


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
إيران وإسرائيل.. الصراع لم ينتهِ
توقفت العمليات الحربية بين إيران من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، بعد 12 يوماً من القتال العنيف، الذي هدد بانفلات الأمور من عقالها بحرب تجر المنطقة والعالم إلى المجهول. هذه الحرب لم تكن عابرة، إذ حملت في مكامنها خطراً داهماً، حيث خلقت قواعد اشتباك جديدة، ومن المؤكد أن ما كان بعدها لن يكون كما كان قبلها. فبعد عقود من اقتصار الأمر على التهديدات الشفوية، أو العمليات السرية ضد بعضهما بعضاً، جاءت هذه الحرب لتفتح باباً قد لا يُغلق، إذ لا شيء يمنع من عودة القتال مجدداً، خصوصاً بعد تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتدمير البرنامج النووي لإيران إذا أعادت ترميمه، وتأكيد طهران أنها لن ترفع الراية البيضاء وهي عازمة على ترميم ما دُمر، ولا تزال متمسكة بما تعتبره حقاً لها. هذه الجولة من القتال كانت قصيرة نسبياً، بعدما حققت أهدافها بالمنظور الأمريكي أولاً ثم الإسرائيلي على درجة أقل، إذ كانت طموحات تل أبيب تتلخص بإحداث أكبر ضرر بإيران، يتجاوز البرنامج النووي والسعي لتغيير النظام، لكن واشنطن ترى أن ذلك يُعدّ كافياً، فهي لا تسعى إلى التورط في المنطقة مجدداً في ظل التهديد الصيني القائم لها، فأولوياتها مختلفة تماماً عن إسرائيل، حتى وإن توافقتا على الهجوم على إيران، وعلى الحرب في غزة، كما أن ترامب يواجه معضلة داخلية وقاعدة ترفض تدخل أمريكا في حروب جديدة، وقد كان هو نفسه يُروّج لذلك خلال حملته الانتخابية، وثمة نسبة كبيرة اختارته لأجل ذلك، بعدما كان يرفع شعار «أمريكا أولاً». انتهت المعركة دون اشتباك حاد وطويل المدى، وهو ما نأى بالمنطقة عن صراع مرير له آثار طويلة المدى، وأنقذ العالم من انتكاسة اقتصادية جديدة، لأن توسع القتال يعني إغلاق مضيق هرمز أو على الأقل انعدام الأمن فيه، وبالتالي فإن 30% من إمدادات الطاقة العالمية ستتأثر، وهذا ما لا ترغب فيه الكثير من الاقتصادات القوية كالصين مثلاً، أو دول حليفة لواشنطن مثل كوريا الجنوبية واليابان وأوروبا. لكن المخاوف الآن ستكون حول مدى الالتزام بالتهدئة وعدم اللجوء إلى القوة مجدداً، بعدما كُسِرت المعادلات السابقة، لأنه لا يمكن التعويل على إمكانية حصر الحرب في كل مرة، فإذا تم إخماد لهيب هذه المواجهة، فقد يكون ذلك غير ممكن لاحقاً، في حال استؤنفت، وستكون لها ساعتئذ امتدادات، فإشعال الحروب أسهل من إخمادها. مرت هذه الحرب، لكن لا يجب الركون إلى أن الأمور قد هدأت، لأن التهديدات متواصلة بين الطرفين، ولا تزال أيديهما على الزناد، وبالتالي فإن تدحرج الأمور وارد، وعندها لا يمكن التنبؤ بما تؤول إليه، وقد تصل إلى حرب كبرى لا تنحصر بين الطرفين المتصارعين فحسب.


سكاي نيوز عربية
منذ 2 ساعات
- سكاي نيوز عربية
قتيل وجرحى إثر غارات إسرائيلية مكثفة على جنوب لبنان
أبوظبي - سكاي نيوز عربية أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن مقتل سيدة وإصابة أحد عشر شخصا إثر غارة إسرائيلية استهدفت شقة سكنية في النبطية جنوبي لبنان.