
الإيزيديون يحييون الذكرى الـ11 لإبادتهم الجماعية في خيمة "داي شمي" بزاخو (صور)
أحيى الإيزيديون النازحون في إدارة زاخو المستقلة بإقليم كوردستان، يوم الجمعة، الذكرى الحادية عشر للإبادة الجماعية التي تعرضوا لها على أيدي عناصر تنظيم "داعش" في قضاء سنجار في آب/ أغسطس 2014 وراح ضحيتها الآلاف من القتلى والمختطفين من الرجال والنساء والأطفال.
وقال مراسل وكالة شفق نيوز إن مراسم إحياء الذكرى أقيمت في مخيم "جم مشكو" غربي زاخو، داخل خيمة "شمي ديرو" المعروفة باسم "داي شمي" التي فقدت 33 فرداً من عائلتها وتحولت إلى "رمز" لمعاناة الإيزيديين وما تعرضوا له من ظلم واضطهاد.
وتخللت المراسم عرض صور للضحايا والمفقودين، إلى جانب طقوس عزاء تعبيراً عن الحزن والوفاء لضحايا تلك الفاجعة التي ما تزال آثارها حاضرة في وجدان أبناء المكون الإيزيدي.
وقالت "داي شمي" في حديث لوكالة شفق نيوز، إن "هذا اليوم يمثل جرحاً عميقاً لا يمكن نسيانه، أنا فقدت 33 فرداً من عائلتي، تم تحرير 18 مختطفاً ومختطفة منهم، فيما قام عناصر داعش بقتل ثمانية، بينما أقدمت إحدى فتياتنا على الانتحار أثناء الأسر بعد أن رفضت أن يمسها عناصر التنظيم، وعدداً آخر من أفراد عائلتي ما يزالون في عداد المفقودين".
ودعت "داي شمي" المجتمع الدولي والحكومة العراقية إلى العمل الجاد للبحث عن المفقودين واستعادة رفات الضحايا وتسليمها لذويهم لإنهاء معاناتهم المستمرة.
من جانبه، قال النائب محمه خليل، لوكالة شفق نيوز، إن "إحياء هذه الذكرى يمثل رسالة واضحة إلى العالم بأن ما جرى للإيزيديين هو جريمة إبادة جماعية ارتكبت بحق مكون مسالم"، داعياً إلى الاعتراف الدولي الكامل بهذه الجريمة.
وانتقد خليل أداء الحكومة العراقية قائلاً إن "حكومة السوداني فشلت في إعادة النازحين إلى مناطقهم كما لم تتمكن من إعادة إعمار البنية التحتية في سنجار ولم تنفذ اتفاقية سنجار رغم مرور سنوات على توقيعها".
وأشار إلى إن "أكثر من 2300 إيزيدية وإيزيدي ما زالوا في عداد المفقودين إلى جانب وجود 52 مقبرة جماعية لم تفتح بعد من أصل 93 موثقة"، مطالباً المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتدخل الجاد لإنهاء هذه الملفات وتحقيق العدالة للضحايا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 22 دقائق
- شفق نيوز
جريمة عائلية وصعقة قاتلة بالإقليم.. وجثة امرأة مجهولة وحريق كبير ببغداد وكربلاء
شفق نيوز- بغداد/ السليمانية/ كرميان/ كربلاء أفادت مصادر أمنية، يوم السبت، بمقتل امرأة رمياً بالرصاص على يد شقيقها، ومصرع مواطن إثر صعقة كهربائية، فضلاً عن العثور على جثة امرأة داخل منزل، وإصابة شخصين بحادث سير، واندلاع حريق، في خمس حوادث متفرقة شهدتها أربع مدن عراقية. وذكر مصدر لوكالة شفق نيوز، أن امرأة في العقد الرابع من عمرها قُتلت ظهر اليوم رمياً بالرصاص داخل منزلها الواقع في حي شيخاني بمحافظة السليمانية، على يد شقيقها، وذلك على خلفية خلافات عائلية تتعلق بالميراث والأراضي والأبناء. ووفقاً للمصدر الذي فضل عدم الكشف عن نفسه لمراسل وكالة شفق نيوز، فإن المعلومات الأولية، تشير الى أن الضحية كانت تقيم مع والدتها فقط في المنزل، وقد أقدم شقيقها على ارتكاب الجريمة داخل المنزل. وتم نقل جثمان الضحية إلى دائرة الطب العدلي في السليمانية، فيما باشرت القوات الأمنية التحقيق في ملابسات الحادث من خلال تواجدها في موقع الجريمة. من جهته، أكد المتحدث باسم مديرية شرطة السليمانية، الرائد سركوت أحمد، لوكالة شفق نيوز، وقوع الحادث، مشيراً إلى أن دوافعه تعود إلى "مشاكل اجتماعية داخل الأسرة". إلى ذلك، أعلنت مديرية شرطة إدارة كرميان المستقلة في إقليم كوردستان، السبت، وفاة أحد المواطنين إثر تعرضه لصعقة كهربائية أثناء قيامه بتركيب جهاز تبريد "سبليت" في قضاء رزگاري التابع إدارياً لقضاء كلار مركز إدارة كرميان. وذكرت المديرية في بيان اطلعت عليه وكالة شفق نيوز، أن جثمان الضحية نُقلت إلى دائرة الطب العدلي، ليتبين أنه فارق الحياة نتيجة صعقة كهربائية مفاجئة. وأشارت إلى أن الضحية يبلغ من العمر 34 عاماً ويقيم في قضاء كلار، وكان يعمل فنياً في مجال تركيب أجهزة التبريد بحسب إفادة ذويه. ووفقاً للمعلومات الأولية، كان الضحية برفقة شقيقه أثناء تثبيت جهاز تبريد في أحد منازل المواطنين، وفي اللحظة التي كان يُجري فيها عملية الربط الكهربائي، تعرّض لصعقة أدت إلى وفاته في الحال، فيما تواصل الشرطة تحقيقاتها بشأن الحادث. وفي السياق الأمني ذاته، اُصيب شخصان، السبت، بجروح بالغة في حادث اصطدام سيارتي حمل على الطريق الحولي في مدينة كلار. وقال مصدر مطلع في كلار للوكالة، إن الحادث حصل ظهر اليوم في طريق مزدوج الاتجاه (الحولي) في مدينة كلار بين شاحنة حمل كبيرة وسيارة حمل صغيرة من نوع (بيك أب). وأضاف المصدر أن الحادث أسفر عن إصابة كلا السائقين بجروح بليغة، لافتاً إلى أنهما نُقلا إلى مستشفى الطوارئ في مدينة السليمانية لتلقي العلاج. إلى ذلك، أفاد مصدر أمني في بغداد، السبت، بعثور القوات الأمنية على جثة امرأة متوفية منذ أسبوع داخل منزلها، بعد تلقيها بلاغاً من المواطنين بوجود رائحة كريهة صادرة من أحد المنازل في منطقة الغزالية غربي العاصمة. وأشار المصدر في حديثه للوكالة، إلى أن الجهات الأمنية رفعت الجثة ونقلتها إلى دائرة الطب العدلي وفتحت تحقيقاً لمعرفة سبب الوفاة وللتوصل إلى ذويها. وفي محافظة كربلاء، أبلغ مصدر وكالة شفق نيوز، السبت، باندلاع حريق كبير في بناية قرب شارع ميثم التمار بالمدينة، مشيراً إلى أن فرق الدفاع المدني توجهت لإخماده.


شفق نيوز
منذ 3 ساعات
- شفق نيوز
في كمين مفاجئ.. ضبط "تريلا" محمّلة بالكحول تحت الحصى في بغداد (فيديو+صور)
أفاد مصدر في قيادة شرطة بغداد - الرصافة، يوم السبت، عن ضبط عجلة نوع تريلا دبل اكسل محملة بكميات كبيرة من المشروبات الكحولية مخبأة تحت مادة (الحصى). وقال المصدر لوكالة شفق نيوز، إن "دوريات فوج طوارئ الرصافة السابع قامت بإجراء الممارسات الأمنية ونصب السيطرات المفاجئة ضمن قاطع المسؤولية، وتمكنت بالاشتراك مع مفارز الأمن الوطني من ضبط عجلة (تريلا) حمولة (57) طنا المرقمة F15169 22 حمل قرب منطقة شقق زيونة". ولفت إلى أنه "أثناء تفتيش العجلة تبين أنها محملة بكميات كبيرة جداً من المشروبات الكحولية مختلفة الأنواع ومغطاة بمادة (الحصى) لإيهام السيطرات"، مبينا أنه "تم إلقاء القبض على سائق العجلة المدعو (م.ع.ع.ح)، وسيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة كافة بحق السائق والمضبوطات".


شفق نيوز
منذ 3 ساعات
- شفق نيوز
تحقيق.. 1.4 تريليون دولار في الهواء: عقدان من الموازنات المتفجرة في العراق
شفق نيوز- بغداد/ تحقيق خاص. منذ عام 2003، حين أطاح الاجتياح الأمريكي بنظام صدام حسين، ودُشّن ما يعرف بالنظام الديمقراطي الجديد، دخل العراق مرحلة مختلفة كلياً وتأسس أول مجلس حكم وبعدها برلمان منتخب قبل أن تنطلق عملية كتابة الدستور، لكن خلف هذا الغلاف الرسمي، كانت آلية واحدة تحكم سير البلاد وهي الموازنة العامة، التي أثارت الجدل كثيراً. كانت الغاية من الموازنة الاتحادية تمويل النفقات التشغيلية ومشاريع الإعمار العاجلة في بلد أنهكته الحروب والعقوبات. الكهرباء، المياه، التعليم، الصحة، الأمن، والخدمات؛ كلها كانت على الطاولة. لكن بعد قرابة 20 عاماً، لا تزال هذه الملفات أولوية لـ"لنظام الجديد"، ويبحث العراق عن حلول لإحتوائها. في بلدٍ غنيّ مثل العراق، لم يكن من المفترض أن تعاني المدن من العطش، أو أن تغرق الشوارع مع أول زخّة مطر، أو أن يُطفأ النور كل ساعة لعدم وجود كهرباء. لكن كل هذه المشاهد ما زالت مألوفة في يوميات العراقيين. وبينما كانت الشعارات الرسمية تَعد بالإعمار والنهوض، كانت الأموال تُسحب، والمشاريع تُعلّق، والفساد يُقنَّن. فهل يمكن أن تفشل دولة تمتلك هذا الحجم من الموارد بهذه الطريقة؟ الإجابة، كما تكشفها مراجعة خاصة لوكالة شفق نيوز. 1.396 ترليون دولار: هل بُنيت الدولة؟ قامت وكالة شفق نيوز بجردٍ دقيق لكل الموازنات العراقية من عام 2006 حتى 2024، وهي الفترة التي توفرت فيها بيانات حكومية علنية. النتيجة كانت: 1 تريليون و396.6 مليار دولار: - 2006: بلغت الموازنة 34 مليار دولار، وكانت بسيطة، تفتقر للتفصيلات المعقدة. -2007-2009: استقرت الموازنات بين 41 و43 مليار دولار، مع غياب أي تحولات نوعية. -2010: قفزت الموازنة إلى 72.5 مليار دولار، وظهرت على الورق مشاريع إعمار لم تُنفذ حتى اليوم، مثل إعادة بناء مدينة الصدر في بغداد أو مشاريع إعمار البصرة ونينوى وميسان. -2011–2013: تضخمت الموازنات إلى أن بلغت 115 مليار دولار في 2013. -2014: غابت الموازنة بالكامل بسبب اجتياح تنظيم داعش ومحاولة تمرير النفقات وفق قاعدة 1/12. -2015–2019: تراوحت بين 66 و112 مليار دولار، مع صعود وهبوط وفقاً لأسعار النفط والاضطرابات السياسية. -2020: لا موازنة مجدداً، بسبب اضطرابات تشرين واستقالة حكومة عبد المهدي. -2021: أُقرّت موازنة بـ89.6 مليار دولار. -2022: غابت الموازنة للمرة الثالثة نتيجة الانسداد السياسي. -2023: شهد العراق أعلى رقمين في تاريخه المالي، حيث بلغت الموازنة العامة لعام 2023 نحو 153 مليار دولار، وتبعها عام 2024 بموازنة بلغت 155 ملياراً، ضمن ما يُعرف بالموازنة الثلاثية التي أُقرت لتغطي الأعوام 2023–2025. خبراء اقتصاد تحدثت معهم وكالة شفق نيوز قالوا إن هذه الأرقام كانت كافية لبناء شبكة سدود وطنية، وإعادة تأهيل شبكة الكهرباء، وإنشاء مجارٍ حديثة لجميع المدن، وتطوير قطاع النقل، بل وربما تأسيس صندوق سيادي للأجيال، "لكن الوضع ما زال يراوح مكانه". جفاف ومياه آسنة اليوم، يعاني العراق من أشد موجات الجفاف في تاريخه الحديث. مدن بأكملها مثل العمارة والناصرية والبصرة، تعاني من انقطاعات المياه وتصحّر الأراضي، مع انخفاض حاد في الإنتاج الزراعي وانهيار الثروات الحيوانية والسمكية. لكن المفارقة تكمن في أن تكلفة بناء سدّي البصرة ومكحول لا تتجاوز 4 مليارات دولار، بحسب مسؤول في وزارة الموارد المائية، بينما أنفقت البلاد مئات أضعاف ذلك خلال 18 سنة. - سد البصرة: تم الحديث عنه عشرات المرات، وتبلغ كلفته التقديرية 1.1 مليار دولار، ولم يُنجز. - سد مكحول: أعلن عنه وزير الموارد المائية عام 2022، وكلفته التقديرية 3 مليارات دولار، ولا يزال عالقاً بين الدراسات والتخصيصات. وقد حذرت دراسات بيئية محلية وأممية من أن العراق سيدخل خلال 5 سنوات "المرحلة الحرجة من الفقر المائي"، دون أن يقابل ذلك بخطط تنفيذية حقيقية. بالمقابل، ومع أول موجة أمطار، تتحول بغداد العاصمة مثلاً، بالإضافة إلى مدن رئيسية أخرى إلى بحيرات آسنة، تكشف عن غياب شبكات صرف فعالة. مشاريع المجاري، التي تعتبر من أسهل البنى التحتية تنفيذاً، تحولت إلى مراكز للهدر والفساد: -مشروع مجاري الحلة الكبير: توقف لعشر سنوات، ثم أُحيل مجدداً عام 2019، بكلفة 380 مليار دينار (نحو 290 مليون دولار). -مشروع مجاري قضاء السنية (الديوانية): أحيل بكلفة 34 مليار دينار (نحو 26 مليون دولار). يقول الخبراء الاقتصاديون إن "هذه المشاريع وحدها توضح أن المليارات لا تذهب إلى بناء حقيقي، بل إلى عقود تتوقف في منتصف الطريق، أو تتحول إلى واجهات فساد، دون رقابة فعالة". في بلد يُعد من أكبر منتجي النفط عالمياً، لا تزال الكهرباء مقطوعة لعدة ساعات يومياً في معظم المناطق. بعد 2003، اشترى العراق محطات تعمل بالغاز دون امتلاكه البنى التحتية اللازمة لتوفير الغاز، ليضطر لاحقاً إلى استيراده من إيران، في صفقة منذ 2017 بلغت تكلفتها 17 مليار دولار. ومن النماذج على الإنفاق: - موازنة 2021: تضمنت قروضاً بقيمة 145 مليون دولار، و100 مليون أخرى لصيانة محطات كهربائية. - محطة الدورة في بغداد: رُصد لها مبلغ 301 مليون دولار للصيانة فقط، دون تحسن في الإنتاج الفعلي. يكشف تتبع المشاريع والعقود أن قسماً كبيراً من الموازنات لم يُنفق فعلياً على ما كُتب فيها. ومن أبرز فضائح الفساد: - صفقة التسليح الروسية (2012): أُلغيَت لاحقاً وسط اتهامات بعمولات ورشى بقيمة 4.2 مليار دولار. - سرقة القرن (2022): سُرقت 2.5 مليار دولار من أموال هيئة الضرائب، واتُهم فيها رجال أعمال وأجنحة سياسية نور زهير، الذي أُفرج عنه لاحقاً بكفالة واستعاد ممتلكاته. تهريب العملة: قبل تدخل واشنطن عام 2022، كانت عمليات التحويل والتهريب المالي تتم عبر مصارف مرتبطة بسياسيين نافذين، ما اضطر الولايات المتحدة إلى فرض نظام رقابة دولي على النظام المصرفي العراقي. دولة الموظفين أحد أبرز تحديات الموازنات هو حجم النفقات التشغيلية، والتي تتضمن الرواتب والتقاعد والحمايات والمخصصات الخاصة. يبلغ عدد الموظفين أكثر من 4 ملايين موظف حكومي، مع نحو 2 مليون متقاعد، بحسب أرقام رسمية متضاربة. وقد كشف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن الرواتب وحدها بلغت العام الماضي 64 تريليون دينار، أي ما يعادل 49 مليار دولار. أما مجلس النواب، فكشف تحقيق سابق لشفق نيوز أن كلفته التراكمية منذ 2006 بلغت نحو 426 مليار دينار (أكثر من 325 مليون دولار)، بين رواتب وبدلات وحمايات. على مدى 18 عاماً، أنفق العراق قرابة 1.4 تريليون دولار في موازناته العامة، وهو رقم ضخم بالمعايير الإقليمية، بل ويتجاوز مجموع موازنات بعض دول الجوار في الفترة نفسها. بينما تمكنت دول مثل السعودية وتركيا وإيران من بناء قطاعات إنتاجية، وتوسيع شبكات البنية التحتية، وتحسين قطاعات التعليم والصحة، لا تزال مدن العراق غارقة في المياه الآسنة، والمزارع مشلولة، والكهرباء مقطوعة، والسدود على الورق. عند مقارنة مجموع الموازنات التي أنفقتها دول المنطقة بين عامي 2006 و2024، يظهر أن العراق أنفق ما يفوق دولاً ذات تعداد سكاني أكبر واقتصادات أكثر تنوعًا. فقد بلغت موازنات العراق خلال هذه الفترة ما يقارب 1.396 تريليون دولار، في وقت لم يتجاوز فيه عدد سكانه 44 مليون نسمة. ومع ذلك، لا تزال البلاد تعاني من بنى تحتية متهالكة، وانقطاعات مزمنة في الكهرباء، وأزمة مائية خانقة، واقتصاد ريعي غير منتج. في المقابل، أنفقت تركيا التي تعاني من مشكلات اقتصادية حوالي 1.2 تريليون دولار على مدى المدة نفسها، رغم أن عدد سكانها يفوق 85 مليون نسمة، أي ما يقارب ضعف العراق. إلا أن هذه الأموال تُرجمت إلى شبكة طرق وسكك حديدية متطورة، واكتفاء غذائي، وقاعدة صناعية واسعة. أما إيران المكبلة بالعقوبات الدولية، فأنفقت ما يقارب 1.1 تريليون دولار وبنسمة تفوق ال90 مليوناً، ومع ذلك تمكنت من تحقيق اكتفاء دوائي وزراعي، وبناء صناعة دفاعية محلية، وزيادة إنتاجها من الغاز والنفط دون الاعتماد الخارجي الكامل. وتأتي السعودية في مقدمة الدول إنفاقًا، بمجموع موازنات يصل إلى 2.2 تريليون دولار، لكنها أيضًا حققت نتائج ميدانية واضحة: بنية تحتية حديثة، إطلاق مشاريع عملاقة مثل مدينة نيوم، وتأسيس صندوق استثمارات سيادية تُقدَّر قيمته بنحو 800 مليار دولار.