
دراسة تكشف لماذا نتذكر الأحداث المتكررة كأنها وقعت قبل وقت طويل؟
الباحثون أطلقوا على هذه الظاهرة اسم "تأثير التكرار الزمني"، ووجدوا أنها قد تُشوّه إدراكنا للزمن بنسبة تصل إلى 25%.
وتقول الدراسة التي أُجريت على مئات المشاركين عبر ست تجارب مختلفة، إن الناس غالبًا ما يُخطئون في توقيت ظهور المعلومة المتكررة، فيظنون أنها أقدم زمنيًا من معلومات مشابهة لم تُكرر.
خلل في نظريات الذاكرة التقليدية
الدراسة تُعدّ تحديًا مباشرًا للنظرية التقليدية في علم النفس، التي تفترض أن قوة الذاكرة أو وضوحها يساعدان على تحديد مدى حداثة الحدث، إذ بيّنت التجارب أن المعلومات التي نتذكرها جيدًا بسبب تكرارها، غالبًا ما تبدو لنا وكأنها حدثت منذ وقت بعيد، رغم أنها قد تكون حديثة جدًا.
وقد علّق الباحث الرئيسي، سامي يوسف، من جامعة أوهايو، قائلاً: "لطالما لاحظنا أننا نرى العناوين المتكررة في الإعلام ونشعر وكأنها قديمة، رغم أنها حديثة.. هذه الدراسة تثبت أن التكرار وحده كافٍ لإحداث هذا الانحراف في إدراكنا للزمن".
وفي إحدى التجارب، عرض الباحثون على المشاركين صورًا لأغراض يومية، بعضها ظهر لمرة واحدة، وأخرى تكررت حتى خمس مرات.
وطُلب من المشاركين بعد ذلك تحديد توقيت ظهور كل صورة ضمن تجربة زمنية مصوّرة، والمفاجأة أنه كلما زاد تكرار الصورة، زاد انطباع المشاركين بأنها ظهرت في وقت أبكر مما حدث فعليًا.
التجربة شملت أيضًا اختبارات لاحقة لتأكيد أن النتائج لم تكن بسبب استراتيجيات ذهنية أو استنتاجات واعية من المشاركين، بل نتيجة لآلية إدراكية لا واعية.
هل التكرار يعيد تشكيل الذاكرة؟
يرجح الباحثون أن تكرار المعلومة يعزز ربطنا باللحظة الأولى التي ظهرت فيها، فيترسخ ذلك الحدث بعمق في الذاكرة ويبدو قديمًا، أو أن الدماغ يُعيد بناء الإحساس بالزمن استنادًا إلى إشارات مثل عدد مرات التكرار، وليس إلى التسلسل الزمني الدقيق.
وفي تجربة سابعة امتدت على مدار خمسة أيام، استمرت النتائج نفسها، مما يُثبت أن هذا الانحراف الزمني ليس ظاهرة مؤقتة، بل مستمرة.
الدراسة تفتح الباب أمام أبحاث مستقبلية حول تأثير هذه الظاهرة في تقييم الأحداث السياسية، والأخبار، والتفاعلات الاجتماعية، إذ قد يُفسر هذا الوهم الزمني لماذا يشعر البعض أن الأخبار القديمة باتت غير ذات أهمية، أو لماذا تبدو بعض اللحظات الشخصية بعيدة رغم حداثتها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرجل
منذ ساعة واحدة
- الرجل
من الأرض إلى المريخ.. تجربة تحاكي المستقبل في صحراء أميركا (فيديو)
تستضيف صحراء يوتا في الولايات المتحدة منشأة بحثية متقدمة تُعرف باسم Mars Desert Research Station (MDRS)، حيث تُجرى تدريبات ميدانية تحاكي ظروف الحياة على المريخ، ضمن مشروع علمي تشرف عليه منظمة The Mars Society غير الربحية، وتقع المنشأة على بُعد نحو سبعة أميال من أقرب منطقة مأهولة، وتُعد واحدة من أقرب البيئات الأرضية تمثيلًا لسطح الكوكب الأحمر، بحسب ما أفاد به موقع CNBC. أمضى طاقم علمي مكوّن من خمسة باحثين – يُطلق عليه اسم Crew 315 – أسبوعين داخل المحطة في مهمة تناظرية، التزموا خلالها بجداول صارمة تُحاكي تفاصيل الحياة في بيئة فضائية مغلقة، وتضمنت الأنشطة اليومية وجبة إفطار جماعية عند الساعة السابعة صباحًا، يليها اجتماع لتخطيط المهام، ثم تنفيذ عمليات ميدانية خارجية تُعرف بأنشطة EVA، حيث يرتدي المشاركون بدلات فضائية محكمة ويؤدّون مهامًا مماثلة لما يتطلبه العمل على سطح المريخ. وصف أوربان كوي، مسؤول السلامة والصحة ضمن الطاقم، طبيعة المحطة بقوله: "MDRS هي أفضل بيئة تناظرية للرواد... التضاريس والبروتوكولات والبحوث هنا تُحاكي تمامًا ما سنواجهه على سطح المريخ". تُنفّذ أنشطة EVA مرتين يوميًا ضمن بيئة صُممت لتختبر القدرة النفسية والبدنية على التكيّف مع تحديات العزلة، وضيق الموارد، والانضباط الذاتي، مما يمنح الباحثين خبرة واقعية تُمهّد الطريق أمام استكشاف بشري فعلي للكوكب الأحمر في المستقبل. التحدي ليس تقنيًا فحسب وبحسب مايكل أندروز، مهندس الطاقم، فإن التحدي الأكبر يكمن في "الاعتياد على الإيقاع اليومي... فبينما تقل المخاطر هنا، فإن تنفيذ هذه المهام بدقة هو ما يبقينا أحياء على المريخ". وتأتي هذه التجربة في وقت لا يزال طموح استكشاف الكوكب الأحمر حيًّا؛ فقد سبق أن صرّح الملياردير إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة SpaceX، أن الإنسان قد يصل إلى المريخ بحلول عام 2029، ما يجعل من هذا النوع من المهمات الميدانية محطات تدريبية بالغة الأهمية. تُمثل هذه التجربة محطة فاصلة في فهم التحديات اليومية التي تنتظر الإنسان في بيئة فضائية، من العمل الجماعي إلى الضغوط النفسية، في سعي لاختبار حدود الحياة على المريخ.


أرقام
منذ 4 ساعات
- أرقام
كيف ترسم السيارات ذاتية القيادة ملامح طرق المستقبل؟
- في قلب الثورة التكنولوجية التي تُعيد تشكّيل عالمنا، يقف الذكاء الاصطناعي ليقود دفة التغيير في أحد أكثر القطاعات حيوية: النقل. - إذ لم تعد السيارات ذاتية القيادة مجرد مشهد في أفلام الخيال العلمي، بل أضحت حقيقة ماثلة تنطلق على طرقاتنا، مُعلنةً عن بزوغ فجر جديد يعد بتجربة تنقل أكثر أمانًا، وكفاءة، واستدامة. فكيف يتمكن هذا العقل الرقمي من إحداث هذا التحول الجذري؟ - تكشف الإحصاءات الصادمة عن حقيقة مقلقة؛ فالخطأ البشري، سواء كان ناتجًا عن سهو، أو إرهاق، أو ضعف في الرؤية، يقف خلف 93% من حوادث الطرق المروعة، وفقًا لدراسة دقيقة أجرتها الإدارة الوطنية الأمريكية لسلامة المرور. للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام - وهنا تبرز القيمة الجوهرية للسيارات الذكية، فهي لا تتعب ولا تغفو ولا تتأثر بالعواطف. إنها كيان رقمي متيقظ على مدار الساعة، مسلح بترسانة من أجهزة الاستشعار الفائقة الدقة، من كاميرات ورادارات، تعمل كحواس رقمية ترسم خريطة ثلاثية الأبعاد للبيئة المحيطة في أجزاء من الثانية. - تمكنها هذه القدرة على الإدراك الشامل، مدعومة بخوارزميات ذكية، من اتخاذ قرارات حاسمة وفورية لتفادي المخاطر، والالتزام بإشارات المرور، والحفاظ على مسافة آمنة، مما يبشر بمستقبل قد تنخفض فيه مآسي حوادث السير إلى أدنى مستوياتها. عقل السيارة: كيف يفكر الذكاء الاصطناعي على الطريق؟ - يكمن جوهر القيادة الذاتية في قدرة الذكاء الاصطناعي على التعلم والتطور. ويتم ذلك عبر مسارين رئيسيين من التعلم الآلي: 1- التعلم المُوجَّه: يمكن تشبيه هذه العملية بتعليم طفل من خلال الأمثلة؛ إذ يتم تزويد النظام بملايين الصور والبيانات المصنفة مسبقًا (هذه سيارة، هؤلاء مشاة، هذه إشارة توقف)، ليتعلم كيفية التعرف على عناصر الطريق والتنبؤ بسلوكياته المستقبلية. فهو يتعلم توقع حركة مشاة قد يعبر الطريق فجأة، أو سيارة قد تغير مسارها دون سابق إنذار. 2- التعلم غير المُوجَّه: في هذا النهج الأكثر تطورًا، يُترك الذكاء الاصطناعي ليغوص في بحر من البيانات غير المصنفة، ليكتشف بنفسه الأنماط والعلاقات الخفية. وبهذه الطريقة، يمكنه رصد الحالات الشاذة وغير المتوقعة على الطريق، أو تجميع سيناريوهات القيادة المتشابهة (مثل القيادة في زحام مروري مقابل القيادة على طريق سريع)، مما يصقل قدرته على التكيف مع المواقف المعقدة والمستجدة بمرونة فائقة. مكاسب تتجاوز الأمان: كفاءة واستدامة ووصول للجميع - لا تقتصر ثورة الذكاء الاصطناعي في عالم السيارات على تعزيز السلامة فحسب، بل تمتد لتشمل باقة من المزايا الاستراتيجية: - الكفاءة القصوى وتقليل الازدحام: تتواصل السيارات الذكية فيما بينها، مشكّلةً شبكة متناغمة تتبادل بيانات المرور لحظيًا. الأمر الذي يسمح لها باختيار المسارات الأقل ازدحامًا وتجنب الاختناقات، مما يضمن توزيع حركة السير بذكاء وفعالية. كما أنها تُحسن من أنماط التسارع والكبح لتقليل استهلاك الطاقة إلى الحد الأدنى، سواء كانت تعمل بالوقود أو الكهرباء. - ثورة بيئية صامتة: من خلال تحسين كفاءة استهلاك الوقود وتقليل الحاجة إلى التوقف والانطلاق المتكرر، تساهم هذه السيارات في خفض الانبعاثات الضارة، مما يجعلها حليفًا قويًا في معركة الحفاظ على البيئة. - صيانة استباقية ذكية: بدلاً من انتظار وقوع العطل، تستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي بيانات السيارة للتنبؤ بالأعطال المحتملة قبل حدوثها، مما يوفر على المالكين الكثير من الوقت والمال ويضمن موثوقية السيارة. - تعزيز استقلالية الأفراد: تفتح القيادة الذاتية آفاقًا جديدة من الحرية لكبار السن وذوي الهمم، حيث تتيح لهم التنقل بأمان وراحة دون الحاجة إلى الاعتماد على الآخرين، مما يعزز من جودة حياتهم واندماجهم في المجتمع. آفاق واعدة وسوق بالمليارات - تتحدث الأرقام بصوت عالٍ عن المستقبل المشرق لهذه التقنية. فمن المتوقع أن يصل حجم السوق العالمي للذكاء الاصطناعي في قطاع السيارات إلى 74.5 مليار دولار بحلول عام 2030. - يعكس هذا الزخم الهائل ثقة المستثمرين والمصنعين بأننا على أعتاب حقبة ستصبح فيها القيادة الذاتية هي القاعدة وليست الاستثناء. - إن دمج الذكاء الاصطناعي في صناعة السيارات ليس مجرد تحديث تقني، بل هو إعادة تعريف شاملة لمفهوم التنقل. - ونحن نشهد ولادة أنظمة نقل أكثر ذكاءً وأمانًا وراحة، أنظمة تعد بتحويل طرقاتنا من مساحات محفوفة بالمخاطر إلى شرايين حياة ذكية ومتدفقة بسلاسة. إنها قصة المستقبل التي بدأت كتابة فصوله اليوم، بحروف من البيانات وخوارزميات الذكاء الاصطناعي.


أرقام
منذ 5 ساعات
- أرقام
روبوتات الذكاء الاصطناعي تحل محل المبيدات والعمال في مزارع أميركا
في قلب حقول القطن تحت شمس كاليفورنيا الحارقة، يجوب روبوت شبيه بطاولة متنقلة، مزود بألواح شمسية وذراعين معدنيين مزودين بشفرات دقيقة، بين صفوف المحاصيل، حيث يقتلع الأعشاب الضارة بدقة دون أن يمس النباتات. الروبوت الجديد، الذي يحمل اسم إليمنت، طورته شركة ناشئة تدعى آيجن، ويعتمد على الطاقة الشمسية والذكاء الاصطناعي ليحل مكان المبيدات الزراعية والعمال الذين يعانون من نقص متزايد في المزارع الأميركية. بديل ذكي للمبيدات الكيميائية قال ريتشارد ووردن، المؤسس المشارك ومدير التكنولوجيا في آيجن «أعتقد حقاً أن هذا هو أهم ما يمكننا فعله لتحسين صحة الإنسان. الجميع يتناول طعاماً مرشوشاً بالمواد الكيميائية»، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. ووردن، مهندس ميكانيكي سابق في تسلا، بدأ العمل على الروبوت بعد شكاوى من أفراد أسرته في ولاية مينيسوتا عن تكاليف إزالة الأعشاب يدوياً. وفي ظل تنامي مقاومة الأعشاب للمبيدات الحشرية وصعوبة إيجاد عمال، بات الاعتماد على الحلول الكيميائية هو الخيار الوحيد لدى كثير من المزارعين. «ولا مزارع أخبرنا يوماً أنه يحب استخدام المبيدات»، يضيف كيني لي، المدير التنفيذي والشريك المؤسس للشركة، «لكنهم يستخدمونها لأنها مجرد أداة. ونحن نحاول أن نمنحهم أداة بديلة». تصميم ذكي يحاكي الإنسان يشبه الروبوت طاولة كبيرة بعجلات، يعلوها لوح شمسي. وعند غروب الشمس، يتوقف عن العمل وينام، ثم يعود للعمل تلقائياً صباحاً، وفق لي، مضيفاً أن الروبوت «يقلد طريقة عمل البشر». تتيح كاميرات داخلية ونظام ذكاء اصطناعي متقدم للروبوت التنقل بين الصفوف الزراعية، والتعرف على الأعشاب وإزالتها دون لمس المحاصيل.«إذا كنت تعتقد أن هذا عمل يجب أن يقوم به البشر، فقط جرب ساعتين من إزالة الأعشاب في الحقل»، يقول ووردن. من الحقول إلى مراكز المراقبة تأمل آيجن أن يتحول العمال من مهام مرهقة ميدانياً إلى أدوار جديدة في مراقبة وتشغيل الروبوتات عن بعد، بما في ذلك التعامل مع الأعطال عبر مراكز تحكم صغيرة مرتبطة لاسلكياً.الروبوتات تعمل حالياً في حقول الطماطم والقطن وبنجر السكر، وتتفادى تماماً إيذاء النباتات أثناء إزالة الأعشاب، بحسب الشركة. بسعر 50 ألف دولار.. وبديل للديزل يبلغ سعر الروبوت الواحد نحو 50 ألف دولار، وتقول الشركة إن خمسة روبوتات تكفي لتنظيف 160 فداناً من الأعشاب. وتعد هذه التقنية خياراً صديقاً للبيئة مقارنة بالآلات الثقيلة التي تعتمد على الديزل. تسعى آيجن إلى كسب ثقة المزارعين المحافظين سياسياً من خلال تقديم حل بيئي لا يستخدم مصطلحات «سياسية» مثل المناخ، بل يركز على رعاية الأرض والتوفير الاقتصادي. اهتمام من أمازون ووعود بمستقبل عملاق لفتت تقنية آيجن انتباه شركة خدمات أمازون السحابية، التي اختارتها ضمن برنامج كومبيوت فور كلايمت، لتقديم أدوات ذكاء اصطناعي وطاقة وخدمات فنية للشركات الناشئة المهتمة بالبيئة. تقول ليزبيث كوفمان، مديرة قطاع الابتكار المناخي في خدمات أمازون السحابية «أعتقد أن آيجن ستكون من عمالقة الصناعة مستقبلاً، تماماً كما كانت سيارات فورد واختراع المصباح الكهربائي بداية لموجات ثورة، فإن كيني وريتشي يمثلان هذه الموجة الجديدة». هكذا، يقدم إليمنت نموذجاً مبكراً لثورة جديدة في الزراعة تعتمد على الشمس والذكاء الاصطناعي بدل العمالة البشرية والمبيدات، وتفتح الباب أمام أتمتة صديقة للبيئة في قلب المزارع الأميركية.