
برّاك: لستُ مفاوضاً والوقت يدهمنا... المشكلة ليست بالضمانات والمطلوب السلاح
وقال المصدر الرفيع لـ«الجمهورية»، انّ المفاوضات بطبعتها الثالثة لا تختلف كثيراً عن المقترح، ولم تغيّر لجهة طلب الجدول الزمني ورفض العدو الإسرائيلي أن يقوم بأي خطوة قبل ان يقبل حزب الله بتسليم السلاح، اولاً من خلال انتزاع التزام خطي منه تعلنه الحكومة، وثانياً القبول بالمقترح الأميركي كما جاء في الورقة الأولى.
وكشف المصدر انّ حزب الله أوقف الكلام والتفاوض في انتظار الأخذ بمطلبه وهو الانسحاب الإسرائيلي والتزام العدو بوقف إطلاق النار. وقد شرح رئيس مجلس النواب نبيه بري للموفد الأميركي خلفيات مطالب حزب الله وهواجسه، خصوصاً انّه منذ تاريخ إعلان وقف إطلاق النار سقط له 270 شهيداً في استهدافات جيش الاحتلال الذي يفرض واقعاً لا يمكن القبول به، عدا عن ممارساته وانتهاكاته على الأرض لجهة منع الأهالي من ترميم او إعادة بناء منازلهم او حتى الوجود في بعض الأحياء، ولم يشأ برّاك ان يلتزم بأي موقف ضاغط على إسرائيل، بل على العكس بدا متناغماً جداً معها لجهة الإصرار على حصرية السلاح بيد الدولة من خلال الجدول الزمني الذي تضمنته الورقة الأميركية الأولى، والذي يبدأ بـ 15 يوماً تشمل وقف العمليات العدائية وإعادة تفعيل آلية الإشراف الـmechanism ومساعدة الجيش اللبناني في تعزيز الانتشار، وتليها المرحلة الثانية من 15 إلى 60 يوماً تتضمن إعلان مجلس الوزراء الالتزام بالاتفاق وتأكيد الأهداف، ثم تبدأ إسرائيل بالانسحاب مقابل تفكيك الجيش لـ50 في المئة من البنى التحتية لحزب الله شمال الليطاني، والمرحلة الثالثة من 60 إلى 90 يوماً تستكمل إسرائيل الانسحاب وحزب الله تفكيك الترسانة في بيروت الكبرى، والمرحلة الرابعة تشمل التفكيك الكلي واستكمال المفاوضات حول خطة إعادة الإعمار والبدء بتنفيذ رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعودة لبنان دولة مزدهرة قابلة للحياة...
وأكّد المصدر انّ برّاك لم ينقل أي رسالة إيجابية من إسرائيل، كالقيام بخطوة أولى هي الالتزام بوقف إطلاق النار، بل على العكس بدا ضاغطاً في اتجاه قبول لبنان المقترح قبل الأول من آب.
وحذّر المصدر من انّ أي ضربة يمكن ان تقوم بها إسرائيل ربما تتجاوز الأهداف العسكرية لحزب الله لتشمل أهدافاً سياسية ضاغطة على الدولة اللبنانية.
التطمينات بديل الضمانات؟
ولاحظ زوار عين التينة، انّ الرئيس بري بدا مرتاحاً بعد لقائه برّاك.
إلى ذلك، اعتبر مرجع سياسي مطلع على فحوى محادثات برّاك في بيروت، انّ الأخير كان دقيقاً في ما صرّح به بعد خروجه من عين التينة. َوكشف المرجع لـ«الجمهورية»: انّه بات واضحاً أن «لا ضمانات أميركية للبنان، لكن روحيتها قد تنعكس بشكل آخر»، مشيراً إلى انّه «ربما يكون البديل عن الضمانات المتعذرة تطمينات من أعلى المستويات الأميركية».
سحب اليد الأميركية
وفي السياق، أبدت مصادر سياسية خشيتها من المسار الذي يمكن أن يسلكه الوضع في لبنان بعد زيارة برّاك، خصوصاً لجهة المعلومات التي رشحت عن وقائع المناقشات التي أجراها مع المسؤولين، وفيها يعلن أنّ واشنطن ستسحب يدها من الوساطة إذا لم يلتزم لبنان ببند نزع السلاح الوارد في اتفاق وقف النار. وقالت هذه المصادر لـ«الجمهورية»: إنّ «سحب اليد الأميركية تعني كثيراً من السلبيات للبنان، سواء على المستوى السياسي والعسكري والأمني او على المستوى الاقتصادي، حيث يمكن أن يتعرّض لبنان لعملية عزل دولية وعربية، عقاباً له على موقفه».
لكن الأخطر، وفق المصادر نفسها، هو «أنّ إسرائيل قد تجد الفرصة سانحة لتصعيد الوضع مع لبنان بنحو غير مسبوق، مستفيدة من التغطية السياسية الأميركية. وفي هذا السياق، يمكن التوقف عند الاجتماعات التي عقدها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أخيراً في واشنطن مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكان اللافت فيها التزام الجميع الصمت حول النتائج. لكن ما رشح يوحي أنّ الرجلين توافقا حول كثير من الملفات الإقليمية.
جولة برّاك
وفي اليوم الثاني من زيارته للبنان، زار برّاك عين التينة، والتقاه الرئيس بري، في حضور السفيرة الاميركية ليزا جونسون والمستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب علي حمدان، وتناول اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة وربع الساعة، تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية.
وبعد اللقاء اكتفى برّاك بالقول: «اللقاء مع رئيس المجلس كان ممتازاً، ونعمل قدماً للوصول إلى الإستقرار وعليكم ان تتحلّوا بالأمل».
ورداً على سؤال حول سبب رفض الولايات المتحدة الأميركية إعطاء الضمانات التي يطلبها لبنان، قال إنّ «المشكلة ليست في الضمانات»، مضيفًا: «سنصل إلى الاستقرار». واستكمل، «مستمرّون بالعمل ونحرز تقدّمًا وعليكم أن تتحلّوا بالأمل».
وكان برّاك قال لدى وصوله إلى عين التينة: «إني متفائل من زيارتي للبنان... أميركا لن تتخلّى عن لبنان».
الوقت يدهمنا
ولاحقاً أكّد برّاك، انّ «الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد أن يساعد لبنان في هذه الاوقات العصيبة». وقال في حديث إلى قناة «الجديد» إنّ «هناك اتفاقاً لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. والجانبان يجدان صعوبة في تطبيقه، ونحن في لبنان للمساعدة في إحلال السلام، لكن هناك جدولاً زمنياً والوقت يدهمنا، لذا نضغط للتوصل إلى توافق». وقال: «انا لا أطلب حصر السلاح بل ثمة قانون يقول انّ هناك مؤسسة عسكرية واحدة، وعلى لبنان ان يقرّر كيف سيطبّق هذا القانون. ويجب نزع الاسلحة الخفيفة والثقيلة».
ورأى انّ «على الحكومة اللبنانية أن تقرّر كيفية حصر السلاح، وهذا ليس من مسؤولية الولايات المتحدة الأميركية».
وعن موقفه حول عدم إعطاء ضمانات باحترام إسرائيل لوقف اطلاق النار قال: «انا لست مفاوضاً، ودوري هو وسيط سياسي للتأثير الإيجابي بين الاطراف. فالوقت يدهمنا في ظل ما يحصل في المنطقة. لذا يجب إرساء الاستقرار». واكّد انّه «يجب إصلاح القطاع المصرفي في لبنان»، لافتاً إلى انّ «هناك رؤية 2030 في السعودية، وعلى اللبنانيين أن يبحثوا كيف يمكن استقطاب مشاريع مشابهة». واضاف انّ «الاستقرار في سوريا سيؤمّن الاستقرار في لبنان»، مشيراً إلى انّ «الحكومة السورية الآن جيدة وعلينا دعمها. ولبنان مورد كبير جداً وسيساعد سوريا». وشدّد على انّ «لدينا فرصة للتوصل إلى حل واتفاق بين دول المنطقة».
في وزارة المال
وكان برّاك التقى وزير المال ياسين جابر، وتناول البحث القضايا الإصلاحية التي تضطلع بها وزارة المال في إطار الخطة الحكومية، خصوصاً في مجال إصلاح القطاع المصرفي وهيكلته، والذي خطى خطوات أساسية مع إقرار قانون السرّية المصرفية، واقتراب موعد إقرار قانون تنظيم القطاع المصرفي، وتعيين نواب لحاكم مصرف لبنان وهيئة الرقابة على المصارف، إضافة إلى المجالات التطويرية والتحديثية في مجالات الرقمنة للقطاعات الحيوية كالجمارك وخطة تطوير عملها عبر المرافئ، إلى الشؤون العقارية وسواها، ما يُسهم في تعزيز المالية العامة ويدفع قدماً نحو خروج لبنان من واقعه المالي والاقتصادي والتماهي مع مقتضيات قواعد وأسس رؤية صندوق النقد الدولي، ونحو استعادة ثقة المجتمع الدولي، الأمر الذي سيؤدي إلى تحسين مستوى تصنيفاته لدى المؤسسات الدولية، وإلى تشجيع الدول والجهات المهتمة في مجال تقديم المساعدات والاستثمارات على المبادرة.
وقد شدّد جابر أمام برّاك على «أهمية توافر مناخات استقرار أمني، لكي تمضي الحكومة في خطتها الإصلاحية، لأنّ الاستقرار كان ولا يزال العامل الأول والأخير في تحقيق تقدّم اقتصادي ومالي، وفي الوصول إلى تنمية حقيقية ومستدامة».
عون في البحرين
في غضون ذلك، بدأ أمس رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون زيارة رسمية للبحرين، تلبية لدعوة من الملك حمد بن عيسى آل خليفة. ومن المقرّر أن تتناول المحادثات تعزيز العلاقات الثنائية وسبل تطويرها على مختلف الاصعدة.
وقبيل سفره، شدّد عون امام وفود زارته أمس، على «انّ المرحلة الراهنة دقيقة وحساسة وتتطلّب وعياً وطنياً ومواقف جامعة تصون وحدة لبنان ارضاً وشعباً وتحمي سيادته واستقلاله». وأشار إلى «انّ لبنان مرّ بظروف أصعب من تلك التي يعيشها اليوم، لكنه استطاع تجاوزها بالتفاف اللبنانيين حول دولتهم ومؤسساتهم الدستورية والأمنية». واكّد انّ الاتصالات مستمرة لمعالجة تداعيات ما يجري في عدد من دول المنطقة لتفادي تأثيرها على لبنان، مكرّراً التنويه بمواقف القيادات اللبنانية السياسية والروحية حيال ما حصل في سوريا اخيراً من أحداث مؤسفة.
وخلال لقاء مع رؤساء تحرير الصحف ووكالة الأنباء البحرينية، قال عون، انّ الزيارات التي يقوم بها إلى دول الخليج تهدف إلى إعادة وصل ما انقطع بين لبنان وهذه الدول «والأهم إعادة الثقة بين الخليج ولبنان»، لافتاً الى انّ «اللبنانيين ينتظرون زيارة اشقائهم من البحرين خلال هذا الصيف».
وشرح عون ما تقوم به الحكومة على صعيد ضبط الأوضاع الأمنية ومكافحة التهريب، وضرورة إعادة فتح الأسواق الخليجية امام الصادرات الزراعية اللبنانية، خصوصاً انّ المعابر البرية والبحرية والجوية في لبنان باتت ممسوكة أمنياً. وقال انّ صفحة الماضي طويت «وأن لا خوف على لبنان»، وانّ جولاته على دول الخليج كانت ناجحة «حيث لمست شوق الخليجيين للمجيء إلى لبنان، اضافة إلى استعداد هذه الدول لمواصلة تقديم المساعدات الى الشعب اللبناني. لقد مددنا الجسور والمستقبل بات واعداً».
وأضاف عون: «انّ تطبيق حصرية السلاح المتخذ والذي لا رجوع عنه يتمّ بروية، على نحو يحفظ وحدة لبنان ويمنع الإضرار بالسلم الاهلي». وقال: «انّ اسرائيل لا تزال تمتنع حتى الساعة عن التقيّد باتفاق 26 تشرين الثاني 2024 وتواصل اعتداءاتها على لبنان ولا تستجيب للدعوات الدولية للتقيّد بوقف الأعمال العدائية».
ورداً على سؤال آخر، اكّد الرئيس عون انّ اي حل يحتاج إلى من يضمن تنفيذه، لا سيما وانّ اسرائيل لم تلتزم بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، في حين انّ لبنان التزم الاتفاق ونشر الجيش في جنوب الليطاني، ولا يزال وجود الإسرائيليين في التلال الخمس عائقاً امام استكمال انتشار الجيش، مؤكّداً انّ عديد الجيش في الجنوب سيرتفع الى 10 آلاف مع حلول نهاية العام «وحيثما حل الجيش صادر الأسلحة والذخائر وأنهى كل مظاهر مسلحة». اضاف: «انّ قرارنا بإنقاذ الدولة نهائي ولن نوفر جهداً لتحقيق ذلك».
ماكرون وسلام
من جهة ثانية، أفاد قصر الإليزيه، في بيان امس، أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستقبل رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام غداً، و«ستُمثل هذه الزيارة الرسمية الأولى لرئيس الحكومة اللبنانية، فرصةً لإعادة تأكيد عمق الصداقة الفرنسية- اللبنانية ودعم فرنسا المستمر للبنان. وستركّز المناقشات على أمن البلاد واستقرارها، والسعي إلى الإصلاحات الاقتصادية الضرورية لاستعادة سيادتها وازدهارها بالكامل».
وأضاف البيان انّ ماكرون وسلام سيناقشان «ضرورة الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، خصوصاً في ما يتعلق بالانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية. كما سيُناقشان تعزيز القوات المسلحة اللبنانية، والتعاون مع قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) - التي تُساهم فرنسا بنشاط فيها- والأولويات الإقليمية المشتركة».
وسيناقش ماكرون وسلام ايضاً «التحدّيات الرئيسية التي تواجه الشرقين الأدنى والأوسط، ولا سيما منها عواقب الحروب في إيران وغزة، بالإضافة إلى الاشتباكات الأخيرة في سوريا». وكذلك سيشدّدان «على ضرورة وقف الأعمال العدائية بشكل كامل في المنطقة لحماية المدنيين، وعلى الضرورة القصوى لإيصال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع ودون عوائق إلى قطاع غزة».
وكان سلام استقبل أمس المستشار الاقتصادي للمبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى لبنان جاك دو لا جوجي في حضور السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو. وتناول البحث مستجدات قانون إعادة هيكلة المصارف والتعديلات المطروحة عليه في مجلس النواب، إضافةً إلى مناقشة الجدول الزمني المتوقع لإقراره. كذلك تناول البحث التقدّم المحرز في إعداد قانون الفجوة المالية، في إطار السعي إلى إرساء أسس التعافي المالي والاقتصادي في لبنان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون ديبايت
منذ 22 دقائق
- ليبانون ديبايت
وثائق سرية تهدد حياة ترامب… وحزب الله في فخ إيران! جورج الصغير يفضح أسرار 31 آب: كل شيء سيتغيّر
"RED TV" هل فعلاً الحزب سبب احتلال إسرائيل للجنوب؟ ماذا تعني 'الاستراتيجية الدفاعية '؟ هل إيران قتلت قادة الحزب؟ هل نعيم قاسم مهدد ؟ ماذا حدث لنصرالله؟ هل ترامب فعلاً مهدد بوثائق جيفري إبستين؟ ما العلاقة بين نتنياهو وترامب؟ لماذا يُعتبر نتنياهو أكبر عقبة أمام ترامب؟ من هو 'البطل' في جنوب لبنان؟ ما دور السنوار في المعركة؟ كيف تسببت العقائد الدينية في ورطة لبنان؟ هل هناك مؤامرة داخل حزب الله؟ ما سيناريو ما بعد 31 آب؟ هل تستمر الفوضى في لبنان أم سيطرأ تغيير؟ كيف تؤثر هذه الخلافات على مستقبل المنطقة؟ هل يمكن أن يتغير مصير ترامب قريبًا؟

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
ما جديد جلسة الحكومة بشأن "سلاح حزب الله"؟
نقلت قناة "الجديد" عن مصادر حكومية قولها، اليوم الجمعة، إنه ما من اتفاق نهائيّ على مخرج جلسة الحكومة المقررة الأسبوع المقبل بشأن إقرار بند سحب سلاح "حزب الله"، مشيرة إلى أنَّ الأخير يربطُ مشاركته في الجلسة بنتائج الاتصالات مع انفتاح على صيغة تؤكد حصرية السلاح. وأوضحت القناة أنَّ الدعوة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء لم يسبقها أيّ اتفاق، إذ تكثفت الاتصالات بعد إعلان رئيس الحكومة نواف سلام عن الموعد. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

المركزية
منذ ساعة واحدة
- المركزية
الموسوي خلال وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني: العالم شريك في الجريمة والإبادة
نظم "حزب الله" وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، واستنكارا للإبادة الجماعية والتجويع في غزة، أمام مجمع السيدة زينب في بئر العبد في الضاحية الجنوبية، شارك فيها عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب إبراهيم الموسوي، ممثلون عن الأحزاب اللبنانية والقوى والفصائل الفلسطينية، وعلماء وفاعليات وشخصيات وعوائل الشهداء وحشد من الأهالي. ورفع المشاركون لافتات منددة بسياسة التجويع التي يمارسها العدو الإسرائيلي بحق أهل غزة، إلى جانب الأعلام اللبنانية والفلسطينية ورايات "حزب الله". وقال الموسوي: "لا يمكن أن نقول عن هذا العالم انه ساكت وصامت، لأنه شريك في الجريمة والإبادة ومتواطئ في أحسن الحالات، وهذه الشراكة هي مدعاة لأن يدان هذا العالم بأسره، وتدان كل مؤسساته، وهذا نعي حقيقي للإنسانية ولكل ما بشروا به، وبالتالي، سقط زيف هذا الغرب، وسقطت كل المقولات وكل المناهج التي كانوا يدعونها زورا أمام أعين العالم". اضاف: "هذه الوقفة هي وقفة مع آخر ما تبقى من قيم ومعنى للأخلاق والإنسانية، وهي ليست يتيمة، فقد وقفتها المقاومة وأبناؤها ليس فقط باللسان أو بالشعارات والنداءات والبيانات، وإنما من خلال تقديم أغلى وأسمى وأعز وأطهر وأنبل من لدينا، ألا وهو سماحة سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله وصفيه الهاشمي السيد هاشم صفي الدين، فهكذا وقفنا مع غزة، حيث وقفنا معها بأرواحنا ودمائنا، ولذلك لن نبخل عليها بأي وقفة أو موقف آخر". وتابع: "إذا كان العدو يظن أنه بتدمير غزة سيدمر أهلها وإرادتهم، فقط أخطأ كثيرا، لا سيما وأن الدماء التي تسيل، والظلمات التي تتراكم، سوف تتحول عاجلا أم آجلا إلى شلال وبركان يهدّم كل عروش الطغاة، وما بيننا وبينهم إلا لحظة، وهي لحظة هذا العمر والموقف بإذن الله". الشياح كذلك نظم "حزب الله" وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني أمام مجمع الإمام علي في الشياح، شارك فيها مسؤول وحدة التبليغ والأنشطة الثقافية في الحزب السيد علي فحص، ممثلون عن الأحزاب اللبنانية والقوى والفصائل الفلسطينية، علماء وفاعليات وشخصيات وعوائل الشهداء وحشد من الأهالي. وألقى فحص كلمة قال فيها: "عندما رأينا بعض المشاهد في غزة، لم نكن نحسب بأننا سنعيش إلى يوم نرى فيه أطفالا بالمئات والآلاف ونساء تموت من الجوع، أو آباء وأخوة يقتلون لأنهم يحاولون الحصول على رغيف خبز أو على بعض الطحين أو الطعام أو الماء". اضاف: "على الأمة التي تنتمي إلى رسول الله أن تهب بأكلمها وأجمعها إلى نهضة وإغاثة لهذا الشعب المظلوم، وأن تنزل كل نخبها وشعوبها إلى الشارع، وأن لا تنتظر حاكما أو مسؤولا، بل أن تنزل من أجل أن تقف إلى جانب هذا الشعب المستضعف، والذي كان ذنبه الوحيد أنه يريد أن يستعيد حريته وأرضه وكرامته، فشنت عليه هذه الحرب المظلومة، حرب الإبادة بالقتل والقنابل والرصاص والجوع والعطش". وختم: "علينا كشعوب أن نبقى حاضرين دائما في الساحة من أجل أن نعبّر عن كثير غضبنا مما يحصل، وعن وقفتنا إلى جانب هذا الشعب الأبي والمضحي والشجاع". جبشيت كما نظم الحزب وقفة تضامنية في بلدة جبشيت بعد صلاة الجمعة، بمشاركة إمام البلدة الشيخ عبد الكريم عبيد، وشخصيات وفاعليات وحشد من أبناء البلدة والقرى المجاورة. وشدد عبيد على أن "موقف أهالي الجنوب ثابت تجاه القضية الفلسطينية"، وقال: "يا أهل غزة، نحن معكم وعندما ضاقت الأمور قدمنا أنفسنا وأموالنا وبيوتنا ونساءنا وأطفالنا، كما قدم الحسين أهله في كربلاء، وسنبقى كذلك، قدمنا ما قدمنا وسنقدم ما بقي عندنا، إما أن نعيش بعزة وكرامة، أو نموت شهداء كما استُشهد الحسين وشهداؤنا الأبرار". وختم: "غزة ليست وحدها، وكل بيت في الجنوب خندق دعم وصوت مقاومة". ورفع المشاركون في الوقفة شعارات منددة بسياسة التجويع المتعمدة التي يفرضها العدو الإسرائيلي على غزة، مؤكدين أن "ما يجري جريمة إنسانية كبرى"، داعين إلى "فك الحصار ووقف المجازر فورا"، معتبرين أن "الصمت الدولي تواطؤ مفضوح" .