
إسرائيل تقتل منتظري الماء
في القاهرة، قال وزير الخارجية دكتور بدر عبد العاطي، إن قضية الأمن المائي تمثل قضية وجودية لمصر، مشددا على أنه لا تهاون على الإطلاق في تلك القضية الحيوية.
وفي القاهرة أيضا، نشرت جريدة الوقائع المصرية قرار تغيير المسمى الوظيفي للفريق كامل الوزير، من الوزير المختص بشئون الصناعة إلى وزير التجارة والصناعة.
وفي القاهرة ثالثا، وافق جهاز 'حماية المنافسة' على استحواذ شركة تابعة لصندوق أبوظبي السيادي على 'أرامكس مصر' بالكامل.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة 'يونيسف' عن ارتفاع حاد في معدلات سوء التغذية الحاد الوخيم بين الأطفال في السودان، خاصة في ولايات دارفور الخمس.
وما زال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة مستمرا.
عبد العاطي: الأمن المائي قضية وجودية ومصر لن تتهاون فيها مطلقا
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي
قال وزير الخارجية دكتور بدر عبد العاطي، إن ملف مياه النيل يحظى باهتمام بالغ من القيادة السياسية ومؤسسات الدولة المصرية، وهناك تنسيق كامل، ولجنة عليا لمياه النيل، برئاسة د. مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، تتولى إدارة هذا الملف الحيوي، وأنه لا يمثل حكرا على مؤسسة بعينها لكنه مسئولية متكاملة لكل أجهزة الدولة.
وأضاف في تصريحات إعلامية له، أنه في جميع اللقاءات سواء على المستوى الرئاسي أو الوزاري، يتم طرح هذه القضية باعتبارها قضية مصر الأولى، وأنه أصبحت هناك دراية أكثر من قِبل القادة الأفارقة بشواغل مصر المائية، مؤكدا أن الطرف الآخر في هذا الملف هو المتعنت.
وتابع: يتم الدفع لنقل الصورة الحقيقية لدول العالم، بأن هناك طرفًا متعنتا، ولا يحترم القانون الدولي، وهو أمر مرفوض، مؤكدا أن مصر استنفدت كل جهود التفاوض بعد أكثر من 11 سنة، دون أي جدوى، وأن القاهرة 'تحتفظ بحق الدفاع عن مصالحها المائية حال حدوث أي ضرر'.
وأكد وزير الخارجية، أن قضية الأمن المائي تمثل قضية وجودية لمصر، مشددا على أنه لا تهاون على الإطلاق في تلك القضية الحيوية.
وكان وزير الري والموارد المائية قد أدلى بتصريحات مشابهة قبل يومين، أكد خلالها على أن حكومة مصر لن تتهاون في أمنها المائي، وأن لديها الحق في الرد بما تراه مناسبا حال تعرض مصالحها للخطر.
'حماية المنافسة' يوافق على استحواذ شركة تابعة لصندوق أبوظبي السيادي على أرامكس مصر
أرامكس مصر
وافقت لجنة فحص ملفات إخطار التركزات الاقتصادية بجهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية على طلب استحواذ شركة كيو لوجيستيكس القابضة التابعة للقابضة 'ADQ' الإماراتية التي تُعد أحد صناديق أبوظبي السيادية، على نسبة تصل إلى 100% من إجمالي أسهم شركة أرامكس مصر.
الصفقة تعزز سيطرة الشركة الإماراتية، حسب خبراء على واحدة من أبرز شركات خدمات التوصيل في المنطقة، مما يعزز قبضتها على قطاع النقل والخدمات اللوجستية المحلي.
تمتلك 'القابضة' بالفعل أصولاً مهمة، تشمل المواني والمطارات وشركة الطيران الوطنية لأبوظبي.
كانت القابضة 'ADQ' قدّمت عرض الاستحواذ لشراء جميع أسهم 'أرامكس'، باستثناء الحصة المملوكة لشركة 'مواني أبوظبي'، التي تسيطر عليها أيضاً 'القابضة'، وتمتلك 22.69% من أسهم الشركة.
وتبلغ قيمة الصفقة حسب إفصاح سابق لكامل الأسهم بنحو 4.39 مليار درهم (1.2 مليار دولار)، حيث يحصل المساهمون في 'أرامكس' على 3 دراهم للسهم الواحد، وهو أعلى من إغلاق سهم الشركة في آخر جلسة تداول الأسبوع الماضي البالغ 2.31 درهم.
الجريدة الرسمية تنشر قرار تغيير المسمى الوظيفي للفريق كامل الوزير
الجريدة الرسمية تنشر قرار تغيير المسمى الوظيفي للفريق كامل الوزير
نشرت جريدة الوقائع المصرية ' الجريدة الرسمية' قرار تغيير المسمى الوظيفي للفريق كامل الوزير الصادر عن مجلس الوزراء برقم 39 لسنة 2025، بتعديل بعض أحكام قرار مجلس الوزراء رقم 47 لسنة 2020، بشأن قواعد وضوابط وإجراءات طرح تراخيص الصناعات الثقيلة وغيرها للمستثمرين.
ونصت المادة الأولى من القرار، على أن تستبدل عبارة الوزير المختص بشؤون الصناعة بعبارتي وزير التجارة والصناعة، وزير الصناعة أينما وردتا بقرار مجلس الوزراء رقم 47 لسنة 2020 المشار إليه.
فيما نصت المادة الثانية، تضاف مادة برقم (الثامنة مكررا إلى قرار مجلس الوزراء رقم 47 لسنة 2020 المشار إليه، نصها الآتي:
المادة الثامنة مكرر: استثناء من أحكام هذا القرار، يجوز بموافقة مجلس الوزراء، بناء على عرض الوزير المختص بشئون الصناعة، وفقا لحاجة البلاد الاقتصادية وإمكانيات الاستهلاك المحلي والتصدير، الترخيص للمشروعات القائمة بالتوسع في الطاقة الإنتاجية للمنتجات المرخص بها، على أن تتولى اللجنة المنصوص عليها في المادة الثالثة عشرة من هذا القرار وضع القواعد والشروط اللازمة لمنح التراخيص في هذه الحالة، ودراسة طلبات التوسع التي يتم تقديمها، والتحقق من توافر شروط الجدية والملاءة الفنية والمالية وغيرها التي تحددها الهيئة.
يونسيف: أكثر من 40 ألف طفل يعانون سوء التغذية في شمال دارفور
صورة تظهر النساء والأطفال الرضع في مخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر في شمال دارفور، السودان
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف عن ارتفاع حاد في معدلات سوء التغذية الحاد الوخيم بين الأطفال في السودان، خاصة في ولايات دارفور الخمس، حيث سجلت زيادة بنسبة 46 بالمئة في عدد الأطفال الذين تلقوا العلاج خلال الفترة من يناير إلى مايو 2025، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وقال شيلدون ييت، ممثل اليونيسف في السودان، إن 'الأطفال في دارفور يُجوعون بفعل النزاع، ويُحرمون من المساعدات التي يمكن أن تنقذ حياتهم'، محذرًا من أن الأرقام الحالية 'مرتفعة بشكل خطير' حتى قبل بدء موسم الجفاف الكامل، وأنها مرشحة للتفاقم، ما لم تُتخذ إجراءات إنسانية عاجلة.
وفي ولاية شمال دارفور، تم إدخال أكثر من 40 ألف طفل للعلاج من سوء التغذية الحاد الوخيم خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام، وهو ضعف العدد المسجل في الفترة ذاتها من عام 2024. وتأتي هذه الأرقام في ظل تصاعد النزاع المسلح الذي أدى إلى حصار مدن رئيسية مثل الفاشر، وانهيار شبه كامل في الخدمات الصحية، واستهداف المستشفيات وقوافل الإغاثة.
بينما سجلت المنظمة ارتفاعًا بنسبة 70 بالمئة في حالات سوء التغذية الحاد الوخيم في شمال كردفان، و174 بالمئة في ولاية الخرطوم، و683 بالمئة في ولاية الجزيرة، وهي زيادة جزئية، تعكس تحسنًا في الوصول إلى المراكز الصحية بعد استقرار نسبي في الوضع الأمني.
الحرب على غزة والضفة.. استشهاد 95 فلسطينيا و'ويتكوف' متفائل
استشهاد الصحفي الفلسطيني حسام العدلوني
في اليوم الـ117 لاستئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قال مصدر بمجمع ناصر الطبي، إن فلسطينيا استشهد، وأصيب آخرون في قصف مسيرة إسرائيلية خيمة نازحين غربي خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية باستشهاد الصحفي الفلسطيني، حسام صالح العدلوني وزوجته وأطفاله الثلاثة، في قصف شنه الاحتلال الإسرائيلي، استهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة مواصي بلدة القرارة شمال غرب مدينة خان يونس، في قطاع غزة.
وكان مكتب إعلام الأسرى بياناً شرح فيه الظروف الصعبة التي يعاني منها الأسير لدى الاحتلال الإسرائيلي الصحفي ومدير مكتب الميادين في فلسطين المحتلة، ناصر اللحام.
وأكّد البيان أنّ اللحام يحتجز في سجن 'عوفر' بظروف صحية صعبة داخل الغرفة 19 من 'قسم 21″، حيث الاكتظاظ وسوء الطعام وانتشار الأمراض الجلدية وغياب الرعاية الطبية.
فيما أفادت مصادر محلية فلسطينية بسماع دوي سلسلة انفجارات عنيفة ناجمة عن عمليات نسف، يقوم بها جيش الاحتلال في جباليا البلد شمال قطاع غزة.
قالت مصادر في مستشفيات القطاع، إن 95 فلسطينيا استشهدوا في غارات إسرائيلية منذ فجر الأحد، بينهم 52 بمدينة غزة.
بينما نقلت وكالة رويترز عن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قوله، إنه متفائل بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
وقالت مصادر فلسطينية، إن قوات الاحتلال تشن حملة مداهمة وتفتيش للبيوت خلال اقتحامها بلدة عصيرة الشمالية قضاء نابلس شمالي الضفة الغربية.
المصادر ذاتها، أفادت باقتحام قوات الاحتلال منطقة 'دوار ثابت ثابت'، وسط مدينة طولكرم.
كما اقتحمت بلدة الخضر جنوبي بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


24 القاهرة
منذ 41 دقائق
- 24 القاهرة
النفط يتراجع بأقل من 1% مع هدوء المخاوف من عقوبات فورية على روسيا
تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس الثلاثاء، بأقل من 1%، مع تراجع المخاوف من تشديد وشيك في الإمدادات، بعد منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهلة لروسيا قبل فرض عقوبات محتملة. وسجّل خام برنت انخفاضًا بمقدار 50 سنتًا أو 0.7% ليغلق عند 68.71 دولار للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 46 سنتًا أو 0.7%، ليستقر عند 66.52 دولار للبرميل. ترامب يخفف التوترات بإعطاء مهلة لروسيا وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يمنح روسيا مهلة 50 يومًا لإنهاء الحرب في أوكرانيا قبل فرض أي عقوبات اقتصادية مباشرة، ما خفّف من القلق في الأسواق. وصرّح جيوفاني ستاونوفو، محلل السلع في بنك UBS، أن المخاوف من فرض عقوبات فورية تراجعت، والتصريحات الرئاسية الأخيرة هدّأت الأسواق مؤقتًا. وكانت أسعار النفط صعدت في البداية على خلفية التهديد بفرض عقوبات، لكنها سرعان ما فقدت مكاسبها مع تصاعد التوقعات بإمكانية تجنّب العقوبات في الوقت الراهن. تحذيرات من تأثير العقوبات على السوق وأشار محللو بنك ING إلى أن تنفيذ العقوبات سيكون له تأثير جذري على مشهد سوق النفط العالمي، موضحين أن الصين والهند وتركيا ستكون بين أكثر الدول تأثرًا، إذ تُعد من كبار مستوردي النفط الروسي. تعريفة جمركية جديدة وقلق من تباطؤ عالمي في سياق متصل، أعلن ترامب عن تعريفة جمركية بنسبة 30% على معظم واردات الاتحاد الأوروبي والمكسيك اعتبارًا من أول أغسطس، إلى جانب تحذيرات مماثلة شملت دولًا أخرى. ويخشى مراقبون من أن تؤدي هذه الإجراءات إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، ما سيؤثر سلبًا على الطلب على الوقود وبالتالي على أسعار النفط. استقرار أسعار النفط مع انحسار المخاوف من عقوبات فورية على روسيا تراجع أسعار النفط مع هدوء المخاوف بشأن الإمدادات ردود فعل دولية وتحركات تفاوضية وقال نائب الرئيس البرازيلي جيرالدو ألكمين، إن بلاده تسعى لإقناع واشنطن بالتراجع عن رسوم جمركية بنسبة 50% على الواردات البرازيلية، مع إمكانية طلب مهلة تفاوض أطول. بيانات صينية تدعم السوق جزئيًا على الجانب الاقتصادي، أظهرت بيانات رسمية تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني خلال الربع الثاني، بسبب تراجع الصادرات وضعف ثقة المستهلكين، رغم أن النمو جاء أعلى من التوقعات. وأوضح المحلل توني سيكامور أن النمو كان مدفوعًا بزيادة الإنفاق المالي وتسارع الإنتاج والتصدير قبل دخول الرسوم الجمركية الأمريكية حيّز التنفيذ. أوبك: الطلب على النفط سيبقى قويًا أكد الأمين العام لمنظمة أوبك، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام روسية، أن الطلب على النفط سيظل قويًا للغاية خلال الربع الثالث من العام الجاري، مما يُبقي السوق في حالة توازن على المدى القصير.


بوابة الأهرام
منذ 2 ساعات
- بوابة الأهرام
«شرق أوسط جديد»
استمعنا في الأشهر الأخيرة لعبارة «الشرق الأوسط الجديد» تتردد على ألسنة سياسيين ومحللين في الولايات المتحدة وإسرائيل. والفكرة التي يتم ترديدها تتلخص في أن الحروب الإسرائيلية الأخيرة، التي بدأت في غزة وامتدت إلى جنوب لبنان، وأسهمت في تغيير نظام الحكم في سوريا، وانتهت بحرب الاثنى عشر يوما ضد إيران، قد أحدثت تغييرات استراتيجية كبرى في المنطقة، ومهدت لظهور شرق أوسط جديد تهيمن عليه إسرائيل، ويضمن اندماجها في المنطقة. واقع الأمر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتردد فيها تعبير «الشرق الأوسط الجديد» فقد سمعنا هذا المصطلح أكثر من مرة في الماضي، منها بعد حرب تحرير الكويت وبعد حرب الإطاحة بصدام حسين في العراق، وبعد توقيع اتفاق أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، وناقش مؤتمر مدريد للسلام في إطاره المتعدد الأطراف الكثير من الأفكار حول تعاون اقليمى يضم إسرائيل ودولا عربية، كما قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شيمون بيريز مشروعا اقتصاديا لهذا الشرق الأوسط الجديد. والواقع ان كل هذه الأفكار والمشاريع كان مصيرها الفشل في الماضى، ولا اعتقد ان الأفكار الجديدة التي يطرحها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو تحت نفس العنوان سوف يكون لها حظ أفضل من سابقتها. الشرق الأوسط الجديد هذه المرة يقوم على افتراضين خاطئين الأول هو ان القوة العسكرية قادرة على إحداث التغيير في المنطقة، وان إسرائيل قد حققت انتصارا عسكريا حاسما مهد الطريق لشرق أوسط جديد. أما الافتراض الثانى فهو أن إسرائيل ستكون المهيمنة على هذا الإقليم، وبالتالي تستطيع تحقيق رؤيتها في شرق اوسط جديد. بالنسبة للافتراض الأول، فبالتأكيد فقد حققت إسرائيل مكاسب عسكرية مهمة ضد خصومها، ولكن في نفس الوقت تعرضت لخسائر ودفعت تكلفة كبيرة خاصة في حربها مع إيران، قد لا نعرف حجمها الحقيقى بسبب القيود والرقابة التي تفرضها حول هذا الموضوع، حيث لم تُنشر حتى الآن قائمة شاملة بالمنازل والبُنى التحتية التي تضررت جراء الضربات الإيرانية فى الحرب الأخيرة بين البلدين. ويقدر البعض الخسائر بما يتراوح بين 11.5 مليار دولار و17.8 مليار دولار، أو ما بين 2.1% و3.3% من الناتج المحلي الإجمالي البالغ 540 مليار دولار. وتشمل هذه الأرقام النفقات العسكرية، وأضرار البنية التحتية، واعتراض أكثر من 400 صاروخ إيراني. يضاف لذلك ما ذكرته تقارير استخباراتية بأن الضربات الأمريكية والإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية قد أجلت البرنامج النووي الايرانى لعدة شهور ولم تقض عليه نهائيا، وان معظم مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بدرجة عاليه لم يصبه الضرر. والأهم انه رغم أى انتصارات عسكرية إسرائيلية أخيرة في الشرق الأوسط، فقد خرجت منها أكثر تضررا سياسيا وأكثر عزلة دبلوماسية على المستوى الدولى وفى أوساط الرأي العام العالمى. اما مسألة «الهيمنة» الإسرائيلية على الشرق الأوسط بعد ما حققته من انتصارات عسكرية، فقد فندها باقتدار «ستيفن والت» أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد تحت عنوان «إسرائيل لا يمكن أن تكون قوة مهيمنة في المنطقة» وجاء فيه أنّ احتمال هيمنة إسرائيل يبدو بعيدا، فكيف لدولة يقل عدد سكانها عن 10 ملايين (نحو 75% منهم من اليهود) أن تهيمن على منطقة شاسعة تضم مئات الملايين من العرب المسلمين، إلى جانب أكثر من 90 مليون إيراني فارسي؟ ويضيف أن القوة المهيمنة هي تلك التي تكون قوية إلى درجة أنها لا تواجه تهديدًا أمنيًا حقيقيًا من جيرانها، ولا تقلق من ظهور منافس جديد في الأفق. وهذا هو الوضع الذي وصلت إليه الولايات المتحدة مع بداية القرن العشرين، حين انسحبت القوى العظمى الأخرى من مواجهتها، ولم يعد في الإمكان لأي دولة أو تحالف مجاراتها اقتصاديًا أو عسكريًا. لكن إسرائيل اليوم لا تملك هذه الميزة. فالحوثيون لا يزالون في موقع التحدي، وجيشها لا يزال غارقًا في غزة رغم ما ألحقه بها من دمار هائل، والتهديد الايرانى مازال قائما، بالإضافة إلى وجود قوى إقليمية أخرى تملك جيوشا قوية. كذلك، فإن نجاحات إسرائيل العسكرية الأخيرة لم تحلّ المشكلة الأساسية المتمثلة في الفلسطينيين، الذين يشكلون نحو نصف السكان في الأراضي التي تسيطر عليها. وقتل إسرائيل أكثر من 55٫000 فلسطيني لم يقربها من حل سياسي. بل على العكس، فقد شوه ذلك صورتها عالميًا، وقلّص الدعم حتى عند حلفائها التقليديين. كما أن الهيمنة الإقليمية المستدامة تتطلب قبول الدول المجاورة هذا الدور، بل وترحيب البعض به أحيانًا. وهي شروط غير متوافرة، تجعل إسرائيل في حالة قلق دائم، وستضطرها لشنّ حروب متكررة. ويختتم مقاله بقوله، إنه عند جمع كل هذه العوامل، يتضح أن إسرائيل لا تصل إلى مستوى القوة المهيمنة. ولا شك فى أن قادتها يتمنون ذلك، لكن هذا الهدف سيبقى بعيد المنال. «وهذا يعني أن الأمن طويل الأمد لإسرائيل لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تسوية سياسية دائمة مع جيرانها، بمن فيهم الفلسطينيون. وهو تذكير آخر بأن السياسة، لا القوة وحدها، هي ما يصنع الأمن المستدام في النهاية». باختصار، فإن أي حديث عن شرق أوسط جديد يستند على هيمنة اسرائيلية هو مجرد أمنيات في ذهن من يرددها، وأوهام ستصدم بالواقع الذي سيكشف زيفها، وسيكون مصيرها الفشل مثل سابقتها التي حملت نفس العنوان، طالما قامت على منطق القوة وتجاهلت حل القضية الفلسطينية.


بوابة الأهرام
منذ 2 ساعات
- بوابة الأهرام
الجماعة الكارهة وإسقاط الدولة..«3»
أنهينا مقالنا السابق وهو (الثاني) ضمن سلسلة مقالات «دعوة للتذكر ..الجماعة الكارهة وإسقاط الدولة»، بأننا سنكمل الحديث عن بقية الآثار السلبية للعام الذى حكمت فيه الجماعة مصر المحروسة..إنه عام وصفه كثيرون بأنه كان عام الانقسام والانهيار المؤسسى وكاد يؤدى إلى تفكك الدولة المصرية...فكان عام (الجماعة) لا (الدولة) .. فعقب أحداث يناير 2011، ظهرت الجماعة الكارهة كقوة سياسية منظمة وجاهزة لاستغلال فراغ السلطة. وما أن وصلت الجماعة إلى الحكم، حتى تكشّفت نياتها الحقيقية التى أدركها المصريون، والتى ارتكزت على «أخونة الدولة»، والتمكين على حساب الشراكة، والإقصاء بدلًا من التوافق، مما قاد إلى أخطاء فادحة وجرائم جسيمة ضد الدولة والمجتمع. فلم يكن العام الذى حكمت فيه الجماعة مصر عام بناء أو إصلاح، بل كان عامًا مشحونًا بالاستقطاب، والتدهور الاقتصادي، والانقسام المجتمعي، والتآمر على مؤسسات الدولة، وصولًا إلى صدام مفتوح مع الشعب، أسفر عن أعنف انتفاضة (ثورة) شعبية فى تاريخ مصر الحديث يوم 30 يونيو 2013، وانتهى بعزل مندوب الجماعة فى قصر الاتحادية (محمد مرسي). فكانت من أخطر الجرائم السياسية التى ارتكبتها جماعة الإخوان محاولتها تفكيك مؤسسات الدولة الراسخة، خاصة القضاء والإعلام والأجهزة الأمنية، من أجل إحلال عناصر موالية للتنظيم محل الكفاءات الوطنية.. وتمثّلت تلك المحاولات فى تعيينات غير دستورية فى المناصب القيادية، حيث تم تعيين عدد كبير من المحافظين ورؤساء المؤسسات العامة المنتمين أو المقربين للجماعة، بمن فيهم محافظ الأقصر الذى كان ينتمى لجماعة إسلامية متطرفة شاركت فى مذبحة الدير البحرى فى التسعينيات..كذلك تم الصدام مع السلطة القضائية ، عبر محاولة إحالة مجموعة من القضاة للتقاعد، واتهام القضاء بالفساد دون أدلة، ما اعتُبر تمهيدًا للسيطرة على السلطة القضائية وتطويعها لمصلحة التنظيم..كما شهد العام تدخلًا مباشرًا فى القنوات التليفزيونية والصحف، وتهديد الإعلاميين المعارضين، وشن حملات تشويه ممنهجة ضدهم. كما تم استخدام قناة «مصر 25» التابعة للجماعة كمنصة للدعاية الاخوانية.. ثم جاء 22 نوفمبر 2012، وصدور الإعلان التليفزيونى الدستورى ثم حدثت مذبحة الاتحادية، حينما حشدت الجماعة أنصارها أمام قصر الاتحادية لفض اعتصام المعارضين بالقوة، ما أدى إلى اشتباكات دامية وسقوط ضحايا، وفضح تورط الجماعة فى تشكيل «ميليشيات أهلية» لقمع المتظاهرين. كما تسببت سياسة الجماعة الكارهة (الإخوان) الاقتصادية فى انهيار الثقة بالاقتصاد المصري، وتراجع الاستثمارات الأجنبية والسياحة، وتفاقم أزمة الدولار والطاقة، وفقدان السيطرة على الأسواق. وانخفاض احتياطى النقد الأجنبى من 36 مليار دولار إلى أقل من 15 مليارا.. كما تم طبع أوراق مالية بدون غطاء، ما أسهم فى زيادة التضخم. ووعود زائفة بالقضاء على الفقر والبطالة، دون أى خطط واقعية أو إجراءات إصلاحية. أما أكثر الجرائم خطورة فكانت ما بدا كـ«تواطؤ» أو «تساهل» مع الجماعات الارهابية فى سيناء، بل ووجود اتهامات من شخصيات أمنية بأن الجماعة «فتحت قنوات» مع تنظيمات إرهابية لضمان الولاء أو لتصفية خصومها..وكذلك فرار قيادات ارهابية من السجون خلال أحداث يناير، ثم عودتها بشكل غامض فى عهد الجماعة الكارهة (لإخوان) دون محاسبة..كما شهد ذلك العام تكرار استهداف كمائن الجيش فى سيناء، وسط تراخٍ فى التعامل الأمنى آنذاك...أما أم المصائب فكانت خطاب (مندوب الجماعة فى قصر الاتحادية) الداعم للإرهابيين فى سوريا، فى مؤتمر علنى حضرته رموز ارهابية مثل محمد العريفى وصفوت حجازي. وقد استند خطاب الجماعة الكارهة (الإخوان) طوال العام إلى ثنائية «مع الشرعية أو ضد الإسلام»، وتم تسويق المعارضة على أنها «عداء للدين»، مما شجع على العنف اللفظى والجسدي..كما كانت الكارثة الكبري، هى هجوم قادة هذه الجماعة الكارهة على الكنيسة المصرية، واعتبروا الأقباط شركاء فى مؤامرة ضد الحكم الإسلامي، فأدى هذا الخطاب الطائفى الإرهابى إلى تصاعد التوترات الطائفية، وتكرار الاعتداء على الكنائس وممتلكات الأقباط فى عدة محافظات، حيث تصاعدت الممارسات الطائفية ضد الأقباط بشكل غير مسبوق، ما عكس توجّهًا إقصائيًا وعنصريًا تجاه مكوّن أصيل من نسيج الوطن. فقد تعرض الأقباط لحملات تحريض إعلامية ودينية فى بعض منابر الإخوان، حيث اتُّهموا زورًا بدعم «الثورة المضادة» ومعارضة «الشرعية»، وهو ما أسهم فى تأجيج الكراهية الطائفية. وبلغ الأمر ذروته مع تزايد الاعتداءات على الكنائس والممتلكات القبطية، خاصة فى محافظات مثل المنيا وأسيوط وسوهاج، كما تم استبعاد الأقباط من التمثيل الفعلى فى المناصب التنفيذية، وغابت مشاركتهم عن مواقع صنع القرار، ما عزّز الشعور بالتهميش. ولعل أخطر ما مارسته الجماعة هو التبرير لهجمات طائفية دامية، مثل الهجوم على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية فى أبريل 2013.. هكذا كان حكم الجماعة الكارهة فقط خلال عام واحد من الحكم!!!! «وللحديث بقية للتذكير بالتاريخ الأسود لهذه الجماعة».