
تقرير: شمال المغرب يتحول إلى نقطة عبور رئيسية لتهريب الهيروين والمورفين من أفغانستان نحو أوروبا
التقرير الصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، يكشف عن معطيات صادمة تتعلق بتزايد استخدام المخدرات وتوسع نشاط الجماعات الإجرامية المنظمة، وهو ما يترك تبعات اجتماعية وأمنية واقتصادية وخيمة على الدول.
وبالنظر إلى المغرب، فإن موقعه الجغرافي بين أوروبا وأفريقيا يجعله على تماس مباشر مع شبكات تهريب الأفيون والكوكايين، وهو ما تؤكده الخرائط المتعلقة بتدفقات تهريب الهيروين، حيث يظهر المغرب كبلد عبور ضمن مسارات التهريب الممتدة من مصدره الرئيسي أفغانستان عبر شرق إفريقيا إلى غربها ثم شمالها باتجاه أوروبا الغربية، خصوصا عبر إسبانيا وفرنسا وبلجيكا. حيث يعد هذا التدفق نتيجة لتزايد كميات المخدرات العابرة للقارات، في وقت بلغ فيه إنتاج الكوكايين عالميا سنة 2023 مستوى قياسيا قدره 3,708 أطنان، بزيادة قدرها 34 بالمائة مقارنة بعام 2022.
في ما يخص الهيروين والمورفين، تكشف خرائط أخرى من ملاحق التقرير عن وقوع المغرب في نطاق عمليات ضبط كميات كبيرة من هذه المواد بين سنتي 2021 و2024، مع تسجيل عمليات نوعية على مقربة من موانئ وسواحل المملكة أو في مناطق التماس مع أوروبا والجزائر.
وفقا للبيانات الرسمية التي أوردها التقرير، فقد استُخدمت المخدرات من قبل 316 مليون شخص حول العالم في سنة 2023، أي ما يمثل 6 بالمائة من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 سنة، مقارنة بنسبة 5.2 بالمائة فقط عام 2013. ويُعد الحشيش أكثر المواد استهلاكا بعدد مستخدمين بلغ 244 مليون شخص، متبوعا بالأفيونيات (61 مليون)، والأمفيتامينات (30.7 مليون)، والكوكايين (25 مليون)، والإكستازي (21 مليون). وأشار التقرير إلى أن موجات النزوح والهشاشة الاجتماعية المرتبطة بالنزاعات وعدم الاستقرار تُعد عوامل محفزة على تزايد هذا الرقم مستقبلا.
وكشف التقرير أن اضطرابات استخدام المخدرات تكلف العالم ما يقارب نصف مليون وفاة سنويا، و28 مليون سنة من الحياة الصحية المفقودة نتيجة للعجز والوفاة المبكرة، كما أن شخصا واحدا فقط من بين كل 12 شخصا يعاني من اضطراب تعاطي المخدرات يتلقى علاجا ملائما.
وتتضاعف خطورة الوضع مع توسع سوق المخدرات الاصطناعية، خاصة الأمفيتامينات والميثامفيتامين، إذ سجلت هذه الأنواع معدلات قياسية في المضبوطات سنة 2023، وفقا لبيانات المكتب الأممي. ويُحذر التقرير من أن المخدرات الاصطناعية تستقطب شبكات تهريب جديدة بفضل سهولة الإنتاج وانخفاض الكلفة وصعوبة الكشف عنها.
وبحسب تقرير المكتب الأممي، فإن الجماعات الإجرامية المنظمة تسعى باستمرار إلى تطوير أساليبها، مستفيدة من التكنولوجيا والتكتيكات المبتكرة في إخفاء المواد ووسائل الاتصال، ما يزيد من تعقيد عمل الأجهزة الأمنية. وتقدر العائدات العالمية من تجارة المخدرات بمئات المليارات من الدولارات سنويا، ما يمنح هذه الشبكات نفوذا ماليا كبيرا يسمح لها بالتغلغل داخل المجتمعات، خصوصا تلك التي تعاني من هشاشة اقتصادية أو اجتماعية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


لكم
منذ يوم واحد
- لكم
تقرير: شمال المغرب يتحول إلى نقطة عبور رئيسية لتهريب الهيروين والمورفين من أفغانستان نحو أوروبا
على ضوء الخرائط المعتمدة في التقرير العالمي للمخدرات 2025، يبرز شمال المغرب، وخاصة إقليم طنجة، كحلقة رئيسية ضمن مسار العبور إلى أوروبا بالنسبة لمخدرات الأفيونية، الهيروين والمورفين. ويُلاحظ من خلال تلك الخرائط أن التدفقات القادمة من منطقة الساحل وغرب إفريقيا تتجه عبر الجزائر والمغرب إلى أوروبا الغربية، مما يؤكد تحول المنطقة إلى مسرح مركزي في عمليات تهريب الأفيون. التقرير الصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، يكشف عن معطيات صادمة تتعلق بتزايد استخدام المخدرات وتوسع نشاط الجماعات الإجرامية المنظمة، وهو ما يترك تبعات اجتماعية وأمنية واقتصادية وخيمة على الدول. وبالنظر إلى المغرب، فإن موقعه الجغرافي بين أوروبا وأفريقيا يجعله على تماس مباشر مع شبكات تهريب الأفيون والكوكايين، وهو ما تؤكده الخرائط المتعلقة بتدفقات تهريب الهيروين، حيث يظهر المغرب كبلد عبور ضمن مسارات التهريب الممتدة من مصدره الرئيسي أفغانستان عبر شرق إفريقيا إلى غربها ثم شمالها باتجاه أوروبا الغربية، خصوصا عبر إسبانيا وفرنسا وبلجيكا. حيث يعد هذا التدفق نتيجة لتزايد كميات المخدرات العابرة للقارات، في وقت بلغ فيه إنتاج الكوكايين عالميا سنة 2023 مستوى قياسيا قدره 3,708 أطنان، بزيادة قدرها 34 بالمائة مقارنة بعام 2022. في ما يخص الهيروين والمورفين، تكشف خرائط أخرى من ملاحق التقرير عن وقوع المغرب في نطاق عمليات ضبط كميات كبيرة من هذه المواد بين سنتي 2021 و2024، مع تسجيل عمليات نوعية على مقربة من موانئ وسواحل المملكة أو في مناطق التماس مع أوروبا والجزائر. وفقا للبيانات الرسمية التي أوردها التقرير، فقد استُخدمت المخدرات من قبل 316 مليون شخص حول العالم في سنة 2023، أي ما يمثل 6 بالمائة من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 سنة، مقارنة بنسبة 5.2 بالمائة فقط عام 2013. ويُعد الحشيش أكثر المواد استهلاكا بعدد مستخدمين بلغ 244 مليون شخص، متبوعا بالأفيونيات (61 مليون)، والأمفيتامينات (30.7 مليون)، والكوكايين (25 مليون)، والإكستازي (21 مليون). وأشار التقرير إلى أن موجات النزوح والهشاشة الاجتماعية المرتبطة بالنزاعات وعدم الاستقرار تُعد عوامل محفزة على تزايد هذا الرقم مستقبلا. وكشف التقرير أن اضطرابات استخدام المخدرات تكلف العالم ما يقارب نصف مليون وفاة سنويا، و28 مليون سنة من الحياة الصحية المفقودة نتيجة للعجز والوفاة المبكرة، كما أن شخصا واحدا فقط من بين كل 12 شخصا يعاني من اضطراب تعاطي المخدرات يتلقى علاجا ملائما. وتتضاعف خطورة الوضع مع توسع سوق المخدرات الاصطناعية، خاصة الأمفيتامينات والميثامفيتامين، إذ سجلت هذه الأنواع معدلات قياسية في المضبوطات سنة 2023، وفقا لبيانات المكتب الأممي. ويُحذر التقرير من أن المخدرات الاصطناعية تستقطب شبكات تهريب جديدة بفضل سهولة الإنتاج وانخفاض الكلفة وصعوبة الكشف عنها. وبحسب تقرير المكتب الأممي، فإن الجماعات الإجرامية المنظمة تسعى باستمرار إلى تطوير أساليبها، مستفيدة من التكنولوجيا والتكتيكات المبتكرة في إخفاء المواد ووسائل الاتصال، ما يزيد من تعقيد عمل الأجهزة الأمنية. وتقدر العائدات العالمية من تجارة المخدرات بمئات المليارات من الدولارات سنويا، ما يمنح هذه الشبكات نفوذا ماليا كبيرا يسمح لها بالتغلغل داخل المجتمعات، خصوصا تلك التي تعاني من هشاشة اقتصادية أو اجتماعية.


ناظور سيتي
منذ يوم واحد
- ناظور سيتي
معطيات دولية تضع مدنا عبور مثل الناظور ضمن مشهد انتشار المخدرات بين اليافعين
المزيد من الأخبار معطيات دولية تضع مدنا عبور مثل الناظور ضمن مشهد انتشار المخدرات بين اليافعين ناظور سيتي: متابعة كشف تقرير الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لعام 2025 عن تغيّرات مقلقة في أنماط تعاطي المخدرات بالمغرب، خاصة بين الفئات العمرية الشابة. فقد سجلت معطيات سنة 2023 ارتفاعًا ملحوظًا في استهلاك بعض المواد المخدرة لدى القاصرين (أقل من 18 سنة)، في مقابل استقرار نسبي في أوساط البالغين، وهو ما يطرح تحديات جديدة أمام جهود الوقاية والعلاج. وبحسب التقرير، لم يشهد استهلاك القنب الهندي تغييرات كبيرة على المستوى الوطني، إلا أن استعماله انخفض بشكل طفيف لدى القاصرين، بينما ظل مستقرًا لدى الفئات الأكبر سنًا. في المقابل، لوحظ ارتفاع طفيف في تعاطي الكوكايين بين الفئة القاصرة، ما يشير إلى بدايات تسلل هذه المادة الخطيرة إلى فئة عمرية حساسة، رغم ثبات معدلات استخدامها لدى البالغين. أحد أبرز مؤشرات القلق التي أوردها التقرير يتمثل في الزيادة الحادة في الاستهلاك غير الطبي للأدوية الصيدلانية، وعلى رأسها المهدئات والمسكنات، حيث تجاوزت نسبة الارتفاع 10% لدى القاصرين. هذه الظاهرة ترتبط غالبًا بسهولة الحصول على هذه الأدوية، أو باضطرابات نفسية غير مشخّصة. كما سُجلت زيادة طفيفة تتراوح بين 5 و10% في تعاطي الهيروين في صفوف من هم دون 18 سنة، مما يعمّق المخاوف من الإدمان المبكر. وفي ما يخص الترامادول، أظهر التقرير معطيات تعود لسنة 2021، تشير إلى أن 10% من حالات العلاج من الإدمان في المغرب كانت مرتبطة بهذه المادة. اللافت أن نسبة الإناث كانت أعلى بكثير من الذكور، حيث بلغت 17% مقابل 9%، مما يجعل المغرب من الدول الإفريقية القليلة التي تسجل فيها النساء معدلات تعاطٍ أعلى للترامادول. ويصنف التقرير المغرب ضمن الفئة المتوسطة من حيث انتشار هذه المادة مقارنة بدول إفريقية أخرى. على الصعيد الدولي، أشار التقرير إلى ارتفاع مضبوطات الكوكايين في الأسواق التقليدية مثل أمريكا وأوروبا وأوقيانوسيا بنسبة 12% خلال سنة 2023، لتصل إلى 2235 طنا، أي نحو 98% من الإجمالي العالمي. إلا أن الزيادة الأبرز حدثت في الأسواق الناشئة، خصوصًا في إفريقيا وآسيا، حيث قفزت المضبوطات بنسبة 85%، ما يعكس تمدد شبكات التهريب إلى مناطق جديدة. وشهدت عدة دول إفريقية، من ضمنها المغرب، زيادات في عدد الحالات التي دخلت مراكز العلاج بسبب الكوكايين، رغم أن المضبوطات في القارة لا تزال تمثل أقل من 3% من المجموع العالمي، ما يشير إلى نشاط غير مرصود بشكل كافٍ.


لكم
منذ 2 أيام
- لكم
من فنزويلا وكولومبيا إلى أورويا.. المغرب في قلب مسارات تهريب الكوكايين
في تقرير الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لسنة 2025، أُدرج المغرب ضمن النقاط التي تشكل امتدادا لطرق تهريب الكوكايين المنطلقة من أمريكا الجنوبية. وحسب الخرائط المدرجة ضمن وثائق المكتب الأممي المعني بمراقبة المخدرات، فقد ورد المغرب ضمن الدول التي سجلت عمليات ضبط كوكايين قادمة عن طريق البحر، وإن كانت أقل عددا مقارنة بإسبانيا أو فرنسا، إلا أن وجوده في شبكة التهريب يعد مؤشرا واضحا على التورط الجغرافي للمنطقة في هذه الدينامية العابرة للقارات. وبتحليل الكثافة اللونية للخطوط على الخرائط، والتي تمثل كثافة التدفقات، يمكن ملاحظة أن بعض هذه التدفقات التي تنطلق من كولومبيا وفنزويلا تمر عبر المحيط الأطلسي لتصل إلى غرب إفريقيا، ومن هناك إلى شمال إفريقيا، مرورا أو وصولا إلى المغرب. وتؤكد الوثائق أيضا أن هذه التدفقات تتقاطع مع خطوط تهريب أخرى تستهدف السوق الأوروبية، ما يعني أن المغرب يمكن أن يشكل إما محطة عبور أو نقطة استقبال. بالنسبة للمخدرات الأفيونية، لم يُدرج المغرب ضمن الدول التي شهدت أهم عمليات الضبط لهذه المواد خلال تلك الفترة، بعكس الجزائر ومصر وتركيا التي ظهرت على الخريطة كدول شهدت عمليات حجز ذات أهمية. فحسب الوثائق، ظل المغرب خارج دائرة النشاط المكثف المرتبط بهذه الفئة من المخدرات، وقد يعني ذلك أن البلد لا يعد محطة محورية في مسارات تهريب الهيروين أو المورفين، بخلاف ما هو مسجل في ما يتعلق بالكوكايين أو القنب. ومع ذلك، لا يُستبعد وجود شبكات محلية صغيرة قد تنشط على نحو محدود داخل البلاد. وشدد التقرير على أن الجماعات الإجرامية المنظمة تواصل استغلال الأزمات العالمية، بما في ذلك النزاعات المسلحة والهشاشة الاقتصادية، لتوسيع نشاطها. ويُحذر التقرير من أن الجماعات الإجرامية في البلقان باتت تكتسب مزيدا من النفوذ في سوق الكوكايين في أوروبا الغربية، وهو ما قد يعزز من تحالفاتها العابرة للمتوسط. وفقا للتقرير، فإن عدد مستهلكي المخدرات في العالم بلغ 316 مليون شخص في سنة 2023، أي ما يعادل 6 في المائة من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 سنة، مقارنة بـ5.2 في المائة سنة 2013. وتظل القنب الهندي المخدر الأكثر استخداما بـ244 مليون مستهلك، متبوعا بالمواد الأفيونية بـ61 مليونا، ثم الأمفيتامينات بـ30.7 مليون، فالكوكايين بـ25 مليون، والإكستازي بـ21 مليونا. وفيما يتعلق بالكوكايين تحديدا، فإن السوق العالمية لهذا المخدر تعرف توسعا غير مسبوق، حيث وصل الإنتاج غير القانوني إلى 3,708 أطنان سنة 2023، بزيادة تقارب 34 في المائة مقارنة بسنة 2022. وبلغت عمليات الحجز العالمية للكوكايين رقما قياسيا بـ2,275 حجزا، بزيادة بنسبة 68 في المائة خلال الفترة 2019-2023. عدد مستهلكي الكوكايين بدوره ارتفع من 17 مليونا سنة 2013 إلى 25 مليونا سنة 2023. وبحسب التقرير، فإن عدد السنوات الصحية الضائعة بسبب الإدمان بلغ 28 مليون سنة، كما أن نصف مليون وفاة ناتجة عن اضطرابات مرتبطة بالمخدرات تم تسجيلها في سنة 2021. والمقلق أكثر، أن 1 من كل 12 شخصا فقط من الذين يعانون من اضطرابات الاستعمال المخدراتي يتلقون علاجا فعّالا، وهو ما يشير إلى فجوة كبيرة في الاستجابة الصحية والاجتماعية، سواء على المستوى العالمي أو الإقليمي. أما بالنسبة للبيئة، فيوضح التقرير أن إنتاج وتداول المخدرات له تأثيرات بيئية كبيرة، من قبيل تلوث التربة والمياه الناتج عن تصنيع المخدرات الاصطناعية، كما أن تفكيك المختبرات السرية في أوروبا تضاعف خلال العقد الماضي. ورغم أن التقرير لم يذكر حالات مسجلة في المغرب بهذا الخصوص، فإن خطر التصنيع المحلي للمخدرات الاصطناعية مثل 'الميثامفيتامين' يبقى واردا، خاصة مع توسع السوق العالمية لهذا النوع من المخدرات منخفضة التكلفة وسهلة التوزيع.