
الألغام ومخلفات الحرب... زيت فوق نيران غابات اللاذقية
لليوم الخامس على التوالي، تواصل فرق الدفاع المدني والإطفاء في سوريا إخماد حرائق اندلعت في غابات اللاذقية، غرب البلاد، وقضت على مساحة 10 آلاف هكتار من أحراج ومزارع ريف المحافظة.
الأراضي الجبلية التي مرت عليها الحرائق، والتي أحالتها النيران إلى رماد، تشي بكارثة بيئية غير مسبوقة، ورغم الجهود التي تكاتفت بين فرق الإنقاذ مع متطوعين بيئيين وناشطين في مجال حماية الغابات، مع وصول فرق من دول الجوار من تركيا ولبنان والأردن، علاوة على مشاركة الطيران المخصص لإطفاء الحرائق.
قوة الرياح والألغام
ولم تكن سرعة الرياح، والأرض الجبلية الوعرة، وصعوبة التضاريس وحدها من الصعوبات الجمة التي تواجه مجموعات الإطفاء، لكن مخلفات الحرب وحقول الألغام المنتشرة بشكل عشوائي تركت تأثيراً على سير العملية المتواصلة.
ودعت الأمم المتحدة إلى حشد الدعم للحكومة السورية والمتضررين من حرائق اللاذقية، وبيّن المنسق للشؤون الإنسانية، آدم عبد المولى، أن فرقاً متخصصة تجري تقييمات عاجلة لتحديد حجم الكارثة وتحديد الاحتياجات الإنسانية العاجلة.
أما نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، نجاة رشدي، فقد عبرت عن قلق بالغ إزاء الحرائق المدمرة وآثارها على البيئة والسكان، وذكرت عبر حسابها على منصة "إكس": "الحرائق امتدت لتطال عشرات القرى، متسببة في تدمير المحاصيل الزراعية، وتشريد عدد كبير من العائلات، وفقدان مصادر دخلها ومعيشتها".
ولفت الدفاع المدني الانتباه إلى حدوث انفجارات لمخلفات الحرب والألغام بسبب الحرائق الحراجية في محيط قرية التفاحية بناحية قسطل معاف بريف اللاذقية في الخامس من يوليو (تموز)، وفق منشور في حساب مديرية الدفاع المدني على "إكس"، وهذا "يهدد أرواح رجال الإطفاء، ويقوض أعمالهم في الإخماد، ويزيد من انتشار النيران في المنطقة".
وبالمقابل، هددت مخلفات الحرب والألغام سلامة رجال الدفاع المدني والإطفاء، وبحسب معرف الدفاع المدني على "تيليغرام"، فإن هذه المخلفات حدت من عملياتهم خلال إخماد حريق حراجي ضخم اندلع في محيط قرية "فورو" في الجبال المطلة على سهل الغاب بريف حماة يوم الأحد في السادس من يوليو، قبل تمكنهم من السيطرة عليه وتبريده.
من جانبه، قال مدير إدارة الطوارئ في اللاذقية، عبد الكافي كيال، إن هناك جملة من التحديات تعوق عمليات الإخماد، منها انتشار الألغام والمقذوفات غير المنفجرة في المنطقة.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في الوقت الصعب
في غضون ذلك، يستشعر ناشطون بيئيون كارثة إصابة الغطاء النباتي الذي فقدته المحافظة، بخسارة أنواع من النباتات والأشجار المعمرة، فضلاً عن أنواع من الحيوانات. وأكد أحد المتطوعين في إطفاء الحرائق، وهو عضو في جمعية متخصصة بالغابات والقمم الجبلية، في اتصال هاتفي، أنه لا يمكن الكشف عن الخسائر البيئية إلا بعد انتهاء كافة الحرائق، مؤكداً أنها كارثية، كونها طالت إحدى أبرز المحميات البيئية في البلاد، وأكثرها ثراءً.
وبالحديث عن مخلفات الحرب التي أعاقت تقدم الإطفائيين إلى مواقع الحرائق، سعت وزارة الطوارئ في وقت سابق إلى إنشاء مركز وطني لإزالة الألغام ومخلفات الحرب، في إطار خطة متكاملة. وفي تصريحات سابقة لوزير الطوارئ السوري، رائد الصالح، في الأول من شهر يونيو (حزيران) الماضي، أكد أن الألغام تنتشر في "الغابات، والمناطق المدنية، والبادية، والأراضي الزراعية"، وطالبت الدولة السورية الجديدة بتكاتف دولي للتخلص منها.
في المقابل، سيطرت فرق الإطفاء على الحرائق الحراجية المندلعة في منطقة عين بندق بناحية "بكسريا" في ريف إدلب الغربي، بعد 15 ساعة من العمل المتواصل، بمشاركة 7 فرق إطفاء واجهت خلال العمل صعوبات مردها إلى التضاريس الجبلية الصعبة، وعدم وجود خطوط نار، واشتداد سرعة الرياح، وابتعاد مصادر المياه، فيما استمرت الفرق المختصة بعمليات التبريد، ورصد المنطقة لمنع تجدد اشتعال النيران.
وقال المتطوع في فرق الدفاع المدني، علي سعود: "بكل طاقتنا نحاول إخماد النيران المنتشرة في الغابات لنحمي الغابات، والرئة التي نتنفس منها، وسنبقى نواصل جهودنا حتى إطفاء كامل النيران، متحدين كل الصعوبات بتضاريس المنطقة الصعبة جداً، والرياح، ودرجات الحرارة العالية، وانفجار مخلفات الحرب والألغام".
ووصلت فرق الدفاع المدني الأردني براً إلى منطقة الحرائق الحراجية في ريف اللاذقية، بعد مشاركة طائرات مروحية في عمليات الإخماد خلال النهار، لمساندة عمليات الإطفاء ومنع توسع رقعة الحرائق، كما شاركت فرق برية وطائرات مختصة من تركيا.
ولم يخفِ مدير الدفاع المدني السوري، منير المصطفى، في اليوم الخامس، قساوة المشهد، حيث لا تزال الحرائق تنتشر وسط محاولات لمنع توسعها، مع السعي للسيطرة عليها، وخاصة في منطقة الفرلق، لأنها منطقة خطيرة، وانتشار الحرائق فيها خطير جداً، حسب وصفه.
محاولات سابقة
وكانت محافظة اللاذقية قد أطلقت في أواخر يونيو الماضي، بالتعاون مع فرق الهندسة التابعة لوزارة الدفاع، حملة واسعة النطاق لإزالة الألغام ومخلفات الحرب التي خلفها جيش النظام السابق في عدد من قرى شمالي المحافظة، في منطقتي (جبل الأكراد والحفة)، بعد معاناة آلاف النازحين الذين لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم منذ تحرير المنطقة قبل أكثر من سبعة أشهر، نتيجة انتشار الألغام.
وكان جيش النظام التابع لبشار الأسد، قبل سقوطه وهروبه إلى موسكو في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي 2024، قد خاضت قواته ضمن عملية "ردع العدوان" معارك واسعة في حلب شمالاً، امتدت إلى باقي المدن التي توالى سقوطها واحدة تلو الأخرى، مما دفع إلى زرع ألغام في مناطق الساحل.
إلى ذلك تمكنت فرق الهندسة في حملة محافظة اللاذقية قبل الحرائق من إزالة 37 لغماً مضاداً للدروع، بالإضافة إلى 12 لغماً تعود هذه الألغام إلى القوات التابعة للنظام السابق، ويرى مراقبون بأن زرع الألغام قد لا تكون مقتصرة قبل سقوط النظام بل حتى بعد هروب الآلاف من ضباط وعناصر الجيش السابق إلى الجبال، وتعمدهم نشر ألغام أرضية، أو إخفاء قذائف حربية في قمم الجبال والغابات.
إلى ذلك، تمكنت فرق الهندسة في حملة محافظة اللاذقية، قبل اندلاع الحرائق، من إزالة 37 لغماً مضاداً للدروع، بالإضافة إلى 12 لغماً، تعود هذه الألغام إلى القوات التابعة للنظام السابق. ويرى مراقبون أن زرع الألغام قد لا يكون مقتصراً على ما قبل سقوط النظام، بل حتى بعد هروب الآلاف من ضباط وعناصر الجيش السابق إلى الجبال، وتعمدهم نشر ألغام أرضية أو إخفاء قذائف حربية في قمم الجبال والغابات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 16 دقائق
- Independent عربية
محمد بن سلمان يلتقي عراقجي ويؤكد دعم الحوار لتسوية خلافات المنطقة
بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في جدة، العلاقات الثنائية بين البلدين ومستجدات الأوضاع الإقليمية والجهود المبذولة تجاهها. وأعرب الأمير محمد بن سلمان عن تطلع السعودية إلى أن يسهم اتفاق وقف إطلاق النار في تهيئة الظروف لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكداً دعم الحوار بالوسائل الدبلوماسية كسبيل لتسوية الخلافات. من جهته أعرب عراقجي عن شكره للسعودية على موقفها في إدانة العدوان الإسرائيلي، وتقديره لجهود ولي العهد ومساعيه لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. مخزون اليورانيوم قال رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسية نيكولا ليرنر اليوم الثلاثاء إن بعض مخزونات اليورانيوم الإيراني عالي التخصيب دمر جراء غارات أميركية وإسرائيلية، لكن موقع الكمية الباقية غير معروف على وجه اليقين. وأضاف ليرنر خلال مقابلة تلفزيونية أن جميع جوانب البرنامج النووي الإيراني عادت للوراء لأشهر عدة بعد الغارات الجوية، وعلى رغم أن لدى باريس مؤشرات إلى أماكن مخزون اليورانيوم الإيراني عالي التخصيب، فإنه لن يجري القطع بمكانها لحين عودة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لإيران. اهتمام بالدبلوماسية قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الثلاثاء، إن طهران لا تزال مهتمة بالدبلوماسية، لكن "لدينا أسباباً وجيهة للشك في إمكانية إجراء مزيد من الحوار". وفي مقال رأي نشر في صحيفة "فايننشال تايمز"، كتب عراقجي أن إيران تلقت في الأيام القليلة رسائل تشير إلى أن الولايات المتحدة ربما تكون مستعدة للعودة إلى المفاوضات، وطهران منفتحة على التعاون المتبادل الذي من شأنه أن ينشط الاقتصاد الإيراني. وذكر، "بعد أن واجهنا معاملة جائرة فستكون إيران أكثر حذراً من الآن. نركز حالياً على إنهاء العقوبات ومشاركة واشنطن في التعاون الاقتصادي الأوسع". ومضى في كلماته، "جرى تخريب التقدم المحرز في المحادثات بين إيران وأميركا، ليس من قبل إيران بل من قبل حليف ظاهري لواشنطن. طهران قاومت العدوان بقوة حتى اضطرت إسرائيل إلى الاعتماد على الرئيس دونالد ترمب لإنهاء الحرب التي بدأتها". وأكد التزام بلاده دائماً ببرنامج نووي سلمي تحت مراقبة الأمم المتحدة "باعتبارنا دولة موقعة على معاهدة منع الانتشار النووي"، مضيفاً "إسرائيل زعمت زوراً أن ضرباتها الجوية كانت تهدف إلى منع إيران من صنع أسلحة نووية". مصير المفاوضات أعلنت طهران، اليوم الثلاثاء، أنها لم تتقدم بأي طلب للتفاوض مع الولايات المتحدة خلافاً لما صرح به الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعد الهجمات الإسرائيلية والأميركية على المنشآت النووية في إيران. ومساء الإثنين، صرح ترمب بأن إيران تريد الدخول في مفاوضات مع واشنطن، مضيفاً أنه من المقرر إجراء محادثات لكن من دون تحديد موعد أو مكان لذلك. وقال في البيت الأبيض حيث التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، "لقد خططنا لإجراء مناقشات مع إيران. إنهم يريدون التحدث". وأضاف "يريدون إجراء لقاء (معنا). يريدون حلاً. إنهم مختلفون حتى الآن عما كانوا عليه قبل أسبوعين". في إيران، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي هذه التصريحات. ونقلت عنه وكالة "تسنيم" للأنباء اليوم قوله، "لم يتم تقديم أي طلب لإجراء لقاء من جانبنا إلى الجانب الأميركي". تحذير بريطاني بدوره أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أمام لجنة برلمانية أنه يمكن للترويكا الأوروبية إعادة فرض العقوبات على إيران وهو ما قد يزيد معاناة النظام الإيراني ما لم يتخذ موقفاً جدياً في شأن التراجع عن البرنامج النووي. وفي 13 يونيو (حزيران) الماضي، وجهت إسرائيل ضربات لإيران بهدف معلن هو منعها من حيازة السلاح النووي، وهو مسعى تنفيه طهران التي تؤكد حقها في الحصول على الطاقة النووية المدنية. وجاء ذلك في وقت كانت تخوض الولايات المتحدة وإيران مفاوضات في شأن برنامجها النووي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفيما استمرت الحرب 12 يوماً، قصفت الولايات المتحدة في 22 يونيو الماضي موقع تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في فوردو جنوب طهران، ومنشأتين نوويتين في أصفهان ونطنز (وسط). ولم يعرف بعد النطاق الفعلي للأضرار التي ألحقها القصف بهذه المواقع. وتعرض الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم، للانتقاد غداة تأييده استئناف المفاوضات مع واشنطن، مما أثار حفيظة الصحف المحافظة التي وصفت تصريحاته بأنها "لينة أكثر مما ينبغي" إزاء بلد قصف مواقع إيران النووية. وخص مسعود بزشكيان الذي تعهد خلال حملته الانتخابية بإنعاش الحوار مع الغرب للتوصل إلى رفع العقوبات التي تخنق الاقتصاد الإيراني، المذيع الأميركي تاكر كارلسون المقرب من ترمب بمقابلة. وقال في المقابلة التي بثت، أمس الإثنين، إنه "لا مشكلة" في استئناف المحادثات مع واشنطن، على رغم من الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة ضد مواقع نووية إيرانية دعماً لإسرائيل في حربها ضد طهران.ش


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
3 قتلى بغارة إسرائيلية استهدفت عنصرا مؤثرا لـ"حماس" شمال لبنان
قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 13 آخرون بجروح اليوم الثلاثاء بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة قرب مدينة طرابلس في شمال لبنان، وفقاً لوزارة الصحة، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف عنصراً مؤثراً في حركة "حماس" الفلسطينية. وأتت الغارة في وقت تواصل "حماس" وإسرائيل مفاوضاتهما في الدوحة حول وقف إطلاق النار في غزة وغداة مقتل خمسة جنود إسرائيليين في أحد أعنف الهجمات التي تعرضت لها القوات في القطاع. وأوردت وزارة الصحة اللبنانية عبر بيان في حصيلة جديدة أن "غارة العدو الإسرائيلي بمسيّرة على سيارة في العيرونية طرابلس أدت في حصيلة نهائية إلى سقوط ثلاثة قتلى وإصابة 13 آخرين بجروح". وكانت الوزارة قالت في حصيلة سابقة إن الغارة أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح في هذه المنطقة التي تقع قرب مخيم للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان. وشاهد مصور وكالة الصحافة الفرنسية من موقع الغارة سيارة محترقة تماماً تجمع من حولها المارة وعناصر الإسعاف. وقال الجيش الاسرائيلي من جهته خلال بيان "استهدف الجيش الإسرائيلي إرهابياً بارزاً من 'حماس' في منطقة طرابلس في لبنان" من دون تفاصيل إضافية. وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل عناصر من "حماس" في لبنان منذ وقف إطلاق النار، ففي مايو (أيار) الماضي، نعت الحركة أحد قيادييها الذي قتل بضربة إسرائيلية استهدفت سيارته في مدينة صيدا جنوب البلاد. واستهداف مدينة طرابلس هو الأول على شمال البلاد منذ اتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل. بدورها قالت وسائل إعلام لبنانية إن هناك قتيلاً وجرحى جراء الاستهداف الإسرائيلي لطرابلس، حيث قُصفت سيارة في العيرونية بقضاء زغرتا، فيما هرعت سيارات الإسعاف إلى الموقع. وشنت إسرائيل مساء أول من أمس الأحد سلسلة غارات طاولت مناطق متفرقة في البقاع وجنوب لبنان، حيث بدأت الضربات على مرتفعات بلدة فلاوي المحاذية لبوداي غرب بعلبك، تزامناً مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في أجواء القطاعين الغربي والأوسط. واستهدفت المقاتلات الإسرائيلية أيضاً المنطقة الفاصلة بين عين قانا وصربا وحومين الفوقا في إقليم التفاح جنوب لبنان، قبل أن تمتد الهجمات إلى وادي كفرملكي ثم إلى الوادي بين جباع وبصليا. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ولاحقاً، طاول القصف محيط أرزاي والمطرية والزرارية عند ضفاف نهر الليطاني ومنطقة القاسمية، فيما حلقت مسيّرات على علو منخفض فوق عدلون وأنصارية على الساحل الجنوبي. من جانبه أكد الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم أن التهديدات الإسرائيلية لن تدفع حزبه إلى "الاستسلام"، في وقت يتعرض لضغوط أميركية متواصلة من أجل تسليم سلاحه إلى السلطات اللبنانية. وقال خلال كلمة متلفزة "هذا التهديد لا يجعلنا نقبل بالاستسلام، لا يقال لنا لينوا مواقفكم، بل يقال للعدوان توقف... لا يقال لنا اتركوا السلاح". وطالب قاسم إسرائيل بأن "تنسحب من الأراضي المحتلة وتوقف عدوانها وطيرانها وتعيد الأسرى ويبدأ الإعمار" أولاً، وعندما يتحقق ذلك "نحن حاضرون للمرحلة الثانية، لنناقش الأمن الوطني والاستراتيجية الدفاعية (...) حاضرون لكل شيء ولدينا من المرونة بما يكفي من أجل أن نتراضى ونتوافق".


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
ارتفاع حصيلة الهجوم الحوثي على سفينة البحر الأحمر إلى 3 قتلى
تعرضت سفينة شحن لأضرار جسيمة جراء هجوم عليها لا يزال مستمراً منذ أمس الإثنين، قبالة سواحل اليمن على البحر الأحمر، وفق ما أعلنت هيئة بحرية بريطانية اليوم الثلاثاء، فيما أفادت مهمة بحرية أوروبية بمقتل ثلاثة أفراد من طاقمها مع استئناف الحوثيين هجماتهم على الممر البحري الحيوي. ويثير استهداف سفينتين في البحر الأحمر خلال 24 ساعة بعد توقف دام أشهراً مخاوف حيال عودة الهجمات في الممر البحري، وفي تحديث لتقريرها عن الحادثة قالت وكالة "يو كاي أم تي أو" البريطانية للأمن البحري التي تديرها قوات البحرية الملكية البريطانية، إن "السفينة 'إتيرنيتي سي' تعرضت لأضرار جسيمة وفقدت قوة الدفع"، مضيفة أنها "محاطة بزوارق صغيرة والهجوم عليها مستمر". كان وفد ليبيريا خلال اجتماع للمنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة اليوم، قال إن اثنين من أفراد طاقم سفينة الشحن "إتيرنيتي سي" التي ترفع علم ليبيريا وتشغلها شركة يونانية، لقيا حتفهما جراء هجوم بزوارق مسيرة وقوارب سريعة قبالة اليمن. وهذه هي المرة الأولى منذ يونيو (حزيران) 2024 التي يقتل فيها بحارة في هجمات على سفن في البحر الأحمر، ليرتفع إجمال قتلى هذه الهجمات إلى ستة. ولا تزال سفينة شحن تتعرض لهجوم متواصل منذ أمس الإثنين في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن، ما خلّف "أضراراً جسيمة" فيها، وفق ما أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية اليوم. وفي تحديث لتقريرها عن الحادث، قالت الهيئة "تعرضت السفينة لأضرار جسيمة وفقدت قوة الدفع، وهي محاطة بزوارق صغيرة وتتعرض لهجوم متواصل"، مضيفة أن "السلطات تحقق في الأمر". ولفتت إلى أنها "فقدت كل قدرتها على الإبحار بعد تعرضها لهجوم بخمس قذائف صاروخية على بعد 51 ميلاً بحرياً (94 كيلومتراً) إلى الغرب من ميناء الحديدة اليمني". غارات وأضرار في هذا الوقت، أعلنت شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري في ساعة مبكرة من صباح اليوم أنها رصدت صوراً تؤكد تعرض أرصفة خرسانية في ميناء الحديدة اليمني لأضرار جراء غارات إسرائيلية. وأضافت الشركة في مذكرة استشارية أن سفينتين تحملان علم باربادوس، على الأرجح، تضررتا جراء انفجار نتيجة الهجمات، مشيرة إلى أن السفينتين لم تبلغا عن أي إصابات بين طاقميهما. وأعلن الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح أمس الإثنين أنه قصف أهدافاً للحوثيين في ثلاثة موانئ يمنية ومحطة كهرباء، في أول هجوم له على اليمن منذ قرابة شهر. هجوم ثانٍ وأصيب اثنان من أفراد طاقم سفينة تديرها شركة يونانية وفُقد اثنان آخران في هجوم بمسيرات قبالة اليمن الإثنين، وذلك بعد ساعات من إعلان الحوثيين المتحالفين مع إيران مسؤوليتهم عن هجوم على ناقلة بضائع سائبة في البحر الأحمر وقولهم إن السفينة غرقت. وهجوم أول من أمس الأحد قبالة الساحل الجنوبي الغربي لليمن هو الأول من نوعه في ممر الشحن الحيوي منذ منتصف أبريل (نيسان). وشاركت أربع وحدات بحرية مسيرة في هذا الهجوم الذي شهد إطلاق نار وقذائف صاروخية من ثمانية زوارق، إضافة إلى صواريخ. وأُجبر الطاقم المكون من 19 فرداً إلى جانب ثلاثة حراس مسلحين على إخلاء السفينة "ماجيك سيز" التي ترفع علم ليبيريا، وذلك بعد أن بدأت المياه تتسرب إليها. وقالت مصادر مطلعة إن سفينة مارة أنقذتهم ووصلوا إلى جيبوتي. وقال ممثل (ستيم شيبينغ) إحدى الشركات المشغلة للسفينة (ماجيك سيز) مايكل بودوروجلو إنه لم تؤكد أي جهة مستقلة غرق السفينة. وأبلغ الطاقم عن نشوب حرائق في مقدمة السفينة. وغمرت المياه غرفة المحركات واثنين في الأقل من قمراتها كما انقطعت الكهرباء. ناقلة البضائع السائبة التي ترفع العلم الليبيري "ماجيك سيز" في خليج أمبيلاكيا بجزيرة سلاميس باليونان (أ ب) وحذرت عملية "أسبيدس" التابعة للاتحاد الأوروبي من خطر وقوع انفجار في محيط السفينة. ومن المهام الموكلة لعملية "أسبيدس" المساعدة في الدفاع عن الملاحة في البحر الأحمر ضد هجمات الحوثيين. وبعد ساعات تعرضت ناقلة البضائع السائبة "إتيرنيتي سي" التي ترفع علم ليبيريا وتديرها شركة يونانية لهجوم من زوارق مسيرة ووحدات بحرية أخرى قبالة ميناء الحديدة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقالت شركة "كوزموشيب مانجمنت" المشغلة للسفينة لـ"رويترز" إن اثنين من أفراد الطاقم أُصيبا بجروح خطرة فيما فُقد اثنان آخران، مضيفة أنه يوجد حراس أمن مسلحون على متنها. وذكر مسؤول في "كوزموشيب" أن قمرة القيادة في السفينة تضررت في الهجوم، مما أثر في الاتصالات وجعل من الصعب التواصل مع الطاقم. ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 شن الحوثيون هجمات على إسرائيل وعلى سفن في البحر الأحمر. وتصف الجماعة ذلك بأنه تضامن مع الفلسطينيين. وردت إسرائيل بقصف أهداف للحوثيين في اليمن، وشنت غارات أمس الإثنين لأول مرة منذ قرابة شهر. ولم يشمل اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين في مايو (أيار) إسرائيل. وذكر بودوروجلو أن السفينة "ماجيك سيز" كانت تحمل شحنة من الحديد والأسمدة من الصين إلى تركيا، في رحلة بدت منخفضة الأخطار نظراً إلى عدم وجود أي صلة لها بإسرائيل، مؤكداً أن الشركة لم تتلقَّ أي تحذير من الهجوم. وأشار تحليل أجرته شركة "فانغارد تك" البريطانية المتخصصة في إدارة الأخطار البحرية إلى أن أسطول شركة "أولسيز مارين"، وهي من الشركات الأخرى المشغلة للسفينة "ماجيك سيز"، كان أجرى زيارات لموانئ إسرائيلية خلال العام الماضي. وقالت رئيسة قسم المعلومات في "فانغارد تك" إيلي شفيق "هذه العوامل جعلت سفينة (ماجيك سيز) معرضة بصورة كبيرة للاستهداف". في غضون ذلك قال رئيس جمعية الشحن البحري للبضائع السائبة (إنتركارغو) جون زيلاس إن طاقم السفينة "أناس أبرياء يقومون بعملهم فقط للمساهمة في استمرار حركة التجارة العالمية". وأضاف "لا ينبغي لأحد في البحر أن يواجه مثل هذا العنف أبداً".