
الشرع لدريان: حسم ملكية مزارع شبعا بعد تحريرها
وإذا كان اللقاء أتى مفاجئاً في توقيته، إذ إن دريان كان قد طلب الموعد قبل أسابيع من دون أن يكون لدى دار الفتوى جدول أعمال محدّد، فإن كلام الشرع المحضّر سلفاً كشف عن الأسباب التي دفعته إلى استقبال الوفد في هذا التوقيت تحديداً، فيما نشر الإعلام العبري بالتوازي مع الزيارة تقارير تفيد عن مطالبة دمشق بضم طرابلس إلى سوريا.
وكان بارزاً خلال اللقاء أن جميع أعضاء الوفد المرافق ألقوا كلمات مقتضبة، بمن فيهم دريان الذي شدّد على أهمية دور دار الفتوى في نشر الإسلام الوسطي، بينما استأثر الشرع بمعظم الوقت في سردية بدأها من زيارة النائب السابق وليد جنبلاط لدمشق، والتي وصفها بأنها «كانت نوعية ورافعة للحفاظ على الوجود الدرزي»، وصولاً إلى الحديث عن التطبيع مع العدو الإسرائيلي مروراً بملكية مزارع شبعا، ما يوحي بأنه أراد تحميل الزيارة رسائل ومواقف إلى الجانب اللبناني. ويبدو ان الشرع تجنب التطرق الى ملفات سياسية حساسة، لكن مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن دلي تطرق الى ملف مزارع شبعا، فأكد انها ارض لبنانية، وتحدث عن امتلاك الأوقاف اللبنانية نحو 30 مليون متر مربّع داخل هذه المزارع، فردّ الشرع أنه «في الوقت الحالي لا يمكننا الحديث عمّا إذا كانت هذه المزارع لبنانية أو سورية طالما أنها لم تتحرّر من إسرائيل ، وبعد التحرير سنناقش الأمر، ولكن لن تكون هناك مشكلة بيننا، فإذا ثبتت ملكيتها لنا فهي لكم، والعكس صحيح».
ومن خارج السياق، تحدّث الرئيس السوري عن قضية الموقوفين الإسلاميين في السجون اللبنانية، فأعرب عن استيائه من بقاء القضية معلّقة من دون حل «خصوصاً أنه لا مبرّر لتوقيفهم طالما أنهم كانوا يحاربون النظام الذي سقط وانتصرت ثورة الشعب»، مشيراً إلى أن وزير خارجية سوريا سيزور قريباً لبنان للبحث في الأمر «لأن هذه القضية تحتاج إلى حل سريع».
وتطرّق الشرع إلى العلاقة مع اللبنانيين، إذ قال: «إننا نريد أن تكون لنا علاقة مع جميع المكونات اللبنانية، ولن نعمد إلى نبش الماضي أو الثأر أو حتى السؤال عن أسباب مقاتلتهم في
سوريا، وإنما عمدنا إلى قلب الصفحة». وتطرق الشرع إلى نظرته إلى بناء الدولة السورية ونهضتها والعمل على وأد الفتن، خصوصاً الفتن الطائفية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
ما حكم إنشاء صندوق الزمالة في العمل؟.. أمين الإفتاء يرد بآية قرآنية
أكد الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن أحكام الشريعة الإسلامية الهدف منها بناء مجتمع قائم على الرحمة والتعاون والتكافل، من خلال القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقال أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية اليوم الأربعاء إن الله سبحانه وتعالى لما شرع الأحكام، وجاء سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ليفسر هذه الأحكام، كان الهدف هو بناء أمة يسودها التراحم والتعاون والتكافل الاجتماعي، ولذلك جاءت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة تدعو إلى هذا النهج القويم. وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء "ربنا سبحانه وتعالى قال لنا في القرآن: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}، لأن التعاون على الخير فيه صلاح للمجتمع، وفيه صلاح للأفراد، وفيه مدّ يد العون لكل محتاج، وفيه إحساس بالآخرين". ما حكم إنشاء صندوق الزمالة؟ وتابع أمين الفتوى في دار الإفتاء "من صور هذا التعاون والتكافل في واقعنا المعاصر، صناديق الزمالة، التي تجمع بين الزملاء في جهة عمل واحدة، ويتعاونون فيها على توفير دعم مادي أو اجتماعي لبعضهم البعض في أوقات الحاجة، مثل حالات المرض أو التقاعد أو الوفاة، وهذه الصناديق تُعد من صور التكافل المشروع والمحمود شرعًا، ما دامت قائمة على الشفافية والاتفاق المسبق، ولا تتضمن معاملات محرمة". وأشار أمين الإفتاء إلى أن الإسلام يرحب بكل وسيلة تحقق مصالح العباد وتؤدي إلى تماسك المجتمع، مؤكداً أن صناديق الزمالة تُعد امتدادًا لفكرة الوقف والإعانة الجماعية التي عُرفت في التاريخ الإسلامي. ونوه أمين الإفتاء بأن التكافل ليس فقط ماديًا، بل يشمل أيضًا المساندة المعنوية، والنصيحة، والدعم في أوقات الشدة، مما يؤدي إلى مجتمع متماسك تسوده المودة والرحمة.

المركزية
منذ 2 ساعات
- المركزية
مخزومي: لضرورة التزام السلطة بخطاب القسم أو البيان الوزاري بجدية أكبر
عقد "منتدى حوار بيروت"، اجتماعه الدوري في دارة النائب فؤاد مخزومي، للتشاور في آخر التطورات في البلد والبحث في شؤون العاصمة وقضايا أهلها. وافتتح النائب مخزومي اللقاء بعرض لآخر التطورات السياسية، مؤكداً "ضرورة الالتزام بالقرارات الدولية، وبخاصة القرارين 1559 و1701 بكل مندرجاته، وضرورة تعامل السلطة مع ما التزمت به في خطاب القسم أو البيان الوزاري بجدية أكبر، وتحديداً لجهة حصرية السلاح بيد الدولة نزع السلاح من كافة الأطراف الأمر الذي يشكل بوابة العبور لكل القضايا وتحديداً الإصلاح النقدي وإعادة الإعمار". وثمن المنتدى "زيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان دمشق ولقائه الرئيس السوري أحمد الشرع"، معتبراً أن "الزيارة بالشكل والمضمون هي زيارة تاريخية تكرس العلاقات المميزة التي تربط البلدين". كما ورأى في كلمة المفتي دريان في مسجد محمد الأمين في مناسبة تكريم حجاج بيت الله الحرام "وثيقة وطنية إسلامية"، واعتبار ما جاء فيها "برنامج عمل للمنتدى في الأيام المقبلة لإعادة ترسيخ الشراكة الوطنية". وأشار المنتدى إلى أنه سيزور المفتي دريان ليشد على يده ويثمن المواقف التي أعلن عنها. وكذلك أكد المجتمعون "ضرورة قيام الحكومة بالتعامل في شكل حازم مع مسألة حصرية السلاح بيد الدولة وحدها، حيث لا يمكن لدولة ذات سيادة أن تسمح بسلاح على أرضها غير سلاح القوى العسكرية الرسمية". وشددوا على أن "السنّة في لبنان هم عماد الدولة والدستور، وكل المحاولات الساعية لشيطنتهم لن تنجح وأن التنظيمات الإرهابية موجودة في عقول المتآمرين أصحاب الأجندات الخارجية". ودعا المنتدى وزارة الداخلية والبلديات إلى "تكثيف حضور شرطة السير في شوارع بيروت، وبخاصة في أوقات الذروة في فصل الصيف تسهيلاً لتنقل المواطنين، حيث يلاحظ غياب شرطة السير عن كثير من المفارق والشوارع". كما ودعا إلى "تقديم إخبار بفي حق مدير عام مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان. أولاً، على سوء الإدارة حيث يتم تحصيل مئات المليارات بدل اشتراكات مياه ولا تصل المياه إلى المشتركين. وثانياً، على إهدار مياه المصلحة عبر موافقته على تمويل سدّ جنّة في منطقة نهر ابراهيم بمبلغ 250 مليون دولار، على رغم أن مياه السدّ مخصصة لمنطقتي كسروان جبيل كما كان قد أعلن وزير الطاقة في حينها النائب جبران باسيل". وأعلن المنتدى أنه سيزور رئيس بلدية بيروت المهندس ابراهيم زيدان.


صدى البلد
منذ 10 ساعات
- صدى البلد
في مؤتمر دولي بالقاهرة.. رؤية استراتيجية لمواجهة الإسلاموفوبيا
شارك مهاجري زيان، رئيس الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية، أعمال المؤتمر الدولي حول 'مكافحة الإسلاموفوبيا' الذي انعقد بالعاصمة المصرية القاهرة بتنظيم مشترك بين جامعة الدول العربية ومنظمة الإيسيسكو. وتوقّف زيان مطولًا عند الدور الريادي لرابطة العالم الإسلامي بقيادة معالي الأمين العام الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، معتبرًا أن الرابطة تمثل 'نموذجًا حضاريًا متقدّمًا في مواجهة الإسلاموفوبيا على المستوى الدولي، من خلال الجمع بين الاعتدال الشرعي، والانفتاح الثقافي، والتواصل المؤسسي الحكيم'. وأشار إلى أن الدكتور العيسى استطاع، بخطابه العقلاني وانفتاحه المسؤول، أن ينقل صورة الإسلام الحقيقية إلى العالم من قلب البرلمان الأوروبي، والأمم المتحدة، ومعسكر أوشفيتز. ويحوّل المواجهة من ردود فعل متفرقة إلى مبادرات استراتيجية تتقاطع فيها القيم الدينية مع مبادئ الإنسانية والعدالة. ويبني تحالفات غير مسبوقة مع قيادات دينية وفكرية في الغرب، ويقدّم الإسلام بصيغة مندمجة تحاكي واقع المجتمعات الغربية. كما نوّه المتحدث إلى أن جهود الدكتور العيسى حظيت باحترام واسع النطاق، واستطاعت أن تؤثر في سياسات بعض الدول ومؤسساتها تجاه المسلمين، مشيدًا ببرامج الرابطة في تأهيل الأئمة والدعاة، ودعم الجاليات المسلمة، ومواجهة الكراهية الإعلامية بخطاب عقلاني ومهني. واختتم مهاجري زيان مداخلته بجملة من التوصيات العملية، أبرزها: •تعزيز التعاون بين المؤسسات الإسلامية في أوروبا ورابطة العالم الإسلامي لوضع ميثاق استراتيجي مشترك لمكافحة الإسلاموفوبيا. •إنشاء مرصد أوروبي دائم لرصد خطاب الكراهية والانتهاكات ضد المسلمين. •دعم الشباب المسلم الأوروبي لاقتحام مجالات السياسة والإعلام والثقافة بروح إيجابية فاعلة. • تطوير الخطاب الدعوي ليكون مبنيًا على الاندماج والتعايش، لا الانغلاق والانفعال. وأكد زيان في ختام كلمته أن 'الإسلاموفوبيا ليست صراعًا بين الإسلام وأوروبا، بل هي معركة بين قيم التعايش وقوى الإقصاء'، داعيًا إلى تحويل التحديات إلى فرص لبناء جسور جديدة بين المسلمين ومجتمعاتهم الأوروبية. ولاقت كلمته اهتمامًا خاصًا من الوفود المشاركة، وفتحت الباب أمام نقاش موسّع حول إمكانات التعاون بين المؤسسات الإسلامية والمجتمع الدولي لصناعة مستقبل يتجاوز الكراهية نحو شراكة حضارية وإنسانية مستدامة.