
وفاة الدكتور محمود مزروعة عميد كلية أصول الدين الأسبق بجامعة الأزهر
كما نشر الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، منشور ينعي فيه وفاة العالم الراحل قائلا: إنّا لله وإنّا إليه راجعون .فقد الأزهر الشريف والعالم الإسلامي ليلة أمس الأستاذ الدكتور محمود مزروعة أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر.
عمل الدكتور محمود مزروعة، أستاذ بجامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية، وهو من علماء الأمة الإسلامية الكبار.
بدأ مزروعة حياته إماما وخطيبا بوزارة الأوقاف ثم عين أستاذا بكلية أصول الدين حتى أصبح عميدا لها، وسافر إلى عدة دول منها السعودية والإمارات وباكستان وقطر وجنيف.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة النبأ
منذ يوم واحد
- شبكة النبأ
سياسات الغضب الهوياتي
منذ أن طرح كارل ماركس Karl Marx نظريته التي أكدت أن الصراع السياسي ما هو الا انعكاس للصراع الاقتصادي فقد بات ذلك المعتقد ركناً أساسياً في تفسير الصراعات الإنسانية. مع ذلك فقد ظهرت مؤخراً صراعات سياسية دولية لا يمكن تفسيرها بالعنصر المادي فحسب... الصراع من أجل الاعتراف أو التقدير كان المحرك الأساس للتاريخ البشري وهو القوة الأساسية التي تفسر بروز العالم المعاصر» الفيلسوف الألماني هيغل. منذ أن طرح كارل ماركس Karl Marx نظريته التي أكدت أن الصراع السياسي ما هو الا انعكاس للصراع الاقتصادي فقد بات ذلك المعتقد ركناً أساسياً في تفسير الصراعات الإنسانية. مع ذلك فقد ظهرت مؤخراً صراعات سياسية دولية لا يمكن تفسيرها بالعنصر المادي فحسب. فقد كانت الدوافع الإنسانية الثقافية المحرك الأساس وراء كثير من الصراعات الحديثة حتى باتت ما أسماه المفكر السياسي فوكوياما Fukuyama بسياسات الغضب politics of resentment أو حتى سياسات الهوية Identity politics هي احدى المحركات الأساسية لصراعات مثل الحرب الروسية الأوكرانية، أو حتى التنافس الصيني مع الغرب. هوية وطنية فقد تحدث الرئيس الصيني زي جي بينغ Xi Jinping بإسهاب في أحدى خطبه عن قرن من المهانة الغربية التي اشتركت فيها اليابان وامريكا وغيرها من الدول لمنع الصين من استعادة دورها الحضاري المتفوق عبر التاريخ! لقد جسدت الهوية الوطنية العنصر الأساس لثقافة الشعوب المختلفة وبات مصطلح صراع الثقافات أحد المصطلحات الشائعة في ادبيات السياسة المعاصرة. تطور مفهوم الهوية الوطنية جنباً الى جنب مع مفهوم الدولة القومية nation state الحديثة. بدأ هذا المفهوم اجتماعيا في فترة ما قبل الدولة الحديثة حيث كان يدور حول الهوية الاجتماعية social identity للجماعة سواءً كانت تلك الهوية قبلية أي مرتبطة بالإنتماء لقبيلة أو عشيرة، أو مرتبطة بالإنتماء لدين أو طائفة معينة ولم يكن البعد الجغرافي للهوية حاسماً لحين إقرار أسس الدولة الحديثة التي قوامها المنطقة الجغرافية المحددة بشكل واضح للجميع. وحين ظهر مفهوم الدولة كونها أحد أشكال التنظيم البشري الذي يستند لفكرة السيادة على أرض معينة وشعب معين، دون تحديد لديانة أو أثنية أو تبعية ذلك الشعب، برز مفهوم الهوية الوطنية كعنصر رابط لمختلف الشبكات الاجتماعية التي تضمها تلك الرقعة الجغرافية بغض النظر عن أصولها أو فصولها المتباينة. وقد تعزز ذلك المفهوم كثيراً بعد التطورات السياسية والاقتصادية التي شهدها القرنان السابع والثامن عشر إذ برز مفهوم الإمبراطوريات أو الملكيات الدستورية وبدأت مرحلة اقتصادية انتقالية تأثرت بالتكنولوجيا والثورة الصناعية فتشكلت البورجوازية المدينية على أنقاض الإقطاع. تَوّجت تلك التطورات السياسية-الاقتصادية بالثورة الفرنسية في 1789 التي كان لها أثر حاسم على مفهوم الهوية الوطنية باتجاهين رئيسين. الأول هو الاتجاه المفاهيمي السلطوي حيث صارت السيادة للشعب بدلاً من السيادة لله او للملك أو حتى للدستور وباتت أفكار جان جاك روسو عن الإرادة العامة للشعب وعقده الاجتماعي هي السائدة في نظريات الحكم. أما البعد الثاني فهو البعد الديني حيث تمت عملية توطين أو تأميم للكنيسة ودورها، فوُضعت الكنيسة في خدمة الأمة وليس في خدمة سواها. لعب هذان الاتجاهان دوراً حاسماً في تأسيس مفهوم الهوية الوطنية للشعب أو للأمة ليس على أساس معيار اجتماعي (قبيلة، دين، طائفة) بل على أساس سياسي (الدولة-الأمة). لقد بات ثابتاً في الأدب السياسي ان أي دولة تتكون من مستويين أساسيين متداخلَين ومتفاعلَين: نظام مادي مؤسسي يتم التعبير عنه بمختلف مؤسسات الدولة وقوانينها. مؤسسات دولة ونظام شعوري إنساني يتم التعبير عنه بالهوية الوطنية. أن ضعف أي من هذين النظامَين لابد أن ينعكس على الآخر وفاعليته وهو ما حصل عندنا في العراق وفي كثير من الدول المحيطة. وفي الوقت الذي يعتقد فيه الكثيرون أن الضعف والوهن الذي أصاب أممنا وشعوبنا ناجم عن ضعف الحكام أو خيانتهم أو عدم كفاءتهم، فأني أعتقد جازماً أن المشكلة الأساس كامنة في هذين المستويَين (المادي المؤسسي، والشعوري الجماعي). أن ضعف مؤسسات الدولة وقوانينها ودستورها لا بد أن ينعكس على الجانب الشعوري للمواطن وثقته في قدرتها على حمايته أو ممارسة وظائفها التقليدية (الحماية والخدمات) تجاهه. هذا ما يجعله يلجأ لبدائل أخرى تعوضه عن الدولة فيصبح مديناً بالفضل لتلك البدائل (العشيرة والمؤسسة الدينية او الطائفية) مما يجرد مؤسسات الدولة من أهم عناصره فاعليتها واقصد به ثقة المواطن. وكأي منتِج خدمة أو سلعة، فان الضربة القاضية التي يمكن أن توجه لها هي فقدان ثقة المستهلك أو المستفيد من الخدمة فتصبح تلك المؤسسات كبئرٍ معطلةٍ وقَصرٍ مشيد. من جانب آخر فأن فقدان الشعور بالهوية الوطنية (الأساس الثاني للدولة) قد لا يؤدي فقط الى فقدان الدولة لمواطنيها، بل الى ما هو أخطر من ذلك وهو الشعور بالولاء والانتماء لهويات وكيانات عابرة لحدود الدولة ومهددة لسيادتها. أن خيانة الدولة لا تبدأ بتجنيد مواطنيها كعملاء أو جواسيس للأعداء، بل تبدأ منذ شعور هؤلاء المواطنين أنهم غير متساوين مع الغير وأن هذه الدولة لم تعد دولتهم. يقصد بالقرض هنا هو النظم الصحيح المبني على قواعد. يقال قرض الشعر أي نظمه.


صدى البلد
منذ 2 أيام
- صدى البلد
وزير الأوقاف ينعى العالم الجليل الدكتور مصطفى فياض
نعى الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، العالم الكبير الدكتور مصطفى فياض، أستاذ أصول الفقه، ووكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر – فرع كفر الشيخ، الذي وافته المنية بعد حياةٍ حافلةٍ بالعطاء العلمي والجهد المخلص في خدمة العلم الشرعي. وتقدَّم وزير الأوقاف بخالص العزاء والمواساة إلى أسرة الفقيد الكريم، وطلابه ومحبيه، وجموع العلماء، داعيًا الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدَّم في ميدان العلم والدعوة، وأن يُلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. وفي سياق آخر كشف الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك عن حكم تعاطى الحشيش. وقال أسامة الأزهري: إن الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء، وحذر من محاولات البعض تسويغ تعاطيه بأي صورة من الصور والتهاون فى هذا الأمر. ونوه أنه لن يطيل بذكر تفاصيل الحكم الشرعي في حرمته، ووسف يكتفى بالإشارة الى كتاب الإمام بدر الدين الزركشي (زهر العريش في تحريم الحشيش)، وهو مطبوع ومشهور ومتداول، وكتاب آخر في ذلك من تأليف العلامة السيد عبد الله بن الصديق اسمه: (واضح البرهان، على تحريم الخمر والحشيش في القرآن) وهو أيضا مطبوع عدة مرات. ولفت الى أن الاستسهال والادعاء أن الحشيش حلال خطأ فادح، وخصوصا لدى من يتعرض لقيادة الحافلات أو السيارات، فإنه حينئذ لا يرتكب محرما فقط بل يعرض حياته وحياة غيره للخطر، وإثم ذلك عند الله عظيم.


ليبانون 24
منذ 2 أيام
- ليبانون 24
حمادة: تفاعل الطلاب الناجحين يتحول إلى رصاص في صدر العدوّ
أقام فرع صور في الجامعة الأمريكية للثقافة والتعليم، حفل التكريم السنوي الثامن عشر لحملة الشهادات الجامعية من طلابها "دفعة الشهيدين حسين ياسين وعلي أبو خليل"، برعاية عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب إيهاب حمادة، وحضور الوزير السابق مصطفى بيرم، مدير الجامعة أحمد دكور، إلى جانب الهيئتين الإدارية والتعليمية في الجامعة وفعاليات وشخصيات وعلماء دين وعوائل شهداء وحشد من أهالي الطلاب المكرمين. وبعد دخول موكب الخريجين، ألقى النائب حمادة كلمة قدم فيها التهاني والتبريكات للطلاب المحتفى بهم، منوّها ب"التفاعل الذي نشهده من خلال هذه الفعاليات التي تأتي في ظل ظروف استثنائية مر بها الوطن ككل وهذه المنطقة بالذات"، مشيراً إلى أن "الجنوب في تراثنا وعلى مستوى الجغرافيا العربية دائمًا مقدّس، وله خلفيته الثقافية والحضارية المرتبطة بالثقافة والعلم والثورة". وقال: "أن الفرحة اليوم غير منسجمة مع واقع الحال، ومع ما يجب أن يكون، وأنا أعتقد أننا قوم أولى بالفرح من غيرنا، فنحن قوم أهل انتصار دائم؛ إذا انتصرنا فنحن ننتصر، وإذا استُشهدنا فنحن ننتصر، ومن الممكن أن يكون الشهيدان العزيزان اللذان تحمل دفعة الخريجين اسمهما قد ظلّلا هذا الوجود، فامتزجت الدمعة أحيانًا مع الفرحة. ولكن، في عمق الأمور، يُقال أيضًا إن هذه الدمعة هي دمعة فرح". وأضاف: "نحن في منطقة عزيزة وعظيمة، في أرض الله التي ارتبطت تاريخيًا بالله تبارك وتعالى، وبالإنسان، عندما نجتمع في هذه اللحظة على المستوى السياسي، وعدونا جاثم على بعض أرضنا، وقد ذهب عميقًا في استهداف وجودنا ورؤيتنا وثقافتنا وتعليمنا وتربيتنا ومجتمعنا وثرواتنا، ورغم كل ما مرّ وما يحدث لحظويًا، نواجه من خلال عناوين للمواجهة، ولعلّ أبرزها هو هذا العنوان الذي نجتمع فيه بحضور هيئات تعليمية وإدارية وأولياء طلاب وطلاب يحتفلون بتخرّج جامعي فيه من الأبناء الأعزاء من غادر التعليم لظروف معينة، ثم عاد ليكمل تعليمه، ويحوز على شهادة". وتابع: "هذه الدراسة التي استمرت ثلاث أو أربع سنوات، في قلب العاصفة اللبنانية ، استطاع أن يُنجزها، ويحصل على شهادته، ويتخرج أمام عدونا، ليقول له، ومن خلفه للعالم: إننا قوم، وإن كنّا أتقنّا البندقية، واحترفنا استخدامها، فإننا أيضًا نحترف العلم ، ونحترف الجلوس على مقاعد التربية والتعليم لنحوز شهادة، لنجمع بين شهادتين: شهادة في الجامعة، وشهادة في الميدان، وليختلط الدم مع النزف، مع الرؤية ومع الإنسان الذي يحمل لنصوغ أيقونة قد يراها البعض من أساطير هذا الزمان". ورأى النائب حمادة "أننا في أرض حملت الحرية منذ فجر التاريخ ولا تزال، وان البعض يعتقد أن هدف العدو الصهيوني محصور بالإرث أو بالمدعى لليهود في هذه الأرض، أو على مستوى الجغرافيا والاقتصاد، لكن الهدف الأعمق هو استهداف عنوان الإنسان في الإنسان، وان استهداف هذه المنطقة يأتي لأنها تشكل نقيضاً للعدو على مستوى العلم والتاريخ والرؤية وحتى العقيدة، وهي المنطقة التي شعّ منها الحرف، وصدّرت العلماء، وصدّرت للإنسان في غير بقعة من هذه الأرض معناه الحقيقي، لذلك لا يُستغرب أن نكون نحن فقط من انتصر للإنسان في غزة، قبل أن ننتصر لأخيه في الدين أو في الجغرافيا أو في العروبة". وأردف: "نحن كنا في موقع من قدّم لله الغالي والثمين، ومن لم تنجبه هذه الأمة، وإن شاء الله تنجب أمثاله، حتى أن البعض - وإن كان قليلاً - لامنا لأننا انتصرنا للإنسان، وكأنهم يريدوننا أن نغادر المعايير الإنسانية الدنيا، صارت إنسانيتنا تهمة، يُعَيّروننا لأننا لم نترك غزة وحدها، وكأنهم سالمون من ذاك الوحش الذي بدأ بغزة وأهلها وأطفالها ونسائها وهم يعلمون أو لا يعلمون أنه لن ينتهي بهم فقط". واعتبر أن "تفاعل الطلاب الناجحين اليوم بفرحهم وزغاريدهم انما يتحول إلى رصاص في صدر العدو، لأنه لا يريد لنا أن نتعلم، أو أن نذهب إلى مؤسساتنا، أو أن نحافظ على مدارسنا، أو على الإنسان الحقيقي والإشعاعي الذي عُرف به لبنان ، ووجه نداءً إلى الحكومة اللبنانية وخصوصًا في هذا الظرف التربوي، لضرورة إعادة بناء وترميم المدارس المتضررة خاصة في الجنوب وعلى كامل الجغرافيا اللبنانية، ومعالجة ملف حقوق الأساتذة والمعلمين، وخاصة المتعاقدين". وقال النائب حمادة: "بدعة الأستاذ المتعاقد بالساعة غير موجودة إلا في لبنان، وهي تشكل أمراً مرهقاً للتربية والتعليم، ومن خلال هذه التسميات، تُسقط حقوق المعلمين، وتُتخذ بحقهم قرارات مجحفة، مثل من يُدرّس سنة أو اثنتين، ثم يُقال له "لا يوجد لك حق مالي"، مضيفا "أما في القطاع الجامعي، نجد تمييزًا ومحسوبيات وتوظيفا زبائنيا وهذا لا يجوز، لأنه يتناقض مع ما عُرف به لبنان من اعتماد على التعليم والطب كمزايا تنافسية، نحن نستطيع من خلال التعليم أن نحسّن اقتصادنا، ونبني مجتمعًا أفضل، لكن للأسف فالبعض لا يلتفت ويضع رؤاه على حساب الطالب وعلى حساب المصلحة الوطنية. وعلى مستوى ملف المعادلات فكثير من الطلاب يتخرّجون، ثم ينتظرون سنة وأكثر لمعادلة شهاداتهم، وفي ظل هذا تضيع الفرص والوظائف". وفي هذا السياق، أكد النائب حمادة "أننا نتابع هذه الملفات تشريعيًا، قد ذهبنا بكتلتينا إلى مجلس النواب بأكثر من 25 قانونًا لتحسين التربية والتعليم في لبنان، ولدينا مجموعة من المشاكل منها على سبيل المثال، الطلاب الذين درسوا في سوريا – 280 طالبًا في الطب والصيدلة – أتوا من سوريا، ويجب تطبيق القانون اللبناني عليهم، وفق القانون 285 الصادر عام 2014، الطالب الذي ينتقل من جامعة أجنبية إلى لبنانية يقدم امتحانًا، وإذا نجح، يُحسب له 50% من مواده، هذا القانون معمول به ويجب تطبيقه". وختم: "علينا أن نسلك المسالك التشريعية، رغم أننا نُحمّل المسؤولية، نعم نحن مسؤولون كمشرعين، لكن للأسف مجلس النواب أصبح مجلس رجال أعمال لا مجلس تشريعيا إلا ما نَدَر، تسيطر فيه رؤوس الأموال، والتشريع تحول إلى عمل تجاري في كثير من الأحيان". بيرم من جانبه ألقى بيرم كلمة أشاد فيها بجهود الطلاب التي جعلتهم يتفوقون على أنفسهم، ويقدمون نموذجًا في النجاح، لأنه أعظم نجاح في العالم، معتبراً أن "أهم منافسة هي أن تنافس نفسك، وأن تكون نسخة جديدة من نفسك، وأن هذا هو النجاح الحقيقي لسبب بسيط، وهو أن الناس لا يريدون كلامًا كثيرًا، بل يريدون أفعالًا، ولسان الحال أبلغ من لسان المقال". وتابع: "أريد أن أقول لهذه البيئة كلها بكل تنوعاتها، أننا لسنا مقطوعين من شجرة، ولسنا زوارًا على الزمن بل نحن حُجّة أخلاقية في هذا الزمن، وإن الله عز وجل يقول إنّ الصراع دائم في الخليقة، في كل زمن، هو بين من يحملون مشعل الحق -وهم قلة- وبين من يحملون مشعل الباطل -وهم كثرة- وأكثر الناس لا يعلمون ولا يفقهون ولا يشكرون ولا يعقلون، وأن قلة تغيّر النتائج، في كل زمن هناك قلة". وأضاف: "الله يقول: ولولا هذه القلة لفسدت الأرض وانتهى المشروع الإلهي، وانتهت الغاية من خلق الإنسان) واذا جئنا نطبّق هذا الكلام على زمننا، فسنجد بكل موضوعية وبكل فخر، أننا نحن أهل الحُجّة الأخلاقية، ونحن الضمير الإنساني الفعّال في زمن النذالة والتفاهة والضمائر الميتة، على مقربة منا يشاهدون إبادة، ولا يهتزّ لها أحد سوانا، وقد قدّمنا أغلى ما لدينا، وقدمنا أغلى القرابين، قدمنا أحبّاءنا من أجل القيمة الإنسانية لأننا نحن أصبحنا حاجة للضمير الإنساني، وحاجة للنوع الإنساني، بل إنني أتجرأ أن أقول: والله، لولانا لتحوّلت البشرية إلى مخلوقات أخرى". دكور وكانت كلمة لمدير الجامعة بارك فيها للطلب وذويهم هذا التخرج متمنياً لهم الغد المشرق والتوفيق في مسيرتهم العملية، فيما حيا تضحيات الشهداء الذين رسموا الطريق التي تمكّننا من مواصلة نشر الثقافة والتعليم في هذا الوطن، ثم وزعت الشهادات والدروع التقديرية على الخرّيجين.