
الساعة 12 صباحاً
(11 pm):
(غريب هو الوقت؛ نركض خلفه كأننا سنُمسكه، ولكننا ننسى أنه هو من يمسك بنا دائماً).
نخطط، ونتوقع، ونحلم، ونحاول، ثم نُفاجأ بأن الأيام قد فعلت بنا ما تريد هي، لا ما نريد نحن.
وربما ندرك متأخرين أن أكثر اللحظات التي عبرت بنا كانت عادية جداً حين عشناها، لكنها مع مرور الوقت أصبحت أثمن العُمر وأجمله.
«صوت ضحكة قديمة، نظرة عين، لمسة يد، حضن دافئ، كوب قهوة برفقة من نحب، رسالة عابرة، لقاء جميل جمع ما بين قلبين».
(11:20 pm):
(لقد كبرنا حين توقفنا عن مشاركة كل شيء مع الآخرين).
أصبحنا نختار الصمت في كثير من المواقف بدلاً من الشرح والتبرير، فضّلنا التسامح عن العتب، والتجاهل عن المواجهة، نضجنا حين عرفنا أن بعض الأمور لا تحتاج إلى رأي، وبعض العلاقات لا تحتاج إلى مقاومة، وبعض التجارب دروس، وبعض الخسائر ربح.
(11:40 pm):
(المواقف الجميلة في هذه الحياة لا تُفتعل، بل تُعاش).
كاللقاءات التي لم نُخطط لها، والأشخاص الرائعين الذين حضروا ودخلوا حياتنا بلا مقدمات، والكلمات التي قيلت في لحظة صدق، وهكذا تأتي أجمل لحظات العُمر نقية، صادقة، جميلة، بلا تصنع أو موعد أو ترتيب مُسبق.
(11:50 pm):
(بعض الأيام لا نعيشها لتسعدنا، بل لتعلمنا).
ربما تمُر عليك أيام محملة بالخذلان لتعرف من يستحق البقاء في حياتك، ومن يجب عليك أن تُخرجه من دائرة علاقاتك.
وكلما ظننت أنها النهاية، تذكر أنها مجرد بداية لحياة أجمل بعيده تمام البُعد عن أصحاب الوجهين.
(12:00 am):
وعلى كل حال؛ يمضي الوقت ويمضي معه العُمر.
لذا جمّل قلبك، وعش لحظتك، واحتضن فرحتك، وكن دائماً مع من يشبهك، واحتفظ بمن يفرح بك، لا بمن يتحملك.
ولأن دوام الحال في هذه الدنيا من المُحال، إذا ضاقت عليك في لحظة تذكر أن كل شيء سيمضي، وأنك يا صديقي سوف تنجو دائماً بشكل أو بآخر.
أخبار ذات صلة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
السماح لهيفاء وهبي بالغناء مجدداً في مصر
بعد منع نقابة الموسيقيين المصرية الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي من الغناء في مصر خلال الفترة الماضية، بات مسموحاً لها الغناء مجدداً بحكم محكمة القضاء الإداري مساء الثلاثاء، وذلك بعد قبول الدعوى المقدمة منها وإلغاء قرار نقابة المهن الموسيقية. وجاء قرار المحكمة بعد تقدم وهبي بدعوى قضائية ضد كل من مصطفى كامل، نقيب المهن الموسيقية، وخالد التهامي، مدير أعمالها السابق، طعنت فيها على قرار النقابة الصادر بحقها، الذي يقضي بمنعها من ممارسة مهنة الغناء في مصر، ووقف منحها التصاريح اللازمة. وأوضحت هيفاء وهبي في مذكرتها المقدمة للمحكمة أنها تلقت استدعاءً من النقابة للتحقيق مرتين، الأولى في 27 يناير (كانون الثاني) والثانية في 10 فبراير (شباط) من العام الجاري، إلا أنها كانت خارج مصر في كلتا المرتين. كما أشارت إلى أن النقابة رفضت السماح لممثل قانوني بالحضور نيابة عنها، وأصرت على حضورها الشخصي، وهو ما تعذر بسبب وجودها خارج البلاد، لتقرر النقابة لاحقاً في اجتماعها بتاريخ 18 مارس (آذار) إلغاء تصريحها بالغناء. وأكد دفاع هيفاء وهبي أن التحقيق جاء على خلفية أسباب وصفها بـ«الكيدية»، مشيراً إلى أن «موكلته ليست عضوة في النقابة، وبالتالي فهي غير مخاطبة بقراراتها أو ملزمة بالمثول أمام لجانها. وتعود جذور الأزمة إلى اتهامات وجهتها النقابة إلى هيفاء وهبي تتعلق بـ«الإساءة للمصريين»، و«الإخلال بالتزامات تعاقدية مع مدير أعمالها السابق»، ما دفعها لإحالة وهبي إلى التحقيق منذ يناير 2025، قبل أن تُصدر قراراً نهائياً في مارس الماضي بوقف التصاريح الممنوحة لها. وأكد الدكتور هاني سامح، محامي الفنانة هيفاء وهبي، أن موكلته بات من حقها ممارسة نشاطها الفني بشكل كامل، بما في ذلك الغناء وإحياء الحفلات في مصر، مؤكداً أن «القرار الذي أصدرته النقابة في حقها كان تعدياً صريحاً على الحريات التي كفلها الدستور المصري، الذي يحظر أي رقابة أو تدخل في العمل الفني إلا بموجب القانون وبقرار قضائي». وأشار سامح إلى أن ما قامت به النقابة ألحق ضرراً بالغاً بقطاع السياحة الثقافية والفنية في مصر، في الوقت الذي تشهد فيه دول عربية أخرى حالة من الانفتاح والتطور في المجال الثقافي والفني. غناء هيفاء وهبي داخل مصر بات مسموحاً به بحكم قضائي (حسابها على إنستغرام) في المقابل، علّق محمد عبد الله، عضو مجلس إدارة نقابة المهن الموسيقية، على الحكم القضائي الجديد، قائلاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن النقابة تحترم أحكام القضاء المصري وتلتزم بها في جميع الأوقات»، موضحاً أن «مجلس إدارة نقابة المهن الموسيقية سيناقش في اجتماعه المقبل مسار الإجراءات القانونية». وتستعد هيفاء وهبي حالياً للعودة إلى الشاشة الكبيرة من خلال فيلم «مملكة»، وهو من تأليف إيهاب بليبل وإخراج عبد الوهاب السيد، الذي يعكف على التحضيرات النهائية لتصوير العمل خلال الفترة المقبلة. كما تنتظر وهبي عرض فيلمها الجديد «ولاد المحظوظة»، الذي تجسد فيه دور فتاة لبنانية تنتقل للعيش في مصر وتواجه سلسلة من المواقف الاجتماعية، ويشاركها البطولة نخبة من النجوم منهم بيومي فؤاد وكريم عفيفي ومحمود الليثي، والفيلم من تأليف هيثم سعيد وإخراج مرقس عادل.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
عمرو دياب يراهن على «التجديد» في «ابتدينا»
يضع النجم المصري عمرو دياب اللمسات الأخيرة على ألبومه الغنائي الجديد «ابتدينا» الذي يُنتظر طرحه خلال أيام قليلة، ليُضاف إلى رصيده الفني الغني الذي يمتد لأكثر من 42 عاماً منذ انطلاقته في عام 1983. ويُعد الألبوم المرتقب بمثابة مرحلة فنية متجددة في مسيرة «الهضبة»، تجمع بين الوفاء لأسلوبه الفني المعروف، والانفتاح على أنماط وأساليب إنتاج أكثر تطوراً وحداثة. ويشهد الألبوم المرتقب عودة التعاون بين عمرو دياب والملحن عمرو مصطفى بعد قطيعة فنية دامت نحو ست سنوات، في أعقاب خلافات طويلة على خلفية بعض المواقف الفنية. ويمثل هذا اللقاء الجديد صفحة جديدة في العلاقة بين الاثنين اللذين جمعتهما في السابق أنجح التجارب التي ساهمت في رسم ملامح الهوية الموسيقية لدياب في العقود الأخيرة، كان آخرها أغنية «يتعلموا». والتعاون المنتظر يأتي عبر أغنية «ابتدينا» التي تحمل اسم الألبوم، وهي من كلمات الشاعر تامر حسين، وألحان عمرو مصطفى، وتوزيع عادل حقي؛ ما يجعلها أحد أكثر الأعمال ترقباً من الجمهور والنقاد على حد سواء. ويمثل ألبوم «ابتدينا» أول تعاون رسمي بين عمرو دياب وشركة الإنتاج العالمية «Sony Music»، بعد انتهاء التعاقد الحصري الذي جمعه بمنصة «أنغامي» طيلة أربع سنوات. وتشكل هذه الشراكة نقطة تحول لافتة؛ إذ أعلنت «سوني» عن استحواذها الكامل على أرشيف دياب الموسيقي، بما في ذلك ألبوماته وأغنياته السابقة. كما يتضمن التعاقد إنتاج مجموعة من الألبومات الجديدة خلال السنوات المقبلة، في إطار خطة تسويق وتوزيع عالمية تستهدف إيصال أعمال «الهضبة» إلى جمهور أوسع خارج حدود العالم العربي. وفي ألبومه الجديد يواصل عمرو دياب تقديم توليفة موسيقية مبتكرة، تجمع بين الأصالة والتجديد؛ إذ يضم ألبوم «ابتدينا» مجموعة من الأغاني التي تنوعت بين الأنماط اللاتينية، والهاوس الأوروبي، والمقسوم الشرقي، في مزيج موسيقي مميز. بوستر ألبوم «ابتدينا» لعمرو دياب (عمرو دياب) ويتعاون عمرو دياب في هذا الألبوم مع نخبة من أبرز صنّاع الأغنية في الوطن العربي؛ إذ شارك في كتابة كلمات الأغاني كل من: تامر حسين، ونادر عبد الله، وعزيز الشافعي، ومصطفى حدوتة، وبهاء الدين محمد، وأيمن بهجت قمر، وأمير طعيمة. أما الألحان فقدمها: عمرو مصطفى، وعزيز الشافعي، وإسلام زكي، ومحمد يحيى، وشادي حسن، ومدين. وجاء التوزيع الموسيقي من توقيع: عادل حقي، وأسامة الهندي، وأحمد إبراهيم. وتم تسجيل أغنيات الألبوم في استوديوهات المهندس أمير محروس بالقاهرة، في حين تولى كريم نور، المصور الشخصي لدياب، مسؤولية جلسات التصوير الدعائية وتصميم البوستر الرسمي للألبوم، في إطار حملة ترويجية للألبوم. الموزع الموسيقي عادل حقي، تحدث عن تفاصيل تعاونه مع الفنان عمرو دياب في ألبومه الجديد «ابتدينا»، مؤكداً أن العمل يمثل محطة فنية استثنائية في مسيرتهما معاً. وقال حقي لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الألبوم يُعدّ محطة فارقة في مسيرتي، بالإضافة إلى مسيرة الفنان عمرو دياب؛ إذ نسعى من خلاله إلى تقديم مجموعة من الأشكال الموسيقية الثرية والجذابة التي تليق بجمهوره العريض والمتنوع». وأضاف: «أشارك في الألبوم بتوزيع أربع أغنيات، من ألحان كل من محمد يحيى وتامر حسين، وقد حرصنا على تنوع الأساليب الموسيقية لتقديم تجربة فنية متكاملة». «الهضبة» يتوسط صنّاع ألبومه الجديد (عمرو دياب) من جانبه، عبّر الشاعر الغنائي تامر حسين عن سعادته البالغة بمشاركته في الألبوم، كاشفاً عن كواليس العمل وتفاصيله الجارية، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «نحن حالياً في مرحلة الجلسات النهائية مع مهندس الصوت أمير محروس؛ إذ نضع اللمسات الأخيرة على أغنيات الألبوم، ونقوم بتسجيل النسخ النهائية التي وضع عمرو دياب صوته عليها». وأضاف حسين: «سعيد للغاية بأن تحمل إحدى كلماتي عنوان الألبوم الجديد (ابتدينا)؛ فذلك شرف كبير لي، وتضاعفت سعادتي حين عادت الشراكة الفنية بين عمرو دياب والملحن عمرو مصطفى. وأود أن أوضح أن المصالحة بينهما تمت منذ فترة طويلة. وقد نشهد في المستقبل أعمالاً جديدة تجمعنا جميعاً في تعاون موسيقي متجدد».


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
العرض الفني الأضخم لصيف لبنان... هبة طوجي وأسامة الرحباني في بعلبك
لا يمكن أن يكون المرور الرحبانيّ بين هياكل بعلبك مروراً عادياً. لا بدّ أن يحفر دهشةً فوق حجارتها، فهذا تقليدٌ أرساه الرحابنة الأوائل، وتبنّاه الجيل الثاني. لذلك فإنّ قرار المشاركة في مهرجانات بعلبك احتاج إلى 15 سنة حتى يختمر في رأس أسامة الرحباني. «أردنا أن نحمل إلى بعلبك ما يليق بحجارتها، وسحرها، وحضاراتها المتعاقبة ومهرجاناتها التي بلغت 70 عاماً»، يقول المنتج والمؤلف الموسيقي اللبناني لـ«الشرق الأوسط». يضيف: «لا يمكن أن نعدّ أقل مما يليق بالمكان، ليس من أجل إرث بعلبك فحسب، بل كذلك من أجل عاصي ومنصور وفيروز». أما الآن وقد حانت اللحظة المناسبة، فتقف هبة طوجي مساء 8 أغسطس (آب) المقبل وسط أعمدة معبد «باخوس» لتقدّم عرضاً عنوانه «حقبات». تختزل بصوتها سنوات المجد التي عبرت، وكل لحظة أملٍ آتية. الفنانة اللبنانية التي جالت مسارح العالم، وفرضت فنّها رقماً صعباً على الساحة الفرنسية وليس العربية فحسب، تبوح في حديث مع «الشرق الأوسط» عشية وصولها من باريس إلى لبنان لبدء التمرينات: «لبعلبك رهبةٌ لا تشبه أي رهبة أخرى. شاركت في مهرجانات مهمة كثيرة في لبنان وخارجه، لكنها إطلالتي الأولى في بعلبك، والشعور مختلف فعلاً». هبة طوجي وأسامة الرحباني نجما مهرجانات بعلبك لصيف 2025 (إدارة أعمال الرحباني) يضرب أسامة الرحباني وتوأم مشروعه الفني هبة طوجي موعداً خاصاً جداً مع الجمهور. يختصر ما سيدور في القلعة خلال السهرة المنتظرة بالقول: «ما سيراه الناس لم تشهد مهرجانات بعلبك مثيلاً له من قبل. قررنا أن نقدّم عملاً ضخماً بكافة أبعاده». في تجربة بصرية وسمعيّة استثنائية، لن يقتصر الحفل على زاويةٍ واحدة من زوايا القلعة، بل سيتنقّل في أرجائها. «سيتابع الجمهور عرضاً متكاملاً ومتنقلاً بين معابد بعلبك وأعمدتها وأدراجها وممراتها التي ستتحول كلها إلى منصات للعرض. سيغمرهم الجمال من كل صوب، وسينغمسون في أبرز المراحل التاريخية والمحطات الفنية التي تعاقبت على بعلبك»، يوضح الرحباني. أما «حقبات»، فعنوان يعكس المحتوى الذي سيركّز عليه العرض؛ «سنسافر عبر الزمن ونحيي بعلبك بماضيها المجيد من خلال مؤثرات بصرية وتقنيات متطورة مثل الـ3D mapping»، تضيف طوجي. «حتى الأزياء التي يجري تجهيزها حالياً تتلاقى مع المكان والمَشاهد، وهي انعكاسٌ لعبور الحقبات»، تضيف الفنانة اللبنانية. «سنسافر عبر الزمن ونحيي بعلبك بماضيها المجيد» هبة طوجي (صور الفنانة) وكأنّ كل ما راكمه أسامة الرحباني من خبراتٍ فنية يحمله زاداً لينثره بين هياكل القلعة. يوظّف، وفريق العمل، السينما والمسرح والإضاءة والصوت والرقص والأدب والشعر، «في عمل ضخم لم يقدّم له مثيل في العالم العربي»، وفق تعبيره. لكنه يدرك أنه مهما أحضر من معدّات وتقنيات حديثة، فلا شيء ينافس سحر الصرح التاريخي البالغ 5 آلاف عام. لذلك، تبقى الموسيقى النبض الأساسي الذي سيبث الحياة في عروق الحجارة. من دون أن تفصح عن اللائحة الكاملة من المفاجآت التي تنتظر الجمهور، وهي كثيرة، تخبر طوجي أنها ستقدّم مجموعة من أغانيها المعروفة، إضافة إلى أخرى جديدة، على رأسها عمل جرى تأليفه خصيصاً لبعلبك. برفقة أوركسترا ضخمة ومجموعة كبيرة من الراقصين، سيجري تقديم مشاهد ممسرحة، إضافةً إلى الأغاني. ولا بدّ كذلك من تحية لمنصور الرحباني بالتزامن مع حلول مئويته الأولى، من خلال أغانٍ كتبها. سيتضمن الحفل أغنية جرى تأليفها خصيصاً لبعلبك (إدارة أعمال الرحباني) تشمل المفاجآت كذلك انضمام عدد من ضيوف الشرف إلى هبة طوجي غناءً، هي التي وقفت إلى جانب أسماء كبيرة من عالم الموسيقى. وأحدث تلك التجارب التي برزت من خلال آخر إصداراتها، ألبوم «A l'Olympia» (في الأولمبيا)، حيث ضمّت صوتها إلى أصوات مثل لارا فابيان وفلوران بانيي وماتيو شديد، وغيرهم من أعمدة الأغنية الفرنسية، خلال حفلها في مسرح الأولمبيا في باريس العام الماضي. تستعدّ طوجي إذن لمحطة مفصلية في مسيرتها الفنية. هي التي قصدت القلعة مراهقةً عام 2001 لتشاهد حفل المغنّي البريطاني ستينغ، لم تكن تتصوّر حينذاك أنها ستعود إليها نجمةً بعد 24 عاماً. يُعدّها زوجها عازف البوق العالمي إبراهيم معلوف للشعور الذي سينتابها لحظة وقوفها وسط الهياكل، فهو الذي اختبر الأمر أكثر من مرة. «أخبرني إبراهيم أن تلك الوقفة هي بمثابة تكريم للفنان، لا سيما إذا كان لبنانياً مغترباً كما هو الحال معنا»، تقول طوجي. لن يكون المرور في بعلبك عابراً بالنسبة إلى طوجي، نظراً لانتمائها الوطني الذي ينضح من خلال نبرة صوتها وتعابير وجهها كلما ذُكر لبنان أمامها. «حبي للبنان قديم ولطالما شعرت بالانتماء له ثقافياً وروحياً. هويتي ملتصقة به، وكلما حطت بي الطائرة في مطار بيروت تنفّست الصعداء وشعرت بأنني وطأت بيتي»، تخبر طوجي. هذا لا يلغي حبها لفرنسا، البلد الذي انتقلت إليه قبل 5 سنوات، والذي قدّم لها الكثير وفق قولها. «لكن كلما عبر الزمن عليّ وأنا خارج لبنان، كبر تعلّقي به واشتياقي إليه. حتى ما يراه الناس بشعاً أراه جميلاً، وأدافع عن وطني كما تدافع أمٌ عن ولدها حتى وإن كان على خطأ». هكذا تختصر طوجي عشقها للبنان، الذي تنقله معها أينما حلّت، وسنةً تلو سنة تتّسع المسارح والمنابر أمامها. تتعامل مع الفرص بصِدقٍ لأنها تريد أن تشبه نفسها وألّا تخيّب شغفها الفني. ليس هدفها العالمية، وفق ما تقول، بقَدر ما هو تحقيق ذاتها وطموحها من خلال الموسيقى. وها هي الآن تستعير من حجارة بعلبك لتضيف حجراً أساسياً إلى مسيرتها التي بدأت في 2007، وتبلغ هذا العام سنّ الرشد.