
الاحتلال يتعمّد نصب الكمائن وقتل المواطنين بصمت في غزة
وسرد الدردساوي، في حديث لـ"الأيام"، قصة استشهاد ابنه الذي توجه إلى منزل العائلة شرق ما يعرف بـ"سوق الشماسي" من أجل تفقد المنزل بعدما نما إلى علمه عدم وجود آليات للاحتلال، إلا أن طائرة "كواد كابتر" استهدفته بقنبلة تسببت بتقطيعه إلى أشلاء، وبقي في المكان عدة أيام.
وقال: "بعدما أبلغني مجموعة من أصدقائه باستشهاده توجهت برفقة شقيقه رغم المخاطر التي شهدتها المنطقة، ونقلنا أشلاءه على لوح من الصفيح ركضاً إلى منطقة آمنة".
وأشار الدردساوي (47 عاماً)، إلى أن المنطقة كانت تبدو هادئة معظم الوقت، إلا من صوت طائرات الاستطلاع، وفجأة يُسمع صوت انفجار أو إطلاق نار، ومن الطبيعي أن يسفر عن استشهاد مواطنين.
وأضاف: "لا يكف الاحتلال عن قنص المواطنين وغالبيتهم من المدنيين وأصحاب المنازل الذين يتوجهون لتفقد منازلهم، لكن الاحتلال يتربص بهم ويقتلهم"، معتبراً أن المسيّرات تشكّل عدواناً صامتاً ضد المدنيين.
وتتناقل وسائل الإعلام أنباء على مدار الساعة بقتل مواطنين واستهدافهم بطائرات "كواد كابتر" في مناطق متفرقة تكون خالية من الآليات العسكرية، ولا تشهد أي توغل بري.
وذكرت مصادر محلية أن هذه الطائرات لا تتوقف عن التجول بين أزقة وأحياء المناطق الشرقية لمدينة غزة.
قصة استشهاد الدردساوي واحدة من عدد كبير من قصص الشهداء الذين قضوا بطريقة مشابهة، فحسب المواطن فهمي كشكو (39 عاماً) فإن ثلاثة من أقربائه المقيمين في خيمة مقامة بمحيط متنزه بلدية غزة استشهدوا أثناء توجههم لجلب أكياس الدقيق من منزلهم في حي الزيتون، عبر قنبلة أطلقتها طائرة "كواد كابتر".
وقال: "تناقل مواطنون أنباء عن تراجع الدبابات من المنطقة والمناطق التي تجاورها، وتوجه بعضهم على الفور لتفقد منازلهم، إلا أن طائرات "كواد كابتر" حلّقت على مسافات منخفضة وقامت بإطلاق النار نحوهم.
وفي جباليا، أبلغت مصادر طبية عن استشهاد وجرح عدد من المواطنين الذين يتجولون في الشوارع، معتقدين أنها خالية من آليات الاحتلال وفقاً للمسعف تيسير، الذي قال: "يومياً تأتي إشارات بوجود شهداء ومصابين دون متابعة لعمليات تفجير أو قصف جوي، وعند الوصول إلى المكان نجد أن ذلك ناجم عن قنص بطائرات (كواد كابتر)"، مشيراً إلى أن ذلك يحدث في مناطق خالية من الآليات العسكرية.
من جهتها، تواصل مصادر من الدفاع المدني تحذير مواطني شرق غزة وبلدة جباليا بعدم الوصول إلى منازلهم، رغم خلو مناطق سكناهم من آليات الاحتلال.
واعتادت المصادر المحلية والصحافية التأكيد على عدم صحة الأنباء عن وجود انسحاب إسرائيلي، وأن الأمر لا يتعدى كونه تراجعا لهذه الآليات بين فترة وأخرى، وعودتها بشكل مفاجئ، وهو ما يسمى "عملية كر وفر" بهدف الإيقاع بالمواطنين، مؤكدة أن الاحتلال يتعمّد استهداف السكان الذين يحاولون الوصول إلى منازلهم، أو تفقد ممتلكاتهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ 8 ساعات
- فلسطين أون لاين
مسؤول أمني يكشف تفاصيل ضبط شبكة تجسس معقدة في أنحاء بغزّة
متابعة/ فلسطين أون لاين كشف مسؤول أمني رفيع في حركة حماس، عن ضبط عدد من أجهزة التنصت والتجسس والتصوير التي زرعها الاحتلال الإسرائيلي في مواقع مختلفة داخل قطاع غزة، وذلك بمساعدة عملاء متعاونين، وباستخدام تقنيات متطورة وطائرات بدون طيار. وأوضح المسؤول، في تصريحات خاصة لقناة الجزيرة، أن أمن المقاومة تمكن من كشف وإبطال هذه الأجهزة، التي استخدمت فيها طائرات "كواد كابتر" متعددة المهام، حيث جرى زرع أجهزة تنصت وتصوير دقيقة داخل مناطق حيوية، بهدف جمع معلومات استخبارية وتنفيذ أهداف عسكرية لاحقاً. وبيّن المسؤول أن من بين الأجهزة المضبوطة جهازاً مموهاً تم زرعه بين ركام المباني في منطقة حساسة، كان يُسجل ويبث فيديو وصوراً إلى استخبارات الاحتلال، باستخدام تقنيات الاستشعار الحركي، ليلاً ونهاراً، مع تفادي تشغيل الكاميرا بالفيديو الدائم للمحافظة على عمر البطارية. وأضاف أن إحدى الكاميرات وثقت لحظة استشهاد فتاة فلسطينية أثناء محاولتها الانتقال من جنوب قطاع غزة إلى شماله، في مشهد يُظهر استغلال الاحتلال للتقنيات بغرض التوثيق العسكري والاستخباراتي. كما جرى ضبط جهاز تتبع يعمل بشريحة اتصالات بالقرب من موقع تسليم الأسرى الفلسطينيين ضمن الصفقة الثانية لتبادل الأسرى، ما يكشف عن محاولة الاحتلال تتبع تحركات المقاومة ومواقعها في أدق لحظاتها الأمنية. وأكد المسؤول أيضاً أن أجهزة الأمن فككت جهاز تنصت مفخخاً تم تمويهه على شكل وعاء بلاستيكي مهترئ، وضع قرب مركز إيواء بمدينة غزة، قبل أن ينجح مهندسو القسام في تفكيكه وتحديد آلية عمله وكشف الغرض من وجوده في ذلك الموقع. وأشار إلى أن المقاومة ضبطت جهاز تجسس داخل كتلة إسمنتية زُرع بواسطة عميل جنوبي القطاع، وتم توثيق عملية الزرع بالمشاهد المصورة. كما تبيّن أن الاحتلال زرع جهازاً آخر في ساحة أحد المستشفيات جنوب غزة، بهدف رصد الأحاديث والتجمعات المدنية في المكان. وفي سياق الرد، أوضح المسؤول أن المقاومة أعادت استخدام الأجهزة المضبوطة بشكل عسكري واستخباراتي ضمن حربها المفتوحة مع الاحتلال، بعد تفكيكها وفهم تقنياتها بدقة. وفي ختام التصريحات، أشاد المسؤول الأمني بالحس الأمني العالي لدى المواطنين الذين ساهموا في الإبلاغ عن الأجهزة الغريبة والمشبوهة، داعياً إلى مواصلة اليقظة والانتباه لحماية الجبهة الداخلية من محاولات الاختراق.


جريدة الايام
منذ 2 أيام
- جريدة الايام
القصف الليلي يربك حياة النازحين في خان يونس
كتب خليل الشيخ: "شعرت وكأن زلزالاً هز المنطقة، ومعه استيقظت وأنا أختنق من دخان ناجم عن حريق طال خيمتي، فتحاملت على نفسي لإنقاذ أطفالي ونقلهم إلى مكان بعيد"، هكذا قال النازح ناصر قديح (34 عاماً) وهو يصف اللحظات الأولى لاستهداف خيام بعض النازحين في منطقة "الأهرام" بمواصي خان يونس، جنوب قطاع غزة. وأضاف: "لم أكن أستوعب أنا وزوجتي ما الذي حصل، ومن دون وعي أو إدراك حاولنا تفقّد جسدَينا وأجساد أطفالنا من أثر القصف، مستخدمين أضواء هاتفَينا لإضاءة المكان، وسط الشعور بالخوف والهلع ورائحة البارود والدخان تزكم الأنوف". ويعتبر قديح، وغيره من النازحين، أن أصعب ما يواجهونه هو تعرض خيامهم لشظايا صواريخ وقذائف مدفعية أثناء الليل وهم نيام، مشيراً إلى أنه من المفترض أن تكون منطقة نزوحهم آمنة. وكانت قوات الاحتلال قصفت، الليلة قبل الماضية، تجمعات الخيام في منطقتَي "الأهرام" و"اللسان" غرب خان يونس والقرارة دون سابق إنذار، متسببة باستشهاد وإصابة عشرات النازحين، من بينهم الدكتور موسى خفاجة وعائلته. من جهته، قال فائق أبو عمرو (45 عاماً) النازح من حي الشجاعية في مدينة غزة إلى منطقة "اللسان": إنه تم استهداف خيمتين تبعدان عنه نحو 20 متراً، مشيراً إلى أن خيمته تعرضت للتمزيق والتلف دون أن يصاب أي من أطفاله. وبيّن أن هذا القصف، الذي وقع مساء أول من أمس، لم يكن الأول من نوعه، فقد سبقه قصف مماثل تسبب بإصابة نحو عشرة مواطنين نقلوا على إثره إلى المستشفى. كما تسبب قصف، استهدف تجمعاً للمواطنين قرب مخيم للنازحين في منطقة كلية الرباط غرب خان يونس، بإصابة ستة مواطنين بجروح بالغة، وجميعهم من أصحاب الخيام. بدوره، اعتبر الشاب عبد الحليم أبو صقر، الذي ينزح في منطقة "المواصي" عند شاطئ القرارة، أن قدوم الليل يحمل معه الرعب والخوف، مشيراً إلى أن الجميع يرصدون تحليق طائرات الاستطلاع وطائرات "إف 16" وطائرات "كواد كابتر"، ويتوقعون قيام هذه الطائرات بالقصف في أي وقت، لكن القصف قد يقع بعد منتصف الليل والناس نيام. ولفت أبو صقر إلى أنه وفي مرات عدة توجهوا للنوم وهم يراقبون هذه الطائرات، واستيقظوا على صوت إسعاف حضر لنقل شهداء ومصابين من جيرانهم. واشتكى هؤلاء من تعرض مناطق نزوحهم للخطر الشديد بسبب هذه الاستهدافات، التي غالباً تحدث في ساعات الليل، بمشاركة الزوارق الحربية والطائرات. وذكروا أنهم يتوقون للانتقال إلى مكان آمن، لكن إبلاغهم عن الضيق وعدم وجود مساحات نزوح خالية يجعلهم يتراجعون. وقالت مصادر محلية: إن الأيام الماضية شهدت عدة استهدافات لخيام النازحين المكتظة بالأطفال والنساء. وبيّن المواطن "سعد الله"، في الخمسينيات من عمره، أن خيمته أُحرقت بسبب سقوط شظايا صاروخية ناجمة عن استهداف إسرائيلي لموقع قريب من مخيم "صمود" للنازحين. وقال: في حادثة سابقة استهدفت طائرات الاحتلال ثلاث خيام بقنابل من طائرة "كواد كابتر" كانت تحلّق في السماء، لافتاً إلى أن القصف تسبب باحتراق الخيام وإصابة مَن فيها دون الإبلاغ عن وقوع شهداء.


جريدة الايام
منذ 4 أيام
- جريدة الايام
الاحتلال يتعمّد نصب الكمائن وقتل المواطنين بصمت في غزة
"بدا الأمر وكأن الاحتلال انسحب بكل آلياته من المنطقة، لكن الخطر كان يكمن في كل وحدب وصوب"، هكذا قال المواطن عمار الدردساوي الذي فقدَ ابنه "محمد" شهيداً بينما كان يعتقد أن الاحتلال انسحب من منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة. وسرد الدردساوي، في حديث لـ"الأيام"، قصة استشهاد ابنه الذي توجه إلى منزل العائلة شرق ما يعرف بـ"سوق الشماسي" من أجل تفقد المنزل بعدما نما إلى علمه عدم وجود آليات للاحتلال، إلا أن طائرة "كواد كابتر" استهدفته بقنبلة تسببت بتقطيعه إلى أشلاء، وبقي في المكان عدة أيام. وقال: "بعدما أبلغني مجموعة من أصدقائه باستشهاده توجهت برفقة شقيقه رغم المخاطر التي شهدتها المنطقة، ونقلنا أشلاءه على لوح من الصفيح ركضاً إلى منطقة آمنة". وأشار الدردساوي (47 عاماً)، إلى أن المنطقة كانت تبدو هادئة معظم الوقت، إلا من صوت طائرات الاستطلاع، وفجأة يُسمع صوت انفجار أو إطلاق نار، ومن الطبيعي أن يسفر عن استشهاد مواطنين. وأضاف: "لا يكف الاحتلال عن قنص المواطنين وغالبيتهم من المدنيين وأصحاب المنازل الذين يتوجهون لتفقد منازلهم، لكن الاحتلال يتربص بهم ويقتلهم"، معتبراً أن المسيّرات تشكّل عدواناً صامتاً ضد المدنيين. وتتناقل وسائل الإعلام أنباء على مدار الساعة بقتل مواطنين واستهدافهم بطائرات "كواد كابتر" في مناطق متفرقة تكون خالية من الآليات العسكرية، ولا تشهد أي توغل بري. وذكرت مصادر محلية أن هذه الطائرات لا تتوقف عن التجول بين أزقة وأحياء المناطق الشرقية لمدينة غزة. قصة استشهاد الدردساوي واحدة من عدد كبير من قصص الشهداء الذين قضوا بطريقة مشابهة، فحسب المواطن فهمي كشكو (39 عاماً) فإن ثلاثة من أقربائه المقيمين في خيمة مقامة بمحيط متنزه بلدية غزة استشهدوا أثناء توجههم لجلب أكياس الدقيق من منزلهم في حي الزيتون، عبر قنبلة أطلقتها طائرة "كواد كابتر". وقال: "تناقل مواطنون أنباء عن تراجع الدبابات من المنطقة والمناطق التي تجاورها، وتوجه بعضهم على الفور لتفقد منازلهم، إلا أن طائرات "كواد كابتر" حلّقت على مسافات منخفضة وقامت بإطلاق النار نحوهم. وفي جباليا، أبلغت مصادر طبية عن استشهاد وجرح عدد من المواطنين الذين يتجولون في الشوارع، معتقدين أنها خالية من آليات الاحتلال وفقاً للمسعف تيسير، الذي قال: "يومياً تأتي إشارات بوجود شهداء ومصابين دون متابعة لعمليات تفجير أو قصف جوي، وعند الوصول إلى المكان نجد أن ذلك ناجم عن قنص بطائرات (كواد كابتر)"، مشيراً إلى أن ذلك يحدث في مناطق خالية من الآليات العسكرية. من جهتها، تواصل مصادر من الدفاع المدني تحذير مواطني شرق غزة وبلدة جباليا بعدم الوصول إلى منازلهم، رغم خلو مناطق سكناهم من آليات الاحتلال. واعتادت المصادر المحلية والصحافية التأكيد على عدم صحة الأنباء عن وجود انسحاب إسرائيلي، وأن الأمر لا يتعدى كونه تراجعا لهذه الآليات بين فترة وأخرى، وعودتها بشكل مفاجئ، وهو ما يسمى "عملية كر وفر" بهدف الإيقاع بالمواطنين، مؤكدة أن الاحتلال يتعمّد استهداف السكان الذين يحاولون الوصول إلى منازلهم، أو تفقد ممتلكاتهم.