
مونديال في مهب السياسة.. كأس العالم 2026 وقيود ترامب – DW
قبل عام على انطلاق بطولة كأس العالم 2026، تتجه أنظار عشاق كرة القدم إلى الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، الدول المضيفة للبطولة. غير أن التحضيرات تسير في أجواء يخيّم عليها التوتر، والعديد من التحديات تلوح في الأفق.
تعيش الولايات المتحدة التي ستحتضن عددًا كبيرًا من مباريات بطولة كأس العالم لعام 2026 على وقع احتجاجات مناهضة لسياسات الهجرة ، خاصة في مدينة لوس أنجلوس، إحدى أبرز المدن المستضيفة. ويتزامن ذلك مع تصاعد توترات تجارية مع كندا والمكسيك، ما يثير مخاوف من تدابير قد تحد من حركة المشجعين عبر الحدود، خاصة إذا تم تطبيق قرارات جديدة لحظر السفر.
في ظل هذه التطورات، يجد اللاعبون والمشجعون والمنتخبات أنفسهم في مواجهة واقع سياسي متقلب، تغذيه عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الحكم. ورغم أن قرار استضافة البطولة قد تم خلال ولايته الأولى حين كانت العلاقات أكثر انسجامًا، فإن الظروف الراهنة تبدو أقل استقرارًا.
احتجاج ضد الهجرة - متظاهر يحمل قناعًا يشبه دونالد ترامب وعلمًا مكسيكيًا أمام سيارات تحترق صورة من: Etienne Laurent/AFP/Getty Images
قلق أمني في ظل احتجاجات متصاعدة
تثير الاحتجاجات المستمرة ضد سياسات ترامببشأن الهجرة قلقًا أمنيًا متزايدًا. وستكون مدينة لوس أنجلوس مسرحًا لأول مباراة للمنتخب الأميركي في مونديال 2026 يوم 12 يونيو/ حزيران 2026، أي بعد يوم واحد من افتتاح البطولة في المكسيك، ما يضع التحضيرات تحت ضغط أمني وسياسي متزايد.
حظر سفر يستثني اللاعبين ويستبعد الجماهير
زاد قرار حظر السفر الذي دخل حيز التنفيذ هذا الأسبوع من الجدل الدائر، إذ يمنع دخول مواطني 13 دولة، من بينها إيران واليمن وليبيا والسودان، إلى الأراضي الأميركية. ورغم استثناء الرياضيين وأعضاء الوفود الرسمية، فإن الحظر يشمل الجماهير، ما يعني حرمان مشجعي منتخبات مثل إيران من حضور مباريات منتخباتهم، رغم التأهل.
بين استعراض ترامب وطموح الجيران
يرى أندرو زيمبالست، أستاذ الاقتصاد في كلية سميث ومؤلف كتاب سيرك ماكسيموس، أنالرئيس ترامب يسعى إلى استغلال البطولات الرياضية الكبرى لتعزيز صورته الدولية. ويقول في حديث لـDW:
الرئيس دونالد ترامب ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو صورة من: Francis Chung/POLITICO/ABACA/picture alliance
"يظهر ترامب استعدادًا لتقديم استثناءات حين يتعرض لضغط سياسي، كما أنه من عشاق الرياضة، وهذا يجعله حريصًا على التواجد في قلب الأحداث خلال كأس العالم للأندية وكأس العالم 2026".
لكن زيمبالست يشير إلى أن سلوك الرئيس الأميركي لا يمكن التنبؤ به، ما يزيد من الغموض المحيط بالتحضيرات. ويضيف: "لا أحد يعرف على وجه اليقين كيف سيتصرف ترامب، وهذا بحد ذاته مصدر قلق". ورغم الهجمات السياسية التي استهدفت كندا والمكسيك في السابق على خلفية خلافات تجارية ، فإن زيمبالست لا يتوقع تأثيرًا كبيرًا لذلك على البطولة، مرجعًا ذلك إلى قوة الطلب الجماهيري.
ويؤكد أن القيادات الجديدة في البلدين، كلوديا شينباوم في المكسيك ومارك كارني في كندا، تمتلك من الكفاءة والدعم الشعبي ما يؤهلها لمواجهة ضغوط ترامب. ويضيف: "كلاهما يتمتع بالاستقلالية والحنكة، ولن يكون من السهل التأثير عليهما".
مشجعون من المكسيك في كاس العالم 2025 بقطر صورة من: HANNAH MCKAY/REUTERS
الجمهور المكسيكي بين الحماسة والقلق
ورغم شغف الجماهير المكسيكية بكرة القدم، فإن كثيرين بدأوا يعبرون عن ترددهم في السفر إلى الولايات المتحدة لحضور مباريات بطولة كأس العالم 2026. يقول ألان، أحد مشجعي نادي باتشوكا، في حديث مع DW: "لا أخاف من الذهاب إلى أميركا، لكن الأمر أشبه بزيارة منزل لا يرحب بك".
ويشكو آخرون من تأخير كبير في معالجة طلبات التأشيرة، إذ تستغرق الإجراءات في بعض الحالات أكثر من عامين، ما يحول دون قدرتهم على دعم فرقهم في البطولات الدولية. يقول المشجع أكسل: "المواعيد تأجلت، ثم جاءت تصريحات ترامب ضد المكسيكيين، وهذا ما زاد الأمور تعقيدًا".
ورغم التوقعات بأن تكون كأس العالم أكثر جذبًا من بطولة الأندية، فإن الأثر النفسي والسياسي يبدو حاضرًا بقوة. "سأشعر بعدم الارتياح وسط هذا الكم من الإجراءات الأمنية والوجود المكثف للشرطة وكل ما يرتبط بالحكومة الأميركية في تلك المناطق"، يضيف أكسل بامتعاض.
كندا والمكسيك.. صمود سياسي محسوب
أما في كندا، فقد وصل التوتر السياسي مع إدارة ترامب إلى ملاعب الرياضة، حيث تعرض النشيد الوطني الأميركي لصيحات استهجان خلال مباريات هوكي الجليد مؤخرًا. ويُنظر إلى فوز مارك كارني برئاسة الحكومة الكندية على أنه رسالة واضحة برفض تبعية بلاده لأي أجندة أميركية، خاصة بعد تصريحاته التي انتقد فيها سعي ترامب لتحويل كندا إلى "الولاية الحادية والخمسين".
كرة القدم في مواجهة السياسة
ورغم أن اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني في مايو/ أيار الماضي كان وديا إلى حد ما، إلا أن الخلافات لم تحل بالكامل، إذ وجه كارني رسالة مباشرة إلى الرئيس الأميركي خلال لقاء وُصف بالودي، قائلاً إن لقاءاته مع قادة كندا خلال الحملة الانتخابية عززت قناعة واحدة: "كندا ليست للبيع، ولن تكون كذلك أبدًا".
ومع اقتراب موعد كأس العالم، لم يعد انتظار نتائج التصفيات وحده يشغل المتابعين. أصبح المزاج السياسي عاملاً لا يقل أهمية، في ظل تقلبات قد تلقي بظلالها على التحضيرات ومسار البطولة.
ولم يستبعد الخبير الاقتصادي أندرو زيمبالست صدور تهديدات غير متوقعة من واشنطن، إذا اصطدمت إدارة ترامب بمواقف حازمة من المكسيك. "إذا اتخذت شينباوم موقفًا أكثر تشددًا مما يرغبه ترامب، أو تحدت بعض قراراته المرتبطة بالهجرة، فقد يلوّح بمنع مشاركة المكسيك أو عرقلة بعض جوانب البطولة. لكنني لا أرجح تنفيذ مثل هذه التهديدات" يقول زيمبالست.
أعدته للعربية: نور عبد الله
تحرير: عادل الشروعات
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


DW
منذ 2 ساعات
- DW
تشييع قادة وعلماء بطهران وترامب ينفي دعم نووي إيراني سلمي – DW – 2025/6/28
بدأ في طهران تشييع قادة عسكريين وعلماء نوويين قُتلوا خلال الحرب مع إسرائيل وسط غموض حيال مشاركة المرشد علي خامنئي. تزامن هذا مع نفي ترامب دعم برنامج نووي إيراني سلمي. انطلقت صباح السبت (28 يونيو/حزيران 2025) في إيران مراسم تشييع رسمية لستين من القادة العسكريين والعلماء النوويين الذين قتلوا في ضربات إسرائيلية خلال حرب الاثني عشر يوما بين البلدين. وأعلن التلفزيون الرسمي في الساعة الثامنة (4,30 بتوقيت غرينتش) "بدأت رسمياً مراسم التشييع، بينما ظهرت في المشاهد نعوش ملفوفة بالعلم الإيراني وعليها صور القادة القتلى باللباس العسكري. وانطلق الموكب من ساحة انقلاب ("الثورة" بالفارسية) وسط طهران متوجهاً إلى ساحة آزادي ("الحرية") التي تبعد 11 كلم ويتوسطها برج ضخم يعد من أبرز معالم العاصمة. ويشارك الرئيس مسعود بزشكيان في المراسم، بحسب مشاهد التلفزيون التي أظهرت كذلك قائد فيلق القدس الموكل العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني العميد إسماعيل قاآني. كما ظهر على شمخاني أحد مستشاري المرشد الأعلى علي خامنئي، وهو يمسك عصا بعدما أصيب في ضربة إسرائيلية. وتجمع آلاف الإيرانيين في الشوارع حاملين أعلام الجمهورية الإسلامية وسط أغلاق العديد من الإدارات والمتاجر. وأسفرت الضربات الأولى عن مقتل قادة عسكريين أبرزهم رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي وأمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية في الحرس المسؤولة عن المسيّرات والقدرات الصاروخية. وتضم قائمة التشييع السبت ما لا يقل عن 30 من الضباط الكبار. ومن بين العلماء النوويين، سيتم تشييع محمد مهندي طهرانجي وزوجته. وعادة ما يؤمّ المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي صلاة الجنازة على الشخصيات الكبيرة في إيران. لكن السلطات لم تعلن بعد ما اذا كان سيقوم بذلك. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video وتأتي مراسم التشييع في اليوم الخامس لوقف إطلاق نار بين إيران وإسرائيل. تزامن هذا مع نفي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقارير إعلامية ذكرت أن إدارته بحثت إمكانية مساعدة إيران في الحصول على ما يصل إلى 30 مليار دولار لبناء برنامج نووي مدني لتوليد الطاقة. كانت شبكة (سي.إن.إن) وشبكة (إن.بي.سي نيوز) قد ذكرتا أن إدارة ترامب ناقشت في الأيام القليلة الماضية إمكانية تقديم حوافز اقتصادية لإيران مقابل وقف حكومتها تخصيب اليورانيوم. ونقلت (سي.إن.إن) عن مسؤولين قولهم إنه تم طرح عدة مقترحات لكنها كانت أولية. وكتب ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال "من هو الكاذب في إعلام الأخبار الزائفة الذي يقول إن 'الرئيس ترامب يريد أن يعطي إيران 30 مليار دولار لبناء منشآت نووية غير عسكرية'. لم أسمع يوماً عن هذه الفكرة السخيفة" واصفاً التقارير بأنها "خدعة". وأجرت الولايات المتحدة وإيران منذ أبريل/ نيسان الماضي محادثاتغير مباشرة بهدف إيجاد حل دبلوماسي جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني. وتقول طهران إن برنامجها سلمي، بينما تقول واشنطن إنها تريد ضمان عدم قدرة إيران على صنع سلاح نووي. تحرير: خ. س


DW
منذ 15 ساعات
- DW
متوعدا إيران.. ترامب لخامنئي: أنقذتك من "موت قبيح ومهين" – DW – 2025/6/27
ردا على خامنئي الذي قلل من أثر الضربات الأمريكية على مواقع إيران النووية قال ترامب مخاطبا إياه: "لقد هُزمت شرّ هزيمة"، مؤكدا وقف تخفيف العقوبات عن طهران، وأنه قد يجدد قصف إيران عند اللزوم. قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة (27 يونيو/حزيران)، إنه أوقف على الفور العمل على تخفيف العقوبات عن إيران بعد أن قال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إن بلاده حققت انتصارا على الولايات المتحدة. وقال ترامب في منشور على تروث سوشيال "خلال الأيام القليلة الماضية، كنت أعمل على إمكانية رفع العقوبات، وأمور أخرى، كان من شأنها أن تمنح إيران فرصة أفضل بكثير للتعافي الكامل والسريع والشامل". وأضاف: "تلقيت بيانا مليئا بالغضب والكراهية والاشمئزاز، فتخليت فورا عن جميع أعمال تخفيف العقوبات، وغيرها". وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة إنه منع اغتيال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، مهاجما إياه لقوله إن طهران انتصرت في الحرب مع إسرائيل. وأورد ترامب في منشور على منصة تروث سوشال: "لقد أنقذته من موت قبيح ومهين للغاية"، مضيفا أنه أوقف العمل على تخفيف العقوبات على إيران بعد تصريحات خامنئي. وقال ترامب اليوم إنه سيفكر في قصف إيران مجددا إذا كانت طهران تخصب اليورانيوم إلى مستوى يُقلق الولايات المتحدة، وأيد عمليات تفتيش المواقع النووية الإيرانية التي تم قصفها. وردا على سؤال حول إمكانية قصف مواقع نووية إيرانية جديدة في وقت ما إذا لزم الأمر، قال ترامب: "بالتأكيد، دون أدنى شك". وأوضح ترامب، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، أنه يعتزم الرد قريبا على تصريحات الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي، الذي قال إن إيران "صفعت أمريكا على وجهها" بشن هجوم على قاعدة أمريكية رئيسية في قطر عقب الغارة الأمريكية التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي. وقال ترامب إنه يرغب في أن يتمكن مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو مصدر آخر يحظى باحترام، من تفتيش المواقع النووية الإيرانية بعد قصفها مطلع الأسبوع. وأضاف أنه يعتقد أن المواقع "محيت"، رافضا أي إشارة بأن الأضرار التي لحقت بالمواقع لم تكن عميقة. لكنه قال إنه يؤيد زيارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمواقع التي تعرضت للقصف. وقال رئيس الوكالة رافائيل جروسي يوم الأربعاء إن ضمان استئناف عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة أولويته القصوى، إذ لم تجرِ أي عمليات تفتيش منذ أن بدأت إسرائيل القصف في 13 يونيو/حزيران 2025. لكن البرلمان الإيراني وافق يوم الأربعاء على خطوات لتعليق عمليات التفتيش. وأشار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم إلى أن طهران قد ترفض أي طلب من رئيس الوكالة لزيارة المواقع النووية الإيرانية. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video وقال ترامب إنه لا يعتقد أن إيران لا تزال ترغب في مواصلة السعي لامتلاك سلاح نووي بعد الغارات الأمريكية والإسرائيلية. وقال إن إيران ترغب في عقد اجتماع. وكان البيت الأبيض قد قال أمس إنه لم يتم تحديد أي اجتماع بين الولايات المتحدة ووفد إيراني بعد. وحرص دونالد ترامب الجمعة على الرد على المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، الذي قلل الخميس من أثر الضربات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية، وخاطبه قائلا "لقد هزمت شرّ هزيمة". وقال الرئيس الأمريكي خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض متوجها إلى خامنئي: "أَصغِ إلي. أنت رجل يتحلى بإيمان عظيم، رجل يحظى باحترام كبير في هذا البلد. عليك أن تقول الحقيقة، لقد هزمت شرّ هزيمة. إسرائيل أيضا تعرضت لضربات كبيرة. لقد تعرضتا (إسرائيل وإيران) معا لضربات كبيرة". وأضاف معلقا على وقف إطلاق النار الذي أعلن الأربعاء بين إسرائيل وإيران: "كانت اللحظة المناسبة لإنهاء" الحرب.


DW
منذ 17 ساعات
- DW
ممتدحا ترامب..بوتين يلمح للتفاهم مع أوكرانيا ويقر بضرر الحرب – DW – 2025/6/27
أكد بوتين تناقض خطة السلام الروسية ونظيرتها الأوكرانية لكنه ذكر أن هدف التفاوض "إيجاد أرضية تفاهم". وأقر في تصريح نادر بتأثير الإنفاق العسكري على اقتصاد روسيا ومدح ما وصفه بـ"شجاعة" ترامب. لاحظ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن المذكرتين اللتين يُفترض أن تتضمنا رؤية كل من روسيا وأوكرانيا حول سبل تسوية النزاع أدرجت فيهما مقترحات "متناقضة تماما". وقال بوتين خلال مؤتمر صحافي على هامش قمة إقليمية في مينسك: "ليس في الأمر مفاجأة (...) إنهما مذكرتان متناقضتان تماما. ولكن يتم إجراء المفاوضات تحديدا بهدف إيجاد أرضية تفاهم". وأوضح أن المفاوضين الروس والأوكرانيين "على تواصل دائم"، وخصوصا للتفاهم على مكان وموعد جولة ثالثة من المفاوضات المباشرة، بعد جولتي 16 مايو/أيار و2 يونيو/حزيران 2025 في اسطنبول. وصرح بوتين للصحافيين "توافقنا على مواصلة اتصالاتنا بعد استعادة جثث جنودنا القتلى". وأضاف: "بعد انتهاء هذه المرحلة، سنعقد جولة مفاوضات ثالثة. نحن مستعدون لذلك"، لافتا إلى أن إسطنبول قد تستضيف هذه الجولة مجددا. من جهة أخرى أقر بوتين في موقف نادر بأن الزيادة الهائلة في نفقات الدفاع التي بلغت "6,3 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي" هذا العام هي سبب التضخم في روسيا الذي لا يزال يناهز عشرة في المئة. وأكد ان الإنفاق العسكري "كبير"، مضيفا "دفعنا ثمن ذلك في التضخم، لكننا نتصدى حاليا لارتفاع الأسعار". من جانبه أعلن حاكم منطقة دنيبروبيتروفسك في وسط شرق أوكرانيا مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة 23 آخرين الجمعة، أربعة منهم في حال خطيرة، في غارة جوية روسية على مدينة سامار. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video وجاءت هذه الضربة الروسية الجديدة بعد يومين من تأكيد الرئيس فولوديمير زيلينسكي لنظيره الأمريكي دونالد ترامب، على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي، أنه "مستعد" لشراء أنظمة دفاع جوي أمريكية من طراز باتريوت، وهي ضرورية لإحباط القصف الروسي. لكن ترامب قال للصحافيين إنه "سيرى إنْ كان بوسعنا توفير بعضها"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة "تحتاج أيضا" إلى هذه الأنظمة الشديدة الدقة. وأكد الرئيس الروسي أنه يكن "احتراما عميقا" لنظيره الأمريكي دونالد ترامب، واصفا إياه بأنه "شجاع". وأبدى "تقديره لرغبة (ترامب) الصادقة في إيجاد حل" للنزاع في أوكرانيا. وقال بوتين: "بفضل الرئيس ترامب، بدأت العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة تتوازن عند بعض المسائل. لم تتم تسوية كل شيء في مجال العلاقات الدبلوماسية، ولكن تم اتخاذ الخطوات الأولى". ولم تحقق هذه المفاوضات الأولى بين موسكو وكييف منذ ربيع 2022، تقدما كبيرا. لكن كل طرف قدم إلى الآخر في بداية يونيو/ حزيران 2025 مذكرة هي بمثابة خطة للتوصل الى اتفاق سلام بعد أكثر من ثلاثة أعوام من الغزو الروسي لأوكرانيا. ولا تزال اوكرانيا تطالب بانسحاب الجيش الروسي من خمس مناطق يحتلها جزئيا أو كليا، في حين تريد روسيا أن تتراجع كييف عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وتقر لها بالسيطرة على تلك الأراضي. وفي الأسابيع الأخيرة تمثل التقدم الوحيد في تبادل أسرى حرب وجثث أشخاص قتلوا عند الجبهة، معظمهم جنود.