
الطوابع.. قيمة تاريخية وهواية صاعدة
فلا يقدم المعرض تاريخ الدولة فقط، بل يكشف عن أهمية المقتنيات ذات القيمة التاريخية، التي هي بين أيدي الهواة من جامعي الطوابع، الشغوفين بهوايتهم، كما يظهر أهمية الاهتمام الشخصي بهذا التاريخ، وضرورة وجود هيئات تنظم التعامل مع هذه الكنوز الوطنية، وهذا واحد من أسباب تأسيس جمعية الإمارات لهواة الطوابع. «البيان» واكبت المعرض، واستطلعت آراء المشاركين والمهتمين حول هذه الفعالية، وحول حاضر ومستقبل هواية جمع الطوابع.
وثائق حضارية
أكد عبدالله بن جاسم المطيري عضو الجمعيتين الملكية البريطانية والأمريكية للمنمنمات، أحد أبرز جامعي الطوابع والعملات في الدولة، أنه بدأ هوايته عندما كان في الثالثة عشرة من عمره، أي قبل أكثر من خمسين عاماً، وأن الطوابع بالنسبة له تعد واحدة من أهم الوثائق الحضارية، وأنها السفير الحضاري للأمم والشعوب، والطابع الذي ينتقل من بلدك إلى بلدان أخرى هو دعوة للتعارف الحضاري.
ويرى المطيري أن الطوابع لا تفقد أهميتها التاريخية والحضارية مهما مر عليها الزمن، بالعكس تزيد قيمة بمرور الزمن، وقال: «من وجهة نظري وإن كان للكتاب أهميته الفائقة، إلا أن الطوابع لها سحرها الخاص، مثلاً، طوابع دبي في العام 1963، وطوابع الشارقة في أكتوبر العام 1963، وفي ذلك الوقت من كان يعرفنا في العالم؟ لذا جاءت هذه الطوابع لتعرِّف بنا، ومن هنا يمكن القول إن هذا الطابع الصغير هو إعلان وجود كبير، لذا أتمنى من العائلات الاهتمام بهواية جمع الطوابع، وكذلك الاهتمام بالهواية الرديفة التي هي جمع العملات، فهي هوايات تثري ثقافة الأجيال وتعلمهم تاريخهم».
وأضاف: «من يريد الفائدة المادية يمكن للطوابع أن توفر له ذلك، حيث إن بعضها كانت قيمته تقريباً درهمين وربع درهم، أما الآن فيزيد عن 8 آلاف درهم.
وهناك الطوابع من فئة الإصدار المحدود، التي صدرت في مناسبات خاصة كلها تزيد قيمتها كلما زادت ندرتها». وتابع: «من يريد الهواية مثلي وجمع الطوابع بغير هدف بيعها بل لإبقائها لأبنائي وللأجيال القادمة فإن هذه الهواية بكل تأكيد تقدم ذلك في مشاعر مختلطة بين الفخر والصبر على البحث والانتظار للحصول على المطلوب، والإمكانيات التي تمكن من شراء هذه الطوابع وخاصة النادرة وذات الإصدارات المحدودة».
قراءة التاريخ
من جهته أوضح عمر محمد عضو جمعية الإمارات لهواة الطوابع أنه بدأ هوايته هذه منذ الصغر، ورغم أنه توقف عنها في فترة الدراسة، إلا أنه عاد إلى الشغف بجمع الطوابع، بعد ذلك وتحديداً منذ العام 1996، ولم يتوقف عن ذلك إلى اليوم، حيث تركز اهتمامه منذ البداية على الطوابع الإماراتية التي تتيح قراءة التاريخ.
وأضاف: «لا تزال هناك إصدارات للطوابع فالإدارات البريدية لم تكف عن إصدارها حتى بالرغم من تراجع التراسل البريدي، إضافة إلى أن عالم الإنترنت انخرط في عرض الطوابع، وهناك الكثير من المواقع الكبيرة التي توفر منصات لبيع الطوابع، أو حتى تبادلها».
وأردف: «لا أجمع الطوابع بهدف استثماري فشغفي هو في جمعها، ولم يحدث أنني بعت شيئاً من الطوابع التي أجمعها، وبالنسبة لي فإن ما أحصل عليه من هذه الهواية هو أهم من العوائد المالية، فهي هواية تعلم الإنسان الصبر، والمثابرة، والدقة في ترتيب الأمور الحياتية، والكثير الكثير سوى ذلك».
وأشار إلى أن قيمة الطوابع تتحدد بالعادة وفق مبدأ الندرة، والعرض والطلب، كما أن هناك طوابع استثنائية، مثل الطوابع التي تحصل أخطاء في تصميمها وطباعتها، فهي تكون نادرة بالعادة، لذا ترتفع قيمتها.
من جهته، أكد جامع الطوابع الصيني علي وانغ أنه بدأ بجمع الطوابع منذ العام 1984، بينما بدأ اهتمامه بالطوابع الإماراتية منذ التسعينيات، حينما توقف في دبي خلال رحلة له، واشترى أول الطوابع الإماراتية من مكتب البريد في منطقة الكرامة، ومع إقامته في دبي واصل هذا الشغف، حتى كوّن مجموعة كاملة تشمل كل الطوابع الإماراتية، من الإصدار الأول في العام 1973 وحتى اليوم.
وقال علي وانغ الذي درس العربية في بلاده ويتحدثها بطلاقة: «ثابرت منذ استقراري في دبي على تكوين مجموعتي الإماراتية من الطوابع، وكنت أحرص على كتابة المقالات عنها في الصحف الصينية، والطوابع رغم حجمها الصغير إلا أنها عالم واسع، عالم موسوعي، ولا يمكن حصر الفوائد التي تعود على ممارسيها، فمن يظن أن هواية جمع الطوابع مجرد أمر للتسلية، هو واهم وبالتأكيد لم يجرب أن يدخل هذا العالم المذهل. إنها تعرف الإنسان بالتطور الحضاري، والبصمة التراثية للشعوب والأمم، ما لا يمكن حتى للكتب أن تقدمه».
وأردف: «لا أبيع الطوابع فهدفي وشغفي هو الجمع لا الاستثمار، ولكنني أتبادل مع زملاء الهواية بعض الطوابع، التي تتوافر لدي منها نسخ مكررة، أعطيهم مما لدي ويعطونني بالمقابل ما ينقصني، أما أغلى ما دفعت لقاء الطوابع الفردية هو نحو 300 دولار أمريكي، أما المجموعات فأسعارها أكبر من ذلك بكثير، إنها تعد بعشرات آلاف الدراهم».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 40 دقائق
- الإمارات اليوم
الإمارات تُنفذ أكبر مشروع لإمداد المياه المحلاة من مصر إلى جنوب قطاع غزة
أعلنت عملية "الفارس الشهم 3" الإماراتية عن بدء تنفيذ مشروع إنساني لإمداد المياه المحلاة من الجانب المصري إلى جنوب قطاع غزة، عبر خط ناقل جديد يُعد الأكبر من نوعه، في إطار التدخلات العاجلة لمعالجة الكارثة المائية التي تعصف بالقطاع المحاصر. خلال مؤتمر صحفي عُقد في مقر مصلحة مياه بلديات الساحل بمدينة دير البلح، أعلنت العملية عن إنشاء خط مياه ناقل 315 ملم وطول 6.7 كيلومتر، يربط بين محطة التحلية التي أنشأتها الإمارات في الجانب المصري، ومنطقة النزوح الواقعة بين محافظتي خانيونس ورفح. ويهدف المشروع إلى خدمة نحو 600 ألف نسمة من السكان المتضررين، بتوفير 15 لترًا من المياه المحلاة لكل فرد يوميًا، في ظل تدمير أكثر من 80% من مرافق المياه بفعل الأحداث الصعبة في قطاع غزة. وأكد شريف النيرب، المسؤول الإعلامي لعملية "الفارس الشهم 3" في قطاع غزة، أن "مشروع خط المياه الجديد ليس مجرد استجابة طارئة لأزمة العطش في غزة، بل هو امتداد لنهج إماراتي ثابت في دعم الشعب الفلسطيني، وخاصة في ظل الظروف الكارثية التي خلّفتها الحرب". وأضاف: "الإمارات كانت ولا تزال المساند الأول لغزة في مختلف القطاعات، بدءًا من إنشاء محطات تحلية المياه، مرورًا بتزويد المصلحة بصهاريج المياه، وحفر الآبار، وصيانة الشبكات، وانتهاءً بهذا المشروع الحيوي الذي يسعى لتأمين مياه الشرب للمناطق الأكثر تضررًا'. وأعرب المهندس عمر شتات نائب مدير عام مصلحة مياه بلديات الساحل للشؤون الفنية، عن شكره لدولة الإمارات، التي لم تتوانَ منذ اليوم الأول للحرب عن خدمة أهلنا في قطاع غزة، من خلال سلسلة مشاريع كبرى ودعم متواصل، ساهم في تسهيل عمل البلديات ومؤسسات المجتمع المحلي، وضمان وصول المياه وتحسين الخدمات الأساسية في ظل ظروف بالغة الصعوبة. وثمّن خليل أبو شمالة، ممثل المجتمع المدني في قطاع غزة، الدور الحيوي الذي تؤديه دولة الإمارات في دعم القطاع، مشيدًا بالمشاريع الإنسانية التي تنفذها ضمن عملية 'الفارس الشهم 3'، مؤكداً أن هذه المشاريع تمنح السكان فرصة حقيقية للحصول على مياه صحية وآمنة، ما يُعزز من قدرتهم على الصمود في وجه التحديات والأزمات المستمرة التي تعصف بالقطاع. ويُعد هذا المشروع حلقة جديدة ضمن سلسلة المبادرات التي أطلقتها عملية "الفارس الشهم 3" لمعالجة تداعيات انهيار البنية التحتية، خاصة في ملف المياه، وتواصل جهودها لتخفيف الكارثة الإنسانية وتعزيز صمود السكان.


صحيفة الخليج
منذ 3 ساعات
- صحيفة الخليج
«الشؤون الإسلامية» تطلق نظاماً جديداً لاختيار واعتماد حملات الحج
أعلنت «هيئة الشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة» عن إطلاق نظامٍ جديدٍ لاختيار الحملات المعتمدة للموسم القادم وفق معايير وشروطٍ محددةٍ تضمن تقديم الخدمات بصورةٍ حضاريةٍ مرضية لحجاج دولة الإمارات، في إطار استعداداتها لموسم حج 1447هـ / 2026م، وأكدت الهيئة أن هذا التحديث يأتي في سياق مبادراتها وحرصها على تطوير منظومة الحج وتعزيز روح التنافسية التي تساهم في جودة التنظيم والالتزام بالمواعيد المعتمدة في إجراءات الحج، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن داخل وخارج الدولة. ونظمت الهيئة مجلساً تنسيقياً مع حملات الحج والعمرة عرّفت خلاله أصحاب الحملات بالنظام الجديد الذي يستند إلى عدة شروطٍ ومعايير من أهمها نتائج تقييم الأداء في موسم الحج السابق 1446هـ - 2025م. وأوضحت الهيئة أن النظام المطور يهدف إلى اختيار أفضل الحملات التي تقدم خدماتٍ متميزةً وبرامج متنوعةً تراعي مختلف فئات الحجاج، مع ضمان التوازن بين الجودة والتكلفة، كما يركز النظام على القوة الإدارية للحملة وإمكانياتها المالية اللازمة لضمان قدرة الحملة على تنفيذ خدماتها وفق الجدول الزمني المعتمد لموسم حج 1447هـ - 2026م.


الإمارات اليوم
منذ 6 ساعات
- الإمارات اليوم
الإمارات تستضيف أول اختبار للكفاءة في اللغة اليابانية ديسمبر المقبل
أكدت سفارة اليابان في أبوظبي أن العلاقات الثقافية والتعليمية بين اليابان ودولة الإمارات العربية المتحدة شهدت تطورًا لافتًا في السنوات الأخيرة، مدفوعة بتنامي الاهتمام المشترك بالتبادل الأكاديمي وتعزيز فهم اللغة والثقافة. وذكر بيان للسفارة أن هذا التقارب قد انعكس في سلسلة من المبادرات النوعية التي هدفت إلى تعزيز حضور الثقافة واللغة اليابانية داخل المجتمع في الدولة، ما أسهم في ترسيخ جسور التفاهم والتواصل بين الشعبين. ولفت إلى أن أحد أبرز التطورات التي شهدتها هذه الشراكة المتنامية بين اليابان ودولة الإمارات، إدراج اختبار الكفاءة باللغة اليابانية (JLPT) داخل الدولة، مشيرا أنه في 18 يونيو 2025، وقّعت مؤسسة اليابان اتفاقية تعاون مع مركز التعليم المستمر (CEC) بجامعة الإمارات العربية المتحدة، تتيح بموجبها إجراء الاختبار رسميًا في مقر المركز بمدينة العين. ويعد هذا الإنجاز محطة مهمة في مسار دعم متعلمي اللغة اليابانية في الدولة، إذ يمنحهم فرصة معترفًا بها دوليًا لتقييم كفاءتهم اللغوية والحصول على شهادات موثوقة ومعتمدة . وقال بيان السفارة إنه من المرتقب أن يُعقد أول اختبار داخل الدولة بتاريخ 7 ديسمبر 2025، وذلك في مركز التعليم المستمر (CEC) بمدينة العين، وستكون فترة استقبال الطلبات متاحة من 15 يوليو وحتى 15 أغسطس 2025. وللحصول على مزيد من المعلومات والتفاصيل، يُنصح بمتابعة حسابات مركز التعليم المستمر (CEC) وسفارة اليابان عبر منصات التواصل الاجتماعي . وأكدت السفارة أن أهمية هذه المبادرة لا تقتصر على دعم الطموحات الأكاديمية لمتعلمي اللغة اليابانية في دولة الإمارات فحسب، بل تُجسّد أيضًا عمق التعاون التعليمي المتنامي بين البلدين، وتشكل تقدمًا جديدًا في مسار التبادل الثقافي وتعليم اللغة. كما تفتح هذه الخطوة آفاقًا متميزة أمام الدارسين للتواصل بشكل أوسع وأوثق مع اليابان، وتعزيز الروابط الثقافية والمعرفية بين البلدين .