"نوكيا" تطور إنترنت "واي فاي" و"4G" للعمل على سطح القمر
ورغم الصعوبات، يؤكد المسؤولون عن المهمة أنهم على الطريق الصحيح لتحقيق هذا الهدف، ففي غضون السنوات القليلة القادمة، لدى "ناسا" خطط طموحة لإرسال رواد فضاء إلى القطب الجنوبي للقمر، وبمجرد وصولهم، سيحتاج الرواد إلى وسيلة للتواصل فيما بينهم ومع فرق المراقبة على الأرض.
وفي عام 2023، أعلنت شركة "نوكيا" أنها ستتولى مهمة نقل شبكة الجيل الرابع 4G إلى القمر، بالتعاون مع شركتي "سبيس إكس" و"إنتويتيف ماشينز". وكشفت الشركة آنذاك عن خططها لإطلاق محطة بث مجهزة بهوائي، ومركبة هبوط قمرية، وعربة جوالة تعمل بالطاقة الشمسية. وشرحت "نوكيا" بالتفصيل استراتيجيتها للتغلب على التحديات المتعددة المرتبطة بإنشاء شبكة اتصالات على القمر.
وتتعدد العقبات التي تواجه هذه المهمة الطموحة، وأبرزها:
-tالظروف البيئية القاسية: يتميز سطح القمر بدرجات حرارة شديدة الانخفاض وطبقات من الغبار القمري، مما يجعل تأسيس اتصال قوي ومستقر أمراً بالغ الصعوبة.
-tنقل المعدات الدقيقة: تتطلب الشبكة مجموعة واسعة من المعدات، بعضها حساس للغاية، ويجب ضمان وصولها إلى القمر سليمة دون ضرر خلال رحلة محفوفة بالمخاطر.
-tالصيانة الذاتية للأجهزة: يجب أن تكون المعدات قادرة على إصلاح أي أعطال قد تطرأ ذاتيًا، مما يجعلها أكثر تعقيداً من نظيراتها المستخدمة على الأرض.
-tكفاءة استهلاك الطاقة: من الضروري أن يكون استهلاك الشبكة للطاقة في حده الأدنى، حيث ستعتمد كليًا على الطاقة الشمسية والبطاريات كمصدر للطاقة.
ووفقاً لـ"بي بي سي" بمجرد أن تؤسس "نوكيا" الشبكة على القمر، سيستخدمها رواد فضاء "ناسا" خلال مهمات "أرتميس".
ونقلاً عن الموقع الرسمي للوكالة، فإن الهدف الأسمى لهذه المهمات هو بناء معسكر قاعدة على سطح القمر. وسيتم إرسال محطة فضائية تُعرف باسم "غيتواي" (Gateway) لتدور حول القمر بشكل دائم، لتكون بمثابة نقطة عبور لرواد الفضاء إلى السطح. وحسب الجدول الزمني الحالي، تخطط "ناسا" لوضع رواد الفضاء في مدار حول القمر هذا العام، على أن يهبط الطاقم على سطحه في عام 2026، وفقا للبيان.
ولكن، ما هي استخدامات هذه الشبكة؟ بشكل أساسي، ستكون وسيلة للاتصال. فمن الضروري أن يمتلك رواد الفضاء وسيلة موثوقة للتواصل فيما بينهم على سطح القمر، ومع فرق الدعم على الأرض. ووفقاً لمات كوسبي، كبير مسؤولي التكنولوجيا في محطة "غونهيلي" الأرضية بالمملكة المتحدة، يمكننا أن نتوقع استقبال بث مرئي بدقة 4K من القمر في الوقت الفعلي تقريباً. ومن المتوقع أن يصل حجم البيانات المرسلة إلى الأرض إلى 500 ميغابت في الثانية، مما يعني أن جودة الصور ستكون أفضل بنحو 10 مرات مما كانت عليه في عام 1969.
ويعد القطب الجنوبي للقمر إحدى المناطق الرئيسية التي يحرص رواد "أرتميس" على استكشافها، وذلك لأسباب عدة، أهمها اعتقاد العلماء بأنه قد يكون كنزاً دفيناً من الجليد القمري. وإذا ثبت وجود كميات وفيرة من الجليد هناك، فقد يكون لذلك تداعيات بعيدة المدى على مستقبل المهمات القمرية.
إلا أن هذا القطب، بفوهاته الشاسعة، يعد أيضاً من أصعب المناطق لتأسيس اتصال "واي فاي" مستقر. وحده الزمن كفيل بأن يكشف ما إذا كان العلماء سينجحون في بناء شبكة اتصالات على هذه التضاريس المليئة بالتحديات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 3 ساعات
- عمون
مرصد ناسا يوثق ظاهرتين فلكيتين فريدتين في يوم واحد
عمون - شهد مرصد ديناميكا الشمس التابع لناسا (SDO) ظاهرة فريدة من نوعها يوم 25 يوليو الماضي، حيث رصد عبور القمر أمام قرص الشمس متبوعا بخسوف أرضي في نفس اليوم. وهذه الظاهرة النادرة التي تجمع بين حدثين سماويين متميزين تقدم لنا لمحة رائعة عن دقة الحركات الفلكية وتفاعلاتها المعقدة. وبدأت هذه السلسلة الفلكية المثيرة في الساعة 2:45 صباحا بالتوقيت العالمي، عندما حجب القمر 62% من قرص الشمس لمدة 50 دقيقة، من منظور المركبة الفضائية، وهو أكبر حجب شهدته المركبة منذ أبريل الماضي. وما يجعل هذا المشهد أكثر إثارة هو الحواف الحادة والمحددة بوضوح لظل القمر، وذلك بسبب انعدام الغلاف الجوي على سطح القمر الذي عادة ما يعمل على تشتيت الضوء. وبعد ثلاث ساعات فقط من انتهاء العبور القمري، وتحديدا عند الساعة 6:30 صباحا بالتوقيت العالمي، بدأت المرحلة الثانية من هذه الظاهرة الفلكية المزدوجة. وهذه المرة، كانت الأرض هي التي حجبت الشمس بالكامل عن مرصد ديناميكا الشمس. وعلى عكس الظل الحاد للقمر، ظهر ظل الأرض ضبابيا ومشتتا بسبب تأثير الغلاف الجوي الأرضي الذي يعمل على امتصاص وتشتيت أشعة الشمس. واستمر هذا الخسوف الأرضي حتى الساعة 8:00 صباحا تقريبا. يذكر أن مرصد ديناميكا الشمس الذي أطلق في فبراير 2010، يدور حول الأرض في مدار متزامن مصمم بعناية للحفاظ على رؤية مستمرة للشمس. ويتميز هذا المدار بميلان محسوب بدقة يقلل من فترات انقطاع الرؤية، مع ذلك فإنه يمر بفترتين في السنة - تستمر كل منهما نحو ثلاثة أسابيع - تشهد حجب الأرض لرؤية المرصد للشمس لفترات قصيرة يوميا. وهذه ليست المرة الأولى التي يشهد فيها المرصد مثل هذه الظاهرة المزدوجة. ففي عامي 2015 و2016، رصد المرصد ما يمكن تسميته بـ"الخسوف المزدوج"، حيث حجبت كل من الأرض والقمر الشمس في نفس الوقت من وجهة نظر المركبة الفضائية، ما خلق مشهدا فلكيا نادرا ومذهلا. وبينما يتمكن مرصد ديناميكا الشمس من رصد مثل هذه الظواهر الفريدة من مداره حول الأرض، فإن مراقبي السماء على سطح الأرض ينتظرون الفرصة القادمة لمشاهدة كسوف شمسي. ففي 21 سبتمبر القادم، سيكون سكان نيوزيلندا وأجزاء من أستراليا على موعد مع كسوف شمسي جزئي، بينما سيحظى سكان مناطق من غرينلاند وآيسلندا وروسيا وإسبانيا والبرتغال بفرصة مشاهدة كسوف شمسي كلي في 12 أغسطس 2026. وهذه الأحداث الفلكية لا تقدم فقط مشاهد خلابة، بل توفر أيضا فرصا ثمينة للعلماء لدراسة التفاعلات بين الأجرام السماوية وفهم ديناميكيات النظام الشمسي بشكل أعمق. لايف ساينس

عمون
منذ 5 ساعات
- عمون
ثورة في التعليم: ChatGPT يطلق "وضع الدراسة" الجديد
عمون - في خطوة جريئة نحو إعادة تعريف دور الذكاء الاصطناعي في التعليم، كشفت شركة OpenAI عن ميزة جديدة ومبتكرة ضمن روبوتها الشهير ChatGPT، وهي "وضع الدراسة" (Study Mode). تهدف هذه الميزة إلى تحويل تجربة التعلم من مجرد الحصول على إجابات جاهزة إلى رحلة تفاعلية خطوة بخطوة، تُمكّن المستخدمين من فهم المشكلات بعمق وتعزيز التفكير النقدي. "وضع الدراسة": أداة تعليمية متكاملة بدأ إطلاق "وضع الدراسة" اليوم لمستخدمي ChatGPT ذوي الحسابات المجانية، والمشتركين في خطط "بلس" و"برو" و"فرق العمل"، ومن المقرر أن يصل إلى مستخدمي الخطة التعليمية "ChatGPT Edu" خلال الأسابيع القادمة. ما الذي يقدمه هذا الوضع الجديد؟ الاستجواب السقراطي والتفكير النقدي: يتيح للمستخدمين إنشاء أسئلة وطلبات تفاعلية تعتمد على أسلوب الاستجواب السقراطي، بالإضافة إلى تقديم تلميحات وأسئلة تأمل ذاتي تُساهم في تعزيز الفهم والتفكير النقدي. إجابات منظمة ومخصصة: تُقدم الإجابات ضمن أقسام منظمة وسهلة المتابعة، تُبرز الروابط بين الموضوعات المختلفة. كما يُخصص المحتوى التعليمي ليناسب مهارات المستخدم ومستوى ذاكرته، بناءً على المحادثات السابقة. اختبارات قصيرة ودعم التعلم: تدعم الميزة أيضًا تقديم اختبارات قصيرة لمساعدة المستخدمين على تقييم مدى فهمهم واستيعابهم للمعلومات. التزام OpenAI بتعزيز التعليم المسؤول تسعى OpenAI من خلال "وضع الدراسة" إلى تشجيع استخدام ChatGPT كأداة تعليمية فعالة، بدلًا من مجرد مصدر للإجابات المباشرة. ومع ذلك، يبقى تفعيل هذا الوضع اختياريًا، مما يتطلب تحفيزًا ذاتيًا من المستخدمين للاستفادة القصوى منه. أوضحت ليا بلسكي، نائبة رئيس الشركة لشؤون التعليم، أن OpenAI لا توفر حاليًا أدوات للآباء أو الإداريين لفرض استخدام "وضع الدراسة" على الطلاب. هذا يؤكد على نهج الشركة الذي يركز على تمكين المستخدمين بدلًا من التحكم بهم. تعتمد الميزة على تعليمات نظام مخصصة صُممت بالتعاون مع نخبة من المعلمين والعلماء وخبراء في علم أصول التدريس. هذا التعاون يضمن التطوير المستمر للميزة بناءً على ملاحظات الطلاب، حتى وإن أدى ذلك إلى بعض التباين أو الأخطاء الطفيفة أثناء المحادثات الأولية. رؤية مستقبلية ومنافسة متزايدة تخطط OpenAI مستقبلًا لإضافة مزايا أكثر تخصيصًا، مثل أدوات التصور البصري، وتحديد الأهداف عبر جلسات متعددة، وتحسين التفاعل بناءً على أنماط التعلم الفردية. يأتي هذا التحديث في خضم منافسة متزايدة في سوق أدوات الذكاء الاصطناعي التعليمية. فشركة Anthropic المنافسة أطلقت وضعًا مشابهًا يُعرف باسم "وضع التعلم" في مساعدها الذكي Claude خلال شهر أبريل الماضي. وبالتوازي، أعلنت جوجل أيضًا عن أدوات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي موجهة للطلاب ضمن وضع "AI Mode" في البحث، وميزة "الملخصات المرئية" في أداة NotebookLM، والتي تُنتج عروضًا تقديمية مدعومة بالتعليق الصوتي.

عمون
منذ 5 ساعات
- عمون
فوتوشوب يفتح آفاقًا جديدة للإبداع
عمون - كشفت شركة أدوبي عن تحديثات ضخمة لبرنامج فوتوشوب، مزودة إياه بمجموعة متطورة من مزايا الذكاء الاصطناعي التوليدي. هذه الميزات الجديدة تهدف إلى تمكين المستخدمين من تعديل الصور بسهولة واحترافية غير مسبوقة، بما في ذلك إضافة أو إزالة الأشخاص والعناصر بضغطة زر واحدة، وبطريقة تبدو طبيعية تمامًا. وقد بدأت هذه التحديثات في الإطلاق اليوم، لتُحدث نقلة نوعية في عالم تحرير الصور. أبرز المزايا الجديدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي: ميزة "Harmonize" للدمج السلس: هذه الأداة الذكية، المستوحاة من "Project Perfect Blend" الذي استعرضته أدوبي العام الماضي، تُعد نقطة تحول حقيقية. تعمل "Harmonize" على ضبط الألوان، والإضاءة، والظلال، والنغمة البصرية تلقائيًا عند دمج عنصر جديد في الصورة. هذا يضمن أن يبدو الدمج واقعيًا وسلسًا للغاية، حتى للمستخدمين الذين يفتقرون إلى مهارات متقدمة في تعديل الصور. تتوفر هذه الميزة حاليًا بنسخة تجريبية لمستخدمي فوتوشوب عبر الويب وسطح المكتب، بالإضافة إلى مستخدمي تطبيق فوتوشوب على هواتف آيفون وأجهزة آيباد. القيد الوحيد حاليًا هو ضرورة توفير الصور المراد دمجها من قبل المستخدم نفسه. تكبير الصور بدقة عالية (AI Upscaling): أطلقت أدوبي أداة جديدة لتكبير الصور تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تتيح تحسين دقة الصور المنخفضة الجودة حتى 8 ميجابكسل دون المساس بالتفاصيل. تهدف هذه الميزة إلى إحياء الصور القديمة أو تحسين جودة المحتوى البصري ليناسب الاستخدام عبر منصات متعددة. تحسينات جذرية لأداة إزالة العناصر: حصلت أداة إزالة العناصر من الصور على تحديث كبير يعزز دقة النتائج ويقلل من ظهور العناصر غير المرغوب فيها في الخلفية. كما أصبحت الأداة تتيح إزالة العنصر دون استبداله تلقائيًا، وهي مشكلة كانت تواجه المستخدمين سابقًا. التزام أدوبي بالشفافية والسلامة: بالرغم من قدرة فوتوشوب على إنشاء عناصر داخل الصور بناءً على أوامر نصية، والتي لم تكن نتائجها دائمًا تلبي التوقعات، تؤكد أدوبي أنها وضعت إجراءات أمان صارمة تمنع إنشاء محتوى غير لائق مثل التزييف العميق (deepfakes) للشخصيات العامة، أو الصور العنيفة أو الإباحية. ولتعزيز الشفافية، تدمج أدوبي ميزة "بيانات الاعتماد الرقمية للمحتوى Content Credentials" داخل الصور المعدلة. هذه الميزة توضح تاريخ التعديلات التي أُجريت على الصورة، مما يعزز الثقة في المحتوى البصري دون أن يكون ذلك بالضرورة وسيلة للمنع. يأتي هذا التطور في وقت تتزايد فيه قدرات الذكاء الاصطناعي في مجالات التصميم وإنشاء الصور ومقاطع الفيديو وتعديلها. بينما يعزز هذا التقدم الإبداع بشكل كبير، فإنه في الوقت نفسه يثير مخاوف تتعلق بالاستخدامات غير المشروعة لهذه الأدوات.