logo
من مسرح جدة.. «حلمي» يهنئ الهضبة على «ابتدينا»

من مسرح جدة.. «حلمي» يهنئ الهضبة على «ابتدينا»

عكاظمنذ 12 ساعات
على هامش عرض مسرحيته «بني آدم»، ضمن موسم جدة، حرص الفنان المصري أحمد حلمي على تهنئة الهضبة عمرو دياب، بعد طرحه ألبوم «ابتدينا».
وعقب انتهاء العرض، فاجأ أحمد حلمي الجمهور وزملاءه من على خشبة مسرح «جدة» بتشغيل أغنية «ابتدينا» من الألبوم الجديد للهضبة عمرو دياب، مُهدياً إيّاها للجمهور وزملائه المشاركين في المسرحيّة، وسط تفاعل كبير من الحضور.
وقال حلمي: «اسمحولي أنتهز الفرصة الحلوة دي مع الجمهور الحلو، حاجة صغيرة أوي عايز أبارك لواحد صاحبي على شغله الجديد، لو تسمحولي نبارك له سوا وأهديكم أغنية من أغانيه، هي مهداة ليكم ومهداة لزمايلي، ممكن تصوروا بفيديوهاتكم، مفيش مشكلة متخافوش أنا اللي بقولكم».
ليقوم حلمي بتشغيل أغنية «ابتدينا» لعمرو دياب، وبدأ في تصوير الجمهور وهو يحتفل بالألبوم قائلاً: «مبروك يا عمرو».
كما شارك بنشر الفيديو عبر حسابه الشخصي على موقع الصور والفيديوهات «إنستغرام»، معلقاً عليه قائلاً: «مبرووووك يا عمرو على الألبوم الخطيييير، دايماً حاضر معانا بباركلك أنا وكل البني آدمين».
ومن جانبه، حرص النجم عمرو دياب على توجيه الشكر لأحمد حلمي على هذه اللفتة؛ بإعادة نشر الفيديو عبر خاصية «ستوري»، بحسابه على «إنستغرام»، وكتب: «صاحبي النجم الكبير أحمد حلمي شكراً».
أخبار ذات صلة
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحروب... كأنها النشاط الأثير للإنسان منذ فجر وجوده
الحروب... كأنها النشاط الأثير للإنسان منذ فجر وجوده

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

الحروب... كأنها النشاط الأثير للإنسان منذ فجر وجوده

شرفة، وليلٌ أليل بقمر خجول على سماء المدينة، يشق صمتَه صوتُ نشراتِ أخبار الحروب الطاحنة الدائرة في الأركان الأربعة من الأرض، نشرات بكل اللغات. متسللة من كل نافذة، وشرفةٍ، وشقٍّ، ومنفذٍ، وكُوَّة، وحدبٍ وصوب. ابتسمتُ حين ارتجَّ صدى صوت فيروز العظيمة في ذاكرتي، يردد ببراءة وملائكية: (القمر بِيضَوّي عَ الناس... والناس بيتْقاتَلُو...!) ... وكما ترى، ها قد اندلعت الحروب الطاحنة تقريباً في كل مكان. - هل هي مفاجئة لأحد؟ - أبداً، فقد كانت في الحساب والحسبان، وكأنها النشاط الأثير للإنسان منذ فجر وجوده، وبداية الأزمان. لا يتوقف عنها إلا ليتهيأ لها ويعدّ لها ما استطاع من الوسائل الناجعة لسحق الآخر. لم تتوقف الحروب منذ كان القمر المتربّع على عرش السماء وحيداً، سلطاناً، ومعبوداً أحياناً. لم تكن تزاحمه بعدُ الأقمار الاصطناعية المعدنية الجديدة، التي لا تأفل، ولا تحتجب، ولا تغيب، ولا تتحول أهلة. أقمار ليست لرصد المناخ ومراقبة المحيطات فقط، بل للاستطلاع والاستخبارات. أقمار التجسس الإلكتروني، واعتراض المكالمات والرسائل وإشارات الرادارات. أقمار تحلل الأنظمة التكنولوجية لدول أخرى، وتتجسس على الهواتف والاتصالات العسكرية، وتراقب النشاط النووي، وتتتبع السفن والغواصات والطائرات. أقمار تسجل الحركات والأنفاس، وتتلصص على ما يدور في الأدمغة والصدور والبطون. أقمار آلية متوحشة بعيون يقظة، تضمر الغيظ، وترتب مناخ الحروب القديمة-المتجددة. ألم تبدأ حكاية البشر مع «الحرب» بقصة الفلاح قابيل الذي قتل أخاه راعي الغنم هابيل، منذ بداية البراءة والخبز الساخن، رمزاً للصراع الأول بين الخير والشر، والأنانية والتقوى، إذ اغتاظ قابيل لأن السماء اختارت قربان هابيل وأشاحت بزرقتها عن قربانه. دعاه: - تعال نخرج إلى الحقل يا أخي! «لَئِن بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ» ومع ذلك بسط يده وقتله، فلبس الإنسانُ لعنة السماء إلى الأبد: - «أين هابيل أخوك؟» - «أَحارسٌ أنا لأخي؟» - «دمُ أخيك صارخ إليّ من الأرض» ثم ماذا لو لم يأتِ الغرابُ الحكيم، معلمُ البشر الأولُ لطقوس الدفن، وزرع شاهدات قبور المقتولين، ليكتشفوا حرارة الدمع وحرقة العويل وربما الندم؟ لا شك... إنه أول تكوين لصلصال الحرب، وبداية شك البشرية في قيمة الحُبّ والأخوّة. فرُفعت جبال الحزن والوجع فوق أكتافها، إذ تبدى لها أن مساحة الأرض الشاسعة لا تكفي الإِخْوَةَ. إنها ليست مجرد قصة راجت في الأدبيات الدينية والروائية والفلسفية لتفسير نشأة العنف الإنساني وشرعية القتل، بين ظالم ومظلوم، بل إنها تأريخ لم تنقطع بعده أخبار حروب البشر منذ فجر التاريخ. تقاتلوا بقسوة، وغلفوا حروبهم - غالباً - برداء السماء يُشرْعِنُها، وآلهة أسطورية تُخاض باسمها المعارك، لترضى، وتصفح، وتمنح. تخبرنا بذلك (مسلة النسور - Stèle des vautours)، أقدم وثيقة حجرية سومرية، فلتت من عوامل الزمن، وترقد الآن بعينين مفتوحتين في متحف اللوفر تحت رقم AO16373، بقسم الآثار الشرقية القديمة، تُوثق لأول نموذج حرب سياسية - دينية، لمدينة «لَكش» ضد جارتها «أمّا»، معتبرة أن الأرض المتنازع عليها ملكٌ لإلهها «ننورتا»، وأن أي اعتداء عليها يعتبر تدنيساً دينياً وخيانة للآلهة. كل ذلك بسرد ديني - حربي، وبنصوص وصور، قادمة إلينا من منتصف الألف الثالث قبل الميلاد، ويبدو على أحد أوجه القطعة الأثرية الإله ننورتا وهو يحمل سلاحاً فوق جيش يقوده الملك «إيناتوم»، وتظهر النسور تلتهم جثث المهزومين. - هل تغير الأمر كثيراً أو قليلاً عبر الأزمنة؟ منذ زمن سومر وأگد، إلى آمون رع في مصر القديمة، ويهوه إسرائيل، وإندرا ڤرونا الهندية، والسماء «تيان» في الصين القديمة، والإله إيتزامنا - كوكولكان في حضارة المايا، إلى الحضارة الفارسية... هل تبدل الأمر، أم أن دار لقمان ظلت على حالها؟ وما فتئ التاريخ البشري يشهد العديد من الحروب التي تتخذ طابعاً دينياً، سواء بدوافع إيمانية مباشرة أو مغلّفة بخطاب الدين، الذي في جوهره - في كل الأديان الكبرى - يدعو إلى السلام والعدالة والرحمة، وغالباً ما تستخدمه يد السياسي كسلاح رمزي فتاك، وغطاء، أو مبرر في الصراعات السياسية، والاقتصادية، والقومية؟ لا... مع الأسف. فالحروب ذات الطابع الديني لم تنتهِ، بل تغيرت أشكالها وتلاعبت بها القوى السياسية، وتستمر النزاعات في العصر الحديث والمعاصر. فكان «القتال المقدسُ» الشبح الخلفيّ للحربين العالميتين. أفلم تُعلن الإمبراطورية العثمانية الجهاد ضد الحلفاء؟ وألم تستخدم بريطانيا وفرنسا رجال الدين لحشد الشعوب المستعمَرة؟ ألم تُبارك الكنائس في أوروبا الحرب في بدايتها، باعتبارها دفاعاً عن القيم المسيحية؟ والنازية، سيئة السمعة تلك، ألم تستخدم في حروبها عنصر الدين كواجهة، فكُتب على أحزمة الجنود شعار «الله معنا»، وتحدث هتلر عن «القدر الإلهي» في كتابه «كفاحي»، وحروب الهندوس والمسلمين التي لا تزال بؤرة توتر حتى اليوم؟ والحرب الأهلية ذات الطابع الديني - الطائفي في لبنان التي لم تندمل جراحها بعد، و«القاعدة» و«داعش» في العراق، و«بوكو حرام» في نيجيريا، والعنف البوذي ضد المسلمين في ميانمار، وموجة «الهندوتفا» في الهند، التي تشجع عودة الهندوسية وتصاعد خطاب يستهدف المسلمين والمسيحيين بوصفهم دخلاء؟ وهذا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الاستيطاني، هذه النكبة المتواصلة والنزيف المستمر. نعيش هذه الأيام العصيبة أمرّ فصوله وأبشعها، وأكثرها وحشية، تفجع العالمَ صورُ القتل الحي، والتشريد، والإبادة الجماعية. إنه الهولوكوست الصامت. ثم ماذا؟ حروب آلية قد تأتي غداً في صمت معدني - لا قدر الله - الذي باسمه ستشتعل، وتُفني مخلوقاتُه البشريةُ ما خلقه، بقنابل نووية، وذكاء اصطناعي قاتل، وروبوتات ميدانية، ودرونز انتحارية، وهجمات سيبرانية، وحروب فضاء، وقنابل جينية، وتشويش عصبي يخوض المعارك في وعي الإنسان، بفتك شامل، وبلا دماء تُرى، وانفجارات فيزيائية، تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ، ولا تبقي ولا تذر، كأنها شمس صغيرة لا تضيء الكون بل تحيل نوره إلى رماد. لكن... أيُعقل أن هذا الكوكب الذي خلقه الله، يعدمه صاروخٌ فيه من جينات شطط البشر؟ وهو الذي غرس نبتة الحب في بعض قلوب قاطنيه، وجعلها أقوى من البلوتونيوم، وأشد بقاءً من اليورانيوم المخصّب. وجعل البشر ناطقين، ومسح على ألسنتهم لغات رائعة وذات بيان، قد يفسُد العالم إذا ما فسدت، ويكاد يتفق الفلاسفة من أفلاطون إلى الجاحظ أن فساد اللغة مقدّمة لفساد العالم، في آثارهم عن البيان والسياسة، وأن أثر السيف يمحو أثر الكلام، كما غرّد جرير، أثيري بين الشعراء، عن إمكانية قوة البيان في مواجهة العنف: «سبقن كسْبَقِ السيف ما قال عاذله». ألا ترى... يا لهذا الكوكب الجميل، الذي يعج بموسيقى مكوّناته كلِّها، لا بد أن تذوي صفارة الإنذار، وتبكم أمام أغنية فيروز، علّها توقظ الضمائر: (القمر بِيضَوّي عَ الناس... والناس بيتْقاتَلُو...!) * كاتبة جزائرية.

نجمة تحجَّبت وأخرى خلعت
نجمة تحجَّبت وأخرى خلعت

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

نجمة تحجَّبت وأخرى خلعت

قبل بضعة أسابيع صرَّحت النجمة المصرية بأنها قررت ارتداء الحجاب، واعتزال الفن نهائياً، بوصفه حرام شرعاً، وأعلنت ندمها؛ لأنها انزلقت لهذا الطريق، ولم تكن المرة الأولى، ربما مرتين -أو ثلاث- ظلت فيهما متأرجحة، ترتدي أم تخلع (حبة فوق وحبة تحت)، بينما النجمة اللبنانية قررت أن تخلع الحجاب نهائياً والعودة مجدداً للفن بوصفه حلالًا بلالًا. الحرية الشخصية هي ما ينبغي أن نلتزم به. لا يوجد بيننا من يملك «ترمومتر» الصواب والخطأ، كل إنسان حر في اختياراته. في مصر، مطلع السبعينات، لو استعدتَ أشهر فيلم حقق نجاحاً جماهيرياً طاغياً في شباك التذاكر -وأعني به «خلِّي بالك من زوزو»، إخراج حسن الإمام وبطولة سعاد حسني- كانت سعاد تؤدي فيه دور الطالبة المثالية بالجامعة، وكانت تمارس السباحة والتمثيل والرقص والغناء، وتعيش في شارع «محمد علي»، وأمها أيضاً راقصة معتزلة، أدت دورها تحية كاريوكا. لمن لا يعرف «محمد علي»، هو الشارع الذي ارتبط من يقطنوه بممارسة الفن من غناء وعزف ورقص. السيناريو دافع عن حق الفتاة في اختيار ما يحلو لها، والمجتمع وقتئذٍ وقف إلى جانب سعاد حسني، وانحاز إلى موقفها، والدليل أن هذا الفيلم دخل تاريخ السينما بوصفه واحداً من أكثر الأفلام تحقيقاً للإيرادات طوال تاريخ السينما المصرية. والغريب أن القصة السينمائية لها خيط من الحقيقة، مع إضافات متعددة زرعها درامياً كاتب أغاني وحوار الفيلم الشاعر صلاح جاهين؛ حيث كانت بالفعل هناك صحافية بجريدة «الأهرام» العريقة وأمها راقصة معروفة، ولم يعترض أحد على تعيينها في المطبوعة الرسمية والسياسية الأولى بمصر، الكل تعامل معها فقط بوصفها صحافية، لا يعنيه مَن أمها وأين تعيش. بعد ذلك بدأنا نتابع واقعياً حكايات أخرى؛ بل إن سعاد حسني روت شيئاً مماثلاً حدث لها. هناك من طلب منها في مطلع التسعينات ارتداء الحجاب، وذلك في أثناء سفرها للعلاج في لندن، والمقابل: يتكفلون بمصاريف علاجها. إلا أن سعاد -رغم أن الدولة المصرية ممثلة في رئيس الوزراء، أوقفت صرف نفقات العلاج- سجَّلت لحساب إذاعة «بي بي سي» اللندنية مقاطع من رباعيات صلاح جاهين، واستطاعت دفع نفقاتها، وبالطبع لم تنتهِ حكاية سعاد حسني عند تلك الذروة. تناثرت بعدها حكايات عن انتحار وأخرى عن جريمة قتل. أنا أميل أكثر إلى أن سعاد انتحرت ولم تُقتل، وتلك حكاية أخرى. يظل السؤال عن الحجاب وممارسة الفن معضلة كثيراً ما نتابعها. لديكم -مثلاً- الفنانة حنان ترك؛ حاولت قبل أكثر من عشر سنوات أن تجمع بينهما، ثم اقتنعت بأنها لن تستطيع الإخلاص؛ سواء أكان للتمثيل أم للحجاب، ووجدت أن الاعتزال هو الحل. مؤخراً، تابعنا داخل ما نطلق عليهم مطربي «المهرجانات» في أعقاب رحيل أحد المطربين الشعبيين، وهم يتبادلون وصية شفهية للمطرب يطلب منهم حذف أغنياته بعد الرحيل! الغريب أنهم كانوا يؤكدون في رسائلهم العلنية أنهم حذفوا أغنياته كلها فعلاً، وأنهم مثله تماماً يطالبون بعد أن يحين أجلهم بحذف أغانيهم من كل الأشرطة والقنوات الفضائية! ولا ندري إذا كانت تلك هي قناعتهم الحقيقية، أم أنهم يغازلون الجمهور. إذا كان الغناء حراماً فلماذا لا يعتزلونه الآن؟! الغريب ليس كل ذلك، ولكن نقابة الموسيقيين المصرية التي قررت أن تتولى على نفقتها إقامة سرادق عزاء لمطرب أعلن توبته عن الغناء، وبالتالي لم يعد ينتمي لتلك المهنة ولا لتلك النقابة! الكل كما ترى يريد «الشعبطة» بقطار التحريم.

كرسي «Vitturi»: تجسيدٌ حيّ للهوية السعودية والتقنيات العالمية
كرسي «Vitturi»: تجسيدٌ حيّ للهوية السعودية والتقنيات العالمية

الرياض

timeمنذ 2 ساعات

  • الرياض

كرسي «Vitturi»: تجسيدٌ حيّ للهوية السعودية والتقنيات العالمية

في ظل الحراك الثقافي اللافت الذي تشهده المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة، برز التصميم كأحد الأذرع الأساسية التي تعبّر عن طموح الوطن، وتُجسّد روح التجديد التي تسري في مفاصل المجتمع السعودي. ويأتي معرض «داون تاون ديزاين الرياض» كواحد من أبرز المنصات التي تحتفي بالإبداع المحلي وتضعه في مواجهة مباشرة مع النبض العالمي للتصميم. من خلال شراكة استراتيجية مع هيئة فنون العمارة والتصميم التابعة لوزارة الثقافة، قدّم المعرض فرصة فريدة لإبراز الهوية السعودية بأسلوب يتفاعل مع أحدث ما توصلت إليه التقنيات والخبرات الدولية، ليعكس الدور النشط والمتنامي للمملكة على خريطة الإبداع العالمي. في قلب هذا المشهد البصري الغني بالتجريب والبحث، برز عمل فني استثنائي، لا باعتباره مجرد قطعة أثاث، بل كترجمة جمالية لصراعٍ وتكاملٍ بين الجذور والأفق، بين الرمزية التراثية واللغة التقنية الحديثة. هذا العمل هو كرسي «Vitturi»، الذي يُعد تحفة فنية تنبض بالرمزية والتجريد، وتحمل في طياتها قصة تصميمية عميقة تُعيد تعريف الجمال السعودي من خلال عدسة عالمية. من الشماغ إلى الفولاذ: الحكاية تبدأ من رمز استُلهم كرسي «Vitturi» من أحد أكثر الرموز البصرية رسوخًا في الوعي الثقافي السعودي: الشماغ. هذا الغطاء الرأسي الذي تجاوز كونه مجرد زيّ تقليدي ليصبح رمزًا للهيبة والانتماء والهوية في المملكة، حُمّل بمعانٍ تتجاوز زخارفه الحمراء وخطوطه المتقاطعة. فقد أراد المصمم أن ينقل هذا الرمز من النسيج إلى المعدن، من الرأس إلى الفراغ، ليُجسّد حركته وتكوينه في قالب ثلاثي الأبعاد ينبض بالحياة والانسيابية. كل طيّة وكل انحناءة في التصميم لم تكن عشوائية، بل نتيجة دراسة فنية عميقة لما تمثله دينامكية الشماغ كرمز بصري وثقافي. تم تفكيك الزخرفة وتحليل حركة «النسفة» بصريًا، ثم إعادة تركيبها على هيئة خطوط منحنية ترسم فوق سطح معدني براق، كما لو كانت قطعة موسيقية بصرية تُعزف على أوتار الضوء والظل. بين الحِرفة والحداثة: ولادة قطعة فريدة صُنع الكرسي بالكامل من الستانلس ستيل 003، وهو نوع نادر من الفولاذ المقاوم للصدأ، يتميّز بمرونته العالية وصلابته اللافتة ولمعانه العصري. هذه المادة لم تُختر اعتباطًا، بل جاءت كمقابل مادي وفلسفي لمضمون التصميم: الجمع بين النعومة الظاهرية والقوة الكامنة، بين الخفة البصرية والثقل الصناعي. العمل على تشكيل هذا الفولاذ بهذا المستوى من التعقيد والانسيابية تطلّب تعاونًا دقيقًا مع حرفيين صناعيين في إيطاليا، مهد التصميم الأوروبي، وبلدٌ لطالما ارتبط اسمه بالبراعة الحرفية والدقة المتناهية. عملية التصنيع لم تكن مجرد تطبيق لتصميم مرسوم مسبقًا، بل كانت رحلة تعاونية بين الرؤية الإبداعية السعودية والخبرة التقنية الأوروبية. وقد استغرق تنفيذ الكرسي شهورًا من التجريب والاختبار لضمان أن تبقى كل انحناءة وفاصل مرئيّ أمينًا للهوية التي يستحضرها، دون أن يفقد حسّه العصري وقدرته الوظيفية. لحظة الكشف: عندما وقف «Vitturi» بين الكبار شهدت النسخة الأولى من معرض «داون تاون ديزاين الرياض» عرض كرسي «Vitturi» للمرة الأولى داخل المملكة، وذلك في حي جاكس، الذي يُعد أحد أبرز المراكز الثقافية والإبداعية في العاصمة. لم يكن مجرد عرض ضمن مجموعة من الأعمال، بل كان لحظة فارقة في مسيرة التصميم السعودي، حيث وقف الكرسي شامخًا بين أعمال لمصممين عالميين، حاملاً توقيعًا سعوديًا خالصًا، يتحدّث بلغة بصرية عصرية دون أن يتنازل عن جذوره. تفاعل الجمهور والنقّاد مع هذا العمل لم يكن ناتجًا فقط عن جمالياته الخارجية، بل عن الرسالة العميقة التي يحملها. فقد نجح في أن يكون أكثر من مجرد كرسي: كان جسرًا ثقافيًا يربط بين زمنين وثقافتين، وشاهدًا على قدرة التصميم السعودي على أن يُحاور، يُنافس، ويتميّز عالميًا حين يُمنح المساحة ليبدع. التصميم كرسالة وهوية يندرج كرسي «Vitturi» تحت مظلة العلامة التجارية السعودية «ZAZA MAIZON»، التي تسعى إلى بناء هوية بصرية جديدة للمملكة، تستند إلى الإرث الثقافي المحلي ولكنها لا تكتفي بتكراره. بل تسعى إلى تأويله، تحويره، وإعادة تقديمه بلغة تصميمية معاصرة تتفاعل مع السوق العالمية دون أن تذوب فيه. كما يأتي المشروع بالتعاون مع الشركة المعمارية الاستشارية «A1 Architects»، الذي يؤمن بأن التصميم ليس مهنة فحسب، بل وسيلة للتعبير الثقافي وخلق جسور تواصل بين الشعوب. هذا الإيمان العميق هو ما يُحوّل الأعمال من مجرد قطع أثاث أو مبانٍ إلى بيانات بصرية تُحاكي الهوية وتنطق بها. و»Vitturi» هو أحد أبرز تمثيلات هذا التوجّه الطموح، حيث لا يتم استحضار الرمز المحلي بغرض الزينة أو الإثارة السطحية، بل يتم تفكيكه وإعادة تركيبه ضمن سردية تصميمية تنتمي للمستقبل بقدر ما ترتبط بالماضي. بداية لمسار مختلف قد يكون «Vitturi» مجرد بداية، لكنه بلا شك بداية تُمهّد لطريق جديد في مسيرة التصميم السعودي. طريق يتجاوز فكرة الاستنساخ أو الاقتباس، ليُركّز على إنتاج رؤية تصميمية محلية برؤية عالمية. رؤية تُكرّس لفكرة أن التصميم يمكن أن يكون معاصرًا ومحليًا في آنٍ معًا، وأن الجمال لا يحتاج للتنازل عن الأصالة كي يكون حديثًا. في زمن تتعاظم فيه الحاجة إلى إثبات الهوية، ويُصبح فيه التحدي الأكبر هو الموازنة بين التجذّر والتجديد، يأتي «Vitturi» ليُعلن أن الهوية لا تُختزل في الرموز، بل في القدرة على التعبير عنها بلغة يفهمها العالم. هذا هو التحدي الحقيقي الذي يواجه المصمم السعودي اليوم، وهذا هو الطريق الذي بدأته «ZAZA MAIZON» بثقة وإبداع، لتُثبت أن التصميم ليس فقط انعكاسًا للثقافة، بل أداة لصناعتها أيضًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store