
حرب غزة: ما فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع؟
وأضافت حماس في بيان "إننا نتعامل بمسؤولية عالية ونجري مشاورات وطنية لمناقشة ما وصلنا من مقترحات الإخوة الوسطاء من أجل الوصول لاتفاق يضمن إنهاء العدوان وتحقيق الانسحاب وإغاثة شعبنا بشكل عاجل في قطاع غزة".
وقال مصدر مقرب من حماس إن من المتوقع أن يناقش قادة الحركة الاقتراح ويطلبوا توضيحات من الوسطاء قبل إعطاء رد رسمي.
في المقابل، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بالقضاء على حماس، وذلك في أول تصريحات علنية منذ إعلان ترامب مقترح وقف إطلاق النار.
ونقل بيان صدر عن مكتب نتنياهو قوله، خلال كلمة ألقاها في مدينة عسقلان جنوب إسرائيل: "أقول لكم.. لن تكون هناك حماس بعد الآن.. لن تكون هناك حماسستان.. لن نعود إلى ذلك الوضع.. انتهى الأمر".
شد وجذب
في الأثناء، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن إسرائيل "جادة في رغبتها" في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار.
وقال خلال زيارة لإستونيا "هناك بعض المؤشرات الإيجابية. لا أريد أن أقول أكثر من ذلك في الوقت الحالي. لكن هدفنا هو بدء المحادثات في أقرب وقت ممكن".
من جانبه، كتب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد على موقع إكس يوم الأربعاء أن حزبه يمكن أن يوفر للحكومة شبكة أمان إذا ما عارض أعضاء متشددون في الحكومة الإسرائيلية الاتفاق، فيما يمثل تعهدا فعليا بعدم دعم اقتراح بحجب الثقة في الكنيست قد يطيح بالحكومة.
في المقابل جدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الخميس، دعوته لاحتلال قطاع غزة بالكامل ووقف المساعدات الإغاثية وتشجيع الهجرة.
وقال بن غفير في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "هناك رغبة في التوصل إلى اتفاق، وهذا خطأ فادح، يجب ألا نتوقف للحظة واحدة".
وفي حديث آخر مع هيئة البث الإسرائيلية الخميس، أكد بن غفير أنه "لا ينوي دعم صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار المدرجة على جدول الأعمال"، والتي وصفها بأنها "متهورة".
وتوجه بن غفير إلى وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بنداء "للانضمام إليه في إحباط الاتفاق المحتمل"، زاعما أن "هناك فرصة تاريخية لتحقيق نصر حقيقي في غزة، بما في ذلك انهيار حماس وتشجيع الهجرة من غزة".
كان ترامب قال يوم الثلاثاء 1 يوليو/تموز إن "إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لوضع اللمسات الأخيرة على خطة وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، وسنعمل خلال هذه الفترة مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب"، دون أن يوضح ما هي هذه الشروط.
وأوضح ترامب عبر منصته تروث سوشال إن إسرائيل "وافقت على الشروط اللازمة لإبرام" هدنة لمدة 60 يوما تمهيدا لإنهاء الحرب، مناشدا حركة حماس الموافقة على هذا "المقترح النهائي" الذي تعمل عليه كل القاهرة والدوحة.
وأشار ترامب إلى أنّ "القطريين والمصريين الذين عملوا بلا كلل للمساهمة في السلام، سيقدمون هذا المقترح النهائي".
وأضاف "آمل، من أجل الشرق الأوسط، أن تقبل حماس بهذا الاتفاق، لأنّ الوضع لن يتحسن، بل سيزداد سوءا فحسب".
وأكد ترامب أنه سيكون "حازما جدا" مع نتنياهو بغية التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وذلك قبل أيام من استقباله نتنياهو في واشنطن.
وجاء حديث ترامب، خلال رده على سؤال عن الموقف الذي سيعتمده إزاء نتنياهو خلال زيارته المرتقبة الاثنين لواشنطن.
لكنه أشار إلى "أنه (أي نتنياهو) يريد أيضاً وقفاً لإطلاق النار"، و"هو سيحضر الأسبوع المقبل. ويريد الانتهاء من هذه المسألة".
وقال مصدر مطلع لفرانس برس إن المقترح الجديد "يتضمن هدنة لستين يوماً، وإفراج حماس عن نصف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة الأحياء في مقابل إفراج إسرائيل عن أعداد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين".
لكن مصدرا آخر أشار إلى "عقبة كبيرة" تتمثل في آلية توزيع المساعدات الحالية التي وصفها بأنها "سيئة جداً".
والمقترح المطروح حاليا هو نسخة "محسّنة" من خطة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وتشمل في مرحلتها الأولى إطلاق سراح 8 رهائن إسرائيليين أحياء، يتبعهم اثنان آخران في اليوم الخمسين.
كما تُبذل جهود لصياغة بند يمنح حماس ضمانات بعدم استئناف الحرب من قِبل إسرائيل، من دون أن يتضمّن إنهاء رسميا للحرب.
مطالب الجانبين بشأن التفاوض
يقول مسؤول العلاقات الخارجية وعضو المكتب السياسي لحركة حماس باسم نعيم إن الحركة مستعدة للتفاوض على أساس تحقيق مطالبها وفي مقدمتها "ضمان وقف إطلاق نار مؤقت يؤدي الى وقف الحرب".
ويضيف نعيم في تصريحات لبي بي سي أنه "يتعين العودة إلى ما كانت عليه الأوضاع قبل عدول إسرائيل عن الهدنة التي كانت سارية حتى بداية مارس/آذار الماضي، بما يضمن فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية حسب البروتوكول الإنساني المتفق عليه برعاية الوسطاء وشهادة المجتمع الدولي".
كان نتنياهو أجرى تحولا خطابيا في تحديد أهداف إسرائيل الأحد 29 يونيو/حزيران، حيث أعطى لأول مرة الأولوية لإعادة الرهائن على ما أسماه سابقا "الهدف الأسمى" المتمثل في هزيمة حماس.
وقال نتنياهو خلال زيارة لمركز تابع لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) جنوب البلاد إن "العديد من الفرص قد فُتحت" عقب العمليات العسكرية الإسرائيلية في إيران، بما في ذلك إمكانية إعادة جميع الأسرى لدى حماس، وأضاف: "أولًا، إنقاذ الرهائن"، وتابع: "بالطبع، سنحتاج أيضا إلى حل قضية غزة، وهزيمة حماس، لكنني أعتقد أننا سنحقق كلتا المهمتين".
استمرار المأساة الإنسانية
يأتي هذا في وقت طالب برنامج الأغذية العالمي بسرعة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة من أجل ضمان وصول المساعدات.
وحذر البرنامج في منشور على منصة إكس من أن "المخاوف من المجاعة لا تزال قائمة".
وأشار إلى أنه "بدون وصول المساعدات على نطاق واسع، ستُدفع آلاف العائلات إلى حافة الهاوية. نحن بحاجة إلى وصول ودعم مستدامين. نحتاج إلى وقف إطلاق نار – الآن".
وكانت 171 مؤسسة خيرية ووكالة إغاثة عالمية أصدرت نداء مشتركاً، للضغط على إسرائيل لوقف خطة مؤسسة غزة الإنسانية، وهي مؤسسة أمريكية تم تأسيسها في فبراير/شباط الماضي لتولي توزيع المعونات الإنسانية في غزة، وإعادة المساعدات التي يجري تنسيقها من خلال الأمم المتحدة.
وجاء في البيان "يواجه الفلسطينيون في غزة خياراً مستحيلاً: إما الموت جوعاً أو المخاطرة بالتعرض لإطلاق النار أثناء محاولتهم اليائسة للحصول على الغذاء لإطعام أُسرهم".
ومن بين المنظمات الموقعة على البيان منظمة أوكسفام وأطباء بلا حدود وهيئة إنقاذ الطفولة والمجلس النرويجي للاجئين ومنظمة العفو الدولية.
وفي ردها على البيان، قالت مؤسسة غزة الإنسانية، لوكالة رويترز إنها وزعت أكثر من 52 مليون وجبة في خمسة أسابيع، وقالت إن المنظمات الإنسانية الأخرى "نُهبت جميع مساعداتها تقريباً".
وقالت مؤسسة غزة الإنسانية لرويترز "بدلاً من المشاحنات وتوجيه الإهانات من بعيد، نرحب بالمنظمات الإنسانية الأخرى للانضمام إلينا وإطعام الناس في غزة".
واتهمت المنظمات غير الحكومية مؤسسة غزة الإنسانية بإجبار الجائعين والضعفاء على السير لساعات، وأحيانا عبر مناطق الصراع النشطة، لتلقي المساعدات الغذائية.
وقُتل مئات الفلسطينيين بالرصاص أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات منذ أن تولت هذه المؤسسة توزيع المساعدات بدلاً عن الأمم المتحدة قبل نحو شهر، وفق رويترز.
نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 04 يوليو/تموز.
خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة الصحافة المستقلة
منذ 2 ساعات
- وكالة الصحافة المستقلة
دونالد ترامب وفولوديمير زيلينسكي يناقشان الدفاع الجوي الأوكراني مع تصاعد الهجمات الروسية
المستقلة/- تحدث دونالد ترامب مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، يوم الجمعة، في الوقت الذي يبدو فيه الرئيس الأمريكي محبطًا بشكل متزايد بشأن فرصه في الوفاء بتعهد حملته الانتخابية بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا. تأتي المكالمة مع زيلينسكي في الوقت الذي أوقفت فيه واشنطن شحنتها الأخيرة من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، بما في ذلك صواريخ باتريوت للدفاع الجوي وذخائر أساسية أخرى تهدف إلى دعم دفاعات البلاد، وبعد ساعات من شن روسيا هجومًا جويًا مدمرًا على كييف باستخدام عدد قياسي من الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية. وصف زيلينسكي المحادثة بأنها 'مهمة ومفيدة'، وقال في منشور إنه وترامب ناقشا قدرات الدفاع الجوي لأوكرانيا، والإنتاج الدفاعي المشترك، و'المشتريات والاستثمارات المتبادلة'، وجميعها سبل محتملة لأوكرانيا لاستئناف المساعدات من الولايات المتحدة من خلال تقديم حوافز لإدارة ترامب للإسراع في إرسال الذخائر الأساسية إلى كييف. وقال إن الجانبين اتفقا أيضًا على 'زيادة الحماية الجوية'، وهو أمرٌ تُركّز عليه كييف بشكل خاص في ظلّ تصعيد روسيا قصفها للمدن الأوكرانية. ومع ذلك، لم يتضح على الفور ما إذا كان زيلينسكي قد أحرز أي تقدم ملموس مع ترامب، ولم يشر في بيانه إلى وقف شحنات المساعدات من الولايات المتحدة أو يعلن عن استئنافها. وأفاد موقع أكسيوس أن مصدرًا وصف المكالمة بأنها 'محادثة جيدة'. وقال ترامب إنه 'يشعر بخيبة أمل كبيرة' بعد مكالمة هاتفية مع فلاديمير بوتين يوم الخميس. وصرح مساعد لبوتين للصحفيين بأن الرئيس الروسي غير مستعد لتقديم تنازلات بشأن ما وصفه الكرملين بـ'الأسباب الجذرية' للحرب مع أوكرانيا، وهي قائمة من المظالم تشمل توسع الناتو ورغبة أوكرانيا في الانضمام إلى التكتلات الاقتصادية والأمنية الغربية. وقال ترامب للصحفيين بعد تجمع انتخابي في ولاية أيوا مساء الخميس: 'أشعر بخيبة أمل كبيرة من المحادثة التي أجريتها اليوم مع الرئيس بوتين، لأنني لا أعتقد أنه موجود. لا أعتقد أنه موجود، وأشعر بخيبة أمل كبيرة. أقول فقط، لا أعتقد أنه ينوي التوقف، وهذا أمر مؤسف للغاية.' صرحت الولايات المتحدة بأنها أوقفت الشحنات، التي كان بعضها موجودًا بالفعل في بولندا، بسبب مراجعة للمخزونات العسكرية الأمريكية التي أشارت إلى أن البلاد تعاني من نقص في الذخائر لقواتها. صرحت ألمانيا بأنها تُجري 'محادثات مكثفة' لشراء صواريخ باتريوت لأوكرانيا، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه المخزونات ستكون متاحة على الفور. صرح متحدث باسم الحكومة الألمانية في مؤتمر صحفي عُقد في برلين يوم الجمعة: 'هناك طرق مختلفة لسد هذه الفجوة في صواريخ باتريوت'. أحد الخيارات المطروحة هو أن تشتري الحكومة الألمانية بطاريات صواريخ باتريوت من الولايات المتحدة ثم ترسلها إلى أوكرانيا. وأضاف المتحدث: 'أؤكد أن مناقشات مكثفة تُجرى بالفعل حول هذا الموضوع'. برز نقص صواريخ الباتريوت بشكل أكبر مع القصف الروسي غير المسبوق لأوكرانيا، حيث أرسلت روسيا أكثر من 550 طائرة مسيرة وصاروخًا باليستيًا إلى المدن الكبرى، فيما وصفه زيلينسكي بـ'عمل إرهابي متعمد'. وأضاف زيلينسكي أن الضربة جاءت عقب المكالمة الهاتفية بين بوتين وترامب مباشرةً، وأنها 'تفسير واضح لكيفية تفسير موسكو للدبلوماسية'.


وكالة الصحافة المستقلة
منذ 2 ساعات
- وكالة الصحافة المستقلة
ترامب يقول إن الولايات المتحدة ستبدأ في إرسال خطابات التعريفات الجمركية إلى الدول
المستقلة/- أعلن الرئيس دونالد ترامب أن الحكومة الأمريكية ستبدأ بإرسال رسائل إلى الدول تتضمن تفاصيل معدلات الرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة التي ستبدأ في الأول من أغسطس. وأكد الرئيس للصحفيين أنه سيتم إرسال ما بين 10 و12 رسالة يوم الجمعة، على أن يتم إرسال المزيد خلال الأيام المقبلة. وأوضح أن رسوم الاستيراد ستتراوح بين '60% أو 70% إلى 10% إلى 20%'، وهو حد أقصى أعلى مما حدده سابقًا. وحدد ترامب 9 يوليو موعدًا نهائيًا للمفاوضات بشأن معدلات ضريبة الاستيراد، في الوقت الذي تسعى فيه الدول جاهدة للتوصل إلى اتفاقيات. وسبق أن صرح بأنه ستكون هناك تعريفة أساسية بنسبة 10% على العديد من الاقتصادات، بحد أقصى يصل إلى 50%. ولم يحدد ترامب سلع الدول التي ستخضع للضرائب الأمريكية، أو ما إذا كانت هذه التعريفات ستطبق فقط على سلع محددة. وقال للصحفيين يوم الخميس: 'أميل إلى إرسال رسالة وتحديد التعريفة الجمركية التي سيدفعونها. الأمر أسهل بكثير'. وأضاف: 'سنرسل بعض الرسائل، بدءًا من الغد على الأرجح'. الرسوم الجمركية هي ضرائب تُفرض على البضائع الواردة إلى بلد ما، ويدفعها المستورد. قد تختار هذه الشركات تحمّل التكاليف المرتفعة، لكن من المرجح أن تُحمّلها في النهاية على المستهلكين الأمريكيين. الهدف هو زيادة تدفق الأموال إلى الحكومة الأمريكية، ورفع أسعار السلع الأجنبية، مما يعزز الطلب على السلع الأمريكية الصنع. تأتي تصريحات ترامب قبل الموعد النهائي الأسبوع المقبل الذي قد يشهد فرض رسوم جمركية أعلى على سلع عدد من الدول. تتراوح هذه الدول بين الاتحاد الأوروبي، الذي هُدّد سابقًا برسوم جمركية بنسبة 20%، والتي رُفعت لاحقًا إلى 50%، واليابان، التي قد تواجه رسومًا جمركية بنسبة 35% على سلعها. اتفقت المملكة المتحدة والولايات المتحدة جزئيًا على اتفاقية تجارية، تشمل السيارات البريطانية ولحوم البقر الأمريكية والإيثانول الحيوي، ولكنها لا تشمل الصلب. انخرطت الصين والولايات المتحدة، أكبر اقتصادين في العالم، في حرب تجارية متبادلة، فرضت في أبريل/نيسان زيادات هائلة في الرسوم الجمركية. فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 145% على الواردات الصينية، بينما فرضت الصين رسومًا جمركية بنسبة 125% على بعض السلع. وبعد مفاوضات، اتفق البلدان على خفض الضرائب إلى 30% و10% على التوالي أثناء المفاوضات. وفي الشهر الماضي، أعلن البلدان أنهما اتفقا على تفاصيل تتعلق بمسائل مثل تصدير المواد الأرضية النادرة وتخفيف القيود التقنية.


شفق نيوز
منذ 2 ساعات
- شفق نيوز
هل أنقذت الرسوم الجمركية اقتصاد الولايات المتحدة أم أضرّت به؟
بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني، بدأ سريعاً بفرض الرسوم الجمركية، متجاهلاً تحذيرات الاقتصاديين والشركات من مخاطر إلحاق الضرر بالاقتصاد الأمريكي. إذ بدأ ترامب بفرض رسوم على المكسيك وكندا والصين، ثم استهدف الصلب والألمنيوم والسيارات، وأخيراً، في شهر أبريل/نيسان، أعلن فيما سمّاه "يوم التحرير" عن موجة من الرسوم الجديدة على السلع القادمة من مختلف دول العالم. أثرت هذه الخطط على حركة التجارة وأحدثت اضطراباً في الأسواق المالية، لكن مع تصاعد القلق، سارع ترامب إلى تجميد أكثر قراراته جرأة لإفساح المجال أمام مفاوضات تستمر 90 يوماً. ومع اقتراب الموعد النهائي في 9 يوليو/تموز، وبينما يركز الرئيس استراتيجيته المقبلة، تبقى عينه على أداء الاقتصاد الأمريكي، فما التأثير الفعلي الذي حدث حتى الآن؟ سوق الأسهم تعافت تضمنت خطط ترامب فرض رسوم بنسبة 20 في المئة على السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي، وبنسبة 145 في المئة على منتجات من الصين، وبنسبة 46 في المئة على الواردات من فيتنام، رغم أنه أعلن يوم الأربعاء عن اتفاق تفرض بموجبه الولايات المتحدة رسوماً بنسبة 20 في المئة على فيتنام. وتلقى سوق الأسهم الأمريكي الضربة الأولى، حين بدأ بالتراجع في فبراير/شباط، ثم انهار في أبريل/نيسان بعد أن كشف ترامب كامل تفاصيل خطته في ما سمّاه "يوم التحرير". وهبط مؤشر S&P 500، الذي يتتبع أداء 500 من كبرى الشركات الأمريكية، بنحو 12 في المئة خلال أسبوع واحد. لكن الأسهم سرعان ما تعافت بعد أن تراجع ترامب عن خططه، مستبدلاً الرسوم المرتفعة بمعدل أكثر اعتدالاً يبلغ 10 في المئة فقط. أما الآن، فقد ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة تقارب 6 في المئة منذ بداية العام، وشهدت أسواق الأسهم في المملكة المتحدة وأوروبا تعافياً مماثلاً. لكن أسهم الشركات المعرّضة للتأثر بالرسوم، مثل شركات التجزئة وصناعة السيارات، لا تزال تعاني خاصة مع اقتراب موعد انتهاء المهلة المحددة للمحادثات. وأبقى البيت الأبيض جميع الاحتمالات مفتوحة، إذ أعلن من جهة أن الموعد "ليس حاسماً"، ومن جهة أخرى قال إن الرئيس قد يقدّم ببساطة "اتفاقاً" للدول الأخرى في ذلك التاريخ. وقالت ليز آن سوندرز، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في شركة تشارلز شواب، إن تعافي السوق يوحي بوجود "قدر كبير من التراخي" بين المستثمرين، الذين قد يُفاجؤون مجدداً إذا قرر ترامب إعادة فرض رسوم أعلى مما يتوقعونه. التجارة عند مفترق طرق وتسببت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب في اندفاع كبير للسلع نحو السوق الأمريكية في بداية العام، تبعه تراجع حاد في شهري أبريل/نيسان، ومايو/أيار. لكن بالنظر إلى الصورة الأوسع، فإن واردات السلع الأمريكية خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام ارتفعت بنسبة 17 في المئة مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي. وما سيحدث في الأشهر المقبلة يعتمد على ما إذا كان ترامب سيمدد فترة التجميد المؤقت للرسوم، أم سيعيد تفعيل خططه الأكثر تشدداً، بحسب شركة هاكيت التي تتابع حركة الموانئ لصالح الاتحاد الوطني لتجار التجزئة. وقالت هاكيت: "في هذه المرحلة، لا يمكن لأحد أن يتوقع ما سيحدث"، مشيرةً إلى أن الوضع حالياً في حالة "جمود مؤقت". وأضافت أنه "إذا انتهى تجميد الرسوم وأُعيد فرض الرسوم المرتفعة، فمن شبه المؤكد أننا سنشهد ركوداً اقتصادياً قصير الأجل". من المبكر الحكم على الأسعار ويُقدر إجمالي السلع المستوردة في الولايات المتحدة بنحو 11 في المئة من إجمالي إنفاق المستهلكين. ويرى ترامب وحلفاؤه أن المخاوف من أن تؤدي الرسوم الجمركية – التي أصبحت الآن أعلى بنحو ستة أضعاف مقارنة ببداية العام – إلى رفع تكاليف المعيشة بشكل مبالغ فيه. وقد استندوا جزئياً إلى بيانات التضخم الأخيرة، التي أظهرت أن أسعار المستهلكين ارتفعت بنسبة 0.1 في المئة فقط بين أبريل/نيسان، ومايو/أيار. لكن بعض السلع، مثل الألعاب، شهدت زيادات أكبر، كما أن العديد من المنتجات التي تواجه رسوماً أعلى لم تصل بعد إلى الأسواق. وقد تختار الشركات، وخاصة تلك التي تتمتع بهوامش ربح قوية، رفع الأسعار تدريجياً بدلاً من إثارة استياء الزبائن بارتفاعات مفاجئة. ورغم ضغط الرئيس على الشركات لـ"تحمّل الرسوم"، لا يزال الاقتصاديون يتوقعون على نطاق واسع أن المستهلكين هم من سيدفعون الثمن في النهاية. وتقول ليز آن سوندرز إنه "قد يبدو أن التضخم مستقر ولاشي يذكر حوله إذا لم تتعمق في البيانات"، وتضيف: "لكن من السابق لأوانه إعلان النصر". الإنفاق الاستهلاكي يتباطأ وبدأت ثقة الأمريكيين في الاقتصاد بالتراجع مطلع هذا العام، مع بدأ ترامب بالكشف عن خططه الجمركية. لكن التوجهات السياسية تلعب دوراً كبيراً في تشكيل الانطباعات حول الاقتصاد، لذا كان من غير الواضح ما إذا كانت هذه المخاوف ستؤدي إلى تقليص إنفاق الأسر على المدى الطويل. الآن، بدأت بعض مؤشرات التراجع بالظهور: فقد انخفضت مبيعات التجزئة بنسبة 0.9 في المئة من أبريل/نيسان إلى مايو/أيار، وهو الشهر الثاني على التوالي من التراجع، وهي أول مرة يحدث فيها ذلك منذ نهاية عام 2023. وعلى الصعيد العام، شهد الإنفاق الاستهلاكي أبطأ معدل نمو له منذ عام 2020 خلال الربع الأول من هذا العام، كما انخفض بشكل غير متوقع في مايو/أيار، وهو أحدث شهر تتوافر بيانات عنه. ورغم أن التوقعات لا تزال تشير إلى تباطؤ كبير في النمو مقارنة بالعام الماضي، فإن معظم المحللين يرون أن الاقتصاد قد ينجو من الدخول في حالة ركود، ما دام سوق العمل صامداً. ورغم أن إخطارات التسريح من العمل بدأت بالارتفاع، إلا أن معدل البطالة لا يزال منخفضاً عند 4.2 في المئة، كما استمر خلق فرص العمل الشهر الماضي بوتيرة مشابهة لمتوسط الأشهر الـ12 الماضية. وتقول سوندرز: "نحن الآن في وضع أشبه بالجمود الاقتصادي المؤقت، فهناك حالة من الترقب، ناتجة عن حالة من عدم اليقين الشديد وعدم الاستقرار في السياسات"، مشيرة إلى أن كثيراً من الشركات استجابت بتجميد التوظيف والاستثمار بشكل ذاتي. لكنها حذّرت من أن الاقتصاد لن يخرج من هذه المرحلة دون أذى. وتضيف: "من الصعب رسم سيناريو يشير إلى تسارع النمو من الآن فصاعداً، والسؤال الأهم في هذا الوقت: هل سنشهد فقط تباطؤاً ناعماً في الاقتصاد، أم تراجعاً أكثر حدة؟".