
المنظمة العالمية لخريجي الأزهر تكرم النائب محمد أبو العينين
واستقبل الدكتور عباس شومان، رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، وأمين عام هيئة كبار العلماء، والدكتور سلامة داوود، نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور عبد الدايم نصير، أمين عام المنظمة، مستشار الإمام الأكبر، النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب، مشيدين بدوره الوطني والبرلماني.
وقال «شومان» خلال اللقاء: «دعوناك، لأننا نشعر بالفخر لما لديك من رؤية مُقنعة وثابتة، وكلماتك تمتاز بالصراحة والإقناع في جميع المحافل الكبرى وفي البرلمان».
وأكد أن منظمة خريجي الأزهر الشريف تستهدف الوصول إلى الآلاف من خريجي الأزهر الموجودين في الخارج، ولدى المنظمة نحو 27 فرعاً حول العالم، ونتواصل معهم ونمد يد العون لهم، وذلك من خلال الأنشطة والميزات التي تقدمها لأعضائها.
طلاب وافدون من 130 دولة
وتابع: «إنه يدرس بالأزهر الشريف عدد كبير من الطلاب والطالبات الوافدين، من 130 جنسية من أنحاء العالم، ويبلغ عدد الطلاب الوافدين الدارسين بالأزهر الشريف، سواء في التعليم الجامعي أو قبل الجامعي، أكثر من 60 ألف طالب وطالبة».
ونبه على أن للطلاب الوافدين أهمية خاصة في قلب الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ومنذ بداية تولي فضيلته المشيخة في عام 2010م وملف الوافدين في على رأس أولوياته، وهناك جهود كبيرة تُبذل في سبيل دعم هؤلاء الطلاب ورعايتهم، وإمدادهم بالعلوم العربية والشرعية، ليعودوا لبلادهم رسل سلام وسفراء للأزهر ينشرون فكره الوسطى ومنهج الإسلام الصحيح».
فارس العمل البرلماني
وقال الدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر، بالنائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب: «إنه فارس العمل البرلماني والعمل الخيري»، مُثنياً على حبه للأزهر الشريف وعلمائه الأجلاء.
وقال الدكتور سلامة داود، إن المنظمة العالمية للأزهر الشريف تنشر الفكر الأزهري الوسطي في العالم، وتعقد دورات تدريبية للطلاب الوافدين وتعلمه اللغة العربية.
ودعا الدكتور سلامة داود، النائب محمد أبو العينين، إلى حضور مجلس جامعة الأزهر الشريف بحضور نحو 100 عميد كلية، والالتقاء بعلماء الجامعة الأجلاء.
فارس العمل الخيري
عبر الدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر الشريف، عن سعادته بتكريم المنظمة العالمية لخريجي الأزهر للنائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب، قائلاً: «نحتفل بفارس البرلمان -قولاً وفعلاً-».
وأشاد الدكتور أسامة العبد، بالأداء البرلماني المتميز للنائب محمد أبوالعينين، قائلاً: «إنه لا يوجد مجلس برلماني انعقد إلا وكان للنائب محمد أبوالعينين رأي شخصي فيه، وكان له باع طويل فيما يقدمه البرلمان المصري من قوانين، وأيضاً هو فارس العمل الخيري لما يفعله من أعمال خيرية في خدمة الإنسانية».
المنهج الأزهري الوسطي
وقال النائب محمد أبو العينين: «أحيّكم على روحكم الوطنية، وعلى ما تقدمونه للعالم أجمع في نشر المنهج الأزهري الوسطي، مشيدًا بدور الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال، انطلاقًا من مكانة الأزهر كمؤسسة دينية عالمية، تتبنى المنهج الوسطي في الفهم والتفسير والتطبيق.
وأشاد أبو العينين، بحرص الإمام الأكبر في مختلف المحافل الدولية والمحلية على الدعوة إلى الحوار بين الأديان، ونبذ العنف والتطرف، والتأكيد على أن الإسلام دين رحمة وسلام، إضافة لإطلاقه العديد من المبادرات التي تخاطب الشباب وتحصنهم فكريًّا، بما يعزز الفهم الصحيح للنصوص الدينية، مضيفاً: أن كلام شيخ الأزهر يخرج من قلبه ويصل إلى القلب.
وأكد أن الطلاب الوافدين يعتبرون سفراء لرسالة الأزهر الوسطية، وحينما يعودون إلى بلادهم يتقلدون المناصب الرفيعة، منوهًا بأن الأزهر يدرس فيه آلاف الطلاب من نحو 130 دولة».
دور الرئيس السيسي مُشرف
وتابع: نفتخر بما قدمه الرئيس عبد الفتاح السيسي، لمصر، وربنا حماه وحمى مصر به، مؤكدًا أن نتاج فكره المبتكر سيظهر للأجيال القادمة، مشيرًا إلى أن دور الرئيس السيسي مُشرف في دعم القضية الفلسطينية، والذي رفض تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
ولفت إلى أهمية تجديد الخطاب الديني الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهذا يتطلب تحديًا كبيرًا من علماء الأزهر، لنشر صورة الإسلام الوسطي الصحيح بين أبنائنا، وتحصينهم من الفكر المتشدد، الذي يملك بعض شيوخه على السوشيال ميديا أدوات جذب لشبابنا، ويشككون الناس في أمور دينهم.
وواصل: إنه في إطار التوجه نحو البعد الديني والوطني في التعليم أقر القانون ضم مادة التربية إلى المواد الأساسية في جميع المراحل التعليمية، كما اشترط للنجاج في مادة التربية الدينية الحصول على 70% على الأقل من الدرجات المخصصة لها.
حضر حفل التكريم، الدكتور عبد الدايم نصير، المستشار الثقافي والتعليمي لشيخ الأزهر، والدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والسيدة سمية أبو العينين، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة أبو العينين للنشاط الاجتماعي والخيري، والكاتبة الصحفية إلهام أبو الفتح، رئيس شبكة قنوات ومواقع «صدى البلد».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 11 ساعات
- صدى البلد
رئيس جامعة الأزهر: آية الدعاء في عرفة تقسم الناس إلى فريقين
قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، إن قوله تعالى "فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ • وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ • أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ"، جاءت في سياق يوم عرفة، وتقسّم الداعين إلى فريقين: فريق يطلب الدنيا وليس له في الآخرة من خلاق، وفريق يطلب حسنة الدنيا وحسنة الآخرة. تفسير قول الله 'فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ' وأوضح رئيس جامعة الأزهر الشريف، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن بعض علماء التفسير ذهبوا إلى أن الفريقين من المؤمنين، فالمقصود بكلمة "الناس" هنا هم المؤمنون الواقفون بعرفات، ومنهم من يكون همه في الدعاء أمور الدنيا فقط من مال وأولاد ومناصب وصحة، ويغفل عن الدعاء بأمر الآخرة. بينما الصنف الثاني يطلب خير الدنيا والآخرة. وأضاف أن العلامة الطاهر بن عاشور له رأي وجيه جدًّا، إذ قال إن الصنف الأول: ﴿فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا﴾ لا يمكن أن يكون من المؤمنين، لأن المؤمن مهما بلغت به الغفلة لا يقتصر في دعائه على الدنيا فقط، خصوصًا في يوم عرفة، في أماكن طاهرة، وموسم روحاني جليل. وأوضح أن هؤلاء كانوا من الكافرين، وهو قبل منعهم من الحج، وقبل نزول آية:﴿إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا﴾. وتوقف الدكتور داود عند دلالة حذف المفعول في قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا﴾، مشيرًا إلى أن حذف المفعول يدل على قصر الهمّ والطموح على أمور الدنيا فقط، وكأن الداعي يطلب من الله كل ما في الدنيا دون تحديد، ما يكشف عن قصر نظر، وانشغال مؤسف عن طلب الآخرة. كما أوضح أن قوله: ﴿وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ﴾، أي لا نصيب له فيها، و"من" هنا تفيد أدنى نصيب أو حظ، ما يعزز أن صاحب هذا الدعاء قد خسر أعظم ما يُطلب في موسم العطاء الإلهي.


صدى البلد
منذ 19 ساعات
- صدى البلد
الأزهر تبرأ منهم.. الاحتلال يستغل أئمة مجهولين لنشر سلام زائف وحوار مطلخ بالدماء
أقدم مجموعة ممن يسمون ويصفون أنفسهم بالأئمة الأوروبيين، على زيارة الكيان الصهيوني المحتل في محاولة خبيثة ومشبوهة للتطبيع مع الكيان، ضاربين بعرض الحائط معاناة الشعب الفلسطيني والعدوان الذي يتعرضون له. محاولة خبيثة من الأئمة الأوروبيين بدوره، تابع الأزهر الشريف باستياء بالغ زيارة عدد ممن وصفوا أنفسهم بالأئمة الأوروبيين بقيادة المدعو حسن شلغومي، إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولقاء رئيس الكيان الصهيوني المحتل، وحديثهم المشبوه والخبيث عن أن الزيارة تهدف إلى ترسيخ «التعايش والحوار بين الأديان»، ضاربين صفحًا عن معاناة الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية وعدوان غير مسبوق ومجازر ومذابح وقتل متواصل للأبرياء لأكثر من 20 شهرًا. واستنكر الأزهر بشدة هذه الزيارة من هؤلاء الذين عَمِيت أبصارهم وبصائرهم، وتبلدت مشاعرهم عما يقاسيه هذا الشعب المنكوب، وكأنهم لا تربطهم بهذا الشعب أية أواصر إنسانيَّة أو دينيَّة أو أخلاقيَّة، كما يحذر الأزهر من هؤلاء وأمثالهم من المأجورين المفرِّطين في قيمهم الأخلاقية والدينية، وأن أمثال هؤلاء عادة ما ينتهي بهم تاريخهم وصنيعهم إلى صفحات التاريخ السوداء. وأكد الأزهر أن هذه الفئة الضَّالَّة لا تمثل الإسلام ولا المسلمين ولا الرسالة التي يحملها علماء الدين والدعاة والأئمة في التضامن مع المستضعفين والمظلومين، محذِّرًا جموع المسلمين في الشرق والغرب من الانخداع بهؤلاء المنافقين وأمثالهم من الآكلين على موائد الخزي والعار والمهانة، حتى وإن صلوا صلاة المسلمين، وزعموا أنهم أئمة ودعاة. سلام زائف وحوار ملطخ بالدماء وقال الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية: راقبتُ -ببالغ الأسف- تلك الزيارة المنكرة التي قام بها مجموعة ممِّن يسوِّقون لأنفسهم على أنهم من رجال الدين، ممَّن باعوا ضمائرهم بثمنٍ بخس، وتوشَّحوا برداء الدين زورًا وبهتانًا، ليقفوا بين يدَي قادة الكيان الصهيوني، في مشهد شائن، يروِّجون فيه سلامًا زائفًا، وحوارًا ملطَّخًا بدماء الأبرياء، ليتحدثوا عن التعايش والحوار مع من لا يعرفون للتعايش فلسفةً ولا للحوار لغة، ويرددوا هذه النغمات فوق ركام البيوت، وجثث الأطفال، وصرخات الأمهات في غزة التي تُباد لما يلامس عامين كاملين، دون أن يرفَّ لهم جفن. وتابع مفتي الجمهورية متسائلا: أيُّ حوارٍ هذا الذي يُدار على مائدة المحتل، وأيُّ تعايش هذا الذي يُبنى على أشلاء المظلومين؟! إنَّ ما تابعناه وتناقلته الكاميرات، ليس سوى استثمار سياسي رخيص، لعمائم مزيَّفة، تُستخدم لتجميل وجه كيانٍ دمويٍ غاصب؛ سعيًا لصناعة واجهة إسلامية مخادعة تخدم أهداف التطبيع وتُزيِّف الوعي. تبييض صورة الاحتلال كما تابعت وزارة الأوقاف المصرية باستياء شديد ما تداولته وسائل الإعلام من قيام عدد من الأشخاص الذين زعموا تمثيل «أئمة من أوروبا» بزيارة الكيان الصهيوني، ولقاء بعض قياداته، في توقيت يشهد فيه العالم جرائم إنسانية غير مسبوقة تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة. وأكدت وزارة الأوقاف رفضها الكامل لأي تصرف من شأنه أن يُسهم في تبييض صورة الاحتلال أو يُقدّم دعمًا سياسيًّا أو معنويًّا له تحت أي لافتة، فإنها ترى في هذه الزيارة خروجًا واضحًا عن السياق الأخلاقي والإنساني الذي يفرضه الواقع المؤلم على الأرض، حيث يتعرّض المدنيون الفلسطينيون لأبشع صور الانتهاك والعدوان. وتشدد الوزارة على أن هذه التحركات الفردية لا تمثل بأي حال من الأحوال مواقف العلماء والدعاة الحقيقيين في العالم الإسلامي، كما لا تعبّر عن ضمير الشعوب التي تنادي بالحق وتنتصر للمظلومين، مؤكدة أن أي محاولة لإقحام الدين في مشروعات سياسية لا تخدم القضايا العادلة، تمثّل استخدامًا مرفوضًا وغير مسئول للمكانة الدينية. وتؤكد وزارة الأوقاف المصرية موقفها الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وفق مقررات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وفي إطار حل عادل وشامل يُنهي معاناة هذا الشعب الذي يدفع ثمنًا فادحًا نتيجة استمرار الاحتلال. وإذ تحذّر الوزارة من استغلال المنابر الدينية في تمرير مواقف سياسية تفتقر إلى الشرعية أو التأييد الشعبي، فإنها تدعو إلى توحيد الجهود الدينية والإنسانية لنصرة القضايا العادلة، وعلى رأسها قضية فلسطين، بما يليق بمكانة رجال الدين ودورهم في دعم الحق وترسيخ القيم السامية.


سيدر نيوز
منذ يوم واحد
- سيدر نيوز
كيف أصبح فرعٌ من القاعدة أحد أخطر الجماعات المسلحة في أفريقيا؟ #عاجل
يُعد تنظيم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، المرتبط بتنظيم القاعدة، الجماعة الرئيسية وراء تصاعد الهجمات الجهادية المسلحة التي تجتاح عدة دول في غرب إفريقيا، وخاصة بوركينا فاسو ومالي والنيجر. ففي الأول من يوليو/ تموز، أعلنت الجماعة أنها نفذت هجوماً منسقاً كبيراً استهدف 7 مواقع عسكرية في غرب مالي، بما في ذلك مناطق قريبة من الحدود مع السنغال وموريتانيا. وتتزايد المخاوف بشأن التأثير الذي قد تُحدثه الجماعة على استقرار المنطقة. وقد عانت كل من بوركينا فاسو ومالي والنيجر من صعوبة في احتواء هذا العنف، وكان ذلك أحد العوامل التي ساهمت في وقوع عدة انقلابات عسكرية في دول الساحل الثلاث خلال السنوات الخمس الماضية. لكن، وعلى غرار الحكومات المدنية التي تم الإطاحة بها، تبدو المجالس العسكرية الحاكمة غير قادرة أيضاً على وقف التهديد الجهادي المتصاعد، خاصة من جماعة نصرة الإسلام والمسلمين. ما هي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين؟ أصبحت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين واحدة من أخطر الجماعات الجهادية في إفريقيا خلال بضع سنوات فقط. وتشكّلت الجماعة في مالي عام 2017، كائتلاف يضم 5 جماعات مسلحة جهادية: أنصار الدين كتيبة ماسينا المرابطون أنصار الإسلام فرع الصحراء من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وقد بدأت هذه الجماعات بالتعاون بعدما تمكنت القوات الفرنسية من دحر عدد من التنظيمات الجهادية والانفصالية التي كانت تنشط في شمال مالي عام 2012. وفي نهاية المطاف، اجتمع قادة هذه الجماعات لتشكيل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين. وفي السنوات الأخيرة، وسّعت الجماعة من نطاقها الجغرافي، وأقامت مناطق جديدة للعمليات. ويترأس الجماعة إياد أغ غالي، وهو دبلوماسي مالي سابق ينتمي إلى عرقية الطوارق. وكان على رأس انتفاضة الطوارق ضد الحكومة المالية عام 2012، والتي سعت لإقامة دولة مستقلة للطوارق تسمّى 'أزواد'. أما نائب زعيم الجماعة، أمادو كوفا، فينتمي إلى عرقية الفولاني. ويعتقد المحللون أن القيادة المركزية للجماعة تُوجّه الفروع المحلية التي تنشط في منطقة الساحل بغرب إفريقيا. ورغم صعوبة تحديد العدد الدقيق للمقاتلين في صفوف الجماعة أو عدد المنضمين حديثًا، إلا أن الخبراء يقدّرون أن عددهم قد يصل إلى عدة آلاف، وهم في الغالب من الشباب والفتيان الذين يفتقرون إلى فرص اقتصادية في واحدة من أفقر مناطق العالم. ما أهداف الجماعة؟ ترفض الجماعة سلطة حكومات منطقة الساحل، وتسعى لفرض تفسيرها المتشدد للإسلام والشريعة في المناطق التي تنشط فيها. ويقول المحللون إن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين معروفة في بعض المناطق بفرض قواعد صارمة على الملبس، وحظر الموسيقى والتدخين، وإلزام الرجال بإطلاق اللحى، ومنع النساء من التواجد في الأماكن العامة بمفردهن. ويقول إيفان غيشوا، الباحث البارز في المركز الدولي لدراسات النزاعات في بون، إن هذا الشكل من الإسلام قد يتعارض مع الطريقة التي يمارس بها الدين في المجتمعات المحلية. ويضيف: 'هذه الممارسات تشكل قطيعة واضحة مع الأعراف الدينية الراسخة، ومن المؤكد أنها ليست شائعة أو شعبية جدّاً'. واستطرد قائلاً: 'لكن مدى جاذبيتها لا يعتمد فقط على طبيعتها، بل أيضاً على ما تستطيع الدولة تقديمه، وهناك الكثير من خيبة الأمل تجاه ما قامت به الدولة خلال السنوات الماضية'. وقد تجعل خيبة الأمل من النظام القضائي العلماني بعض الناس أكثر تقبلاً لفكرة المحاكم الشرعية. أين تنشط الجماعة؟ بعد انطلاقها في وسط وشمال مالي، وسّعت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين نطاق نشاطها بسرعة. وبينما تتركز معاقلها الأساسية في بوركينا فاسو ومالي والنيجر، نفّذت الجماعة أيضاً هجمات في بنين وتوغو، وفي وقت من الأوقات في كوت ديفوار. ووفق 'المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود GI-TOC'، وهي منظمة مجتمع مدني، فإن الجماعة تنشط حالياً في جميع أنحاء مالي و11 من أصل 13 إقليمًا في بوركينا فاسو. وخلال العام الماضي، أصبحت بوركينا فاسو مركزاً رئيسياً لأنشطة الجماعة، وخصوصاً في المناطق الحدودية الشمالية والشرقية، ويُعزى ذلك جزئياً إلى الانقسامات والانشقاقات داخل الجيش البوركيني، إضافة إلى مدى تغلغل المسلحين في المجتمعات المحلية، وفقاً لما ذكرته بيفرلي أوتشينغ، كبيرة المحللين في شركة 'كونترول ريسك' للاستشارات الأمنية. وقالت لبي بي سي: 'تمتلك جماعة نصرة الإسلام والمسلمين القدرة على التغلغل داخل المجتمعات المحلية أو استغلال المظالم المحلية كوسيلة للتجنيد أو لكسب التعاطف مع قضيتهم'. BBC هل يتسع نطاق هجمات الجماعة؟ تشير تحليلات فريق رصد الإعلام الجهادي في 'بي بي سي مونيتورينغ' إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت ارتفاعاً غير مسبوق في وتيرة الحوادث العنيفة في بوركينا فاسو، كما وقعت هجمات كبيرة مؤخرًا في كل من مالي والنيجر وبنين. وفي النصف الأول من عام 2025، أعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تنفيذ أكثر من 280 هجوماً في بوركينا فاسو أي ضعف عدد الهجمات في نفس الفترة من عام 2024، بحسب بيانات تحقق منها فريق 'بي بي سي'. وتقول الجماعة إنها قتلت ما يقرب من 1000 شخص في منطقة الساحل منذ أبريل/ نيسان الماضي، معظمهم من أفراد القوات الأمنية أو الميليشيات التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية، وفقًا لبيانات 'بي بي سي مونيتورينغ'. وقتل نحو 800 من بينهم في بوركينا فاسو وحدها، واحتلت مالي المرتبة الثانية بعدد ضحايا بلغ 117، تلتها بنين بـ74 قتيلاً. ويقول الباحث إيفان غيشوا: 'وتيرة الهجمات في شهر يونيو/ حزيران كانت غير مسبوقة، لقد كثّفوا عملياتهم بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الماضية'. وتوضح بيفرلي أوتشينغ أن المسلحين يستخدمون مجموعة متنوعة من التكتيكات تهدف إلى التسبب بأقصى قدر من الاضطراب. وتقول: 'يضعون عبوات ناسفة بدائية الصنع في الطرق الرئيسية، ولديهم قدرات تنفيذ هجمات بعيدة المدى، كما أنهم يستهدفون القوات الأمنية في القواعد العسكرية، ولذلك يأتي الكثير من أسلحتهم من هذه المواقع، وقد هاجموا أيضاً مدنيين في حالات يُعتقد فيها أن المجتمعات المحلية تتعاون مع الحكومة'. ووفق تقرير حديث صادر عن 'المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود GI-TOC'، فإن جماعات مثل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين استفادت من خدمات 'ستارلينك'، وهي شركة مملوكة لإيلون ماسك توفّر الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، لتعزيز قدراتها. وتوفر 'ستارلينك' خدمة الإنترنت عالي السرعة في المناطق التي تفتقر إلى تغطية شبكات الهاتف المحمول أو تعاني من ضعف الاتصال. وتقول GI-TOC إن الجماعات المسلحة تُهرّب أجهزة 'ستارلينك' إلى البلاد عبر طرق تهريب معروفة جيدًا. وقال أحد المحللين في GI-TOC لبرنامج 'فوكس أون أفريكا' الذي تبثه بي بي سي: 'لقد جعلت ستارلينك من السهل جداً على هذه الجماعات التخطيط للهجمات وتنفيذها، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وتجنيد الأعضاء، وتنفيذ المعاملات المالية، والحفاظ على الاتصال بقادتهم حتى أثناء الاشتباكات المباشرة'. وقد تواصلت 'بي بي سي' مع شركة 'ستارلينك' للتعليق على هذه المعلومات. Reuters كيف تموّل الجماعة؟ لدى الجماعة مصادر دخل متعددة. في وقتٍ من الأوقات في مالي، كانت تجمع الأموال من خلال خطف الأجانب مقابل فدية، لكن عدد الأجانب في البلاد تراجع بسبب تدهور الوضع الأمني. وقد أصبحت سرقة المواشي الآن مصدر دخل رئيسي، وفقًا لما قاله محلل في GI-TOC، فضّل عدم الكشف عن هويته حفاظًا على سلامته في مالي. وقال المحلل: 'مالي تُعد من كبار مصدّري المواشي، لذلك من السهل عليهم سرقة الحيوانات وبيعها'. وتُظهر أبحاث GI-TOC أن الجماعة حققت 770 ألف دولارمن تجارة المواشي في عام واحد في منطقة واحدة فقط من مالي، واستانداً إلى هذا الرقم، فإن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين قد تجني ملايين الدولارات من سرقة الماشية. كما تفرض الجماعة ضرائب متعددة، بحسب الخبراء. ويقول تقرير GI-TOC: 'إنهم يفرضون ضرائب على الذهب، لكنهم في الواقع يفرضون ضرائب على أي شيء يمر عبر أراضيهم، سواء كانت بضائع قانونية أو غير قانونية'. ومضى التقرير قائلاً: 'وقد تكون هناك ضريبة على شكل ابتزاز، حيث تطلب الجماعة من السكان دفع أموال مقابل الحماية'. وتُشير بيفرلي أوتشينغ إلى أن المسلحين معروفون أيضاً بإقامة حواجز، يتعيّن على الناس عندها دفع رسوم للدخول أو الخروج من المنطقة. ماذا عن جهود محاربتهم؟ كانت القوات المسلحة الفرنسية على الأرض لدعم الحكومة في مالي لما يقرب من عقد من الزمن، حيث تمركز أكثر من 4 آلاف جندي فرنسي في منطقة الساحل لمحاربة الجماعات التي شكّلت لاحقاً جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، إلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى. وعلى الرغم من بعض النجاحات الأولية التي حققتها فرنسا في عامي 2013 و2014، حيث استعادت أراضي من المسلحين وقتلت عدداً من القادة البارزين، فإن ذلك لم يوقف نمو جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بعد تأسيسها. وأشار محلل فيGI-TOC إلى أن 'جهود مكافحة التمرد فشلت حتى الآن بسبب الفكرة السائدة بأن الجماعة يمكن هزيمتها عسكريًا، لكن إنهاءها لن يتحقق إلا عبر التفاوض'. وفي عام 2014، توحدت دول الساحل لتشكيل قوة المهام المشتركة لـ'مجموعة الساحل الخمس' (جي 5)، وهي قوة تضم 5 آلاف جندي من دول مختلفة. ومع ذلك، انسحبت بوركينا فاسو ومالي والنيجر خلال السنوات الأخيرة، مما قوض قدرة القوة على مواجهة التمرد. أما بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي (مينوسما)، والتي لم تكن جزءاً من جهود مكافحة التمرد، فقد كانت موجودة أيضاً في البلاد لمدة عقد من الزمن لدعم الاستقرار، لكنها انسحبت في نهاية عام 2024. BBC وقعت انقلابات عسكرية في مالي عامي 2020 و2021، وفي بوركينا فاسو عام 2022، وفي النيجر عام 2023. ويقول محللون إن ضعف الحكومات في ظل المجالس العسكرية الحاكمة في بوركينا فاسو ومالي والنيجر سمح لجماعات متطرفة مثل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بالازدهار. وقد سارعت هذه المجالس إلى مطالبة القوات الفرنسية بالمغادرة، واستبدلتها بالدعم الروسي وقوة مشتركة شكلتها الدول الثلاث في الساحل. ورغم انسحاب مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية بالكامل من مالي، فإن 'فيلق أفريقيا'، وهي مجموعة شبه عسكرية تابعة للكرملين، ستبقى في البلاد. وفي بوركينا فاسو، يشكّل ما يُعرف بـ'جيش المتطوعين'، الذي أُطلق عام 2020 قبل الانقلاب العسكري، أحد الأساليب المستخدمة لمحاربة المسلحين. وقد أعلن قائد المجلس العسكري إبراهيم تراوري عن رغبته في تجنيد 50 ألف مقاتل. لكن الخبراء يقولون إن العديد من هؤلاء المتطوعين يُجبرون على الالتحاق بالقوة، وبسبب ضعف التدريب، فإنهم يتكبدون خسائر فادحة في الأرواح، وغالباً ما يكونون هدفاً لهجمات جماعة نصرة الإسلام والمسلمين. كما اتُهمت المجالس العسكرية في بوركينا فاسو ومالي من قبل منظمات حقوق الإنسان بارتكاب فظائع ضد المدنيين، لا سيما من إثنية الفولاني. وتقول جماعات حقوقية إن الحكومة كثيراً ما تخلط بين الفولانيين والجماعات الإسلامية المسلحة، مما يعرقل جهود السلام بشكل أكبر. وبحسب GI-TOC، فإن الحكومة العسكرية في مالي وحلفاءها الروس تسببوا في سقوط 1,486 ضحية مدنية بين يناير/ كانون الثاني من عام 2024 ومارس/ آذار من عام 2025. BBC كيف يُؤجج 'الذهب الدموي' الصراع في غرب أفريقيا؟ 🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.