
بلومبرغ: سعر النفط عرضة لمزيد من الهبوط إذا زاد "أوبك+" الإنتاج مجدداً
ففي ظل تراجع التوترات الجيوسياسية وضُعف مؤشرات الطلب، خصوصاً في آسيا، فإن توقيت الزيادات المتواصلة يثير مخاطر زيادة المعروض بكميات كبيرة بوتيرة أسرع من اللازم. وتهدف السعودية من استراتيجية إعادة الإمدادات للسوق إلى تحقيق الانضباط ضمن أعضاء التحالف المخالفين لسياسة الإنتاج مثل كازاخستان، لكنها تتضمن أيضاً تحولاً بدرجة أكبر للدفاع عن الحصة السوقية في ضوء الإنتاج المتزايد من خارج "أوبك+".
الزيادات المستمرة تشير لضغوط سعرية ممتدة
حال تأكيد هذه الزيادة لشهر أغسطس، فستمثل خطوة جديدة صوب الإلغاء السريع لتخفيضات الإنتاج التي قررها "أوبك+" في السابق، ما يُقرب التحالف من استعادة الكميات التي تم حجبها بالكامل. لكن هذه الخطوة تأتي في لحظة حرجة، إذ لا يزال نمو الطلب العالمي غير مستقر، متأثراً بضعف النشاط الصناعي في الصين واستمرار الضبابية التجارية. في الوقت نفسه، يتزايد الإنتاج من خارج "أوبك+" بشكل مستمر، بقيادة الولايات المتحدة والبرازيل وغيانا، ما يُصعّب على السوق استيعاب الإمدادات الإضافية من التحالف دون ظهور فائض.
وترجح تحليلات "بلومبرغ إنتليجنس" للسيناريوهات المختلفة بشكل متزايد ظهور فائض يتجاوز مليون برميل يومياً في النصف الثاني من العام. وما لم يُبطئ "أوبك+" وتيرة زيادة الإنتاج أو يتحسن الطلب بشكل غير متوقع، فقد تظل الأسعار تحت ضغوط هبوطية مستمرة حتى نهاية العام.
المخاطر الجيوسياسة تتلاشى
تجاهلت السوق إلى حد كبير المخاطر الجيوسياسية الأخيرة، وتراجعت أسعار النفط بعد التوصل لهدنة بين إسرائيل وإيران. وتحالف "أوبك+" لديه قدرة من الطاقة الإنتاجية الفائضة (معظمها في السعودية والإمارات)، بوسعه استخدامها في حال تعطل إنتاج النفط أو إمداداته، وإن كان ذلك يحمل قدراً من الحساسية إذ لن باقي أعضاء التحالف في الظهور بمظهر المستفيد على حساب إيران، وفق "بلومبرغ إنتليجنس".
لكن في ظل ضغط الرئيس الأميركي دونالد ترمب باتجاه خفض أسعار النفط بعد زيارته التاريخية إلى الخليج، قد يعكس قرار "أوبك+" أيضاً مساعي السعودية المستمرة لتخفيف التوتر في السوق، وهو ما قد ينظر إليه البعض على أنه تعاون مع الولايات المتحدة للمساعدة في خفض تكلفة النفط على المستهلكين.
تقليص التخفيضات سيخفض فائض الطاقة الإنتاجية لدى "أوبك"
أدّت تخفيضات الإنتاج إلى تراكم فائض في الطاقة الإنتاجية لدى "أوبك"، لكن الخطة الحالية لإزالة القيود تدريجياً ستؤدي إلى تراجع ذلك الفائض. فقد احتفظت المنظمة باحتياطيات كبيرة منذ جائحة كورونا، وكان ذلك أحد الأسباب الرئيسية لتحصين الأسعار من الصدمات على جانب الإمدادات. كما أدّت وفرة المعروض لتقليل فرص حدوث قفزة سعرية مفاجئة.
وتفيد بيانات "بلومبرغ إنتليجنس" بأن السعودية تستحوذ على نصيب الأسد من فائض الطاقة الإنتاجية لدى "أوبك" بنسبة 47%، تليها الإمارات بنسبة 23%، ثم إيران والعراق بنسبة 9% لكل منهما، بإجمالي نحو 6.6 مليون برميل يومياً.
"أوبك" وإعادة التوازن للسوق
تراجعت حصة "أوبك" من إجمالي إمدادات الخام والمكثفات عالمياً بنحو 10 نقاط مئوية خلال العقد الماضي. وكان ذلك في الغالب لصالح منتجي النفط الصخري في أميركا الشمالية الذين زادت حصتهم تسع نقاط مئوية.
ويرى محللو "بلومبرغ إنتليجنس": "رغم أن تراجع نمو الطلب على النفط -نتيجة زيادة كفاءة استهلاك الوقود والنمو المطرد للسيارات الكهربائية- قد يُثير شكوكاً حول أهمية المجموعة، فقد برهنت إدارتها للمعروض في 2020 على أهميتها لإعادة التوازن إلى السوق والحد من التقلبات".
الطلب على خام "أوبك"
النمو الأبطأ من المتوقع للطلب، والإمدادات المتزايدة من خارج "أوبك"، واستمرار تدفق النفط الروسي رغم العقوبات، كلها أمور تشير إلى احتمال تراجع الطلب على خام "أوبك" مجدداً هذا العام.
تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يبلغ الطلب على نفط "أوبك" نحو 26.5 مليون برميل يومياً، انخفاضاً من 27 مليوناً في 2024 و28.4 مليون في 2023. وبالمثل، خفضت "أوبك" وإدارة معلومات الطاقة الأميركية في 2021 تقديراتهما للطلب العالمي على نفط المُنظمة نتيجة توقعاتٍ بتراجع الطلب على النفط وزيادة الإنتاج في أماكن أخرى.
يُمثل الطلب على نفط "أوبك" الفارق بين إجمالي الطلب العالمي على النفط وإنتاج الدول من خارج "أوبك". وتُعدُّ "أرامكو السعودية"، و"بي بي" (BP)، وشل (Shell)، و"توتال إنرجيز" (TotalEnergies)، و"إكسون موبيل" (Exxon Mobil)، و"شيفرون" (Chevron) من بين أكبر شركات إنتاج النفط في العالم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء السعودية
منذ 23 دقائق
- الأنباء السعودية
عام / مجلس إدارة "أداء" يعقد اجتماعه الرابع والعشرين
الرياض 13 محرم 1447 هـ الموافق 08 يوليو 2025 م واس عقد مجلس إدارة المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة "أداء" اجتماعه الرابع والعشرين، الذي ناقش خلاله عددًا من الموضوعات التي تعكس دور المركز لدعم الأجهزة العامة في عمليات تحسين الأداء بشكل مستمر. واستعرض المجلس خلال الاجتماع حالة أداء الأجهزة العامة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، إذ بلغ إجمالي عدد الأجهزة التي يقيسها المركز (614) جهازًا عامًا، إضافةً إلى (278) مؤشرًا، و (1172) مبادرة، وأبرز الجهود الخاصة بقياس عدد من الإستراتيجيات الوطنية ومؤشرات قياس الأداء وحالة تنفيذ المبادرات. واطلع المجلس على تقارير موسمي الحج والعمرة لعام 1446هـ، التي تضمّنت تحليلًا شاملًا للبيانات ونتائج القياس والتوصيات الداعمة لتطوير الخدمات وتحسين تجربة ضيوف الرحمن. وشهد الاجتماع استعراض مجموعة من المنتجات التمكينية، منها لقاءات رواد الأداء وجسور المعرفة، وورش العمل التخصصية التي ينفذها المركز بهدف رفع مستوى أداء وممارسات الأجهزة العامة وتعزيز الوعي في هذا المجال، حيث نفّذ المركز (14) برنامجًا تدريبيًا منذ بداية هذا العام، استفاد منها (1,957) متدربًا يمثلون (90) جهازًا حكوميًا، وفي إطار تمكين الأجهزة العامة، استهدف المركز تقييم ممارسات قياس وإدارة الأداء لـ (78) جهازًا عامًا في العام 2025م. ويأتي هذا الاجتماع ضمن الاجتماعات الدورية التي يعقدها المجلس لمتابعة الأداء، واتخاذ القرارات التي تُسهم في تطوير منظومة قياس الأداء الحكومي، وتمكين الأجهزة العامة من تحقيق أهدافها بكفاءة وفعالية، انسجامًا مع تطلعات القيادة الرشيدة -حفظها الله-، ورؤية المملكة الطموحة.


صحيفة سبق
منذ 44 دقائق
- صحيفة سبق
لتأهيل ذوي الإعاقة البصرية عبر الشطرنج.. شراكة نوعية بين "نقطة تحول" ونادي "جامبت"
أبرمت جمعية "نقطة تحول" لذوي الإعاقة البصرية اتفاقية شراكة مجتمعية وتدريبية مع نادي "جامبت" للشطرنج، بهدف تمكين المستفيدين ودمجهم في الأنشطة الذهنية والرياضية، وذلك خلال مراسم التوقيع التي أقيمت بمقر الجمعية في مدينة الخبر. وتتضمن الاتفاقية إطلاق برنامج تدريبي متخصص في تعليم الشطرنج باستخدام اللوح اللمسي، إلى جانب التعرف على استراتيجيات اللعب، بما يُمكّن المشاركين من خوض منافسات محلية ودولية مستقبلًا. من جهته، وصف المدير التنفيذي لجمعية "نقطة تحول" محمد الزهراني الاتفاقية بأنها "نقلة نوعية" في مجال التأهيل الذهني للمستفيدين، مشيرًا إلى أن الجمعية تسعى لبناء شراكات مستدامة تُسهم في تطوير المهارات وفتح فرص جديدة لذوي الإعاقة البصرية.


الاقتصادية
منذ ساعة واحدة
- الاقتصادية
النفط يبلغ ذروة أسبوعين بفعل توقعات انخفاض الإنتاج الأمريكي
ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها في أسبوعين عند التسوية اليوم الثلاثاء بدعم من توقعات تراجع إنتاج النفط في الولايات المتحدة، والمخاوف بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية على النحاس. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.8% لتبلغ 70.15 دولار للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 0.6% إلى 68.33 دولار، وهذا أعلى سعر تسوية للخامين القياسيين منذ 23 يونيو (لليوم الثاني على التوالي). وقال المحلل في مجموعة برايس فيوتشرز فيل فلين: "أسهمت توقعات انخفاض الإنتاج الأمريكي في ارتفاع الأسعار، واستمرت في الصعود بالتزامن مع تزايد أسعار السلع الأخرى، لا سيما مع أنباء الرسوم الجمركية على النحاس". ووفقا لأحدث توقعات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، ستنتج الولايات المتحدة نفطا أقل في 2025 مما كان متوقعا سابقا، إذ دفع انخفاض أسعار الخام المنتجين إلى إبطاء عملياتهم هذا العام. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب اليوم إنه سيعلن عن فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على النحاس في وقت لاحق من اليوم، بهدف تعزيز إنتاج الولايات المتحدة من المعدن المهم للسيارات الكهربائية والمعدات العسكرية وشبكات الكهرباء والعديد من السلع الاستهلاكية. وباغت قرار ترمب بفرض رسوم جمركية على النحاس الأسواق، ودفع أسعار المعدن إلى مستوى قياسي.