
خبير عسكري: الاحتلال يزيد ضغط عملياته بغزة مع احتمالية الذهاب لصفقة
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي إن التصعيد العسكري الإسرائيلي الأخير في قطاع غزة يشير إلى نية الاحتلال زيادة الضغط الميداني على المقاومة، في إطار السعي لإجبارها على القبول بصفقة تبادل أو وقف لإطلاق النار بشروط إسرائيلية.
وأوضح أن الاحتلال ركّز خلال الفترة الماضية على محورين أساسيين: الأول شمالا عبر جباليا والشجاعية وصولا إلى محور نتساريم، والثاني جنوبا في خان يونس من جهتي موراج والقرارة.
غير أن التحركات الأخيرة ل جيش الاحتلال ، حسبما يرى الفلاحي في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة، تشير إلى احتمال فتح محور جديد نحو وسط القطاع، خاصة منطقتي الزهراء والمغراقة.
يأتي ذلك بعد أوامر إخلاء صدرت للسكان في بعض مناطق الوسط، مما قد يُمهّد لعملية توغل جديدة. وحسب الفلاحي، فإن الجيش الإسرائيلي يحاول تفكيك قطاع غزة إلى محاور قتال منفصلة، لتوسيع الضغط على المقاومة وإجبارها على القتال في أكثر من جبهة.
ويعتقد العقيد الفلاحي أن تركيز الجيش الإسرائيلي على العمليات النارية، بدلا من القتال المباشر، مردّه رغبته في تجنب الخسائر البشرية، خصوصا مع تراجع أداء بعض وحداته بعد سحب قسم من القوات من غزة نحو جبهات أخرى، مما أضعف التشكيلات المقاتلة ميدانيا.
إرهاق المقاومة
وأضاف أن الضغط على المقاومة في 3 محاور -الشمال والجنوب والوسط- يهدف لإرهاقها وتوسيع دائرة الاشتباك، ويعتقد أن محور الوسط قد يشكل هدفا مرجحا للهجوم المقبل بسبب طبيعته السكانية وانفتاحه الجغرافي، مما يسهل تقدم المدرعات الإسرائيلية.
ورغم الحملة المستمرة منذ شهور، فلم يتمكن الجيش الإسرائيلي من السيطرة الكاملة على خان يونس جنوبي القطاع، ويرجع الفلاحي ذلك إلى التكتيك الدفاعي الفعال للمقاومة، التي تعتمد على مجاميع صغيرة مرنة، تستغل التضاريس وتنفذ عمليات نوعية ضد الوحدات الإسرائيلية، خصوصا الهندسية منها.
وفي هذا السياق، ذكرت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أن عملياتها ركزت على استهداف القوة الهندسية الإسرائيلية التي تمثل طليعة التوغل، وأعلنت تدميرها حفّارات وجرافات ودبابات "ميركافا"، وهي خسائر لوجستية حساسة في العمليات البرية.
وبالتوازي مع ذلك، أعلنت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي – استهداف آليات متوغلة في شمال خان يونس ومحيط نتساريم، مستخدمة العبوات الناسفة وقذائف الهاون، بالإضافة إلى صواريخ 107، التي أصابت خطوط إمداد عسكرية إسرائيلية.
ويرى الفلاحي أن المقاومة تُدير في هذه المرحلة ما تملكه من إمكانات باقتصاد وجهد محسوب، مما مكّنها من الحفاظ على وتيرة عملياتها رغم الحصار الشديد وظروف القتال القاسية.
ويربط الفلاحي تغيير الجيش الإسرائيلي لجبهات القتال بمحاولة لتجاوز عقدة خان يونس التي تحولت إلى ساحة استنزاف طويلة ومعقدة، ويقول إن القيادة العسكرية الإسرائيلية قد تتجه نحو محاور أسهل لتحقيق إنجاز ميداني يُستخدم كورقة تفاوض سياسي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
مستوطنون يقتحمون الأقصى وشرطة الاحتلال تقتحم سلوان
اقتحم عشرات المستوطنين -صباح اليوم الأحد- المسجد الأقصى المبارك بحراسة شرطة الاحتلال الإسرائيلي، في حين اقتحمت عناصر من شرطة الاحتلال بلدة سلوان بالقدس المحتلة. وقالت مصادر للجزيرة إن المستوطنين اقتحموا المسجد من جهة باب المغاربة، وأدوا طقوسا وصلوات تلمودية في المنطقة الشرقية منه. وقيدت شرطة الاحتلال وصول المصلين للأقصى خلال فترة الاقتحامات الصباحية لتأمين المستوطنين المقتحمين. وفي سياق متصل، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) باقتحام سلطات الاحتلال الإسرائيلي -صباح اليوم- أحياء عدة في بلدة سلوان ، جنوب المسجد الأقصى المبارك، برفقة طواقم بلدية الاحتلال في المدينة، ونفذت جولات استفزازية في شوارعها. وأضافت الوكالة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة عند حاجزي جبع وقلنديا العسكريين شمال القدس المحتلة أجروا تفتيشا لمركبات المواطنين ودققوا في بطاقاتهم الشخصية، مما أحدث أزمة في المكان وأعاق تنقل المواطنين إلى أماكن عملهم. ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تفرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي إجراءات مشددة على مدينة القدس، من خلال عشرات الحواجز العسكرية على أبواب القرى والبلدات والمداخل، بالإضافة إلى منع أهالي الضفة الغربية من دخول القدس والصلاة في المسجد الأقصى.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
مصدر قضائي: 71 قتيلا في الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين بطهران
قال متحدث قضائي إيراني إن الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين في طهران أودى بحياة 71 شخصا، من بينهم موظفو السجن وسجناء وبعض أفراد عائلات السجناء التي أتت للزيارة. وقال المتحدث أصغر جهانجير في تصريحات نقلتها وكالة "ميزان" التابعة للسلطة القضائية إن "71 شخصا قتلوا في الهجوم على سجن إيفين بينهم موظفون وإداريون وشباب يؤدون خدمتهم العسكرية وسجناء وأفراد عائلات السجناء الذين كانوا يزورونهم وبعض السكان في محيط السجن". وبحسب جهانجير فإن أضرارا مادية وجسدية ثقيلة لحقت بجيران سجن إيفين القريبين من قاعة الاجتماعات والمبنى القضائي (المحكمة)، موضحا أنه "في يوم الهجوم كان بعض العائلات قد توجهت إلى إيفين لزيارة أو متابعة شؤون ذويهم من السجناء، لكن للأسف أصيبت القاعة المعنية بقذيفة وعدد من المواطنين الذين كانوا موجودين فيها إما أصيبوا أو استشهدوا". وكان الطيران الإسرائيل قصف في 23 يونيو/حزيران الجاري سجين إيفين الذي يضم سجناء سياسيين، مما أدى إلى اندلاع حرائق داخل السجن وسقوط ضحايا، في المقابل قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجيش قصف مداخل سجن إيفين الذي يُحتجز فيه معارضو النظام الإيراني. وشنت إسرائيل في 13 يونيو/حزيران بدعم أميركي هجمات على إيران استهدفت منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين، في حين ردت إيران بصف إسرائيل بمئات الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 24 يونيو/حزيران عن اتفاق تام بين إسرائيل وإيران على وقف إطلاق نار كامل وشامل، وذلك بعد هجوم إيران على قاعدة العديد في قطر.


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
استغراب إسرائيلي من تفاؤل ترامب بشأن غزة دون مؤشرات على وجود تسوية
تتجه إسرائيل نحو أسبوع حاسم فيما يتعلق بحرب الإبادة التي يرتكبها جيشها في قطاع غزة ، وسط تصاعد التصريحات السياسية والعسكرية التي تعكس تعقيد المشهد وتباين المواقف بشأن مستقبل الحرب. فقد أكدت القناة 12 الإسرائيلية أن الجيش سيعرض في جلسة الأحد المقبل أمام المجلس الوزاري المصغر بدائل وخيارات متعددة بشأن غزة، من بينها استكمال احتلال القطاع أو التوصل إلى صفقة، مشيرة إلى أن رئيس الأركان سيبلغ المجلس بأن الجيش يقترب من تحقيق أهدافه في غزة. وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين استغرابهم من تفاؤل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة خلال الأسبوع المقبل، مؤكدين أن إسرائيل لم تُبلّغ بأي تغيير أو تقدم يبرر هذا التفاؤل، ولا توجد مؤشرات على مرونة في موقف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن إنهاء الحرب. وأضافت الصحيفة نقلا عن المسؤولين الإسرائيليين أن أحد التقديرات يشير إلى أن تفاؤل ترامب قد يكون محاولة لاستثمار الزخم السياسي بعد انتهاء الحرب مع إيران لتحقيق إنجاز سياسي إضافي. ورغم أنهم أكدوا وجود اتصالات ومحادثات مكثفة في الكواليس لكنهم نفوا وجود نتائج ملموسة أو اختراق حقيقي حتى الآن. وفي موقف سياسي لافت، استبق وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الحديث عن إنهاء الحرب بالتأكيد على أن حكومة نتنياهو لن توافق "أبدا على تقسيم البلاد أو تسليم أراضٍ للعدو" على حد تعبيره، واصفا فكرة إقامة دولة فلسطينية بأنها "إرهابية" وتهدد وجود إسرائيل ومستقبلها، وفق قوله. وأضاف سموتريتش أنه واثق من أن نتنياهو -المطلوب للجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- وترامب "سيحرران الشرق الأوسط" مما وصفه بـ"ارتهانه للقضية الفلسطينية"، معتبرا أنه من "السخيف" الاعتقاد أن على الحكومة دفع ثمن اتفاقيات السلام بالتنازل عن أراض لإقامة "دولة فلسطينية إرهابية". وكانت مصادر إسرائيلية أفادت أمس السبت بإحراز تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، في ظل زيارة مرتقبة لوزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى واشنطن. وقالت هيئة البث الإسرائيلية، نقلا عن مصادر، إنه رغم التقدم المحرز فإن ذلك لم يصل إلى مرحلة إرسال وفد للتفاوض، مشيرة إلى أن الخلاف الرئيسي يتمحور حول شروط إنهاء الحرب، والضمانات التي تطالب بها حركة حماس. كما نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أمس عن مسؤول في البيت الأبيض أن الأميركيين سيبلّغون ديرمر بضرورة إنهاء الحرب وإنقاذ الأسرى الأحياء، وأنه بالإمكان تفكيك حماس لاحقا، وبحسب المسؤول الأميركي فإن واشنطن متفائلة بشأن إنهاء الحرب وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، لكن لم يتضح بعد مدى إصرارها على الضغط على إسرائيل.