
تحقيق موثق لـ'لوموند ديبلوماتيك' يعري اللوبي المؤيد لإسرائيل في فرنسا وكيف أخر الاعتراف بالدولة الفلسطينية
نشرت صحيفة "لوموند ديبلوماتيك' الفرنسية تحقيقا مطولا في عددها الأخير لشهر أغسطس/آب الجاري عن على اللوبي المؤيد لإسرائيل في فرنسا، وكيف يؤثر هناك في الأوساط الرسمية والأكاديمية والإعلامية ويسهم في صناعة القرار الفرنسي وفي توجيه جزء من الرأي العام بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
التحقيق الذي أعده سيرج حليمي (رئيس تحرير الصحيفة السابق) وبيير ريمبير بدأ بالتأكيد على أنه "فيما حولت إسرائيل قطاع غزة إلى معسكر اعتقال، ولا تزال تواصل ضم الضفة الغربية، قررت باريس مرة أخرى إعلان الاعتراف بدولة فلسطين، المقرر في سبتمبر/أيلول المقبل'. وفرنسا -وهي دولة كانت ذات نفوذ في منطقة الشرق الأوسط- اتخذت ذلك القرار بشكل متأخر جدا، لتصبح الدولة رقم 149 التي تقدم على تلك الخطوة المتأخرة التي ترجع إلى دور تكتل سياسي وإعلامي قوي يعمل لصالح تل أبيب'.
ولفت التقرير إلى أنه تحت ذلك التأثير ظلت فرنسا خلال العقدين الماضيين تصطف مع المعسكر الغربي في انحيازه التام ودعمه المطلق للحكومة الإسرائيلية التي تثبت ممارساتها اليومية أنها تتعارض مع القيم التي يتبناها الغرب.
وتساءل الكاتبان: لماذا تصرفت قوة نووية كفرنسا وعضوة دائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لفترة طويلة كشريك صامت لـ'دولة مارقة؟'.
أسباب التواطؤ
برأيهما يعود ذلك "التواطؤ' مع إسرائيل إلى 3 أسباب رئيسية، أولها انحياز باريس التدريجي إلى ما سمتها المجلة "دبلوماسية القيم' التي تفترض التفوق الحضاري والأخلاقي للغرب الذي تعد إسرائيل رأس حربته في منطقة الشرق الأوسط.
أما السبب الثاني فيكمن في إعادة الهيكلة السياسية الفرنسية التي تكيف خطاب حرب الحضارات في فرنسا بهدف توحيد اليمين وأقصى اليمين وأنصار الرئيس ماكرون في المعركة ضد اليسار الذي يأتي ذكره مرادفا لانعدام الأمن وللنزعة الإسلامية ومعاداة السامية.
اللوبي الإسرائيلي في فرنسا يشكل مجرة متباينة المكونات وتضم منظمات راسخة في المشهد الفرنسي مثل المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (كريف) المتحالف مع حزب الليكود الإسرائيلي
ويتجلى السبب الثالث في فعالية اللوبي المؤيد لإسرائيل في فرنسا الذي يُستخدم غالبا لدعم نظريات المؤامرة، ويحيل ذلك اللوبي إلى القوى والأطراف -وهي ليست بالضرورة كلها يهودية- التي تدعم سياسات إسرائيل في كل لحظة حاسمة.
ويفصل تحقيق "لوموند ديبلوماتيك' في اللوبي الإسرائيلي في فرنسا أنه يشكل مجرة متباينة المكونات وتضم منظمات راسخة في المشهد الفرنسي مثل المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (كريف) المتحالف مع حزب الليكود الإسرائيلي، وجماعات الصداقة البرلمانية و'جمعية فرنسا إسرائيل'.
ويشمل ذلك اللوبي أيضا وسائل إعلام مجتمعية، بينها "راديو جي'، وشخصيات ملتزمة بصدق بالدفاع المستميت عن دولة تراها ملاذا لليهود، إضافة إلى شبكة غير رسمية من وسائل الإعلام والشخصيات البارزة التي تجاهر بمناهضة الإسلام وترى في إسرائيل البوصلة الموجهة لتحركاتها.
مكونات اللوبي
وقالت "لوموند ديبلوماتيك' إن كل مكونات اللوبي المؤيد لإسرائيل في فرنسا -سواء في الشق الدبلوماسي أو السياسي ومجال التأثير- تصبح على قلب رجل واحد في أوقات الأزمات، وتتبنى نفس الخطاب الذي تروجه تل أبيب وينتعش ذلك بشكل جلي في الصحافة الفرنسية المحافظة.
ولتفسير ذلك الدعم المطلق، تستشهد الصحيفة بنموذج ببرنارد هنري ليفي الذي تصفه بالمؤثر الرئيسي والمقرب جدا من الرئيس ماكرون، إضافة إلى أنه كاتب عمود في مجلة لوبوان ذات التوجه اليميني المحافظ ومحرر في دار النشر الشهيرة غراسي المملوكة لمجموعة بولوري الداعمة لليمين المتطرف ورئيس مجلس إدارة قناة "آر تي'.
وتذكر بما قاله ليفي "كلود لانزمان أنتج (عام 1973) فيلما بعنوان "لماذا إسرائيل؟'، وكان جواب كلود لانزمان لأن مصير الغرب يعتمد على ذلك (..)، لو لم تولد إسرائيل أو تختفي لكان ذلك بمثابة انهيار رمزي وأخلاقي للغرب لن يتعافى منه أبدا'.
وترى "لوموند ديبلوماتيك' أن اللوبي المؤيد لإسرائيل ساهم في إعادة توجيه الدبلوماسية الفرنسية على مدى الـ20 عاما الماضية، وذلك ضمن نفوذه المتزايد على اليمين السياسي في أوروبا برمتها.
وتجلى ذلك التأثير في الساحة الفرنسية بتلاشي ما كانت تعرف بـ'سياسة فرنسا في العالم العربي'، ومن أبرز محطاتها دعم الجنرال شارل ديغول المبدئي عام 1967 للمقاومة في الأراضي المحتلة، وزيارة الرئيس جاك شيراك إلى القدس عام 1996، ومرافعة وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان عام 2003 ضد مشاركة بلاده في غزو العراق.
وتؤكد الصحيفة أنه بعد ذلك التاريخ تراجع صوت فرنسا بعد إعادة اندماجها الكامل في حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي أعلنه الرئيس نيكولا ساركوزي في واشنطن في نوفمبر/تشرين الثاني 2007، وكان من آثاره أن القرار الفرنسي أصبح جزءا من الكتلة الغربية، ولم تعد لباريس سياسة شرق أوسطية أصيلة ومحترمة.
وذكر بأنه بينما كان اليمين الديغولي يقيم علاقات جيدة مع كبرى العواصم العربية المعنية مباشرة بالقضية الفلسطينية ووفر الرعاية للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات حتى وفاته في المستشفى العسكري بكلامار في باريس عام 2004 فإن بعض الأحزاب التي تدّعي النسب لديغول وشيراك مثل حزب "الجمهوريون' تغالي في تبني مواقف مؤيدة لإسرائيل.
اللوبي المؤيد لإسرائيل ساهم في إعادة توجيه الدبلوماسية الفرنسية على مدى الـ20 عاما الماضية، وذلك ضمن نفوذه المتزايد على اليمين السياسي في أوروبا برمتها.
وتروج تلك الأوساط السياسية لخطاب مفعم بمفردات الإرهاب ومعاداة السامية، وتحاول إقناع جمهورها بأن الفرنسيين والإسرائيليين يواجهون العدو نفسه، وكل من لا يصف عناصر حركة حماس بـ'الإرهابيين' مدان بمعاداة السامية.
وترى "لوموند ديبلوماتيك' أن هذه الأفكار تحمل توقيع السلطات الإسرائيلية وتنتشر بكل سلاسة في الصحافة اليمينية وفي قنوات الأخبار التي يتسيد فيها اللوبي المؤيد لإسرائيل مثل القنوات التلفزيونية "سي نيوز'، و'إل سي إي'، و'بي إف إم تي في'.
ومن أبرز الوجوه الإعلامية في تلك الأوساط المذيعة لورنس فيراري (إل سي إي) وفرانز أوليفييه جيزبار كاتب افتتاحيات مجلة لوبوان اللذان دُعيا في 27 مايو/أيار الماضي إلى حفل دعم للجيش الإسرائيلي، وحصلا على جائزة تقديرية لـ'دعمهما المتحمس لإسرائيل والشتات'.
وإضافة إلى وسائل الإعلام اليمينية المتطرفة يلفت تقرير "لوموند ديبلوماتيك'، إلى أن اللوبي المؤيد لإسرائيل يضم أيضا قطاعا من الشخصيات المحسوبة على الوسط واليسار، والتي تتمسك بفكرة "الحرب المشتركة' وتدافع عن إسرائيل باعتبارها -في نظر تلك الشخصيات- حليفا وإحدى قلاع التنوير المهددة من محيطها الجغرافي.
وقدّم التحقيق قائمة بشخصيات من هذا القطاع المؤيد لإسرائيل، بينها صوفيا آرام الممثلة الكوميدية في إذاعة فرانس إنتر، وفيليب فال المدير السابق لمجلة شارلي إيبدو وإذاعة فرانس إنتر، والكاتب رافائيل إنثوفن المؤسس المشارك مع الإعلامية كارولين فوريست لمجلة "فران-تيرور'، والإمام المثير للجدل حسن شلغومي، وأمين الخاتمي العضو السابق في الحزب الاشتراكي والمؤسس المشارك لحركة "الربيع الجمهوري'، وهي حركة متطرفة تدافع عن العلمانية.
وينقل التحقيق عن المديرة السابقة لمجلة ماريان اليمينية ناتاشا بولوني حديثها مطلع العام الجاري عن انحراف هذه المجموعة الغامضة التي كانت مقربة منها، قائلة "لقد تحولت الحركة التابعة للربيع الجمهوري (الذي أنشئ في مارس/آذار 2016 في أعقاب الهجمات التي وقعت في باريس) إلى الدفاع، ليس فقط عن إسرائيل، بل أيضا عن سياسات بنيامين نتنياهو'.
وإلى جانب هؤلاء، يوجد في معسكر الداعمين لإسرائيل أكاديميون متخصصون، بينهم الكاتب فريديريك إنسيل الذي يناقش من منظور إسرائيلي صرف ملفات الشرق الأوسط في مجلة لوفيغارو وفي الكثير من المنابر الإعلامية الأخرى.
ويشير التحقيق كذلك إلى نموذج المؤرخ جورج بن سوسان الذي تتهافت عليه نفس وسائل الإعلام اليمينية وهو يردد أفكار ونظريات بنيامين نتنياهو التي يدافع فيها عن سلوك الجنود الإسرائيليين الذين "أعادوا الحياة والبقاء' إلى غزة، وفق تعبيره.
في المقابل، تحجم تلك المنابر الإعلامية عن استضافة خبراء مثل باسكال بونيفاس أو آلان غريش القادرين على الرد على أطروحات وأفكار أولئك الخبراء الداعمين بشكل أعمى لإسرائيل.
وإضافة إلى وسائل الإعلام اليمينية المتطرفة فإن اللوبي المؤيد لإسرائيل يضم أيضا قطاعا من الشخصيات المحسوبة على الوسط واليسار التي تتمسك بفكرة "الحرب المشتركة' وتدافع عن إسرائيل باعتبارها -في نظر تلك الشخصيات- حليفا وإحدى قلاع التنوير المهددة من محيطها الجغرافي
تصنيع معاداة السامية
ويلفت تقرير "لوموند ديبلوماتيك' إلى أن تأثير جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل لا يقتصر على توجيه السياسة الخارجية الفرنسية وسياسات معظم وسائل الإعلام، بل يمتد إلى تشويه سمعة الشهود -سواء كانوا صحافيين أم لا- الذين ينقلون ببساطة ما يرونه في غزة.
وفي هذا الصدد، ساقت عينة من عمل صحيفة لوفيغارو التي خصصت في 17 ديسمبر/كانون الأول 2024 تحقيقا عن تغطية صحيفة "لوموند' الفرنسية ما يجري في قطاع غزة، وانتقدت ما سمته "القلق المتزايد' و'الخوف' و'الصمت' الناجم عن التحيز (المزعوم) المؤيد للفلسطينيين من طرف جزء من هيئة تحرير تلك الصحيفة.
تأثير جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل لا يقتصر على توجيه السياسة الخارجية الفرنسية ومعظم وسائل الإعلام، بل يمتد إلى تشويه سمعة الشهود -سواء كانوا صحافيين أم لا- الذين ينقلون ببساطة ما يرونه في غزة.
وخلصت "لوموند ديبلوماتيك' إلى أن الدعم الأعمى الذي تتلقاه إسرائيل من القوى الغربية -بما فيها فرنسا- لا يصب في مصلحتها، وعادت إلى شق آخر من إجابة المخرج الفرنسي كلود لانزمان (1925-2018) عن سؤال "لماذا إسرائيل؟' عندما قال "هناك حاجة إلى بلد يمكن لليهود من جميع أنحاء العالم العيش فيه بأمان بعيدا عن الاضطهاد'.
وعلقت على ذلك التبرير بالقول إن المجازر التي تقترفها إسرائيل في حق الفلسطينيين، والحرب التي تشنها باستمرار ضد جيرانها، وما تحظى به من دعم غربي مطلق كلها عوامل تهدد مبرر وجود هذا الدولة التي أنشئت عام 1948.
مستقبل إسرائيل
وفي هذا الصدد، أشارت "لوموند ديبلوماتيك' إلى مخاوف توماس فريدمان الكاتب الأمريكي (اليهودي) البارز في صحيفة نيويورك تايمز، والذي يخشى اليوم الذي "ينظر فيه اليهود إلى إسرائيل، ليس باعتبارها ملاذا لهم من معاداة السامية، ولكن على أنها آلة جديدة لإنتاج معاداة السامية'.
وهو ما دفعه إلى القول في مقال نشر في 11 يونيو/حزيران 2025 إنه يجب على الشتات اليهودي في العالم أن يستعد بالفعل "ليكون يهوديا في عالم تُعتبر فيه الدولة اليهودية دولة منبوذة ومصدر عار لا مصدر فخر'.
وختمت الصحيفة الفرنسية تحقيقها بالتساؤل التالي: هل يعمل اللوبي المؤيد لإسرائيل على التعجيل بتحقيق تلك الغاية من خلال الدفاع عن أمر لا يمكن الدفاع عنه؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ 3 دقائق
- سرايا الإخبارية
بن غفير يؤدي طقوسا تلمودية بمستوطنين داخل باحات المسجد الأقصى
سرايا - قاد وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال الإسرئيلي المتطرف ايتمار بن غفير، صباح الأحد، مسيرة استفزازية للمستوطنين، برفقة عضو الكنيست من حزب "الليكود" الإسرائيلي عميت هاليفي. وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، بأن نحو 1251 مستوطنا اقتحموا باحات المسجد الأقصى حتى اللحظة، وأدوا طقوسا تلمودية، ورقصات، وصراخٍ عمّت أرجاء المسجد. وتجد الإشارة إلى المتطرف بن غفير، قاد بعد منتصف الليلة، مسيرة استفزازية للمستعمرين للبلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، لمناسبة ما يسمى "ذكرى خراب الهيكل". ودعت منظمات الهيكل" الاستعمارية المتطرفة إلى اقتحام واسع النطاق للمسجد الأقصى الأحد، بالتزامن مع ما يُسمى في الرواية التوراتية بـ "ذكرى خراب الهيكل". وحسب محافظة القدس، تُعد الذكرى هذا العام من أخطر الأيام على المسجد الأقصى، إذ تخطط جماعات "الهيكل" لجعل يوم الثالث من آب/ أغسطس هو "يوم الاقتحام الأكبر"، في محاولة نوعية لكسر الخطوط الحمراء الدينية والقانونية، مستفيدة من الاصطفاف الحكومي الكامل خلف أجندتها المتطرفة. ويترافق هذا التصعيد مع بيئة تحريضية غير مسبوقة، حيث يحلّ الحدث بعد أسابيع فقط من إصدار بن غفير تعليماته لضباط الشرطة بالسماح للمستوطنين بالرقص والغناء داخل المسجد الأقصى، في خطوة نعدّها تمهيدًا لفرض "وقائع جديدة" بالقوة، خصوصًا بعد تصريحه العلني خلال اقتحامه للمسجد في أيار الماضي أن "الصلاة والسجود أصبحت ممكنة في جبل الهيكل"، في مخالفة واضحة وخطيرة للوضع القائم.

السوسنة
منذ 3 دقائق
- السوسنة
بن غفير يؤدي طقوسا تلمودية داخل باحات الأقصى
السوسنة اقتحم صباح الأحد نحو 1251 مستوطنا باحات المسجد الأقصى حتى اللحظة، وأدّوا طقوسا تلمودية، ورقصات، وصراخٍ عمّت أرجاء المسجد، بقيادة وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال، المتطرف إيتمار بن غفير، برفقة عضو الكنيست من حزب "الليكود" الإسرائيلي عميت هاليفي، بحسب ما أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس. وتجد الإشارة إلى أنّ المتطرف بن غفير، قاد بعد منتصف الليلة، مسيرة استفزازية للمستوطنين إلى البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، بمناسبة ما يسمى "ذكرى خراب الهيكل". ودعت منظمات الهيكل" الاستيطانيّة المتطرفة إلى اقتحام واسع النطاق للمسجد الأقصى الأحد، بالتزامن مع ما يُسمى في الرواية التوراتية بـ"ذكرى خراب الهيكل".وحسب محافظة القدس، تُعدّ الذكرى هذا العام من أخطر الأيام على المسجد الأقصى، إذ تخطط جماعات "الهيكل" لجعل يوم الثالث من آب/ أغسطس هو "يوم الاقتحام الأكبر"، في محاولة نوعية لكسر الخطوط الحمراء الدينية والقانونية، مستفيدة من الاصطفاف الحكومي الكامل خلف أجندتها المتطرفة.ويترافق هذا التصعيد مع بيئة تحريضية غير مسبوقة، حيث يحلّ الحدث بعد أسابيع فقط من إصدار بن غفير تعليماته لضباط الشرطة بالسماح للمستوطنين بالرقص والغناء داخل المسجد الأقصى، في خطوة نعدّها تمهيدًا لفرض "وقائع جديدة" بالقوة، خصوصًا بعد تصريحه العلني خلال اقتحامه للمسجد في أيار الماضي بأنّ "الصلاة والسجود أصبحت ممكنة في جبل الهيكل"، في مخالفة واضحة وخطيرة للوضع القائم.


سواليف احمد الزعبي
منذ 9 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
مجلس الأمن الدولي: لا مؤشرات على تفعيل آلية الزناد ضد إيران
#سواليف أعلن الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي إيلوي ألفارو دي ألبا #عدم_وجود أي #مؤشرات حتى الآن بشأن #تفعيل #آلية_الزناد ضد #إيران. وجاء هذا التصريح خلال ترؤسه للجلسة الشهرية لمجلس الأمن نيابة عن بنما التي تتولى الرئاسة الدورية لهذا الشهر. وأوضح دي ألبا، السفير والممثل الدائم لبنما لدى الأمم المتحدة، أنه لم ترد أي إشارات رسمية من الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) حول نيتها لتفعيل هذه الآلية. وأشار إلى أن الموضوع يبقى قابلا للنقاش، خاصة فيما يتعلق بمستوى تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وسيتم تداوله في اجتماعات مجلس الأمن المقبلة. ولفت دي ألبا إلى تعقيدات الملف النووي الإيراني، قائلا: 'لا شك أن هذه القضايا شهدت تطورات متلاحقة، وما حدث من قصف ضد المنشآت الإيرانية دفع طهران لاتخاذ مواقف سياسية جديدة، مما يجعل هذا الملف أحد أولويات النقاش في مجلس الأمن'. من جهة أخرى، تواصل الدول الأوروبية تهديداتها بإنزال عقوبات جديدة عبر آلية الزناد، رغم تخليها عن التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة خلال العقد الماضي. ويأتي ذلك في وقت فقدت فيه هذه الآلية شرعيتها القانونية ومبرراتها السياسية، خاصة بعد الهجمات المتكررة التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية. ويعتبر أي محاولة لتفعيل آلية الزناد في هذه المرحلة مجرد إجراء انتقامي، يخالف جوهر الاتفاق النووي ويبتعد عن أهدافه الأساسية المتمثلة في الحلول الدبلوماسية.