الإمام الحسين وثورة كربلاء (1)
من المدينة إلى كربلاء: رحلة التضحية بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان ، تولى يزيد الحكم، وسعى لأخذ البيعة من الجميع لتعزيز شرعيته إلا ان الامام الحسين رفض بيعة يزيد الذي كان معروفاً بفسقه ومخالفته الصريحة لمبادئ الإسلام وتعاليمه رأى الإمام أن بيعة يزيد تعني إضفاء الشرعية على حكم جائر وظالم يهدد جوهر الدين وقيمه السمحاء..
أنطلق الإمام الحسين رضي الله عنه من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة ، ثم قرر التوجه إلى الكوفة في العراق بعد أن تلقى آلاف الرسائل من أهلها يدعونه للقدوم ومبايعته، ووعدوه بالنصرة ومع ذلك انقلبت الأوضاع في الكوفة بعد وصول عبيد الله بن زياد والياً عليها، حيث قام بقمع أنصار الإمام الحسين وقتل سفيره مسلم بن عقيل، وعلى الرغم من التحذيرات التي تلقاها واصل الإمام الحسين مسيره نحو الكوفة إيماناً منه بضرورة إتمام الحجة وإظهار الحق، لم يكن الإمام يطلب ملكاً أو سلطة، بل كان يسعى لإصلاح أمة جده وإعادة القيم الإسلامية الأصيلة إلى نصابها التي كانت قد انحرفت عن مسارها القويم ..
معاناة الإمام واصحابه في كربلاء
وصل الإمام الحسين وصحبه، وعددهم قليل "حوالي 72" فرداً بين رجال ونساء وأطفال إلى أرض كربلاء، وهناك حاصرتهم جيوش يزيد بقيادة عمر بن سعد، والتي كانت تقدر بالآلاف وقام جيش يزيد بفرض حصارًا خانقًا على الإمام وأهل بيته وصحبه ومنعوا عنهم الماء لثلاثة أيام تحت حرارة الصحراء الحارقة، وهنا تجلت قمة المعاناة الإنسانية في كربلاء عطش الأطفال، وجاعت النساء ويأس الأنصار أمام جيش جرار، وفي العاشر من محرم المعروف بيوم عاشوراء بدأت المعركة غير المتكافئة قاتل أصحاب الإمام الحسين بشجاعة نادرة مستبسلين في الدفاع عن الامام رضي الله عنه واحداً تلو الآخر حتى استشهدوا جميعاً، شاهد الإمام سقوط أصحابه وأبنائه وإخوانه أمامه واستشهد ابنه الرضيع عبدالله بسهم وهو في حضنه واستشهد أخوه العباس أبو الفضل قمر بني هاشم أثناء محاولته جلب الماء للأطفال كانت هذه اللحظات تمثل أقصى درجات الألم والفقد التي يمكن أن يتحملها إنسان وهنا قربت النهاية، وحانت لحظة استشهاد الإمام الحسين نفسه بعد أن أثخنته الجراح استشهد الإمام مقطوع الرأس وتعرضت عائلته للسبي حيث أخذت النساء والأطفال بمن فيهم السيدة زينب الكبرى أخت الإمام الحسين عليهم السلام أسيرة مع بقية أهل الامام إلى الكوفة ثم إلى الشام..
عاشوراء صرخة ضد الظلم
لم تكن شهادة الإمام الحسين نهاية المطاف، بل كانت بداية لثورة فكرية وروحية لا تزال تتردد أصداؤها حتى اليوم، واصبحت كربلاء رمزاً عالميًا للتضحية من أجل المبادئ، والوقوف في وجه الظلم والطغيان، ورفض المساومة على الحق. في يوم عاشوراء من كل عام يتجدد الحزن والولاء للإمام الحسين في قلوب الملايين حول العالم، ولا سيما في العالم الإسلامي يستذكر المسلمون هذه الواقعة الأليمة ليس فقط بالبكاء على المصاب الجلل، بل لاستلهام الدروس والعبر منها، وكيف تعلمنا كربلاء ان الصمت على الظلم هو مشاركة فيه وأن الحق لا يُعلى إلا بالتضحية والدفاع عنه.
* عزيمة الإيمان تظهر لنا مدى قوة الإيمان والثبات على المبادئ حتى في أحلك الظروف.
* التضحية والفداء من قبل الإمام الحسين عليه السلام الذي ضحى بكل ما يملك في سبيل إعلاء كلمة الله وصيانة قيم الإسلام الحنيف.
تظل قصة ثبات وموقف الإمام الحسين في كربلاء مصدر إلهام لكل الأحرار في العالم فهي تذكرنا بأن المبادئ أغلى من الحياة، وأن صوت الحق، وإن بدا خافتًا للحظة سيصدح ويكتسح الباطل في النهاية، وان كان هناك تفاصيل مؤثرة وأبعاد عميقة لقد كانت واقعة كربلاء أكثر من مجرد معركة، بل كانت سلسلة من الأحداث المأسوية التي كشفت عن أبعاد إنسانية ودينية عميقة، ولا تزال تفاصيلها تثير المشاعر وتلهم العقول حتى اليوم لقد كانت ملحمة خالدة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 27 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار السياسة : المصريين الأحرار: جدول الانتخابات متوازن.. ونحسم مرشحينا على الفردى خلال يومين
الأربعاء 2 يوليو 2025 08:30 صباحاً نافذة على العالم - قال الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، إن الجدول الزمني لانتخابات مجلس الشيوخ الذي أعلنته الهيئة الوطنية للانتخابات، جاء متسقًا ومنضبطًا، ويُراعي كافة المدد القانونية والدستورية المطلوبة، مؤكدًا أنه يتماشى مع التوقعات والاستحقاقات المنظمة للعملية الانتخابية. وأوضح رئيس الحزب، في تصريح لـ"اليوم السابع" أن الجدول تضمن تواريخ واضحة لفتح باب الترشح وإغلاقه، ثم إعلان الكشوف المبدئية، يعقبها فترة تقديم التنازلات، ثم إعلان القوائم النهائية، تليها فترة دعاية انتخابية مدتها 11 يومًا، يعقبها يوم للصمت الانتخابي، وهو ترتيب يتيح للمرشحين التحرك المنظم، إلا أن الفترة المخصصة للدعاية قد تكون مرهقة في نظام الفردي، خاصة وأن الدوائر تغطي محافظات كاملة، ما يجعل المهمة أكثر صعوبة في ظل ضيق الوقت وارتفاع كلفة التحرك. وأضاف "خليل"، أن الحزب يُتابع تطورات المشهد، وفوجئ أنه لم يدعى للقائمة الوطنية حتى الآن دون أسباب واضحة، ولم يشارك حتى الآن في أي قوائم، موضحًا أن الحزب سيرى إمكانية المشاركة في القوائم من عدمه حال ظهور قوائم أخرى. وأكد رئيس حزب المصريين الأحرار، أن الحزب يُجري حاليًا تقييمًا دقيقًا للموقف في دوائر الفردي على مستوى الجمهورية، من خلال دراسة شاملة ستحسن خلال 48 ساعة، لتحديد المحافظات التي سيدفع فيها بمرشحين، مشيرًا إلى أن الترشح على الفردي يتطلب معايير خاصة وضعها الحزب تشمل النزاهة والانتماء الحقيقي للحزب، إلى جانب الكفاءة والخبرة. وتابع: 'نحرص على اختيار مرشحينا بعناية، وفقًا لمعايير واضحة، خاصة وأن الفردي يتطلب جهدًا لوجستيًا مضاعفًا، نظرًا لاتساع الدوائر، وضيق الوقت المخصص للدعاية، وهو ما يستلزم مرشحين قادرين على تغطية المراكز المختلفة في المحافظة'. واختتم الدكتور عصام خليل تصريحاته بالتأكيد على أن الحزب يواصل جهوده لتقديم مرشحين يعبرون عن تطلعات الشارع، ويتمتعون بالكفاءة والانتماء، قائلًا: "نسأل الله أن يولي من يصلح، وأن يوفق الجميع لما فيه مصلحة الوطن".


نافذة على العالم
منذ ساعة واحدة
- نافذة على العالم
أخبار العالم : علماء العراق: القضية اليمنية مغيبة عن الرأي العام واغتيال "حنتوس" أنموذجا لجرائم التمييز الطائفي
الجمعة 4 يوليو 2025 09:40 مساءً اعتبرت هيئة علماء المسلمين في العراق، جريمة قتل جماعة الحوثي للشيخ الداعية صالح حنتوس أنموذجا صريحا لجرائم الكراهية والتمييز الطائفي، مؤكدة أن حقائق القضية اليمنية مغيبة عن الرأي العام وبعيدة عن مدارك كثير من الناس في العالم. وقالت الهيئة في بيان لها، إن جماعة الحوثي "ارتكبت جريمة أخرى في سلاسل جرائمها الطائفية التي يعاني منها أهلنا في اليمن حينما أقدمت على اغتيال الشيخ (صالح حنتوس)، معلم القرآن الكريم وأحد أبرز دعاة مديرية (السلفية) بمحافظة (ريمة) غربي البلاد، والبالغ من العمر قرابة سبعين عامًا، بعد محاصرة منزله ومسجده في قرية المعذب)، منذ صباح الثلاثاء (2025/7/1م)، ثم اقتحامهما، والسيطرة عليهما في اليوم التالي، وإجبار ذوي الشيخ الفقيد على المغادرة على الرغم من إصابة زوجته وعدد آخر من أفراد عائلته بجروح خطيرة نتيجة إطلاق النار المباشر الذي استخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة، ومنها القذائف الصاروخية، والاستعانة بقوات دعم ضمت عشرات المسلحين". وأضافت: "لم تقف جريمة الحوثيين عند هذا الحد بل عمدت هذه الميليشيات عقب اغتيال الشيخ (حنتوس) إلى خطف جثمانه، ثم القيام بحملات مداهمات واعتقالات طالت جميع منازل القرية، وأسفرت عن اعتقال الرجال واقتيادهم إلى جهة مجهولة؛ حتى أمست القرية لا يقطنها أحد سوى النساء في ظل وضع إنساني صعب وحالة أمنية بالغة الخطورة". وأشار البيان إلى أن "الجريمة المركبة التي ارتكبها الحوثيون بحصار الشيخ صالح حنتوس رحمه الله - وقتله وتهجير عائلته؛ أنموذج صريح الجرائم الكراهية والتمييز ذات الأبعاد الطائفية المهددة للسلم المجتمعي في اليمن التي تعمل ميليشيات الحوثي على تصعيدها لفرض حالة الترهيب تجاه اليمنيين". ولفتت إلى أن الشيخ الفقيد يُعد في طليعة الشخصيات البارزة دينيا واجتماعيا في محافظته؛ حيث أشرف على دار تحفيظ القرآن الكريم، وكرس حياته للتعليم والإصلاح المجتمعي على الرغم مما تعرض له من مضايقات وتمديدات مستمرة تمارسها هذه الميليشيات منذ سنوات بسبب رفضه لأفكارها المتطرفة وسلوكها العدواني الإقصائي. وأردف البيان: "مما يؤسف له في واقعنا المعاصر المليء بالأحداث الأليمة؛ أن حقائق القضية اليمنية مغيبة عن الرأي العام وبعيدة عن مدارك كثير من الناس: عامتهم ونخبهم على السواء؛ حيث تعمل دوائر السياسة والإعلام على نقل صورة أحادية النظر ذات مغزى مقصود هدفه تلميع الميليشيات الحوثية على الرغم من إجرامها باستغلال مظلة القضية الفلسطينية وتغييب وعي الجماهير أو صرفه عن معرفة حقيقة هذه الجماعة التي نشأت مثلما نشأت شقيقاتها من الميليشيات الآثمة في العراق وغيره؛ لتكون أداة تدمير ومولد فوضى، وعامل ترسيخ للمشاريع الاحتلالية من بوابة الطائفية التي تضر ولا تنفع، وتفسد ولا تصلح، وتقدم ولا تبني". وذكرت هيئة علماء المسلمين في العراق أنها تتابع "بألم واحتساب وصبر مجريات الأحداث التي تعصف بأشقائنا في اليمن ومنها الجرائم المدانة والمستنكرة التي تستهدف عمدًا العلماء والمصلحين ولا سيما أهل القرآن الكريم منهم". وشجج البيان، على "وجوب أن تعي أمتنا الكريمة بمكوناتها جميعًا من أفراد ومؤسسات وجماعات وحركات، وما يلزمها من عمل سياسي، وإعلامي، ومواقف شرعية وإنسانية وغيرها - المسؤولية الجمعية الملقاة على عاتقها، التي توجب النظر إلى قضايا المسلمين على نحو شمولي لا منفرد، وتكاملي لا مفرق وموحد لا مجزأ، بما يسهم في إدراك طبيعة العدو ومعرفة جبهاته المتعددة، والاحتراز من مخادعة أتباعه وأدواته وأكاذيبها المغلفة؛ من أجل ضبط البوصلة في مواجهته والتعامل معه في الأقوال والأفعال والمقاصد".


نافذة على العالم
منذ ساعة واحدة
- نافذة على العالم
نافذة - "السديس": "عاشوراء" يوم نجاة وفضل عظيم.. والنبي ﷺ أَمر بصيامه
وأوضح أهمية هذا اليوم المبارك في الشريعة الإسلامية، مستدلًا بحديث ابن عباس رضي الله عنهما، حين قال: "قدم رسول الله ﷺ المدينة، فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم عن ذلك؟ فقالوا: هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون، فنحن نصومه تعظيمًا له، فقال النبي ﷺ: نحن أولى بموسى منكم، فأمر بصيامه" [رواه مسلم].