
التسوق الرقمي... راحةٌ بكلفةٍ خفية
التسوق الرقمي... راحةٌ بكلفةٍ خفية
لم يعد فتح الهاتف أو الحاسوب والدخول إلى أحد مواقع التسوق الإلكتروني فعلاً غير معتاد، بضغطة زر يمكنك اليوم شراء كل شيء من علبة شوكولاتة إلى سيارة، ومن تذكرة طيران إلى كورس تعليمي. بل تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 2,64 مليار شخص حول العالم اشتروا شيئًا واحدًا على الأقل من الإنترنت خلال عام 2023 كما بلغت مبيعات التجارة الإلكترونية العالمية ما يزيد على 6,3 تريليون دولار، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 8,1 تريليون بحلول عام 2026. لكن وسط هذا الإقبال الجنوني على التسوق الرقمي، يُطرح سؤال مهم: هل الشراء من الإنترنت فعلاً نعمة كما يبدو؟ أم أن خلف هذه السهولة تكمن نقمة اقتصادية واجتماعية يجب أن نفكر فيها؟ الإيجابيات واضحة للعيان: الراحة، والخيارات المتنوعة، والأسعار التنافسية، وإمكانية المقارنة بين المنتجات حيث يمكنك توفير وقت التنقل، وتفادي الزحام، والعثور على خصومات لا تراها في المتاجر العادية، كما أن العديد من الأسر باتت تعتمد على الشراء الرقمي لتأمين حاجياتها الأساسية، من الطعام إلى الأدوية وأصبح التسوق الرقمي عادة يومية لكثير من الناس. لكن النعمة لا تأتي دون كلفة. فالشراء الرقمي قد يفتح الباب أمام الاستهلاك الزائد، حيث تُغريك الخوارزميات المصممة بعناية لتدفع أكثر مما كنت تنوي، تشير الدراسات إلى أن 40 % من المشتريات عبر الإنترنت تصنّف كمشتريات غير مخطط لها، أي أنها تمت بدافع العاطفة أو التكرار أو بسبب عرض مغرٍ. في المقابل، هناك جانب آخر من الضرر وهو تأثير الشراء الإلكتروني على المتاجر التقليدية والوظائف المرتبطة بها حيث أغلقت آلاف المحلات أبوابها حول العالم خلال السنوات الأخيرة بسبب التنافس غير العادل مع المنصات العملاقة. أما على الصعيد النفسي، فقد تحول التسوق الرقمي لدى الكثيرين إلى وسيلة لا شعورية للهروب من الضغوط، والتنفيس عن القلق أو الملل، حتى بات يُستخدم كعلاج مؤقت للمزاج السيئ، حيث يضغط زر الشراء على نفس مناطق المكافأة في الدماغ التي ينشطها الطعام أو وسائل الترفيه. ومع توسع خدمات «الشراء الآن وادفع لاحقًا»، وقع كثيرون في فخ ديون صغيرة متفرقة تبدو غير مؤذية في ظاهرها. في المحصلة، ليس السؤال هل الشراء من الإنترنت نعمة أم نقمة، بل هل نستطيع إدارة هذه النعمة بوعي؟ ففي نظام يستثمر في نقطة ضعفك لا في حاجتك، ما يحميك هو عقلك... وقليل من التفكير قبل كل «أضف إلى سلة المشتريات». mohamed@elsadi.net

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العرب القطرية
منذ 11 ساعات
- العرب القطرية
جهاز قطر للاستثمار يعلن عن استثماره في شركة الرعاية الصحية المبتكرة Karidum
قنا أعلن جهاز قطر للاستثمار اليوم عن استثماره في شركة الرعاية الصحية المُبتكرة Karidum الشركة المطورة لنظام Globe® Pulsed Field System – وهو علاج مبتكر للرجفان الأذيني. وكشف جهاز قطر للاستثمار، في بيان صادر عنه اليوم عن جمع شركة Karidum لـ250 مليون دولار أمريكي في جولة تمويل جديدة قادها مع عدد من المستثمرين الجدد، من بينهم شركة (Janus Henderson Investors)، وشركة (MM Capital)، وشركة (Piper Heartland Healthcare Capital)، وشركة (Eventide Asset Management) وشركة (Eckuity Capital)، إلى جانب مشاركة مستثمرين حاليين كالصناديق والحسابات التي تحصل على استشاراتها من مؤسسات مثل (T. Rowe Price Associates) و(T. Rowe Price Investment Management) و(Durable Capital Partners LP). كما شملت الجولة استثماراً استراتيجياً من أحد كبار المستثمرين في القطاع. وفي هذا السياق قال السيد كيفن تشابلن، الرئيس التنفيذي لشركة كارديوم، إن الحصول على هذا التمويل المهم من نخبة من المستثمرين العالميين سيمكن الشركة من إطلاق نظام (Globe) على نطاق تجاري من خلال تعزيز القدرات التصنيعية وتشكيل فريق تجاري قوي. وأضاف :"إنّ جميع العاملين في كارديوم متحمسون لإتاحة هذا النظام المبتكر لمرضى الرجفان الأذيني حول العالم وتحسين جودة حياتهم." وأظهرت بيانات سريرية مهمة من الدراسة المحورية (PULSAR) الخاصة بنظام (Globe) نتائج مذهلة لاستخدام نظام (Globe)، حيث إن نسبة المرضى الذين حافظوا على انتظام ضربات القلب بعد عام واحد قد بلغت 78%، دون تسجيل أي حوادث أولية تتعلق بالسلامة الناتجة عن الجهاز. وسيساعد التمويل الجديد شركة كارديوم في تسريع إجراءات الحصول على الموافقات التنظيمية لنظام (Globe)، وتوسيع منشآت الإنتاج وحجمه، وتشكيل فرق دعم سريري وتجاري، استعداداً للإطلاق المتوقع إجراؤه في وقت لاحق من هذا العام. ويتكون نظام (Globe) من قسطرة متطورة تحتوي على مصفوفة تضم 122 قطباً كهربائياً، إلى جانب برنامج متقدم يتيح عزل الأوردة الرئوية بسرعة، ورسم خرائط عالية الدقة، وإجراء عمليات الكيّ في أي منطقة داخل الأذين، باستخدام قسطرة واحدة فقط. وتُعد شركة كارديوم ( من الشركات الخاصة الرائدة في مجال تقديم الحلول الطبية، والتي تشهد نمواً سريعاً بفضل تطويرها لنظام (Globe System) المتطور لعلاج الرجفان الأذيني. وقد نجحت الشركة في بناء فريق متميز يعمل بالتعاون مع نخبة من المستشارين الطبيين لتطوير هذا النظام. تأسست الشركة عام 2007 وتتخذ من مدينة فانكوفر في كندا مقراً لها، وقد حازت على تصنيفات متقدمة كواحدة من أفضل أماكن العمل في مقاطعة كولومبيا البريطانية.


العرب القطرية
منذ يوم واحد
- العرب القطرية
مبادرة لتوسيع فرص التعليم وتمكين شباب أمريكا اللاتينية والكاريبي
الدوحة - العرب أعلنت مؤسسة التعليم فوق الجميع، بالتعاون مع بنك التنمية للبلدان الأمريكية، عن تجديد شراكتهما الإستراتيجية حتى عام 2030، بهدف دعم الأطفال غير الملتحقين بالمدارس، وتعزيز الفرص الاقتصادية للشباب في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. وأوضحت المؤسسة في بيان لها، أن الاتفاقية الجديدة تتضمن تعبئة تمويل مشترك بقيمة تصل إلى 100 مليون دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، تشمل 40 مليون دولار على شكل منح مقدمة من مؤسسة التعليم فوق الجميع، بدعم من صندوق قطر للتنمية، و60 مليون دولار على هيئة قروض من بنك التنمية للبلدان الأمريكية. وتركز الشراكة المجددة على عدد من المحاور، من بينها إعادة الأطفال غير الملتحقين بالمدارس إلى التعليم الابتدائي، وتوسيع نطاق برامج التعليم ما بعد الثانوي والتعليم المهني، بالإضافة إلى دمج مهارات التكيف مع التغيرات البيئية وتعزيز القدرة على مواجهة التحديات ضمن المناهج الدراسية في المرحلة الثانوية. كما تهدف المبادرة إلى توفير مسارات واضحة للتوظيف والعمل الحر للشباب من الفئة العمرية بين 18 و35 عاماً، إلى جانب استخدام أدوات تمويل مبتكرة، وتنفيذ برامج إقليمية مثل مبادرة «منطقة البحر الكاريبي واحدة»، بما يضمن تحقيق أثر فعلي ومستدام على المجتمعات المستهدفة. وأكد السيد محمد الكبيسي، الرئيس التنفيذي بالوكالة لمؤسسة التعليم فوق الجميع، أن تجديد هذه الشراكة مع بنك التنمية للبلدان الأمريكية، وبدعم من صندوق قطر للتنمية، يعكس التزام المؤسسة الراسخ بضمان حصول كل طفل وشاب على تعليم ابتدائي عالي الجودة، والمهارات اللازمة لبناء مستقبل أكثر إشراقًا. وقال الكبيسي: «من خلال التصدي للعوائق المنهجية التي تعيق الوصول إلى التعليم، وتوفير مسارات عملية للتوظيف، فإننا نستثمر في حلول مستدامة قادرة على تمكين مجتمعات بأكملها». من جانبه، قال سعادة السيد إيلان جولدفاجن، رئيس بنك التنمية للبلدان الأمريكية: «تتمحور هذه الشراكة حول تحقيق الأثر الحقيقي، من خلال إعادة الأطفال إلى المدارس، وتحسين جودة التعليم، وتوسيع فرص التدريب المهني والوصول إلى سوق العمل. وهي تعكس التزامنا المشترك بخلق فرص عادلة للجميع، وتحقيق التنمية المستدامة في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي». وتجدر الإشارة إلى أن التعاون بين مؤسسة التعليم فوق الجميع وبنك التنمية للبلدان الأمريكية بدأ في عام 2019، وأسفر عن دعم تعليم أكثر من 112 ألف طفل في هايتي. وتأتي الاتفاقية الجديدة لتوسيع نطاق هذا التعاون، مع تركيز أكبر على التمكين المهني للشباب، وبناء القدرة على التكيف، وتعزيز الشراكات المبتكرة في المنطقة.


العرب القطرية
منذ 2 أيام
- العرب القطرية
الأمم المتحدة: الاستثمار في المساعدات يرسي أسس السلام في عالم مضطرب
إشبيلية (إسبانيا) - أ. ف. ب اعتبر المدير المعاون لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن الإنفاق على المساعدات أمر ضروري لتعزيز السلام في ظل الاضطرابات العالمية والخفض الحاد في المساعدات الخارجية. وفي مقابلة أجريت معه عشية مؤتمر للأمم المتحدة يعقد في إسبانيا ويهدف إلى حشد دعم جديد لقطاع التنمية الذي يواجه صعوبات، أكد هاوليانغ شو أن الاستثمار في المساعدات والتجارة والدفاع «ليس عملية محصلتها صفر». وقال شو «التعاون الإنمائي الدولي أمر بالغ الأهمية لبناء أسس السلام»، مشيرا إلى أن غالبية فقراء العالم يعيشون في دول تشهد نزاعات. وخفضت الدول المانحة الغنية، ولا سيما الولايات المتحدة والدول الأوروبية، ميزانيات المساعدات وعزّزت الإنفاق الدفاعي في ظل الحروب المندلعة في أوكرانيا والشرق الأوسط التي تهدد الأمن العالمي. أضاف شو أن الإنفاق العسكري بلغ مستوى قياسيا وصل إلى 2,7 تريليون دولار في عام 2024، بزيادة قدرها 20% عن العام السابق. لكن الدبلوماسي الصيني شدد على أن من مصلحة الدول الغنية دعم الدول النامية رغم الأولويات والأزمات الضاغطة. وقال إن «بناء أسس للسلام والاستثمار في الاستقرار في الدول الهشة يُسهمان في تخفيف العبء عن الدول التي تواجه تحديات الهجرة، على سبيل المثال». تابع شو «الأزمات في جزء من العالم سيكون لها تاثير على أجزاء أخرى منه تتمتع حاليا بالازدهار والاستقرار». والعام الماضي، شهد العالم أعلى عدد من النزاعات المسلحة منذ 1946، وفقا لمعهد أبحاث السلام في أوسلو. ويتوقع البنك الدولي أن يصل عدد الذين يعيشون في فقر مدقع على أقل من 3 دولارات يوميا في دول تعاني من نزاعات وعدم الاستقرار، إلى 435 مليونا بحلول عام 2030. ومن المتوقع أن يشارك نحو 50 من قادة العالم في المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية في اشبيلية الذي تنطلق أعماله اعتبارا من أمس الاثنين ويستمر لأربعة أيام.