
"أنصار السنة" يتبنّى حريق الساحل: التخريب البيئي كسلاح موازٍ للتفجيرات
وما زاد من صدمة السكان هو تبنّي فصيل "سرايا أنصار السنة" إشعال حريق قَسْطَل معاف، الذي يُعتبر الأخطر من بين عشرين حريقاً تقريباً، ضربت المنطقة في ظروف مناخية غير ملائمة تماماً، وفقاً لرأي خبراء.
وقال التنظيم، في بيان نشرته مؤسسة "دابق" الإعلامية المشكّلة حديثاً لتكون ذراعاً جديدة للفصيل، إلى جانب مؤسسة "العاديات"، التي تتعرض لضغوط كبيرة بسبب تكرار حذف معرفاتها عن منصّة "تلغرام"، إنه "بعون الله تعالى، أحرق مجاهدو سرايا أنصار السنة غابات القسطل بريف اللاذقية يوم 8 محرم، مما أدى إلى تمدد الحرائق إلى مناطق أخرى، ونزوح النصيرية من منازلهم، وتعريض عدد منهم للاختناق، وللّه الحمد".
وبالتزامن مع البيان، جدّدت معرفات "سرايا أنصار السنة" على "تلغرام" نشر فتوى تُبيح تخريب الاقتصاد وإحراق ممتلكات "المشركين والكفار". وعلى الرغم من أن هذه الفتوى صدرت عن "المفتي العام" للتنظيم أبو الفتح الشامي في شهر نيسان/أبريل الماضي، فقد أعاد التنظيم نشرها الاحد، تأكيداً على "شرعية" إحراق غابات القسطل.
ويعكس هذا التبنّي تصعيداً خطيراً في أساليب التنظيم، إذ يستخدم التخريب البيئيّ كسلاح ضمن عملياته ذات الطابع الطائفي، وهو ما يثير المخاوف من استمرار هذه الاستهدافات، ويُنذر بتهديد متواصل للسلم الأهلي، وفق ما ورد في تقرير لـ"المرصد السوري لحقوق الإنسان".
والجدير بالذكر أن "سرايا أنصار السنة" سبق له أن تبنّى التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق الشهر الماضي. وأعاد تبنّي التنظيم لحريق قسطل معاف الجدل بشأن خلفياته، ولا سيما في ظلّ التركيبة السكانية المتنوّعة في المنطقة المستهدفة، حيث يشكّل التركمان السنّة نسبة كبيرة من سكان العديد من القرى التي طالتها النيران؛ وهو ما يتناقض مع الغاية المعلنة في بيان التنظيم، أي تهجير "النصيريين" من قراهم، مما أثار العديد من علامات الاستفهام حيال طبيعة التنظيم وأهدافه الحقيقية.
وكانت وزارة الداخلية السورية قد وصفت "سرايا أنصار السنة" بعد تبنّيه تفجير الكنيسة بأنه "تنظيم وهمي"، لكنها أشارت في الوقت ذاته إلى أنه قد يكون أحد التنظيمات التي تعمل لصالح تنظيم "داعش"، الذي حمّلته المسؤولية المباشرة عن التفجير.
وشكّك الدكتور سامر عثمان، المختص بهندسة الغابات، في اندلاع حريق قسطل معاف لأسباب طبيعية بحتة، مرجّحاً أن يكون ناتجاً عن "عامل بشري"، ولا سيما في مرحلة الاشتعال الأولى. واستند في ذلك إلى دراسة أعدها كجزء من مشروع تخرّجه، ونشر تفاصيلها على "فايسبوك".
وخلصت الدراسة إلى أن اشتعال الحرائق في هذا النوع من النظم البيئية يتطلب توافر مجموعة من الشروط المناخية والبيئية، في مقدّمها مرور فترة لا تقلّ عن أربعة أشهر من الجفاف والانحباس الحراري، حتى تصل المنطقة إلى ما يُعرف علمياً بـ"مؤشر الخطورة الحرج" (Critical Fire Danger Index)، الذي يُمكّن الحرائق من الانتشار الذاتي والواسع النطاق.
وأكّد عثمان أنه، في ظل المعطيات المناخية الحالية، لا يمكن تصنيف الظروف الراهنة ضمن فئة "الخطر الحرج"، سواء من حيث درجات الحرارة أو الرطوبة النسبية أو مدة الجفاف؛ وبالتالي فإن اشتعال الحريق بهذه الحدّة، وفي هذا التوقيت، بعيداً عن الذروة الحرارية الموسمية، لا يمكن تفسيره إلا بتدخل بشريّ مباشر أو غير مباشر.
في غضون ذلك، لم تنجح جهود فرق الإطفاء والدفاع الوطني، إلى جانب متطوعين مدنيين، في تطويق الحرائق واحتوائها، مما دفع إلى طلب تدخل مروحيات الجيش السوري، وإنشاء غرفة عمليات مشتركة للتعامل مع الحرائق.
كذلك، انضمّت كل من تركيا والأردن إلى جهود الإطفاء. فقد أرسلت تركيا طائرتين مروحيتين و11 آلية إطفاء، بينها 8 سيارات و3 ملاحق لتزويد المياه، لتعزيز قدرات الإطفاء في المناطق المتضررة. أما الأردن، فأعلن استعداده لإرسال فريق بري متخصص والتدخل بطيران الإطفاء اعتباراً من صباح الأحد، بعد تنسيق مباشر مع وزارة الخارجية السورية، وفق ما أعلنه وزير الكوارث السوري رائد الصالح.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 38 دقائق
- صدى البلد
محمد رمضان ينعى ضحايا حريق سنترال رمسيس: اللهم ارحمهم وصبر قلوب أحبابهم
حرص الفنان محمد رمضان على تقديم واجب العزاء في ضحايا الحريق المروع الذي اندلع داخل سنترال رمسيس ونشر رمضان عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك قائلًا: 📝 «اللهم ارحمهم وصبّر قلوب أحبابهم... ببالغ الحزن أتقدّم بخالص التعازي في شهداء الحريق من أبطال الشركة المصرية للاتصالات الذين فقدوا أرواحهم أثناء أداء واجبهم، متضامنًا مع أسر الضحايا، ومقدّرًا جهود رجال الإنقاذ والحماية المدنية. وندعو الله أن يرحم المتوفين ويلهم أهلهم الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.» اندلاع حريق هائل في مبنى سنترال رمسيس مساء الإثنين الموافق ٧ يوليو، وتحديدًا بالطابق السابع، وهو ما أدى إلى حالة من الهلع والفوضى في محيط الموقع، خاصةً مع تصاعد ألسنة اللهب والأدخنة الكثيفة التي غطّت سماء المنطقة. ويُعد هذا المبنى أحد أهم مراكز البنية التحتية لقطاع الاتصالات والإنترنت في العاصمة المصرية، حيث ترتبط به شبكات مركزية تؤثر على مناطق واسعة في القاهرة والجيزة. التحقيقات الأولية أفادت بأن سبب الحريق يرجع إلى ماس كهربائي في إحدى غرف أجهزة الاتصالات، ما أدى إلى اشتعال النيران بسرعة وامتدادها إلى باقي الطابق وقد تسبب هذا في توقف خدمات الإنترنت الأرضي والمحمول في عدد كبير من المناطق، فضلًا عن تعطل خدمات حيوية مثل ماكينات الصراف الآلي وخدمة 'إنستا باي' للتحويلات البنكية، نتيجة اعتمادها المباشر على الشبكة الأرضية المرتبطة بالبنك المركزي المصري. ورغم الدفع بعدد كبير من سيارات الإطفاء، فإن صعوبة السيطرة على النيران بسبب ارتفاع المبنى وكثافة الدخان، تسببت في استمرار عمليات الإطفاء والتبريد حتى صباح اليوم التالي. وأدى الحادث إلى وفاة أربعة من موظفي الشركة المصرية للاتصالات، بعد أن حاصرتهم النيران داخل مكاتبهم وتعذر إنقاذهم، وقد تم العثورعلى جثامينهم متفحمة بالكامل. والضحايا هم: وائل مرزوق، محمد طلعت، محمد الدرس، وأحمد رجب، وقد صرحت الجهات المعنية بدفنهم فور انتهاء الإجراءات الرسمية. كما أُصيب نحو ٣٩ شخصًا آخرين، بينهم سبعة من رجال الشرطة والدفاع المدني، معظمهم باختناقات وجروح نتيجة استنشاق الأدخنة ومحاولات الإنقاذ. وتم نقل المصابين إلى عدد من المستشفيات منها الدمرداش، القبطي، المنيرة، الهلال، وصيدناوي، في حين تم إسعاف آخرين في موقع الحادث دون الحاجة للنقل.


صدى البلد
منذ 39 دقائق
- صدى البلد
نائبًا عن الإمام الأكبر.. رئيس جامعة الأزهر يشارك في مؤتمر مكافحة كراهية الإسلام بجامعة الدول العربية
شارك الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في فعاليات المؤتمر الدولي لمكافحة كراهية الإسلام الذي عقد في جامعة الدول العربية تحت شعار: "الإسلاموفوبيا: المفهوم والممارسة في ظل الأوضاع العالمية الحالية" بحضور الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر لشئون الوافدين، والدكتور خالد عباس، عميد كلية اللغات والترجمة، والدكتورة أنوار عثمان، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر. ونقل رئيس جامعة الأزهر للحضور تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حفظه الله تعالى، وأشار إلى أن الإسلاموفوبيا تعني خوف البعض من الإسلام وكراهيته، وهو خوف على غير أساس؛ نتج عنه ممارسات بالتمييز والإقصاء، ويطوي وراءه أيضًا إدانةَ الإسلام وتاريخه، وإنكارَ وجودِ المعتدلين من المسلمين مع أنهم هم الأغلبية، والتعصبَ الأعمى ضد الإسلام والمسلمين؛ ونتج عنه أيضا التصدي للصراعات التي يكون المسلمون طرفا فيها على أنهم السبب في هذا الصراع، ونتج عنه أيضًا شن الحرب ضد المسلمين. وبيَّن رئيس جامعة الأزهر أن بداية استخدام هذا المصطلح كان في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن العشرين، ولكنه كثر وشاع بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001م. وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن من أهم وسائل مكافحة الإسلاموفوبيا دمج المسلمين في المجتمعات التي يعيشون فيها بحيث يكونون أفرادًا فيها ويشعرون أنهم مواطنون لهم ما لأهل البلاد التي يعيشون فيها وعليهم ما عليهم، وليسوا أقليات منبوذة، مشيرًا إلى أن هذا الدمج يخول لهم المشاركة في الحياة السياسية في الغرب، ويكون لهم دور مؤثر في تنمية مجتمعاتهم وينخرطون في الحياة العامة، وأن يصبح لهم وزن في الحياة. وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن هذا الدمج من شأنه أن يجعلهم قوة لهذه البلاد التي يأمنون فيها على أنفسهم وأولادهم وأموالهم، وأن يطرد عنهم الشعور بكثير من المعاني السلبية التي تبعث في نفوسهم الاضطهاد والكراهية وأنهم غير مرغوب فيهم في هذه البلاد، وهذا الدمج أصل أرسى دعائمه الإسلام ونزل به قرآن يتلى إلى يوم القيامة، قال الله جل وعلا: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ (الممتحنة 8)، ذكرت الآية الكريمة أن من يعيش معكم أيها المؤمنون في أوطانكم أو في غيرها في أمن وسلام، ولم يقم بالاعتداء عليكم وقتالكم ولم يخرجكم من دياركم فعليكم العيش معهم في سلام وعليكم برّهم ومودتهم والتعامل معهم بالكرم والإحسان، وهذا أصل عظيم وضعه القرآن الكريم في تعامل المسلمين مع غيرهم ممن ليسوا على دينهم ولم يقوموا بالعدوان عليهم، ولا تجد أوسع من كلمة «البر» بما تنطوي عليه من جميع خصال الخير والإحسان والمودة والرحمة؛ وليس هذا دمجًا لهم في المجتمع فقط، بل يزيد على ذلك إحسان المعاملة وتبادل المشاعر النبيلة التي تبني جسور المودة فتذوبُ معها وتتلاشى هذه الكلماتُ البغيضة التي صارت مصطلحات ثابتة في اللغات العالمية؛ مثل: «التمييز العنصري» و«كراهية الآخر» و«الفوبيا» أو «الخوف والذعر من الآخر»، إلى آخر هذه العائلة البغيضة الكريهة من المصطلحات التي عشنا معها سنوات طويلة حتى ألفناها على الرغم من نكارتها وما فيها من إشعال نيران الكراهية التي توقد الحروب وتحرق أغصان السلام. كما أوضح رئيس جامعة الأزهر أن صحيفة المدينة المنورة تعد أول دستور مدني في تاريخ المسلمين؛ فقد هاجر الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة وكان يسكنها قبيلتا الأوس والخزرج، وكانت بينهما حروب لا تنقطع، فلما آمنوا بالرسول -صلى الله عليه وسلم- ودخلوا في الإسلام ونصروا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سماهم: «الأنصار»، وهناك ثلاث قبائل من اليهود كانت تسكن المدينة؛ وهم: بنو قريظة وبنو النضير وبنو قينقاع، فكتب -صلى الله عليه وسلم- صحيفة المدينة لتنظم علاقة المسلمين بغيرهم من اليهود وتحقق التعايش السلمي بين سكانها، وكان من بنودها: «أنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصَر عليهم، وأن على اليهود نفقتَهم وعلى المسلمين نفقتَهم، وأن بينهم النصرَ على من حارب أهلَ هذه الصحيفة، وأن بينهم النصحَ والنصيحةَ والبرَّ دون الإثم» وبهذا دمج الرسول -صلى الله عليه وسلم- اليهود ليعيشوا مع المسلمين في المدينة في سماء واحدة تظلهم، وفي ظلال النصح والنصيحة والبر، حتى نقضوا العهد وظاهروا المشركين في قتالهم ضد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدارت الدائرة عليهم وأخرجوا أنفسهم من ديارهم. وعدد رئيس جامعة الأزهر أن من أهم وسائل مكافحة الإسلاموفوبيا وضع منصات تخاطب الإعلام والتعليم في المجتمعات الغربية يكون هدف هذه المنصات تصحيحَ المعلومات المغلوطة التي تنتشر في الإعلام والتعليم الغربي عن الإسلام والمسلمين، وإمدادهم بالمعلومات الصحيحة عبر برامج هادفة؛ فإن ما لا يقل عن 75% من الإعلام الغربي موجه بشكل واضح ضد الإسلام والمسلمين. وأشار رئيس جامعة الأزهر إلى أن الإسلام تعرض لحملات جائرة في الغرب أدى إلى خوف غير مبرر من الإسلام والمسلمين، والتصدي لهذه المعلومات لتصحيح صورة الإسلام والمسلمين ينبغي أن يكون بالحجة والحكمة والموعظة الحسنة والاعتماد على الحقائق والأساليب الإبداعية غير التقليدية من الفنون والمعارض وغيرها ليكون لها صدى مؤثر في الإقناع؛ وهذا الأمر ليس سهلًا؛ بل يحتاج إلى إرادة وعزم وجهد كبير وصبر طويل واستمرار. وقال رئيس جامعة الأزهر: إن فضيلة الشيخ محمود شلتوت -رحمه الله- كان يرى أنه على الرغم من انتشار الإسلام عبر القرون المتطاولة فإن الغربيين في أوروبا وأمريكا من أهل الفترة؛ لأن الإسلام لم يصل بعضهم أو وصلهم بصورة مغلوطة غير صحيحة فلم يؤمنوا به، وأن من يصله الإسلام منهم بصورة صحيحة ويكون أهلًا للفهم فإنه يدخل فيه عن حب وطواعية واختيار. وبيَّن رئيس جامعة الأزهر أن من أهم وسائل مكافحة الإسلاموفوبيا نشر النماذج الإيجابية للتعامل الحسن والإيجابي للغربيين مع الإسلام، كما في النمسا وبلجيكا؛ ففي النمسا اعتراف دستوري واضح بالإسلام؛ حيث يتم تدريسه كأحد الأديان الرسمية للدولة، كما أن بلجيكا اعترفت بالإسلام كثقافة من ثقافات المجتمع مما يسمح بتعليم قواعد الدين الإسلامي، بجانب ذلك فإن من أهم وسائل مكافحة الإسلاموفوبيا جمع الجهود الكثيرة للمسلمين في مواجهة هذه الظاهرة تحت مظلة واحدة، وتوحيد هذه الجهود؛ لأن هناك حالة من الانفصام وعدم الربط بين أصحاب الجهود المقاومة لظواهر الإسلاموفوبيا بحيث يعمل كل منهم بصورة منفردة، فإذا أمكن جمعُها أمكن الاستفادة منها بصورة أفضل، وأمكن التنسيق وتوزيع المهام والأدوار بشكل أفضل بما يحقق نجاحا أكبر في مكافحة الإسلاموفوبيا. كما أوضح رئيس جامعة الأزهر أن حاجتنا إلى أن نفهم الآخرين مثلُ حاجة الآخرين إلى أن يفهمونا، وهذا الفهم هو السبيل إلى إقامة جسور من الحوار والتعارف كما قال ربنا: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (الحجرات 13). وأقتبس كلمة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا: «إن هذه الظاهرة لم تكن إلا نتاجًا لجهل بحقيقة هذا الدين العظيم وسماحته، ومحاولات متعمدة لتشويه مبادئه التي قوامها السلام والعيش المشترك، وتلك نتيجة طبيعية لحملات إعلامية وخطابات يمينية متطرفة، ظلت لفترات طويلة تصور الإسلام على أنه دين عنف وتطرف، في كذبة هي الأكبر في التاريخ المعاصر؛ استنادًا لتفسيرات خاطئة واستغلال ماكر خبيث لعمليات عسكرية بشعة اقترفتها جماعات بعيدة كل البعد عن الإسلام، وكيف لهذا الدين الذي هدفه العدل والإنصاف أن ينقلب إلى دين يدعو إلى التطرف والإرهاب والعنف والدماء؟ أليس من حق هذا الدين أن يسمى باسمه الحقيقي الذي أراده الله -تعالى- له في الآية السابقة، وهو دين التعارف والتسامح والرحمة والتعاون؟». واستعرض رئيس الجامعة جهود الازهر الشريف في نشر الوسطية والاعتدال قائلًا: إن الأزهر الشريف هو منبر الوسطية والاعتدال يقوم على نشر الدين الإسلامي بتعاليمه الصحيحة، والحوار بين الأديان وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وجعل الأزهر الشريف ذلك في مناهجه الدراسية، وأنشأ مرصد الأزهر باللغات الأجنبية لمكافحة التطرف ونشر الفهم الصحيح للإسلام، ومن مفاخره تلك الوثيقة المهمة، وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والبابا فرانسيس بابا الفاتيكان، واعترفت بها الأمم المتحدة، وأنشأ بيت العائلة المصري بالتعاون مع الكنيسة المصرية لتعزيز الوحدة الوطنية في مصر، وغير ذلك من الإسهامات المهمة في نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي مع الآخرين. واستنكر رئيس جامعة الأزهر أن يعم السلام الاجتماعي هذا المجتمع العالمي الواحد وهناك شعب ضعيف مظلوم تم احتلال أرضه وقتلُ أبنائه وهَدْمُ مساجده وكنائسه على مرأى ومسمع من العالم كلِّه؛ واستشهد منه عشرات الآلاف أكثرهم من الأطفال والنساء الذين لا ذنب لهم، وجرح منه عشرات الآلاف، ودُمِّرَت دوره ومستشفياته ومدارسه وجامعاتُه وتعرض لإبادة جماعية؟ إنه الشعبُ الفلسطيني في محنته التي يعيشها ويصطلي بلظاها ليلًا ونهارًا، والتي تشهد أن العدوان على المسلمين ومقدساتهم هو منطق القوة المتغطرسة التي يعامل بها المسلمون، قال تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (الحج 39 ، 40).


صدى البلد
منذ 39 دقائق
- صدى البلد
ملحمة وطنية.. مئات العاملين بقطاع الاتصالات يتطوعون لإعادة الخدمة
صرّح محمد حنفي، رئيس النقابة العامة للعاملين بالاتصالات، أن مئات العاملين بالشركة المصرية للاتصالات تواصلوا مع النقابة خلال الساعات الماضية، معلنين استعدادهم الكامل لتقديم أي نوع من المساعدة، والمشاركة الفعلية في أعمال إعادة تشغيل سنترال رمسيس وعودة الخدمة إلى سابق عهدها، بجهودهم الذاتية ومن منطلق الانتماء والوفاء لهذا الكيان الوطني العريق. وقال حنفي، إن هذا التحرك العفوي والمشرف من العاملين هو دليل حي على ما يتمتعون به من إخلاص وروح فداء، مؤكدًا أن "ما حدث يعكس معدن أبناء قطاع الاتصالات، الذين لم يتأخروا يومًا عن أداء واجبهم حتى في أصعب الظروف". حريق سنترال رمسيس وأضاف رئيس النقابة العامة للاتصالات، قائلا: "نثق تمامًا في الإدارة التنفيذية للشركة المصرية للاتصالات وقدرتها على عبور هذه الأزمة بأمان، بفضل التخطيط الجيد والعمل الجماعي وتكاتف الجميع. ونعلم أن هناك جهودًا كبيرة تُبذل في صمت لإصلاح الأعطال واستعادة الخدمات في أسرع وقت". واختتم حنفي تصريحه، مؤكدًا أن "النقابة ستظل في موقعها الداعم والدائم لكل ما يخدم العاملين والشركة، داعيًا بالرحمة لشهداء الحادث، وبالشفاء للمصابين، وبأن تمر هذه المحنة بخير وسلام على الجميع". كانت النقابة العامة للعاملين بالاتصالات، نعت ببالغ الحزن والأسى، شهداء الواجب من أبناء الشركة المصرية للاتصالات الذين ارتقوا أثناء أداء عملهم جراء الحريق الذي اندلع بمبنى سنترال رمسيس. وقد شُيعت الجثامين في جنازات مهيبة وسط دعوات بالرحمة والمغفرة، وحالة من الحزن العميق بين زملائهم في قطاع الاتصالات. وفي تصريح له، قال محمد حنفي: "بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، نودّع اليوم أربعة من خيرة زملائنا، ممن قدموا أرواحهم أثناء أداء واجبهم الوظيفي بكل إخلاص وتفانٍ. نحتسبهم عند الله من الشهداء، ونتقدم بخالص العزاء لأسرهم الكريمة، ونعاهدهم أن تبقى ذكراهم الطيبة حاضرة في وجداننا جميعًا". وأضاف حنفي: "شهداؤنا سطروا بدمائهم صفحة جديدة من صفحات الوفاء والعطاء في سجل قطاع الاتصالات، وستظل النقابة، بكل أعضائها، سندًا وعونًا لأسرهم، ولن تدّخر جهدًا في تقديم الدعم اللازم لهم". واختتم تصريحه بالدعاء للشهداء بالرحمة، ولأهلهم بالصبر والسلوان، مؤكدًا أن الوفاء لتضحياتهم سيبقى نبراسًا يُضيء طريق العاملين في كل مواقع العمل.