logo
خسائر فادحة على جميع المستويات في إسرائيل والثمن الاقتصادي يقترب من 12 مليار دولار

خسائر فادحة على جميع المستويات في إسرائيل والثمن الاقتصادي يقترب من 12 مليار دولار

بوابة الفجرمنذ 5 ساعات

تشهد إسرائيل منذ بدء المواجهة المفتوحة مع إيران واحدة من أعنف الحروب الحديثة التي طالتها على كافة المستويات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والدولية حيث لم يعد الصراع مجرد تبادل ضربات بل تحول إلى حرب استنزاف شاملة تهدد أمن واستقرار الدولة العبرية وقد أكدت مصادر غربية مثل وول ستريت جورنال ورويترز أن تكلفة هذه الحرب اليومية تتراوح ما بين 200 إلى 300 مليون دولار تشمل عمليات الدفاع الجوي والاستخبارات والطلعات الجوية وهو ما يعني أن شهرًا واحدًا من القتال قد يكلّف إسرائيل ما يصل إلى 12 مليار دولار.
في السياق ذاته شهدت أقساط التأمين البحري ارتفاعًا غير مسبوق إذ ارتفعت من 0.2٪ إلى 1٪ مما أدى إلى ارتفاع تكلفة الاستيراد والتصدير بشكل كبير أما على صعيد القوى العاملة فقد تضررت إسرائيل من سحب مئات الآلاف من جنود الاحتياط من سوق العمل الأمر الذي تزامن مع تراجع العمالة الفلسطينية والأجنبية مما أدى إلى انخفاض الإنتاج وارتفاع معدلات البطالة وأكدت مؤسسات مالية إسرائيلية أن الناتج المحلي الإجمالي قد ينخفض بنسبة تتراوح بين 3٪ و5٪ إذا استمرت الحرب حتى نهاية العام الحالي.
تفاقم هذا الوضع بزيادة العجز الحكومي حيث تشير التقديرات إلى أن العجز سيصل إلى ما بين 7٪ و9٪ من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2025 مقارنة بأقل من 2٪ قبل الحرب وقد ترافق ذلك مع هروب رؤوس أموال من البلاد خاصة بعد مغادرة ما يقرب من 1700 مليونير إسرائيلي البلاد خلال عام 2024 وحده وهو ما انعكس على سوق العقارات في تل أبيب بانخفاض في معدلات الاستثمار العقاري بنسبة 10٪.
أما على الجانب العسكري فقد استُنزفت إسرائيل في عمليات الدفاع ضد أكثر من 500 صاروخ إيراني بالإضافة إلى أكثر من 1000 طائرة مسيرة وتمكنت منظومة الدفاع من اعتراض عدد كبير منها إلا أن تكلفة هذه العمليات فاقت مليار دولار خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من القتال وتكبدت إسرائيل خسائر بشرية تمثلت في مقتل 24 شخصًا وإصابة المئات بينهم جنود ومدنيون كما تأثرت العديد من القواعد الجوية ومراكز القيادة في بئر السبع والمطلة وطبريا.
وفي تطور خطير قصفت إيران معهد فايتزمان للعلوم والذي يعد أحد رموز التقدم العلمي الإسرائيلي مما أدى إلى خسائر تقدر بنحو 300 إلى 500 مليون دولار نتيجة تدمير مختبرات ومعدات بحثية كانت تعمل على مشاريع تمتد لعقود وبلغ عدد المتضررين من الباحثين نحو 286 مجموعة علمية وهو ما سيؤثر على البحث العلمي الإسرائيلي لسنوات طويلة.
كما طالت الضربات الإيرانية مستشفى سوروكا في بئر السبع مما أدى إلى إصابة 65 شخصًا وتدمير أقسام كاملة من المستشفى واضطر العاملون إلى إخلاء المرضى بشكل عاجل الأمر الذي منع حدوث كارثة أكبر وأفادت تقارير إعلامية أن هناك بنى تحتية صناعية واقتصادية أصيبت في حيفا وأسدود حيث تم استهداف منشآت نفطية ومراكز كهرباء ما أدى إلى انقطاع التيار عن مناطق كاملة وخسائر يومية فادحة في الإنتاج.
على المستوى الاجتماعي تعرض مئات الآلاف من الإسرائيليين للنزوح الداخلي حيث تم إجلاء السكان من مناطق الجنوب والشمال نحو الملاجئ تحت الأرض ما خلق ضغوطًا نفسية هائلة خاصة في أوساط كثيرة وأشارت تقارير لمجلة تايم أن نسبة القلق والهلع ارتفعت بشكل كبير وأن إسرائيل تعاني من موجة اضطرابات ما بعد الصدمة في صفوف مواطنيها.
في ظل هذا الوضع المتأزم ارتفعت أصوات دولية تطالب بوقف التصعيد وعلى رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حيث دعت هذه الدول إلى ضبط النفس وتحقيق هدنة إنسانية بينما هددت إيران بالرد على أي تدخل أمريكي بضرب قواعد عسكرية أمريكية في المنطقة وهو ما دفع الأسواق العالمية لرفع أسعار النفط فوق 90 دولارًا للبرميل خوفًا من اتساع رقعة الحرب وتأثر خطوط الملاحة البحرية خصوصًا في البحر الأحمر حيث أطلق الحوثيون تهديدات صريحة بوقف شحنات الدعم إلى إسرائيل.
أما وكالات التصنيف الائتماني فتدرس خفض الجدارة الائتمانية لإسرائيل نتيجة العجز الكبير والضغوط الاقتصادية المتراكمة وهو ما قد يؤدي إلى رفع تكلفة الاقتراض وتقليص الاستثمارات الأجنبية بشكل كبير وتشير التقارير إلى أن سوق المال الإسرائيلي فقد خلال أسابيع الحرب أكثر من 7٪ من قيمته وتكبدت بورصة تل أبيب خسائر فادحة مما أجبر الحكومة على ضخ سيولة طارئة عبر بنك إسرائيل لضمان استقرار الأسواق.
أمام هذا المشهد المعقد تبدو إسرائيل في مواجهة غير مسبوقة مع تداعيات متزايدة على كافة الأصعدة فبينما تواصل العمليات العسكرية فإن الجبهة الداخلية بدأت تنهار تدريجيًا بفعل الضغوط الاقتصادية والنفسية والاجتماعية وتشير تقديرات إلى أن استمرار الحرب لفترة أطول سيكلف إسرائيل ما يفوق 100 مليار دولار خلال عام 2025 وهو رقم يعادل قرابة ربع الميزانية العامة للدولة.
الجيش الإسرائيلي يواجه تحديًا مزدوجًا بين صد الهجمات وتأمين الجبهة الداخلية مع تراجع الروح المعنوية لدى بعض جنود الاحتياط نتيجة طول أمد المعارك وقساوة الظروف الميدانية بينما تحاول الحكومة الترويج لانتصارات تكتيكية في مواجهة ضغط إعلامي دولي واتهامات باستخدام القوة المفرطة ضد أهداف مدنية وهو ما أضعف موقفها الدبلوماسي أمام الأمم المتحدة.
في ظل هذه المعطيات فإن المجتمع الإسرائيلي بات يعيش حالة استنزاف حقيقية ليست فقط في الجبهة العسكرية بل في بنيته النفسية والاجتماعية إذ تشير مراكز الأبحاث النفسية إلى ارتفاع ملحوظ في حالات الاكتئاب والقلق ومحاولات الانتحار بين صفوف الشباب والجنود العائدين من الجبهة.
كما تُظهر نتائج استطلاعات الرأي تراجعًا في شعبية الحكومة وسط انتقادات لنتنياهو بعدم التقدير الكافي لمخاطر الحرب على المستوى الاستراتيجي وأن ما يحدث قد يؤدي إلى دخول إسرائيل في دوامة من الصراعات الإقليمية المستمرة في ظل انقسام داخلي غير مسبوق بين اليمين واليسار.
الحرب مع إيران كشفت عن هشاشة البنية الدفاعية الإسرائيلية رغم امتلاكها أحدث أنظمة الحماية كما أظهرت ضعف القدرة على احتواء أزمات كبرى ذات طابع إقليمي ودولي وإن استمرار هذا الوضع دون أفق للحل يعني المزيد من الخسائر في الأرواح والاقتصاد والدبلوماسية بل وقد يقود في النهاية إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي الداخلي وتراجع مكانة إسرائيل في المنطقة والعالم.
فإسرائيل التي اعتادت منذ نشأتها على الحروب القصيرة والسريعة تواجه اليوم نموذجًا جديدًا من الصراع يتمثل في حرب استنزاف ذكية متعددة الأدوات والمجالات حرب تقودها طهران بأسلوب غير تقليدي يعتمد على التكلفة الباهظة لا على الحسم العسكري ما يجعل من مستقبل إسرائيل مفتوحًا على سيناريوهات أكثر قتامة من أي وقت مضى.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سعر الذهب في السعودية اليوم الأحد 29 يونيو 2025
سعر الذهب في السعودية اليوم الأحد 29 يونيو 2025

مصرس

timeمنذ 40 دقائق

  • مصرس

سعر الذهب في السعودية اليوم الأحد 29 يونيو 2025

تشهد أسعار الذهب وعيار 24 في المملكة العربية السعودية، اليوم الاحد 29 يونيو 2025 استقرار، وفقًا لآخر تحديث معلن، تزامنًا مع ثبات سعر المعدن الأصفر عالميًّا، إذ تجاوز سعر الأوقية من حاجز ال12 ألف ريال سعودي. أسعار الذهب عيار 24 * بلغت أسعار الذهب عيار 24 في المملكة العربية السعودية، اليوم الاحد 29 يونيو 2025 نحو 394.25 ريال سعودي، ما يعادل 105.26 دولار أمريكي.أسعار الذهب عيار 21 * وصل سعر الذهب عيار 21 في المملكة العربية السعودية، اليوم 29 يونيو 2025، نحو 345 ريال، لما يعادل 92.10دولار.أسعار الذهب عيار 18 * أسعار الذهب عيار 18 في المملكة العربية السعودية، اليوم 29 يونيو 2025، نحو 295.75 ريالًا، أي ما يعادل 78.94 دولار.أسعار أونصة الذهب * بالنسبة لأسعار الأونصة في المملكة العربية السعودية اليوم 29 يونيو 2025 يسجل نحو 12264 ريالات، ما يعادل 3273 دولارًا.أسعار الذهب عالميًا * سجلت الأوقية عيار 24 اليوم 29 يونيو 2025 سعر: 3273 دولارًا.لمعرفة المزيد:الذهب عيار 12 ينخفض بعد قرار الفيدرالي.. وماذا عن سعر الدولار الآن؟

إغلاق سوق الذهب اليوم بعد تراجعات ملحوظة لعيار 21.. اعرف التفاصيل
إغلاق سوق الذهب اليوم بعد تراجعات ملحوظة لعيار 21.. اعرف التفاصيل

اليوم السابع

timeمنذ ساعة واحدة

  • اليوم السابع

إغلاق سوق الذهب اليوم بعد تراجعات ملحوظة لعيار 21.. اعرف التفاصيل

أغلق سوق الذهب في مصر بعد تراجعات ملحوظة اليوم، وسط تداولات محدودة للغاية مع توقف على التداول عالميًا، مما يجعل سعر الذهب في مصر يتحرك بشكل متواضع للغاية. شهد الذهب العالمي انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي وذلك في ظل تراجع الطلب على الملاذ الآمن عقب تقلص التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى بعض التفاؤل فيما يخص الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين. أسعار الذهب اليوم -عيار 24 : 5274 جنيهًا -عيار 21: 4615 جنيها - عيار 18: 3956جنيهًا - عيار 14: 3077 جنيهًا - الجنيه الذهب: 36920 جنيهًا سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2.8% ليسجل أدنى مستوى عند 3255 دولار للأونصة وذلك بعد أن افتتح تداولات الأسبوع عند المستوى 3383 دولار للأونصة ليغلق تداولات الأسبوع عند المستوى 3274 دولار للأونصة، وفق جولد بيليون. خلال تعاملات يوم الجمعة وهو اليوم الختامي في البورصة العالمية وسع الذهب من خسائره بنسبة 1.6% ليسجل أدنى مستوى منذ 4 أسابيع عند 3255 دولار للأونصة ليغلق تداولات الأسبوع تحت مستوى الدعم 3285 دولار للأونصة، وهو يعد اغلاق سلبي قد يفتح الباب أمام المزيد من الهبوط في أسعار الذهب. تقلص التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط بعد وقف إطلاق النار بين كل من إيران والكيان الصهيوني عمل هذا تقليل الطلب على الملاذ الآمن وشجع المستثمرين على البدء بعمليات البيع لجني الأرباح للذهب. في الشرق الأوسط لا يزال اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران والكيان الصهيوني صامدًا بعد بعض المناوشات في بدايته، وهو ما شجع الذهب على التراجع، كما اعتبرت الأسواق اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والصين يوم الخميس بشأن كيفية تسريع شحنات المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة، علامة إيجابية وعقب ذلك ارتفعت الأسهم العالمية. تعكس تداولات الذهب حالياً مدى إقبال المستثمرين على الأصول الخطرة على حساب الذهب الذي يعد استثمار للملاذ الآمن، ويأتي هذا على الرغم من استمرار انخفاض الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات الرئيسية لخمس جلسات متتالية، وهو الأمر الذي كان من المفترض أن يدعم الذهب بسبب العلاقة العكسية بينهما، ولكن ضعف الطلب على الملاذ الآمن دفع الذهب إلى الهبوط بشكل كبير.

رؤساء أمريكيون فى أزمنة الحروب والأزمات
رؤساء أمريكيون فى أزمنة الحروب والأزمات

بوابة الأهرام

timeمنذ ساعة واحدة

  • بوابة الأهرام

رؤساء أمريكيون فى أزمنة الحروب والأزمات

منذ العقد الماضى والنظام العالمى يشهد حالة من السيولة وعدم اليقين حول طبيعة وعلاقات القوى فيه غير أن هذه الحالة تضاعفت مع إدارة جوزيف بايدن (2020 ـ 2024) حيث بدأ النظام العالمى يهتز، ويشهد حروباً ونزاعات ربما لم يشهدها العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بدأ هذا فى سلوكه تجاه حربين: الحرب الروسية والأوكرانية (2022) والعدوان الإسرائيلى الوحشى على الشعب الفلسطينى غزة (2023) فى هذين الحربين كان بايدن يغذيها ويعمل على استمرارها بدعمه العسكرى الشامل لأوكرانيا وحشد حلف الناتو فى هذا الاتجاه وهو نفس ما فعله فى اندلاع العدوان الإسرائيلى على غزة ودعمه المطلق لإسرائيل عسكريا وسياسيا. غير ان حالة العالم ازدادت خطورة مع ولايتى ترامب فى (2017 و2025،..) فقد جاء ترامب بسياسات تصادمية حتى مع حلفاء أمريكا التقليديين، فضلاً عن الصين، وقراراته حول الرسوم الجمركية التى هزت قواعد العلاقات الاقتصادية العالمية، وأشاعت عدم الاستقرار فى الأسواق والتجارة العالمية ومؤخراً فى مغامرته بدعمه للعدوان الإسرائيلى على إيران الذى وقع فى 13 يونيو 2025. غير انه اذا كان هذا هو سلوك رؤساء أمريكيين إلا أن التاريخ الأمريكى الحديث شهد عدداً من الرؤساء الذين واجهوا حروباً وأزمات بشكل عاقل وبناء، أول هؤلاء الرؤساء هو الرئيس الأمريكى فرانكلين روزفلت. (1882 ـ 1945) الذى قاد التحالف الغربى بمشاركة الاتحاد السوفيتي، ضد النازية وهزيمتها وفى المناقشات مع الحلفاء الغربيين، وشكوكهم حول نوايا الاتحاد السوفيتى التوسعية، كان روزفلت يبدى تفهماً للاتحاد السوفيتى ويعتبر أن الصيغة الشمولية للحكم السوفيتى أقل خطراً من الصيغة الألمانية، وان العداء الروسى للغرب إنما ينبع أساسا من الافتقار للخبرة المتبادلة بين الحضارتين، وان روسيا كانت قد عانت خسارة فى أجزاء مهمة من أراضيها فى آسيا نتيجة للحرب مع اليابان عام 1905، ومع نهاية الحرب الأولى أجبرت على التنازل عن فنلندا ودول البلطيق الثلاث. ومن هنا لم يكن «روزفلت» يميل إلى معارضة خطط ستالين فى أن يحقق لنفسه الأمن من خلال خلق مناطق نفوذ على طول الحدود السوفيتية، وان كان هذا لا يجب أن يعنى فرض نظامها الاجتماعى ونبذ الأساليب الديموقراطية، وبالتوازى مع هذا منحت الولايات المتحدة الاتحاد السوفيتى مبلغ 7.3 بليون دولار، وفقاً لقانون الإعارة والتأجير Lend Lease كان هذا هو الإطار الفكرى الذى سيطر على «روزفلت» خلال أهم مؤتمرين عقدا والحرب الثانية فى نهاياتها وهما: مؤتمر طهران عام 1943 ومؤتمر يالطا عام 1945 اللذان خصصا لمناقشة الأوضاع فى شرق أوروبا، وبشكل خاص، بولندا. اما الرئيس الثانى جون كيندى الذى جاء فى قلب الحرب الباردة وواجه عام 1962 ما يسمى بأزمة الصواريخ الكوبية حين اقام الاتحاد السوفيتى قواعد صواريخ فى كوبا، وامر كيندى بإزالتها، وفى وقتها وقف العالم على حافة حرب نووية، غير أن كيندى غلب العقل وأعطى فرصة للزعيم السوفيتى كى يتراجع. اما الرئيس الثالث أيزنهاور (1890 ــ 1969) فهو يعرف بموقفه التاريخى فى إدانة عدوان دول كبرى حليفة مثل فرنسا وبريطانيا، فضلاً عن إسرائيل، على مصر عام 1956، ومطالبتهم بوقف العدوان وإجبار بن جوريون على الانسحاب من سيناء، ولا يقلل هذا أن هذا الموقف كان فى نطاق الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي. اما الرئيس الرابع فهو ريتشارد نيكسون (1913 ــ 1994) والذى أدرك والمفكر الاستراتيجى هنرى كيسنجر (1923 ــ 2023) الذى اختاره كى يكون مستشارا للأمن القومى ان «كل هيكل العلاقات الدولية يتغير» وهكذا شرعا فى نقل العلاقات مع الاتحاد السوفيتى من المواجهة إلى التفاوض فى نطاق يعرف «بالوفاق الدولي» وعبر ثلاثة مؤتمرات قمة توصلت القوتان إلى عدد من المعاهدات حول اخطر جوانب علاقاتهما وهى الأسلحة والصواريخ النووية، كما توصلت القوتان إلى «اعلان مبادئ» يلجآن إليه فى حالة الأزمات لتفادى الانزلاق فيها وهو ما حدث فى حرب أكتوبر 1973، حيث توصلا خلال الحرب إلى مشروع قرار وافق عليه مجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار. اما الرئيس الأحدث فهو جورج بوش الأب، ومحاولته إيجاد حل لما عرف بأزمة الشرق الأوسط بدعوته لعقد مؤتمر مدريد للسلام فى الشرق الأوسط عام 1991 وهو ما عارضه رئيس الوزراء الإسرائيلى آنذاك اسحق شامير، وهو ما جعل جورج بوش يوقف مساعدات قدرها 10 مليارات دولار كانت مقررة لإسرائيل، أما وزير خارجيته فقد نفذ أمرا بأن يدخل السفير الإسرائيلى فى واشنطن وزارة الخارجية الأمريكية من باب الوزارة العام وليس من باب خاص، وهكذا أجبر إسرائيل على المشاركة فى المؤتمر الذى عقد تحت شعار الأرض مقابل السلام وهو المفهوم الذى مازال أساسا لتسوية النزاع العربى الإسرائيلي. فلعل الرئيس الامريكى الحالي، يقتدى بأسلافه الذين فى إدارتهم لأزمات دولية وإقليمية غلبوا سلام العالم وتجنبوا احتمالات الصدام والمواجهة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store