
ما كيفية الترتيب بين الصلاة الحاضرة والفائتة عند ضيق الوقت؟.. دار الإفتاء تجيب
ورد إلى دار الإفتاء سؤال يقول صاحبه: ما هي كيفية الترتيب بين الصلاة الحاضرة والفائتة عند ضيق الوقت؟ فأحيانًا تفوتني صلاة العصر بسبب عذر طارئ حتى يُؤذّن لصلاة المغرب، وعند قضائها منفردًا وأنا في البيت لا يبقى في وقت المغرب إلا ما يسمح بأداء صلاة واحدة؛ فهل أبدأ بصلاة العصر الفائتة، أو بصلاة المغرب الحاضرة؟
وأجاب على السائل الدكتور شوقي علام مفتى الجمهورية السابق عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء قائلا؛ من فاتته صلاة العصر لعذرٍ حتى دخل عليه وقت صلاة المغرب وضاق الوقت بحيث لم يتسع الوقت إلا لأداء إحداهما؛ فالأولى البدء بصلاة المغرب ثم قضاء صلاة العصر؛ خروجًا من الخلاف، فمن فعل غير ذلك وبدأ بالفائتة مراعاة للترتيب فصلاته صحيحة ولا حرج عليه.
حثَّ الشرع الشريف على أداء الصلاة في وقتها
للصلاةِ في الإسلامِ منزلة رفيعة ومكانة عالية؛ فهي أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، وثاني ما يُؤمر به من أركان الإسلام في الدنيا؛ فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ» أخرجه الشيخان؛ وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ» أخرجه الترمذي والنسائي والبيهقي في "السنن"، وابن أبي شيبة في "المصنف" بلفظ قريب.
وقد جعل الله تعالى للصلوات أوقاتًا مخصوصة؛ وحثَّ على أدائِها في أوقاتِها؛ فلا يجوز للمسلم تفويت وقتِ أداءِ الصلاةِ إلا لعذرٍ أو ضرورةٍ؛ كنحو مرضٍ أو نومٍ أو سهوٍ؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103].
قال العلامة ابن الأثير في "الشافي في شرح مسند الشافعي" (2/ 75، ط. مكتبة الرشد): [فلا وجه لترك الصلاة إلا من عذرٍ] اهـ.
وقال العلامة الشوكاني في "فتح القدير"
حكم قضاء الصلاة الفائتة بسبب النسيان أو النوم
إن فات المسلمَ وقتُ الصلاة لعذرٍ من نومٍ أو سهوٍ أو غير ذلك، ثم زالَ عذره؛ فإنَّه يجب عليه قضاء ما فاته من صلوات؛ لقوله صلَّى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ نَامَ عَنْ صَلَاةٍ أَوْ نَسِيَهَا؛ فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا» أخرجه الدارمي في "السنن"، والموصلي في "المسند"، والطبراني في "المعجم الأوسط" واللفظ لهما.
وعلى هذا أجمع الفقهاء؛ قال الإمام النووي في "المجموع" (3/ 71، ط. دار الفكر): [أجمع العلماء الذين يُعْتَدُّ بهم على أنَّ مَن ترك صلاةً عمدًا: لزمه قضاؤها] اهـ.
وقال تقي الدين السبكي في "إبراز الحكم من حديث رفع القلم" (ص: 85، ط. دار البشائر): [وقد اتفق الفقهاء على أنَّه لو نام مِن أول وقت الصلاة إلى آخره: وجب عليه بعد أن يستيقظ قضاء الصلاة، وذلك مجمع عليه] اهـ.
وقال بدر الدين العيني في "نخب الأفكار" (3/ 183، ط. أوقاف قطر): [وأجمعوا أنَّ مَن نام عن خمس صلواتٍ: قَضَاهَا، فكذلك في القياس: ما زاد عليها] اهـ.
كيفية الترتيب بين الصلاة الحاضرة والفائتة عند ضيق الوقت
اختلف الفقهاء في حكم الترتيب بين الصلاة الفائتة والحاضرة اللتين لا جمع بينهما حال الصلاة منفردًا إذا ضاق وقت الصلاة الحاضرة بحيث لا يتسع إلا لأدائها:
فذهب الجمهور؛ من الحنفية، والإمام ابن وهب من المالكية وارتضاه ابن أبي زيد القيرواني، والشافعية، والحنابلة في الصحيح إلى أنَّه يتعيَّن عليه البدء بالحاضرة؛ لأنَّه وقتها، ولكيلا تصير فائتة كسابقتها، ولأنَّ إدراك الصلاة على وقتها أفضل مِن تفويته؛ قال الإمام محمد بن الحسن الشيباني الحنفي في "الأصل المعروف بـالمبسوط" (1/ 152، ط. إدارة القرآن بكراتشي): [قلت: أرأيت إن نسي الفجر والظهر جميعًا ثم ذكر ذلك في آخر وقت الظهر؟ قال: يبدأ فيصلي الظهر ثم يصلي الفجر. قلت: لم؟ قال: لأن الفجر قد فاتته وهو في آخر وقت من الظهر، فعليه أن يصلي الظهر، ولا يدع أن تفوته، فيكون قد فاتته صلاتان] اهـ.
وقال العلامة ابن عابدين الحنفي في "رد المحتار" (1/ 439، ط. دار الفكر): [وأما إذا خاف ذهاب وقت الحاضرة؛ فإنَّه يَجزيه عنها حتى يكون عليه قضاء الفائتة] اهـ.
وقال الشيخ عليش المالكي في "منح الجليل" (1/ 283، ط. دار الفكر): [(و) وجب غير شرط مطلقًا ترتيب قضاء (يسيرها)؛ أي: الفوائت (مع) صلاة (حاضرة)؛ كالعشاءين مع الصبح، فيجب تقديم قضاء يسير الفوائت على الحاضرة إن اتسع وقتها، ولم يلزم عليه خروج وقتها، بل (وإن) كان إذا قدم قضاء اليسير على الحاضرة (خرج وقتها)؛ أي: الحاضرة وصارت قضاءً؛ هذا هو المشهور، وقول الإمام مالك رضي الله تعالى عنه في "المدونة".. وقال ابن وهب: يقدم الحاضرة معه] اهـ.
وقال العلامة النفرواي المالكي في "الفواكه الدواني" (1/ 227، ط. دار الفكر): [وإن ضاق وقت الحاضرة عن فعل الفائتة والحاضرة قَدَّم الحاضرة، هذا ما ارتضاه المصنف تبعًا لبعض أهل المذهب، والذي ارتضاه خليل وشراحه وهو المعتمد: أنَّ الحاضرة تُقدم على كثير الفوائت مطلقًا ولو اتسع الوقت، لكن وجوبًا عند ضيق الوقت، وندبًا عند اتساعه] اهـ.
وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي في "أسنى المطالب" (1/ 169، ط. دار الكتاب الإسلامي): [(و) يُستحب (تقديمها على حاضرةٍ لم يخف فواتها) لما مر، فإن خاف فواتها وجب تقديمها على الفائتة؛ لئلا تصير الأخرى فائتة] اهـ.
وقال الإمام ابن قدامة الحنبلي في "الكافي" (1/ 196، ط. دار الكتب العلمية): [فإن فاتته صلوات لزمه قضاؤهن مرتبات؛ لأنَّهن صلوات مؤقتات فوجب الترتيب فيها كالمجموعتين، فإن خشي فوات الحاضرة قدمها؛ لئلَّا تصير فائتة، ولأنَّ فعل الحاضرة آكد] اهـ.
وقال في "المغني" (1/ 437، ط. مكتبة القاهرة): [قال: (ومَن خشي خروج الوقت: اعْتَقَدَ وهو فيها ألَّا يعيدها، وقد أجزأَته) يعني: إذا خشي فوات الوقت قبل قضاء الفائتة، وإعادة التي هو فيها سقط عنه الترتيب حينئذٍ، ويتم صلاته، ويقضي الفائتة حسب. وقوله: "اعْتَقَدَ ألَّا يُعيدها" يعني لا يغير نيته عن الفرضية ولا يعتقد أنه يعيدها؛ هذا هو الصحيح في المذهب، وكذلك لو لم يكن دخل فيها لكن لم يبق من وقتها قدر يصليهما جميعًا فيه: فإنّه يسقط الترتيب، ويقدم الحاضرة] اهـ.
واختار الإمام أشهب من المالكية: أنَّه يُخيَّر بينهما؛ فيبدأ بما يشاء منهما؛ قال الشيخ عليش المالكي في "منح الجليل" (1/ 284) في الكلام عن الترتيب بين الحاضرة والفائتة إذا لم يتسع وقت الحاضرة إلا لإحداهما: [وقال أشهب: إن ضاق وقت الحاضرة يُخَيَّر في تقديم أيِّهما شاء] اهـ.
وذهب المالكية في المشهور من المذهب، والحنابلة في رواية اختارها الخلَّال: إلى أن الترتيب بين الفائتة والحاضرة واجبٌ مطلقًا حتى ولو ضاق وقت الحاضرة ما دام المتروك من الصلوات لا يجاوز صلوات يوم وليلة؛ لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنَّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلَمْ يَذْكُرْهَا إِلَّا وَهُوَ مَعَ الْإِمَامِ؛ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ فَلْيُعِدِ الصَّلَاةَ الَّتِي نَسِيَ، ثُمَّ لِيُعِدِ الصَّلَاةَ الَّتِي صَلَّاهَا مَعَ الْإِمَامِ» أخرجه أبو يعلى الموصلي في "المعجم" واللفظ له، والبيهقي في "السنن الكبرى" و"الآثار" و"الخلافيات"؛ فلو لم يكن الترتيب بينهما واجبًا سواء ضاق الوقت أو اتَّسع لَمَا أُمِرَ بإعادة الصلاة الحاضرة بعد صلاتها؛ قال القاضي عبد الوهاب المالكي في "المعونة على مذهب عالم المدينة" (ص: 272، ط. المكتبة التجارية): [فإذا كان المتروك صلاة واحدة أو اثنتين إلى خمس فذكرها وقد حضر وقت صلاة: أتى بالفوائت، وإن فات وقت الحاضرة] اهـ.
وقال العلامة أبو عبد الله المواق المالكي في "التاج والإكليل" (2/ 278، ط. دار الكتب العلمية): [(ويَسِيرُها مع حاضرة وإن خرج وقتها) من "المدونة" قال مالك: مَن ذكر صلوات يسيرةً في وقت صلاة: بدأ بهن وإن فات وقت الحاضرة، خلافًا لأشهب وابن وهب] اهـ.
وقال الإمام ابن قدامة الحنبلي في "المغني" (1/ 437): [وعن أحمد رواية أخرى: أنَّ الترتيب واجبٌ مع سعة الوقت وضيقه؛ اختارها الخلال، وهو مذهب عطاء، والزهري، والليث] اهـ.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فيتو
منذ 35 دقائق
- فيتو
أضرحة أولياء الله الصالحين في الفيوم، حكايات الغلابة مع مراقد الأمل
في محافظة الفيوم، وسط الطبيعة الخلابة والقرى القديمة التي تمتد جذورها في عمق التاريخ، تنتشر أضرحة أولياء الله الصالحين كمنارات روحية ومراكز شعبية لحكايات لا تزال حية في وجدان الناس، حتى وإن غابت عنها الموالد وتعطلت طقوسها منذ أحداث 2011. لم تكن هذه الأضرحة مجرد قبور لأشخاص صالحين، بل أصبحت محطات أمل الفقراء والمرضى والمهمومين، حيث نسجت خيالات الغلابة على مر السنين أساطير حول الكرامات والمعجزات، من شفاء الأمراض إلى زواج العوانس وعودة الغائبين، في محاولة يائسة أحيانًا، ومفعمة بالإيمان أحيانًا أخرى، للتمسك بطوق نجاة وسط أمواج الحاجة والفقر والمرض. الشيخة مريم.. موحدة المسلمين والأقباط وحارسة بحر يوسف على ضفاف بحر يوسف، ترقد الشيخة مريم، التي يقال عنها إنها كانت صاحبة كرامات عظيمة، باركت الأراضي فأنبتت، ولمست العاقر فولدت. جمالها وورعها جعلها رمزًا للخير والخصوبة، ولهذا اختارت بعد موتها أن تُدفن بجوار البحر، رمز العطاء لدى أبناء الفيوم. ورغم أن البعض يرون فيها قديسة مسلمة، فإن آخرين من أقباط الفيوم يؤمنون بأنها من قديسات الأقباط الأوائل، ويقصدون ضريحها للتبرك، في مشهد فريد من نوعه يجمع المسلمين والأقباط حول مقام واحد، يقدمون فيه اللحوم والأرز باللبن تقربًا لصاحبة الكرامات. المتصوفة الشيخة مريم، كما يؤكد أتباع الطرق الصوفية، كانت تستقبل المريدين من كل أنحاء مصر، وكان يُقام لها مولد سنوي، قبل أن يتوقف بفعل تغيرات سياسية واجتماعية. الشيخ علي الروبي.. شفاء المرضى وموالد النصف من شعبان في قلب الفيوم، يقع ضريح الشيخ علي الروبي الذي أنشأه السلطان برقوق عام 875 هـ، وكان المولد السنوي له في ليلة النصف من شعبان يجذب آلاف الزوار، طلبًا للشفاء والفرج. عُرف بقدرته على شفاء الأمراض العضوية، وفق روايات المريدين، الذين لا يزال بعضهم يزور المقام على أمل استعادة أيام العطاء الروحي. أبو خلف.. بركة للإنجاب وعطاء للعاقرات جنوب مدينة الفيوم، يوجد مقام الشيخ أبو خلف، الذي ارتبط اسمه ببركة الإنجاب. تقول الحكايات إن سيدات عاقرات حملن بعد زيارته، وأطلقن على أطفالهن اسم "أبو خلف"، تيمنًا بالشيخ الذي "أعاد إليهن نعمة الأمومة"، بحسب المعتقد الشعبي. وكان مولده يُقام في شم النسيم، ليضفي على المناسبة طابعًا من الفرح الشعبي والديني المختلط. الشيخ عطا.. بئر الشفاء المندثرة في قرية هوارة عدلان، يرتبط اسم الشيخ عطا ببئر يُقال إن مياهه كانت تشفي الأمراض الجلدية. كانت البئر جزءًا من المقام، لكنها اليوم غائرة، ومياهها راكدة، يُنزل إليها المرضى بحبل طويل ليغتسلوا على أمل الشفاء. لا أحد يعرف متى جاء الشيخ عطا أو متى توفي، بل إن المقام نفسه أصبح جزءًا من مسجد، ولم يتبق من ذكراه سوى البئر. الشيخ محمد "حبس الوحش".. قاهر الذئاب وناصر المهمومين عند مدخل أبشواي، يقف ضريح الشيخ محمد حبس الوحش شاهدًا على واحدة من أغرب الحكايات الشعبية في الفيوم. تقول الأسطورة إن أحد الرعاة احتمى بمقام الشيخ ليلًا مع غنمه، فظهر ذئب، لكنه لم يهاجم القطيع، بل جلس وديعًا بين الأغنام، ما جعل الراعي يصيح: "الشيخ حبس الوحش!" ومنذ ذلك اليوم اكتسب الشيخ اسمه. يؤمن مريدوه بأنه يزوج العوانس، ويرد الغائبين، ويصالح الأزواج، ويشفي المرضى. قصصه امتدت عبر الأجيال، رغم توقف المولد وهدم بعض معالم الضريح بسبب التغيرات التي شهدتها البلاد بعد 2011. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


الجمهورية
منذ 37 دقائق
- الجمهورية
ليس مجرد غيابٍ للسلاح ..السلام فى الاسلام
حيث أشارت إلى أن الإسلام رسم في فن التعامل مع غير المسلمين، أرقى مبادئ التعامل، وغرس في قلوب أتباعه الرحمة ، والعدل، والإحسان، دون أن يتخلّى عن ثوابته أو يتجاوز حدوده فالمسلم لا يتعامل مع غير المسلم بناءً على العِرق أو الدين أو الانتماء، بل يتعامل وفق مبدأ رباني عادل، أرساه الله تعالى في كتابه، وطبّقَه رسوله – صلى الله عليه وسلم - في سُنّته، وهو: البر ، والقسط، والمعاملة الحسنة وقد تم الاستشهاد على ذلك بقوله تعالى: "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"سورة الممتحنة الآية: ٨ وقال تعالى في آية أخرى: "وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا"الأنفال: ٦١ وأكدت المنصة أن السلام قيمة عظيمة، ف السلام في الإسلام ليس مجرد غيابٍ للسلاح، ولا توقفٍ مؤقتٍ لصوت الحرب، بل هو حالة شاملة من الأمن والسكينة والوئام تشمل علاقة الإنسان بربّه، وبنفسه، وبالناس من حوله ولفتت أن الاسلام في الإسلام يبدأ من السلام مع الله – عز وجل -، وذلك بالاستسلام لأمره، والعمل بطاعته، والرضا بحكمه، ثم السلام مع النفس بالتحرر من أهوائها، وتنقيتها من أحقادها وغلها وحسدها، ثم السلام مع الناس بالتعامل بالعدل، والإحسان، و البر ، والتعاون


نافذة على العالم
منذ 42 دقائق
- نافذة على العالم
نافذة - "السديس" يعزي الشيخ "فيصل غزاوي" في وفاة شقيقته
الأربعاء 18 يونيو 2025 08:30 صباحاً نافذة على العالم - تم النشر في: قدّم رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، باسمه وباسم أئمة وعلماء ومدرسي الحرمين الشريفين ومنسوبي الرئاسة، أحر التعازي وصادق المواساة إلى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي، في وفاة شقيقته – رحمها الله. ودعا السديس الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته، ويسكنها الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان، ويجبر مصابهم، ويحشرها مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.