
في ظل الخروقات الأمنية.. هل يُمكن لإيران تصنيع قنبلة نووية في السر؟
كشف الهجوم الإسرائيلي الأخير على مواقع إيرانية حيوية، عن مستوى غير مسبوق من اختراق الاستخبارات والجيش الإسرائيلي للبنية الأمنية والنظام النووي الإيراني، أصبح السؤال المركزي الذي يطرحه المحللون والمختصون هو: هل ما زالت إيران قادرة فعلاً على تطوير سلاح نووي بشكل سري؟
الهجوم الذي أُطلق عليه اسم "الأسد الصاعد"، لم يكن مجرد عملية عسكرية تقنية، بل كان مؤشراً على مدى التغلغل الاستخباري الإسرائيلي داخل العمق الإيراني، وفق شبكة أن بي سي الأمريكية.
وشملت العمليات الإسرائيلية استهدافاً دقيقاً لعناصر بارزة في البرنامج النووي الإيراني، أبرزها اغتيال العالم محسن فخري زاده في نوفمبر 2020، المسؤول عن مشروع "عماد" النووي السري.
خلال مواجهة استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران، تمكنت إسرائيل من تصفيات مركزة طالت عدداً من العلماء النوويين وكبار القادة العسكريين في الحرس الثوري والجيش الإيراني.
هذه الضربات المتكررة تركت أثراً عميقاً على البنية التحتية الدفاعية الإيرانية، وأثارت تساؤلات داخل الأوساط الاستخبارية والسياسية حول قدرة إيران على إعادة بناء برنامج نووي دون أن تكشف عنه أجهزة الاستخبارات الغربية أو الإسرائيلية.
ورغم كل ذلك، تصر إيران على مواصلة نشاطاتها النووية تحت غطاء مدني، لكن صانعي القرار فيها يواجهون خياراً صعباً بعد تدمير بعض منشآتها الدفاعية والاستخبارية الحيوية. فإما التوصل إلى تسوية مع الولايات المتحدة بشروط مؤلمة، أو التخلي عن المشروع النووي، أو العودة إلى النموذج السري الذي كانت تعمل عليه قبل عام 2003.
صعوبة التخفي في عصر الاستخبارات الحديثة
وتشير التقديرات، وفق الشبكة، إلى أن إمكانية تطوير إيران لقنبلة نووية بشكل سري باتت ضئيلة جداً، خصوصاً أمام الرقابة الاستخبارية المشددة التي تمارسها إسرائيل والولايات المتحدة.
ويقول إريك بروير، المسؤول الاستخباراتي السابق والعضو حالياً في "مبادرة التهديد النووي": "إن التحدي الأكبر أمام إيران يتمثل في الحفاظ على سرية أي مشروع نووي محتمل أمام أعين الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية".
من جانبه، أكد مارك بوليميروبولوس، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه)، أن إسرائيل تمتلك تفوقاً استخبارياً شاملاً على إيران، وأنها لن تتردد في التعامل مع أي تهديد مباشر عبر ضربات استباقية أو عمليات سرية.
وثائق الموساد.. كشفت المستور
في 2018، نفذ جهاز الموساد عملية استخباراتية استثنائية، تم خلالها سرقة أرشيف كامل من الوثائق الإيرانية، كشفت عن خطط مفصلة لبناء خمس قنابل نووية. كما أظهرت الوثائق أن إيران سبق أن حاولت تطوير سلاح ذري بشكل سري، لكن سرها انكشف سنة 2002، مما دفعها لإعلان تعليق مشروعها النووي العسكري رسمياً.
ورغم نفي إيران المتكرر لامتلاكها برنامجاً عسكرياً نووياً، فإن هذا النفي لا يزال محل شك لدى العديد من الدول الغربية، خاصة بعد اكتشاف تلك الوثائق وتحليلها من قبل خبراء دوليين.
رغم الدمار الذي لحق بالبنية التحتية النووية الإيرانية، تؤكد القيادة الإيرانية أنها ما زالت تمتلك الخبرات التقنية والمواد اللازمة لإعادة بناء البرنامج النووي. وقد صرح علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني، على منصة "إكس" سابقاً: "حتى مع افتراض تدمير المنشأة بالكامل، فإن اللعبة لن تنتهي، لأن المواد المخصبة والخبرة المحلية والإدارة السياسية ما زالت قائمة... المفاجآت ستستمر".
يعتقد الباحث مارفين وينباوم، من معهد الشرق الأوسط وأستاذ جامعة إلينوي، أن إيران قد ترى في امتلاك السلاح النووي ضماناً استراتيجياً لبقاء النظام، خاصة بعد الهجوم الجوي الأخير الذي كشف هشاشة القدرات الدفاعية الإيرانية أمام التفوق الإسرائيلي.
لكن الواقع يقول إن الطريق نحو القنبلة النووية لم يعد سهلاً، وليس فقط بسبب الحصار التكنولوجي والرقابة الدولية، بل أيضاً لأن عصر السرية في البرامج النووية قد ولّى.
وفي ظل التفوق الاستخباري الإسرائيلي والأميركي، يبدو أن أي محاولة إيرانية جديدة ستكون مرصودة ومهددة برد فعل سريع وقاطع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فرانس 24
منذ 11 ساعات
- فرانس 24
ماكرون يؤكد في مكالمة مع الرئيس الإيراني على ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد إنه أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان. وأضاف في منشور على منصة إكس أن رسائله خلال الاتصال تضمنت التأكيد على إطار معاهدة حظر الانتشار النووي، والاستئناف السريع لعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران. وإطلاق سراح مواطنين فرنسيين اثنين. فرانس24/ أ ف ب


يورو نيوز
منذ 13 ساعات
- يورو نيوز
بسبب شعارات مؤيدة لفلسطين خلال مهرجان "غلاستونبري".. الشرطة البريطانية تحقق في مع بعض الفنانين
أفادت شرطة منطقة أفون وسومرسيت في جنوب غرب إنجلترا، أنها تدرس إمكانية فتح تحقيق جنائي بعد أن أدلى فنانو فرقتين موسيقيتين بتصريحات مناهضة لإسرائيل خلال عروض حيّة ضمن فعاليات مهرجان "غلاستونبري"، أحد أكبر المهرجانات الموسيقية في العالم. وخلال عروض منفصلة على مسرح "وست هولتس" في المهرجان يوم السبت 28 يونيو، أدلت الفرقة الهيب هوب الأيرلندية "Kneecap" والثنائي البانك "Bob Vylan" بتعليقات انتقدت سياسات الحكومة الإسرائيلية، مع رفع بعض أعضاء الفرق شعارات منددة بالجيش الإسرائيلي. في بيان نُشر عبر منصة "إكس" مساء السبت، أكدت الشرطة أنها على علم بالتصريحات التي أُلقيت خلال العروض، مشيرة إلى أن ضباطاً سيعملون على تحليل تسجيلات مصورة لتحديد ما إذا كانت هذه التصريحات قد ترقى إلى جرائم جزائية تستلزم فتح تحقيق رسمي. من جانبها، أعربت إدارة مهرجان "غلاستونبري" عن استنكارها للهتافات التي أطلقها فريق "Bob Vylan"، مؤكدة أن مثل هذه التصريحات لا تمثل قيم المهرجان ولا تتماشى مع سياساته المتعلقة برفض الكراهية ومعاداة السامية والتحريض على العنف. بدورها، نددت السفارة الإسرائيلية في لندن بما وصفته بـ"الخطاب الاستفزازي" الذي ظهر خلال الحدث، فيما دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قبل أيام إلى ضرورة عدم منح منصة للمؤيدين المباشرين للإرهاب أو الخطاب المتطرف في الفعاليات العامة. ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوترات المتعلقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث تستمر النقاشات المجتمعية والسياسية في بريطانيا حول حدود حرية التعبير ومسؤولية الجهات المنظمة للأحداث الكبرى في تنظيم خطاب سياسي محتمل. حتى اللحظة، لم يصدر رد فعل رسمي من فريقي "Kneecap" و"Bob Vylan" أو من إدارتيهما حول ما أُثير من ردود فعل.


فرانس 24
منذ 16 ساعات
- فرانس 24
إيران: ماذا نعرف عن سجن إيفين الذي يحتجز فيه معتقلون سياسيون ومواطنون أجانب؟
انتشر اسم سجن إيفين الإيراني في طهران عبر وسائل الإعلام الدولية في خضم حرب 12 يوما. هذا السجن استهدفه هجوم إسرائيلي، قالت عنه إيران الأحد، إنه قد تسبب في مقتل 71 شخصا. ويُعرف سجن إيفين بأنه أسوأ السجون سمعة في إيران. إذ أنه مخصص للسجناء السياسيين وغالبا ما يُحتجز فيه المواطنون الأجانب، بمن فيهم المواطنان الفرنسيان باري وكولر، المتهمان بالتجسس والسعي لإثارة الاضطرابات منذ ثلاث سنوات، حسب السلطات الإيرانية. ووصفت باريس هذه الاتهامات، بأنها لا أساس لها من الصحة، وطالبت بالإفراج الفوري عنهما. وقصفت إسرائيل سجن إيفين، وهو أحد آخر الأهداف التي ضربتها في حملتها الجوية، والتي انتهت بوقف إطلاق النار قبل أربعة ايام. ونددت فرنسا بالغارات على السجن، متهمة إسرائيل بتعريض اثنين من مواطنيها للخطر. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عبر منصة إكس للتواصل الاجتماعي بعد الهجوم "القصف الذي استهدف سجن إيفين في طهران، عرض مواطنينا سيسيل كولير وجاك باري للخطر. إنه أمر غير مقبول". واعتقل الحرس الثوري الإيراني العشرات من المواطنين الأجانب ومزدوجي الجنسية في السنوات القليلة الماضية، بتهم يتعلق أغلبها بالتجسس. وتتهم جماعات الحقوقية ودول غربية طهران باستخدام المعتقلين الأجانب ورقة مساومة، وهو ما تنفيه إيران.