
حروب الأزمات
المستشار عبدالمنعم محمد العيد
إن للأزمات مميزات فيها ما ينفع الناس، وفيها ما يكدر الصفو وكلاهما في وقت واحد، والتي تحمل في طياتها الخير والشر، وهما وجهان لعملة واحدة، وأما ما ينفع الناس فيها بعض الفرص التي تقود إلى النمو والتطوير، وتجعلهم يتجهون إلى التفكير لإيجاد الحلول المبتكرة، وتعلم ما هو جديد من المهارات التي تتجاوز المحن في أوقات الشدة، ويظهر فيها التعاون بين البشر الذي يقوي الروابط الاجتماعية، ومنها القيم والأهداف السامية في الحياة، كما أنها قد تكشف عن نقاط الضعف التي يجب إصلاحها قبل فوات الأوان والحث على التغيير الإيجابي، وخصوصاً في أمور الرفاهية فيما قبل الأزمات والتي نعتبرها من المسلمات، مثل الصحة، والتعليم، والأمن والأمان والاستقرار.
كما أن للأزمات وجهاً آخر يظهر من خلاله الأضرار التي تنتج عنها خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، كما أنها في بعض الأحيان تصيب الاقتصاد في مقتل، وتزيد الكساد في التجارة، وترفع من حدة المعاناة والألم، والتوتر والقلق والخوف والأمراض النفسية، وقد يستغلها البعض لتحقيق مكاسب شخصية وغير أخلاقية، ويكون لها دور عند الناس الجشعين. كما أن لها دوراً كبيراً يحدث الانقسام في المجتمع الواحد، الذي يعرقل عمل التنمية، كما أن الأزمات تعيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي، وتؤخر على تحقيق الأهداف التنموية.
إن التعامل مع الأزمات يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار وبحذر شديد من الأمور المستخلصة من الدروس المستفادة، والعمل على تخفيف الاحتقان الناتج عن الآثار السلبية في المجتمع.
ولنستشهد ببعض الدروس التي من الممكن الأخذ منها بعض العبر، وعلى سبيل المثال الحرب العالمية الثانية كانت قد بدأت بصراع اقتصادي عالمي قبل أن يشتعل فتيل الحرب في العام 1939 حيث استمرت إلى العام 1945، وشملت هذه الحرب ما يقارب غالبية دول العالم بما فيها القوى العظمى، وفي نهايتها تشكل حلفين عسكريين متضادين، هما ما يسميان بالحلفاء والمحور، حيث كانت هذه الحرب أخذت امتداداً واسعاً على مستوى التاريخ، وشارك فيها الملايين من المحاربين من أكثر من 30 دولة. الحرب العالمية الثانية وقعت فيها مذابح راح ضحيتها الكثير من المدنيين من خلال قصف ممنهج لبعض المدن، مما جعلها من أكثر الصراعات الدموية في تاريخ البشرية.
ومن الأسباب الرئيسية التي أدت لقيام الحرب العالمية الثانية، هي معاهدة فرساي التي فرضت بعض الشروط القاسية على ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى، مما أدى إلى استياء واسع النطاق وأخذ صوت القومية الألمانية يرتفع، ومن أسبابها الرئيسية الأزمة الاقتصادية العالمية والكساد الكبير الذي مر به العالم، حيث أدت هذه الأزمة في ثلاثينيات القرن الماضي إلى زعزعة الاستقرار السياسي والاقتصادي في العديد من الدول، وساهمت في صعود الأنظمة الفاشية والعسكرية، ومنها في ألمانيا كانت «بقيادة هتلر»، وإيطاليا «بقيادة موسوليني»، واليابان التي اتبعت السياسات التوسعية.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقينا شرور الحروب والفتن، ويحفظنا ويحفظ بلادنا وبلدان العالم، من كل شر ومكروه.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 7 ساعات
- البلاد البحرينية
كلمة البلاد ما بين 'الكورونا'.. وحرب الـ 12 يوما.. شواهد لجهوزية فريق البحرين الأحد 29 يونيو 2025
في ظل عالم لا يكاد يلتقط أنفاسه بين جائحة صحية غير مسبوقة وصراعات إقليمية متصاعدة، تواصل مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، إثبات جهوزيتها الكاملة واستعدادها الاستباقي في التعامل مع مختلف التحديات. فعندما اجتاحت جائحة كورونا العالم، كان 'فريق البحرين' في طليعة الصفوف، متصدرا المشهد بكفاءة واقتدار. ومن رحم تلك الأزمة، برز نموذج وطني متماسك يجمع بين سرعة القرار، وكفاءة التنفيذ، وتكامل الجهود، وتابع الجميع كيف أن هذه الجهود تحظى بمتابعة جلالة الملك المعظم، وتوجيهات سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء. واليوم، ومع تصاعد التوترات في المنطقة واندلاع حرب الـ 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، تؤكد البحرين مرة أخرى أن جهوزيتها لا تقتصر على الأزمات الصحية فحسب، بل تمتد لتشمل الجهوزية الأمنية والمدنية، والاستقرار الاقتصادي، والحفاظ على السلم المجتمعي. 'فريق البحرين' ليس شعارًا، بل منظومة وطنية أثبتت، عبر كل منعطف، أنها على قدر المسؤولية. من غرف الطوارئ لغرف العمليات إلى مراكز القيادة، ومن الميدان إلى مكاتب القرار، البحرين مستعدة بنسبة 100 %، تدير الأزمات بثقة، وتُحسن تحويل التحديات إلى فرص، في سبيل أمن الوطن وسلامة أبنائه.


الوطن
منذ 9 ساعات
- الوطن
في رحاب محرم.. وطن يفخر بتنوعه وتماسكه
في البحرين، ومنذ مئات السنين، يتجلى التعايش المجتمعي في أبهى صوره، حيث يشكل التنوع المذهبي والديني لوحة فسيفسائية متناسقة، تبرز جمال الوحدة في إطار الاختلاف، وترسخ قيماً راسخة عنوانها؛ البحرين أولاً ودائماً. هذا التكاتف بين أبناء الوطن لم يكن يوماً شعاراً مرفوعاً لتحقيق مصالح آنية، بل كان ولايزال واقعاً مُعاشاً يشهده الجميع في مختلف المناسبات والظروف، حيث تتجسّد هذه الوحدة بشكل لافت مع حلول شهر محرم الحرام، فتعود بي الذاكرة إلى طفولتي عندما كان أهل البحرين، بكل أطيافهم، يتشاركون في إحياء موسم العزاء، في احترام متبادل لخصوصية كل مذهب، دون تعصب أو تحيز. مازلت أذكر كيف كان كثير من أهل السنة يشاركون إخوانهم من الشيعة في زيارة المآتم، ويستمعون للخطباء وهم يسردون سيرة آل البيت، بل إن «عيش الحسين» كان يُوزّع في بيوت الجميع، دون تفرقة أو تمييز. في ذلك الزمان، لم يكن للسياسة أو التحزب أو الطائفية موضع بين أهل البيت الواحد، كان كل فرد يحيي طقوسه ومناسباته في أجواء من التسامح والطمأنينة، يجمعهم حب هذه الأرض، والإخلاص لقيادتها، والحرص على السلم الاجتماعي. هذه القيم لم تولد من فراغ، بل هي متجذرة في وجدان هذا الشعب، ومتوارثة جيلاً بعد جيل. واليوم، لاتزال المملكة تؤكد على هذه الروح من خلال ما يوليه جلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، من اهتمام ورعاية موسمية لمناسبة عاشوراء، في تأكيد على احترام التنوع الديني والمذهبي، وتعزيز قيم التسامح والانفتاح في ظل نهج حضاري ثابت. وفي السياق ذاته تواصل الحكومة، برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، جهودها في تسخير الإمكانيات الرسمية والأمنية والخدمية لضمان إقامة الشعائر الدينية في أجواء آمنة ومنظمة، ما يعكس صورة البحرين كنموذج يحتذى في صون الحريات الدينية وترسيخ مبادئ الوحدة الوطنية والاحترام المتبادل بين جميع مكونات المجتمع. وقد جاءت كلمة معالي وزير الداخلية، خلال لقائه برؤساء المآتم، لترسّخ هذه القيم، مؤكداً على أهمية الوعي الوطني، ودور الجميع في الحفاظ على النظام العام، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة، والتي تتطلب مزيداً من التكاتف والالتزام. والرسالة الأهم، في تقديري، كانت في التذكير بالدور التاريخي للعوائل البحرينية التي توارثت مسؤولية المآتم وحافظت عليها عبر الأجيال، في إطار من التسامح والتعايش والتكافل الذي يضم المواطنين والمقيمين على حد سواء. وفي كل موسم محرم، تثبت البحرين أنها ليست فقط وطناً للتنوع، بل هي نموذج نادر للتعايش الواعي الذي تتوارثه الأجيال، وترعاه الدولة، ويصونه المجتمع، ليبقى هذا الوطن عنواناً لوحدة تصنعها المحبة ويحرسها الوعي.


البلاد البحرينية
منذ 20 ساعات
- البلاد البحرينية
محافظ المحرق: المحرق تعكس دائماً صورة التعايش والتكافل بين أطياف المجتمع البحريني الواحد
عبر رؤساء المآتم والمواكب بمحافظة المحرق عن كامل تقديرهم وامتنانهم للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ، على الدعم والرعاية الكريمة لموسم عاشوراء، مثمنين الجهود المباركة والخدمات المقدمة من الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، والتي تسهم في توفير كافة الاحتياجات اللازمة لإنجاح جميع المناسبات الدينية. جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقده معهم سعادة السيد سلمان بن عيسى بن هندي المناعي محافظ محافظة المحرق، بحضور نائب المحافظ، ومدير عام البلدية وممثلين عن مديرية الشرطة والإدارة العامة للمرور والدفاع المدني والأوقاف الجعفرية وهيئة الكهرباء والماء. وأعرب رؤساء المآتم ، خلال اللقاء، عن خالص الشكر والتقدير إلى الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، على تعليمات معاليه لكافة الإدارات والأجهزة الأمنية بتقديم الخدمات الأمنية والمرورية والتنظيمية في كافة المناسبات. وأكد السيد سلمان بن هندي أن محافظة المحرق تعكس دائماً صورة التعايش والتكافل بين أطياف المجتمع البحريني الواحد، خاصة في المناسبات الوطنية والدينية، مشيراً إلى أهمية التعاون والالتزام بالتعليمات الأمنية والتنظيمية لضمان سلامة الجميع خلال مواكب العزاء وإحياء موسم عاشوراء، مؤكداً على توفير كافة التسهيلات اللازمة لإنجاح هذه المناسبات. وخلال اللقاء، طرح رؤساء المآتم احتياجاتهم وملاحظاتهم، مشيدين بالتنسيق المستمر والتعاون المثمر مع الجهات المعنية، مؤكدين التزامهم الكامل بالإجراءات التنظيمية المطلوبة لضمان أمن وصحة الجميع.