logo
ترامب يهين قادة أفارقة... الاستعلائية في أبشع صورها

ترامب يهين قادة أفارقة... الاستعلائية في أبشع صورها

العربي الجديدمنذ 15 ساعات
لم يتردد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مواصلة عادته في إهانة ضيوفه من قادة ورؤساء في البيت الأبيض، خصوصاً في ولايته الثانية، التي بدأت رسمياً في 20 يناير/كانون الثاني الماضي. وليست
المشادة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي
، في 28 فبراير/شباط الماضي، استثناءً، بل نمط تعاط سياسي يمارسه ترامب، لإذلال كل من يلتقيه تقريباً. وكان لقاء ترامب مع خمسة رؤساء أفارقة، مساء الأربعاء، آخر فصول مسلسل الإهانات المتواصلة، وذلك بحضور قادة موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني، والسنغال بشير ديوماي فاي، وغينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو، وليبيريا جوزيف بواكاي، والغابون بريس أوليغي أنغيما. وعلى الرغم من إشادة الرؤساء الأفارقة بترامب، وفق موقع قناة سي أن أن الأميركية، وتشجيعهم إياه على الاستثمار في بلدانهم، إلا أن الرئيس الأميركي بدا مستعجلاً بحسب أشرطة الفيديو المنتشرة عن الاجتماع، وغير مبالٍ بأحاديث الزعماء، بإيماءات من وجهه وبتحريك يديه، حتى أنه عند تعمّده إهانة أي منهم كان ينظر مباشرة إلى أعينهم.
قاطع ترامب الغزواني طالباً منه الاستعجال في الحديث
وتحوّلت لحظة دبلوماسية إلى مشهد مربك ومشحون بالدلالات، مع مقاطعة ترامب الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني أثناء حديثه، قائلاً: "ربما علينا أن نُسرع قليلاً لأن لدينا جدولا زمنيا حافلا... فقط قل لنا اسمك وبلدك". في المقابل، كان الغزواني يتحدث عن أن "موريتانيا دولة صغيرة ولديها مشاكل بخصوص مؤشرات التنمية"، لكنها "دولة عظيمة بموقعها الإستراتيجي ومواردها الضخمة من مختلف المعادن". وأضاف "لدينا معادن، معادن نادرة. لدينا المنغنيز، ولدينا اليورانيوم، ولدينا أسباب وجيهة للاعتقاد بأن لدينا الليثيوم ومعادن أخرى". ولم تكن هذه المداخلة الوحيدة من نوعها، إذ توجّه ترامب إلى رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو بنفس الطلب.
ترامب المندهش من رئيس ليبيريا
وسأل نظيره الليبيري جوزيف بواكاي قائلاً: "أين تعلمت الإنكليزية؟"، مبدياً دهشته من إتقانه للغة، رغم أن الإنكليزية هي اللغة الرسمية لبلاده. وقال الملياردير الجمهوري مخاطباً خريج كلية إدارة الأعمال: "شكرا لك، ولغتك الإنكليزية ممتازة... أين تعلّمت التحدّث بهذه الروعة؟ أين تلقّيت تعليمك؟ في ليبيريا؟". وبواكاي الذي تُعتبر الإنكليزية لغته الأم شأنه في ذلك شأن سائر مواطنيه، ردّ على سؤال ترامب بابتسامة، بدا فيها محرجا، قبل أن يجيب ببساطة "أجل سيّدي"، أي أنّه تلقّى تعليمه في ليبيريا. لكنّ ترامب الذي كان مُحاطا برؤساء دول أخرى في غرب أفريقيا ناطقة بالفرنسية آثر مواصلة الإشادة بمدى إتقان ضيفه للإنكليزية.
وقال ترامب: "حسناً، هذا مثير للاهتمام للغاية، هذه لغة إنكليزية جميلة. لديّ أشخاص حول هذه الطاولة لا يتحدّثونها بنفس إتقانك لها". وليبيريا هي أقدم جمهورية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وقد تأسّس هذا البلد في 1822 بصفته مستوطنةً
للعبيد المحرّرين في الولايات المتّحدة
والذين عادوا للعيش في غرب أفريقيا. والإنكليزية هي اللغة الرسمية في ليبيريا وهي أيضا اللغة الأكثر انتشارا في سائر أنحاء هذا البلد. وبواكاي الذي يرأس ليبيريا منذ 2024 تخرّج من جامعة ليبيريا في العاصمة مونروفيا، كما درس في جامعة ولاية كانساس في وسط الولايات المتحدة.
تقارير دولية
التحديثات الحية
تصريحات وسياسات.. لماذا يقلق الأفارقة من عودة ترامب للبيت الأبيض؟
وفي تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية حول ما قام به ترامب من إذلال وإهانة لنظرائه الأفارقة، خصوصاً أنه كان يبحث معهم نقل مهاجرين غير نظاميين من الولايات المتحدة إليهم، اعتبرت النائبة الديمقراطية عن ولاية تكساس، جاسمين كروكيت: "أنا متأكدة من أن كونك مسيئاً بشكل صارخ ليست هذه الطريقة التي تدار بها الدبلوماسية". أما ميشيل غافين، التي ساعدت في إعداد الرئيس الأسبق باراك أوباما لعقد اجتماعات مع القادة الأجانب بصفتها المديرة الأولى لشؤون أفريقيا في مجلس الأمن القومي، فرأت أن "تعليقات ترامب كانت محرجة"، ومع تأكيدها أن تعليقات ترامب لن "تعطل العلاقات بين الولايات المتحدة وليبيريا... لكنها وجّهت رسالة إلى الليبيريين مفادها بأن ترامب غير مدرك للعلاقة التاريخية بين البلدين".
مسعد بولس: ترامب أثنى على المهارات اللغوية لرئيس ليبيريا
في المقابل، رفض
مسعد بولس
، كبير مستشاري وزارة الخارجية لشؤون أفريقيا، وهو والد زوج ابنة ترامب، تيفاني، أن يكون الرئيس قد أهان القادة الأفارقة، مشيراً في بيان إلى أن "الرئيس أثنى بالفعل على المهارات اللغوية للرئيس الليبيري... الجميع يقدرون بشدة وقت الرئيس وجهده، لم يكن للقارة الأفريقية مثل هذا الصديق في البيت الأبيض كما هو حال الرئيس ترامب". ومساء الخميس، نشر البيت الأبيض بياناً من وزيرة خارجية ليبيريا، سارة بيسولو نيانتي، جاء فيه أنه "لم تكن هناك إهانة من وجهة نظر الرئيس الليبيري... ما سمعه الرئيس ترامب بوضوح هو التأثير الأميركي على لغتنا الإنكليزية في ليبيريا، والرئيس الليبيري لا يشعر بالإهانة من ذلك.
تنديد ليبيريّ
لكن صحيفة وول ستريت جورنال نقلت موقفاً مندداً لترامب من قبل فوداي ماساكيو رئيس مجلس التغيير الديمقراطي المعارض في ليبيريا، الذي قال إن التصريحات تجسد عدم احترام ترامب للزعماء الأجانب، تحديداً الأفارقة منهم. وقال ماساكيو: "كان الرئيس ترامب متعالياً وغير محترم للغاية للزعيم الأفريقي... هذا يثبت أن الغرب لا يأخذنا على محمل الجد نحن الأفارقة". وتطرقت الصحيفة إلى الشعور الليبيري بالقلق من مواقف ترامب، بشأن خفض المساعدات الأميركية لليبيريا، خصوصاً مع حلّ
الوكالة الأميركية للتنمية الدولية
(يو إس إيد)، التي كان يشكّل دعمها لليبيريا نحو 2.6% من الدخل القومي الإجمالي، وهي أعلى نسبة في أي مكان في العالم.
ورأى الناشط الليبيري، أرشي تاميل هاريس، لقناة سي أن أن: "أشعر أن الرئيس الأميركي والناس في الغرب ما زالوا ينظرون إلى الأفارقة على أنهم أناس في القرى غير متعلمين". كذلك، اعتبر دبلوماسي ليبيري طلب عدم الكشف عن اسمه لـ"سي أن أن"، أنهم يشعرون أن التعليق "لم يكن مناسباً". رأى بعض المعلقين أن ترامب معروف بتصرفات مشابهة مع زعماء دول أخرى، عربية وأوروبية على السواء، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحتى مع كندا وألمانيا، بل مع سياسيين أميركيين أيضًا. وكتب أحدهم "ترامب إذا رآك ضعيفاً وليس لك وزن أو هيبة سيقلل من احترامك، سواء كنت أفريقياً أو أوروبياً أو حتى أميركياً".
تقارير دولية
التحديثات الحية
حرب ترامب على جنوب أفريقيا: نظريات المؤامرة والانتقام لإسرائيل
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يشعل الحرب التجارية برسوم بـ30% على الاتحاد الأوروبي والمكسيك
ترامب يشعل الحرب التجارية برسوم بـ30% على الاتحاد الأوروبي والمكسيك

القدس العربي

timeمنذ 4 ساعات

  • القدس العربي

ترامب يشعل الحرب التجارية برسوم بـ30% على الاتحاد الأوروبي والمكسيك

فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم السبت رسوما جمركية بنسبة 30 بالمئة على الواردات من المكسيك والاتحاد الأوروبي اعتبارا من أول أغسطس آب بعد مفاوضات لأسابيع مع الشريكين التجاريين الرئيسيين لم تثمر عن اتفاق تجاري شامل. وأعلن ترامب القرار عبر منشورين منفصلين على منصة تروث سوشيال. وفي الأسبوع الماضي، أعلن ترامب فرض رسوم جمركية جديدة على عدد من الدول منها اليابان وكوريا الجنوبية وكندا والبرازيل، بالإضافة إلى رسوم تبلغ 50 بالمئة على واردات النحاس. وتأهب الاتحاد لخطاب من ترامب يحدد فيه الرسوم التي يعتزم فرضها على أكبر شريك تجاري واستثماري للولايات المتحدة بعد توسيع نطاق حرب الرسوم الجمركية في الأيام الماضية. وكان التكتل يأمل في البداية في إبرام اتفاقية تجارية شاملة تلغي الرسوم الجمركية على السلع الصناعية بالنسبة للجانبين، لكن المحادثات الصعبة على مدى أشهر جعلت الاتحاد يستنتج أنه قد يضطر إلى القبول باتفاقية مؤقتة على أمل التفاوض على صفقة أفضل. ويتعرض التكتل المؤلف من 27 دولة لضغوط متضاربة إذ تحث ألمانيا على التوصل إلى اتفاق سريع لحماية صناعتها، في حين يقول أعضاء آخرون في الاتحاد، مثل فرنسا، إن المفاوضين يجب ألا يوافقوا على اتفاق أحادي الجانب يرضخ للشروط الأمريكية. وبدأت سلسلة الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في جلب عشرات المليارات من الدولارات شهريا كإيرادات جديدة للحكومة الأمريكية. وتجاوزت الإيرادات 100 مليار دولار في السنة المالية الاتحادية حتى يونيو حزيران، وفقا لبيانات وزارة الخزانة الصادرة أمس الجمعة.

فيتنام تتفاجأ برسوم جمركية أميركية بنسبة 20% وتسعى لخفضها
فيتنام تتفاجأ برسوم جمركية أميركية بنسبة 20% وتسعى لخفضها

العربي الجديد

timeمنذ 7 ساعات

  • العربي الجديد

فيتنام تتفاجأ برسوم جمركية أميركية بنسبة 20% وتسعى لخفضها

أفادت مصادر مطّلعة بأن القيادة في فيتنام فوجئت بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، موافقته على فرض رسوم جمركية بنسبة 20%. إلا أن الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا لا تزال تسعى إلى خفض هذه النسبة المرتفعة. وبحسب ما نقلته وكالة "أسوشييتد برس"، فإن الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي تو لام، أبلغ فريقه التفاوضي، عقب مكالمة هاتفية مع ترامب يوم الأربعاء الماضي، بضرورة مواصلة الجهود من أجل تقليص نسبة الرسوم. وقد طلبت المصادر التي أوردت المعلومات عدم الكشف عن هويتها نظراً إلى سرّية المحادثات. ونقلت وكالة "بلومبيرغ" للأنباء، اليوم الجمعة، عن المصادر ذاتها، أن نسبة الرسوم الجمركية البالغة 20% كانت مفاجئة للقيادة الفيتنامية، إذ كانت تعتقد أنها ضمنت نطاقاً أكثر تفضيلاً، يتراوح بين 10% و20%. وكانت فيتنام قد دفعت، قبل الاتصال الهاتفي، باتجاه حصر النسبة ضمن هذا الإطار الأدنى. وفيما لم تتحدث وسائل الإعلام الفيتنامية كثيراً عن الرسوم الجديدة، كشفت "بلومبيرغ" عن مذكرة حكومية أُرسلت إلى الصحافة المحلية، تُوجّه بعدم نشر أي محتوى غير واضح أو يحمل طابع التكهنات، من دون موافقة مشتركة بين فيتنام والولايات المتحدة. ولم ترد وزارة الخارجية الفيتنامية حتى الآن على طلب للتعقيب. تُعد فيتنام من أبرز الدول المستفيدة من التحولات في سلاسل التوريد العالمية خلال السنوات الأخيرة، وخصوصاً بعد اشتداد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب. فقد استقطبت هانوي استثمارات صناعية كبرى، لا سيما في قطاعي الإلكترونيات والمنسوجات، حيث سعت الشركات متعددة الجنسيات إلى تقليل اعتمادها على الصين تجنباً للرسوم الأميركية المفروضة على الواردات الصينية. طاقة التحديثات الحية الولايات المتحدة وفيتنام توقعان صفقات في مجالي الطاقة والمعادن وقد أدّى هذا التحول إلى زيادة ملحوظة في الفائض التجاري لفيتنام مع الولايات المتحدة، ما أثار قلق واشنطن ودفعها إلى مراقبة العلاقات الاقتصادية الثنائية من كثب. ففي عام 2023، تجاوز فائض فيتنام التجاري مع أميركا حاجز 100 مليار دولار، ما وضعها على رادار الإدارة الأميركية باعتبارها "مستفيداً غير متوازن" من النظام التجاري الحالي، حسب تعبير مسؤولين أميركيين. وعلى الرغم من تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين -إذ قام الرئيس جو بايدن بزيارة تاريخية إلى فيتنام عام 2023، جرى خلالها رفع مستوى العلاقات إلى شراكة استراتيجية شاملة- فإن إدارة ترامب، التي تعتمد مقاربة أكثر حمائية وعدائية في ملفات التجارة، تنظر بعين الريبة إلى هذه الشراكات، وتضغط لفرض رسوم جمركية جديدة على واردات فيتنامية متنوعة، من الأجهزة الإلكترونية إلى الأثاث والصلب. وتسعى فيتنام، بدورها، إلى الحفاظ على علاقتها الاقتصادية الوثيقة مع الولايات المتحدة دون تعريض نفسها لعقوبات تجارية قد تضر بصادراتها ونموها الاقتصادي. لذلك، تبذل القيادة الفيتنامية جهوداً دبلوماسية وتفاوضية حثيثة لتفادي فرض رسوم مرتفعة قد تؤثر بقطاعات حيوية في اقتصادها الذي يعتمد بنسبة كبيرة على التصدير. من ناحية أخرى، تعكس التوجيهات الإعلامية الصارمة في فيتنام بشأن تغطية التطورات التجارية مع الولايات المتحدة، سعي القيادة إلى ضبط السرد الإعلامي وتجنّب إثارة القلق الداخلي أو خلق توترات دبلوماسية غير محسوبة، في ظل حساسية المرحلة ودقة المفاوضات الجارية.

حزب ماسك .. تكتل للمستثمرين أم تهديد حقيقي للحزبين الحاكمين؟
حزب ماسك .. تكتل للمستثمرين أم تهديد حقيقي للحزبين الحاكمين؟

العربي الجديد

timeمنذ 7 ساعات

  • العربي الجديد

حزب ماسك .. تكتل للمستثمرين أم تهديد حقيقي للحزبين الحاكمين؟

يعتزم الملياردير إيلون ماسك تأسيس حزب جديد، مع أنه طوال السنين الطويلة الماضية ظل المشهد السياسي الأميركي قائماً على حزبين رئيسيين هما الجمهوري، الذي ينتمي إليه دونالد ترامب ، والديمقراطي الذي ينتمي إليه جو بايدن ، رغم وجود أحزاب ثانوية صغيرة أخرى. ومنذ العام 1856، تشهد الولايات المتحدة تنافساً قوياً على الرئاسة بين هذين التكتلين ضمن ما يوصف بنظام الحزبين الرئيسيين اللذين يسيطران على الساحة وبشكل مطلق، وفي كل انتخابات للرئاسة يتفوّق الحزبان على الأحزاب الصغيرة الأخرى مثل الليبرالي والأخضر والشعب، والتي تنحصر إنجازاتها في الفوز ببعض الولايات والمناصب المحلية. وعلى الرغم من محاولات عدة لتأسيس حزب سياسي ثالث قوي يناطح الحزبين الرئيسيين وينافسهما، سواء في انتخابات الرئاسة التي تجري كل أربع سنوات أو الانتخابات التشريعية، إلا أن المحاولات باءت بالفشل لأسباب عدة. ومع هيمنة الحزبين على المشهد السياسي، فإن كثيراً من الأميركيين عزف عن الاهتمام بالشأن العام وقاطع الانتخابات، سواء الرئاسية أو التشريعية، خاصة مع ما تردد عن تواطؤ رموزه وقادته وعملهما لخدمة مصالحهم الشخصية على حساب مصالح الناخبين والتعهدات الانتخابية. ورغم أن مواد الدستور الأميركي لا تمنع إنشاء أحزاب جديدة أو دخول كيانات وقوى إلى الحياة السياسية، فإن النظام السياسي في الولايات المتحدة كان مصمماً بطريقة تضمن بقاء الحزبين الرئيسيين في سدة الحكم، والقضاء بشكل غير مباشر على أي منافس، حتى لو كان بوزن الملياردير الأميركي والرئيس السابق لبلدية نيويورك مايكل بلومبيرغ، الذي أعلن قبل نحو عقد أنه يدرس جدياً إمكانية خوض انتخابات الرئاسة الاميركية التي جرت العام 2016. اقتصاد دولي التحديثات الحية ترامب يهاجم ماسك: لولا الدعم لأغلق مشاريعه وعاد إلى جنوب أفريقيا وقتها قالت مصادر قريبة من الرجل الثري إنه على استعداد لإنفاق حتى مليار دولار من ماله الخاص على حملة انتخابية شخصية. وفي سنوات لاحقة انضم بلومبيرغ بالفعل إلى قائمة المتنافسين المحتملين على خوض انتخابات الرئاسة الأميركية ومواجهة ترامب عام 2020. لكنه انسحب قبل الانتخابات العامة ولم يحصل على أي أصوات في المجمع الانتخابي. وقبلها وفي عام 2010، تشكل حزب جديد تحت عنوان "بلا أسماء" وأعلن مؤسسوه تقديم مرشح رئاسي لمنافسة جو بايدن وخصمه الجمهوري، ترامب، في انتخابات 2024، إلا أن التجربة لم تنجح في ذلك الوقت وتوارى الكيان عن الأنظار. حزب أميركا قد يحرك المياه الراكدة داخل المشهد السياسي الأميركي الراكد في حال إذا ما أثبت جديته ومع تعمق الخلافات الأخيرة بين ترامب والملياردير الأميركي إيلون ماسك حول ملفات عدة، من أبرزها مشروع قانون الموازنة والإنفاق الحكومي وأزمة الدين العام، خرج ماسك على الرأي العام الأميركي ليعلن أنه شكل حزباً سياسياً أطلق عليه اسم "حزب أميركا"، يكون "في المنتصف تماماً بين الديمقراطيين والجمهوريين" حسب قوله. وليمثل تحدياً للنظام الحزبي التقليدي في الولايات المتحدة. ومن باب الاقتصاد والأزمات المالية سعى ماسك للترويج لحزبه الجديد قائلاً: "عندما يتعلق الأمر بإفلاس بلدنا بسبب الهدر والفساد، فإننا نعيش في نظام الحزب الواحد، وليس في ديمقراطية، اليوم، تم تأسيس حزب أميركا ليعيد لكم حريتكم". اقتصاد دولي التحديثات الحية رسوم ترامب على الأدوية تهدد أيرلندا كما ربط ميلاد الحزب بالخلافات مع إدارة ترامب على أزمة كبيرة تهدد الاقتصاد الأميركي، وهو العجز المتفاقم في الموازنة العامة والزيادات القياسية في الدين العام، والتي تكلف الناخب الأميركي ما يقرب من تريليون دولار سنوياً كلفة أعباء بعد أن تجاوزت قيمتها 36 تريليون دولار. لا أظن أن ماسك يسعي شخصياً من خلال تأسيس الحزب إلى المنافسة على انتخابات الرئاسة في عام 2028، لأن الدستور الأميركي يحظر ذلك، حيث إنه مولود في جنوب أفريقيا، ولا يمكنه الترشح في تلك الانتخابات، إذ يفرض الدستور على المرشحين أن يكونوا من مواليد الولايات المتحدة. لكن ذلك لا يمنع ماسك من مضايقة الحزب الجمهوري الذي يقوده حالياً دونالد ترامب، ومناكفته والحزب الأخر في الشارع السياسي ولدى الناخب، خاصة وسط النخبة التي تعارض سياسات ترامب الاقتصادية والخارجية. مع تعمق الخلافات الأخيرة بين ترامب والملياردير الأميركي إيلون ماسك حول ملفات عدة، من أبرزها مشروع قانون الموازنة والإنفاق الحكومي وأزمة الدين العام، خرج ماسك على الرأي العام الأميركي ليعلن أنه شكل حزباً سياسياً أطلق عليه اسم "حزب أميركا" ورغم هذا الاعتبار وغيره، إلا أن حزب ماسك قد يستقطب عدداً كبيراً من رجال الأعمال، خاصة من داعمي الحملات الانتخابية الرئاسية، وهو ما يشكل تهديداً لسياسة الحزب الواحد التي ترسخت في الولايات المتحدة على مدى عقود، نظراً لعدة اعتبارات منها ضخامة التمويل الذي يمكن أن يحصل عليه حزب أميركا الوليد سواء من ماسك، أثرى أثرياء العالم، أو من مليارديرات أسواق المال في حي "وول ستريت" الذين قد يدعمون سياسة الحزب بمليارات الدولارات، خاصة إذا حقق مصالحهم المالية والاقتصادية، سواء على مستوى الدعم الحكومي والقوانين والضرائب والقيود الجمركية على المنافسين الخارجيين. كما أن صياغة برنامج الحزب الجديد يمكن أن تعطي له زخماً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً يساهم في إكسابه شعبية قوية على مستوى الولايات المتحدة، بما يكفي لتشكيل تهديد حقيقي للحزبين القائمين، خاصة حزب ترامب الذي بات ماسك يناصبه العداء. سيارات التحديثات الحية "تسلا" تواجه خطر خسارة 1.2 مليار دولار بسبب مشروع ضرائب ترامب لكن الأمر برمته ونجاح حزب أميركا الوليد، يتوقفان على عدة اعتبارات، أبرزها مدى جدية ماسك في إخراج الحزب للنور، والسياسات الاقتصادية والسياسية والمالية والصحية والاجتماعية التي سيتبناها الحزب، ومدى تشابه تلك السياسات مع أفكار الحزبين القائمين، خاصة أن ماسك يدافع عن معظم الأفكار الاقتصادية والاجتماعية نفسها التي يتبناها حزب ترامب أو رجال الأعمال الأثرياء في البورصات وأسواق المال الأميركية "وول ستريت" وعمالقة التكنولوجيا ومستثمرو وادي السيليكون، وكذا وسط قطاع الأعمال والنفط والسلاح والأدوية. كما أن ماسك يريد حزباً محافظاً مالياً يضبط الإنفاق العام ويعالج أزمة الدين العام، وهي نفس خطوط الحزبين القائمين والشعارات التي يتبناها أكبر كيانين سياسيين في الولايات المتحدة، إضافة إلى أن الملياردير الثري الذي بات يناصب ترامب العداء بعد صداقة قوية ودعم مالي لا محدود في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لم يقدم سوى تفاصيل قليلة أخرى حول برنامج الحزب الوليد. هل اقتحام ماسك عالم السياسة بهذه الحدة يمكن أن يضر بشركاته وفي مقدمتها تسلا وبمصالحه الاقتصادية والمالية وتبقى الأسئلة: هل يمتلك ماسك شعبية داخل الشارع الأميركي تضمن بداية قوية للحزب، أم أن شعبيته تتركز داخل مجتمع الأعمال والمستثمرين وأباطرة وول ستريت، وهل المال السخي والإنفاق الضخم كافيان لتدشين حزب ثالث في الولايات المتحدة ونجاحه، خاصة أن هناك من يرى أن المال مجرد بداية جيدة في إعادة رسم السياسة الأميركية والمشهد الانتخابي برمته، لكنه غير كاف لعمل شعبية على مستوى الناخب وداخل الولايات التي تحظى بثقة مرشحي الحزبين تاريخياً وعلى مدى سنوات طويلة، وليس كافياً لضمان الفوز في الانتخابات الرئاسية أو التشريعية، ومحاولة انتزاع مقاعد في مجلسي النواب والشيوخ والتحول إلى "الصوت الحاسم" في التشريعات الرئيسية؟ اقتصاد دولي التحديثات الحية هل بدأت إمبراطورية إيلون ماسك تتفكك بعد خلافه العلني مع ترامب؟ وهل اقتحام ماسك عالم السياسة بهذه الحدة يمكن أن يضر بشركاته وفي مقدمتها تسلا وبمصالحه الاقتصادية والمالية، خاصة أنه عقب إعلانه عن تأسيس الحزب الجديد هبط سهم شركة السيارات الكهربائية العملاقة بنحو 8%، ما يظهر قلق الأسواق والمستثمرين في أسواق المال والبورصات من انخراط الملياردير الثري المتزايد في السياسة على حساب إدارة شركاته العملاقة و"بزنسه" الخاص، ويعيد هذا الانخفاض إلى الأذهان ما حدث بعد انضمام ماسك إلى حكومة ترامب وزيراً، وتعرض تسلا وغيرها من الشركات إلى تراجع في المبيعات والإيرادات، بل ومهاجمة مقراتها من قبل الموظفين الفيدراليين المفصولين بقرارات من ماسك. حزب أميركا قد يحرك المياه الراكدة داخل المشهد السياسي الأميركي الراكد في حال إذا ما أثبت جديته، لكن في حال فشل التجربة، فإن المناخ السياسي سيصبح مغلقاً لسنوات طويلة مقبلة أمام الحزبين الرئيسيين وحتى إشعار آخر؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store